11إبادة
صوفيا
بالرغم مما حدث بيني وبين ألكساندر ، وكذلك تلك البغيضة التي تزوجها ، والثقة التي اكتسبتها من اشتباكي معهما ، إذ أنني لم أكن لقمة صائغة بالنسبة لكليهما.
بل على العكس فأنا ندٌ قويٌّ لهما ، إلا أنني عند استماعي لخبر قدومه ، ارتجف جسدي لا إرادياً ، وشعرت بسقيع يتسرب إلى أوردتي ، وعجزتُ عن إبداء أي ردة فعل ولو بكلمة.
بينما أردف دراجون ، يقول بثبات وثقة ،
- " اهدئي عزيزتي ، ستظلين معي ، وهو لن يأخذكِ من هنا رغماً عنك ."
أجبته، في محاولة مني لإيقاف صراعٍ ستكون نهايته مروعة ،
- " أنا لا أريد أن ينشب بينكما شجار بسببي ، أنت شخص جيد ، ولا أريد أن أتسبب في أي سوء لك ".
ابتسم دراجون ساخراً ، يقول ،
- " لا تراوغين صوفيا ، هل اشتقتِ إليه بعد كل ما فعله معك ؟ "
تمتمت بتلعثم ، وأنا أهرب من نظراته التي تخترق أفكاري ،
- " أ .. أنا لا أراوغ دراجون ، كل ما في الأمر أنني ... "
قاطعني ، يقول بعدم تصديق ،
- " لا تتحججي بي ، عن أي سوء تتحدثين ؟! كلانا عاش وسيعيش من العمر أرزله ، أنت من يجب عليكِ أن تنتبهي لنفسكِ ".
حديثه منطقي ، ولكن لِم أشعر بانقباض قلبي لمجرد تخيل حدث كهذا ؟!
رجوته ، أقول بإصرار ،
- " أنا أريد رؤية ألكس ؛ كي أقنعه بأن يتركني وشأني ."
❈-❈-❈ ❈-❈-❈
الآن أنا أقف بثبات زائف ، ولا يفصل بيني وبين ألكساندر سوى بوابة القلعة الحديدية ، وعندما قام أحد حراس البوابة بفتحها ، رأيت ألكسندر يعتلي جواده ، وحشد هائل من الجنود يصطفون أمامه كحائط بشري ، ينتظر خروجي ، بعد أن أرسل إليه دراجون أحد أتباعه يخبره بأنني قادمة للقاءه.
أخذتُ نفساً مطولاً ، ربما يساعدني ذلك على تهدئة ضربات قلبي المتلاحقة.
مشهد مربك ، وأنا أتابع استجابة جنوده لصيحته الآمرة التي ما إن استمعوا إليها حتى انحصر بعضهم على كلا الجانبين ، يفتحون طريقاً وسطهم.
تقدم دراجون بتمهل ، رافعاً رأسه بشموخ ، يمسك بيدي ، يقودني تجاه ألكساندر ، وهو يحدق به بابتسامة خبيثة .
استمعتُ إلى ألكسندر يسب دراجون سراً بأبشع النعوت ، وهذا هو حال الرفقاء يتواصلون معاً خلال الرابط ، وذلك عندما رأى يد دراجون ، وهي تضغط على يدي ، وعلى ما يبدو أن دراجون يستمتع بإثارة غيرة الألفا.
استرقت النظر إلى دراجون ، أحاول أنا استشف ما إذا كان يستطيع قراءة أفكار ألكساندر كما فعل معي ، ولكن تعبيرات وجهه تدل على أنه لم يلتقط شيئاً منها.
مال إلي دراجون ، يهمس في مشهد مبتذل ، ومن يراه يظن أنه يغازلني ،
- " اخبريني بما يهزي به ذلك المعتوه ؟ "
رمقته بشك ، وأنا أصنع مسافة صغيرة بيني وبينه ، ليس لإنني رأيت الغضب ظاهراً على ملامح وجه ألكساندر ، ولكن أي حماقة سيدفع ثمنها جنود ألكساندر الفانون.
أجبت على سؤال دراجون بآخر ،
-" ألم تقل أن قراءة الأفكار إحدى مهاراتك ؟! "
- " أجل ، ولكن خصمي هو الآخر يتمتع بقدراتٍ ، وأنا لست أحمقاً لأغفلها ، إنه يحجب أفكاره عني " ، قالها وهو يبتسم لي ، ثم خفض رأسه ، رافعاً يدي إلى شفتيه يُقبِّل ظهرها بتروٍ ، يستكمل تصنعه الذي أتى بالنتائج المطلوبة ، ومن الواضح أن ألكساندر قد فاض كيله.
فها هو يترجل عن سرج حصانه ، يتقدم بخطى سريعة أشبه بالعدو ، تنم عن اشتعال ثورة لن تُخمد بسهولة.
تأوهت بألم ، عندما أطاح دراجون جسدي بيده بعيداً ، وشاهدته يركض نحو القادم باتجاهه كالإعصار ، وكلاً منهما يكور قبضته ، كاشراً عن أنيابه.
صوت دوى أشبه بتصدع أرضى ، عندما حطت قبضة ألكساندر أسفل فك دراجون ، وقبضة دراجون أعلى معدة ألكساندر تحت قفصه الصدري في نفس الوقت.
من قوة اللكمتين ارتد جسد المتصارعيْن إلى الخلف لبضعة أمتار ، مما جعل المحتشدين حولهما يفغرون أفواههم ، متصنمين بأماكنهم في سُبات.
أسرعت ، أقف بينهما في منتصف المسافة ، أرفع كفيَّ بوجه كلاً منهما ، وأنا أصرخ فيهما ،
- " توقفا أنتما الاثنان ، كُفا عن الشجار كطفلين صغيرين "
نظرت بإضطراب وخوف إلى أعين ألكساندر ، التي تقدح غضباً ، وهو يوجه نظرات ذات مغزى إلى دراجون ، وبروز أوردة ذراعيه تدل على استدعائه لأعلى درجات ثباته الانفعالي ، كي يقمع نفسه عن الفتك بدراجون.
وقف كلاً منهما في مقابل الآخر عند حد فاصل صنعه احتكاك قدميهما بالأرض ، يحدقان ببعضهما بعدائية ونفور ، وأحدهما وهو ألكساندر يشتعل غضباً ، والآخر يبتسم بخبث.
أردف الكسندر بصوت حاد مخاطباً دراجون ،
- " أنت أخليت باتفاقية السلام التي بيننا ، لقد خطفت رفيقتي."
دراجون ببرود ،
- " لم أكن أعلم أنها رفيقتك ، بل أنقذت فتاة في ورطة يهاجمها قطيع المارقين ، ومن المفترض أن تشكرني على ذلك ، لا أن تأتِ إلى هنا وسط رجالك ، وتقوم بكل هذه الجلبة !!
تمهل دراجون ، ثم أضاف بابتسامة عريضة ، يستفزه ، قائلاً بمكر ، وهو يفرك كلا راحتيه معاً ،
-" قل لي أيها الألفا ، لم حشدت رجالك جميعاً وتركت مملكتك خاوية بلا جُند ؟! أتخشى لقائي بمفردك ؟! "
احتدت عينا الكسندر أكثر ، وشعرت أن ذئبه ريد قد هاج بداخله ، وبدأ يحارب لإستلام السيطرة.
تقدم دراجون إلى أن أصبح أمامي مباشرة ، يرفع سبابته في وجه ألكساندر ، يقول بتحذير ماكر ، وهو ينظر إلي بتضامن ،
- " لا أنصحك بإظهار غضبك ، كي لا تجعل رفيقتك تكرهك أكثر من ذلك ."
التفتتُ أنظر إلى ألكساندر بتوتر ، فمن الواضح أن دراجون يحاول استفزازه ، وكنتُ أنا وسيلته ، ومن المؤكد أن دراجون يخفي عني شيئاً.
اهتز ثبات ألكساندر ، وظهر هذا على وجهه بوضوح ، ولكنه رفع صوته بسؤال يشوبه الإحباط ،
- " وكيف عرفت ذلك أيها اللعين ؟ "
رفع دراجون إحدى حاجبيه ، وهو يردف له بخفوت ، يظهر أسفاً مصطنعاً ،
-" إذا تغاضينا عن قدراتي التي تعلمها أنت جيداً ، فأنا لست أعمى ، حتى لا أرى نظراتها الرافضة لك الآن .
هز دراجون كتفيه برضوخ ظاهري ، يقول بنبرة شامتة ،
- " أتعلم ؟! بالرغم من كل هذا ، هي محظوظة ، وما اقترفته من أخطاء في حقها ، قادها للهروب منك ، كي نلتقي أنا وهي ، وبعد ما دار بيني وبينها ، أصبحت تشعر معي بالراحة والثقة على عكسك ألكس " .
قالها دراجون بسخرية ، استشاط عقبها ألكساندر ، يشتم تحت أنفاسه ، وهو يحدق بي بشك ، يهمس متواصلاً مع ذئبه بعد أن تملكه الجنون ، متسائلاً ،
- " هل حاول لمسها ؟ هل انتزع براءتها ؟ "
ألورا بحالمية ،
- " ما أجمل أن تشعر الأنثى بغيرة ذكرها ، ترى أيشعر دراجون بالغيرة هو أيضاً ؟! "
رفعت يدي أمسح على وجهي بضيق ، فما نبثت به الخرقاء خاصتي ، يهدد بإبادة كونية.
بالرغم مما حدث بيني وبين ألكساندر ، وكذلك تلك البغيضة التي تزوجها ، والثقة التي اكتسبتها من اشتباكي معهما ، إذ أنني لم أكن لقمة صائغة بالنسبة لكليهما.
بل على العكس فأنا ندٌ قويٌّ لهما ، إلا أنني عند استماعي لخبر قدومه ، ارتجف جسدي لا إرادياً ، وشعرت بسقيع يتسرب إلى أوردتي ، وعجزتُ عن إبداء أي ردة فعل ولو بكلمة.
بينما أردف دراجون ، يقول بثبات وثقة ،
- " اهدئي عزيزتي ، ستظلين معي ، وهو لن يأخذكِ من هنا رغماً عنك ."
أجبته، في محاولة مني لإيقاف صراعٍ ستكون نهايته مروعة ،
- " أنا لا أريد أن ينشب بينكما شجار بسببي ، أنت شخص جيد ، ولا أريد أن أتسبب في أي سوء لك ".
ابتسم دراجون ساخراً ، يقول ،
- " لا تراوغين صوفيا ، هل اشتقتِ إليه بعد كل ما فعله معك ؟ "
تمتمت بتلعثم ، وأنا أهرب من نظراته التي تخترق أفكاري ،
- " أ .. أنا لا أراوغ دراجون ، كل ما في الأمر أنني ... "
قاطعني ، يقول بعدم تصديق ،
- " لا تتحججي بي ، عن أي سوء تتحدثين ؟! كلانا عاش وسيعيش من العمر أرزله ، أنت من يجب عليكِ أن تنتبهي لنفسكِ ".
حديثه منطقي ، ولكن لِم أشعر بانقباض قلبي لمجرد تخيل حدث كهذا ؟!
رجوته ، أقول بإصرار ،
- " أنا أريد رؤية ألكس ؛ كي أقنعه بأن يتركني وشأني ."
❈-❈-❈ ❈-❈-❈
الآن أنا أقف بثبات زائف ، ولا يفصل بيني وبين ألكساندر سوى بوابة القلعة الحديدية ، وعندما قام أحد حراس البوابة بفتحها ، رأيت ألكسندر يعتلي جواده ، وحشد هائل من الجنود يصطفون أمامه كحائط بشري ، ينتظر خروجي ، بعد أن أرسل إليه دراجون أحد أتباعه يخبره بأنني قادمة للقاءه.
أخذتُ نفساً مطولاً ، ربما يساعدني ذلك على تهدئة ضربات قلبي المتلاحقة.
مشهد مربك ، وأنا أتابع استجابة جنوده لصيحته الآمرة التي ما إن استمعوا إليها حتى انحصر بعضهم على كلا الجانبين ، يفتحون طريقاً وسطهم.
تقدم دراجون بتمهل ، رافعاً رأسه بشموخ ، يمسك بيدي ، يقودني تجاه ألكساندر ، وهو يحدق به بابتسامة خبيثة .
استمعتُ إلى ألكسندر يسب دراجون سراً بأبشع النعوت ، وهذا هو حال الرفقاء يتواصلون معاً خلال الرابط ، وذلك عندما رأى يد دراجون ، وهي تضغط على يدي ، وعلى ما يبدو أن دراجون يستمتع بإثارة غيرة الألفا.
استرقت النظر إلى دراجون ، أحاول أنا استشف ما إذا كان يستطيع قراءة أفكار ألكساندر كما فعل معي ، ولكن تعبيرات وجهه تدل على أنه لم يلتقط شيئاً منها.
مال إلي دراجون ، يهمس في مشهد مبتذل ، ومن يراه يظن أنه يغازلني ،
- " اخبريني بما يهزي به ذلك المعتوه ؟ "
رمقته بشك ، وأنا أصنع مسافة صغيرة بيني وبينه ، ليس لإنني رأيت الغضب ظاهراً على ملامح وجه ألكساندر ، ولكن أي حماقة سيدفع ثمنها جنود ألكساندر الفانون.
أجبت على سؤال دراجون بآخر ،
-" ألم تقل أن قراءة الأفكار إحدى مهاراتك ؟! "
- " أجل ، ولكن خصمي هو الآخر يتمتع بقدراتٍ ، وأنا لست أحمقاً لأغفلها ، إنه يحجب أفكاره عني " ، قالها وهو يبتسم لي ، ثم خفض رأسه ، رافعاً يدي إلى شفتيه يُقبِّل ظهرها بتروٍ ، يستكمل تصنعه الذي أتى بالنتائج المطلوبة ، ومن الواضح أن ألكساندر قد فاض كيله.
فها هو يترجل عن سرج حصانه ، يتقدم بخطى سريعة أشبه بالعدو ، تنم عن اشتعال ثورة لن تُخمد بسهولة.
تأوهت بألم ، عندما أطاح دراجون جسدي بيده بعيداً ، وشاهدته يركض نحو القادم باتجاهه كالإعصار ، وكلاً منهما يكور قبضته ، كاشراً عن أنيابه.
صوت دوى أشبه بتصدع أرضى ، عندما حطت قبضة ألكساندر أسفل فك دراجون ، وقبضة دراجون أعلى معدة ألكساندر تحت قفصه الصدري في نفس الوقت.
من قوة اللكمتين ارتد جسد المتصارعيْن إلى الخلف لبضعة أمتار ، مما جعل المحتشدين حولهما يفغرون أفواههم ، متصنمين بأماكنهم في سُبات.
أسرعت ، أقف بينهما في منتصف المسافة ، أرفع كفيَّ بوجه كلاً منهما ، وأنا أصرخ فيهما ،
- " توقفا أنتما الاثنان ، كُفا عن الشجار كطفلين صغيرين "
نظرت بإضطراب وخوف إلى أعين ألكساندر ، التي تقدح غضباً ، وهو يوجه نظرات ذات مغزى إلى دراجون ، وبروز أوردة ذراعيه تدل على استدعائه لأعلى درجات ثباته الانفعالي ، كي يقمع نفسه عن الفتك بدراجون.
وقف كلاً منهما في مقابل الآخر عند حد فاصل صنعه احتكاك قدميهما بالأرض ، يحدقان ببعضهما بعدائية ونفور ، وأحدهما وهو ألكساندر يشتعل غضباً ، والآخر يبتسم بخبث.
أردف الكسندر بصوت حاد مخاطباً دراجون ،
- " أنت أخليت باتفاقية السلام التي بيننا ، لقد خطفت رفيقتي."
دراجون ببرود ،
- " لم أكن أعلم أنها رفيقتك ، بل أنقذت فتاة في ورطة يهاجمها قطيع المارقين ، ومن المفترض أن تشكرني على ذلك ، لا أن تأتِ إلى هنا وسط رجالك ، وتقوم بكل هذه الجلبة !!
تمهل دراجون ، ثم أضاف بابتسامة عريضة ، يستفزه ، قائلاً بمكر ، وهو يفرك كلا راحتيه معاً ،
-" قل لي أيها الألفا ، لم حشدت رجالك جميعاً وتركت مملكتك خاوية بلا جُند ؟! أتخشى لقائي بمفردك ؟! "
احتدت عينا الكسندر أكثر ، وشعرت أن ذئبه ريد قد هاج بداخله ، وبدأ يحارب لإستلام السيطرة.
تقدم دراجون إلى أن أصبح أمامي مباشرة ، يرفع سبابته في وجه ألكساندر ، يقول بتحذير ماكر ، وهو ينظر إلي بتضامن ،
- " لا أنصحك بإظهار غضبك ، كي لا تجعل رفيقتك تكرهك أكثر من ذلك ."
التفتتُ أنظر إلى ألكساندر بتوتر ، فمن الواضح أن دراجون يحاول استفزازه ، وكنتُ أنا وسيلته ، ومن المؤكد أن دراجون يخفي عني شيئاً.
اهتز ثبات ألكساندر ، وظهر هذا على وجهه بوضوح ، ولكنه رفع صوته بسؤال يشوبه الإحباط ،
- " وكيف عرفت ذلك أيها اللعين ؟ "
رفع دراجون إحدى حاجبيه ، وهو يردف له بخفوت ، يظهر أسفاً مصطنعاً ،
-" إذا تغاضينا عن قدراتي التي تعلمها أنت جيداً ، فأنا لست أعمى ، حتى لا أرى نظراتها الرافضة لك الآن .
هز دراجون كتفيه برضوخ ظاهري ، يقول بنبرة شامتة ،
- " أتعلم ؟! بالرغم من كل هذا ، هي محظوظة ، وما اقترفته من أخطاء في حقها ، قادها للهروب منك ، كي نلتقي أنا وهي ، وبعد ما دار بيني وبينها ، أصبحت تشعر معي بالراحة والثقة على عكسك ألكس " .
قالها دراجون بسخرية ، استشاط عقبها ألكساندر ، يشتم تحت أنفاسه ، وهو يحدق بي بشك ، يهمس متواصلاً مع ذئبه بعد أن تملكه الجنون ، متسائلاً ،
- " هل حاول لمسها ؟ هل انتزع براءتها ؟ "
ألورا بحالمية ،
- " ما أجمل أن تشعر الأنثى بغيرة ذكرها ، ترى أيشعر دراجون بالغيرة هو أيضاً ؟! "
رفعت يدي أمسح على وجهي بضيق ، فما نبثت به الخرقاء خاصتي ، يهدد بإبادة كونية.