الفصل التاسع عشر اشتباه

ألقت شرطة قصر النيل بلاغًا بأن هناك فتاة تقف أعلى كوبري قصر النيل تحاول الإنتحار وتهدد كل من يحاول الاقتراب منها بالقفز في النيل.

أسرعت الشرطة إلى الموقع ولكن الفتاة كانت قد قفزت إلى النيل ولم تنجح محاولات من كانوا يحاولون منعها في إنقاذها.

تمكن رجال الشرطة بعد البحث من انتشال جثة الفتاة وتم نقلها إلى المشرحة.

منزل وحيد عمران.
جلست چيلان داخل غرفتها فإذا بمازن يتصل بها.

ردت چيلان على الهاتف وقالت:
-مازن، كيف حالك؟

علت الابتسامة وجه مازن وتحدث قائلًا:
-إنني بخير واتمنى أن تكوني أنتِ أيضاً بخير.

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-ربما لست بخير هذه الفترة لكن أعتقد إنني سوف أصبح بخير قريبًا.

علم مازن ما الذي تعنيه چيلان من حديثها فعلق قائلًا:
-لقد انهيت عملي فما رأيك في أن أمر عليكِ؛ أريد أن اتحدث معكِ.

أومئت چيلان برأسها وعلقت قائلة:
-حسنًا سوف أستعد وانتظرك.

توجهت چيلان إلى دولاب الملابس الخاص بها وأمسكت بالثوب الذي تريد اردتداءه لكن عينها وقعت على المفكرو الخاصة بشقيقتها وعد.

تركت الثوب وأمسكت بالمفكرة، احتضنتها وتلألأت الدموع في عينيها ثم قالت:
-وعد، لقد اشتقت إليكِ كثيراً، أريد أن اطمئنك لن أرتاح إلا عندما انتقم من ذلك المجرم.

سمعت چيلان رنين الهاتف الخاص بها فهمست قائلة:
-اعتقد إنه مازن يريد أن يخبرني إنه ينتظرني بالخارج.

نظرت چيلان إلى الهاتف فوجدته جلال.
لم تستطيع هذه المرة تجاهل اتصاله، لقد شعرت بحنين غريب إلى سماع صوته ورؤيته.

حاولت تجاهل مشاعرها ولكنها في النهاية استجابت لقلبها وقامت بالرد على اتصاله.

لم يصدق جلال نفسه عندما سمع صوتها عبر الهاتف، فصمت قليلًا ثم تحدث قائلًا:
-چيلان، كيف حالك؟

تحدثت چيلان بنبرة حادة وقالت:
-بخير وأنت؟

تلألأت الدموع في عين جلال وقال:
-لقد اشتقت إليكِ، فعلى الرغم من غضبي منكِ إلا إنني بعد أن سمعت صوتك شعرت بالإرتياح ولم يبقى بداخلي سوى اشتياقي إليكِ.

علت الابتسامة وجه چيلان وعلقت قائلة:
-جلال، أنت تجيد التلاعب بالكلمات الرقيقة.

-أريد أن أراكِ الآن.

اومئت چيلان برأسها وقبل أن تنطق بكلمة واحدة تذكرت مازن الذي سيمر عليها بعد لحظات.

أغمضت عينيها من الضيق وقالت:
-لا استطيع أن التقي بك الآن فلدي موعد هام.

جلال بصوتٍ حازم علق قائلًا:
-لن اقبل منكِ أية أعذار، سوف أنتظرك في المطعم الخاص فلا تتأخري.

بمجرد أن انهى جلال حديثه مع چيلان أغلاق المكالمة حتى لا يدع لها فرصة في ابداء أية عذر.

جلست چيلان على فراشها تفكر ولكنها سرعان ما تذكرت مازن، أسرعت بالاتصال به فأجابها قائلًا:
-چيلان، اعتذر إليكِ لازلت في الطريق إنه مزدحم للغاية.

شعرت چيلان بالحرج من مازن فتحدثت إليه وقالت:
-مازن، اعتذر إليكِ سوف اضطر للخروج الآن فلدي شيء هام أريد أن احسمه.

شعر مازن بالضيق ولكنه حاول اخفاء ما يشعر به حتى لا تلاحظ چيلان فعلق قائلًا:
-حسنًا، يمكنك أن تنتظري قليلًا حتى أصل إليكِ وأرافقك إلى حيث تريدين.

ازدادت مشاعر الضيق بداخل چيلان وقالت:
-مازن، شكراً لك،  لا داعي لأن اثقل عليك سوف أذهب بسيارتي فلا تقلق بشأني.

لم يلح. مازن على چيلان بان يقوم بتوصيلها وإنما تحدث إليها وقال:
-حسنًا، سوف تؤجل حديثنا لوقتٍ آخر استمتعي بوقتك.

چيلان وقد شعرت بالحرج مما أبداه مازن من تفاهم علقت قائلة:
-مازن، اعتذر إليكِ ولا أريدك أن تغضب مني.

علت الابتسامة وجه مازن وعلق قائلًا:
-لا داعي للإعتذار فنحن جميعاً كثيرًا ما نوضع في موقف مثل هذا، ولكنني لن اتنازل عن موعد آخر.


علت الابتسامة وجه چيلان وعلقت قائلة:
-بالتأكيد سوف نلتقي قريبًا، لا اعلم ما الذي أقوله لك إلا إنني أشعر بالإمتنان لك أيها الصديق المتفاهم.

اسرعت چيلان وقامت بإرتداء ملابس كاجول بيضاء وغادرت غرفتها إاى غرفة والدتها.

نظرت الأم إليها وقالت:
-جئتي إلي لتخبريني أن لديكِ موعد هام أليس كذلك؟

علت الابتسامة وجه چيلان وعلقت قائلة:
-أجل ولكن كيف عرفتي ذلك؟!


ابتسمت الأم وقالت:
-ترتدين ثياب الخروج فهذا يعني إنك ستغادرين.

اومئت چيلان برأسها وعلقت قائلة:
-حسنًا أمي، لن اتأخر في العودة.

نظرت الأم إليها وقالت:
-چيلان، استمتعي بوقتك.

تعجبت چيلان من رد فعل والدتها ولكنها كانت على عجلة من أمرها؛ فهي لا تريد أن تتأخر عن جلال.

أستقلت سيارتها واتجهت إلى المطعم الخاص بجلال.

ما إن وصلت إلى المطعم حتى أسرعت بالدلوف إلى داخل المطعم.

وبداخل المطعم وجدت جلال في انتظارها وقد بدى عليه القلق ولكن ما إن رآها حتى هدأت روحه واطمئن فؤاده، وبدى على وجهه السعادة.

اسرع جلال إليها كالطفل الصغير الذي كان يفتقد والدته وفجأة وجدها تقف أمامه.

نظر جلال إلى عينيها وظلت هكذا حتى همست إليه وقالت:
-جلال، لماذا تتملقني هكذا فجميع من حولنا ينظرون إلينا.

أمسك جلال بيدها ثم وضع قبلة رقيقة على يدها وقا:
-عليكِ أن تقدمي لي اعتذارًا يليق بما تسببتي فيه من جرح لمشاعري وحزن لقلبي.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها التعجب ثم قالت:
-جلال، أنا لم اجرح مشاعرك ولكنني أعتذر إليك عن عدم قدرتي للرظ على اتصالاتك؛ فقد كنت في حاجة للأبتعاد عنك لتقييم مشاعري.

علت الابتسامة وجه جلال وهمس إليها وقال:
-وهل قمتِ بتقييم مشاعرك نحوي.

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-جلال، ألن نجلس، فجميع رواد المطعم.
ينظرون إلينا.

أومىء جلال برأسه وعلق قائلًا:
-بالطبع، تفضلي بالجلوس ولكن لا تهتمِ بنظرات أحد إليكِ.

فجأة نظر جلال إلى ما ترتديه وبدى عليه الضيق.

لاحظت چيلان تغير ملامح جلال فتحدثت قائلة:
-جلال، ما الذي حدث هل أغضبتك في شيء؟!

حاول جلال ألا يظهر غضبه ولكنه لم يستطيع تمالك. مشاعره فتحدث قائلًا:
-چيلان، ألم اخبرك من قبل ألا تقومي بإرتداء شيء بهذا اللون؟

نظرت چيلان إليه وتحدثت قائلة:
-لا لم تخبرني بهذا ولكن حديثك السابق كان على ما كنت أرتديه من ثوب وليست هذه الملابس، جلال ما الذي يحدث معك اصبحت لا أفهم ما الذي تعنيه من هذه التصرفات الغريبة؟!

حاول جلال أن يتمالك نفسه وفتحدث بصوتٍ هادىء وقال:
-اعتذر إليكِ فاللون الابيض يثير غضبي فأنا لا أحبه.

تعجبت چيلان وعلقت قائلة:
-ولكنه لوني المفضل، لم أرى في حياتي شخص يكره اللون الأبيض...


فجأة تذكرت چيلان ما جاء في مذكرات شقيقتها وعد، من أن السفاح كان يكره اللون الابيض بشدة ويغضب عندما تقوم بإرتداء شيء بهذا اللون.

نظرت چيلان إلى جلال الذي بدى عليه التوتر فجأة سمعت چيلان صوت الساعة الخاصة به.

نظر جلال إليها وتحدث قائلًا:
-چيلان، أعتذر إليكِ لقد نسيت هاتفي في المكتب سوف أذهب لإحضاره.

اومئت چيلان برأسها وقالت:
-حسنًا، لا داعي لإعتذار يمكنك الذهاب واحضاره.

أسرع جلال إلى مكتبه ولكن هذه المرة قررت چيلان ان تراقبه حتى تعرف ما الذي يفعله.

ما إن دلف جلال إلى مكتبه حتى أسرع إلى درج المكتب وقام بإخراج دواء ثم تناوله.

وقفت چيلان تنظر إليه وهمست قائلة:
-ترى ما هذا الدواء الذي تركني جلال وجاء ليتناوله؟!

أسرعت چيلان بالعودة إلى الطاولة وجلست تنتظر لحين عودته، لكنها فوجئت بالمقدم مروان الخولي يقف أمامها.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
-سيدي، ما الذي جاء بك إلى هنا؟! هل تقوم بمراقبتي؟!

نظر المقدم مروان الخولي إليها وعلق قائلًا:
-لا، لم أراقبك ولم أعلم بوجودك هنا؛ لقد جئت لشخص آخر.

نظرت چيلان إلى المقدم مروان وتسائلت قائلة:
-سيدي، هل يمكنني أن أعرف من الشخص الذي جئت من أجله.

في تلك اللحظة عاد جلال إلى الطاولة فنظر إليه المقدم مروان وقال:
-لقد جئت للتحدث إلى جلال.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي