31محاولة اغتصاب

صوفيا
تجهم وجه ألكساندر ، زاوياً ما بين حاجبيه ، يقول بانفعال ،
- " أنت كاذبة صوفيا !! لقد فعلتها أيتها المحتالة ؟! إلى جانب ذلك تريدين تشويه سمعتي بين الخدم ، لولا أنني قمت بطردهم لكنتِ تماديت في حديثك السخيف عما دار بيني وبين هيلا !! "

سددتُ إليه لكمة قوية بصدره أحاول إبعاده عني استعداداً لإثارة المزيد من الفضائح ، وأنا أصرخ بأعلى صوتي ، لكي يصل إلى مَن يتلصصون علينا بالخارج وقد عزمت على خرق السفينة وإهلاك مَن عليها حتى لو كنت أنا أول الهالكين ،

- " لقد فهمت سبب كل هذه الثورة ، أنت تريد أن تداري عجزك وعدم قدرتك على أن تمارس علاقة طبيعية مع أي أنثى أيها الألفا ، أنت عاجز " .

قلتها بسخرية وتقليل ، في حين أن تعالت أصوات شهقات مَن بالخارج ، وبعضهم بدأ بالثرثرة ، قائلين ،
- " يالا الفاجعة ، الألفا خاصتنا عاجز !! وسينقطع نسله !! " .

جحيم اندلعت ألسنة لهبه بعينيه التي تحولت إلى اللون الأحمر الدامي ، وبدأت أوردته في البروز وأيقنت أنه على وشك التحول ، فبادرت بالتحول أنا الأخرى حتى أتمكن من مواجهته وليبدأ صراع البقاء للأقوى .

استعديت كي انقض عليه ولكنه أسرع في مهاجمتي بكل شراسة والتحم جسدينا في شجار عنيف ، يغرز أنيابه بوحشية في كل جزء يطاله بجسم ذئبتي ، حتى بدأت أن تخور قوى ألورا التي انتقل إليها الإحساس بالإهانة ، لذلك زأرت تقول بعدوانية ،
- " أنت أيها المخنث كصديقك كلاكما مثليين ، لا تستطيعان حتى مضاجعة كلبة ، لقد كانت صوفيا محقة عندما قامت بخداعكما " .

لم يكن الرد مجرد كلمات ، بل ساد قانون الغابة بعدما انقض ريد على جسد ألورا التي غامت عينيها بدموعنا يعتلي جزئها السفلي في محاولة لاغتصابها بالقوة ، فأدارت ألورا رأسها لتقبله بنظرات متوسلة راجية بألا يستكمل ما يفعله .

فجائت النجدة بأن فُتِح الباب فجأة مما جعله يعود إلى رشده ، وصوت أنثوي مستنكر، وصاحبته تقول بإزدراء ،
- " ألكس ؟! ماذا تفعل ؟! ما هذا العبث ؟! في غرفة الخدم ؟! ألا تستطيع التحكم في شهوتك ؟! ما يحدث مكانه في غرفتك ، ليس هنا .

شعرتُ بالخجل ، وأنا أضم ثيابي إلى جسدي العاري أحاول أن أستر نفسي ، خاصة بعد أن لاحظتُ نظرات ريتشي المتفحصة ، أما عنه فقد أشاح بيده في الهواء بلا مبالاة ولم يلتفت إليها وإنما التقط سرواله يرتديه بتمهل ، يقول بعنجهية ،
- " ليس من حق أحد أن يملي علي ما يتوجب علي أن أفعله ، أنا صاحب الكلمة العليا ، أنا الألفا ألكساندر " .

ردت ريتشي بهدوء ، تقول بمهادنة ،
- " وأنا الملكة الأم وطاعتك لي واجبة يا ألفا ، لا تنسى ذلك بني ، وعلاقتك بهذه المارقة ستهدم ما بنيته لسنوات ، صدقني ألكساندر طردها هو الحل الأمثل ، أنا الوحيدة التي تفكر في صالحك ، إنها لعنة ، تخلص منها " .

الشك بدأ يعتمل بداخل ألكساندر أشعر به ، وأنا أيضاً انتقل إلي نفس شعوره ، وفي الوقت الذي لم تواتني الجرأة لسؤالها ، سمعته يقول بعد أن نهض يقترب منها ،
- " كيف علمتِ أنها مارقة ؟! لا أحد غيري يعرف ذلك !! " .

تذبذبت نبرة صوت ريتشي وظهر عليها الارتباك ، تجيبه بتلعثم ،
- " أنا .... أنا لم أقل أنها مارقة ، يبدو أنه قد اختلط عليك الأمر " .

هدر بصوت حاد ، يقول ،
- " لا ريتشي ، أنا لا أهزي ، لقد سمعتكِ بوضوح ، ماذا تخفين عني؟! " .

أجابته بثبات ، في محاولة لتغيير مجرى الحديث مستخدمة مكرها الأنثوي فكلانا إناث نفهم على بعضنا جيداً ،
- " ألكساندر !! لا وقت لاستفساراتك هذه ، يجب عليك الاستعداد للحفل ، ولقد أخبرت هيلا بأن تجهز نفسها هي الأخرى " .

زفر بضيق ، يحك جبينه بتركيز ، قائلًا ،
- " أوه لقد تناسيت أمر الحفل !! "

رأيتُ ابتسامة ساخرة ترتسم على ثغر ريتشي ، تشير إلي باستخفاف ، تقول ،
- " ألم أخبرك أن هذه العاهرة ستلهيك عن مهامك ، أنا لا أمانع في مضاجعتك إياها حتى تشبع نزواتك وترميها بعد أن تمل منها ، ولكن هذا خلف الأبواب المغلقة ليس على مرآى من الجميع ، أريدك سعيداً بني " .

- " العاهرة !! حسناً ريتشي ، سأريك ما يمكن أن تفعله العاهرات " ، تمتمتُ بهذا إلى ذئبتي ، وأنا أسدل علي ثوبي ، اتجاوزهما إلى خارج الغرفة ، أقول بضحكة خليعة ،
- " سأذهب إلى غرفتي كي أستعد أنا الأخرى لحضور الحفل كرفيقة القمر خاصتك ألكس هذا حقي أنا أيضاً ، ينلتقي لاحقاً يا أم زوجي المستقبلي ، تأكدي من ذلك عزيزتي ريتشي " .

سقط قناع القوة وأنا أهرول مسرعة إلى غرفتي والدموع تسيل على وجنتي بغزارة ، وما أن ولجت إلى داخل الغرفة وجدت لوسيا وبيدها بعض الشراشف تقوم بتغيير كسوة الفراش .

اقتربت ارتمي بأحضانها ، فربتت على ظهري بمواساة ، تسألني بقلق ،
- " ما بكِ صوفيا ؟! لم تبكين ؟! " .

أجبتها بصوت مختنق ،
- " أكرهه لوسيا ، اللعنة عليهم جميعاً ، لِمَ يعاملونا هكذا ؟! لقد كنت أفكر جدياً في مغادرة القصر ، ولكن ما فعله معي لا يغتفر ، سأنتقم منهم جميعاً ، سأريهم من هي العاهرة " .

لوسيا بإلحاحٍ ،
- " اهدئي واخبريني ما حدث ؟! "

رفعت رأسي عن كتفها ، وأنا أقول بكراهية شديدة ،
- " سأجعله يتجرع كؤوس الندم لمحاولته اغتصابي ، وتلك المغرورة ريتشي ستدفع الثمن غالي على وقاحتها معي ، ولكنني أحتاج مساعدتكِ لوسيا ، إنها مسألة حياة أو موت " .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي