الفصل الخامس عشر موعد مع الأبراج

اصيبت چيلان بالذهول بعد أن قرأت الورقة المرفقة بباقة الورد.

جلست تفكر في الشخص الذي قام بإرسال تلك الباقة، وبعد تفكير علقت قائلة:
-لعلها حيلة أخرى من جلال، ولكن جلال لا يعلم أن شقيقتي ماتت منتحرة وماذا يعني بأنه قريب مني؟!

امسكت چيلان بباقة الورد وألقت بها في سلة المهملات ثم قالت:
-أحب الورد ولكنني أكره المجهول من يريد أن يلعب معي فليبارزني وجهًا لوجه.

ذهبت چيلان لرؤية والدتها ولكنها لم تجدها داخل غرفتها.

وقفت في حيرة من أمرها وتسائلت قائلة:
-ترى أين ذهبت أمي ولماذا لم تخبرني؟!

اسرعت چيلان إلى الهاتف الخاص بها وقامت بالاتصال بوالدتها ثم تحدثت إليها وقالت:
-أمي،  أين أنتِ لقد بحثت عنك ولم أجدك؟!

علت الابتسامة وجه الأم وعلقت قائلة:
-وجدتك غارقة في النوم فتركتك تنالين قسطًا من الراحة، ولا أخفي عليكِ فهناك شخص أتطلع لرؤيته.

تعجبت ﺟيلان وقالت:
- ومن هو ذلك الشخص هل هو حب جديد يا أمي؟!

ابتسمت الأم وعلقت قائلة:
-چيلان، الزمي حياءك سوف اخبرك فيما بعد إنني على الشاطىء يمكنك القدوم إلى هنا والأستمتاع بمياه البحر الزرقاء الصافية.

وبدون تردد علقت چيلان وقالت:
-حسنًا أمي، سوف أتي إليكِ.

انهت چيلان المكالمة الهاتفية مع والدتها واسرعت بتبديل ملابسها وارتداء ملابس  بلونها المفضل الأبيض.

وقبل أن تغادر قامت بطلب سيارة تصحبها إلى الشاطيء.

بضع لحظات وقام موظف الفندق بالاتصال بها وابلاغها بأن السيارة تنتظرها خارج الفندق وأنها سيارة زرقاء اللون.

غادرت چيلان الفندق واتجهت صوب السيارة الزرقاء.

ركبت چيلان في المقعد الخلفي للسائق وتحدثت قائلة:
-إلى الشاطيء من فضلك.

نظر السائق إليها وقد بدى عليه التعجب وعلق قائلًا:
-حسنًا، سيدتي.

غادر السائق متجهًا إلى حيث طلبت چيلان.

وصلت السيارة أمام الشاطيء إلتفت السائق إلي چيلان وقال:
-ها قد وصلنا إلى الشاطىء تفضلي سيدتي.

نظرت چيلان إلى السائق وتحدثت قائلة:
-سيدي، هذا ليس الشاطىء  الذي أريده.

علت الابتسامة وجه الرجل وتحدث قائلًا:
-سيدتي، هذا الشاطىء أفضل الشواطىء الموجودة هنا.

نظرت چيلان إلى السائق نظرة حادة  مقتضبة وقالت:
-وما شأنك أنت لقد طلبت منك أن تقوم بإيصالي للشاطىء الذي أريده وليس إلى للشاطىء الذي تريده أنت.

نظر الرجل إليها وعلق قائلًا:
-حسنًا سيدتي، سوف أعيدك للفندق ويمكنك استئجار سيارة أجرى أو ليموزين إلى المكان الذي تريديه.

غادرت چيلان السيارة واتجهت صوب السائق ثم تحدثت إليه قائلة:
-كيف تجرؤ على التحدث معي بهذا الشكل؟! لقد استئجرت هذه السيارة لتبلغني المكان الذي أريده.

علت الابتسامة وجه الرجل وقال:
-سيدتي، هذه السيارة ملكي أنا وليست سيارة أجرة أو ليموزين، لم أرغب في إحراجك وكنت كريم معك فقمت بإيصالك إلى هنا.

شعرت چيلان بالحرج ثم علقت قائلة:
-سيدي، اعتذر منك، لقد أخبرني موظف الفندق أنهم قاموا بتوفير سيارة زرقاء خارج الفندق لإصطحابي إلى الشاطيء، يبدو أن الأمر قد اختلط علي.

ذهب الرجل إلى باب السيارة الخلفي وقام بفتحه ثم تحدث إليها وقال:
-تفضلي سوف أقوم بإيصالك إلى حيث تريدين، معكِ مازن عزالدين مهندس معماري.

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-سيدي،  أنت تؤسرني بكرمك لا داعي لأن اثقل عليك سوف أستوقف سيارة من هنا لإيصالي.

نظر مازن إلى چيلان وتحدث قائلًا:
-سيدتي، يبدو أنكِ من برح الثور أليس كذلك؟

نظرت چيلان إلى مازن وقد بدى عليها التعجب ثم علقت قائلة:
-أجل، ولكن كيف عرفت ذلك؟!

وبثقة تحدث مازن وقال:
-يبدو عليكِ أنكِ شخصية عنيدة ومتمردة فهذا من أهم صفات برج الثور.

ثم قام بفتح الباب الخلفي للسيارة وأشار  لها بالركوب.

ابتسمت چيلان وهمست قائلة:
-تبدو من الذين يهتمون كثيراً بالأبراج.

وقامت بإغلاق الباب الخلفي مرة أخرى وقالت:
-هذه المرة سوف أركب بجوارك فلا يصح بعد ذلك أن أجلس في المقعد الخلفي.

أومىء مازن برأسه وقال:
-حسنًا تفضلي، لكنني في الحقيقة أقوم بدراسة الأبراح لأستطيع فهم شخصيات من اتعامل معهم.

تطلعت چيلان إليه وقالت:
-وهل حقًا ساعدتك دراستك للأبراج في فهم شخصيات الذين تعاملت معهم؟

ابتسم مازن وتحدث إليها:
-بالطبع اصبحت أجيد تحليل الشخصية التي أمامي بسهولة ويسر.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها الإعجاب بشخصيته وبثقته في نفسه فدفعها الفضول إلى أن تحدثت إليه قائلة:
-حسنًا، هل يمكنك أن تحلل شحصيتي أود أن أعرف ما الذي ستخبرني به؟ لن اخفي عليك لا أعتقد في أمر هذه الأبراج.

علت الابتسامة وجه مازن وعلق قائلًا:
-كما أخبرتك من قبل فأنتِ فتاة الثور فتاة عنيدة تتمتعين بحب الحياة العملية وشخصية مسئولة تصلحي لأن تكوني في مركز قيادي مرموق، تحبين الورد والموسيقى.

صمت مازن قليلًا ثم واصل حديثه وقال:
-أشعر أن بداخلك الكثير من المشاعر المختلطة من عدم الاستقرار العاطفي والشك والريبة في كثير ممن حولك، كما أن لديك ما يشبه الحرب الداخلية بين عدة أشياء كالعمل والحياة العاطفية أو العائلية.

نظرت چيلان إليه بذهول وقالت:
-سيد مازن، هل حقًا تلك الأبراج هي التي جعلتك تجيد تحليل شخصيتي بهذا الشكل؟!

علت الابتسامة وجه مازن وعلقت قائلًا:
-ترى هل وفقت بتحليل شخصيتك؟

أومئت چيلان برأسها وقالت:
-أجل لقد أجدت ذلك بشكل كبير.

تذكرت چيلان والدتها التي تنتظرها على الشاطىء فنظرت إلى ساعتها ثم قالت:
-سيد مازن اعتذر إليك ولكن والدتي تنتظرني على الشاطىء ولابد أن أذهب إليها حتى لا تشعر بالقلق علي.

نظر مازن إليها وعلق قائلًا:
-حسنًا، سوف أقوم بإيصالك إلى حيث تريدين، ولكننا صرنا أصدقاءه فلا داعي لسيد مازن هذه يكفي أن تقولي مازن قم بتوصيلي إلى الشاطيء الآخر.


ابتسمت چيلان وقالت:
-حسنًا مازن قم بتوصيلي إلى الشاطيء الآخر.

ضحك مازن وعلق قائلًا:
-سمعًا وطاعة سيدتي الجميلة.

وعلى الفور استقل مازن سيارته إلى الشاطيء الذي تريده چيلان، ما إن وصل إلى الشاطيء توقف بالسيارة ونظر إليها ثم قال:
-ها هو الشاطيء حمدًا لله على سلامتك.

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-مازن، أشعر بالإمتنان إليك، واعتذر لك عما بدر مني من سوء تفاهم.

نظر مازن إليها وقال:
-لا داعي للإعتذار لا تعلمي مدى سعادتي بلقائك اليوم ولعلها فرصة سعيد اتمنى أن تتكرر، ولن يبدو لي أنها لن تتكرر.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها التعجب ثم قالت:
-لماذا تقول إنها لن تتكرر هل قمت بإزعاجك إلى هذه الدرجة؟!

ضحك مازن وعلق قائلًا:
-مطلقًا، ولكنني سوف أغادر في الصباح عائدًا إلى القاهرة.

تعجبت چيلان وقالت:
-مازن، لقد قررت أن أتي إلى الشاطيء لأخبر والدتي في رغبتي بالعودة إلى القاهرة فلدي أشياء هامة علي القيام بها قبل سفري.

نظر إليها مازن وقد بدى عليه التعجب وتحدث إليها:
-ألستِ تعيشين بالقاهرة؟!

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-تستطيع أن تقول إنني فتاة مصرية أمريكية.

رفع مازن حاجبيه لأعلى وقال:
-هذا يعني أنكِ هنا في أجازة أليس كذلك؟

أومئت چيلان برأسها وقالت:
-أجل إنه كذلك ولن أخفي عليك لقد جئت لقضاء اجازة سعيدة مع أسرتي ولكنني فوجئت بوفاة شقيقتي الصغرى منتحرة.

نظر مازن إليها وقد بدى عليه التأثر ثم علق قائلًا:
-شيء مؤسف للغاية، لماذا فغلت ذلك هل كانت تعاني من أي مرض نفسي؟!

أومئت چيلان برأسها نافية قالت:
-لا ولكنها تعرضت لنوع من الابتزاز النفسي من قبل مجرم خطير.

مازن وقد بدى عليه الذهول نظر إليها نظرة حادة وقال:
-ابتزاز نفسي لماذا لم تقوم بإبلاغ الشرطة، أين نحن حتى يحدث شيء كهذا؟!

وبعين تلالات بداخلها الدموع تحدثت چيلان وقالت:
-هذا هو الأمر الذي علي أن انتهي منه قبل عودتي لأمريكا، لابد أن أكشف ذلك المجرم السفاح.

مازن وقد بدى عليه الاهتمام علق قائلًا:
-هل لديكِ أية معلومات عنه؟

وعلى الفور تحدثت چيلان وقالت:
-أشياء بسيطة ولكنها قد تساعدني على كشف حقيقته.

أومىء مازن برأسه وقال:
-چيلان، هذا الكارت الخاص به رجاءً ما إن تعودي إلى القاهرة فعليك بالاتصال بي سوف أساعدك كثيراً في كشف ذلك المجرم، لا يمكن أن تقومي بمواجهة شخص كهذا بمفردك.

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-مازن، أنت شخص نبيل ومتعاون جدًا شكراً لك فقد كنت في حاجة لمن يساعدني في هذا الأمر، ولكن أخشي أن أتسبب لك الوقوع في المخاطر و..

قاطع مازن چيلان قال:
-لا عليكِ فانا شخص محب للمخاطرة والمغامرات.

تعجبت چيلان وقالت:
-ومن أي برج أنت يا ترى؟


ضحك مازن وعلق قائلًا:
-إنني من برج الحمل هل لديكِ مانع؟

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها التعجب ثم انفجرت في الضحك فبادلها مازن الضحك هو الآخر.

شعرت چيلان بأن الله قد أرسل إليها شخص كمازن في الوقت المناسب فهي تحتاج إلى شخص لماح ويتمتع بدرجة عالية من الذكاء مثله فتحدثت إليه وقالت:
-مازن، لابد أن تأتي معي لأعرفك على والدتي.

شعر مازن ببعض الخجل وتحدث إليها وقال:
-لنؤجل ذلك للمرة القادمة حتى لا تتفاجىء والدتك بي فتصاب بالضيق.

وأمام اصرار چيلان لم يجد مازن أمامه سوى الموافقة فرافق چيلان إلى المكان الذي تجلس فيه والدتها على الشاطىء.

وقفت چيلان أمام والدتها التي ما إن رأتها حتى تحدثت إليها وقالت:
-چيلان، ما كل هذا التأخير لقد تأخرتي كثيراً؟!

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-أمي، لقد تعرضت لموقف لا احسد عليه وركبت سيارة شخص معتقدة أنها السيارة التي تنتظرني خارج الفندق ولكنها كانت سيارة شخص تعرفت عليه اليوم وأريد أن اعرفك عليه فهو الذي قام بتوصيلي إلى هنا بعد أن تحدثت معه بطريقة سيئة ظنّا مني إنه مجرد سائق.

أنهت چيلان حديثها وآشارت إلى مازن فضحكت الأم وقالت:
-هل من تتحدثين عنه هو المهندس مازن؟!

نظرت چيلان إلى والدتها وقد بدى عليها الذهول وعلقت قائلة:
-أمي، هل تعرفين المهندس مازن من قبل؟!

علت الابتسامة وجه الأم وعلقت قائلة:
-إنه الشخص الذي كنت أود رؤيته.

ضحك مازن وقام بتحية الأم ثم علق قائلًا:
-ماما حبيبة، لقد تعرفت عليها من عدة أيام فهي شخصية رائعة وحنونة جداً.

تعجبت چيلان ونظرت إلى والدتها وقالت:
-لم تخبريني أنكِ إلتقيتي به ولكن كيف حدث ذلك؟!

علت الابتسامة وجه الأم علقت قائلة:
-ابني مازن، اعتذر إليك يبدو أن القدر هو الذي يدفعك دائمًا في طريقنا.

ثم نظرت الأم إلى چيلان وقالت:
-لقد تعرضت للإنزلاق أثناء جلوسي على الشاطيء فوجدته وقد أسرع إلي وقام بمساعدتي وكان شديدة الاحترام والحنان في تعامله معي فشعرت كأنه ابني الذي لم ألده.

شعر مازن بالخجل وعلق قائلًا:
-سيدتي، لم أفعل شيء فهذا واجبي إنما تصرفت معكي كأي شخص يرى سيدة تتعرض للإنزلاق، فشعرت حينها بأن والدتي هي التي تتعرض للإنزلاق فأسرعت لمساعدتك والأطمئنان عليكِ.

علت الابتسامة وجه چيلان وقالت:
-مازن، نحن مدينون لك بالكثير.

ابتسم مازن وقال:
-لا داعي لقول هذا، إنني سعيد جداً بالتعرف على ماما حبيبة وعليكِ آنسة چيلان والآن اسمحوا لي بالمغادرة فلدي أشياء أود القيام بها قبل سفري إلى القاهرة.

نظرت الأم إلى مازن وقالت:
-ألازلت مصر على السفر غدًا؟

أومىء مازن برأسه وقال:
-أجل سوف أغادر في الصباح الباكر.

وعلى الفور نظرت الأم إلى چيلان وقالت:
-چيلان، ما رأيك في العودة للقاهرة أعتقد أن ما قضيناه هنا يكفي؟

تعجبت چيلان من رد فعل والدتها وقبل أن تعلق بكلمة، فوجئت بوالدتها وقد أمسكت بيد مازن وقالت:
-مازن، لن أسمح لك بالمغادرة قبل أن نتناول الغداء معًا هذا أمر لا يمكنك رفضه.

علت الابتسامة وجه مازن وقال:
-بالطبع لا يمكنني أن ارفض أمرًا لكِ، ولكن أنا الذي سأدعوكم على الغداء.

علت الابتسامة وجه الأم وقالت:
-بالطبع موافقة.

ثم نظرت إلى چيلان وقالت:
-چيلان، ما رأيك؟

اومئت چيلان برأسها وقالت:
-حسنًا موافقة.

اصطحب مازن الأم وچيلان ورضا إلى أحد المطاعم الشهيرة بالقرية واثناء تناول جيلان الغداء قام جلال بالاتصال عليها.

نظر مازن إلى الهاتف الخاص بها ثم تحدث إليها:
-چيلان، هناك من يقوم بالاتصال عليكِ، ألن تجيبِ عليه؟!
أمسكت چيلان بهاتفها وقامت بإغلاقه ثم علقت قائلة:
-إنه اتصال غير هام.

نظر مازن إلى چيلان وقد بدت عليه السعادة.

لاحظت رضا النظرات التي ينظر بها مازن إلى چيلان فهمست إلى السيدة حبيبة وقالت:
-سيدتي، يبدو أن السيد مازن يشعر بالإعجاب ناحية الآنسة چيلان، ألم تلاحظِ ذلك؟

علت الابتسامة وجه الأم وقالت:
-بل لاحظت ولذلك طلبت منه أن يتناول معنا الغداء ومن ثم اخطط للعودة معه إلى القاهرة؛ إنني أراه الشخص المناسب لچيلان ولعله يكون السبب في بقائها معنا وعدم العودة لأمريكا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي