الفصل التاني عشر غريب الأطوار

نظرت چيلان إلى الهاتف ورأت أن المتصل هو مهران، حينها شعرت بتدفق الدماء في عروقها وتمنت لو قام جلال بالرد عليه لكنه لم يفعل ذلك.

نظرت إلى جلال وقالت:
-جلال، ألن تقوم بالرد على هاتفك؟!

نظر جلال إليها وعلق قائلًا:
-لا أريد ان أضيع لحظة واحدة معك بأن أقوم بالرد على الهاتف.

عاود مهران الاتصال فهمست چيلان في نفسها وقالت:
-أيها الغبي قم بالرد على الهاتف، ترى هل ذلك الشخص هو نفسه مهران الذراع اليمنى لسليم؟!

نظر جلال إليها وعلق قائلًا:
-إنه مهران، لا يكف عن الاتصال المتكرر حتى أقوم بالرد عليه.

وبإبتسامة زائفة علقت چيلان وقالت:
-مهران، هل هو شقيقك؟

نظر جلال إليها وعلق قائلًا:
-كلا، إنه صديقًا لي.

أومئت چيلان برأسها وعلقت قالت:
-حسنًا، ربما يكون هناك شيئًا هامًا، أرى أنه من الأفضل أن تقوم بالرد عليه.

أومىء جلال برأسه وأمسك بهاتفه ثم  تحدث إلى مهران وقال:
-مهران، لن تتغير أبداً؛ فعلى الرغم من أخباري لك عدة مرات بعدم الاتصال بهذا الشكل المتكرر  وذلك في حالة عدم استجابتي لاتصالك، إلا إنك تصر على ذلك.

وعلى الفور تحدث مهران وقال:
-جلال، لا يمكن لأحد أن يتجاهل اتصال مهران رأفت مهما كان مشغولًا.

ضحك جلال وعلق قائلًا:
-حسنًا سيد مهران رأفت، ما الذي تريده؟

ضحك مهران وتحدث إلى جلال وقال:
-أين أنت الآن لقد ذهبت إلى منزلك ولم أجدك هناك؟

علت الابتسامة وجه جلال وعلق قائلًا:
-لا أعلم ما الذي يجعلني اتحمل شخص فظ مثلك، ولكن ما الذي يحدث عندما تخبرني بقدومك قبل أن تأتي؟!

ابتسم مهران وعلق قائلًا:
-جلال، كما أخبرتك من قبل عليك أن تخبرني بجميع تحركاتك، أكرر سؤالي أين أنت الآن أريدك في شيء هام؟

نظر جلال إلى چيلان وقال:
-مهران، سوف اعاود الاتصال بك فيما بعد وسوف أخبرك بكل شيء.

تحدث مهران بغضب وقال:
-جلال،  إن لم تخبرني بمكانك سوف...

وهنا أغلق جلال هاتفه.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
-جلال، لماذا فعلت ذلك سوف يغضب منك صديقك؟!

علت الابتسامة وجه جلال وقال:
-لا عليكِ مهران شخص لديه حب الامتلاك لكل شيء حوله حتى اصدقائه؛ لذلك قد ابتعد عنه جميع اصدقائه ولم يبقى معه سواي أنا.

وهنا تذكرت چيلان أسم "مهران" جيدًا؛ فهو نفسه الذي تحدثت عنه وعد في مذكراتها  وقالت عنه إنه الذراع اليمنى لسليم.

ابتلعت چيلان ريقها ثم قالت:
-جلال، أريدك أن تحدثني أكثر عن صديقك هذا وما الذي جعلك تتحمل طباعه الحادة على الرغم من ابتعاد جميع اصدقائه عنه؟ وهل حقًا جميع أصدقائه قد ابتعدوا عنه أم هناك صديق آخر غيرك أنت؟!

علت الابتسامة وجه جلال وعلق قائلًا:
-چيلان، ما كل هذا القدر من الأسئلة؟! ولكنني سأجيبك فكل انسان بداخله الأبيض والأسود ومهران بالنسبة لي صديق بداخله مميزات كثيرة ليست عند غيره.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها الانتباه والإصغاء جيدًا له فواصل جلال حديثه وقال:
-مهران هو شريكي في العمل، تتذكرين ذلك المطعم الذي تناولنا فيه العشاء بالأمس أليس كذلك؟

أومئت چيلان برأسها وعلقت قائلة:
-أجل، اتذكره جيدًا.

ابتسم جلال وعلق قائلًا:
-هذا المطعم خاص بي أنا ومهران، ليس هذا فحسب بل إن مهران هو المسئول عن جلب افخر أنواع اللحوم التي يأتي إلينا الكثير من الزبائن لتناولها.

نظرت چيلان وشعرت بدوار شديد وغلب عليها الشعور بالغثيان فأسرعت إلى المرحاض وقامت بالتقيؤ.

ظلت بداخل المرحاض حتى هدأت تماماً، ثم وقفت تنظر إلى انعكاس صورتها في المرآة وتقول:
-إذا كان مهران هو نفسها الذي تحدثت عنه وعد، فإن هذا يعني أن السفاح المجرم يورد لذلك المطعم لحوم بشرية وهذا الأبله يقول أنه يجلب له أفخر أنواع اللحوم، أحمد الله إنني لم اتناول اللحم في تلك الليلة.

غادرت چيلان المرحاض وذهبت إلى حيث ينتظرها جلال.

جلست على مقعدها فبادرها جلال بالحديث وقال:
-چيلان، ما الذي يحدث معكِ، لاحظت عليكِ أنه كلما جاءت سيرة اللحوم يحدث لكِ شيء غريب؟!

ابتسمت چيلان وعلقت قائلة:
-جلال، أعتذر إليك إنني لا أحب تناول اللحوم وكلما تخيلت أحد وهو يتناول اللحم أصاب بدوار شديد وغثيان.

تعجب جلال وعلق قائلًا:
-أنتِ رقيقة للغاية ومرهفة المشاعر أعدك إنني لن اتكلم في هذا الأمر مطلقًا.

نظرت چيلان إلى جلال وقالت:
-جلال، كيف تعرفت على مهران هذا؟

ابتسم جلال وعلق قائلًا:
-لقد تعرضت لأوقات صعبة ومررت بمرحلة من عمري هى الأصعب على الاطلاق خاصة بعد وفاة والدي الذي كان يمثل لي كل شيء.

نظرت چيلان إلى جلال باهتمام شديد فواصل جلال حديثه وقال:
-حينها كان مهران يعمل لدى والدي، بعد وفاة والدي ظل بجواري ولم يتركني ودائمًا أجده في ظهري حتى أصبح لي اعز صديق لدي.

ربما سيأتي يومًا وتتعرفين فيه على مهران، لكنني أعلم أنه لن يحظى على إعجابك؛ فهو شخص لا يحب النساء قد تجدينه عبوثًا فظًا ولكنه صديق رائع.

نظرت چيلان إلى جلال وهمست قائلة:
-هناك أشخاص يجعلهم الله سببًا في إنقاذ أرواح البشر  مثلك أنت وآخرون يقومون بإزهاقها كذلك المجرم.

نظر جلال إليها وقد بدى عليه التعجب ثم تحدث إليها وقال:
-من تعنين بالمجرم؟!

انتبهت چيلان وأسرعت قائلة:
-لا شيء، لقد تذكرت جارتي التي تعرضت للإنتحار منذ عدة أيام بسبب شخص فظ ليس لديه مشاعر.

جلال وقد بدى عليه الإنزعاج تحدث إليها وقال:
-هل تعرفين تلك الفتاة جيدًا؟

تعجبت چيلان وعلقت قائلة:
-وما الغرض من سؤالك هذا؟!

تحدث جلال إليها وقد بدت الجدية واضحة على وجهه وهو يقول:
-نحن لا نعرف الحقيقة من جانب واحد، فعندما نحكم على شخص فلابد لنا من أن نعرفه جيدًا حتى نستطيع الحكم عليه، أنا لا أدافع عن ذلك الشخص الذي لا أعلمه ولكنني لا اتعاطف مع الضعفاء الذين يزهقون أرواحهم بأيديهم.

أومئت چيلان برأسها ونظرت إلى جلال وقد لمعت عينيها اعجابًا به.

شعرت چيلان بتضارب شديد في مشاعرها فزاد ذلك من توترها وتحدثت إليه وقالت:
-جلال، لابد أن أغادر الآن فوالدتي تنتظرني على الشاطيء وقد تأخرت عليها كثيراً.

نظر جلال إليها وهمس قائلًا:
-سوف أسمح لكِ بالمغادرة ولكن بعد أن تعديني بأن نتناول الغداء معًا في الغد.

علت الابتسامة وجه چيلان وعلقت قائلة:
-أعدك سوف اتناول الغداء معك ولكن لن أستطيع أن أتأخر على والدتي.

أومىء جلال برأسه وقال:
-حسنًا، ستعودين وقتما شئتي أعدك بذلك.

غادرت چيلان الفندق وذهبت إلى الشاطيء للبحث عن والدتها.

نظر إليها جلال وقد ازداد بريق عينيه وشعر بقلبه يخقق بشدة.

وضع فوق موضع قلبه وهمس قائلًا:
-لا أعلم ما الذي تأخذني إليه أيها القلب المحب؟!

چيلان في طريقها إلى حيث تجلس  والدتها، ما إن اقتربت منها حتى علت الابتسامة وجهها وبرقت عينيها ثم قالت:
-كيف حال أمي الحبيبة؟

نظرت الأم إلى ابنتها وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
-أراك بوجه لم أراه منذ عودتك من أمريكا، على ما يبدو أن هناك أخبارًا سارة هل يمكنني أن أعرف ما الذي حدث؟!

ابتسمت چيلان وجلست بجوار والدتها ونظرت إليها وقالت:
-لا لم يحدث شيء مما تقولين؛ كل ما فالأمر أن المكان هنا جميل جداً ويبعث في النفس السعادة.

علت الابتسامة وجه الأم وقالت:
-حقًا الجو رائع والمكان جميل جداً، چيلان، لا تعلمين مدى سعادتي وأنا أراكِ تبتسمين هكذا.

علقت چيلان وقالت:
-أعدك ألا تفارق الابتسامة ثغري ما دام هذا يسعدك.

قضت چيلان وقتًا ممتعًا مع والدتها استمتعت بمنظر البحر وانعكاس ضوء القمر عليه.

بعد ذلك عادت چيلان ووالدتها إلى الفندق وما إن اطمأنت إلى نوم والدتها اتجهت إلى شرفة الفندق وجلست تفكر في جلال، هذا الشاب الذي ظهر فجأة في طريقها وبدأت تتسائل:
-ترى ما الحكمة من ظهور جلال في حياتي في هذا التوقيت؟!

صمتت چيلان قليلًا ثم اعادت حديث النفس الخاص بها وقالت:
-أكثر ما يثير دهشتي هو علاقة جلال والمدعو مهران، وهل هو نفسه مهران الذي تحدثت عنه وعد؟ وإن كان هو نفسه مهران الذراع اليمني لسليم أين سليم وهل هم شركاء في المطعم فقط أم في القتل أيضاً؟!

في اليوم التالي.

قررت چيلان أن تتخلى عن الملابس السوداء وترتدي ثوبًا ناصع البياض، نظرت إليها والدتها وقالت:
-ابنتي ما أجملك فأنت في هذا الثوب تبدين كلؤلؤة متألقة!

علت الابتسامة وجه چيلان وعلقت قائلة:
-أمي،  سوف أذهب لرحلة بحرية قصيرة أعلم إنكِ تخشين ركوب البحر لذلك لم أطلب منكِ مرافقتي.

علت الابتسامة وجه الأم وقالت:
-حبيبتي، استمتعي بوقتك.

غادرت چيلان الفندق لتتوالى سلسلة المفاجأت.

فالبداية فوجئت چيلان بسيارة فخمة تنتظرها أمام الفندق.
فما إن خرجت من الفندق حتى فوجئت بجلال يخرج من هذه السيارة ويقوم بفتح الباب الخاص بها.

نظرت إليه وهمست قائلة:
-لمن هذه السيارة سيد جلال؟!

دنا جلال منها وهمس قائلًا:
-لقد استعرتها من صديق لي.

ركبت چيلان السيارة وأستقلها جلال مسرعًا.

لاحظت چيلان على جلال الإنزعاج والضيق الذي بدى واضحًا على ملامحه، فبادرت بالحديث وقالت:
-جلال، يبدو عليك الضيق هل يمكنني أن أعرف ما الذي حدث؟!

توقف جلال بالسيارة وأغمض عيناه وكأنه يحاول السيطرة على ما بداخله من غضب، ثم تحدث دون أن ينظر إليها وقال:
-چيلان، أريد أن أحضر لكِ شيئًا وأخشى من رفضك له.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها الذهول وعلقت قائلة:
-ألهذا السبب يبدو عليك الضيق، جلال لا داعي لذلك رجاءً؟!

جلال وهو يتجاهل النظر إليها علق قائلًا:
-لقد قبلتي بدعوتي على الغداء، فما رأيك ان يكون كل شيء خاص باليوم من إختياري أنا؟

لم تجد چيلان مبررًا لهذا الغضب الذي بدى على جلال فعلقت قائلة:
-حسنًا ليكن كل شيء من اختيارك أنت.

علت الابتسامة وجه جلال واسرع بالسيارة ثم توقف فجأة أمام أحد مراكز التسوق.

نزل من السيارة وطلب من چيلان مرافقته إلى داخل مركز التسوق.

وافقت چيلان على الرغم مما تشعر به من دهشة وتعجب من تصرفات جلال الغريبة اليوم.

اثناء دلوف چيلان إلى داخل مركز التسوق تتبعتها نظرت جميع المتواجدين بالمكان، الذين بدت عليهم علامات الإعجاب بجمال چيلان في ثوبها الأبيض الأنيق.

توجه جلال إلى المتجر الخاص بملابس السيدات وقام بشراء ثوبًا زهريًا أنيق.

إلتفت إلى چيلان وقال:
-خذي هذا الثوب وقومي بإرتدائه.

نظرت چيلان إليه وقد بدى عليها الضيق والغضب ثم علقت قائلة:
-جلال، لن ارتدي هذا الثوب، من فضلك أريد العودة إلى الفندق فورًا.

لاحظت إحدى العاملات بالمتجر ما يحدث فأسرعت إلى چيلان وهمست إليها قائلة:
-سيدتي، يبدو أن زوجك رجل غيور جدًا؛ لقد لاحظت نظرات الإعجاب لدى جميع من بالمتجر لذلك فهو يريدك أن ترتدي ثوبًا آخر لا يلفت انتباه الناس إليكِ.

كانت كلمات هذه العاملة كالبلسم الذي هدأ من ثورة چيلان.

نظرت چيلان إلى جلال وأمسكت بالثوب ودلفت إلى المكان الخاص بإرتداء الملابس.

بعد بضعة لحظات خرجت چيلان وقد ارتدت الثوب الزهري.

ما إن رأى جلال چيلان وهي ترتدي الثوب الذي اختاره لها حتى علت الابتسامة وجهه وعلق قائلًا:
-هذا الثوب رائع، چيلان، لا أحب أن ترتدي صديقتي شيئًا يجذب انظار الرجال إليها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي