الفصل الأخير
رحمة ربه بصديقه هارون كبيرة ليس لها حدود، منذ ذلك اليوم الذي أخبره فيه معاذ عن سقوط زوجة صديقه مغشيا عليها ثم توقيع الطبيب الكشف عليها، تهنئتهم بعدها بحملها، جعله يدرك أن فضل الله كبيرا على هارون حينما منحه ذلك الطفل هدية، فرصة جديدة للحياة.
اقتسم وقته منذ حينها على رعايته وزيارته لهارون، عمله في الشركة بمعاونة معاذ الذي أثبت جيدا له أنه يستطيع الاعتماد عليه حقا، و على زوجته التي تثير جنونه بطلباتها الغير متوقعة، منذ قليل فقط آتاه اتصال منها، أخبرته فيها بنبرة متوسلة
"موسى، أريد مانجو عويس على الفور و إلا سوف يظهر لطفلك وحمة كبيرة على وجهه على هيئة مانجو، هذا إن لم تأت على الفور"
و مجبور هو على الإسراع في جلب المانجو تلك، ليس خوفا على الطفل فقط و لكن لعشقه الكبير لها الذي يجعله لا يرفض لها طلبا.
تطلع نحو زوجة صديقه التي تعاونه على الجلوس رغم حالتها المتقدمة من الحمل، ابتسم بوهن، فصديقه أخيرا وجد ذلك العشق الذي تمسك به، و كان سببا في تغيير حياته للأبد.
ودع صديقه ببسمة هادئة، وعده موسى بالعودة مرة أخرى في المساء لكنه فوجئ بسلسبيل تخبره أنه ليس هناك من داع و هي سوف ترافقه اليوم، حاول جاهدا معها على أن يثنيها عن رغبتها تلك فهي تحتاج من يراعها بحملها المتقدم ذاك و هي تريد رعايته، إصرارها الكبير جعلته يرضخ في النهاية ناظرا لموسى بيأس.
عاد يتطلع عليها من جديد، بطنها منتفخ بقوة، لقد اقتربت من موعد ولادتها، و ها هي تحرص على خدمته كعادتها بالتبادل مع شقيقته زاد، لقد أثبتت له سلسبيل كم كان نذلا و أنه أخطأ في حقها كثيرا، لكن ليس هناك من سبيل للعودة إلى الماضي و تغيير ما حدثه، سوف يحرص إن أراد الله و يكتب له عمر جديد أن يعوضها على معاناتها معه، أخبرها بنبرة ممتنة:
"لا أعلم ماذا أقول أو كيف اشكرك حقا سلسبيل، لقد حملتني جمائل عدة رقبتي نحوك، لا أعلم أيضا كيف سوف اعوضك على ما تحملتيه معي، لكنني أقسم لك بأنني سوف امنحك كل ما تريدين، حتى لو كان الطلاق! أعلم جيدا أن كل ما يبقيك بجواري هو الشفقة علي و كذلك ذلك الطفل الذي تحملينه، لكن أعدك أنك سوف تستطيعين عيش حياتك بلا هم حينما يمنحني الله الشفاء من لدنه!"
تطلعت نحوه بغيظ و هي تنصت لكلماته تلك، لولا تلك الحالة التي هو فيها لكانت لكمته على الفور "في ماذا يفكر ذلك الرجل؟!" سألت نفسها في يأس، عن أي شفقة هو يتحدث؟! هل الشفقة تجعلها تجلس بالساعات بجواره بينما يتلقى ذلك العلاج المريع؟! أم هي يا ترى التي جعلتها و هي في حالتها المتقدمة تلك من الحمل تصر على رعايته و البقاء معه طوال الليل؟!
هزت رأسها بقلة حيلة و يأس شديد، متسائلة متى سوف يعلم ذلك الأبله أنها تعشقه، طوال تلك الشهور الفائتة، عشرتها له، بقائها بجواره في أوقاته الصعبة جعلها تميل إليه، تشعر بوجعه و وهنه، تفهم ماهيته، ما وراء ذلك القناع من اللامبالاة والعبث الذي يضعهما، لينكشف لها وجه آخر تماما، وجه طفل صغير خائف، يواجه زيف الحياة بزيف، حتى لا تقسو عليه، حتى لا يداس بالنعال.
جذبها حبه الكبير لشقيقته زاد، التي أضحت هي الأخرى كشقيقة لها، تقاربها الذي حدث طوال تلك الشهور الماضية جعلهما تدركان أن ألمهما واحد، عليهما الاتحاد معا، لمساعدة سندهما في الحياة حتى يعود من كبوته.
لا تعلم كيف سوف تخبره أنها لا تريد ذلك الطلاق الذي يتحدث عنه، لكنها سوف تحرص على جعله يشعر أن ليس الشفقة أو حتى الطفل هو ما يجمعها سويا بل شيء آخر تماما.
حالة زاد تقلقه، بعد أن أوصلها إلى المنزل بعدما عادوا من المشفى حيث كانا في زيارة أخيها هارون و هي تخبره أنها تشعر بقلق و خوف، فزوجة أخيها ليست في المنزل و هي لا تريد النوم وحيدة، طلبت منه البقاء و المبيت معها، تردد كثيرا في تنفيذ طلبها ذاك، لكنه رضخ في النهاية لها، و كيف له ألا يفعل و هي زاد القلب.
ابتسمت له بود بينما تقوده إلى غرفتها في المنزل، تركته لدقائق ريثما تجلب له منامة منزلية خاصة أخيها هارون بلون كحلي داكن، تقبلها على مضض ثم ذهب لأخذ حمام سريع ليستطيع النوم بعدها.
يقسم بالله طوال عمره لن ينسى ذلك المشهد الذي رآه أمام عينيه بعد خروجه من المرحاض، لقد كانت هي أمامه، زاد القلب و عشق الروح في غلالة تدعو للخطيئة، وجه فاتن، شفتين بلون الورد الأحمر، عينين ببريق الكهرمان، يتطلعان إليه في شغف كبير.
سجده تجمد، لم يستطع أن يتحرك خطوة واحدة حتى، ألقت عليه زاده تعويذة عشق لم يستطع الخروج منها أبدا، و ها هي تمارس عليه طقوس سحرها من جديد، فماذا عليه أن يفعل؟!
لم تتركه كثيرا في حيرته، كانت هي التي بادرت بالوصول إليه، معانقته بجموح، ثم همسها في أذنه بنبرة مغوية:
"زادك تعطيك فرصة أخرى، تمنحك سحرها، سكرات العشق طالت، و ها هي تموت عشقا فيك يا معاذ، فامنحها العشق الرحيم"
تعويذة عشقها نجحت، لم ينتظر مزيدا من الوقت، أخذ منها زمام المبادرة، تحول عشقه إلى شوق كاسح، رغبة و لهفة، لنيلها، لتذوق ذلك الزاد الذي حرم عليه سنوات طوال، و الآن بين يديه يقدم له نفسه على طبق من عشق!
"بعد مرور عام"
عليه أن يصلي و يحمد الله كثيرا على تلك المعجزة التي حدثت له، فمن كان ليصدق أنه سوف يعود مرة أخرى، يكتب له النجاة، على يد صغيره الذي يحمله بين يديه بحب كبير!
يحيى، الذي منحه الحياة ببركة الله تعالى كما منحه هو لوالدته، سلسبيل شريان الحياة! ذلك النبع الصافي الذي لا ينضب أبدا! و الذي كلما ارتوى منه طالب بالمزيد!
من كان ليظن أن تلك السعادة سوف ينالها يوما! أن يعيش ليرى فلذة كبده، يحمله بين ذراعيه، يشاهد زوجته الحبيبة التي علم فيما بعد أنها كانت دعوة صادقة من والدته في صغره، بأن يجد ذلك السكن الذي لا يرغب في تركه أبدا.
صديق عمره الذي يحمل ابنه آصف بين يديه، و على وجهه ابتسامة رضا، يضحك على أخيه معاذ الذي يتجادل مع زاد التي ترفض الجلوس على الطاولة و التوقف عن الرقص على أغان الأطفال التي تعلو في المكان، بحملها المتقدم و الذي يحوي أنها على وشك الولادة!
اليوم يحتفلون بذكرى ميلاد يحيى، لقد دعى المقربين فقط لذلك الحفل، لا يريد سوى المحبين فقط، الذين لا يحملون الزيف على وجوههم أو في قلوبهم، لم يعد ذلك العالم الزائف الذي كان يعيش فيه!
منذ نجاته، اقسم بالله أن يغير حياته، يبدلها، يتخلص من ذلك العفن الذي كان يحاوطه، أصدقاء سوء، أماكن سوء، كل ذلك صفحة مزقها من حياته وطرحها في مكب للمنفي من الذكريات السيئة.
التزم بصلاته، ساعد المحتاج، تبرع بالأموال، الكثير منها لمن هم في مثل حالته الذين لا يملكون ثمن العلاج، فمرضه ذاك منحه رؤية أخرى للحياة، زاوية جديدة ينظر منها!
الحياة ليست وردية أجل، هو يعلم ذلك، لكنه تعلم درسه جيدا، الصبر، الإيمان سلاح لن تتخلى عنه أبدا في حياتك كي تعيش رافع الرأس، تنعم براحة البال! مبادئ موسى التي كان يسخر منها ذات يوم ها هو يسير عليها و لا يتخطاها أبدا.
كان عليه دفع الثمن كي ينال تلك السعادة، فكر كثيرا هل لو عاد به الزمن للوراء قبل حدوث كل شيء، لقاءه بسلسبيل و ما فعله معها، هل كان ليكرر كل تلك الأخطاء؟! جوابه كان أجل!
لولا تلك الأخطاء ما كان ليحصل على صغيره يحيى! لما كان ذاق طعم ذلك العشق الذي ليس له مثيل! تلك المتعة لسعادة زوجته و ابنه، حضنهما الدافئ الذي ينعم به كل يوم حتى الغرق.
نظر حوله من جديد لتلك الوجوه المبتسمة الضاحكة، الجميع حصل على السعادة، يعلمون أنها لن تدوم! لكن يعلمون جيدا أيضا أن ثمن العشق ذاك تلك السكرات التي لابد أن تمر بها كي تصل إلى محطتك الأخيرة، الموت عشقا في سبيل من تحب.
النهاية.
اقتسم وقته منذ حينها على رعايته وزيارته لهارون، عمله في الشركة بمعاونة معاذ الذي أثبت جيدا له أنه يستطيع الاعتماد عليه حقا، و على زوجته التي تثير جنونه بطلباتها الغير متوقعة، منذ قليل فقط آتاه اتصال منها، أخبرته فيها بنبرة متوسلة
"موسى، أريد مانجو عويس على الفور و إلا سوف يظهر لطفلك وحمة كبيرة على وجهه على هيئة مانجو، هذا إن لم تأت على الفور"
و مجبور هو على الإسراع في جلب المانجو تلك، ليس خوفا على الطفل فقط و لكن لعشقه الكبير لها الذي يجعله لا يرفض لها طلبا.
تطلع نحو زوجة صديقه التي تعاونه على الجلوس رغم حالتها المتقدمة من الحمل، ابتسم بوهن، فصديقه أخيرا وجد ذلك العشق الذي تمسك به، و كان سببا في تغيير حياته للأبد.
ودع صديقه ببسمة هادئة، وعده موسى بالعودة مرة أخرى في المساء لكنه فوجئ بسلسبيل تخبره أنه ليس هناك من داع و هي سوف ترافقه اليوم، حاول جاهدا معها على أن يثنيها عن رغبتها تلك فهي تحتاج من يراعها بحملها المتقدم ذاك و هي تريد رعايته، إصرارها الكبير جعلته يرضخ في النهاية ناظرا لموسى بيأس.
عاد يتطلع عليها من جديد، بطنها منتفخ بقوة، لقد اقتربت من موعد ولادتها، و ها هي تحرص على خدمته كعادتها بالتبادل مع شقيقته زاد، لقد أثبتت له سلسبيل كم كان نذلا و أنه أخطأ في حقها كثيرا، لكن ليس هناك من سبيل للعودة إلى الماضي و تغيير ما حدثه، سوف يحرص إن أراد الله و يكتب له عمر جديد أن يعوضها على معاناتها معه، أخبرها بنبرة ممتنة:
"لا أعلم ماذا أقول أو كيف اشكرك حقا سلسبيل، لقد حملتني جمائل عدة رقبتي نحوك، لا أعلم أيضا كيف سوف اعوضك على ما تحملتيه معي، لكنني أقسم لك بأنني سوف امنحك كل ما تريدين، حتى لو كان الطلاق! أعلم جيدا أن كل ما يبقيك بجواري هو الشفقة علي و كذلك ذلك الطفل الذي تحملينه، لكن أعدك أنك سوف تستطيعين عيش حياتك بلا هم حينما يمنحني الله الشفاء من لدنه!"
تطلعت نحوه بغيظ و هي تنصت لكلماته تلك، لولا تلك الحالة التي هو فيها لكانت لكمته على الفور "في ماذا يفكر ذلك الرجل؟!" سألت نفسها في يأس، عن أي شفقة هو يتحدث؟! هل الشفقة تجعلها تجلس بالساعات بجواره بينما يتلقى ذلك العلاج المريع؟! أم هي يا ترى التي جعلتها و هي في حالتها المتقدمة تلك من الحمل تصر على رعايته و البقاء معه طوال الليل؟!
هزت رأسها بقلة حيلة و يأس شديد، متسائلة متى سوف يعلم ذلك الأبله أنها تعشقه، طوال تلك الشهور الفائتة، عشرتها له، بقائها بجواره في أوقاته الصعبة جعلها تميل إليه، تشعر بوجعه و وهنه، تفهم ماهيته، ما وراء ذلك القناع من اللامبالاة والعبث الذي يضعهما، لينكشف لها وجه آخر تماما، وجه طفل صغير خائف، يواجه زيف الحياة بزيف، حتى لا تقسو عليه، حتى لا يداس بالنعال.
جذبها حبه الكبير لشقيقته زاد، التي أضحت هي الأخرى كشقيقة لها، تقاربها الذي حدث طوال تلك الشهور الماضية جعلهما تدركان أن ألمهما واحد، عليهما الاتحاد معا، لمساعدة سندهما في الحياة حتى يعود من كبوته.
لا تعلم كيف سوف تخبره أنها لا تريد ذلك الطلاق الذي يتحدث عنه، لكنها سوف تحرص على جعله يشعر أن ليس الشفقة أو حتى الطفل هو ما يجمعها سويا بل شيء آخر تماما.
حالة زاد تقلقه، بعد أن أوصلها إلى المنزل بعدما عادوا من المشفى حيث كانا في زيارة أخيها هارون و هي تخبره أنها تشعر بقلق و خوف، فزوجة أخيها ليست في المنزل و هي لا تريد النوم وحيدة، طلبت منه البقاء و المبيت معها، تردد كثيرا في تنفيذ طلبها ذاك، لكنه رضخ في النهاية لها، و كيف له ألا يفعل و هي زاد القلب.
ابتسمت له بود بينما تقوده إلى غرفتها في المنزل، تركته لدقائق ريثما تجلب له منامة منزلية خاصة أخيها هارون بلون كحلي داكن، تقبلها على مضض ثم ذهب لأخذ حمام سريع ليستطيع النوم بعدها.
يقسم بالله طوال عمره لن ينسى ذلك المشهد الذي رآه أمام عينيه بعد خروجه من المرحاض، لقد كانت هي أمامه، زاد القلب و عشق الروح في غلالة تدعو للخطيئة، وجه فاتن، شفتين بلون الورد الأحمر، عينين ببريق الكهرمان، يتطلعان إليه في شغف كبير.
سجده تجمد، لم يستطع أن يتحرك خطوة واحدة حتى، ألقت عليه زاده تعويذة عشق لم يستطع الخروج منها أبدا، و ها هي تمارس عليه طقوس سحرها من جديد، فماذا عليه أن يفعل؟!
لم تتركه كثيرا في حيرته، كانت هي التي بادرت بالوصول إليه، معانقته بجموح، ثم همسها في أذنه بنبرة مغوية:
"زادك تعطيك فرصة أخرى، تمنحك سحرها، سكرات العشق طالت، و ها هي تموت عشقا فيك يا معاذ، فامنحها العشق الرحيم"
تعويذة عشقها نجحت، لم ينتظر مزيدا من الوقت، أخذ منها زمام المبادرة، تحول عشقه إلى شوق كاسح، رغبة و لهفة، لنيلها، لتذوق ذلك الزاد الذي حرم عليه سنوات طوال، و الآن بين يديه يقدم له نفسه على طبق من عشق!
"بعد مرور عام"
عليه أن يصلي و يحمد الله كثيرا على تلك المعجزة التي حدثت له، فمن كان ليصدق أنه سوف يعود مرة أخرى، يكتب له النجاة، على يد صغيره الذي يحمله بين يديه بحب كبير!
يحيى، الذي منحه الحياة ببركة الله تعالى كما منحه هو لوالدته، سلسبيل شريان الحياة! ذلك النبع الصافي الذي لا ينضب أبدا! و الذي كلما ارتوى منه طالب بالمزيد!
من كان ليظن أن تلك السعادة سوف ينالها يوما! أن يعيش ليرى فلذة كبده، يحمله بين ذراعيه، يشاهد زوجته الحبيبة التي علم فيما بعد أنها كانت دعوة صادقة من والدته في صغره، بأن يجد ذلك السكن الذي لا يرغب في تركه أبدا.
صديق عمره الذي يحمل ابنه آصف بين يديه، و على وجهه ابتسامة رضا، يضحك على أخيه معاذ الذي يتجادل مع زاد التي ترفض الجلوس على الطاولة و التوقف عن الرقص على أغان الأطفال التي تعلو في المكان، بحملها المتقدم و الذي يحوي أنها على وشك الولادة!
اليوم يحتفلون بذكرى ميلاد يحيى، لقد دعى المقربين فقط لذلك الحفل، لا يريد سوى المحبين فقط، الذين لا يحملون الزيف على وجوههم أو في قلوبهم، لم يعد ذلك العالم الزائف الذي كان يعيش فيه!
منذ نجاته، اقسم بالله أن يغير حياته، يبدلها، يتخلص من ذلك العفن الذي كان يحاوطه، أصدقاء سوء، أماكن سوء، كل ذلك صفحة مزقها من حياته وطرحها في مكب للمنفي من الذكريات السيئة.
التزم بصلاته، ساعد المحتاج، تبرع بالأموال، الكثير منها لمن هم في مثل حالته الذين لا يملكون ثمن العلاج، فمرضه ذاك منحه رؤية أخرى للحياة، زاوية جديدة ينظر منها!
الحياة ليست وردية أجل، هو يعلم ذلك، لكنه تعلم درسه جيدا، الصبر، الإيمان سلاح لن تتخلى عنه أبدا في حياتك كي تعيش رافع الرأس، تنعم براحة البال! مبادئ موسى التي كان يسخر منها ذات يوم ها هو يسير عليها و لا يتخطاها أبدا.
كان عليه دفع الثمن كي ينال تلك السعادة، فكر كثيرا هل لو عاد به الزمن للوراء قبل حدوث كل شيء، لقاءه بسلسبيل و ما فعله معها، هل كان ليكرر كل تلك الأخطاء؟! جوابه كان أجل!
لولا تلك الأخطاء ما كان ليحصل على صغيره يحيى! لما كان ذاق طعم ذلك العشق الذي ليس له مثيل! تلك المتعة لسعادة زوجته و ابنه، حضنهما الدافئ الذي ينعم به كل يوم حتى الغرق.
نظر حوله من جديد لتلك الوجوه المبتسمة الضاحكة، الجميع حصل على السعادة، يعلمون أنها لن تدوم! لكن يعلمون جيدا أيضا أن ثمن العشق ذاك تلك السكرات التي لابد أن تمر بها كي تصل إلى محطتك الأخيرة، الموت عشقا في سبيل من تحب.
النهاية.