9على غير توقع
صوفيا
بعد أن نفث هذا الكائن العملاق عن غضبه ، أخذ يقترب مني بتمهل ، وعلى ما أظن أنه مستمتع بالهلع المرتسم على وجهي بوضوح.
وقبل أن يصل إلى مكان تصنمي ، بدأ لون حراشيفه يبهت ، وحجمه ينكمش تدريجياً ، حتى تحول هذا التنين البشع إلى بشري بهيئة خلابة.
اللعنة !!
إنه وسيم للغاية ، ذو شعر بني قاتم وأعين خضراء ، ولحية مشذبة ، يرتدي زي مقاتل.
ولكن لِم تبدو ملامح وجهه قاسية ؟! وعينيه العميقتين ترمقني باستنكار لم يخفيه !! إذ قال ،
- " أي حمقاء أنت ؟! ما الذي قد يجعل فتاة مثلك تتجول في غابة موحشة كتلك ؟!
- ومَن هؤلاء الذين كانوا يتربصون بكِ ؟! ماذا فعلتِ ليهاجمكِ كل هذه الحشود ؟! "
حاولتُ الوقوف ، ولكن قدمي تؤلمني بقوة ، أعلم أنني سأتماثل للشفاء قريباً ، فأمثالنا تطيب جروحهم سريعاً.
وفجأة شعرت بالغثيان ، وبدأت أمعائي تتقلص ، وإذا بي أترنح كالثمالى ، وأنا على وشك التقيؤ ، وبعدها انعدمت الرؤية ، وقبل أن أسقط مغشياً علي ، شعرت بيد تدعم خصري ، وأحدهم يرفع جسدي بين ذراعيه ، وكلماته وصلتني عن قرب ، وصاحب الصوت يتمتم بامتعاض ،
- " اكتملت اللعنة !! "
وبعد مرور بعض الوقت.
فتحت عيني لأجد نفسي في غرفة غريبة يغلب عليها اللون الأحمر القاتم.
انتفضتُ بخوف أنظر حولي والأحداث تتسابق بعقلي ، فأمسكت برأسي الذي يضج بالألم ، وهمست بقلق ،
- " يا إلهي أين أنا الآن ؟ "
أجابتني ألورا بحماس ،
- " يبدو أننا بقصر هذا التنين الوسيم "
لم تكد تكمل تصريحها المفعم بالإثارة ، حتى استمعت إلى صوت دقات خافتة على باب الغرفة ، فابتلعت ريقي وأنا أسمح للطارق بالدخول.
وإذا بفتاة شقراء ذات قوام طويل ورشيق ، تقول باحترام ،
- " آنستي لقد أرسلني السيد دراجون ، كي أساعدك بالتجهز للانضمام إليه على العشاء "
قالتها وهي تمد الطرف إلي بفستان ذهبي غاية في الأناقة ذو أكمام قصيرة وفتح صدر واسعة مستديرة ، وهي تحثني بنظراتها كي اتبعها.
قادتني إلى باب بداخل الغرفة ، يفضي إلى حمام ملكي في قمة الفخامة ، يتوسطه حوض استحمام رخامي ، ينبعث من مائه البخار الساخن المحمل بروائح زهرية يغلب عليها عطر اللافندر.
خاطبتها بتوجس ، أقول ،
- " هل لي ببعض الخصوصية ، حتى انتهي من تجهيز حالي ؟! "
أومأت الخادمة بطاعة ، تقول بأدب ،
- " بالطبع آنستي ، ولكن إذا احتجتي إلى المساعدة سأكون في الجوار ، ورهن إشارتك "
زفرت بإرهاق ، وأنا اندس وسط الماء بعد أن خلعت عني ملابسي ، وأغمضت عيني استمتع بحمامي ، أحاول تصفية ذهني والحصول على بعض من الاسترخاء والرفاهية ، وحدسي ينبأني بأن لا ضير في مقابلة هذا ال دراجون ، فإذا كان ينوي إيذائي ، لم قد يتأخر في فعلها وكانت الفرصة متاحة أمامه ؟!
وقطعاً لن أكون وجبته على العشاء ، بعد أن أرسل إلي تلك الخادمة ومعها هذا الثوب الرائع.
تمهلت عله يعدل عن فكرة أن انضم إليه ، ولكن عندما مر حصة لا بأس بها من الوقت وأنا بالداخل ، وجدت الخادمة تطرق على الباب لاستعجالي ، قائلة ،
- " سيدتي ؟ هل هناك خطب ما ؟ علينا بالإسراع حتى لا نثير غضب السيد "
لم أجد بداً سوى الامتثال لما قالته الخادمة ، فخرجتُ بعد أن أسدلتُ على جسدي ما أعطتني إياه من ثياب.
لاحت نظرات الاستحسان بأعين الخادمة ، تعلق على هيئتي بانبهار ،
- " واو، تبدين في غاية الروعة والجمال ، ولكن ينقصنا القليل من اللمسات الأخيرة "
قالتها وهي تنثر على جسدي بعض من قطرات العطر ، ومن ثم عمدت على تصفيف خصلات شعري ، تجمعه بإكليل ذهبي من اللآلئ.
استدارت أعيني وأنا أنظر إلى هيئتي بتلك المرآة المعلقة على أحد جدران الغرفة ، وكما قالت الخادمة لقد اختلف مظهري كلياً عما سبق حتى أنني شعرت ببعض من الثقة.
وقبل أن أتبعها إلى خارج الغرفة ألقيت نظرة عابرة باتجاه نافذة الشرفة ، أتأمل قرص الشمس الذي شارف على المغيب.
بالطابق السفلي حيث مائدة طويلة يرتص أعلاها أصناف شهية من أنواع الطعام ، يجلس على رأسها ذلك الشاب الذي أنقذني ، أو السيد غريب الأطوار كما نعتته ألورا.
وعندما وقعت نظراته علي ، ارتسمت على ثغره ابتسامة عذبة ، وما لاح على معالم وجهه يدل على الرضا عن مظهري أو ربما إعجاب ، في الحقيقة لم أهتم كثيراً لتفسير تلك النظرات الموجهة إلي.
انتبهت عندما مدحني يقول بصوت ذو نبرة عميقة تتناسب مع هيئته ، فبالرغم من ألق ملامحه التي تشبه الملائكة ، إلا أن جسده المفتول ومنكبيه العريضين يدلان على وحشية ما يمارسه من الفنون القتالية ،
- " فاتنتة أنت حد الهلاك !! "
تصنمت بأرضي ، أفرك كفي معاً بتوتر ، فأنا لأول مرة في حياتي أقابل تركيبة متناقضة كهذا الفارس المتحول.
تابعته وهو يستقيم عن مقعده ، يقترب نحوي بخطوات ينبعث منها الثبات على عكسي تماماً فداخلي ينهار ، ومن ثم أردف يقول بدعابة ، حتى انتابني الشك ، وتسائلت هل يعاني من إزدواج في الشخصية ؟!
فجائني رد ألورا المتهكم ،
- " لم لا ؟! بشري يتحول لتنين كما حالنا ، لابد وأن له أوجه وشخصيات عدة " .
هو بأريحية ،
- " ما بك عزيزتي ؟! لم كل هذا القلق والتحفظ ؟!
لا تخافي مني فأنا لن ألتهمكِ ، تأكدي من ذلك "
رمشت عدة مرات ، وخاطرة تراودني ، هل لديه قدرة على قراءة الأفكار ؟ أم كشفه لحقيقة مخاوفي مجرد بصيرة أو تخمين ؟!
فهذا بالفعل ما كان يقلقني ، فكرة أن أكون بجوف أحدهم ليست المفضلة لي على الإطلاق !!
حاولتُ أن أبدو طبيعية ، وأردفت بهدوء ،
- " شكراً لك لإنقاذي سيد ... "
بترتُ عبارتي لأرى رد فعله ، وإذا به يبتسم لي رافعاً أحد حاجبيه بتسلية وعلى ما يبدو أن أفكاري مخترقة من قبله ، ولكنه جاراني وهو يمد يده بالمصافحة ،
- "دراجون .. اسمي هو دراجون "
قالها وهو يتكأ على حروف اسمه.
أخذت شهيق مطولاً ، أزفره بتمهل أحاول تنظيم أنفاسي ، قبل أن اضع يدي بخاصته ، وأنا أردف بتردد ،
- " وأنا صوفيا "
اتسعت عيناي ، عندما رفع يدي الممسك بها إلى شفتيه ، ورجفة جسدي التحفزية مما بادر بفعله جعلت الخوف يدب بداخلي مرة أخرى ، بعد أن ظننت أنه سيقضم كفي بفمه ، ولكن ما أثار دهشتي أنه طبع قبلة مهذبة على ظهر راحتي كتحية نبلاء العصر الفيكتوري.
تخضبت وجنتاي بحمرة الخجل ، عندما ابتسم لي بشكل ساحر ، وأردف يهمس بصوت أجش ،
- " صوفيا !! اسم جميل يليق بحسناء مثلك "
- " ش ... شكراً لك " تمتمت بتلعثم ، وانا أحاول إفلات يدي من خاصته بكياسة ، إلا أنه شد عليها بخفة ، وسحبني معه إلى المقعد المجاور له على الطاولة ذات الأطباق المتنوعة التي جعلت فراشات ترفرف داخل معدتي ، حتى سال لعابي وأنا أشعر بالجوع ولكنني رمقتها بزهد زائف ، جعله يقهقه بصخب ، فهذا الخبيث يعلم بما بي.
جلست بترفع وأنا أرمقه بنظرات اللوم ، ولكنه استمر بمشاكستي وهو يرفع زجاجة من النبيذ المعتق كانت بوعاء معدني صغير موجود أمامه على المائدة ،واستمر بغلاظته يقول لي ،
- " أتشربين ؟ إنه سيساعدك كفاتح شهية "
نفيت بلوية ثغر ، - " لا ... شكراً لك "
صب اهتمامه على ما بيده يسكب كأساً لنفسه ، وبعد أن ارتشف القليل منه يتذوقه بتقييم ، تنهد باستمتاع ، مسنداً الگأس إلى يمينه ، وأردف بهدوء ،
- " ماذا كنت تفعلين في الغابة ؟! أتعلمين أنه من حسن حظك أنني جئت مصادفة بالوقت المناسب ، وإلا نال منك أولئك الحمقى "
أقشعر سائر جسدي ، عندما جاء على ذكر ما حدث ، وفكرة أنني كنت محاصرة من قطيع أبي وقطيع ألكساندر جعلتني أفقد شهيتي على الفور.
امتنعت عن الرد ، فأضاف وهو ينظر لي بإمعان ،
- " تلك الغابة ملئية بالأشخاص السيئين ،
قطيع المارقين ، وقطيع القمر الأحمر. "
سألته بتحفظ ،
- " هل تعرفهم ؟ "
أومأ برأسه في إيجاب ، يقول بنبرة ذات مغزى ، وهو يمسك بكأسه مطرقاً رأسه إلى ما بيده ، ومن ثم رفعه إلى فمه يتجرعه دفعة واحدة وهو يقول بأعين تحولت نظراتها من الود إلى الشراسة ،
- " أعز معرفة "
ألورا بتوجس يشوبه السخرية ،
- " أهلاً !! ".
بعد أن نفث هذا الكائن العملاق عن غضبه ، أخذ يقترب مني بتمهل ، وعلى ما أظن أنه مستمتع بالهلع المرتسم على وجهي بوضوح.
وقبل أن يصل إلى مكان تصنمي ، بدأ لون حراشيفه يبهت ، وحجمه ينكمش تدريجياً ، حتى تحول هذا التنين البشع إلى بشري بهيئة خلابة.
اللعنة !!
إنه وسيم للغاية ، ذو شعر بني قاتم وأعين خضراء ، ولحية مشذبة ، يرتدي زي مقاتل.
ولكن لِم تبدو ملامح وجهه قاسية ؟! وعينيه العميقتين ترمقني باستنكار لم يخفيه !! إذ قال ،
- " أي حمقاء أنت ؟! ما الذي قد يجعل فتاة مثلك تتجول في غابة موحشة كتلك ؟!
- ومَن هؤلاء الذين كانوا يتربصون بكِ ؟! ماذا فعلتِ ليهاجمكِ كل هذه الحشود ؟! "
حاولتُ الوقوف ، ولكن قدمي تؤلمني بقوة ، أعلم أنني سأتماثل للشفاء قريباً ، فأمثالنا تطيب جروحهم سريعاً.
وفجأة شعرت بالغثيان ، وبدأت أمعائي تتقلص ، وإذا بي أترنح كالثمالى ، وأنا على وشك التقيؤ ، وبعدها انعدمت الرؤية ، وقبل أن أسقط مغشياً علي ، شعرت بيد تدعم خصري ، وأحدهم يرفع جسدي بين ذراعيه ، وكلماته وصلتني عن قرب ، وصاحب الصوت يتمتم بامتعاض ،
- " اكتملت اللعنة !! "
وبعد مرور بعض الوقت.
فتحت عيني لأجد نفسي في غرفة غريبة يغلب عليها اللون الأحمر القاتم.
انتفضتُ بخوف أنظر حولي والأحداث تتسابق بعقلي ، فأمسكت برأسي الذي يضج بالألم ، وهمست بقلق ،
- " يا إلهي أين أنا الآن ؟ "
أجابتني ألورا بحماس ،
- " يبدو أننا بقصر هذا التنين الوسيم "
لم تكد تكمل تصريحها المفعم بالإثارة ، حتى استمعت إلى صوت دقات خافتة على باب الغرفة ، فابتلعت ريقي وأنا أسمح للطارق بالدخول.
وإذا بفتاة شقراء ذات قوام طويل ورشيق ، تقول باحترام ،
- " آنستي لقد أرسلني السيد دراجون ، كي أساعدك بالتجهز للانضمام إليه على العشاء "
قالتها وهي تمد الطرف إلي بفستان ذهبي غاية في الأناقة ذو أكمام قصيرة وفتح صدر واسعة مستديرة ، وهي تحثني بنظراتها كي اتبعها.
قادتني إلى باب بداخل الغرفة ، يفضي إلى حمام ملكي في قمة الفخامة ، يتوسطه حوض استحمام رخامي ، ينبعث من مائه البخار الساخن المحمل بروائح زهرية يغلب عليها عطر اللافندر.
خاطبتها بتوجس ، أقول ،
- " هل لي ببعض الخصوصية ، حتى انتهي من تجهيز حالي ؟! "
أومأت الخادمة بطاعة ، تقول بأدب ،
- " بالطبع آنستي ، ولكن إذا احتجتي إلى المساعدة سأكون في الجوار ، ورهن إشارتك "
زفرت بإرهاق ، وأنا اندس وسط الماء بعد أن خلعت عني ملابسي ، وأغمضت عيني استمتع بحمامي ، أحاول تصفية ذهني والحصول على بعض من الاسترخاء والرفاهية ، وحدسي ينبأني بأن لا ضير في مقابلة هذا ال دراجون ، فإذا كان ينوي إيذائي ، لم قد يتأخر في فعلها وكانت الفرصة متاحة أمامه ؟!
وقطعاً لن أكون وجبته على العشاء ، بعد أن أرسل إلي تلك الخادمة ومعها هذا الثوب الرائع.
تمهلت عله يعدل عن فكرة أن انضم إليه ، ولكن عندما مر حصة لا بأس بها من الوقت وأنا بالداخل ، وجدت الخادمة تطرق على الباب لاستعجالي ، قائلة ،
- " سيدتي ؟ هل هناك خطب ما ؟ علينا بالإسراع حتى لا نثير غضب السيد "
لم أجد بداً سوى الامتثال لما قالته الخادمة ، فخرجتُ بعد أن أسدلتُ على جسدي ما أعطتني إياه من ثياب.
لاحت نظرات الاستحسان بأعين الخادمة ، تعلق على هيئتي بانبهار ،
- " واو، تبدين في غاية الروعة والجمال ، ولكن ينقصنا القليل من اللمسات الأخيرة "
قالتها وهي تنثر على جسدي بعض من قطرات العطر ، ومن ثم عمدت على تصفيف خصلات شعري ، تجمعه بإكليل ذهبي من اللآلئ.
استدارت أعيني وأنا أنظر إلى هيئتي بتلك المرآة المعلقة على أحد جدران الغرفة ، وكما قالت الخادمة لقد اختلف مظهري كلياً عما سبق حتى أنني شعرت ببعض من الثقة.
وقبل أن أتبعها إلى خارج الغرفة ألقيت نظرة عابرة باتجاه نافذة الشرفة ، أتأمل قرص الشمس الذي شارف على المغيب.
بالطابق السفلي حيث مائدة طويلة يرتص أعلاها أصناف شهية من أنواع الطعام ، يجلس على رأسها ذلك الشاب الذي أنقذني ، أو السيد غريب الأطوار كما نعتته ألورا.
وعندما وقعت نظراته علي ، ارتسمت على ثغره ابتسامة عذبة ، وما لاح على معالم وجهه يدل على الرضا عن مظهري أو ربما إعجاب ، في الحقيقة لم أهتم كثيراً لتفسير تلك النظرات الموجهة إلي.
انتبهت عندما مدحني يقول بصوت ذو نبرة عميقة تتناسب مع هيئته ، فبالرغم من ألق ملامحه التي تشبه الملائكة ، إلا أن جسده المفتول ومنكبيه العريضين يدلان على وحشية ما يمارسه من الفنون القتالية ،
- " فاتنتة أنت حد الهلاك !! "
تصنمت بأرضي ، أفرك كفي معاً بتوتر ، فأنا لأول مرة في حياتي أقابل تركيبة متناقضة كهذا الفارس المتحول.
تابعته وهو يستقيم عن مقعده ، يقترب نحوي بخطوات ينبعث منها الثبات على عكسي تماماً فداخلي ينهار ، ومن ثم أردف يقول بدعابة ، حتى انتابني الشك ، وتسائلت هل يعاني من إزدواج في الشخصية ؟!
فجائني رد ألورا المتهكم ،
- " لم لا ؟! بشري يتحول لتنين كما حالنا ، لابد وأن له أوجه وشخصيات عدة " .
هو بأريحية ،
- " ما بك عزيزتي ؟! لم كل هذا القلق والتحفظ ؟!
لا تخافي مني فأنا لن ألتهمكِ ، تأكدي من ذلك "
رمشت عدة مرات ، وخاطرة تراودني ، هل لديه قدرة على قراءة الأفكار ؟ أم كشفه لحقيقة مخاوفي مجرد بصيرة أو تخمين ؟!
فهذا بالفعل ما كان يقلقني ، فكرة أن أكون بجوف أحدهم ليست المفضلة لي على الإطلاق !!
حاولتُ أن أبدو طبيعية ، وأردفت بهدوء ،
- " شكراً لك لإنقاذي سيد ... "
بترتُ عبارتي لأرى رد فعله ، وإذا به يبتسم لي رافعاً أحد حاجبيه بتسلية وعلى ما يبدو أن أفكاري مخترقة من قبله ، ولكنه جاراني وهو يمد يده بالمصافحة ،
- "دراجون .. اسمي هو دراجون "
قالها وهو يتكأ على حروف اسمه.
أخذت شهيق مطولاً ، أزفره بتمهل أحاول تنظيم أنفاسي ، قبل أن اضع يدي بخاصته ، وأنا أردف بتردد ،
- " وأنا صوفيا "
اتسعت عيناي ، عندما رفع يدي الممسك بها إلى شفتيه ، ورجفة جسدي التحفزية مما بادر بفعله جعلت الخوف يدب بداخلي مرة أخرى ، بعد أن ظننت أنه سيقضم كفي بفمه ، ولكن ما أثار دهشتي أنه طبع قبلة مهذبة على ظهر راحتي كتحية نبلاء العصر الفيكتوري.
تخضبت وجنتاي بحمرة الخجل ، عندما ابتسم لي بشكل ساحر ، وأردف يهمس بصوت أجش ،
- " صوفيا !! اسم جميل يليق بحسناء مثلك "
- " ش ... شكراً لك " تمتمت بتلعثم ، وانا أحاول إفلات يدي من خاصته بكياسة ، إلا أنه شد عليها بخفة ، وسحبني معه إلى المقعد المجاور له على الطاولة ذات الأطباق المتنوعة التي جعلت فراشات ترفرف داخل معدتي ، حتى سال لعابي وأنا أشعر بالجوع ولكنني رمقتها بزهد زائف ، جعله يقهقه بصخب ، فهذا الخبيث يعلم بما بي.
جلست بترفع وأنا أرمقه بنظرات اللوم ، ولكنه استمر بمشاكستي وهو يرفع زجاجة من النبيذ المعتق كانت بوعاء معدني صغير موجود أمامه على المائدة ،واستمر بغلاظته يقول لي ،
- " أتشربين ؟ إنه سيساعدك كفاتح شهية "
نفيت بلوية ثغر ، - " لا ... شكراً لك "
صب اهتمامه على ما بيده يسكب كأساً لنفسه ، وبعد أن ارتشف القليل منه يتذوقه بتقييم ، تنهد باستمتاع ، مسنداً الگأس إلى يمينه ، وأردف بهدوء ،
- " ماذا كنت تفعلين في الغابة ؟! أتعلمين أنه من حسن حظك أنني جئت مصادفة بالوقت المناسب ، وإلا نال منك أولئك الحمقى "
أقشعر سائر جسدي ، عندما جاء على ذكر ما حدث ، وفكرة أنني كنت محاصرة من قطيع أبي وقطيع ألكساندر جعلتني أفقد شهيتي على الفور.
امتنعت عن الرد ، فأضاف وهو ينظر لي بإمعان ،
- " تلك الغابة ملئية بالأشخاص السيئين ،
قطيع المارقين ، وقطيع القمر الأحمر. "
سألته بتحفظ ،
- " هل تعرفهم ؟ "
أومأ برأسه في إيجاب ، يقول بنبرة ذات مغزى ، وهو يمسك بكأسه مطرقاً رأسه إلى ما بيده ، ومن ثم رفعه إلى فمه يتجرعه دفعة واحدة وهو يقول بأعين تحولت نظراتها من الود إلى الشراسة ،
- " أعز معرفة "
ألورا بتوجس يشوبه السخرية ،
- " أهلاً !! ".