قهر الرجال البارت السابع عشر

"قهر الرجال" "البارت السابع عشر"

كل إنسان على وجه الأرض لا تخلو حياته من لحظة يجابه فيها نفسه التي كانت دوماً تأمره بالسوء! في تلك الآونة فقط سيدرك مدى سخافة الحياة والملذات التي كان دائماً ما يسعى ورائها! يدرك أن كل ذلك بلا قيمة

البعض يشهد تلك اللحظة في الوقت المناسب، أما البعض الآخر بالكاد يكون قد فات الأوان ولا يملك سبيل لتصحيح أخطائه! سيكون كل شيء انتهى!

كان سمير جاحظ العينين، تارةً يحدق في جنات وتارةً أخرى يزحف نظره نحو ملاذ!
كانت جنات تصيح بنبرة غاضبة وتقول:
_ما الذي تنتظره؟ هيا اقتلها

تسارعت أنفاس سمير فهو لم يفعل شيء مماثل من قبل، آخر ما توصل إليه هو الإحتيال على أشخاص من عليّة القوم فقط، لكن القتل!، حتى أنه لم يفعل شيء لوالد ملاذ، جنات هي من فعلت كل شيء!

إنتبه سمير من شروده على صوت جنات المختنق وهي تقول:
_أيها اللعين أقتلها
تمكنت جنات من رؤية الخوف في عيني سمير فلم يكن أمامها سوى أن تتغلب على ملاذ

شردت ملاذ في التفكير في أمر ذلك الذي يدعى سمير، فعلى ما يبدو أنه يعمل مع جنات دائماً في عمليات الإحتيال والإختلاس فلِم لم يطلق النار حتى الآن؟ ما الذي يوقفه؟

أرخت ملاذ يدها دون قصد مما مكّن لجنات فرصة لتتملص من قبضتها وبالفعل تمكنت من فعل ذلك ثم سددت لكمة قوية في وجه ملاذ جعلت توازنها يختل!

أمسكت جنات بملاذ ووضعتها أمامها مثلما فعلت هي، لكن جنات كانت تمسك برأس ملاذ على وضع الإستعداد كي تكسر عنقها وهذا ما جعل ملاذ لا تقاوِم، فقط ظلت ساكنة

قهقهت جنات بنبرة ساخرة ممزوجة بالحقد وقالت:
_عجباً، تملكين قوة تحمل لا تصدق! على النقيض تماماً من والدكِ فهو لم يتحمل ارتطام رأسه في الأرض وقضى نحبه على الفور

غلت الدماء في عروق ملاذ لكنها تمالكت نفسها وقالت بابتسامة:
_لا يمكنني تحمل لهيب أنفاسكِ، ألا يمكنكِ الإبتعاد قليلاً

إزداد غضب جنات وكادت أن تتحدث لولا أن صاحت في سمير بقولها:
_أقسم لك يا سمير إن لم تقتلها في الحال سوف أ..
إقتضب سمير حديثها قائلاً بصوت جهوري:
_أصمتي

إنتفضت جنات من هول المفاجأة فهذه المرة الأولى التي يتحدث فيها سمير بهذه اللكنة!
ضمت جنات حاجبيها وقالت بتساؤل:
_ما الذي أصابك يا سمير؟ ألا تملك الشجاعة لقتلها؟ لقد خيّبت ظني فيك

صاح سمير بأعلى طبقات صوته وقال:
_كفى، أنا لست عبداً لكِ، لست تابعاً، لست إنسان آلي كي أنفذ كل ما تأمرينني به، أنتِ لا تكترثين لي، كل ما يشغل خاطرك هو أن تحصلي على كل ما تريدين ولا تأبهي بما قد يعانيه الأخرون!!

إلتقط سمير أنفاسه ثم أردف قائلاً:
_أفعل كل شيء كي أنال إعجابكِ ولكن بلا جدوى، دائماً ما تضعينني في مكانة الخادم الذي لا يقدم لسيده سوى الولاء والطاعة

زفرت جنات بقوة ثم قالت:
_سنتحدث في هذا الأمر لاحقاً، فقط دعنا نتخلص من هذه اللعينة
أحكم سمير قبضته على سلاحه ثم وجّهه نحو ملاذ التي جحظت عينيها بقوة فقد ظنت أنه لا يستطيع فعلها!

أغمضت ملاذ عينيها بقوة من شدة التوجس وفجأة دوى صوت إطلاق ناري فصاحت الفتاتين بفزع
فتحت ملاذ عينيها بينما ونظرت نحو سمير الذي كان يقف بثبات بينما كان لا يزال موجّه السلاح نحوها

كادت ملاذ أن تتحدث لولا أن شعرت بجسد جنات يهوي بقوة، سقطت مسجية على الأرض!
فسرعان ما التفتت ملاذ للخلف وما إن رأت الرصاصة قد اخترقت جبهة جنات وصارت الدماء تنسال يغزارة حتى شهقت بفزع

التفتت ملاذ نحو سمير ثانيةً وقالت:
_ما الذي فعلته!!
كانت دموعه تنهمر دون أن يحرك ساكناً، فقط كان يمعن النظر في جنات

إقتربت منه ملاذ وقالت بنبرة حادة:
_هل جننت؟
نظر سمير نحو ملاذ وقالت بصوت حانق:
_كنت أحبها كثيراً، لكنها استغلت هذا الشيء كي أنفذ لها كل ما تريد

فصاحت ملاذ في وجهه وقالت:
_لم يكن عليك فعل ذلك، أنت تدمر مستقبلك
قهقه سمير بسخرية ثم قال:
_ليس لدي مستقبل، خاصة وإن كان خالي من وجود جنات

زفرت ملاذ بقوة ثم قالت:
_الشرطة لن تتركك، يجب أن تلوذ بالفرار
ضم سمير حاجبيه قائلاً:
_لماذا أنتِ قلقة من أجلي؟ لقد ساعدت جنات حينما قتلت والدكِ، لا تُظهري تعاطفكِ

جحظت عيني ملاذ وتلاحقت أنفاسها وهمّت كي تقترب منه فأشار نحوها بالسلاح قائلاً بنبرة حادة يملؤها الغضب:
_إبتعدي، لا تقتربي أكثر وإلا قتلتكِ

توقفت ملاذ بينما كانت ترمقه بنظرات مليئة بالرغة في الإنتقام
وجّه سمير سلاحه نحو رأسه بدلاً من رأس ملاذ التي كادت أن ردعه لكنه كان أسرع منها وأطلق النيران فسقط أرضاً في التو واللحظة!

كانت ملاذ تحدق بهما بذهول وعينين جاحظتين لكنها استعادت رشدها وقالت بنبرة هادئة:
_تستحقا هذه النهاية

إنتبهت ملاذ إلى أنها الأن تقف في منتصف منزل بها اثنان من القتلى، أي لا بد أن تأتي الشرطة في الحال وإن كانت هي لا تزال موجودة بالتأكيد سيتم إلقاء القبض عليها! فسرعان ما غادرت!

...

في منطقة الشرطي عامؤ كان الضباط لا يزالون يحققون مع سكان المنطقة
كان الضابط الذي حقق مع إيهاب، كان ستجول في الأرجاء فوجد متجر يقبع بجانب متجر إيهاب تماماً وما أثار اهتمامه هو وجود كاميرا للمراقبة!

إلتفت الضابط للخلف ففوجيء برجل يتبعه أينما ذهب!
نظر إليه الضابط وقال بنبرة حادة:
_لمن هذا المتجر؟
امتعض الرجل وقال بنبرة مرتعدة:
_إنه لي، لماذا سيدي؟

أشار الضابط بسبابته وقال:
_هل هذه الكاميرا تعمل؟
فأومأ الرجل برأسه وقال:
_أجل يا سيدي

همهم الضابط مبتسماً ثم قال:
_يبدو أننا سنحتاج إليك أيها العجوز
قاموا عناصر الشرطة بتفريغ تسجيلات الكاميرا ثم أخذوا نسخة من تسجيلات اليوم الذي اختفى فيه الشرطي عامر

في قسم الشرطة قام الضابط بمشاهدة التسجيل كاملاً إلى أن أوقف التسجيل عندما اتجهت فتاة نحو متجر إيهاب، تمكن الضابط من رؤية نصف وجهها فقد بسبب سوء الإضاءة في الليل!

قام الضابط باستدعاء الفنان الذي قام برسم اللوحة وجعله يرى الفتاة التي في تسجيل الكاميرا وجعله يرسم وجهها كاملاً، وعلى الرغم من ان كان شاق للغاية إلا أنه تمكن من إتمام رسمته ولم تكن هناك فتاة في اللوحة سوى ملاذ!

قام الضابط باستدعاء إيهاب بعدما انتابته الشكوك حول المعلومات التي أدلى بها وعلى ما يبدو أنه تعمد إعطائه معلومات غير صحيحة!

تمت مداهمة منزل إيهاب وأخذه عنوة في سيارة الشرطة وذهبوا به إلى القسم ودفعوه بعنف داخل غرفة التحقيقات
كان جسد إيهاب يرتعد من هول المفاجأة، فعناصر الشرطة كانوا يعاملونه كالمجرم وليس كشخص سيتم أخذ بعض المعلومات منه كما في السابق!

إنتظر إيهاب بعض الوقت حتى أتى الضابط الذي كان يرمقه بنظرات غامضة
جلس الضابط قِبال إيهاب وقال بنبرة حادة:
_إيهاب، أنت تتذكر الفتاة التي أخبرتني عنها أليس كذلك؟

شعر إيهاب بأن الدماء جفت في عروقه حتى أن الخوف صار بادياً على وجهه، فقال بنبرة مرتعدة بعض الشيء:
_أجل يا سيدي، لماذا؟ هل عثرتم عليها؟

قهقه الضابط بسخرية وقال بعدما نهض وصار يتحرك بخطوات دؤوبة حول إيهاب:
_ليس بعد، لكن أؤكد لك أنه فور العثور عليها سنأتي بك كي تتعرف عليها

ضم إيهاب حاجبيه بتوتر وقال بتساؤل:
_إذا لم تكونوا قد عثرتم عليها بعد! لمَ..
إقتضب الضابط حديثه قائلاً بابتسامة:
_لمَ أتينا بك إلينا هنا أليس كذلك؟
أومأ إيهاب برأسه دون أن يذعن

همهم الضابط ثم عاد وجلس قِبال إيهاب وقال:
_لمَ تبدو خائف؟
فسرعان ما قال إيهاب:
_مِمّ سأخاف يا سيدي؟ لا لست خائف من شيء

تبسم الضابط وقال بنبرة هادئة بعثت الرعب في قلب إيهاب:
_جيد، جيد جداً
أخرج الضابط صورتين مطبوعتين من جيب سترته ووجههما نحو إيهاب وأردف قائلاً بالنبرة الهادئة ذاتها:
_أخبرني إذاً، أي صورة من هاتين الصورتين تعود للفتاة التي التقيتها؟

نظر إيهاب نحو الصورة التي رآها من قبل ثم زحف نظره نحو صورة ملاذ التي ما إن رآها حتى تسارعت ضربات قلبه وجحظت عيناه بقوة

إلتفت إيهاب الضابط الذي كان لا يزال باسم الثغر وقال بنبرة مرتعدة:
_لـ.. لمن الصورة تعود الصورة الثانية؟
لم يذعن الضابط فقط ظل ينظر في عيني إيهاب الذي كان يحاول أن يتلاشى نظراته!

ألقى الضابط الصورتين فوق المنضدة ثم نهض وأسند كفّيه فوقها واقترب من إيهاب وكأنها على أتم الإستعداد كي ينقض عليه ثم قال بنبرة هادئة على النقيض تماماً من غضبه:
_أخبرني أي منهما الفتاة التي التقيت بها ليلة الحادث؟

كان إيهاب يحدق في صورة ملاذ بينما تذكر نبرة السيدة سميرة وهي تتوسل إليه بأن لا يخبر الشرطة عنها، فهي حققت العدالة التي لم تحققها الشرطة!
نظر إيهاب نحو الضابط بعدما جمع رباطة جأشه وقال بثبات:
_لا أتذكر يا سيدي

همهم الضابط وأبعد نظره عن إيهاب ثم أمسك بياقة قميصه فجأة ولكمه في وجهه بقوة قائلاً بنبرة غاضبة:
_هل تظنني أحمق ولا يمكنني معرفة أنك كاذب لعين، من هذه الفتاة؟ هل تعمل لحسابها
صاح إيهاب قائلاً بخوف:
_أقسم لك يا سيدي لا أعرف من تكون

جذبه الضابط نحوه بقوة ونظر في عينيه قائلاً:
_المتجر الذي بجانبك قام بالتقاط صورتها، ليس ذلك فقط بل تمكنا من رؤية سيارتها تقف بالقرب من منزل عامر، لقد استعانت برجل آخر وهو من حمل عامر للخارج ووضعه في حقيبة السيارة

جحظت عيني إيهاب وقال بفزع:
_أقسم لك يا سيدي أنني لا أعلم شيء عما تتحدث عنه، صحيح هي من التقيت بها لكنني لم أرى شيء مما قولته للتو! أقسم لك
إستطاع الضابط أن يستنبط أن إيهاب يقول الحقيقة فدفعه إلى مقعده بغضب

كان إيهاب يحدق في الضابط الذي كان يجوب في الغرفة ذهاباً وإياباً بغضب شديد
دق هاتف الضابط فسرعان ما أجاب المكالمة قائلاً:
_ما الأمر؟

فقال الضابط الأخر:
_لقد حصلنا على معلومات تلك الفتاة، ليس لديها أي سابقة جنائية أو ما شابه، هي تكون ابنة رجل الأعمال المعروف محمود الغزالي الذي توفي قبل عدة أيام، تدعى ملاذ

تبسم الضابط وقال:
_هل أخرجت أمر بالضبط والإحضار؟
فقال الضابط الآخر:
_بالطبع يا سيدي، وقمنا كذلك بنشر صورتها في الطرقات كي يسهل العثور عليها

أنهى الضابط المكالمة ثم نظر نحو إيهاب وقال:
_كدنا نعثر عليها
تسارعت أنفاس إيهاب فقال بتساؤل:
_إذاً هل يمكنني الرحيل؟
أومأ الضابط برأسه وقال:
_بالطبع، لكن لا تنسى أنك ستظل تحت المراقبة، وسنرى إذا كنت تعمل لديها أم لا

خرج إيهاب من قسم الشرطة واستقل وسيلة مواصلات وما إن وصل إلى منطقته حتى هرع إلى منزل السيدة سميرة وطرق الباب بعنف
كانت الساعة حينذاك لم تتجاوز الثانية عشر صباحاً

قامت السيدة سميرة بفتح باب منزلها قائلةً بنعاس:
_من؟
فسرعان ما دلف إيهاب إلى المنزل وأوصد الباب جيداً ثم التفت إلى السيدة سميرة وقال بنبرة يملؤها الذعر:
_كارثة

جحظت عيني السيدة سميرة وقالت بتساؤل:
_ما الذي حدث يا بني؟ وفي هذا الوقت المتأخر؟ ما الأمر؟
صاح إيهاب قائلاً بوجل:
_لقد عثروا على الفتاة! توصلوا إلى جميع معلوماتها وسيلقون القبض عليها في أي لحظة

شهقت السيدة سميرة بفزع وقالت:
_ماذا؟ كيف تمكنوا من العثور عليها؟
جحظت عيني السيدة سميرة ثم أردفت بقولها:
_هل أخبرتهم عنها يا إيهاب؟

فقال إيهاب بنبرة غاضبة:
_بالطبع لا، المتجر الذي بجانبي به كاميرة مراقبة وقد رأوها، ولسوء الحظ الكاميرا التقطت صورتها والآن صورتها تملأ الطرقات ولن يستغرقوا وقت طويل حتى يعثروا عليها

أخرجت السيدة سميرة هاتفها وقامت بالإتصال بشخص ما وقالت بنبرة خافتة:
_الشرطة تبحث عن السيدة ملاذ، أخبرها أن تذهب من هنا، إن ظلت في هذه البلدة سيتم إلقاء القبض عليها في أي لحظة

أنهت السيدة سميرة مكالمتها وتذكرت ما حدث ليلة الحادث
قبل أن تغادر ملاذ المنزل التفتت نحو السيدة سميرة وأمسكت بكلتا يديها برفق وقبّلتها ثم قالت:
_آمل أن نلتقي ثانيةً، لكن في ظروف أفضل

اغرورقت عيني السيدة سميرة وقالت ببكاء:
_تعلمين أنه لم يشفق عليّ أحد مثلما فعلتِ أنتِ؟ آمل أن يحميكِ الرب أينما ذهبتِ
اقتربت ملاذ من السيدة سميرة التي ضمتها إلى صدرها بكل ما أوتيت من حنان وصارت تربت فوق ظهرها

بعد قليل ابتعدت ملاذ عن السيدة سميرة ثم أخرجت من حقيبتها رقاقة بلاستيكية مدون بها عدة أرقام، وضعتها في يد السيدة سميرة وقالت:
_أبقي هذا الكارت معكِ، مدون به أرقام الرجال الذين يعملون معي، إن كنتِ بحاجة إلى أي شيء أو بحاجتي شخصياً فقط قومي بالإتصال بهم حينها ستتمكنين من الوصول إليّ

إنتبهت السيدة سميرة من شرودها على صوت إيهاب وهو يقول بتساؤل:
_إلى من كنتِ تتحدثين سيدتي؟
تنهدت السيدة سميرة بارتياح وقالت:
_إنه أحد الرجال الذين يعملون معها، هو سيحذرها بدلاً مني

تنهد إيهاب بارتياح وقال:
_يا إلهي، حمداً لله لقد طمأنتِني، نحن فعلنا ما بوسعنا أليس كذلك؟
نظرت السيدة سميرة في الفراغ وقالت بنبرة ممزوجة بالخوف:
_آمل ذلك، آمل أيضاً أن لا نكون قد تأخرنا وتتمكن من التواري عن أنظار الجميع

...

على صعيد آخر كانت ملاذ تقود سيارتها ببطء، لقد كانت شاردة الذهن تفكر فيما حدث وفيما سيحدث وما الذي عليها فعله!
إنتبهت فجأة من شرودها على صوت رنين هاتفها
زفرت بقوة وقامت بقبول المكالمة قائلةً:
_ما الأمر؟

فقال الرجل بنبرة يملؤها الجمود:
_سيدتي، الشرطة تبحث عنكِ
فأوقفت ملاذ السيارة فجأة وصاحت بقولها:
_ماذا؟كيف حدث ذلك؟!
قص الرجل على مسامعها ما قالته السيدة سميرة فقالت بنبرة حادة يملؤها الغضب:
_حسناً إذاً

فقال الرجل بتساؤل وبنبرة يملؤها الذعر:
_ماذا ستفعلي سيدتي؟ يمكنني إخراجكِ من البلدة على الفور، فقط أخبريني أنكِ تودين ذلك
زفرت ملاذب بقوة وغضب وقالت:
_لا، ليس بعد، سأفكر في الأمر ثم أخبرك بما سأفعل!

حدّثت ملاذ نفسها قائلةً بنبرة يكسوها الحزن:
_كان أبي محقاً، يبدو أن نهايتي اقتربت
أنهت ملاذ المكالمة وكادت أن تقود السيارة ثانيةً لكنها توقفت حينما أصدر هاتفها صوت إستلام رسائل كثيرة في آنٍ واحد فسرعان ما قامت بفتحها

صُعقت ملاذ حينما رأت الرسائل، لقد كانت صور، لكنها ليست أي صور بل جميعها عن جرائمها، إختطافها لصهيب وقتل مراد والرجل الذي كان يعمل لديها وكذلك عامر، حتى أنه كانت هناك صور لها حينما كانت تحاول قتل جنات!

فزعت ملاذ من تلك الصور حتى ظنت أنها ترى كابوساً مزعج! أفاقت من شرودها حينما تسلمت رسالة جديدة من الرقم ذاته، كانت رسالته تنص على:
_"ما رأيكِ في أن نلتقي ونتحدث حول هذه الصور بدلاً من أن أقوم بإرسالهم للشرطة؟"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي