ابتسامة حالمة

عاد من العمل باكرا اليوم، يرغب في الاستعداد جيدا قبل ذهابه لموعده مع خاله و عائلته كما اتفقوا سويا ليلة أمس، بينما هو يخطو نحو غرفته، تذكر أنه لم يخبر أخيه بعد، زفرة ضيق خرجت من فمه، ليس لديه رغبة في رؤية معاذ الآن، فهو السبب في كل المصائب التي نزلت على رؤوسهم، لكنه أرغم نفسه على تعديل وجهته، السير نحو غرفة أخيه.

لم يطرق باب الغرفة كعادته، فتح الباب بقوة، تطلع بعينيه في داخلها، باحثا عن أخيه، وجده مازال قابعا على الفراش الذي صنعه على الأرض، يتكوم ملتفا حول نفسه في وضع جنين يحتاج رعاية والدته وحنانها!

شعور بالشفقة تسرسب رغما عنه لقلبه، فمهما حدث سيظل معاذ أخيه الصغير الذي تربى على يده، بهدوء شديد خطى نحو الداخل، حتى وصل إلى حيث يرقد المغضوب عليه، بصوت عال هو قال:

"أنت، أيها الفاشل، افق من نومك"

علم جيدا أن الهروب ليس الحل في معضلته تلك، لكن حالما ارتمى بجسده على ذلك الفراش وكأن ثقب أسود ابتلعه، جاثوم يطبق على أنفاسه، لا يستطيع الحراك، فتح عينيه حتى، أصفاد غير مرئية تكبله، يحارب في معركة لا وجود لها، وبينما يفعل، يحارب شياطينه، يحاول مقاومة جاثومه، وصل إليه صوته، صوت موسى، منقذه على الدوام!!

مازال جاثومه يحكم سيطرته عليه، حاول التحرك، لم تفلح محاولاته، حاول أن يصرخ أن انقذني أخي، باءت المحاولة أيضا بالفشل، فقط شيئا واحد أنقذه، يد الراعي وهي تهزه بقوة، تأمره بالنهوض، أن يعود إلى رشده!

شهقة قوية خرجت من فمه تلاها محاولة تنفس عسرة، وكأنه غريق يحاول أن يلتقط أنفاسه، وضع يده اليمنى على صدره، ردد بصوت خافت تعوذا من الشيطان "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وخسئ الشيطان، رحل أخذا أعوانه معه.


بينما موسى وقف متطلعا نحوه بقلق رغم عنه ظهر على ملامح وجهه، سأله بلهفة كانت تخصه هو "هل أنت بخير"

والجواب لابد أن يكون أجل، فلن يخبره بالتأكيد أن الشياطين كانت تأسره، تأخذه رهينة لديها، أومأ إليه برأسه بينما يخبره بنبرة متعبة:

"أجل أنا بخير"

ليعود الجمود مرة أخرى إلى ملامح الراعي الأكبر، يسرد بكلمات جامدة، باردة له:

"استعد جيدا قبل السابعة مساءً، لدينا زيارة هامة إلى منزل خالك، سوف أقوم بخطبة رجوة اليوم، أنت تعلم جيدا سبب ذلك بالطبع، ليس هناك حاجة لي للشرح لك يا أخي"

نطق بتلك الكلمات، مع صوت ساخر صاحب كلماته الأخيرة، فما كان من الأصغر سوى أن يهز رأسه بتفهم، فهو يعلم جيدا السبب، ردع زاد عن تتبع موسى مرة أخرى أو محاولة المطالبة به.

بنفس الجمود ألتف على عقبيه ينوي الرحيل، ليتذكر بعدها أمر آخر، صرح به على الفور بينما يقول بنبرة ساخرة، متهكمة:

"لقد قمت بإخبار هارون عن رغبتك في خطبة شقيقته زاد، الرجل كان أكثر من مرحبا بك، يود أن يتم الزواج اليوم قبل الغد، ينتظر فقط أن يحصل على موافقة زاد، ثم سنبدأ في ترتيبات خطبتكما وزواجكما، لقد أخبرته مسبقا أنك تريد اصطحاب زاد كزوجة لك في تلك البطولة التي سوف تخوضها لصالح المنتخب في الولايات المتحدة"

رص كلماته، لم ينتظر تعقيب شقيقه عليها، هو فقط رحل من تلك الغرفة، لقد كانت هناك رائحة عفنة بها، ولا يستطيع تحمل وجوده بداخلها أكثر من ذلك.



تتطلع نحو المرآة بنظرات شاردة، لا تصدق ما يحدث معها، تفكر بداخلها بتيه، من كان يتصور أنها سوف تتزين لموسى الراعي، تأملت ملامح وجهها المزينة من جديد، تصفيفة شعر رائعة نصحتها بها والدتها بينما هما في مركز التجميل.

لقد برعت حقا تلك الفتاة التي تعمل هناك في إبراز ملامحها، حتى أنها فوجئت بنفسها وجمالها الهادئ يتحول لجمال صارخ، لم يخلو الأمر من مزاح والدها معها بمثل دارج "لبس البوصة تصبح عروس جميلة" وللمرة الأولى لم تغضب من ذلك المزاح، لقد كان عقلها غارق في أمر آخر، متسائلة في نفسها، ترى ماذا ستكون ردة فعل موسى حينما يراها على تلك الهيئة.

صوت رنين جرس باب المنزل وصل لسمعها، لقد أضحت الساعة السابعة مساءً، وهذا لا يعني سوى شيئا واحدا، القادم ليس سوى موسى الراعي وأخيه معاذ، أغمضت عينيها بتعب، زفرت بصوت عال، ثم اتجهت نحو باب غرفتها، فتحته قليلا، أخذت تتطلع نحوه، بينما يلقي التحية على عائلتها، يسلم والدتها علبة شكولاة فاخرة مع باقة ورد أيضا.

تساءلت بقلق في داخلها، هل تخرج في استقباله هي الأخرى، فهما عائلة واحدة على أية حال؟! أم تتخذ دور العروس التقليدية وتنتظر حتى يطلبها والدها ثم تذهب له حاملة صينية أكواب من العصير؟! اختارت أن تنتظر أفصل، لربما الرهبة التي في داخلها تذهب بعيدا.





حينما عاد إلى المنزل بحث عنها في أرجائه فلم يجدها كعادتها تتسكع في أركانه، سأل عنها الخادمة فأخبرته أنها لم تخرج من غرفتها اليوم، أصيب بالدهشة، كان أول شيء فعله هو الذهاب إلى غرفتها، طرق بابها حتى سمحت له بالدخول بعدما عرفت هويته، تطلع نحوها بنظرات قلقة حالما ابصرها راقدة على الفراش فاقدة للطاقة على غير العادة، بنبرة حانية سألها:

"ما بك زاد؟! لقد أخبرتني الخادمة أنك لم تخرجي من غرفتك اليوم! هل هناك خطب ما بك؟!"

نظرت لأخيها بنظرات مشفقة، لقد كان يسألها عن حالها! وكأنه يشعر بها وما بداخلها من نار!
تمتمت في سرها قائلة

"مسكين أنت أخي! مطعون في شرفك من أقرب الناس إليك! والبداية مني أنا! ترى لو علمت ما بي سوف تسامحني! تغفر لي تفريطي في أغلى ما أملك؟! ولكنه كان رغما عني أخي! لم أستطع مقاومته! لقد ذبحني بدون أن يرف له جفنا! ذلك الوغد عديم الأخلاق! لكن أقسم لك أخي سوف أجعله يدفع ثمن ما فعله بي أضعافا مضاعفة!"

نظرت لأخيها مرة أخرى، أخبرته بنبرة بدت هادئة بينما تقول:

"لاشئ حقا أخي! فقط وجع بالرأس أصابني، أخذت له قرصي مسكن وها هو قد ذهب دون رجعة إن شاء الله"

أبتسم لها بحنو بينما يقترب منها، يلمس على رأسها بيد حانية ثم يخبرها بنبرة مرحة:

"حمدالله أنك بخير الآن، حيث لدي لك مفاجأة رائعة، لكنني لا أعلم إن كانت سوف تنال إعجابك أم لا! أتمنى أن تفعل حقا!"

تطلعت نحوه بنظرات تائهة، لقد كانت تعلم جيدا ما هي تلك، لابد أن موسى الراعي نفذ وعده لها وطلب يدها من أخيها لأجل معاذ! حاولت أن تبدو هادئة حتى لا تجعل هارون يصاب بالريبة من أفعالها، سألته بنبرة مرحة غير ما تشعر به من حريق في قلبها:

"ترى ما هي تلك المفاجأة أخي؟! هل ابتعت لي سيارة أم أتيت لي بعريس ما؟!"

ضحكات عالية أطلقها هارون بعدما أستمع إلى كلمات شقيقته المرحة، أخبرها من وسط ضحكاته قائلا:

"سيارة لا، عريس أجل، و صدقيني، عريس ملئ ملابسه كما يقولون، كما أنه من مستوانا الإجتماعي، هو كامل من كل شئ لا ينتظر سوى موافقتك عليه!"

"ومن هو ذلك العريس الكامل يا أخي"

شاكسته بتلك الكلمات بعدما سمعت مديحه عن الفاسد معاذ، انتظرت رده والذي كانت تعلمه جيدا! حينما قال:

"أنه معاذ، معاذ الراعي"

"أنت تمزح أخي، هل أنت تمزح حقا"

كانت سوف تقبل به بكل تأكيد لكنها أرادت أن لا يشعر أخيها بوجود شئ خاطئ، فهو يعلم جيدا عدم الوفاق بينهما، أنصتت لكلماته بينما يقول:

"لا، أنا لا أمزح زاد، أنه معاذ حقا! أعلم جيدا أنك كنت تأملين أن يكون موسى هو من فعل لكن الأمر لم يسر كما تريدين، فموسى يحب ابنة خاله، هو خطبها وعن قريب سوف يعقدان القران"

طعنات وراء طعنات، كانت كلمات أخيها بالنسبة لها، كل شيء قد علمته بالأمس من الراعي نفسه، لكنه مازال يؤلم حقا، أن يتزوج الرجل الذي تحب من امرأة أخرى بينما هي تتزوج من أخيه! لو كانت القلوب تنتحب لكان قلبها الآن يقيم العزاء في فقدانه، لكنها رغم كل ذلك لا تستطيع أن تظهر ولو ذرة واحدة من الألم، على العكس من ذلك هي رسمت على وجهها ابتسامة زائفة ثم قالت بنبرة مرحة:

"حقا، مبارك لهما، لم أكن أعلم شيئاً عن الأمر، وإلا لكنت ذهبت إليهما كي امنحمها التهنئة مع هدية قيمة، كما أنه هناك أمر ما قد فاتك أخي! لقد نضجت جيدا، موسى وأمره كان من الماضي، تصرفات مراهقين تنتهي مع النضج، الآن موسى لا يمثل لي سوى شقيق أكبر، مثلك تماما أخي"

ابتسامة حانية ومحبة رسمت على وجهه بينما ينصت لكلمات شقيقته، لقد خاف حقا من أن تشعر شقيقته بالضيق عند سمعها عن أمر خطبة موسى لابنة خاله ثم ترفض خطبة معاذ لها، لكن ها هي تخبره أنه كان مجرد تصرفات مراهقة، وهذا يعني أنها قد تقبل بخطبة معاذ، لذا عاد يسألها مرة أخرى بنبرة حانية:

"إذن هل نقول مبارك لك! أرى أن معاذ عريس لا يعوض! كما أننا نعلم جيدا أنه يكن لك حبا كبيرا"

ضحكت، هي رغما عنها ضحكت، حتى أخيها هارون الذي لا ينظر أبعد من حذائه كان يعلم عن حب معاذ لها، هي الجاهلة الكبرى في حكايتها على ما يبدو، أخبرته من وسط ضحكاتها بنبرة ساخرة:

"على ما يبدو أن يعلم عن ذلك الحب، أعلم جيدا أخي أن معاذ لا تشوبه شائبة، كما أنه مناسب لي من كل ناحية، لذا أنا سوف اعطيك موافقتي على تلك الخطبة، تستطيع الآن منحي المباركة"

بخطوات سريعة اقترب هارون منها، وضع على رأسها قبلة حانية، أخبرها بنبرة فرحة:

"مبارك لك حبيبتي! لقد أحسنت صنعا بقبولك تلك الخطبة، هكذا سوف أصبح مطمئنا عليك مع رجل مثل معاذ يشتد به الضهر"

ساخرة في نفسها من مدح أخيها لذلك الفاسد، هي تمتمت: "هل هو حقا أخي؟!"

لتقول بعدها بنبرة حانية:

"سلمت لي أخي، العقبى لك عن قريب إن شاء الله"

قالت ذلك بينما ترفع يداها داعية له بقلب واجل، ليشاكسها هو بنبرة مرحة:

"لا سمع الله لك! أنا لا أريد الزواج يوما، أعشق حياتي كما هي، دون امرأة تعكرها بنكدها"

قال ذلك لينطلق الاثنان في ضحكات عالية.



بعد عدة دقائق على مجيئه، راعت والدتها آتية إلى غرفتها حاملة صينية التقديم، لم تنتظر كثيرا حتى فتحت الباب لها، ثم تناولت منها تلك الصينية، تستمع لها وهي تقول بنبرة حانية:

"حان وقت ذهابك إليهم الآن، أتمنى لك التوفيق صغيرتي، تذكري ما أخبرتك به في الصباح، قلب الراعي مازال ملكك وعليك أن تستعيديه مجددا"

نفسا عميقا أخذته، لقد كانت تحتاج إلى ذلك التشجيع حقا، والآن ها هي تنطلق إلى حيث مصيرها، بخطوات ثابتة، حتى وصلت إلى حيث يجلس الجميع، بدأت في تقديم المشروبات، بدأت بوالدها، موسى، معاذ ثم والدتها، مع ابتسامة هادئة على وجهها.

تطلع موسى نحوها بنظرات غير مصدقة، حتى أنه أغمض عينيه و أعاد فتحههما مرتين، متسائلا في داخله "هل حقا تلك الفتاة الرائعة الجمال هي رجوة ابنة خاله؟!"
لقد كانت مثل عروس في يوم عرسها! جمالها كان كلكمة لكمته في قلبه مباشرة، جعلته يكاد يقفز من داخل قفصه الصدري، حتى أنه كاد يسكب الشراب على نفسه مع رؤيته لتلك الابتسامة الحالمة التي خصته هو بها دونا عن الجميع!

"اللعنة عليك رجوة! ما بك اليوم؟! تتعاملين معي وكأنك فتاة أخرى غير التي أعرفها! هل تدبرين لي مكيدة ما؟! ما الذي تختطين له؟! أنا لا أعلم ما الذي تنوين فعله، لكنك حتما سوف تتسببين بموتي من أفعالك تلك"

عادت تبتسم له بحالمية من جديد، مرسلة إليه نظرات هامة، بينما هو كان يرمقها بنظرات حائرة و تائهة، ملاحظة هي نظراته تلك، عالمة بما يدور في عقله من جهتها، حتى أنها كادت تضحك بصوت عال حينما تنحنح أبيها بصوت عال قائلا له بنبرة مرحة:

"لقد تشرفت بزيارتكما لنا ابني شقيقتي، لكن هل بدأنا في الحديث عن الموضوع الذي جئت من أجله! أم رؤيتك لنا قد أنستك إياه يا راعي؟!"

فوجئ موسى من مزاح خاله معه بتلك الطريقة المتسلية، هل يخبره حقا أن رؤيته لهم، بل لها هي على الأخص ما انسته العالم أجمع! حاول أن يجمع شتات نفسه، أخذ نفسا عميقا ثم قال:

"عذرا خالي، لقد جئت اليوم بصحبة أخي معاذ من أجل خطبة ابنتك الموقرة رجوة، أتمنى أن تقبل طلبي ذاك و تمنحني شرف الاقتران بها"

ابتسامة حانية ابتسمت على وجوه الجميع بعد سماع كلمات موسى تلك، ماعدا هي، كانت تشعر بخجل شديد لم تشعر به يوما، فموسى الراعي يطلب يدها للزواج، رغم علمها أن الأمر سيكون مؤقتا، لكن الأمر مربك لحد كبير، أن يرتبط اسمها باسم الراعي!

"حسنا ابن شقيقتي، لقد سمعت سؤلك ذاك، وها أنا أمنحك موافقتي و مباركتي لتلك الخطبة، يبقى أمر العروس، والتي نستطيع سؤالها الآن عن الأمر، ابني رجوة، هل تقبلين بخطبة موسى لك والزواج منه صغيرتي"

خجل شديد شعرت به بينما تنصت لكلمات أبيها تلك، حتى أنها لم تستطع النطق، بل اكتفت بهز رأسها كعلامة موافقة، ليهلل والدها فرحا، يستقيم واقفا، يخطو نحو ابن شقيقته، يقبله على كلتا وجنتيه بينما يمنحه المباركة

"مبارك لك يا موسى، عسى الله أن يمنحكما زواجا مديدا و ذرية صالحة إن شاء الله"

آمن الجميع على دعائه لهما، وكما فعل الخال مع ابن شقيقته، فعل مع ابنته، قدم لها المباركة مع قبلات حانية وربتة على ظهرها، فعلت الأم مثله مع ابنتها ثم مدت يدها لزوج ابنتها المستقبلي مقدمة له التهاني هو الآخر.

استقبل موسى التهاني بقلب واجل، تمنى في داخله أن يكون كل ذلك حقيقة وليس مجرد كذبة لها وقت معدود وسوف تنتهي، تطلع نحوها هي بنظرات شاردة، لكم ود أن يكون تأنقها، جمالها كله ملكه، لكنه علم أنها لم تكن له الحب يوما، فهو بالنسبة لها ليس سوى موسى ابن خالها الذي تساعده في محنته هو وشقيقه الأصغر.

مدركة لنظراته الحائرة لها، علمت أنه كان يشعر بالحيرة و التيه من أفعالها اليوم معه، لكنها تقسم أن ما تفعله سوف يكون البداية فقط، هي لن تستسلم حتى يعود قلب الراعي يدق من اجلها هي فقط من جديد، تطلعت نحوه بوله، ثم تلتف على عقبيها راحلة إلى غرفتها بخجل شديد.

العشاء الذي حضرته رجوة ووالدتها لهم شهي تم اكتساحه بنهم شديد، اختار الجميع بعدها ترك العروسين الجلوس بمفردهما لتبادل الحديث لبعض الوقت، معاذ أختار العودة إلى أشباحه، رغم إصرار عائلة خاله المكوث معهم، لكنه رفض بلطف ثم ذهب سريعا، أما موسى فوجدها تلك فرصة له كي يعلم من تلك المجنونة و التي سوف تصيبه يوما ما هو بالجنون أيضا عن سبب تغيرها ذاك.



نهاية الفصل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي