الفصل الرابع

أنهي زين طعامه سريعا فقط بضع لقيمات سريعة ثم هب واقفا
الحمدلله يلا يا آلاء
آلاء بحزن من إنها تكون سبب في عدم إفطار زين
زين انت ما أكلتش حاجة مش مشكلة المحاضرة عادى والله
زين شعر بقلقها عليه لما لا وهي قطعة من روحه يعلم قلقها
عليه أحب أن يطمئنها قائلا بإبتسامة وهو يضع يده علي رأسها
بحنان كأب يحنو علي طفلته وتشعر هي به داخلها لأنه تعلم
علم اليقين بصدقه
زين يلا يا لولو بقي هتتاخري
أبتسمت آلاء تمام يلا يا زينو

زين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردوا جميعا السلام
ثم خرج من الغرفة ثم كأنه نسي شئ
فطل برأسه من الباب ثم وجه كلامه لهنا وأشار بإصبعه لها
مش هتأخر ياريت تكوني جاهزة
نظرت له هنا ثم قالت تمام هكون جاهزة
انتهت من إلافطار استاذنت ثم صعدت للاعلي لتبديل ملابسها
ظلت تنتقي ملابس تناسب جو الشغل والصعيد معا وأيضا زين
فهي تعلم أنه صعيدي وتخشي من ردة فعله علي هيئتها
أخرجت بنطال اسود واسع القدمين يعتليه بلوزة طويله(فست) باللون الأبيض
ورفعت شعرها بديل الحصان
ووضعت القليل من الكحل واحمر الشفاه وقليل من البلاشر لتخفي به إرهاق وجهها
ثم نزلت الدرج
نظرت لها الجدة ماشاء عليكي جمر يا ابنيتي
هنا بابتسامة دى عيونك ياتيته اللى جميلة
توفبق اي يا هنا جهزتي
اه يا بابا هدي خدي بالك من نفسك
هنا حاضر يا ماما
هنا ارتفعت صوت سيارة زين معلنا قدومه
خرجت هنا مسرعة أول ما نظر إليها اشاح النظر عنها
لأنها رغم ارهاقها لكنها جميلة وجذابة
هنا همت بالجلوس في الخلف
زين محدثا إياها محاولا تلطيف الجو قليلا أنا أبن عمك مش السواق
هنا فهمت هنا ما يرمي له توترت ثم قالت سريعا
سورى ما اخدتش بالى متعودة على كده
زين ولا يهمك حصل خير
ركبت إلى جانبه واشاحت النظر شلردة في الطريق
بينما هوظل يرمقها بنظره كل حين وآخر

بعد نصف ساعة زين وصلنا
هنا بابتسامة اومات برأسها موافقه
نزلوا من السيارة
وصعدوا إلى مكتب زين فهو في الطابق الثاني
به غرفة اجتماع ومكتب عصري ومزود بمرحاض
نظرة هنا إلى الغرفة بإعجاب
زين عجبك المكتب
هنا ذوقه حلو
زين بابتسامه شكرا
ها تحبي تعرفي اي ف الشغل هنا
هنا عادى يعني زيارة مش رسمية مجرد زيارة
وأكيد انت عارف شغلك كويس اوى
قاطعهم السكرتير
صاحب شركة الدهب جروب معاه معاد مع حضرتك
قوله يتفضل
هنا طب استأذن انا عشان تعرف تاخد راحتك
زين انتي ناسيه أنه ده مكتبك زى ما هو مكتبي
احضري الإجتماع معانا
وافقت هنا
دخل العميل والقي التحية عليهم
ثم جلس
ظل زين و العميل يتناقشون
ويجادلون بعضهم البعض
هنا تدخلت هنا بعد إذنك يا استاذ زين
موجهه كلامها للعميل استاذ زين مقدم لحضرتك عرض حقيقي ما يتعوضش ومفيش مجال اصلا للفصال في شغلنا وحضرتك عارف كده
وأكيد سمعتنا معروفه و أسم شركتنا مسمع
العميل نظر إليها بذهول
ممكن اعرف مين حضرتك
همت هنا بالحديث أنا
ولكن سبقها زين دي بنت عمي وشريكتي
وزى ما هي قالت لحضرتك العرض كده تمام أوى
العميل بس ده مكنش اتفاقنا
هنا ممكن تاخد وقتك وتفكر بس بسرعة عشان متقدم لينا عروض كتير
تمام هفكر و أرد عليكم وهم بمصافحة هنا وكادت أن تصافحه هي الآخري
ولكن اخذ زين يديه واغمض بشدة عليها
ورمقها بنظرة حادة
العميل احم احم سلام عليكم
بعد خروج العميل
كان مستشيط غضبا منها ومن جرأتها وقوة شخصيتها في الشغل ثم اخر ما كان سيحدث في اخر المقابلة
زين ايه اللي كنتي هتعمليه ده
هنا باستغراب اي اللي حصل
كل ده عشان تدخلت في شغلك
عموما مكنتش حابه احضر من الأول
عشان عارفه كل واحد ليه طريقة في الشغل
أولا انا اللي اصريت علي وجودك في الاجتماع
وما انكرش ابدا قوة شخصيتك في الشغل وده في مجالنا مطلوب جدا
انا اقصد كنتي هتسلمي عليه وده شئ غير مقبول هنا
هنا باستغراب غريبة إن تفكير حضرتك كده مع إنك خريج أجنبي
زين الأصول مفيهاش تعليم ولا غيره
هنا ده روتين عادي في شغلنا
زين ياريت يتغير لأن زي ما بيقولوا لكل مقام مقال
هنا كل واحد حر ف شغله وطريقته
بس محدش حر ابدا في تصرفات كل واحد
أظن إن إحنا كبار اوى اننا نوجه بعضنا علي طريقة تعاملنا
مع الناس
وبعدين حضرتك أنا مش قاعدة هنا كتير عشان نعدل من سلوك بعض
زين الكلام ده في مصر مش هنا ثم أغمض يده بقوة وخبط علي المكتب بقوة
أخفت هنا منه أستجمعت هنا شجاعتها
هنا اه نسيت ان هنا الست مجرد واحدة بتتحوز وتخلف وبس وملكيه خاصه بس لجوزها ممنوع التعامل مع غيره
الكلام ده كان زمان
زين بصوت عالى بعض الشئ
في كل زمان الأصول هي أصول
هنا بصوت أعلي لو سمحت ما اسمحش لحضرتك ابدا تكلمني بالطريقة دي محدش عمره كلمني بالطريقة دي
زين بغضب شديد خبط علي مكتبه بكل قوة للمرة الثانية
هنا استئذان حضرتك واسفه جدا إني وافقت اجي هنا
زين استني هنا
توقفت هنا دون النظر إليه
تقريبا من الذوق اللى بتتكلمي عنه والحضرية
إنك تنهي النقاش لما الطرف الآخر يخلص
وبعدين انا اللى جبت حضرتك اظن انا المطلوب مني اوصلك
هنا نظرة له ما بقاش في كلام حضرتك
ثانيا انا مش صغيرة واعرف اوصل لوحدى
هنا طار عقل زين وأمسك بيدها قبل ان تغادر
وتحدث اليها وهو يصغط علي اسنانه
محدش هيوصلك غيري ممكن تدخلي عشان محدش يسمع صوتنا اكتر من كده
هنا ممكن بسرعة عشان تعبانه
اخذ مفاتيح سيارته وانطلق بها بسرعة البرق إلى المنزل
دون الحديث كلمه واحدة
خرجت هنا من السيارة وأغلقت الباب بكل قوتها
دليل على غضبها منه وأستنكارها لما يفعله
زين وكمان ليها عين تزعل هى كمان
دخلت هنا إلى المنزل والضيق باين علي ملامحها
هدي مالك يا هنا في حاجه ضايقتك
هنا بابتسامه حزينة مفيش يا ماما عايزة ارتاح شوية
هدي مش علي اساس كنتي هتفضلي هناك لحد ما تجيبوا آلاء من الجامعة
انا مرهقة شوية يا ماما ماقدرتش استني
خرج توفيق مع والده من المكتب
اي يا هنا جيتي بدري
مفيش حاسه إني مرهقة شوية فجيت
توفيف متاكدة اه طبعا
عن إذنكم ثم صعدت إلى أعلي
وبمجرد ما اغلقت الباب انهمرت الدموع من عينيها
لاتدرى علي أي شئ تبكي
تبكي علي طريقة إبن عمها القاسية والجافة
ام أن روحها اصبحت هشه بعد.معاملة حبييها لها
ووجدت روحها سببا للبكاء فنزلت شلالات دموع من عيونها لتعلن ضعفها
إلتقطت هنا هاتفها وعاودت الإتصال ب محمود
علها تجد إجابة هذة المرة
وبالفعل أجاب بصوت نعاس
الو مين
هنا نسيت صوتي
لا ابدا لسه ماصحتش من النوم
ها جيتي ولا ناوية تطولى اكتر
هنا انت بتكلمني كأني هنا من شهر مش من يومين
محمود الخلاصه تيجي بسرعة وتاخدي معاد مع ابوكي عشان احنا زهقنا خلاص
هنا اصبر عليا يا محمود بابا رافض الموضوع كله
محمود وهنفضل تحت رحمته كتير
هنا أعمل ايه يعنى
جائها رده الصاعق نتجوز من وراه ونحطه تحت الأمر الواقع
هنا نظرة صعقت مما سمعته
ايه الل انت بتقوله ده انت مدرك الل بتقوله
انت عايز بابا يموت فيها شكلك نسيت اني بابا صعيدي
ده ممكن يقتلني فيها ثم مش أنا الل تعمل كده يا محمود وتجيب رأس ابوها الأرض
محمود خلاص براحتك بس انا زهقت وبعدين ما قولتش يعني نهرب انا بدرو معاكي علي حل
هنا غير مستوعبه لما قاله لها وشعرت انها أخطأت في اختيارها
هنا ندور علي حل يناسبنا ويناسب اسم اهلنا
ماشي ابقي بلغيني باللى وصلتي ليه سلام
ثم اغلق الخط دون حتي أن يسمع منها إجابة
هنا ادركت هنا انها أخطأت في اختيارها ولكن رفض قلبها
تصديق ذلك واعطي له الأعذار
بينما كان عقلها مدرك تماما أنه علي حق
غطت وجهها بيديها وتركت العنان لدموعها تنسال علي خديها
وظل النقاش محتد بين عقلها وقلبها
العقل هو بيحبكيش ليه متمسكه بيه
القلب لا بيحبني بس مضايقك من بابا عشان رافض الموضع
العقل الل بيحب حد وهو عارف ان بيحبه بيتحمل معاه مش بيضغط عليه
وهو عارف ان ده هيتعبه اكتر
القلب سبحان من خلق فيا الرحمة
العقل سبحان من جعلني اوزن الأمور بعقل
وظل النقاش محتد حتي اطلقت هنا صرخة مكتومه لتوقف الاثنين علي
الاشتباك داخلها
ثم قامت وابدلت ملابسها و توضأت وتركت نفسها مع خالقها فهو الوحيد الذي
يشعر ما بداخلها وحتما سيريح قلبها
في تلك الأثناء كان زين قابع في مكتبه مستشيط غضبا
حتي إنه الغي جميع عمله
و دار الحوار التالى
هي ليها عين تزعل كمان زمنها بتعيط ليهم مني
هي الل ضايقتني
هنا تدخل قلبه يا عم زين غضبك منها عشان الموضوع إياه
لا لا لا عادي انا مالى اصلا هي حياتها وهي حرة فيها
او ممكن غيره من إن حد يلمس ايديها
زين انت بتقول اي بس دي بتحب حد تاني
هغير علي واحدة مرتبطه بواحد تاني
القلب انسي انسي يمكن تغير كلامك قدام وده وعد مني
انتبه زين من شروده علي صوت هاتفه
زين أبو حميد ايه يا عم فينك
احمد علي أساس انك بتسال
انا قولت اول ما اقولك انا هاجي هتقرفني إتصال
زين حقك عليا يا أحمد والله
مالك يا زين داهيه لتكون حبيت اصل الحب بيلخبط يا صاحبي
زين والله انت رايق يا أحمد قولى بقي حجزت
احمد اه طيارة الساعه واحده
زين تمام هستناك في المطار اول ما توصل هتلاقيني قدامك
احمد خايف تنسي إني جاي واجيب مكرفون وادور عليك
زين بضحك لا عيب عليك مش للدرجة دى
احمد تمام يا صاحبي اشوفك علي خير مش عايز حاجه
زين تسلم يا احمد تيجي بالف سلامه
احمد الله يسلمك
وانهي زين المكالمة ثم نظر إلى هاتفه وجد ان الوقت ميعاد
خروج آلاء من الكلية إلتقط مفاتيحه ثم خرج إلى الشركة متجه الى
إلى اخته آلاء
أنتهت هنا من صلاتها وشعرت ببعض الراحه
ووقفت شاردة الذهن تنظر إلى الا شئ
سمعت هاتفها يرن
هنا الو كده يا شيري ما تساليش عليا
شيرين ايوة ياختي خديهم بالصوت ليغلبوكي
هنا زعلانه ليه بس
شيرين إلا ما سالتي عليا ياختي وقولتي هتيجي امته
بحزن مصطنع لو مش عايزاني اجي مش مشكلة انا هلغ...
قاطعتها هنا بحزن حقيقي لا يا شيرين بالله عليكي انا محتاجه ليكي اوى
شيرين اهدي بس انا بهزر والله مالك احكيلي فيكي ايه
هنا قصت لها ما دار بينها وبين محمود ثم ما قاله لها زين
شيرين اهدي بس يا هنا كل حاجه وليها حل انا مش عارفه
انتي بتحبي الشخص ده علي ايه بالظبط يا هنا انسان مستهتر
ولهفته علي الارتباط الرسمي دي مش مريحاني
انتي متاكدة انه بيحبك
يا شيرين مستواهم زى مستوانا هيطمع في ايه
كل حاجه عندي عنده زيها وأحسن فكرة مستبعدة جدا انه طمعان فينا
مش كل حاجه الفلوس
شيرين انا خايفه عليكي يا هنا انتي حبيتي اهتمامه مش شخصه
هو شخصيته عكس تمام في كل شيء وفي حاجات كتير لو في اي حد
مش هيعجبك
هنا مش عارفه يا شيرين ادعيلي كتير إن بابا يوافق علي ارتباط مبدئ
اقدر من خلاله اعرفه وبعدين لو مكنش كويس اسيبه وانا مرتاحه وارضيه
مش عشان بابا مش عايز
شيرين هو أكيد عايز مصلحتك
هنا صمتت
فهمت شرين أن حبها له مسيطر عليها تماما وأنها لاتريد ان تري حقيقته
فأثرت الصمت عن الحديث في هذا الموضوع ربما عندما يكونوا معا
تستطيع ان تبرهن لها وتقنعها وتكتسب أنها بعيدة عن ناظره وسيطرته
باهتمامه لها
شيرين شيرين
ايوة يا هنا معلش سرحت شوية
هنا ولا يهمك طيارتك امتي
شيرين الساعة واحدة
هنا تمام هكون في انتظارك
شيرين مش عايزة حاجه
هنا تيجي ليا بالف سلامه
شيرين سلام يا هنوش
ثم اغلقت هنا الخط وهي تفكر في كلام شيرين
وتمنت أن يكون كل ما تقوله شيرين ليس حقيقي ابدا
توقفت سيارة زين امام مبني الجامعة التي تقنط بها آلاء
التقط هاتفه ثم اتصل علي آلاء التي أجابته سريعا
آلاء ايوة يا زين
زين مالك صوتك مخضوض كده
آلاء بارتباك لا ابدا مفيش حاجة انت وصلت
زين لم يكن مرتاح لنبرة صوتها ولكنه فضل عدم التحدث
كثيرا فهي سرعان ما تأتي له وتتحدث عما بداخلها
لما لا فهو لها مثل الأب والأم والصديق
اه جيت من شوية ومستنيكي قدامك كتير
آلاء لا ابدا انا خارجه اهو
خرجت آلاء من بوابة الجامعة وهي مرتبكه تماما
وظهر هذا علي ملامح وجهها الطفولى زيادة إلي
لون وجنتيها الحمرواين
زين انتي كويسه
آلاء اه كويسه والله
زين قس حد ضايقك
آلاء ابدا يا زين انا مرهقه بس شوية
وصاحية بدري بس كده
زين بعدم تصديق تمام
ثم انطلقوا إلى البيت
آلاء تحاول أن تبقي طبيعية إلى حد ما
التفت له ثم اعتدلت في جلستها لتصبح وجهها مقابل له
ها بقي احكيلي عملتوا اي انت وهنا ف الشركة
هنا تذكر زين ما حدث وزفر بضيق ظهر علي ملامح وجهه
آلاء خلاص يا زين مش ضرورى أعرف
المهم أن اليوم عدي بسلام
زين مش اوى
آلاء يعني اي
زين يلا خلاص وصلنا
همت آلاء بالنزول ليبغتها زين بسؤال
آلاء مش هتقولى مالك
تسمرت قدم آلاء ثم نظرت إلى الارض فهي تعرفه تمام
المعرفة وتعلم انه يشعر بشئ ما فيها سيقلقه
نظرت له بابتسامة طفولية لا ابدا يا زينو
زين مستنيكي صديق مش أخ
ثم ذهب مرة اخري إلى الشركة عله يهرب من مواجهة هنا
آلاء بعد أن ذهب زين تنفست الصعداء ووقفت بجوار الباب
تلتقط أنفاسها
الحمدلله هوانا كان باين عليا كده عدت علي خير انا عارفه مش
هيسكت إلا لما يعرف ثم نظرت إلى الأرض بخجل كل حاجه في
وقتها ثم نظرت إلي الفراغ مكانه قائله أكيد هقولك يا زين
أنا ليا مين غيرك
ثم دخلت إلى الفيلا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي