17حيرة

ألكساندر
تململت بنعاس ، وشعور غريب يشملني ، فبالرغم من إحساسي بالتحرر من ملابسي ، إلا أن الدفء يحفني.

تمطأت بتكاسل ، وأنا أفرج عن أجفاني ببطئ ، ولكنني لم أكن بتختي ، وإنما كنت بغرفة صوفيا.

علت ثغري ابتسامة تلقائية ، ومن ثم التفتتُ إلى يميني ، فاتسعت ابتسامتي ، وقد وقعت عيناي على تلك الحورية التي يحتل جسدها الجانب الأيمن من الفراش ، منبطحة على وجهها ، وشعرها الحريري الأشقر منسدل بنعومة على الوسادة.

جحظت عيناي عندما رفعت الغطاء الذي يستر جسدينا ، ووجدت أن كلاً منا مجرداً من ثيابه.

قطبت جبيني في محاولة مني لاسترجاع أحداث الليلة الماضية ، ولكن آخر ما أذكره تلك الجنية التي أطاحت بعقلي ، دلالها يزيدها فتنة وأنوثة.

لا أتذكر أي شيء مما أدى إلى وجودنا على تلك الحالة ، بسطتُ يدي نحوها برغبة جامحة وعندما استشعرت طراوة جسدها تمتمتُ،
- "يا إلهي ! ملمسها ناعمٌ جدًا ."

عضضتُ على شفتي بإثارة ، وأنا أمرر أصابعي مستمتعاً ، أُلَمِسُ جسدها برقة واستكشاف.

شعرت ببشرتها تقشعر إثر لمساتي ، وتذمرت معترضة ، ومن ثم التف رأسها إلي ، وأجفانها ترمش بتثاقل ، وهي تقول ببشاشة :
- " أوه ، صباح الخير ."

ابتلعتُ ريقي بصعوبةٍ ، وجلستُ على السرير ، وقلتُ :
- " صباح الخير ."

وأكملتُ قائلاً وأنا أنظر إليها بشك ، وذلك بعد أن حاولت إخفاء جسدها عني ، ترفع عليها الغطاء ، وتبدلت ملامحها من الاسترخاء إلى الذعر ،
- " ماذا حدث بيننا ليلة أمس ؟ أنا لا أتذكر شيئًا مطلقًا ."

شدت الغطاء تلفه حول جسدها ، قافزة من السرير ، رافعة حاجبيها بصدمة ، تقول بامتعاض ، - " ماذا ! أنت تمزح ، أليس كذلك ؟ "

فركت جبيني في محاولة يائسة لتذكر أي شيء ، لكن ما إن اعتدلت بجلستي شعرت بألم شديد يعصف برأسي ، حاولت جاهداً استعادة ذكريات ليلة أمس ، لكن دون جدوى.

نظرت إليها بإمعان ، واكتشفت الفاجعة ،
- " ما هذا بحق السماء ! " صرختُ ، وأنا أشير إلى رقبتها.

يا إلهي ! لقد وشمتها !! هراء !! كيف حدث هذا ؟!

ف "ريد" مذهول أيضاً ، وأخذ يتمتم بوقاحة ،
- " إذا كنت أنت لا تذكر شيئاً ، فكيف لي أن أنسى معركة كهذه ، لقد كنتُ استعد بحماس لخوضها ، رفيقتنا مخادعة ألكس ، ولكنها لا تقاوم ، أرأيت جسدها ؟! نهديها ، و ........... ".

تمتمت بغيظ ، - " وماذا ؟! "

ريد بإحباط ، - " هذا كل ما رأيته ، ولو أنني أتوق إلى المزيد ، ماذا عن أكثر مناطقها إثارة ؟! هذا ظلم !! ".

عقدت ذراعيها أمام صدرها ، تدير رأسها إلى الجهة الأخرى باستياء ، تقول ،
- " يمكنك أن تعتبر وكأن شيء لم يكن ما دمت تتهرب أنت وذئبك ، وتتماديان في الإنكار .

- شيء مؤسف حقاً !!

- في حين أنني أعتبر أن ليلة أمس كانت من أمتع لحظات حياتي ، أنت تقول بمنتهى السماجة أنك ببساطة لا تذكر شيئاً "

أنهت حديثها ، وهي تقترب مني بعصبية ، تشير إلى رقبتها ، مستكملة بحزن جعلني أتضامن معها بالرغم من أنني حقاً لا أحداث تذكر عما تلمح إليه الآن ،
- " انظر ؟ ألا تتذكر كيف كنت خشناً معي وأنت تمنحني تلك اللعنة "

ومن ثم أشارت إلى التخت ، تتمتم باعتراض ،
- " كنت مخطئة عندما سلمتك أعز ما تملكه أي فتاة ، وجعلتك الأول في حياتي ، كم كنت بلهاء ألكس "

انتقل وجعها لأشعر به يوكز صدري ، عندما رأيت دموعها تنهمر بغزارة على وجنتيها.


- " من غير الممكن ؟ كيف ؟ متى ؟ " ابتلعتُ ريقي وحاولت الحديث ، لكن الصدمة جعلتني كالعاجز المشلول ، وأنا أنظر إلى حيث أشارت ، ورأيت دماء عذريتها تلطخ الفراش.

شددت على خصلات شعري بضيق ، أقول بعدم تصديق ،
- "قمتُ بوسمكِ ؟! كنتِ عذراء ؟! كيف لكل هذا أن يحدث وأنا كالمغيب ، يا لها من صدمة !"

- " أتساءل كيف لك أن تتناسى شيء كهذا !! أنت من كان يتوسل لي كي أمنحك ما حافظتُ عليه من أجل مَن يستحق ، كنت حمقاء واهمة ، ليتني لم أفعل ." صرخت في وجهي. ثم سحبت ملابسها عن الأرض بعصبية ، ثم جلست صوفيا ترديها بوجهٍ متجهم .
وقفت اقترب منها بهدوء ، أنظر إلى جسدها الغض بعد أن أزالت عنه الستار.

أمسكتُ بمعصمها ، أجذبها إلي ، مجبراً إياها على الوقوف ، وأنا أتأمل مفاتنها المدمرة ، بعد أن ارتدت تلك القطعتين اللعينتين تخفي بهما ما أشتاق لاستكشافه ، أقول باستمالة ،
- " خلصنا صوفيا ، وإذا ضاعت ذكريات أمس ، يمكننا أن نعيد الأمجاد "

رفعت رأسها إلي وعلى وجهها علامات الغضب الشديد ، تقول ،
- "حقاً ؟! هلا نظرت إلى نفسك في المرآة ؟! لماذا كل هذا الحزن على وجهك عندما رأيت تلك العلامة على رقبتي ؟! أتنكر لأنني غير مناسبة لأن أكون رفيقة لك ، هل تخجل مني ؟ "

كانت منزعجة للغاية ، أنا لم أقصد أن تفهم ذلك من رد فعلي ، ولكن حدث مهم كهذا جعلني أشعر بالضيق لعدم تذكره بالإضافة لإمتلاك جسدها.

أسرعتُ ، أجيبها ،
- " لا صوفيا ، لا تقوليها مرة أخرى ، كيف لك أن تكوني بمثل هذه الفظاظة ؟! كلمة صدرت عني دون عمد ، أنا لا أرى غيرك رفيقة ، حتى أنني لم ألمس هيلا "

ومن ثم سألتها بإلحاحٍ ،
- " كيف فعلنا ذلك الليلة الماضية ؟ أعني ، هل كنت جيدًا ؟! هل أحببت أول مرة لك أم لا ؟ " ، قلتها بشغف ، ويداي تعبث بثيابها القليلة أحاول نزعها ، فتمتمت بخجل ، - " حسنًا ، ألفا ، اهدأ ".

- " لم أحصل على أجوبة لأسئلتي ؟! " ، غمزتُ إليها بتلاعب ، ثم تنهدت بعمق ،
- "بحق الله ، أعلم أنك كنت عذراء ؟ الفكرة فقط تجعلني أكره حالي لأنني فوت حدث كهذا.

- أعني أننا فعلنا ذلك الليلة الماضية ؟ هل كنت مراعياً ؟ هل آلمتك صوفيا ؟

- الفضول يقتلني ، هذه كانت المرة الأولى التي ألمس فيها فتاة عذراء ولا يمكنني تذكر أي شيء ."

تابعتُ ردة فعلها بأعين متفحصة ، وما قالته جعلني متعجباً ، إذ همست ........
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي