27طيف بمنامي
دراجون
تبدل حالي وكلما نفضت رأسي من تخيلها واستحضار صورتها ، أجدني ودون إرادة أتذكر ملامحها الناعمة ، ولكن ما يجذبني إليها تلك القوة التي ظهرت عليها بأحلامي ، وكأنها ملكةٌ متوجة على عرشها ، حركاتها المنمقة وهندامها استحوذا على لبي.
نظرة عينيها التي تنضح بالثقة ، حتى وإن كانت حزينة جعلتني أتمنى أن أمحُ ما بهما من شجن .
تعبيرات وجهها التي تنم عن إصرار ولا أعلم علام تنوي !! ولكنني سُحِرت بها .
والأغرب وبرغم استنكاري لتعلقي بطيف يزورني بالمنام ، ولكن كلما طفقت تلك الهيئة بمخيلتي أشعر بكهرباءٍ تسري بكامل جسدي مستغرباً ما يجيش بي من مشاعر وليدة لها ودون أن أراها وجهاً لوجه .
صعدتُ إلى جناحي ؛ لأنعم بقسط من الراحة عَلَّ ما بي يخمد، خلعت عني تاجي وذلك الزي الرسمي الذي ارتدايه ، تسطحت على تختي أتوسد راحتي متطلعاً إلى اللا شيء أعلاي ونظري مرتكز إلى نقطة ما بالفراغ ، وإذا بطيفها يرتسم بوضوح على سقف الغرفة كشمسٍ لاحت من بين ضباب السماء .
تأففتُ بضجرٍ وأخذت أتململ بفراشي ، ومِن ثَمَّ اضجعتُ على يميني .
لحظات وتثاقلت أجفاني واستسلمتُ إلى سلطان النوم .
ولكن طيفها لم يجعلني أهنئ بقيلولتي لذا قررت الذهاب لتفقد رعيتي ربما شغلتني مهامي عن هواجسي البذيئة بها.
امتطيتُ جوادي أشد لجامه، وانطلقنا معاً بين جنان مثمرة تصطف بها الأشجار على كلا الجانبين ، وصهيل فرسي ينم عن استمتعه .
انتهى بي الطريق عند ربوةٍ مرتفعة أسفلها مُنخفضٌ تتناثر بمنزلقه أحجار ضخمة ، وهناك صوتٌ أنثوي بالأسفل يستغيث .
خفضتُ بصري حيث مصدر الصوت ، فوجدتُ فتاة لم أتبين ملامحها ، إذ كانت يمينها متعلقة في استماتة بإحدى الصخور القريبة من قمة هذه التلة ، وعلى ما يبدو أنها سبقتني إلى هنا وحدث شيء ما فتعثرت ، ولكن يدها تشبثت بحجرٍ ناتىءٍ من تلك الأحجار .
- " ولكن مَن هي ؟! ولِمَ أتت إلى هنا ؟! "، سؤال تمتمتُ به مندهشاً .
والأغرب أنها تصرخ بهلعٍ ، ولم ترفع بصرها لأعلى حتى أتبين ما إذا كنتُ أعرفها أم لا !! حتى أنها لم تطلع لما يعلوها علَّها تتمكن من دفع جسدها الذي يتأرجح ؛ حتى تُخفف من ثقل حِمل يمينها ، فقط لو حاولت أن تعثر لقدمها على موطئ ستتمكن من الصعود بسلامٍ لكنها بدلاً من إيجاد حل ظلت تنظر للأسفل وهذا ما حجب رؤيتي لها .
تابعتها لبرهةٍ فوجدتها تمد أطراف أصابع يدها الحرة لأعلى ، علَّها تجد أي حافة تتعلق بها.
وبرغم عنادها وإصرارها إلا أنني استمعتُ إليها وهي توبخ نفسها ساخطة وهي تقول بلومٍ ،
- " أي غباءٍ ألقى بي إلى هنا!! فعندما كنت أتدرب برفقة مختص أنا وزملائي لم يكن تحتنا هاوية عميقة تصل إلى البحر مليئة بالصخور والعثرات ، فإن لم أنجح سأموت من إثر الوقعة ، وإذا ظل بي نفسٌ سأموت غرقاً .
حركتُ رأسي باستنكار لأفعال تلك المختلة ، تلك الأفكار السلبية ستجعلها تسقط لا محالة ، ولكنها عادت تشجع نفسها ، تقول ،
- " كُفي عن هراءكِ أيتها البلهاء ، وحاولي ، ماذا فيها إن وقعتِ ؟!
ستكون سقطةٌ خطيرة ومؤلمة ليس إلا "
ولكن وصل إلى مسامعي صوت بداخلها ينهرها قائلاً بتهكم ،
- " وماذا لو صدمت رأسك ؟! وبقيتِ تتدحرجين حتى الهاوية !!"
أشعر بها وكأنني أنا المحفوف بالخطر والذعر سلاحٌ قاتل مسلطٌ بقهرٍ ما بين حاجبي ، لا هي .
رأيتها تخفض رأسها لأسفلٍ بتهدلٍ و استسلام حتى كاد التغيير في موضع ثقلها أن يهوي بها إلى المنحدر ، فرمت بحالها على الصخرة المتعلقة بها وزادت من ضغط جسدها إليها .
حاولت أن تتماسك ، وبداخلها العديد من التساؤلات أستطيع سماعها بوضوح ، وهي تقول ،
- " كم من الوقت سأظل على وضعي هذا قبل أن يصبح الألم في ذراعي ، والضعف في ساقي أقوى من أن أتحملهما فأنزلق من هنا وأقع لاقية حتفي بكل بساطة "
ظليتُ أراقبها من عالٍ ، استرق السمع محاولاً تفسير ما تثرثر به ، ورأسي أخذت تعمل بكل اتجاه لنجدتها ، والغريب أنه في هذه اللحظة لم أفكر في استخدام قواي .
لا أعلم لم شعرت وگأنني شخصٌ عادي ؟ ! ولم يأتِ في مخيلتي أنني دراجون قائد مملكة الخوارق، بل ومن أكثر المخلوقات قوة وسرعة.
دُرتُ حول نفسي لثانيتين ومن ثَمَ التقطت عيناي بئر قريب.
هرعتُ إليه أستل خنجراً معقوداً غمده بحذائي ذو الرقبة العالية، أقطع الحبل الذي يتدلى منه الدلو داخل عين البئر الذي جف ماءه ، وبعد أن استقطعتُ جزء كبير من الحبل يفي ؛ للقيام بمهمة الإنقاذ.
ربطتُ طرفه بأقرب شجرةٍ من هذا المنحدر ، وعقدتُ الطرف الآخر حول خصري ، أتسطحُ على بطني ، ثم بسطتُ راحة يدي إليها ، أقول بجفاء ،
- " هااااي ، أنتِ لا تنظري للأسفل ، ارفعي رأسكِ لي " .
انتفضت بصدمةٍ جراء هذه الدعوة الخشنة ، ولكنها استجابت للنداء ، تنظر إلي بضعفٍ ويأس ، وهي تجاهد كي لا تفقد توازنها ، وبرغم من أن كفي كان قريب إلى وجهها، ولكنها تجاهلت ذلك، ولم تبادر برفع يسارها الحرة إلي.
تعجبتُ كثيراً من أمرها، فمنذ قليل كان صوتها يصدح بالأرجاء طالباً المساعدة مِن أي مَن يكون إلا أنها عندما وجدتني ، أخذت تسأل نفسها بضجرٍ ، وكأن أمر نجاتها أو هلاكها لم يَعُد ذا قيمة أمام سيل تساؤلاتها الآتية،
-" هل هو بهذا القرب ؟ هل أنا قريبة منه إلى هذا الحد ؟ "
هل استمع إلى لغوي وسلخي لذاتي بتلك الطريقة المهينة ؟!
سيطر كبريائها اللعين ، فهدرت في بحدة،
- " دعني ، أستطيع تدبر أمري "
وكي تسترد شيئاً من ثقتها ، أخذت تستعرض قواها ، إذ أمسكت بأقرب نتؤ صخري ومن كانت مستسلمة للموت رافعة الراية البيضاء ظلت تجاهد لتدفع جسدها لأعلى بعض الشيء .
بينما قتل الرعب كل حديث قد أتفوه به، إنها حسنائي !! تلك التي لا تغادر صورتها فكري ، نعم إنها هي مَن أرَّقت مضجعي.
سبة نابية خرجت من بين شفاهي ، وأنا أقول بغضب يكمن بعمقه الارتياع عليها ، ولا أعرف سبباً لتلك الغصة التي تشكلت بحلقي ،
"أنتِ أيتها الحمقاء ، من الأفضل أن تتمسكي بيدي ، فلن أُوقعكِ بالرغم من رغبتي في ذلك ، فما مَن أحدٍ يعاند مثلكِ ، أنت غبية بلا عقل "
كاذبٌ !! أنت كاذب دراجون !! فلا رغبة تفتك بك الآن سوى إنقاذها .
كان هذا صوت عقلي ، أو ربما القلب والعقل معاً .
أما هي أخذت تقرض على أنيابها بغيظٍ ، وهي تنعتني في عقلها بأبشع الصفات ولكنها قررت أنها لن تُهدر طاقتها لتكيِّل لي ما أستحقه من السباب وتلك كانت وجهة نظرها ، بالطبع لا تعلم أنني أستطيع قراءة أفكارها بسهولة.
أشاحت بوجهها عني وعلى ما يبدو أن هذا الإنجاز الصغير الذي حققته منذ قليل منحها شيئاً من الجرأة ، فقامت بتحريك قدمها لتدخلها ما بين صخرتين مما اضطرها إلى التوقف مجدداً فها قد علقت قدمها في فجوة ضيقة .
تلك العنيدة تسلب عقلي ، وبدون أدنى مبادرة منها ، ولكنني لن أبقَ هكذا حتى تسقط وأفقدها إلى الأبد ، لذا لم أفكر لثانية بل استقمتُ أتعلق بالحبل المربوط بخصري ، أهبط التلة برشاقة ، وقدماي تعرف مواطئها بحكمة .
ولكن ........
تبدل حالي وكلما نفضت رأسي من تخيلها واستحضار صورتها ، أجدني ودون إرادة أتذكر ملامحها الناعمة ، ولكن ما يجذبني إليها تلك القوة التي ظهرت عليها بأحلامي ، وكأنها ملكةٌ متوجة على عرشها ، حركاتها المنمقة وهندامها استحوذا على لبي.
نظرة عينيها التي تنضح بالثقة ، حتى وإن كانت حزينة جعلتني أتمنى أن أمحُ ما بهما من شجن .
تعبيرات وجهها التي تنم عن إصرار ولا أعلم علام تنوي !! ولكنني سُحِرت بها .
والأغرب وبرغم استنكاري لتعلقي بطيف يزورني بالمنام ، ولكن كلما طفقت تلك الهيئة بمخيلتي أشعر بكهرباءٍ تسري بكامل جسدي مستغرباً ما يجيش بي من مشاعر وليدة لها ودون أن أراها وجهاً لوجه .
صعدتُ إلى جناحي ؛ لأنعم بقسط من الراحة عَلَّ ما بي يخمد، خلعت عني تاجي وذلك الزي الرسمي الذي ارتدايه ، تسطحت على تختي أتوسد راحتي متطلعاً إلى اللا شيء أعلاي ونظري مرتكز إلى نقطة ما بالفراغ ، وإذا بطيفها يرتسم بوضوح على سقف الغرفة كشمسٍ لاحت من بين ضباب السماء .
تأففتُ بضجرٍ وأخذت أتململ بفراشي ، ومِن ثَمَّ اضجعتُ على يميني .
لحظات وتثاقلت أجفاني واستسلمتُ إلى سلطان النوم .
ولكن طيفها لم يجعلني أهنئ بقيلولتي لذا قررت الذهاب لتفقد رعيتي ربما شغلتني مهامي عن هواجسي البذيئة بها.
امتطيتُ جوادي أشد لجامه، وانطلقنا معاً بين جنان مثمرة تصطف بها الأشجار على كلا الجانبين ، وصهيل فرسي ينم عن استمتعه .
انتهى بي الطريق عند ربوةٍ مرتفعة أسفلها مُنخفضٌ تتناثر بمنزلقه أحجار ضخمة ، وهناك صوتٌ أنثوي بالأسفل يستغيث .
خفضتُ بصري حيث مصدر الصوت ، فوجدتُ فتاة لم أتبين ملامحها ، إذ كانت يمينها متعلقة في استماتة بإحدى الصخور القريبة من قمة هذه التلة ، وعلى ما يبدو أنها سبقتني إلى هنا وحدث شيء ما فتعثرت ، ولكن يدها تشبثت بحجرٍ ناتىءٍ من تلك الأحجار .
- " ولكن مَن هي ؟! ولِمَ أتت إلى هنا ؟! "، سؤال تمتمتُ به مندهشاً .
والأغرب أنها تصرخ بهلعٍ ، ولم ترفع بصرها لأعلى حتى أتبين ما إذا كنتُ أعرفها أم لا !! حتى أنها لم تطلع لما يعلوها علَّها تتمكن من دفع جسدها الذي يتأرجح ؛ حتى تُخفف من ثقل حِمل يمينها ، فقط لو حاولت أن تعثر لقدمها على موطئ ستتمكن من الصعود بسلامٍ لكنها بدلاً من إيجاد حل ظلت تنظر للأسفل وهذا ما حجب رؤيتي لها .
تابعتها لبرهةٍ فوجدتها تمد أطراف أصابع يدها الحرة لأعلى ، علَّها تجد أي حافة تتعلق بها.
وبرغم عنادها وإصرارها إلا أنني استمعتُ إليها وهي توبخ نفسها ساخطة وهي تقول بلومٍ ،
- " أي غباءٍ ألقى بي إلى هنا!! فعندما كنت أتدرب برفقة مختص أنا وزملائي لم يكن تحتنا هاوية عميقة تصل إلى البحر مليئة بالصخور والعثرات ، فإن لم أنجح سأموت من إثر الوقعة ، وإذا ظل بي نفسٌ سأموت غرقاً .
حركتُ رأسي باستنكار لأفعال تلك المختلة ، تلك الأفكار السلبية ستجعلها تسقط لا محالة ، ولكنها عادت تشجع نفسها ، تقول ،
- " كُفي عن هراءكِ أيتها البلهاء ، وحاولي ، ماذا فيها إن وقعتِ ؟!
ستكون سقطةٌ خطيرة ومؤلمة ليس إلا "
ولكن وصل إلى مسامعي صوت بداخلها ينهرها قائلاً بتهكم ،
- " وماذا لو صدمت رأسك ؟! وبقيتِ تتدحرجين حتى الهاوية !!"
أشعر بها وكأنني أنا المحفوف بالخطر والذعر سلاحٌ قاتل مسلطٌ بقهرٍ ما بين حاجبي ، لا هي .
رأيتها تخفض رأسها لأسفلٍ بتهدلٍ و استسلام حتى كاد التغيير في موضع ثقلها أن يهوي بها إلى المنحدر ، فرمت بحالها على الصخرة المتعلقة بها وزادت من ضغط جسدها إليها .
حاولت أن تتماسك ، وبداخلها العديد من التساؤلات أستطيع سماعها بوضوح ، وهي تقول ،
- " كم من الوقت سأظل على وضعي هذا قبل أن يصبح الألم في ذراعي ، والضعف في ساقي أقوى من أن أتحملهما فأنزلق من هنا وأقع لاقية حتفي بكل بساطة "
ظليتُ أراقبها من عالٍ ، استرق السمع محاولاً تفسير ما تثرثر به ، ورأسي أخذت تعمل بكل اتجاه لنجدتها ، والغريب أنه في هذه اللحظة لم أفكر في استخدام قواي .
لا أعلم لم شعرت وگأنني شخصٌ عادي ؟ ! ولم يأتِ في مخيلتي أنني دراجون قائد مملكة الخوارق، بل ومن أكثر المخلوقات قوة وسرعة.
دُرتُ حول نفسي لثانيتين ومن ثَمَ التقطت عيناي بئر قريب.
هرعتُ إليه أستل خنجراً معقوداً غمده بحذائي ذو الرقبة العالية، أقطع الحبل الذي يتدلى منه الدلو داخل عين البئر الذي جف ماءه ، وبعد أن استقطعتُ جزء كبير من الحبل يفي ؛ للقيام بمهمة الإنقاذ.
ربطتُ طرفه بأقرب شجرةٍ من هذا المنحدر ، وعقدتُ الطرف الآخر حول خصري ، أتسطحُ على بطني ، ثم بسطتُ راحة يدي إليها ، أقول بجفاء ،
- " هااااي ، أنتِ لا تنظري للأسفل ، ارفعي رأسكِ لي " .
انتفضت بصدمةٍ جراء هذه الدعوة الخشنة ، ولكنها استجابت للنداء ، تنظر إلي بضعفٍ ويأس ، وهي تجاهد كي لا تفقد توازنها ، وبرغم من أن كفي كان قريب إلى وجهها، ولكنها تجاهلت ذلك، ولم تبادر برفع يسارها الحرة إلي.
تعجبتُ كثيراً من أمرها، فمنذ قليل كان صوتها يصدح بالأرجاء طالباً المساعدة مِن أي مَن يكون إلا أنها عندما وجدتني ، أخذت تسأل نفسها بضجرٍ ، وكأن أمر نجاتها أو هلاكها لم يَعُد ذا قيمة أمام سيل تساؤلاتها الآتية،
-" هل هو بهذا القرب ؟ هل أنا قريبة منه إلى هذا الحد ؟ "
هل استمع إلى لغوي وسلخي لذاتي بتلك الطريقة المهينة ؟!
سيطر كبريائها اللعين ، فهدرت في بحدة،
- " دعني ، أستطيع تدبر أمري "
وكي تسترد شيئاً من ثقتها ، أخذت تستعرض قواها ، إذ أمسكت بأقرب نتؤ صخري ومن كانت مستسلمة للموت رافعة الراية البيضاء ظلت تجاهد لتدفع جسدها لأعلى بعض الشيء .
بينما قتل الرعب كل حديث قد أتفوه به، إنها حسنائي !! تلك التي لا تغادر صورتها فكري ، نعم إنها هي مَن أرَّقت مضجعي.
سبة نابية خرجت من بين شفاهي ، وأنا أقول بغضب يكمن بعمقه الارتياع عليها ، ولا أعرف سبباً لتلك الغصة التي تشكلت بحلقي ،
"أنتِ أيتها الحمقاء ، من الأفضل أن تتمسكي بيدي ، فلن أُوقعكِ بالرغم من رغبتي في ذلك ، فما مَن أحدٍ يعاند مثلكِ ، أنت غبية بلا عقل "
كاذبٌ !! أنت كاذب دراجون !! فلا رغبة تفتك بك الآن سوى إنقاذها .
كان هذا صوت عقلي ، أو ربما القلب والعقل معاً .
أما هي أخذت تقرض على أنيابها بغيظٍ ، وهي تنعتني في عقلها بأبشع الصفات ولكنها قررت أنها لن تُهدر طاقتها لتكيِّل لي ما أستحقه من السباب وتلك كانت وجهة نظرها ، بالطبع لا تعلم أنني أستطيع قراءة أفكارها بسهولة.
أشاحت بوجهها عني وعلى ما يبدو أن هذا الإنجاز الصغير الذي حققته منذ قليل منحها شيئاً من الجرأة ، فقامت بتحريك قدمها لتدخلها ما بين صخرتين مما اضطرها إلى التوقف مجدداً فها قد علقت قدمها في فجوة ضيقة .
تلك العنيدة تسلب عقلي ، وبدون أدنى مبادرة منها ، ولكنني لن أبقَ هكذا حتى تسقط وأفقدها إلى الأبد ، لذا لم أفكر لثانية بل استقمتُ أتعلق بالحبل المربوط بخصري ، أهبط التلة برشاقة ، وقدماي تعرف مواطئها بحكمة .
ولكن ........