الفصل السابع عشر مفاجئة لم تكن متوقعة

وضعت چيلان باقة الورد التي أرسلها إليه مازن وهمست قائلة:
-وعد، لقد اشتقت إليكِ كثيراً، جئت إليك اليوم لاجدد وعدي لكِ بأنني لن أترك ذلك المجرم قبل أن انتقم منه.

دنا مازن من چيلان ولاحظ القلادة التي في يدها فعلق قائلًا:
-لمن هذه القلادة التي تمسكين بها؟!

نظرت چيلان إلى مازن وقامت بفرد القلادة أمامه وقد بدى عليها التأثر ثم علقت قائلة:
-كانت وعد قد أهدت هذه القلادة لحبيبها، ولكنني عندما جئت إلى هنا وجدتها معلقة على اللوح الرخامي للقبر.

تلألأت الدموع في عين مازن وهمس قائلًا:
-لابد أن حبيبها هو الذي أتى لزيارتها وقام بوضعها هنا.

نظرت چيلان إلى مازن وتحدثت بحدة ولكن بصوت خفيض:
-مازن، حبيب وعد هو نفسه قاتلها.

تعجب مازن وعلق قائلًا:
-هل تعنين بذلك أنها كانت تحب شخص من طرف واحد وأن هذا الشخص هو الذي تلاعب بها وسيطر عليها؟!

أومئت چيلان برأسها وقالت:
-أجل، هذا بالفعل ما حدث.

نظر مازن إلى باقة الورد التي وضعتها چيلان على قبر شقيقتها ثم نظر إلى چيلان وقد بدى عليه التأثر، ظنت چيلان أن مازن قد تأثر لانها وضعت الباقة الورد الخاصة به على القبر لكن الأمر قد تغير عندما تسائل قائلًا:
-هل كانت شقيقتك محبة للورد؟
اومئت چيلان وقد  قالت:
-أجل، كانت تحب الزهور كثيراً.

انتهت الأم من توزيع الصدقات ووقفت أمام قبر ابنتها وظلت تدعو لها بالمغفرة.

غادر الجميع المقابر، جلست چيلان في المقعد المجاور لمازن وفي يدها القلادة نظرت إليها وهمست قائلة:
-اتشوق لرؤيتك أيها الحقير لأشفي ما بداخلي من غضب.

نظر مازن إليها وسمع همسها فشعر بالأسف لما تشعر به چيلان من حزن وغضب على فراق شقيقتها.

استقل مازن سيارته واتجه إلى منزل چيلان.

المطعم الخاص بجلال.

دلف جلال إلى داخل المطعم وتفقد سير العمل وما إن جلس على المكتب الخاص به إذ بمهران يقوم بالاتصال به.

نظر جلال إلى الهاتف وتجاهل اتصال مهران، ولكنه يعرف مهران جيدًا فهو لن يكف عن الاتصال المتكرر حتى يقوم بالرد عليه، فقرر جلال إغلاق هاتفه فهو في حالة نفسية لا تسمح له بالتحدث إلى أحد وخاصة مهران.


لم تمر دقائق معدودة حتي فوجيء جلال بمدير الأغذية والمشروبات بالمطعم يدخل إلى مكتبه ويتحدث إليه:
-السيد مهران اضطر للإتصال على هاتفي لأن هاتفك مغلق، لقد أخبرني بضرورة أن يتواصل معك فالأمر هام على حد قوله.

نظر جلال إلى مدير الأغذية والمشروبات بالمطعم ثم علق قائلًا:
-حسنًا شكرًا لك تابع عملك وسوف أقوم بالاتصال به.

غادر الرجل وعلق جلال قائلًا:
-مهران، لقد بدأ صبري ينفذ من تصرفاتك هذه.

أمسك جلال بالهاتف وأعاد تشغيله للأتصال على مهران.

علت الابتسامة وجه مهران وتحدث إلى جلال وقال:
-جلال، عليك أن تعترف إنني استطيع الوصول إليك أينما كنت، رجاءً لا تفكر مرة أخرى في تجاهل اتصالاتي.

أخذ جلال نفسًا عميقًا ثم قال:
-مهران، لست بحالة تسمح بالمجادلة معك، أخبرني ما الذي تريده وإن لم يكْ الأمر هام فلنؤجله لوقت آخر.

مهران بسخرية علق قائلًا:
-ما الذي أصابك يا رجل، منذ أن تعرفت على تلك الفتاة وأصبحت أكثر مزاجية، نصيحة مني دعك من هذه الفتاة يبدو أنها صعبة المنال.

شعر جلال بالضيق وحاول أن يتمالك نفسه ثم قال:
-مهران، لماذا قمت بالاتصال بي؟

لم يجد مهران أمامه سوى الحديث فيما يريده فحالة جلال النفسية لا تساعده على المناقشة معه فتحدث قائلًا:
-جلال، لدي بضاعة في غاية الروعة سوف أرسلها إليك مع رجالي وأريدك أن تشرف بنفسك على تخزينها بشكل سليم.

أومىء جلال برأسه وعلق قائلًا:
-متى ستقوم بإرسالها؟

علق مهران وقال:
-ستكون عندك بعد ساعتين من الآن، قم بإعداد المبردات اللازمة.

نظر جلال في ساعة اليد الخاصة به ثم قال:
-لا تقلق بهذا الشأن، سوف أقوم بعمل اللازم.

انهى جلال مكالمته الهاتفية مع مهران ثم قام بإستدعاء فهد المسئول عن المبردات والتخزين.


حضر فهد إلى مكتب جلال فتحدث إليه وقال:
-فهد، خلال ساعتين من الآن سوف تصل إلينا شحنة لحوم جديدة أريدك أن تقوم بعمل كل ما يلزم وتهتم بنفسك على عمل المبردات بشكل صحيح، أنت تعلم أن هذه اللحوم باهظة الثمن ويجب تخزينها بشكل لا يغير من طعمها الذي يحبه رواد المطعم.


أومىء فهد برأسه وعلق قائلًا:
-أمرك سيد جلال، لا تقلق بهذا الشأن سوف أقوم بعمل اللازم.

علت الابتسامة وجه جلال وقال:
-حسنًا، اذهب وقم بعمل اللازم.

اسرع فهد وصاح على رجاله قائلًا:
-هلموا، عليكم بتفقد المبردات واخباري بأي عطل أو خلال في أي مبرد حتى نعمل على اصلاحه، أريد أن تعمل جميع المبردات بشكل جيد؛ ففي الطريق إلى هنا شحنه من اللحوم التي يريد السيد جلال تخزينها بطريقة صحيحة تجعلها تبدو كالطازجة.

اسرع العمال إلى المبردات للتأكد من إنها تعمل بكامل كفاءتها.

بعد قليل أسرع أحد العمال إلى فهد وصاح قائلًا:
-سيدي، لقد أغلق المبرد الكبير على عدد من العمال بالداخل.

نظر فهد إلى العامل وتحدث قائلًا:
-ألا زالوا عالقين بداخل المبرد؟

علق العامل قائلًا:
-أجل سيدي.

نظر فهد إليه وقد بدى عليه القلق وعلق قائلًا:
-حسنًا، استدعي المهندس المسئول واخبره أن يأتي إلى هنا فوراً.

أسرع فهد إلى المبرد الكبير وحاول فتحه ولكنه فوجىء بالباب الخارجي للمبرد مغلق بشكل يصعب فتحه.

نزع فهد قميصه وحاول مجددًا ولكن تلك المحاولة بائت بالفشل.

حضر المهندس المسئول عن التبريد، نظر إليه فهد وقال:
-أسرع بفتح هذا المبرد قبل أن يتجمد العمال بالداخل.

أسرع المهندس إلى المبرد وقام بفصل الدائرة الكهربائية لفترة بسيطة ثم أعاد تشغيلها مرة ثانية ففتح المبرد.

نظر فهد إلى المهندس وعلق قائلًا:
-شكرًا لك لقد انقذت العمال الذين احتجزوا بداخل هذا المبرد اللعين.

علت الابتسامة وجه المهندس وعلق قائلًا:
-سيدي لا داعي للشكر فهذا عملي.
امسك فهد بقميصه ليقوم بإرتدائه ولكن لفت نظر المهندس شيء غريب على ظهر فهد فتحدث إليه وقال:
-سيد فهد، يبدو لي أن هناك شيء غريب على ظهرك هل هذا وشم؟!

وعلى الفور ارتدى فهد قميصه ثم علق قائلًا:
-أجل، ولكن لا شأن لك بما أضعه على ظهري، اذهب وتابع عملك فهذا شيء خاص بي ولن اسمح لأحد التحدث بشأنه.

نظر مهندس التبريد إلى فهد وعلق قائلًا:
-سيدي، اعتذر لم اقصد التدخل في خصوصياتك.

غادر المهندس المكان وقد بدى عليه التعجب من رد فعل فهد الغريب.

وصلت الأسرة إلى منزلهم ورافقهم مازن.

جلست الأم تقص ذكرياتها الجميلة لمازن وهو يصغى إليها بشكل جيدًا بل ويبدى لها أنه يستمتع بحديثها.


دلفت رضا إلى غرفة الاستقبال وتحدثت قائلة:
-سيدتي، المقدم مروان بالخارج ويود مقابلة الآنسة چيلان.


تعجبت الأم ونظرت إلى چيلان وقالت:
-ما الذي يريده منكِ هذا المقدم ألم تنتهي تلك القضية؟؛

لاحظ مازن التعجب على وجه الأم فتحدث قائلًا:
-أمي، من يكون المقدم مروام هذا؟!

علقت الأم قائلة:
-هو الضابط المسئول عن التحقيق في حادث موت ابنتي وعد، لا أعلم ما الذي جاء به إلى هنا اليوم؟!

نظرت چيلان إلى رضا وقالت:
-رضا أخبري المقدم مروان أن يتفضل سوف أذهب لمقابلته.

نظر مازن إلى چيلان وقال:
-چيلان، هل أتي معك لمقابلة هذا المقدم؟!

علت الابتسامة وجه چيلان وعلقت قائلة:
-لا، ليس هناك داعيًا لذلك، سوف أذهب لمقابلته لأعرف ما الذي يريده وسأعود على الفور.

رحبت چيلان بالمقدم مروان، ثم تحدثت قائلة:
-سيدي، يبدو لي أنك لم تحضر إلى هنا لزيارتنا، فهل لي أن أعرف سبب هذه الزيارة؟!

علت الابتسامة وجه المقدم مروان ثم علق قائلًا:
-آنسة چيلان، لن أخفي إعجابي بذكائك إنني بالفعل هنا لمتابعة عملي.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها التعجب وقالت:
-ألم تنتهي قضية وعد على إنها انتحار أم أن هناك أمرًا آخر لا أعلمه؟!

وقف المقدم مروان من مجلسه وهمس إلى چيلان وقال:
-چيلان، أريد رجل الوشم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي