الفصل الثامن عشر عثرات الحب

يبدو أن الدائرة بدأت تضيق أكثر فأكثر، من أين جاء بهذا الأسم؟! وكيف أكتشف أمر هذا الوشم؟!
كل هذه التساؤلات كانت تدور في عقل چيلان عندما تحدث إليها المقدم مروان وقال:
-چيلان، أريد رجل الوشم.

نظرت چيلان إليه وحاولت أن تسيطر على مشاعرها وتبدو أمامه بشكل طبيعي ثم علقت قائلة:
-سيدي، ما الذي تعنيه برجل الوشم هذا؟! انا لا افهم ما الذي تقصده.

علت ابتسامة ماكرة على وجه المقدم مروان، ثم تحدث قائلًا:
-هل يبدو هذا الأسم غريبًا لكِ؟!

ابتلعت چيلان ريقها ثم تحدثت بصوت حاد وقالت:
-سيدي، من فضلك اخبرني ما الذي تريده مني بشكل مباشر، وما الذي جعلك تعتقد إنني أعلم شيء عن ذلك الشخص الذي تتحدث عنه؟!

أومىء المقدم مروان برأسه وعلق قائلًا:
-أجل، لديكِ الحق سوف اتحدث بشكل مباشر.

ثم إلتفت حولها وتابع حديثه قائلًا:
-أريد كل ما تعرفينه عن رجل الوشم الذي تسبب في موت شقيقتك وفي قتل صديقتها، ليس هذا فحسب بل العديد من الفتيات اللاتي تم اختفائهن في ظروف غامضة ولا يعلم أحد عنهن شيء، إنني على يقين من أن لديكِ معلومات قد تفيد في إلقاء القبض عليه.

نظرت چيلان إلى المقدم مروان وقد بدى عليها التعجب ثم قالت:
-سيدي، من أين جئت بهذه الثقة؟! أنت خاطىء فيما تقول؛ لو أنني أعلم من هو رجل الوشم لكنت أخبرتك عنه فورًا.

شعر المقدم مروان بالضيق ونظر إليها نظرت حادة ثم قال:
-لقد اخبرتني المرأة التي شاهدت الحادث الذي تعرضت له هبة صديقة شقيقتك وعد بآخر ما قالته لكِ هبة من كلمات، ومع ذلك فأنتِ تصرين على الإنكار.

چيلان بثقة تحدثت إليه وقالت:
-سيدي، أنا لا أنكر ذلك ولكنني لا أعرف من هو ذلك الشخص، ولا أعرف أي شىء قد يفيدك في الوصول إليه.

أومىء المقدم مروان برأسه وتحدث قائلًا:
-حسنًا، آنسة چيلان رجاءً في حالة تذكرك لأي شيء قد يفيد التحقيق، لا تترددي في الأتصال بي.

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-بالطبع سيدي، ما إن أصل لشيء فلن أتردد في اخبارك به فورًا.

غادر المقدم مروان منزل چيلان، جلست چيلان تفكر فيما أخبرها به المقدم مروان فحدثت نفسها وقالت:
-يبدو أن ذلك المجرم لم يكتفِ بما فعله مع وعد وغيرها من الضحايا، إنه مازال مصرًا على مواصلة أفعاله الإجرامية، لابد  لي بالتحرك وكشف هويته الحقيقية.

دلفت الأم إلى الغرفة بصحبة مازن وتحدثت قائلة:
-چيلان، ما الذي كان يريده ذلك المقدم؟!

نظرت چيلان إليها وقالت:
-لقد جاء ليسألني عن بعض الأسئلة الخاصة بهبة صديقة وعد، وغادر عندما اخبرته إنني لا أعلم شيء عنها وكل ما أعرفه إنها كانت صديقة مقربة لشقيقتي.

نظر مازن إلى چيلان ولم يقتنع بما تقوله، نظر إلى الأم وتحدث قائلًا:
-أمي، أحتاج إلى شرب فنجان من القهوة، فهل يمكنك أخبار رضا بأن تعده لي؟

علت الابتسامة وجه الأم وعلقت قائلة:
-لن اطلب من رضا اعداد فنجان القهوة لك ولكنني سوف أعده بنفسي.

علت الابتسامة وجه مازن وهمس قائلًا:
-هذا تمامًا ما كنت أريده.

ذهبت الأم لإعداد فنجان القهوة لمازن، فأسرع مازن ودنا من چيلان ثم قال:
-ما الذي كان يريده ذلك الضابط؟

نظرت چيلان إلى مازن وقد بدى عليها التعجب ثم علقت قائلة:
-لقد أخبرتكم بما كان يريده.

تطلع مازن إليها وهمس قائلًا:
-ما الذي كان يريده ذلك الضابط، لم اقتنع بما اخبرتي به والدتك؟

أخذت چيلان نفسًا عميقًا ثم قالت:
-جاء ليعرف مني من هو رجل الوشم.

تغيرت ملامح مازن فجأة وعلق قائلًا:
-ومن يكون رجل الوشم هذا؟!

شاهدت چيلان والدتها تأتي بالقهوة فهمست إليه وقالت:
-مازن، لنؤجل الحديث في هذا الأمر إلى وقت لاحق؛ أمي لا تعلم شيء.

أومىء مازن برأسه وعلق قائلًا:
-حسنًا، ما رأيك في أن نتقابل غدًا ونتحدث بحرية أكثر في هذا الأمر؟

نظرت چيلان إليه ثم قالت:
-حسنًا، لنتقابل غدًا ونتحدث.

علت الابتسامة وجه مازن وعلق قائلًا:
-سوف أمر عليكِ بعد انتهاء عملي لنتناول الغداء معًا ثم نتحدث في كل شيء.

وفي تلك اللحظة دلفت الأم إلى داخل الغرفة وهي تحمل في يدها فنجان القهوة الخاص بمازن.

ما إن رأى مازن الأم تحمل القهوة بنفسها حتى أسرع إليها وهو يقول:
-اعتذر إليكِ لقد اثقلت عليك، ولكن لماذا تحملينها بنفسك ولم تاتي بها رضا؟!

علت الابتسامة وجه الأم وعلقت قائلة:
-احضرتها بنفسي؛ لأنك لك مكانتك الخاصة عندي بني.

شعر مازن بالسعادة لما تحدثت به والدة چيلان، نظر إليها وأمسك بيدها مقبلًا لها  ثم قال:
-أنت أيضاً لكِ مكانة خاصة في قلبي سيدتي.

بعد أن انهى مازن احتسائه لفنجان القهوة نظر إلى چيلان ووالدتها ثم قال:
-استأذن منكما فعلي أن أغادر الآن وأشكركم على حسن الضيافة.

بعد مغادرة مازن للمنزل.
نظرت الأم إلى ابنتها وقالت:
-إنني أحب هذا الشاب وأشعر تجاهه بالإرتياح.

علت الابتسامة وجه چيلان وعلقت قائلة:
-أجل إنني أشعر أنا أيضاً بالإرتياح عندما اتحدث إليه كأنني اتحدث مع شقيقٍ لي.

نظرت الأم إلى ابنتها بإغتياظ ثم غادرت الغرفة وذهبت إلى غرفتها.

علت الابتسامة وجه چيلان وعلقت قائلة:
-أعلم أن حديثي لا يأتي على هواكي، وانكِ تريدين أن يتعلق قلبي بمازن حتى أصرف النظر عن فكرة العودة لأمريكا.

دلفت رضا إلى غرفة السيدة حبيبة وتحدثت إليها وقالت:
-سيدتي، هل أنتِ بخير، لماذا دلفت إلى غرفتك الآن على غير عادتك؟!

نظرت السيدة حبيبة إلى خادمتها وقالت:
-أردت أن تشعر چيلان بأن حديثها لم يعجبني، لن أخفي عليكِ لقد سمعت مازن يقوم بالاتفاق معها على أن يلتقوا غدّا حتى يتحدث معها بحرية أكثر.

علت الابتسامة وجه رضا وقالت:
-إذن، سيقوم بالتحدث إليها وطلب يدها


نظرت السيدة حبيبة إليها وقالت:
-اتمنى أن يحدث ذلك في أسرع وقت لذلك لم أشعر چيلان بأنني قد سمعت حديثهم فهي كما تعلمين فتاة عنيدة وقد ترفض لقاءه حتى تثبت لي أنه لا يوجد شيء بينها وبينه.

أومئت رضا برأسها وقالت:
-أجل سيدتي أحسنتي فعلاً.


شرع جلال في مغادرة المطعم الخاص به وقد بدى عليه الغضب والضيق.

وفي طريقه لمغادرة المطعم اصطدم بأحدى الفتيات التي كانت تحمل القهوة الخاصة بها فوقعت القهوة على ثوبها.

نظرت إليه الفتاة وقالت:
-اعتذر إليك سيد جلال.

نظر جلال إليها وقد بدى عليه التعجب ثم علق قائلًا:
-أنا الذي أقدم اعتذاري إليكِ، ولكن يبدو عليكِ أنك تعرفينني أليس كذلك؟!

ابتسمت الفتاة وقالت:
-أجل سيدي، إنني أتي إلى هنا كثيراً وكنت أشاهدك وأنت تتناول قهوتك.


أومىء جلال برأسه وقال:
-حسنًا، شرفت بك آنستي ولكن اعتذر فعلي أن اغادر.

ثم نظر إلى ثوبها وقال:
-لقد اتسخ ثوبك ولا يمكنك أن تغادري وأنتِ بهذا الشكل.

نظرت الفتاة إلى ثوبها وقد. ى عليها الضيق ولكنها حاولت ألا تظهر له ما تشعر به من ضيق فعلقت قائلة:
-لا عليك سيدي سوف اتصرف.

اصر جلال على اصطحاب الفتاة معه وايصالها إلى منزلها.

علت الابتسامة وجه الفتاة وقالت:
-سيدي، لا أريد أن اثقل عليك.

نظر جلال إليها وتحدث بجدية وقال:
-لا عليكِ فلا يمكنك السير في الشارع بهذا المنظر.

استقل جلال سيارته وركبت القتاة بجواره، نظر إليها وتحدث قائلًا:
-من فضلك احكمي غلق الباب يا.

وقبل أن ينطق بكلمة آنسة قاطعته الفتاة وقالت:
-سارة، اسمي سارة همام.

علت الابتسامة وجهه وعلق قائلًا:
-حسنًا سارة فرصة سعيدة.

شعرت سارة بالسعادة وعلقت قائلة:
-هل تعلم أن ابتسامتك تعطي وجهك جاذبية وتجعلك تبدو أجمل.

ابتسم جلال وتحدث إليها وقال:
-سارة، اصدقيني القول، عندما اصطدمت بكِ أنتِ التي تعمدتي سكب القهوة على ثوبك أليس كذلك فقد لاحظت ذلك؟

شعرت سارة بالخجل، ثم أومئت برأسها وقالت:
-أجل سيدي.

أسرع جلال بسيارته وقد علت الابتسامة وجهه وقال:
-يبدو أنك معجبة بي منذ وقت طويل واليوم سنحت لكِ الفرصة للإصطدام بي، هذه محاولة جيدة.

نظرت سارة إليه وشعرت بالضيق فعلقت قائلة:
-سيدي، أريد أن انزل هنا من فضلك اوقف السيارة.

علت الابتسامة وجه جلال وقال:
-هل اصدقك القول إنني في انسب وقت للتعرف على فتاة مثلك هذه هي فرصتك فعليكِ أن تستغليها؟

نظرت الفتاة إلى جلال وقالت:
-لماذا تتحدث إلي بهذه الوقاحة؟!

توقف جلال بالسيارة وتحدث إليها بحدة وقال:
-لأنك تعتقدين أنك على قدر كبير من الذكاء والعكس هو الأصح.

شعرت الفتاة بالغضب وهمت بفتح باب السيارة ولكنها فوجئت بما لم تكْ تتوقعه من جلال.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي