كشف المستور

الفصل الثامن عشر .....

دقائق من الصمت مرت على كليهما، كلاً منهما ينظر للأخر، نظرات عتاب ولوم ونظرات غضب وحيرة .

_تعرف إيه معرفوش يا ياسين ؟

_ لو أعرف حاجة أكيد هقولها، بس مش بالطريقة دى يا .. صاحبى .

هب يزيد واقفاً ليتجه مباشرة إلى منزله وقبل أن يتحرك ألتفت لينظر إلى ياسين نظرة غريبة ثم أغلق الباب بعنف مسرعاً إلى المكان المنشود .

ليمسح ياسين على وجهه بتعب، فقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت لينظر إلى السماء داعياً الله أن يخفف حمله .

مرت ساعة ليسمع بعدها ياسين صوت أنثوى غاضب يليه صريخ عالٍ، خرج ياسين ليصعد إلى أعلى.

وجد سمر تحاول جذب سارة من شعرها وتلقى على مسامعها أبشع الشتائم وتحول بينهم أم عمر .

_فى إيه؟ أنتى أتجننتى ولا إيه ؟

قالها ياسين بعد أن حال بينهم وأوقف القتال .

_ بناتى فين ؟ لو مجبتوش بناتى أنا هعمل مصيبة حالاً .

نظر ياسين إلى سارة التى أشارت له بجهلها بالأمر.

_أنا مش فاهم حاجة؟ بنات إيه؟

_ صاحبك دخل وأخد البنات، طلعت وراه أقوله أنت أخدهم ورايح فين مردش عليا وخرج جرى بيهم على تحت، نزلت وراه كان ركب عربيته معاهم ومشي، لو بناتى جرالهم حاجة، أو يزيد أذاهم أنا ههد الدنيا عليكم .

كانت تصيح وتصيح ف خرج ياسين مسرعاً بعد أن رأى ورد خلف سمر .

_ورد إياك تعملى حاجة وخلى بالك على سارة لغاية ما أجى .

قالها بسرعة أثناء خروجه من المنزل لدرجة أن ورد لم تستطع الرد عليه .

لترد ورد على سمر .
_ و يزيد هيأذى بناته ليه ؟ دول بناته.

نظرت لها سمر ب حقد ثم ضحكت بطريقة غريبة .
_ أنتى لسه هنا ؟ غريبة أنه سايبك لدلوقت !

تعجبت ورد من سؤال سمر لترد بغير دراية على خبيث نواياها .

_هو مين ده ؟

_دلوقت تعرفى يا روحى .

ثم رمقت سارة بنظرة حاقدة وأقتربت منها بهدوء كهدوء الأفعى لتقف ورد فى منتصف الطريق، لتحدث سمر سارة غير عابئة بمن أمامها .

_ بناتى لو جرالهم حاجة نهايتك هتبقي على إيدى.

خرجت من المنزل متجهة إلى منزل والدها بقلق حقيقي على طفلتيها وقلق أكبر على أن تكون حقيقتهم وصلت إلى يزيد .

لتلتفت ورد إلى سارة الباكية بحرقة تحتضن مالك وتربت عليها جارتهم .

جلست أمامها ورد تربت على ساقها .
_أهدى بس إيه حصل ؟

_أنا صحيت من النوم على صوت خبط كتير على الباب، فتحت لقيتها سمر مسكتنى من شعرى وفضلت تسألنى عن بناتها، والله يا ورد ما أعرف هما فين ولا فاهمه هى بتعمل كده ليه .

_ طيب أهدى بس، الله أعلم بيها يا حبيبتى، أنتى أم وحاسة بقلب الأم لما يغيب ضناها عنها .

_طنط أم عمر معاها حق يا سارة، الله أعلم بظروفها، ف هنديها بس العذر هنا، مش ده كلامك ؟

_ أيوه أنا أديتها العذر، لكن أنا تعبت من أهانتها ليا كل شوية، أنا شعرى ظهر على ياسين يا ورد، ياسين شاف شعرى.

قالتها بنحيب بصوت عالى واضعه كفيها على وجهها منكثة وجهها فى الأرض .

_متزعليش، ياسين أكيد مش هياخد باله فى الدوشة إلى حصلت دى، ثم أنه يجرى كده بسرعة أكيد فى حاجة .

جلست أم عمر بجوارهم تحمل مالك وتضع يدها على ثغرها تفكر بعمق .

_تفتكروا يزيد عمل كده ليه ؟

نظرت ورد وسارة إليها بشك ثم عم الصمت المكان .

يقود سيارته مسرعاً على غير هدى، ينظر إلى الطفلتين بجواره بصمت، يرق قلبه لحالهم الخائف تارة ويحاول تهدئتهم بعطف أبوى نابع من أعماقه، وتشتعل عيناه بالغضب تارة أخرى حينما يتذكر شكه بوالدتهم.
عدة إتصالات من رفيقه على هاتفه لا يأبه لها، إلى أن وصل إلى أحد معامل التحاليل الطبية .

حمل الطفلتين بهدوء ثم دخل المعمل ليطلب من إحدى الممرضات أن يؤدى نوع من أنواع التحاليل .

نزل ياسين مسرعاً يبحث عن صديقه فى كل مكان، أخذ يهاتفه ولكن لا رد من الطرف الأخر، لا يدرى إلى أين قد يتجه ولكن تحدثه نفسه بأنه فى أحد المعامل ليقطع الشك باليقين، أعاد ياسين الأتصال ولكن بأحد الأرقام الأخرى .
_ ألو، أيوا يا فندم، كان فى رقم محتاج أعرف مكان وجوده حالياً، هو رقم (......)

أنهى الأتصال ينتظر رسالة نصية بمكان تواجد يزيد، مرت دقائق قليلة إلى أن وصلت الرسالة، ف توجه بعدها إلى المكان المكتوب بعد أن أستقل دراجته النارية .

بعد أن قدم يزيد بعض العينات المطلوبة للفحص، نظر إلى الطفلتين بإبتسامة متألمة ف نزل على الأرض أمامهم يحدثهم بهدوء على عكس ما يعصف بداخله من أعاصير .
_إيه رأيكم نروح نقعد فى كافيه حلو زيكم كده .

فرحت الطفلتان فقام يزيد بحمل واحدة وأمسك بكف الأخرى.

جلس فى مكان قريب من المعمل منتظراً ظهور النتيجة، ليأتى أحد العاملين بالمكان ويقدم أنواع مختلفة من الحلوى والعصائر، فينظر يزيد للفرحة التى أمتلىء بها المكان يحدثه قلبه بأنهم طفلتيه لا محالة .

دقائق و وصل ياسين إلى المكان، وجد المعمل أمامه ففهم نية صديقه، بحث عنه بالداخل فلم يجده، خرج ينظر لجميع من حوله بتشتت لايدرى أين يبدأ، حاول مهاتفته مجدداً فلم يجد رد، ألتفت فى كل مكان إلى أن رأى سيارة مألوفة أمام أحد الكافيهات .

تنفس الصعداء وأرتاح قلبه قليلاً ثم أتجه مباشرة إلى صديقه .


عدة سيارات سوداء عالية كبيرة تكاد تعلق فى الحارة، أصطفوا أمام منزل ياسين لينزل أحد الرجال ضخم البنية يرتدى الأسود ينظر فى هاتفه ثم يرفع نظره نحو البناية أمامه، ألتفت إلى من يجلس فى المقعد الأخير فأشار له بالتحرك، فأشار الأخر لمن معه بالتحرك نحو البناية، دقائق قليلة سمع الجميع بعدها عدة صرخات أنثوية مدويه ف عم الهرج الحارة وخرج الجميع فى الطريق والشرفات يرى مصدر الصوت ومن بينهم سمر التى أبتسمت بتشفي لعلمها بهوية الحاضر .

ف نظر أخيها إلى تلك السيارات لتقع عينيه على من داخلها فتظلم بغضب أزداد شعلته حينما وجد أخته تبتسم تلك الأبتسامة فى شرفة منزلهم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي