بداية كل شيء
صعب أن تحب شخصا لايحبك
لكن الأصعب أن تستمر في حبه
رغم عدم إحساسه بك"
"مساحة لذكر الله"
"الله أكبر "
"استغر الله"
"الحمد لله"
"لا إله إلا الله ،محمد رسول الله"
------------------
أعظم أمراض العصر ليس هو الجذام أو السل ،وإنما هو شعور المرء بأنه غير مرغوب فيه، وليس هناك من يهتم به،ومنبوذ من الجميع. إننا نستطيع معالجة الأمراض البدنية ،ولكن العلاج الوحيد للوحدة ،والإحباط،واليأس هو الحب.
لكن ماذا عن حب من طرف واحد، حب منذ الطفولة ،هذا ماوقعت فيه "إيميليا باتسي"وقعت بحب صديق طفولتها ،لكن مع الأسف كان يعتبرها صديقته العزيزة لا أكثر ولا أقل.
تتابع الأيام وتتوالى السنوات ويزداد حبها له وهو لايشعر بها ، فتققر أخيرا الإبتعاد عنه وأن ترحم نفسها من هذا الحب القاتل
فلقد صدقو عندما قالو حافظ على من تحب، عاتبه إن أردته، اهتم بجميع تفاصيله، الحب إحساس قبل أن يكون كلمات. لا بد أن يكون الحب متبادلاً، إنّ الحب من طرف واحد تعاسة. تعلمُ جيداً، في أعماق أعماقِكَ، أنه لا يوجد إلا سحرٌ واحدٌ وقوة واحدة وخَلاصٌ واحد، وهو الحُب المتبادل وليس الحب من طرف واحد لأنّه شكل من أشكال العذاب.
تسافر "إيميليا باتسي" إلى الولايات المتحدة الامريكية ،بالتحديد إلى نيويورك ،وتترك بلدها إيطاليا ، فلا حاجة لها للبقاء هناك ،فهي لا تملك عائلة لكي تفكر بالبقاء من أجلهم ،كل ماتملكه هو صديق طفولتها الذي أحببته رغما عنها ولاتستطيع البقاء معه،عاشت يتيمة كل ماتركه والديها لها هو لقبها فقط على الأقل لم يتركانها بدون لقب،و صديق طفولتها الذي أحببته من كل قلبها،لكنه لم يبادلها الحب.
فلايمكننا في الأخير إجبار من نحب على حبنا فهذا بحد ذاته مذلة ،وإيميليا رغم لطافتها لكنها تملك كبرياء وعزة نفس تجعلها لاتقبل المذلة من أحد ولو كان هذا الشخص أقرب الأشخاص إلى قلبها.
فياترى ماذا سيحدت معها عندما تنتقل إلى نيويورك ،وهل ستبقى عالقة في حب الطفولة أم ستتحرر منه وتحب شخصا آخر ،يبادلها حبها، وينسيها حب طفولتها التعيس.
_____________________
"أفظع شيء أن تستيقظ في ذهن المرء ذكرى لا تطاق."
----------------------
كانت أشعة الشمس الساطعة تتسلل خلال نوافذ تلك الغرفة المظلمة ، مما يضيء الغرفة بضوء لامع. تنام تلك القابعة على السرير بهدوء ويبدو من ملامحها المنزعجة بأنها تحلم بكابوس مزعج ، تتقلب في سريرها يمينا وشمالا بإنزاعاج ، فجأة
تفتح عينيها بقوة وفزع وكأنها رأت أسوء ذكرى مرت بها في حياتها ، تتجمع الدموع في عينيها الزرقاء الفاتنة التي تشبه إنعكاس السماء على البحر في صفائها ، وشعرها الأشقر الطويل الذي ينافس الشمس في لمعانه، وبشرتها البيضاء ،كانت تشبه الدمية في شكلها من يراها يفتن بشكلها .تتنهد بخفة وتقوم من سريرها لتحضر نفسها من اجل أول يوم دراسة لها هنا في نيويورك ، لقد حالفها الحظ بأنها من أوائل دفعتها في مدرستها السابقة في إيطاليا ،لهذا إستطاعت الحصول على منحة للدراسة في أكبر جامعة وأغناها جامعة هارفارد التي يحلم بها اغلب الطلاب ،جامعة تخرج منها العباقرة و كما أنها من أرقى الجامعات في العالم يدرس فيها طلاب الطبقة المخملية والأغنياء كما أنها تدرس ابناء الطبقة الحاكمة تضم أمراء وأميرات ،بالمختصر جامعة هارفارد حلم كل الطلاب خاصة طلاب الطبقة المتوسطة أمتالها، ترجو من قلبها أن تعيش براحة في مدينة نيويورك و تحافظ على مرتبتها الاولى في الجامعة، وأن تكون بداية تخطيها للماضي وعيشها الحاضر بسلام.
"إيميليا"
أنهظ بإرهاق من سريري ، أشعر بأن كل عضو من جسدي يألمني وكأنني كنت أحارب في معركة ولم أكن نائمة ، أتنهد بخفة وأتذكر أن هذا اليوم هو بداية حياتي في مدينة نيويورك وجامعة هارفارد ، أرجو أن تكون بداية جيدة تنسيني مامررت به في إيطاليا ، سأبقى بعيدة قدر الإمكان عن المشاكل كما سأحاول الإبتعاد عن أنظار الأغنياء لأنني أعلم ماهي ردة فعلهم عندما يعرفون بأنني أتيت بمنحة لهذه الجامعة الراقية ،أقف أمام خزانة ملابسي وانظر إلى ذلك الزي المدرسي الخاص بطلاب جامعة هارفارد كان عبارة عن تنورة سوداء قصيرة تصل إلى فوق الركبة بقليل مزينة بنقوش ذهبية ، وأما القميص فهو باللون الأبيض مرفوق بربطة عنق على شكل فراشة باللون الأحمر ،مع سترة سوداء قصيرة تصل إلى منتصف البطن وحذاء أسود انيق بكعب متوسط ،دون أن ننسى جوارب سوداء شفافة تصل إلى الركبة،كان الزي جميل وأنيق لقد أعجبت به كتيرا .
أخدت الزي من الخزانة وإرتديته ، تم سرحت شعري بتصفيفة ديل الحصان وتركته ينسدل على ظهري ، إنه طويل جدا هل عليا قصه أم لا ، اتنهد بخفة واكمل تجهيز نفسي لأول يوم دراسي لي ، لقد إبتدأ الطلاب الدراسة منذ شهر تقريبا ، لهذا أنا متوترة جدا سأكون الطالبة الجديدة التي ستلفت إنتباه الجميع إليها لأن جامعة هارفارد معروفة بقوانينها الصرامة أي أن تلك الجامعة لاتقبل الطلاب بعد بداية العام الدراسي ولو يتأخر ذلك الطالب بيوم ، لكن وبشكل غريب لما سلمتهم ملفي قبلو به ،وأرسلو لي الزي الموحد للطلاب و البرنامج المخصص لجميع المواد، أشعر بالغرابة لماذا قبلو بي رغم أنهم صارمون من هذه الناحية ، أخرج من دوامة أفكاري وانا أنظر إلى نفسي في المرآة لقد أصبحت جاهزة لأول يوم دراسي لي ، نظرت إلى ملامحي فوجدت بعض الهالات السوداء تحت عيني ، أغمضت عيني بإرهاق تلك الكوابيس لازالت تأتيني كل يوم في نومي ،ياترى إلى متى ستظل ظلال الماضي تلاحقني وتفسد عليا عيش الحاضر ، أخرجت نفس مكتوم في قلبي وتنهدت بخفة ، من اليوم سأحاول عيش حاضري دون الإلتفات لشظايا الماضي سأحصل على أكبر معدل لتحقيق حلمي في أن أصبح طبيبة مشهورة تساعد المرضى جميعا خاصة الفقراء الذين لايستطيعون دفع تكلفة علاجهم
فتحت باب غرفتي لاخرح منها ،فقابلتني تلك الشقة الصغيرة المكونة من مطبخ صغير وغرفة جلوس صغيرة و الحمام و غرفة نومي ، تنهدت بخفة لقد نسيت أن علي البحت على عمل لكي أدفع تكاليف هذه الشقة ، لقد وصلت الليلة الماضية إلى نيويورك وذهبت لاول فندق قريب ، واخترت شقة صغيرة تناسبني لكنني لا أملك المال كل المال الذي إدخرته في إيطاليا استخمدمته في رحلتي وتكاليف الطائرة ، أخرجت نفس مثقل بالهموم إلى متى سأعاني لوحدي لا أملك عائلة تهتم بي أفتقر إلى حنان الأم وحب الأب ، لم أجرب شعور أن يكون لديك سند في هذه الحياة منذ طفولتي وانا أعاني في ميتم ، لكن ماكان يصبرني في ذلك الوقت هو وجود صديق طفولتي واول حب لي صديقي و حب حياتي "مارك"،لكنه كان سببا في معاناتي أيضا مع حب من طرف واحد،لكنني لاألقي اللوم عليه فهو كان يعتبرني مثل أخته وصديقة عزيزة على قلبه ، لكنني أنا التي إعتبرته أكثر من صديق كنت أظنه هو الحب الذي إنتظرته لكن مع الأسف ليس كل شيء نريده نحصل عليه.
ياإلهي عليا الإفطار بسرعة لقد تأخرت على الجامعة ، لاأريد أن اوبخ من اول يوم دراسي لي ، ذهبت للمطبخ صنعت عصير البرتقال بسرعة وشربته ، كم هو منعش أنا أحب كتيرا عصير البرتقال هو المفضل لدي ، خرجت من المطبخ بخطا سريعة وحملت حقيبتي وهاتفي ، نظرت إلى الساعة ، فتحت عينيا على وسعهما ،ماللعنة إنها السابعة والنصف صباحا ياإلهي كيف سأصل في الوقت المناسب ، يبدأ الدوام على التامنة ،والجامعة تبعد عن هذا الفندق بساعة كاملة بالحافلة ،لن أصل في الوقت المناسب مهما فعلت ، ضربت رأسي بخفة كل هذا بسبب غوصي في دوامة أفكاري السوداء ، ماذا سأفعل الآن عليا ألا أضيع الوقت ، خرجت بسرعة من الفندق ألقيت التحية على موظفة الإستقبال بسرعة .
غادرت الفندق الذي أقيم فيه نحو جامعة هارفارد، يصاحبني الشعور بالترقب والشغف ليوم جديد في تلك الجامعة مع بعض التوتر .
أجد نفسي أمام محطة الحافلات، حيث تنتظر الحافلة التي ستقودني في رحلة استكشاف جديدة.
أثناء انتظاري، أستمع لأصوات الحياة المليئة بالحركة من حولي. تمر السيارات بسرعة، والناس يندفعون إلى أماكن عملهم بسرعة، في حين تتسلل أشعة الشمس الدافئة عبر نوافذ المباني المرتفعة.
عندما وصلت الحافلة ألتقطت نفسا عميقا، أجد نفسي أتقدم نحو الداخل، وأختار مقعدي بعناية لأتمتع بإطلالة على المناظر الخلابة التي تمر بها الحافلة في طريقها إلى جامعة هارفارد.
أثناء الرحلة، أستمتع بجمال الطبيعة المحيطة وروعة المعمار الذي يمر من جانبي. تارة أشاهد الأشجار الخضراء التي تتلون بهدوء، وتارة أخرى أرى المباني الأثرية التي تروي قصصًا من الماضي العريق.
بينما تقترب الحافلة من وجهتي، أشعر بالفرح والحماس لبدء يوم دراسي جديد في إحدى أرقى الجامعات عالميا، لكنني أشعر بالتوتر أيضا لأنني سأكون في محيط جديد عليا و بيئة جديدة دون أن أنسى الطلاب الأغنياء الذين سأدرس معهم أنا لست غبية لكي لا أتوقع ردة فعلهم على دراستي معهم، تنهدت بخفة عليا أن أتفاءل ، فكما يقول المثل تفاءلو خيرا تجدوه.
وصلت أخيرا لجامعة هارفارد ، وتلقيت صدمة حياتي عندما شاهدتها ياإلهي هل هذه جامعة أم قصرا عملاق ، شعرت بدهشة لا توصف أمام جمال هذا الصرح العلمي الراقي. كانت المباني تحكي قصصًا عريقة من التاريخ والحضارة، وكانت الحدائق المحيطة بالجامعة تضفي جوًا ساحرًا على كل شيء.
عندما دخلت إلى أروقة الجامعة، شعرت وكأنني أعبر عتبة زمنية إلى عالم من الفخامة والثقافة. الهندسة المعمارية الرائعة والديكورات الفاخرة جعلتني أشعر وكأنني في قصر عريق، حيث ينبض كل شبر منه بالذكاء والتفوق الأكاديمي.
كان كل تفصيل في هذا البيئة الجامعية تعكس التميز والتفاني في تقديم أفضل تجربة تعليمية للطلاب. أحسست بالإلهام والحماس لاستكشاف أعمق المعارف والمهارات في هذه الجامعة التي يتمنى العديدون الوصول لها.
إن جامعة هارفارد لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت عالمًا متكاملاً من الجمال والتاريخ والفخامة. أشعر بامتنان عميق لهذه الفرصة الثمينة للتعلم والنمو في هذا البيئة الفريدة التي تبعث في النفس الطموح والرغبة في تحقيق النجاح.
عندما دخلت إلى القاعة الدراسية، شعرت بالتوتر والاضطراب لأنني وصلت متأخرة للحصة التي كان يحضرها طلاب أغنياء وأبناء الملوك من الأمراء والأميرات. كانت القاعة مزدحمة بالشخصيات المهمة والراقية، وكانت كلّ وجوههم تنبعث بالثقة والسطوة و الغرور.
بينما كانوا يجلسون هناك بأزيائهم الفخمة والأنيقة، تمايلت عيونهم الفضولية حولي وظهرت علامات الدهشة على وجوههم بسبب إنضمام طالبة جديدة متأخرة بالرغم من القوانين الصارمة التي تتبعها الجامعة. سمعت بعضهم يتبادلون النظرات والتعليقات بخفة حولي ، هناك من يعلق على شكلي وكان ذلك من قبل الدكور، أما البنات فقد كانو يرمقونني بتكبر وإستحقار ياإلهي ماهذا يبدون وكأنهم سينقضون عليا.
إستفقت من شرودي بهم عندما قالي لي الأستاذ بإبتسامة
"أنتي هي الطالبة الجديدة"
نظرت إليه أتفحصه لقد كان أستاذ في آواخر العشرينات ، وسيم جدا يصفف شعره بطريقة أنيقة ،
شعرت بالإحراج لأنني أطلت في تفحصي له وهو لاحظني لهذا إبتسم بخفة .
"نعم أنا هي الطالبة الجديدة"
أجبته بإحراج على سؤاله ، فابتسم لي وقال
"تفضلي عرفي بنفسك لزملائك "
شعرت بالتوتر، لأنني أعلم انهم ينتظرون فقط سماع اسم عائلتي لكي يعرفو كيف يتصرفون معي، يضنونني من عائلة غنية لهذا سمحو لي بالإلتحاق بالجامعة ولو في وقت متأخر عن بقية الطلاب، تنهدت بخفة لامفر من هذه الحقيقة سيعلمون بكل تأكيد أنني أتيت بمنحة وسيتنمرون عليا ، حفنة من الأغنياء المدللين لايعرفون سوى التباهي بأموال عائلتهم.
"أنا إيميليا باتسي كنت أقطن في إيطاليا وإنتقلت حديتا إلى نيويورك"
أردفت بصوت ثابت أحاول أن أوضح لهم فكرة أنني لست خائفة منهم ولدي ثقة في نفسي.
عندما سمع الطلاب اسم عائلتي، لاحظت تعابير الدهشة والإعجاب التي برزت على وجوههم بوضوح. تبادل الطلاب النظرات بين بعضهم البعض، وبدأت بملاحظة الفضول والاهتمام الذي أثاره اسم عائلتي بينهم ، لم أفهم هذه النظرات لقد ظننت أنهم سيتنمرون عليا مباشرة عند سماعهم لإسم عائلتي لكن حدت العكس تماما
الصدمة التي شعرت بها عندما وجدت نفسي محط أنظار الجميع كانت لا توصف، لم أفهم شيء، خرجت من صدمتي لاتلقى صدمة أشد منها عندما سألني الأستاذ بنبرة مندهشة
"هل أنتي قريبة إدوارد باتسي أم شقيقته ،لأن حسب معلوماتي فهو لايمتلك أشقاء"
نعم هذا هو السؤال الذي صدمني من هو إدوارد باتسي ولما يحمل نفس إسم عائلتي هل لهذا تلقيت تلك النظرات ،لم أفهم شيء وقعت في دوامة كبيرة لم أستطع الخروج منها إلا عندما سمعت صوت الباب يفتح .
توجهت أنظاري و جميع أنظار الطلاب إلى مجموعة من الشبان الأغنياء والباردين الذين دخلوا إلى الفصل الدراسي، شعرت بوقفة متواضعة ومراقبة حذرة لهذه الشخصيات الغريبة التي دخلت بكل هدوء وثقة. كانت ملامحهم تنطق بالرفاهية والثراء، وكانت خطواتهم الهادئة تعكس وقارًا لا مثيل له.
بينما تقدموا نحو مقاعدهم بأناقة لافتة، لاحظت كيف أن كل تحرك منهم كان محكمًا ومحسوبًا. كانوا يملكون الثقة والسيطرة، ولم يكن هناك شك في أنهم يعلمون بالفعل مكانتهم في العالم.
الصمت الذي ساد الفصل عند دخولهم، وكأنه لحظة تجمدت فيها الهواء، كان يعكس احترامهم وتأثيرهم على المحيط من حولهم. حتى طريقة جلوسهم وتواجدهم كانت تشع بالسلطة والثقة التي يمتلكونها.
رغم برودتهم التي تبدو من الخارج، لم أستطع إلا أن ألاحظ الدلال في خطواتهم وتفاصيل أزيائهم الفاخرة. ولعلمي بما يمكن تعلمه منهم، أخذت لحظة لاستوعب إن كل الانظار توجهت إلي مرة أخرى ، فشعرت بالتوتر وأجبت على سؤال الأستاذ
"لا أنا لست قريبته ولا أعرفه"
لاحظت ان مجموعة الشبان الأغنياء ينظرون إلي بفضول وبعض الدهشة ، ياإلهي هذا ماكان ينقصني أن ألفت أنظار جميع طلاب فصلي تم من هذا إدوارد الذي يحمل نفس إسم عائلتي ، علي معرفة هذا بأسرع وقت.
تنهد الأستاذ بخفة وقال للطلاب بصرامة
"رحبو بإميليا بينكم ، وارجو ان تعاملوها بلطف و تساعدوها في تدارك الدروس التي فاتتها"
لاحظت ان اغلب الطلاب قلبو أعينهم بإستخفاف ،تنهدت بخفة وعرفت بأنني سأتعامل مع مجموعة مدللين سيجلبون لي وجع الرأس
"إيميليا تفضلي بالجلوس بجانب ريا في اول طاولة"
هذا ماقاله لي الأستاذ ، وأخيرا سأجلس وأتخلص من تلك النظرات الثاقبة ، لماذا يحدقون بي كأنني كائن فضائي ، طلاب مريضين نفسيا .
أسرعت إلى مقعدي، وحاولت أن أدرك الوضع وأن أستعيد تركيزي قبل بدء الحصة. قام الأستاذ بتحية الجميع وبدء الدرس، ولم أستطع إلا أن أستمع بانتباه شديد للمحاضرة وأدركت أن عليّ أن أبذل مجهودًا إضافيًا في مذاكرة مافاتني.
-------------------------
يتبع.....
مرحبا أرجوا منكم دعم روايتي إذا أعجبتكم
وشكرا على القراءة
♥️♥️
-----------------
يتبع.....
لكن الأصعب أن تستمر في حبه
رغم عدم إحساسه بك"
"مساحة لذكر الله"
"الله أكبر "
"استغر الله"
"الحمد لله"
"لا إله إلا الله ،محمد رسول الله"
------------------
أعظم أمراض العصر ليس هو الجذام أو السل ،وإنما هو شعور المرء بأنه غير مرغوب فيه، وليس هناك من يهتم به،ومنبوذ من الجميع. إننا نستطيع معالجة الأمراض البدنية ،ولكن العلاج الوحيد للوحدة ،والإحباط،واليأس هو الحب.
لكن ماذا عن حب من طرف واحد، حب منذ الطفولة ،هذا ماوقعت فيه "إيميليا باتسي"وقعت بحب صديق طفولتها ،لكن مع الأسف كان يعتبرها صديقته العزيزة لا أكثر ولا أقل.
تتابع الأيام وتتوالى السنوات ويزداد حبها له وهو لايشعر بها ، فتققر أخيرا الإبتعاد عنه وأن ترحم نفسها من هذا الحب القاتل
فلقد صدقو عندما قالو حافظ على من تحب، عاتبه إن أردته، اهتم بجميع تفاصيله، الحب إحساس قبل أن يكون كلمات. لا بد أن يكون الحب متبادلاً، إنّ الحب من طرف واحد تعاسة. تعلمُ جيداً، في أعماق أعماقِكَ، أنه لا يوجد إلا سحرٌ واحدٌ وقوة واحدة وخَلاصٌ واحد، وهو الحُب المتبادل وليس الحب من طرف واحد لأنّه شكل من أشكال العذاب.
تسافر "إيميليا باتسي" إلى الولايات المتحدة الامريكية ،بالتحديد إلى نيويورك ،وتترك بلدها إيطاليا ، فلا حاجة لها للبقاء هناك ،فهي لا تملك عائلة لكي تفكر بالبقاء من أجلهم ،كل ماتملكه هو صديق طفولتها الذي أحببته رغما عنها ولاتستطيع البقاء معه،عاشت يتيمة كل ماتركه والديها لها هو لقبها فقط على الأقل لم يتركانها بدون لقب،و صديق طفولتها الذي أحببته من كل قلبها،لكنه لم يبادلها الحب.
فلايمكننا في الأخير إجبار من نحب على حبنا فهذا بحد ذاته مذلة ،وإيميليا رغم لطافتها لكنها تملك كبرياء وعزة نفس تجعلها لاتقبل المذلة من أحد ولو كان هذا الشخص أقرب الأشخاص إلى قلبها.
فياترى ماذا سيحدت معها عندما تنتقل إلى نيويورك ،وهل ستبقى عالقة في حب الطفولة أم ستتحرر منه وتحب شخصا آخر ،يبادلها حبها، وينسيها حب طفولتها التعيس.
_____________________
"أفظع شيء أن تستيقظ في ذهن المرء ذكرى لا تطاق."
----------------------
كانت أشعة الشمس الساطعة تتسلل خلال نوافذ تلك الغرفة المظلمة ، مما يضيء الغرفة بضوء لامع. تنام تلك القابعة على السرير بهدوء ويبدو من ملامحها المنزعجة بأنها تحلم بكابوس مزعج ، تتقلب في سريرها يمينا وشمالا بإنزاعاج ، فجأة
تفتح عينيها بقوة وفزع وكأنها رأت أسوء ذكرى مرت بها في حياتها ، تتجمع الدموع في عينيها الزرقاء الفاتنة التي تشبه إنعكاس السماء على البحر في صفائها ، وشعرها الأشقر الطويل الذي ينافس الشمس في لمعانه، وبشرتها البيضاء ،كانت تشبه الدمية في شكلها من يراها يفتن بشكلها .تتنهد بخفة وتقوم من سريرها لتحضر نفسها من اجل أول يوم دراسة لها هنا في نيويورك ، لقد حالفها الحظ بأنها من أوائل دفعتها في مدرستها السابقة في إيطاليا ،لهذا إستطاعت الحصول على منحة للدراسة في أكبر جامعة وأغناها جامعة هارفارد التي يحلم بها اغلب الطلاب ،جامعة تخرج منها العباقرة و كما أنها من أرقى الجامعات في العالم يدرس فيها طلاب الطبقة المخملية والأغنياء كما أنها تدرس ابناء الطبقة الحاكمة تضم أمراء وأميرات ،بالمختصر جامعة هارفارد حلم كل الطلاب خاصة طلاب الطبقة المتوسطة أمتالها، ترجو من قلبها أن تعيش براحة في مدينة نيويورك و تحافظ على مرتبتها الاولى في الجامعة، وأن تكون بداية تخطيها للماضي وعيشها الحاضر بسلام.
"إيميليا"
أنهظ بإرهاق من سريري ، أشعر بأن كل عضو من جسدي يألمني وكأنني كنت أحارب في معركة ولم أكن نائمة ، أتنهد بخفة وأتذكر أن هذا اليوم هو بداية حياتي في مدينة نيويورك وجامعة هارفارد ، أرجو أن تكون بداية جيدة تنسيني مامررت به في إيطاليا ، سأبقى بعيدة قدر الإمكان عن المشاكل كما سأحاول الإبتعاد عن أنظار الأغنياء لأنني أعلم ماهي ردة فعلهم عندما يعرفون بأنني أتيت بمنحة لهذه الجامعة الراقية ،أقف أمام خزانة ملابسي وانظر إلى ذلك الزي المدرسي الخاص بطلاب جامعة هارفارد كان عبارة عن تنورة سوداء قصيرة تصل إلى فوق الركبة بقليل مزينة بنقوش ذهبية ، وأما القميص فهو باللون الأبيض مرفوق بربطة عنق على شكل فراشة باللون الأحمر ،مع سترة سوداء قصيرة تصل إلى منتصف البطن وحذاء أسود انيق بكعب متوسط ،دون أن ننسى جوارب سوداء شفافة تصل إلى الركبة،كان الزي جميل وأنيق لقد أعجبت به كتيرا .
أخدت الزي من الخزانة وإرتديته ، تم سرحت شعري بتصفيفة ديل الحصان وتركته ينسدل على ظهري ، إنه طويل جدا هل عليا قصه أم لا ، اتنهد بخفة واكمل تجهيز نفسي لأول يوم دراسي لي ، لقد إبتدأ الطلاب الدراسة منذ شهر تقريبا ، لهذا أنا متوترة جدا سأكون الطالبة الجديدة التي ستلفت إنتباه الجميع إليها لأن جامعة هارفارد معروفة بقوانينها الصرامة أي أن تلك الجامعة لاتقبل الطلاب بعد بداية العام الدراسي ولو يتأخر ذلك الطالب بيوم ، لكن وبشكل غريب لما سلمتهم ملفي قبلو به ،وأرسلو لي الزي الموحد للطلاب و البرنامج المخصص لجميع المواد، أشعر بالغرابة لماذا قبلو بي رغم أنهم صارمون من هذه الناحية ، أخرج من دوامة أفكاري وانا أنظر إلى نفسي في المرآة لقد أصبحت جاهزة لأول يوم دراسي لي ، نظرت إلى ملامحي فوجدت بعض الهالات السوداء تحت عيني ، أغمضت عيني بإرهاق تلك الكوابيس لازالت تأتيني كل يوم في نومي ،ياترى إلى متى ستظل ظلال الماضي تلاحقني وتفسد عليا عيش الحاضر ، أخرجت نفس مكتوم في قلبي وتنهدت بخفة ، من اليوم سأحاول عيش حاضري دون الإلتفات لشظايا الماضي سأحصل على أكبر معدل لتحقيق حلمي في أن أصبح طبيبة مشهورة تساعد المرضى جميعا خاصة الفقراء الذين لايستطيعون دفع تكلفة علاجهم
فتحت باب غرفتي لاخرح منها ،فقابلتني تلك الشقة الصغيرة المكونة من مطبخ صغير وغرفة جلوس صغيرة و الحمام و غرفة نومي ، تنهدت بخفة لقد نسيت أن علي البحت على عمل لكي أدفع تكاليف هذه الشقة ، لقد وصلت الليلة الماضية إلى نيويورك وذهبت لاول فندق قريب ، واخترت شقة صغيرة تناسبني لكنني لا أملك المال كل المال الذي إدخرته في إيطاليا استخمدمته في رحلتي وتكاليف الطائرة ، أخرجت نفس مثقل بالهموم إلى متى سأعاني لوحدي لا أملك عائلة تهتم بي أفتقر إلى حنان الأم وحب الأب ، لم أجرب شعور أن يكون لديك سند في هذه الحياة منذ طفولتي وانا أعاني في ميتم ، لكن ماكان يصبرني في ذلك الوقت هو وجود صديق طفولتي واول حب لي صديقي و حب حياتي "مارك"،لكنه كان سببا في معاناتي أيضا مع حب من طرف واحد،لكنني لاألقي اللوم عليه فهو كان يعتبرني مثل أخته وصديقة عزيزة على قلبه ، لكنني أنا التي إعتبرته أكثر من صديق كنت أظنه هو الحب الذي إنتظرته لكن مع الأسف ليس كل شيء نريده نحصل عليه.
ياإلهي عليا الإفطار بسرعة لقد تأخرت على الجامعة ، لاأريد أن اوبخ من اول يوم دراسي لي ، ذهبت للمطبخ صنعت عصير البرتقال بسرعة وشربته ، كم هو منعش أنا أحب كتيرا عصير البرتقال هو المفضل لدي ، خرجت من المطبخ بخطا سريعة وحملت حقيبتي وهاتفي ، نظرت إلى الساعة ، فتحت عينيا على وسعهما ،ماللعنة إنها السابعة والنصف صباحا ياإلهي كيف سأصل في الوقت المناسب ، يبدأ الدوام على التامنة ،والجامعة تبعد عن هذا الفندق بساعة كاملة بالحافلة ،لن أصل في الوقت المناسب مهما فعلت ، ضربت رأسي بخفة كل هذا بسبب غوصي في دوامة أفكاري السوداء ، ماذا سأفعل الآن عليا ألا أضيع الوقت ، خرجت بسرعة من الفندق ألقيت التحية على موظفة الإستقبال بسرعة .
غادرت الفندق الذي أقيم فيه نحو جامعة هارفارد، يصاحبني الشعور بالترقب والشغف ليوم جديد في تلك الجامعة مع بعض التوتر .
أجد نفسي أمام محطة الحافلات، حيث تنتظر الحافلة التي ستقودني في رحلة استكشاف جديدة.
أثناء انتظاري، أستمع لأصوات الحياة المليئة بالحركة من حولي. تمر السيارات بسرعة، والناس يندفعون إلى أماكن عملهم بسرعة، في حين تتسلل أشعة الشمس الدافئة عبر نوافذ المباني المرتفعة.
عندما وصلت الحافلة ألتقطت نفسا عميقا، أجد نفسي أتقدم نحو الداخل، وأختار مقعدي بعناية لأتمتع بإطلالة على المناظر الخلابة التي تمر بها الحافلة في طريقها إلى جامعة هارفارد.
أثناء الرحلة، أستمتع بجمال الطبيعة المحيطة وروعة المعمار الذي يمر من جانبي. تارة أشاهد الأشجار الخضراء التي تتلون بهدوء، وتارة أخرى أرى المباني الأثرية التي تروي قصصًا من الماضي العريق.
بينما تقترب الحافلة من وجهتي، أشعر بالفرح والحماس لبدء يوم دراسي جديد في إحدى أرقى الجامعات عالميا، لكنني أشعر بالتوتر أيضا لأنني سأكون في محيط جديد عليا و بيئة جديدة دون أن أنسى الطلاب الأغنياء الذين سأدرس معهم أنا لست غبية لكي لا أتوقع ردة فعلهم على دراستي معهم، تنهدت بخفة عليا أن أتفاءل ، فكما يقول المثل تفاءلو خيرا تجدوه.
وصلت أخيرا لجامعة هارفارد ، وتلقيت صدمة حياتي عندما شاهدتها ياإلهي هل هذه جامعة أم قصرا عملاق ، شعرت بدهشة لا توصف أمام جمال هذا الصرح العلمي الراقي. كانت المباني تحكي قصصًا عريقة من التاريخ والحضارة، وكانت الحدائق المحيطة بالجامعة تضفي جوًا ساحرًا على كل شيء.
عندما دخلت إلى أروقة الجامعة، شعرت وكأنني أعبر عتبة زمنية إلى عالم من الفخامة والثقافة. الهندسة المعمارية الرائعة والديكورات الفاخرة جعلتني أشعر وكأنني في قصر عريق، حيث ينبض كل شبر منه بالذكاء والتفوق الأكاديمي.
كان كل تفصيل في هذا البيئة الجامعية تعكس التميز والتفاني في تقديم أفضل تجربة تعليمية للطلاب. أحسست بالإلهام والحماس لاستكشاف أعمق المعارف والمهارات في هذه الجامعة التي يتمنى العديدون الوصول لها.
إن جامعة هارفارد لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت عالمًا متكاملاً من الجمال والتاريخ والفخامة. أشعر بامتنان عميق لهذه الفرصة الثمينة للتعلم والنمو في هذا البيئة الفريدة التي تبعث في النفس الطموح والرغبة في تحقيق النجاح.
عندما دخلت إلى القاعة الدراسية، شعرت بالتوتر والاضطراب لأنني وصلت متأخرة للحصة التي كان يحضرها طلاب أغنياء وأبناء الملوك من الأمراء والأميرات. كانت القاعة مزدحمة بالشخصيات المهمة والراقية، وكانت كلّ وجوههم تنبعث بالثقة والسطوة و الغرور.
بينما كانوا يجلسون هناك بأزيائهم الفخمة والأنيقة، تمايلت عيونهم الفضولية حولي وظهرت علامات الدهشة على وجوههم بسبب إنضمام طالبة جديدة متأخرة بالرغم من القوانين الصارمة التي تتبعها الجامعة. سمعت بعضهم يتبادلون النظرات والتعليقات بخفة حولي ، هناك من يعلق على شكلي وكان ذلك من قبل الدكور، أما البنات فقد كانو يرمقونني بتكبر وإستحقار ياإلهي ماهذا يبدون وكأنهم سينقضون عليا.
إستفقت من شرودي بهم عندما قالي لي الأستاذ بإبتسامة
"أنتي هي الطالبة الجديدة"
نظرت إليه أتفحصه لقد كان أستاذ في آواخر العشرينات ، وسيم جدا يصفف شعره بطريقة أنيقة ،
شعرت بالإحراج لأنني أطلت في تفحصي له وهو لاحظني لهذا إبتسم بخفة .
"نعم أنا هي الطالبة الجديدة"
أجبته بإحراج على سؤاله ، فابتسم لي وقال
"تفضلي عرفي بنفسك لزملائك "
شعرت بالتوتر، لأنني أعلم انهم ينتظرون فقط سماع اسم عائلتي لكي يعرفو كيف يتصرفون معي، يضنونني من عائلة غنية لهذا سمحو لي بالإلتحاق بالجامعة ولو في وقت متأخر عن بقية الطلاب، تنهدت بخفة لامفر من هذه الحقيقة سيعلمون بكل تأكيد أنني أتيت بمنحة وسيتنمرون عليا ، حفنة من الأغنياء المدللين لايعرفون سوى التباهي بأموال عائلتهم.
"أنا إيميليا باتسي كنت أقطن في إيطاليا وإنتقلت حديتا إلى نيويورك"
أردفت بصوت ثابت أحاول أن أوضح لهم فكرة أنني لست خائفة منهم ولدي ثقة في نفسي.
عندما سمع الطلاب اسم عائلتي، لاحظت تعابير الدهشة والإعجاب التي برزت على وجوههم بوضوح. تبادل الطلاب النظرات بين بعضهم البعض، وبدأت بملاحظة الفضول والاهتمام الذي أثاره اسم عائلتي بينهم ، لم أفهم هذه النظرات لقد ظننت أنهم سيتنمرون عليا مباشرة عند سماعهم لإسم عائلتي لكن حدت العكس تماما
الصدمة التي شعرت بها عندما وجدت نفسي محط أنظار الجميع كانت لا توصف، لم أفهم شيء، خرجت من صدمتي لاتلقى صدمة أشد منها عندما سألني الأستاذ بنبرة مندهشة
"هل أنتي قريبة إدوارد باتسي أم شقيقته ،لأن حسب معلوماتي فهو لايمتلك أشقاء"
نعم هذا هو السؤال الذي صدمني من هو إدوارد باتسي ولما يحمل نفس إسم عائلتي هل لهذا تلقيت تلك النظرات ،لم أفهم شيء وقعت في دوامة كبيرة لم أستطع الخروج منها إلا عندما سمعت صوت الباب يفتح .
توجهت أنظاري و جميع أنظار الطلاب إلى مجموعة من الشبان الأغنياء والباردين الذين دخلوا إلى الفصل الدراسي، شعرت بوقفة متواضعة ومراقبة حذرة لهذه الشخصيات الغريبة التي دخلت بكل هدوء وثقة. كانت ملامحهم تنطق بالرفاهية والثراء، وكانت خطواتهم الهادئة تعكس وقارًا لا مثيل له.
بينما تقدموا نحو مقاعدهم بأناقة لافتة، لاحظت كيف أن كل تحرك منهم كان محكمًا ومحسوبًا. كانوا يملكون الثقة والسيطرة، ولم يكن هناك شك في أنهم يعلمون بالفعل مكانتهم في العالم.
الصمت الذي ساد الفصل عند دخولهم، وكأنه لحظة تجمدت فيها الهواء، كان يعكس احترامهم وتأثيرهم على المحيط من حولهم. حتى طريقة جلوسهم وتواجدهم كانت تشع بالسلطة والثقة التي يمتلكونها.
رغم برودتهم التي تبدو من الخارج، لم أستطع إلا أن ألاحظ الدلال في خطواتهم وتفاصيل أزيائهم الفاخرة. ولعلمي بما يمكن تعلمه منهم، أخذت لحظة لاستوعب إن كل الانظار توجهت إلي مرة أخرى ، فشعرت بالتوتر وأجبت على سؤال الأستاذ
"لا أنا لست قريبته ولا أعرفه"
لاحظت ان مجموعة الشبان الأغنياء ينظرون إلي بفضول وبعض الدهشة ، ياإلهي هذا ماكان ينقصني أن ألفت أنظار جميع طلاب فصلي تم من هذا إدوارد الذي يحمل نفس إسم عائلتي ، علي معرفة هذا بأسرع وقت.
تنهد الأستاذ بخفة وقال للطلاب بصرامة
"رحبو بإميليا بينكم ، وارجو ان تعاملوها بلطف و تساعدوها في تدارك الدروس التي فاتتها"
لاحظت ان اغلب الطلاب قلبو أعينهم بإستخفاف ،تنهدت بخفة وعرفت بأنني سأتعامل مع مجموعة مدللين سيجلبون لي وجع الرأس
"إيميليا تفضلي بالجلوس بجانب ريا في اول طاولة"
هذا ماقاله لي الأستاذ ، وأخيرا سأجلس وأتخلص من تلك النظرات الثاقبة ، لماذا يحدقون بي كأنني كائن فضائي ، طلاب مريضين نفسيا .
أسرعت إلى مقعدي، وحاولت أن أدرك الوضع وأن أستعيد تركيزي قبل بدء الحصة. قام الأستاذ بتحية الجميع وبدء الدرس، ولم أستطع إلا أن أستمع بانتباه شديد للمحاضرة وأدركت أن عليّ أن أبذل مجهودًا إضافيًا في مذاكرة مافاتني.
-------------------------
يتبع.....
مرحبا أرجوا منكم دعم روايتي إذا أعجبتكم
وشكرا على القراءة
♥️♥️
-----------------
يتبع.....