2هجوم
تملكنا الذعر فللقب الألفا الكساندر صدى مروع، وانتقل الرعب إلى ألورا لذا أطلقت العنان لقوائمها تسابق الريح وهي تعدو وسط الأشجار بخفة ورشاقة، شعرنا به خلفنا ولكننا لم نلتفت، هدفنا واحد هو الهروب من بين براثنه، ولا مجال للعودة إلى مخيم القطيع حتى وإن تمردت على ما يفعلوه ولكنني لن أكون وسيلته إليهم لذلك وجَّهت ألورا إلى البحيرة عن طريق الرابط الذي بيننا.
في هذه الأثناء كنت أستمع إلى صوت مخالبه تأكل العشب أسفلها، فقفزت ألورا وسط بركة الماء تعرف طريقها جيداً إلى الخندق الذي لا يعلم عنه أحد غيري وألورا بالتبعية.
حملتنا ألورا إلى الجانب الآخر من الغابة الفسيحة، تنفض الماء عن فرائها، عوت ألورا وهي تلمح خيوط الشمس في السماء، وها قد عدت إلى هيئتي البشرية، فهوى جسدي أرضاً وعلى ما يبدو أن ما عانيناه قد أصابني بالوهن.
تلفتتُ حولي بهلع أبحث عما أستر به جسدي، فرأيت بعضاً من الملابس الرجالية ملقاة بإهمال على الأرض بالقرب من مخيم القطيع.
التقطتُ القميص ارتديه سريعاً وأنا أنظر إلى نفسي بشيء من الرضا، إذ غطى القميص جسدي قرب ركبتيَّ بقليل.
أسرعت إلى خيمتي ولكنني قابلت لوسيا في طريقي، فاستوقفتني تقول بسخرية :
- "أوه القديسة صوفيا عائدة إلى المخيم عند مطلع الفجر، هل كنت في موعد غرامي؟"
سألت ولم تنتظر الرد واستكملت واصلة تنمرها، تقول بإزدراء :
- "مع مَن أتحدث ؟ مع الدميمة صوفيا ؟ من سينظر إلى وجهك المليء بالبور ؟ وجسدك الممتلئ هذا وأنتِ تبدين گثمرة اليقطين دون معالم، بلا منحنيات، ولا أنوثة، أنصحكِ بأن تتحكمي بشرهتك للطعام، واتبعي الحمية لعل آلهة القمر تنعم عليكِ برفيق"
انعقد لساني، وعجزت عن النطق من بشعة ما تعرضت له من إهانات، وأنا أحاول أن أتحكم في تلك العبرات اللعينة، وأجبتها وأنا أدعي القوة :
- "لست شرهة إلى هذا الحد فحكيم القطيع أخبرني أنها آثار هرمون النمو، وبمجرد أن أتخطى مرحلة المراهقة ستتحدد معالمي الأنثوية وستزول تلك اللعنة عن وجهي، وحتى وإن كنت قبيحة كما تدعين فلا يحق لكِ أن تنعتين بهذه الصفات القميئة، أكرهك، أكرهك وإذا كنت تعتقدين أن آلهة القمر لعنتني فماذا عنكِ أيتها اللعوب ؟ لقد رأيتكِ بالأمس عند المسقى وأنت تعبثين مع إدوارد، هل نيكولاي يعلم بهذا ؟!"
قهقت لوسيا تقول بعدم اهتمام، وهي تشيح بيدها في الهواء بلا اعتناء :
- "اخبريه إن استطعتِ فلن يصدقكِ، أنه يعشقني ولن يستمع إلى ما ستبثينه من أقوال ومن المؤكد أنه سينعتك بالكاذبة الغيور"
قالتها وهي تبتعد قبل أن أحذرها، تابعتُ طريقي إلى الخيمة بروح مستنزفة ولا أعلم لم تعاملني هكذا ؟!
وليكتمل سوء الحظ وجدت أبي يتوسط الخيمة وهو في حالة غضب شديد، وما إن وقعت عيناه علي حتى رفع يده إلى أعلى مستوى كتفه، وبكل ما أوتي من قوة هوى بكفه العريض على وجنتي حتى شعرت بالدماء الحارة تسيل من أنفي وفمي، وهو يصرخ في وجهي بحدة :
- "أين كنتِ كل هذا الوقت؟ أين ذهبتِ دون إذن ؟
أو كان ينقصني ؟!
أجبته بتلبك أقول الحقيقة :
- "أبي.. لقد كنت في الغابة عند البحيرة وغلبني النعاس، واستفقت على صوت قطيع من الذئاب بالجوار، واستمعت إلى الألفا خاصتهم وهو يأمرهم بالانتشار بحثاً عنا فراوغتهم بعد أن لمحوني وجئت لأحذرك"
وإذا بصفعة مماثلة على الجانب الآخر من وجهي تحط كخف الفيل أصابتني بالدوار وسقط جسدي أرضاً، وهو يقول بغضبٍ مضاعف :
- "كاذبة، أنت تختلقين الأعذار لتفلتي من العقاب"
قاطعته، وأنا أدافع عن نفس :
- "صدقني... صدقني.. أقسم أن هذا ما حدث، ويجب علينا الهروب من هنا، الخطر قادم.
أجابني بحنق :
- "صدقت لوسيا، عندما قالت أنك ستختلقين كذبة، ولكن على ما يبدو أن خيالكِ واسع ليس فقط في نسج الأكاذيب وإنما كونكِ اعتقدتِ أن كذبتكِ ستخيل علي، لو كان هناك هجوم لأخبرني الحرس المنتشرين على حدود الغابة".
وبينما نحن على هذه الحالة من شدٍ وجذب، استمعنا إلى صوت جهوري يهتف :
- "أيها القائد ويلسون، نحن نتعرض لهجوم، الدعم يا قائد، إنه قطيع القمر الأحمر".
خرج أبي على الفور ليتقصَ ما في الأمر، وتبعته إلى الخارج، وإذا به إداورد والهلع يبدو على محياه.
التفت إلي أبي قائلاً بأعين تطلق الشرر :
- "اللعنة!! تأتين دائماً بالخراب".
ومن ثم وجَّه حديثه إلى إدوارد :
- "يجب علينا إخلاء المخيم حالا".
تمتم إدوارد يقول بخزي :
- سيدي لن تمكن من الرحيل، لقد رأيت لوسيا بالقرب من بؤرة الهجوم، لابد وأنها قد وقعت في إيديهم الآن، علينا بالاسراع لإنقاذها.
هنا وكأن صاعقة من سماء حلت على رأس أبي، وهو يقول مشغوفاً :
- "أجل لقد أخبرتني أنها ذاهبة للصيد، كيف فاتني أمر كهذا ؟!
هيا بنا إدوارد، لنجمع أفراد القطيع ونذهب لإنقاذها".
ثم استدار يخاطبني بإزدراء :
- وأنتِ أيها الملعونة اصطحبي الصغار إلى مخبأنا في باطن الجبل.
وقفتُ حائرة لبرهة فهدر في بحدة :
- نفذي ما قلته على الفور.
هرولتُ أجمع الصغار والفوضى عمَّت المخيم، الجميع يستعدون للتوغل بالغابة، الكل يعمل على قدم وساق، قلوبهم على قلب رجل واحد، ومهمة إنقاذ لوسيا صارت هي شاغلتهم بناء على أوامر من قائد القطيع.
أسرعتُ إلى الجبل وأن أرشد الصغار إلى مخبأنا الآمن، وما إن أوصلتهم إلى الكهف، حتى تسلقتُ أعلى قمة بسرعة وليدة؛ إذ يبدو أن قدراتي قد تضاعفت بعد تحولي.
وقفت ألهثُ عندما أصبحت بموقعٍ يمكنني من تمشيط المنطقة بأكملها، وغريزتي الفطرية تحثني أن أنضم إليهم، ولكن بالرغم مما أشعر به من قوة إلا أنني افتقر إلى الثقة بالنفس والجرأة لإنقاذ شقيقتي.
الحرب دائرة بالأسفل، أرهم من بعيد بفضل ما جد علي من قوى خارقة، سقط من قطيعنا البعض، واستمعتُ إلى أبي يصيح من خلال الرابطة التي تجمع أفراد قطيعنا بأمر موجه للجميع:
"علينا الانسحاب، هم أشد منا قوة وأكثر عدداً، يكفي مَن خسرناهم.
وفجأة وصل إلى مسامعي صوتٌ يموج بالعذاب، وصاحبه يقول بنبرة متألمة :
- "لقد فقدنا لوسيا.. خسرتها"
قالها نيكولاي وهو يخر راكعاً على قوائمه بجسد متهدل، يعوي بقلب مكلوم.
في هذه الأثناء كنت أستمع إلى صوت مخالبه تأكل العشب أسفلها، فقفزت ألورا وسط بركة الماء تعرف طريقها جيداً إلى الخندق الذي لا يعلم عنه أحد غيري وألورا بالتبعية.
حملتنا ألورا إلى الجانب الآخر من الغابة الفسيحة، تنفض الماء عن فرائها، عوت ألورا وهي تلمح خيوط الشمس في السماء، وها قد عدت إلى هيئتي البشرية، فهوى جسدي أرضاً وعلى ما يبدو أن ما عانيناه قد أصابني بالوهن.
تلفتتُ حولي بهلع أبحث عما أستر به جسدي، فرأيت بعضاً من الملابس الرجالية ملقاة بإهمال على الأرض بالقرب من مخيم القطيع.
التقطتُ القميص ارتديه سريعاً وأنا أنظر إلى نفسي بشيء من الرضا، إذ غطى القميص جسدي قرب ركبتيَّ بقليل.
أسرعت إلى خيمتي ولكنني قابلت لوسيا في طريقي، فاستوقفتني تقول بسخرية :
- "أوه القديسة صوفيا عائدة إلى المخيم عند مطلع الفجر، هل كنت في موعد غرامي؟"
سألت ولم تنتظر الرد واستكملت واصلة تنمرها، تقول بإزدراء :
- "مع مَن أتحدث ؟ مع الدميمة صوفيا ؟ من سينظر إلى وجهك المليء بالبور ؟ وجسدك الممتلئ هذا وأنتِ تبدين گثمرة اليقطين دون معالم، بلا منحنيات، ولا أنوثة، أنصحكِ بأن تتحكمي بشرهتك للطعام، واتبعي الحمية لعل آلهة القمر تنعم عليكِ برفيق"
انعقد لساني، وعجزت عن النطق من بشعة ما تعرضت له من إهانات، وأنا أحاول أن أتحكم في تلك العبرات اللعينة، وأجبتها وأنا أدعي القوة :
- "لست شرهة إلى هذا الحد فحكيم القطيع أخبرني أنها آثار هرمون النمو، وبمجرد أن أتخطى مرحلة المراهقة ستتحدد معالمي الأنثوية وستزول تلك اللعنة عن وجهي، وحتى وإن كنت قبيحة كما تدعين فلا يحق لكِ أن تنعتين بهذه الصفات القميئة، أكرهك، أكرهك وإذا كنت تعتقدين أن آلهة القمر لعنتني فماذا عنكِ أيتها اللعوب ؟ لقد رأيتكِ بالأمس عند المسقى وأنت تعبثين مع إدوارد، هل نيكولاي يعلم بهذا ؟!"
قهقت لوسيا تقول بعدم اهتمام، وهي تشيح بيدها في الهواء بلا اعتناء :
- "اخبريه إن استطعتِ فلن يصدقكِ، أنه يعشقني ولن يستمع إلى ما ستبثينه من أقوال ومن المؤكد أنه سينعتك بالكاذبة الغيور"
قالتها وهي تبتعد قبل أن أحذرها، تابعتُ طريقي إلى الخيمة بروح مستنزفة ولا أعلم لم تعاملني هكذا ؟!
وليكتمل سوء الحظ وجدت أبي يتوسط الخيمة وهو في حالة غضب شديد، وما إن وقعت عيناه علي حتى رفع يده إلى أعلى مستوى كتفه، وبكل ما أوتي من قوة هوى بكفه العريض على وجنتي حتى شعرت بالدماء الحارة تسيل من أنفي وفمي، وهو يصرخ في وجهي بحدة :
- "أين كنتِ كل هذا الوقت؟ أين ذهبتِ دون إذن ؟
أو كان ينقصني ؟!
أجبته بتلبك أقول الحقيقة :
- "أبي.. لقد كنت في الغابة عند البحيرة وغلبني النعاس، واستفقت على صوت قطيع من الذئاب بالجوار، واستمعت إلى الألفا خاصتهم وهو يأمرهم بالانتشار بحثاً عنا فراوغتهم بعد أن لمحوني وجئت لأحذرك"
وإذا بصفعة مماثلة على الجانب الآخر من وجهي تحط كخف الفيل أصابتني بالدوار وسقط جسدي أرضاً، وهو يقول بغضبٍ مضاعف :
- "كاذبة، أنت تختلقين الأعذار لتفلتي من العقاب"
قاطعته، وأنا أدافع عن نفس :
- "صدقني... صدقني.. أقسم أن هذا ما حدث، ويجب علينا الهروب من هنا، الخطر قادم.
أجابني بحنق :
- "صدقت لوسيا، عندما قالت أنك ستختلقين كذبة، ولكن على ما يبدو أن خيالكِ واسع ليس فقط في نسج الأكاذيب وإنما كونكِ اعتقدتِ أن كذبتكِ ستخيل علي، لو كان هناك هجوم لأخبرني الحرس المنتشرين على حدود الغابة".
وبينما نحن على هذه الحالة من شدٍ وجذب، استمعنا إلى صوت جهوري يهتف :
- "أيها القائد ويلسون، نحن نتعرض لهجوم، الدعم يا قائد، إنه قطيع القمر الأحمر".
خرج أبي على الفور ليتقصَ ما في الأمر، وتبعته إلى الخارج، وإذا به إداورد والهلع يبدو على محياه.
التفت إلي أبي قائلاً بأعين تطلق الشرر :
- "اللعنة!! تأتين دائماً بالخراب".
ومن ثم وجَّه حديثه إلى إدوارد :
- "يجب علينا إخلاء المخيم حالا".
تمتم إدوارد يقول بخزي :
- سيدي لن تمكن من الرحيل، لقد رأيت لوسيا بالقرب من بؤرة الهجوم، لابد وأنها قد وقعت في إيديهم الآن، علينا بالاسراع لإنقاذها.
هنا وكأن صاعقة من سماء حلت على رأس أبي، وهو يقول مشغوفاً :
- "أجل لقد أخبرتني أنها ذاهبة للصيد، كيف فاتني أمر كهذا ؟!
هيا بنا إدوارد، لنجمع أفراد القطيع ونذهب لإنقاذها".
ثم استدار يخاطبني بإزدراء :
- وأنتِ أيها الملعونة اصطحبي الصغار إلى مخبأنا في باطن الجبل.
وقفتُ حائرة لبرهة فهدر في بحدة :
- نفذي ما قلته على الفور.
هرولتُ أجمع الصغار والفوضى عمَّت المخيم، الجميع يستعدون للتوغل بالغابة، الكل يعمل على قدم وساق، قلوبهم على قلب رجل واحد، ومهمة إنقاذ لوسيا صارت هي شاغلتهم بناء على أوامر من قائد القطيع.
أسرعتُ إلى الجبل وأن أرشد الصغار إلى مخبأنا الآمن، وما إن أوصلتهم إلى الكهف، حتى تسلقتُ أعلى قمة بسرعة وليدة؛ إذ يبدو أن قدراتي قد تضاعفت بعد تحولي.
وقفت ألهثُ عندما أصبحت بموقعٍ يمكنني من تمشيط المنطقة بأكملها، وغريزتي الفطرية تحثني أن أنضم إليهم، ولكن بالرغم مما أشعر به من قوة إلا أنني افتقر إلى الثقة بالنفس والجرأة لإنقاذ شقيقتي.
الحرب دائرة بالأسفل، أرهم من بعيد بفضل ما جد علي من قوى خارقة، سقط من قطيعنا البعض، واستمعتُ إلى أبي يصيح من خلال الرابطة التي تجمع أفراد قطيعنا بأمر موجه للجميع:
"علينا الانسحاب، هم أشد منا قوة وأكثر عدداً، يكفي مَن خسرناهم.
وفجأة وصل إلى مسامعي صوتٌ يموج بالعذاب، وصاحبه يقول بنبرة متألمة :
- "لقد فقدنا لوسيا.. خسرتها"
قالها نيكولاي وهو يخر راكعاً على قوائمه بجسد متهدل، يعوي بقلب مكلوم.