34بداية لعالم آخر

ألكساندر
ضاع سلامي الداخلي عندما اختفت عن ناظري ، صرت أبحث عنها كطفل فقد أمه .

أخذت أتتبع رائحتها حتى قادني حدسي إلى حديقة قصر شيكار المقام به حفل الشؤم هذا ، وبرغم غضبي منها وسوء تصرفها أمام الخدم حتى أنني فقدت السيطرة على حالي وكدت أن امتلكها غصباً لولا دخول ريتشي ،
إلا أنني حالما رأيتها ترقص بتلك المهارة ، اشتهيتها ودُكت حصوني الواهية ، وتبخر أي وعد أخذته على نفسي بتحجيم شوقي لها ، وأن أتصرف معها بجحودٍ مثلما قالت ريتشي أصبح قرار غير منطقي ومن المستحيل الالتزام به ، أعلم أن ريتشي تريد صالحي .
ولكن ما لنا على القلوب بسيادة!!

حريق نشب بشراييني تدفقت غازاته بصدري تمنعني التنفس بشكل جيد عندما أصبحتْ مارقتي محط أنظار الجميع ، فمنذ دخولنا من بوابة القصر والأعين تتآكلها بنظرات الإعجاب .

لا بل منذ أن خطت قدماها درج العربة وأطلت برأسها إلى الخارج حتى حراس مملكة أطلنتس ظلوا يرمقونها بتيه ، أجل ... لاحظت ذلك بوضوح ، لم يَخِل علي مغافلتهم لي وهم يطرقون رؤوسهم بتهذيب مصطنع ، حسناً ... لقد مررتها كي لا تضيع هيبتي .

وها قد اكتملت مصائبي بوجود اللعين سيت ، أعلم أنه ما إن يضع شيئاً برأسه لن يوفر جهداً حتى يصل إليه .

زفرتُ بضيق ريثما اختفى سيت ، ليس إفتقاداً لوجوده ، ولكن لأنني على يقين أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد ، الإصرار بعينيه ينبؤني بأن القادم سيمد بيننا جسوراً من الدماء التي ستراق بسببها ، ومع ذلك لا يمكنني الابتعاد عنها ، كما قالت مارقتي إنني الآن عاجز أمام جمالها الطاغي .

اصطكت أسناني بغيظ عندما التفتتُ إليها، ورأيتُ تشكُل جسد سيت أمامها مباشرة وتلك الغبرة تحجب عني رؤياها .

اختفيت سريعاً لأظهر خلفها فجأة ، أحاوط جذعها بيساري ألصق جسدها بي بتملك ، ويميني قبضت بقوة على معصم يد سيت التي ارتفعت بغرض لمس خصلة من شعرها .

صرختُ فيه ، أقول بتعنيف ،
- " عليك أن تشكر الوقت كونه حليفي ، فلو كانت يدك الدنسة قد مستها لكنتُ بترتها لك حيث مفصل كتفك ، وأقحمتها في ........ " .

سأوردي أحدهم قتيلاً لا محالة ، إذ علا صوت أشدهم مُقتاً ، يقول ،
- " هاااي يا رفاق ، ماذا تفعلون ؟! ألم تنضجا بعد ؟! ستخرِّبون ما نحافظ عليه منذ قرون يا أبناء العم !! أين شيكار ؟! هل لديه علم بما يحدث هنا ؟!

رميته بنظرة سخرية ، أقول بابتسامة تهكمية ،
- " تباً !! أي غباء أتى بي إلى حفل الملاعين هذا ؟! وماذا كنت تفعل يا دراجون هذا الأسبوع ؟! كنت تُحضِّر لمباحثة سلام !! " .

اقترب دراجون يفرك راحتيه معاً بتسلية يقول ببراءة حمل وضيع ،
- " لا صديقي ... لم أسعَ لسلام وخاصة مع مَن هم أمثالك ، ولكنني كذلك لم أحشد رجالي وأذهب إلى مَن عاهدتهم على السلم لأنقض عهدي معهم مثلما فعلت أنت معي ، ولولا تدخل صوفيا لأحترقت الأرض بما عليها جراء تصرفك غير المسئول هذا "

أريد أن أنقض عليه لأخرج أحشائه بيدي ، ساحقاً قلبه أسفل حذائي ولكن حمقائي ليست بمأمنٍ ، فقررتُ التزام الحرب الباردة مثلما يفعل ، آخذاً بعين الاعتبار ضرورة التحلي بالصبر ورسم الثبات الزائف ، لذا أردفتُ قائلاً ،
- " نبذ النساء هذا لا يليق إلا بك ، كلانا يعلم أنك مَن بادر بالشر ، فلا تدَّعِ المثالية"

وقبل أن يُجِب دراجون ، جاء صوت إڤان يقول بودٍ ،
- " عزيزتي صوفيا .... إليكِ بكأسكِ جميلتي " .

تأففتُ بتململٍ ، ألن أنتههِ من اتخاذ دور الحارس الشخصي هذا ؟! إڤان ... سيت .... دراجون ..... اللعنة !!

همستُ إليها سراً ،
- "توقفي عن مغازلتهم أيتها ال .... " .

قاطعتني تقول بتحدٍ ،
- " مغازلتهم ؟! ماذا سأنتظر من ابن أمه ؟! حسناً وليكن ، لن أخيِّب آمالك ، وسأتصرف كما لقبتني ملكتك يا فخامة الألفا ، المغازلة صنعة العاهرات ، فاذهب وافرض قيودك على زوجتك أما أنا فلست أكثر من عشيقة .

قرضتُ على أنيابي بغيظٍ ، وهي تضرب بكلماتي عرض الحائط تتقدم من إڤان ، ملتقطة الكأس من يده ، بينما خطى دراجون بثبات في اتجاه سيت الذي بسط ذراعيه إلى حليفه ليحتضن كلاً منهما الآخر مربتاً على ظهر صديقه بخشونة .

رمقتهما باشمئزاز ، ولكن لفت انتباهي تصلب جسد دراجون ، ونظراته المصوبة من أعلى كتف سيت باتجاه شجرة بعينها إذ بدا كمَن حطتت عليه صاعقة من السماء ، وما إن أمعنتُ النظر في الاتجاه ذاته ، لاحظتُ وجود أحداً خلفها وعلى ما يبدو من ثيابها أنها امرأة ، لا ليست أي امرأة ، إنها هيلا .

دفع دراجون جسد سيت، يتحرك بسرعةٍ قصوى ناحية صوفيا ، وعندما استوعبتُ ما يحدث كان دراجون قد أطاح بكأس صوفيا ليسقط متحطماً إلى شظايا ومحتواه روى الأرض أسفلها .

وفي اللحظة ذاتها هوى جسد صوفيا وبما أن دراجون هو الأقرب إليها أو لأنه على علم بما يدور الآن ، التقطها بين ذراعيه قبل أن يصطدم رأسها بالأرض .

للحظة مات نبض خافقي ، وتجمدت الدماء بعروقي وكأن الزمن قد توقف بي عند هذا الحد ، ذراعيها اللذان قد تدليا بتهدلٍ ، ورأسها الذي ثقل ليرتمي حمله إلى الخلف في مشهد لجثة غاب عنها الروح كل هذا جعلني متسمراً بأرضي ، وذكرى لقاءاتنا المعدودة تُعاد بخيالي وكأنها مسرحية درامية ، وها قد نزل الستار .

مرت دقيقة ، اثنتان ، لا أعلم ، ولكن ما إن تنبهت حواسي ، هرعتُ انتزعها من بين أحضان دراجون ، أربت على وجنتها بقلب مكلوم ، ولساني يرجوها بكلمات غير مفهومة أن تفتح عينيها .

وما زاد حسرتي لدرجة أن دموع أعيني قد خانتني فتسربت دمعةٌ منها لتسقط على وجه مارقتي الذي شحب كالأموات ، هو عواء ريد الذي تمتم بقهرٍ ،
- " رفيقتنا ألكس ... أشعر بها ... إنها على مشارف عالم آخر ... ليتني ما أقنعتك بمجيئها " .

ضممتها إلى صدري ، وأنا أهزي بوعيد لمَن فعلها ، مقسم بأن مَن غدرني فيها سيتمنى الموت ولن يحظَ به .

لم تنتهِ قصتنا بعد إن ما سردناه لم يكن سوى بداية لروايتنا .
انتظرونا بالجزء الثاني و #رواية _رفيقتي _المتمردة
" بوابة_ لعالم _آخر "
توقعاتكم تهمنا، وإليكم بعض النقاط

* هل حقاً انتهت قصة عشق لم تبدأ بعد بين الألفا ألكساندر ومارقته ؟

* ما علاقة نيكولاي بصوفيا وحبيبة دراجون الخفية ، وما قصة الوشم الملكي ؟

* أماندا .... هل لها دور بروايتنا ، وإن كان فمَن تتوقعون قد يكون رفيق القمر خاصتها ؟

* الإله سيت إله الصحراء لدى الفراعنة ما سر جمعه مع قادة الممالك الأربعة ، وهم:
* ألكساندر قائد مملكة المستذئبين .
* دراجون قائد مملكة الخوارق والتنانين .
* إڤان قائد مملكة الجان .
* شيكار قائد مملكة أطلنتس .

منتظرين تعليقاتكم للاستمرار.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي