32تجهيزات
صوفيا
- " أريد فستان لكي أحضر به حفلة اليوم . هل تستطيعين مساعدتي في ذلك ؟ " ، سألتها بأعين تفيض بالأمل .
أومأت لوسيا رأسها بالإيجاب ، تقول بثقة ، - " افزعتيني صوفيا !! أهذا كل ما ترغبين به ؟! بالطبع في مقدرتي مساعدتك ، سأفصل لك واحد والآن " .
استدارت أعيني بصدمة ، أنظر إليها بعدم تصديق ، وسألتها ، - " ماذا ؟ أنت لوسيا !! " .
- " نعم ، لقد تغيرت كثيراً عما سبق صوفيا ، ولم أعد تلك الفتاة اللعوبة التي تحب نفسها فقط ، وتقضي معظم أوقاتها في اللهو ومغازلة الرجال ، وبسبب أسري هنا تعلمتُ أشياءً كثيرة ، من بينها الحياكة . "
ابتسمتُ إليها أقول بتشجيع ،
- " أتعلمين ؟! لقد أحببتُ لوسيا الجديدة ، ولكن كيف لنا أن نحصل على قماش وأدوات الخياطة ؟! " . سألتها بفضول.
التمعت أعين لوسيا بالحماسة ، وهي تقول ، - " لا تقلقي . "
رأيتها تنهض من مكانها بعد أن كنا نجلس على طرف الفراش ، تؤشر لي بيدها كعلامة انتظار ، ومن ثم خرجت من الغرفة متسللة .
لم تمر سوى بضعة دقائق ، وها قد عادت وبيدها مقص وبعض الخيوط ، وبعدها اتجهت إلى النافدة ونزعت الستارة التي تغطيها ، فقلت لها باستفسار ،
- " ماذا ستفعلين بهذا ؟ . "
- " اصبري " ، أردفت بها وهي تمد الطرف إلي ، فوضعت يدي بخاصتها أنهض من جلستي ، وكل ما أراه الآن لهو درب من دروب الخيال ، فلوسيا المدللة يديها تعمل بمهارة ، والمقص الذي بحوزتها وكأنه جِن يلبي ما تريد دون إصدار الأوامر .
لا أعلم كم مر من الوقت ولكن ما صنعته لوسيا تم في زمن قياسي ، وسريعاً عاونتني في ارتدائه .
نظرتُ إلى حالي في المرآة ، وقد عجز لساني عن النطق والتمعت عيناي بالدموع .
تنهدت لوسيا برضا ، ثم أردفت بمزاح ،
- " أنتي جميلة للغاية صوفيا ، ومن المؤكد أنه سوف يخر راكعاً أمام جمالك . "
ألقيتُ نظرة أخيرة على انعكاس صورتي في المرآة ، وأنا أتأملني من جميع الزوايا ، أتمتم ،
- " سنرى إلى متى سيصمد أمامي ؟! استعد أيها الغبي لأنني سأجعلك تجن الليلة " .
لاحقاً .
كان ألكساندر يقف بباحة القصر ، يتأفف بضجرٍ ، وعلى ما يبدو أنه مل انتظاري ؛ إذ تعمدتُ التأخير ، ونتيجة لهذا قد غادر الموكب الذي ضم الجميع إلا هو .
ابتسمت بانتصار عندما خاب ظن ألورا التي اعتقدت انه سيرحل معهم من دوني ، طرقتُ بكعب حذائي على الدرج بقوة ، فأدار رأسه نحوي .
التمعت عيناه بنظرات الإعجاب ، تلك النظرات التي جاهد لإخفاءها ولكنه فشل.
تجولت عيناه على ثوبي ذو الطراز الملكي . فقد كان فستاناً طويلاً لونه أبيض بإكمام طويلة وصدر مغلق، تتدلى من أكتافه أقمشة حريرية بدت وكأنها أجنحة فراشة . ورفعتُ جزءاً من شعري إلى الأعلى وانسدل الباقي على كتفي ، وقد وضعتُ القليل من الحمرة التي أعتدت صنعها من الزهور الطبيعية أعلى عظمتي خديّ وشفاهي .
رفعت طرف فستاني ، أنزل الدرج بتأنٍ ، وأنا أرسم على ثغري ابتسامة متصنعة ، أهمس إلى ألور بضيق ،
- " أنا أكرهه ، وسأجعله يدفع الثمن . "
رفعتُ بصري إليه مرة ثانية ، وسرعان ما عقدت حاجبي بدهشة عندما وجدت نظرات الإعجاب قد اختفت ، وحل محلها نظرات متجهمة وعيناه تكاد تحرقاني من شدة الغضب .
سألتني ألورا ،
- " ما سبب تحوله الغريب والمفاجىء ؟ لقد كاد أن يأكلكِ بعينيه منذ برهة ، إنه حقاً غريب الأطوار . "
زجرتها بحدة ،
- " فليذهب إلى الجحيم ، أنا لا أبالي به . "
ردت ألورا ،
- " لا داع للكذب علي ، كلانا يبالي ولكن في نفس الوقت نريد الانتقام لكرامتنا ."
- " اصمتي ايتها الفيلسوفة ." ، وأكملتُ نزول الدرج بثقة ، ولكن تلاشى شعوري هذا عندما تعثرت خطواتي ، وشهقتُ بفزعٍ ، وأنا على وشك السقوط من أعلى الدرج .
وكعادته ، وجدته أمامي مباشرة ، يلتقطني بين ذراعيه ، وإحدى يديه تدعم فخذيّ من الخلف ، والأخرى تطوق خصري حتى صار جسدي عالقاً بأحضانه ، أغمضت عيني استنشق عطره بهيام ، ولكنني ندمت على فعلتي الحمقاء تلك سريعاً ؛ عندما خفض رأسه ينظر إلي منتشياً ، يبتسم بخيلاء ، ثم أردف بسخرية ،
- " إذا كنتِ لا تستطيعن التصرف كأميرة ، فمن الأفضل ألا تذهبي إلى الحفلة ، الثياب الفخمة لا تغير من حقيقة المرء . "
سحقاً !! ضربني في مقتلٍ ، كلانا يسعى إلى تحطيم الآخر بغشمٍ ، دفعته بعيداً عني ، وأنا أتململ بين يديه ، فأنزلني أرضاً يريد أن يوصل لي رسالة بأنه غير متمسكاً بقربي .
وبرغم الغضب الذي تقدح به عيناي ، إلا أنني تجاهلت سخريته ، أقول بهدوء مصطنع ،
- " من الأفضل أن نسرع ، فقد تأخرنا . "
عاود سؤالي بهزئ ،
- " ولكن هل أنت متأكدة من أنك ستتمكنين من السير منتعلةً هذا الحذاء ؟! أم ستتسبين لي في الإحراج بعد أن تنكفأي به على وجهكِ أمام الحضور وتتكومين أرضاً . "
قلت له بحدة ،
- " لن يحدث ذلك مرة ثانية ، ولا حتى في احلامك ايها الوغد . "
- " يكفي ، ستظلين هنا ولن تذهبي الى أي مكان ، وإذا تفوه هذا اللسان بأي بكلمة بذيئة مرة ثانية ، سأقطعه ." ، قالها بغضب شديد .
قلت له وانا أمثل الخضوع ،
- "مولاي ، اغفر لي هفوة لساني ، لن يتكرر هذا مني ثانيةً . العفو والسماح ايها الألفا العادل " .
طوال طريقنا إلى مقر الحفل الذي علمتُ من لوسيا أنه سيقام بقصر ملك أطلانتس ، وهو يتحاشى النظر إلي على الرغم من جلوسنا متقاربين داخل العربة التي تجرها مخلوقات غريبة أشبه بالكلاب الضخمة ولكنها تعدو بسرعة البرق .
عندما وصلنا الى وجهتنا ، أقتربت منا ريتشي والدة الكسندر ولكن هيلا ظلت مكانها ترمقني بنظرات حارقة .
ابتسمت إليها بتكلفٍ ، وأدرت رأسي إلى الجهة الأخرى اتجاهلها ، ورحبتُ بريتشي التي كانت تمطرني بنظرات غامضة لم أفهمها .
ولكني عازمة على قلب الموازين إلى صالحي وسأجعلهم جميعاً يندمون ، لن أغفل عن ثأري .
- " أريد فستان لكي أحضر به حفلة اليوم . هل تستطيعين مساعدتي في ذلك ؟ " ، سألتها بأعين تفيض بالأمل .
أومأت لوسيا رأسها بالإيجاب ، تقول بثقة ، - " افزعتيني صوفيا !! أهذا كل ما ترغبين به ؟! بالطبع في مقدرتي مساعدتك ، سأفصل لك واحد والآن " .
استدارت أعيني بصدمة ، أنظر إليها بعدم تصديق ، وسألتها ، - " ماذا ؟ أنت لوسيا !! " .
- " نعم ، لقد تغيرت كثيراً عما سبق صوفيا ، ولم أعد تلك الفتاة اللعوبة التي تحب نفسها فقط ، وتقضي معظم أوقاتها في اللهو ومغازلة الرجال ، وبسبب أسري هنا تعلمتُ أشياءً كثيرة ، من بينها الحياكة . "
ابتسمتُ إليها أقول بتشجيع ،
- " أتعلمين ؟! لقد أحببتُ لوسيا الجديدة ، ولكن كيف لنا أن نحصل على قماش وأدوات الخياطة ؟! " . سألتها بفضول.
التمعت أعين لوسيا بالحماسة ، وهي تقول ، - " لا تقلقي . "
رأيتها تنهض من مكانها بعد أن كنا نجلس على طرف الفراش ، تؤشر لي بيدها كعلامة انتظار ، ومن ثم خرجت من الغرفة متسللة .
لم تمر سوى بضعة دقائق ، وها قد عادت وبيدها مقص وبعض الخيوط ، وبعدها اتجهت إلى النافدة ونزعت الستارة التي تغطيها ، فقلت لها باستفسار ،
- " ماذا ستفعلين بهذا ؟ . "
- " اصبري " ، أردفت بها وهي تمد الطرف إلي ، فوضعت يدي بخاصتها أنهض من جلستي ، وكل ما أراه الآن لهو درب من دروب الخيال ، فلوسيا المدللة يديها تعمل بمهارة ، والمقص الذي بحوزتها وكأنه جِن يلبي ما تريد دون إصدار الأوامر .
لا أعلم كم مر من الوقت ولكن ما صنعته لوسيا تم في زمن قياسي ، وسريعاً عاونتني في ارتدائه .
نظرتُ إلى حالي في المرآة ، وقد عجز لساني عن النطق والتمعت عيناي بالدموع .
تنهدت لوسيا برضا ، ثم أردفت بمزاح ،
- " أنتي جميلة للغاية صوفيا ، ومن المؤكد أنه سوف يخر راكعاً أمام جمالك . "
ألقيتُ نظرة أخيرة على انعكاس صورتي في المرآة ، وأنا أتأملني من جميع الزوايا ، أتمتم ،
- " سنرى إلى متى سيصمد أمامي ؟! استعد أيها الغبي لأنني سأجعلك تجن الليلة " .
لاحقاً .
كان ألكساندر يقف بباحة القصر ، يتأفف بضجرٍ ، وعلى ما يبدو أنه مل انتظاري ؛ إذ تعمدتُ التأخير ، ونتيجة لهذا قد غادر الموكب الذي ضم الجميع إلا هو .
ابتسمت بانتصار عندما خاب ظن ألورا التي اعتقدت انه سيرحل معهم من دوني ، طرقتُ بكعب حذائي على الدرج بقوة ، فأدار رأسه نحوي .
التمعت عيناه بنظرات الإعجاب ، تلك النظرات التي جاهد لإخفاءها ولكنه فشل.
تجولت عيناه على ثوبي ذو الطراز الملكي . فقد كان فستاناً طويلاً لونه أبيض بإكمام طويلة وصدر مغلق، تتدلى من أكتافه أقمشة حريرية بدت وكأنها أجنحة فراشة . ورفعتُ جزءاً من شعري إلى الأعلى وانسدل الباقي على كتفي ، وقد وضعتُ القليل من الحمرة التي أعتدت صنعها من الزهور الطبيعية أعلى عظمتي خديّ وشفاهي .
رفعت طرف فستاني ، أنزل الدرج بتأنٍ ، وأنا أرسم على ثغري ابتسامة متصنعة ، أهمس إلى ألور بضيق ،
- " أنا أكرهه ، وسأجعله يدفع الثمن . "
رفعتُ بصري إليه مرة ثانية ، وسرعان ما عقدت حاجبي بدهشة عندما وجدت نظرات الإعجاب قد اختفت ، وحل محلها نظرات متجهمة وعيناه تكاد تحرقاني من شدة الغضب .
سألتني ألورا ،
- " ما سبب تحوله الغريب والمفاجىء ؟ لقد كاد أن يأكلكِ بعينيه منذ برهة ، إنه حقاً غريب الأطوار . "
زجرتها بحدة ،
- " فليذهب إلى الجحيم ، أنا لا أبالي به . "
ردت ألورا ،
- " لا داع للكذب علي ، كلانا يبالي ولكن في نفس الوقت نريد الانتقام لكرامتنا ."
- " اصمتي ايتها الفيلسوفة ." ، وأكملتُ نزول الدرج بثقة ، ولكن تلاشى شعوري هذا عندما تعثرت خطواتي ، وشهقتُ بفزعٍ ، وأنا على وشك السقوط من أعلى الدرج .
وكعادته ، وجدته أمامي مباشرة ، يلتقطني بين ذراعيه ، وإحدى يديه تدعم فخذيّ من الخلف ، والأخرى تطوق خصري حتى صار جسدي عالقاً بأحضانه ، أغمضت عيني استنشق عطره بهيام ، ولكنني ندمت على فعلتي الحمقاء تلك سريعاً ؛ عندما خفض رأسه ينظر إلي منتشياً ، يبتسم بخيلاء ، ثم أردف بسخرية ،
- " إذا كنتِ لا تستطيعن التصرف كأميرة ، فمن الأفضل ألا تذهبي إلى الحفلة ، الثياب الفخمة لا تغير من حقيقة المرء . "
سحقاً !! ضربني في مقتلٍ ، كلانا يسعى إلى تحطيم الآخر بغشمٍ ، دفعته بعيداً عني ، وأنا أتململ بين يديه ، فأنزلني أرضاً يريد أن يوصل لي رسالة بأنه غير متمسكاً بقربي .
وبرغم الغضب الذي تقدح به عيناي ، إلا أنني تجاهلت سخريته ، أقول بهدوء مصطنع ،
- " من الأفضل أن نسرع ، فقد تأخرنا . "
عاود سؤالي بهزئ ،
- " ولكن هل أنت متأكدة من أنك ستتمكنين من السير منتعلةً هذا الحذاء ؟! أم ستتسبين لي في الإحراج بعد أن تنكفأي به على وجهكِ أمام الحضور وتتكومين أرضاً . "
قلت له بحدة ،
- " لن يحدث ذلك مرة ثانية ، ولا حتى في احلامك ايها الوغد . "
- " يكفي ، ستظلين هنا ولن تذهبي الى أي مكان ، وإذا تفوه هذا اللسان بأي بكلمة بذيئة مرة ثانية ، سأقطعه ." ، قالها بغضب شديد .
قلت له وانا أمثل الخضوع ،
- "مولاي ، اغفر لي هفوة لساني ، لن يتكرر هذا مني ثانيةً . العفو والسماح ايها الألفا العادل " .
طوال طريقنا إلى مقر الحفل الذي علمتُ من لوسيا أنه سيقام بقصر ملك أطلانتس ، وهو يتحاشى النظر إلي على الرغم من جلوسنا متقاربين داخل العربة التي تجرها مخلوقات غريبة أشبه بالكلاب الضخمة ولكنها تعدو بسرعة البرق .
عندما وصلنا الى وجهتنا ، أقتربت منا ريتشي والدة الكسندر ولكن هيلا ظلت مكانها ترمقني بنظرات حارقة .
ابتسمت إليها بتكلفٍ ، وأدرت رأسي إلى الجهة الأخرى اتجاهلها ، ورحبتُ بريتشي التي كانت تمطرني بنظرات غامضة لم أفهمها .
ولكني عازمة على قلب الموازين إلى صالحي وسأجعلهم جميعاً يندمون ، لن أغفل عن ثأري .