24تصريح بالحب
چاكوب
انزويتُ أراقبها من خلف جدار السلم عندما رأيتها تقف مع تلك المارقة التي وقع لها صديقي ، وفضول انتابني حول العلاقة التي تربطهما .
وجدتُ صوفيا تلقي بنفسها بين أحضان مارقتي ، وأجهشت كلتاهما بالبكاء ، واستمعتُ إلى لوسيا تسألها بعدم تصديق من بين شهقاتها ،
- " صوفيا !! أنت هي صحيح ؟! لقد اختلفت هيئتك عن السابق ، ولكن لا يمكن أن أخطئ ، اجيبيني بحق الآلهة ؟!
رأيتُ صوفيا تومئ لها بالإيجاب ، فاستكملت لوسيا تقول بصوت متحشرج إثر بكائها ،
- " كيف علمتِ أنني هنا ؟! لقد فقدت الأمل في أن يلقاني أحدكم ، وآخر شخص توقعت أن يبحث عني هو أنتِ !! "
شعرتُ باختناق لسماعي كلماتها البائسة ، إلى هذا الحد ترغب في تحرير أسرها ؟ أنصتُ ؛ كي ألتقط ما ستعقب به صوفيا ،
- " لم أصدق نيكولاي عندما أخبرني بإنكِ لازلتِ على قيد الحياة ، منذ أن علمتُ بالصباح وأنا أجوب القصر بحثاً عنكِ " .
قاطع حديثهما أنيتا كبيرة خُدَّام القصر ، وهي تهدر فيها بحدة ،
- " أنتِ أيتها المتكاسلة !! هل أنهيتِ نوبة خدمتك هنا ؟! "
أجابتها لوسيا بتلبكٍ ،
- " بلى ... أقصد لا ، لا ... زال هناك جناح إضافي بعد " .
قالتها وهي تقبض على معصم صوفيا تسحبها معها باتجاه غرفتي ، فأسرعتُ اتبعهما بخفة ، احرص على ألا تراني إحداهما ، ولكن هاتين المارقتين ولجتا إلى الداخل ، وأغلقتا الباب عليهما .
لمعت عيناي بإصرار على ضرورة اكتشاف لغزهما ، فهرولتُ إلى الجناح المجاور لخاصتي أفتح باب الشرفة ، ثم تسلقت الجدار الفاصل بين الشرفتين ، استرق السمع من خلف الباب الخشبي ، وعيناي تلتقط كل حركة بالداخل وأنا أتلصص عليهما عبر فتحة بالباب ، وإذا بمارقتي تقول ،
- " ماذا تقصدين بأنكِ صُدمتِ بأنني على قيد الحياة ؟! وكيف بإمكانكِ التجول داخل القصر بكل هذه الأريحية؟!"
تنهدت صوفيا ، ثم أردفت تقول ،
- " عندما وقع الهجوم على قطيعنا من قِبَل قطيع القمر الأحمر وحاصرنا قطيع أرتميس ، حضر إدوارد إلى أبينا مذعوراً يعلن أنكِ قد وقعتِ بالأَسر ، وحالما حشد أبي رجاله وتبعكِ إلى الغابة وجدوا ثيابك ملطخة بالدماء وبعض الأشلاء البشرية إلى جوارها ، وقمنا بحرق ما تبقى من الجثمان الذي أعتقدناه لكِ ، لقد حزنا كثيراً ، ونيكولاي نعاكِ بقلب مكلوم " .
اصطكت أنيابي بغيظ ، عندما استمعتُ إلى آخر ما صرحت به صوفيا ، وداخلي ثائر كحمم مشتعلة من جمر جهنم ، وأنا اتسائل عن ماهية نيكولاي هذا !!
تمهلتُ علِّي أجد إجابة لسؤالي ، بينما أضافت صوفيا ،
- " يبدو أننا وقعنا بفخهم ، أنا أيضاً محتجزة هنا ضد إرادتي ، ولكن لا تقلقي فمادام أبي قد علم بأننا هنا ، حتماً سيأتي لإنقاذنا ، وإذا لم يتمكن من ذلك سأجد بنفسي طريقة كي نهرب سوياً " .
رنت بعقلي أجراس لها صدى رائع ، وتراقصت فراشات ترفرف أجنحتها داخل قفصي الصدري ، عندما أسرعت مارقتي ترفض بشدة ، قائلة ،
- " لا صوفيا ، لا أريد الرحيل من هنا ، لن أتمكن من ذلك " .
صوفيا بإلحاحٍ ،
- " لِم لوسيا؟! أنا استغربكِ حقاً !! لا تخافي أختي ، لن يتمكنوا من إيذائنا ، أقسم لكِ " .
كررتُ بصدمة ، - " أختها ؟! "
حاولتُ التركيز على الحوار الدائر بينهما ، ودهشتي لا تقل عن المستمعة ؛ عندما أجابتها لوسيا بإصرار ،
- " قلت لا أريد ، فكري بنفسك صوفيا ، ودعيني لقدري ، اهربي وانعمي بحياتك مع حبكِ ، لقد كنتُ أنانية وحمقاء عندما سرقت حب نيكولاي منكِ ، سامحيني أختي لقد أخطأت في حقك كثيراً " .
عمَّ الهرج بالداخل لبرهة ، ومن ثم كتمت كلتهما حديثها وتصنمتا بأماكنهما ، وذلك عقب صياح إحدى الخادمات من الأوميغا ، وهي تقول ،
- " اللعنة !! يبدو أننا هالكون الليلة جميعاً ، الألفا يقف على قدم وساق ، ورأسه وحد السيف أن تمْثُل بين يديه السيدة صوفيا في التو واللحظة "
سبة نابية تمتمت بها وعدوى التخبط انتقلت إلي ، وأخذت أدور حول نفسي ، وقد توقف عقلي عن العمل ، وذلك عندما رأيت صوفيا تُشير إلى لوسيا باتجاه باب الشرفة الذي استتر خلفه ، تتجه نحوه وعلى ما يبدو أنها تفكر بالفرار من خلاله .
أسرعتُ أتسلق الجدار ، أخرج من الجناح المجاور قاصداً غرفتي قبل أن تتركها مارقتي السيئة ، لقد اشتقتُ إلى إثارة غضبها ، وللحقيقة أريد أن أرى تلك النظرة بعينها التي تخصني بها .
شهقت بفزعٍ عندما فتحت الباب ، توقفتُ أمامها ، وعيناي تتوهجان بالغضب . يظهر على وجهي ندوب وجروح من معاركي مع القطعان الأخرى .
أقول بصوتٍ غليظ بينما أشير إلى حالي بنظراتٍ على الرغم من جفائها إلا أنها تخفي وراءها الحسرة وانعدام الثقة بالنفس،
"هل يزعجك رؤية هذه على وجهي؟ هل تشفقين علي ؟
ردت علي لوسيا تقول بنبرة تفوح بالصدق ،
- " لا أشفق عليك چاكوب ، ما بي أبعد ما يكون عن ذلك ، أنا أحبك .
أجبتها بصوت خشن وأنا أقول بانفعال وقلبي المحطم يأبى تصديقها ، فكلهن خائنات ،
- " كيف يمكنكِ أن تحبي وحشًا مثلي ؟ أنا أهددكِ بالقتل كل يوم ولمدة سنتين ! فلا تظني أنني أبله لأصدق ما تقولين وأساعدك على الهرب .
سرت القشعريرة بجسدي عندما رفعت لوسيا يدها تضعها على خدي ، وهي تقول بنعومة ،
- " لا يهمني شكلك ولا حتى معاملتك لي . كل ما يهمني هو قلبك الذي أتوق أن يكن لي مكان به ، لا أريد الهرب ، فقد أحببت عبوديتي معك ".
انعقد لساني ولم تسعفني الكلمات ، وتبددت ثقتي بحالي ، چاكوب الذي تهابه أقوى جيوش قطعان المستذئبين، يقف أمام امرأة بأنفاس متقطعة وقلب تدب به الرهبة ، ولكنني تمتمتُ بنفور مصطنع ،
- " أنتِ مجنونة !"
أومأت إلي لوسيا بالإيجاب ، وعلى ثغرها ترتسم ابتسامة حزينة ،
- " أجل، فمن تحب معذبها من المؤكد أنها مجنونة ".
تبدلت نبرة صوتها إلى النقيض ، وهي تقول بعناد ،
_ " بيتا چاكوب !! إذا كنتُ بلا عقل لأقع في غرام مَن لا قلب له كما تدعي أنت ، فأضف أحمق إلى صفاتك چاكوب ، عيناك تفضحانك أيها الأبله "
انزويتُ أراقبها من خلف جدار السلم عندما رأيتها تقف مع تلك المارقة التي وقع لها صديقي ، وفضول انتابني حول العلاقة التي تربطهما .
وجدتُ صوفيا تلقي بنفسها بين أحضان مارقتي ، وأجهشت كلتاهما بالبكاء ، واستمعتُ إلى لوسيا تسألها بعدم تصديق من بين شهقاتها ،
- " صوفيا !! أنت هي صحيح ؟! لقد اختلفت هيئتك عن السابق ، ولكن لا يمكن أن أخطئ ، اجيبيني بحق الآلهة ؟!
رأيتُ صوفيا تومئ لها بالإيجاب ، فاستكملت لوسيا تقول بصوت متحشرج إثر بكائها ،
- " كيف علمتِ أنني هنا ؟! لقد فقدت الأمل في أن يلقاني أحدكم ، وآخر شخص توقعت أن يبحث عني هو أنتِ !! "
شعرتُ باختناق لسماعي كلماتها البائسة ، إلى هذا الحد ترغب في تحرير أسرها ؟ أنصتُ ؛ كي ألتقط ما ستعقب به صوفيا ،
- " لم أصدق نيكولاي عندما أخبرني بإنكِ لازلتِ على قيد الحياة ، منذ أن علمتُ بالصباح وأنا أجوب القصر بحثاً عنكِ " .
قاطع حديثهما أنيتا كبيرة خُدَّام القصر ، وهي تهدر فيها بحدة ،
- " أنتِ أيتها المتكاسلة !! هل أنهيتِ نوبة خدمتك هنا ؟! "
أجابتها لوسيا بتلبكٍ ،
- " بلى ... أقصد لا ، لا ... زال هناك جناح إضافي بعد " .
قالتها وهي تقبض على معصم صوفيا تسحبها معها باتجاه غرفتي ، فأسرعتُ اتبعهما بخفة ، احرص على ألا تراني إحداهما ، ولكن هاتين المارقتين ولجتا إلى الداخل ، وأغلقتا الباب عليهما .
لمعت عيناي بإصرار على ضرورة اكتشاف لغزهما ، فهرولتُ إلى الجناح المجاور لخاصتي أفتح باب الشرفة ، ثم تسلقت الجدار الفاصل بين الشرفتين ، استرق السمع من خلف الباب الخشبي ، وعيناي تلتقط كل حركة بالداخل وأنا أتلصص عليهما عبر فتحة بالباب ، وإذا بمارقتي تقول ،
- " ماذا تقصدين بأنكِ صُدمتِ بأنني على قيد الحياة ؟! وكيف بإمكانكِ التجول داخل القصر بكل هذه الأريحية؟!"
تنهدت صوفيا ، ثم أردفت تقول ،
- " عندما وقع الهجوم على قطيعنا من قِبَل قطيع القمر الأحمر وحاصرنا قطيع أرتميس ، حضر إدوارد إلى أبينا مذعوراً يعلن أنكِ قد وقعتِ بالأَسر ، وحالما حشد أبي رجاله وتبعكِ إلى الغابة وجدوا ثيابك ملطخة بالدماء وبعض الأشلاء البشرية إلى جوارها ، وقمنا بحرق ما تبقى من الجثمان الذي أعتقدناه لكِ ، لقد حزنا كثيراً ، ونيكولاي نعاكِ بقلب مكلوم " .
اصطكت أنيابي بغيظ ، عندما استمعتُ إلى آخر ما صرحت به صوفيا ، وداخلي ثائر كحمم مشتعلة من جمر جهنم ، وأنا اتسائل عن ماهية نيكولاي هذا !!
تمهلتُ علِّي أجد إجابة لسؤالي ، بينما أضافت صوفيا ،
- " يبدو أننا وقعنا بفخهم ، أنا أيضاً محتجزة هنا ضد إرادتي ، ولكن لا تقلقي فمادام أبي قد علم بأننا هنا ، حتماً سيأتي لإنقاذنا ، وإذا لم يتمكن من ذلك سأجد بنفسي طريقة كي نهرب سوياً " .
رنت بعقلي أجراس لها صدى رائع ، وتراقصت فراشات ترفرف أجنحتها داخل قفصي الصدري ، عندما أسرعت مارقتي ترفض بشدة ، قائلة ،
- " لا صوفيا ، لا أريد الرحيل من هنا ، لن أتمكن من ذلك " .
صوفيا بإلحاحٍ ،
- " لِم لوسيا؟! أنا استغربكِ حقاً !! لا تخافي أختي ، لن يتمكنوا من إيذائنا ، أقسم لكِ " .
كررتُ بصدمة ، - " أختها ؟! "
حاولتُ التركيز على الحوار الدائر بينهما ، ودهشتي لا تقل عن المستمعة ؛ عندما أجابتها لوسيا بإصرار ،
- " قلت لا أريد ، فكري بنفسك صوفيا ، ودعيني لقدري ، اهربي وانعمي بحياتك مع حبكِ ، لقد كنتُ أنانية وحمقاء عندما سرقت حب نيكولاي منكِ ، سامحيني أختي لقد أخطأت في حقك كثيراً " .
عمَّ الهرج بالداخل لبرهة ، ومن ثم كتمت كلتهما حديثها وتصنمتا بأماكنهما ، وذلك عقب صياح إحدى الخادمات من الأوميغا ، وهي تقول ،
- " اللعنة !! يبدو أننا هالكون الليلة جميعاً ، الألفا يقف على قدم وساق ، ورأسه وحد السيف أن تمْثُل بين يديه السيدة صوفيا في التو واللحظة "
سبة نابية تمتمت بها وعدوى التخبط انتقلت إلي ، وأخذت أدور حول نفسي ، وقد توقف عقلي عن العمل ، وذلك عندما رأيت صوفيا تُشير إلى لوسيا باتجاه باب الشرفة الذي استتر خلفه ، تتجه نحوه وعلى ما يبدو أنها تفكر بالفرار من خلاله .
أسرعتُ أتسلق الجدار ، أخرج من الجناح المجاور قاصداً غرفتي قبل أن تتركها مارقتي السيئة ، لقد اشتقتُ إلى إثارة غضبها ، وللحقيقة أريد أن أرى تلك النظرة بعينها التي تخصني بها .
شهقت بفزعٍ عندما فتحت الباب ، توقفتُ أمامها ، وعيناي تتوهجان بالغضب . يظهر على وجهي ندوب وجروح من معاركي مع القطعان الأخرى .
أقول بصوتٍ غليظ بينما أشير إلى حالي بنظراتٍ على الرغم من جفائها إلا أنها تخفي وراءها الحسرة وانعدام الثقة بالنفس،
"هل يزعجك رؤية هذه على وجهي؟ هل تشفقين علي ؟
ردت علي لوسيا تقول بنبرة تفوح بالصدق ،
- " لا أشفق عليك چاكوب ، ما بي أبعد ما يكون عن ذلك ، أنا أحبك .
أجبتها بصوت خشن وأنا أقول بانفعال وقلبي المحطم يأبى تصديقها ، فكلهن خائنات ،
- " كيف يمكنكِ أن تحبي وحشًا مثلي ؟ أنا أهددكِ بالقتل كل يوم ولمدة سنتين ! فلا تظني أنني أبله لأصدق ما تقولين وأساعدك على الهرب .
سرت القشعريرة بجسدي عندما رفعت لوسيا يدها تضعها على خدي ، وهي تقول بنعومة ،
- " لا يهمني شكلك ولا حتى معاملتك لي . كل ما يهمني هو قلبك الذي أتوق أن يكن لي مكان به ، لا أريد الهرب ، فقد أحببت عبوديتي معك ".
انعقد لساني ولم تسعفني الكلمات ، وتبددت ثقتي بحالي ، چاكوب الذي تهابه أقوى جيوش قطعان المستذئبين، يقف أمام امرأة بأنفاس متقطعة وقلب تدب به الرهبة ، ولكنني تمتمتُ بنفور مصطنع ،
- " أنتِ مجنونة !"
أومأت إلي لوسيا بالإيجاب ، وعلى ثغرها ترتسم ابتسامة حزينة ،
- " أجل، فمن تحب معذبها من المؤكد أنها مجنونة ".
تبدلت نبرة صوتها إلى النقيض ، وهي تقول بعناد ،
_ " بيتا چاكوب !! إذا كنتُ بلا عقل لأقع في غرام مَن لا قلب له كما تدعي أنت ، فأضف أحمق إلى صفاتك چاكوب ، عيناك تفضحانك أيها الأبله "