الفصل 18
كان يقف ينظر لشقيقته بقلق ... لا يدري ما سببه .. ربما لأنها ستتعرف لأشخاص لأول مرة.. نظر للقصر الكامن أمامه برهة.. إلى أن اختفت شقيقته عن مرمى بصره... لتراوده ذكرى لا يدري هل عي حقيقية أم محض خيال... أما هي
كانت تسير بخطىً ثابتة... متوترة.. قلقة ربما .. لا تدري ما هذه المشاعر المتضاربة التي تدور داخلها... ربما من الخطوة الجديدة المقبلة عليها.. فذه المرة الأولي التي تقابل فيها والدي رفيقتها.. لكنها مقابلة وستنتهي ... لما إذا هذه المشاعر المتضاربة التي تضرب ما بين أضلعها... كما انتظارها دخول إحدى امتحاناتها... لتحاول أخذ أنفاسها... محاولة طرد هذا القلق والتوتر الذي يكاد يفتك بها... حتى أن ضربات قلبها مسموعة... إلى أن وصلت إلى الباب.. ثوان قليلة ملأت خلالها رئتيها بالهواء... لتزفره على مهل ... قبيل أن ترفه يدها لدق الجرس الكامن بجانب الباب الكبير...
أما بالداخل كان الوضع على أوجه... فكانا كلاهما جالسان بقلق يتفاقم... لحظات مرت عليهما كالدهر.. أرادت أن تطلب من ابنتها مهاتفتها لمعرفة ما إذا كانت ستأتي أم لا... لكن قطع صوت تلاطم أفكارهم صوت رنين جرس الباب ... لينتفض كلاهنا من موضعه كمن لدغته حية... ثوان تفاقم فيها القلق والخادمة تتجه نحو الباب لفتحه لترحب بالضيفة المنتظرة... ضيفة ربما طال انتظارها... دقات القلوب تسارعت منذ نطقت اسمها للخادمة بسؤالها عن صديقتها..
بابتسامة بسيطة.. رؤى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. هنا موجودة لو سمحتي
الخادمة بنبرة عملية : مين حضرتك !
رؤى : أنا رؤى محمد زميلة هنا في الكلية
تسارعت دقات قلوبهم وربما ظهرت امارات السعادة قليلا على وجوههم.. فقد تجدد الأمل من جديد.. ضغطة قوية على يد زوجها.. قابلتها ضغطة قوية يحثها على الصبر.. لتتابع حديثها مع الخادمة... وهي تتمني الذهاب سريعا لرؤية وجهها..
الخادمة وهي تؤشر بترحيب: أيوة اتفضلي أنسة هنا قايلة ان حضرتك جايا.. اتفضلي ادخلي
تتقدم للدخول وإحساسها بالرهبة لا زال يتزايد... خفف من حدته هبوط هنا من الأعلى بسرعة شديدة... تنادي باسمها وترحب بها فقد رأت من شرفة غرفتها أخيها يستدير مغادرا لتتأكد من حضورها
هنا بسعادة شديدة : رؤى مش مصدقة انك جيتي ... ده هيبقى أحلى عيد ميلاد في عمري كله..
تبادلها ضحكاتها .. رؤى: لا صدقي ده أبيه محمد بالعافية على ما وافق.. وبعدين يا بنتي لازم يكون أحلى عشان أنا هحضره
هنا : يا سلام على التواضع... تعالي يلا عشان أعرفك على بابا وماما
كانت تتحدث وهي تتجه بها نحو والديها... ليتوقف الزمن عند هذه اللحظة... فكانت تنظر إليها نظرات شملتها من أعلاها لأخمص قدميها... صدمة شديدة فلا يعقل هذا التشابه... عيناها بلونها المميز التي كانت تتميز بها شقيقتها.. فاللون الأسود كانت تتميز به كسواد الليل بيوم خلت منه النجوم تحكمت في دمعاتها بصعوبة شديدة.. هل يخدعها إحساسها هذه المرة... ولكن كيف هذا وهو لم يخنها إطلاقا
تقدمت منهما هنا بسعادة حقيقية.. هنا : ماما.. بابا.. دي رؤى صحبتي اللي حكيت لكم عنها
ثم تعود وتؤشر لها على والديها .. ودول بقى يا رؤى ماما فاطمة.. وبابا مصطفى
كانت تنظر لهما بابتسامة لم تخبت.. تشعر نحوهم بألفة غريبة.. كما لو أنها تعرفهم من قبل.. وليست هذه المرة الأولى التي تراهم فيها.. لكن لماذا شعور القلق لا زال يراودها...
رؤى : أهلا بحضراتكم أنا مبسوطة جدا إني اتعرفت عليكم
كانا ينظران إليها نظرات تحمل الحنين.. والألم.. والقلق.. وخوفا من الصدمة أن يكون هذا وهمهم الخاص الذي تمنو حدوثه
تعجبت من عدم حديثهم وعدم ردهم عليها.. تناقلت النظرات بينها وبين هنا معتقدة أنها غير مرحبا بها.. كانت دمعاتها على وشك الهطول.. ليتدارك الوضع ..ويحاول الحديث مرحبا بها بحرارة ..جعلتها تشعر أنها تلاقي والدها بعد طول سفره..
مصطفى: أهلا بيكي يا بنتي شرفتينا بمجيئك هنا ..دي هنا ملهاش لها سيرة غير رؤى وبس.. لدرجة خلتنا هنموت ونشوفك
تجيب بعدما عادت لها ابتسامتها.. رؤى : بعد الشر على حضراتكم.. هو بس كل شيء بأوان
مصطفى : صح يا بنتي .. ده طبعا لو تسمحيلي انادي لك بنتي انتي زي هنا
ترد سريعا .. رؤى : أكيد طبعا يا عموا..
حاولت تمالك نفسها من التوتر السائد.. لتتحدث بحنية سادت على نبرتها..
فاطمة: أهلا بيكي يا رؤى يا حبيبتي نورتينا والله انا كان نفسي اشوفك من كتر كلام هنا عنك
رؤى: أهلا بيكي يا طنط وانا كمان كان نفسي اشوفكم
حاولت تغير اتجاه ... فاطمة : طيب بما احنا الاثنين كان نفسنا نتقابل تعالي بقي لما اخد حضن زي هنا
تتجه نحوها تأخذها بأحضانه... تشعر كما أنها وجدت ما غاب عنها... إحساس قلبها افتقده منذ زمن .. أما هي ولأول مرة تشعر بدفء أحضان الأم...لا تدري لما شعرت بهذا كما لو كان دفء مشاعرها قد تغلغل لثنايا قلبها... كل هذا وكانت هنا تتابع ما يحدث بتعجب شديد... تنظر تجاه والدها تارة ... وتنظر تجاه والدتها تارة أخرى
دقائق مرت وصعدا كلتاهما للأعلى وبقيا الوالدان بالأسفل والشك لا زال يسيطر عليهم
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
في هذا المنزل الذي طغى عليه القدم والعراقة .. كانت هذه الفتاة الصغيرة تلعب ببعض الدمى بتسلية كبيرة... كان جدها يجلس بهدوء وابتسامة مليئة بالمحبة لبراءة هذه الصغيرة التي عوضته عن جزء من ألم قلبه الذي ظهر بعد ما فقد طفلتيه... إحداهما غادرته للأبد ... والأخرى ترفض رؤيتهم وتحملهم ذنب فقدان توأمتها...
لتراوده ذكرى لم ينساها مطلقا
" كانت تجلسان لجوار والدهما على مائدة الطعام " طبلية" .. يتسامرون.. ويضحكون.. وكانت السعادة تلف المنزل.. كان دوما يقول لا يوجد من هو أكثر سعادة منه... كان ينعم بالسعادة مع أسرته ..إلى أن أتى هذا اليوم الذي قدر لإحداهما الزواج في المدينة...
بدأ والدهم الحديث : قولي لي يا حنان هما البنات كبرت ولا إيه!
تنظر له بابتسامة.. حنان : امال ايه يا حاج صالح.. احنا بناتنا ما شاء الله خلصوا جامعة واشتغلوا كمان ..
بس ايه مناسبة السؤال ده يا حاچ!
لازالت ابتسامته كما هي وهو ينظر لابنتيه.. لكن إحداهما كان قد بلغ بها الخجل منتهاه
صالح : كويس يعني كبروا ودلوقتي بيتقدم لهم عرسان وآن الأوان يتجوزوا..
حنان بسعادة : بالله العظيم يا حاچ.. مين حد من البلد! ومتقدم لمين فيهم!
هنا ارتفعت ضحكاته.. صالح : كل دي أسئلة يا حاچة .. شوفي اللي العين عليها دلوجتي هي الجمر بتاعنا فاطمة
حنان: وااه ومين يا حاچ
صالح : ده مهندس كبير من مصر .. صاحب الشركة اللي هما كانوا بيتدربوا فيها من كذا شهر
كان الخجل قد بلغ بها مبلغه.. ودت لو انشقت الأرض وابتلعتها... كانت أختها تنظر لها بابتسامة فرحة فقد تحقق حلمها.. ونالت مرادها... لكن اندفع أخيها يتحدث بعصبية مفرطة
حسن : ودي عرفها وأكيد اتحدت معاها .. صح يا بوي.. ودلوجتي جاي عشان يخطبها
حاول الحديث بعقلانية ممتصا غضبه.. صالح: ودي فيها ايه يا ولدي ! ما هو عارفهم أكيد من لما كانوا بيشتغلوا حداه في الشركة بتاعته... وبعدين هو جالي انه عاوز يتجوز فاطمة.. وانا شايفه شاب محتوم وعلى خلق.. ومغلطش معايا في الحديت.. وعرفت انه شاريها .. ليه العصبية دي دلوجت
يتحدث موجها حديثه لشقيقته التي أوشكت دمعاتها أن تهطل من حديث أخيها العنيف..
حسن : وحضرتك طبعا كنتي بتكلميه وعرفتيه عنوانا... ومش بعيد تكوني انتي اللي اديتي له عنوانا هنا.. صح يا بشمهندسة يا محترمة
حنان : وااه ايه اللي بتجوله ده يا ولدي.. هي حصلت تعيب في اختك كمان
كانت على وشك الرد لكن ضغطة من يد اختها حثتها على السكوت... لتبادر بالحديث موجهة إياه لأخيها الأكبر.. بعدما تغيرت طريقته في التعامل معهم في الآونة الأخيرة..
حنين : كفاية يا حسن انت كدة بتغلط في اخواتك.. احنا اشتغلنا في الشركة لمدة 3 شهور مشفناش المهندس مصطفى غير كذا مرة.. وكل مرة يجي يشوف التدريب ماشي ازاي ويمشي.. وتعامله معانا كان باحترام.. لكن لما جه في الشهر الأخير كلم فاطمة قالها انه معجب بيها... هي ذعقت له ومسمعتش كلامه للآخر.. لكن هو بعدها كلمني وقالي انه عاوز عنوان بيتنا عشان يجي يخطبها... وانا مرضيتش اديه له غير لما اتأكدت ان فاطمة كمان لها ميل ليه
حسن : يعني انتي المرسال يا ست حنين.. ويا ترى مشفتيش لك عريس انتي كمان
حنين : حسن انت بتقول ايه...
هنا انتفض والدهم بعنف .. صالح : بكفاياك يا حسن... كنك نسيت إني لسة عايش وموجود على وش الدنيا.. عمال تتكلم مع اخواتك اكده ليه.. الموضوع ده ملكش صالح بيه واصل انت سامع .. الراجل اتجدم.. وانا هشوف رأي اختك.. وبعدها اللي هي رايداه.. سامع
ينظر لهم ثم يغادر المجلس بعصبية شديدة... كانت فاطمة تنظر له بصمت وحزن لحالته التي وصل إليها... هي الوحيدة التي تعلم سبب تحول شقيقها الحنون بهذا الشكل... لكنها آثرت الصمت .. ليوجه والدها حديثه إليها
صالح : فاطمة يا بنتي.. انتي موافقة على العريس اللي متجدم لك؟
تجيبه بخجل .. فاطمة : موافقة يا بوي.. بس والله يا بوي انا مكلمته خالص ...
صالح : عارف يابنتي.. انا عارف انا مربيكم كيف
تتجه لوالدها تتطوق رقبته بحنية.. ليربت على يدها بحنية ..
صالح : متزعليش من أخوكي حسن يا حنين عشان خاطري
حنين : مبزعلش منه يا بوي بس بحسه قاسي علينا .. ومخبراش ليه"
يعود من ذكرياته للواقع على صوت اينه يزف إليه خبر طال انتظاره... يتحدث بسعادة وبسمة ترتسم على وجهه...
حسن : يا حاج صالح ... يا ابوي لجيناهم يا ابوي
هنا قد ازدادت ضربات قلبه بعنف .. صالح : قصدك مين !
حسن : ولاد حنين اختي يا بوي ...
نهض عن مقعده ولم يستعن بعكازه الذي يلازمه.. صالح صح يا ولي لجيتهم كيف ! وهما وين دلوجتي!
حسن : هما عايشين في مصر .. وبخير وعنوانهم اهه معايا حامد واد عمي جابه ليا
يتحدث مضيقا عينيه بتعجب صالح : حامد! وحامد عرف مكانهم كيف!
حسن: مش عارف! بس امهم اننا لقيناهم.. أنا هنزل مصر عشان اشوفهم و...
صالح : لااه مش هتروح لوحدك أنا جاي معاك.. ومش هنعرف امك حاچة لحد منتأكد.. اطلع دلوجتي احجز لنا تذكرتين للقطر.. لوملقيتش هات عربية مخصوص..
******************************************************
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
كان الوضع لا ذال محتدما.. لم يتنازل عن حقها .. ولم يبرح محله إلا عندما ينفذ مطلبه .. هذا ولن يتركهم على هذه الأرض.. حاول مروان إثنائه عن هذا الأمر.. حتى لا يتعرض للمسائلة.. ولكنه أبى..
مروان : يا أحمد بالله عليك انت كدة بتأذي نفسك... والله العظيم أنا موجوع على نجلاء زيك بالضبط... نجلاء مش بس اخت مراتي.. دي أختي ومعرفتي بيها بدأت من زمان.. وحقها هييجي بس بالله عليك متأذيش نفسك
حسام : مروان أحمد معاه حق أنا لو مكانه كان زماني بموت في الدقيقة 100 مرة .. هو مش هيرتاح ولا هيهدى
أحمد : انتوا الاتنين وفروا كلامكم انا مش همشي من هنا غير ما اخد حق مراتي وولادي سامعين..
يقطع حديثهم رنين هاتف مروان برقم زوجته "حياة" خاول تجاهل الأمر لكنه عاود الرنين مرة أخرى.. ليجيب بعد زفرة ثقيلة..
مروان : ألووو أيوة يا ...
.....: أنا نجلاء يا مروان... أحمد فين هو معاك ... أنا برن عليه مش بيرد عليا وكمان حسام تيليفونه مغلق..
يبدوا وكأنه عثر على طوق النجاة.. مروان : أيوة يا نجلاء أحمد معايا والله كويس متقلقيش... ثوان بس اديله التيليفون..
يختتم حديثه وهو يمد يده إليه بالهاتف... يلتقطه منه بحذر ويجيب
أحمد : أيوة يا حبيبتي انا مع مروان وحسام... عندنا شغل ضروري.. عاوزاني في حاجة مهمة
تجيب.. نجلاء : كانت تتحدث ودموعها تتساقط.. أحمد أنا عوزاك.. عشان خاطري متعملش حاجة لهم... سيبهم مروان يتعامل معاهم .. احبسهم لكن متضيغش نفسك عشان شوية زبا**ة زي دول
يجيب بابتسامة .. أحمد : متقلقيش يا حبيبتي عمري ما ضيع نفسي عشان شرية الزبا** دول زي ما قلتي.. بس حقك لازم اخده حتى لو فيها موتي
هنا كان الألم قد استبد بها.. ليأتيها نزيف من أين لا تدري.. استمع لصرخاتها التي وصلت له من خلال الهاتف... ليتمزق قلبه قلقا عليها... يترك الهاتف ويهم بالمغادرة... ولمن قبيل خروجه لم يتنازل عن حقه وأمر بتنفيذ أمره وإلا سيقتلهم.. رضخ الجميع لعاصفة النار المتقدة بداخله...
ليخبره حسام : خليهم ينفذوا وارميها عليا انا مش على احمد
مروان بعصبية : عليا النعمة انتوا الاثنين دماغكوا فردة جزمة قديمة.. اشتغلوا بس وربي اللي هيجراله حاجة لا حبسكم واحبس نفسي معاكم.. أنا عارف إن هترحَل موسيقى الشرطة بسببكم... وانا مش حمل نفخ..
ليهموا بالمغادرة تاركين صوت الصراخ يملأ المكان..
**************************************@@@@@@@@@@@@@@@@@
مرت دقائق قليلة قبل وصولهم ركضا للمشفى.. ليفاجأ بوجود الطبيب بالداخل وأنها قد أصابها نزيف لسوء حالتها النفسية... تمكنوا من السيطرة عليه وأصبحت بخير الآن .... دلف للداخل بخطاً بطيئة.. لا زال داخله شعور بالذنب لما حدث لها... لكن حديثهم معا يساعدهم على تجاوز هذا الأمر.. اقترب منها وهو يربت على رأسها بحب .. ونظرات عينيه تفيض عشقا... فكيف لرجل يعطي حبا حتى في شدة الأزمة...
أحمد : ليه كدة بس يا نوجا مش احنا اتفقنا متزعليش تاني عشان نعدي الأزمة دي... وتقدري ترجعي بالسلامة لبيتنا وأولادنا.. وترجعي ليا ولا انا مش مهم
تمسك يده بقربها لقلبها بدموع .. نجلاء : انت أهم واحد في دنيتي... مقدرش أعيش من غيرك... عشان خاطري متبعدش عني.. أنا مش هستحمل يجرالك حاجة والله اموت فيها
أحمد : بعد الشر عليكي يا قلبي .. أنا بس حاسس بالذنب ع...
تضع يدها على فمه مانعةَ إياه من الحديث.. نجلاء : يمكن غلطي من البداية إني سكت ومتكلمتش... لكن إياك تقول الكلمة دي تاني.. ذنب إيه وانت اللي حيتني من جديد .. بعد ما كنت شبه الأموات.. ادتني حياة عمري ما حلمت اعيشها ولا حتى في أحلامي.. ادتني الأمان.. ادتني الحنان.. كل حاجة لقيتها في حضنك انت.. ذنب ايه اللي انت بتتكلم عنه
ينظر لها بعشق فاض من عينيه وهنا صمت الحديث لتصبح المشاعر هي المسيطرة عليهما... تصافيا وتعاتبا.. وبعدها طلبت منه مساندتها لرؤية صغيريها... مرت نصف ساعة وعادت بها لفراشها مرة أخرى... وهذه المرة كان الجميع قد غادروا وبقي هو فقط لجوارها... كان حسام لم يغادر حتى الآن.. انتظر دقائق قليلة قبل أن يلحظ رفيقه توتره ..
أحمد : مالك يا حسام ! باين عليك تايه كدة!
حسام بتنهيدة : سليم وصل مصر.. وكان بعت لي رسالة عشان يشوف أنا عملت ايه في الموضوع اللي كلمني عليه..
وبصراحة خايف ارد عليه
نجلاء بتعجب: سليم ده الضلع الجديد صح!
أحمد : أيوة الضلع الجديد
نجلاء : طيب ايه الموضوع اللي كان كلمك فيه ده وخايف ترد عليه
حسام : ده موضوع خاص بمحمد واخته رؤى ................
ليسرد لها الحديث من بدايته للوقت الحاضر.. بس دي كل الحكاية
نجلاء : بس ازاي تاهوا وبيدورا عليهم... الموضوع ده في حاجة غامضة
أحمد : موافقا على حديثها.. نجلاء معاها حق انت روح قابله واحكي له اللي انت اكتشفته كله... عشان يعرف يتصرف... لأن الموضوع فيه إنه..
حسام : عندكم حق أنا رايح اقابله وهقول له على كل حاجة
ثم يغادر بعدها متجها لمقابلته في المطار
*******************************************************
كانت تسير بخطىً ثابتة... متوترة.. قلقة ربما .. لا تدري ما هذه المشاعر المتضاربة التي تدور داخلها... ربما من الخطوة الجديدة المقبلة عليها.. فذه المرة الأولي التي تقابل فيها والدي رفيقتها.. لكنها مقابلة وستنتهي ... لما إذا هذه المشاعر المتضاربة التي تضرب ما بين أضلعها... كما انتظارها دخول إحدى امتحاناتها... لتحاول أخذ أنفاسها... محاولة طرد هذا القلق والتوتر الذي يكاد يفتك بها... حتى أن ضربات قلبها مسموعة... إلى أن وصلت إلى الباب.. ثوان قليلة ملأت خلالها رئتيها بالهواء... لتزفره على مهل ... قبيل أن ترفه يدها لدق الجرس الكامن بجانب الباب الكبير...
أما بالداخل كان الوضع على أوجه... فكانا كلاهما جالسان بقلق يتفاقم... لحظات مرت عليهما كالدهر.. أرادت أن تطلب من ابنتها مهاتفتها لمعرفة ما إذا كانت ستأتي أم لا... لكن قطع صوت تلاطم أفكارهم صوت رنين جرس الباب ... لينتفض كلاهنا من موضعه كمن لدغته حية... ثوان تفاقم فيها القلق والخادمة تتجه نحو الباب لفتحه لترحب بالضيفة المنتظرة... ضيفة ربما طال انتظارها... دقات القلوب تسارعت منذ نطقت اسمها للخادمة بسؤالها عن صديقتها..
بابتسامة بسيطة.. رؤى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. هنا موجودة لو سمحتي
الخادمة بنبرة عملية : مين حضرتك !
رؤى : أنا رؤى محمد زميلة هنا في الكلية
تسارعت دقات قلوبهم وربما ظهرت امارات السعادة قليلا على وجوههم.. فقد تجدد الأمل من جديد.. ضغطة قوية على يد زوجها.. قابلتها ضغطة قوية يحثها على الصبر.. لتتابع حديثها مع الخادمة... وهي تتمني الذهاب سريعا لرؤية وجهها..
الخادمة وهي تؤشر بترحيب: أيوة اتفضلي أنسة هنا قايلة ان حضرتك جايا.. اتفضلي ادخلي
تتقدم للدخول وإحساسها بالرهبة لا زال يتزايد... خفف من حدته هبوط هنا من الأعلى بسرعة شديدة... تنادي باسمها وترحب بها فقد رأت من شرفة غرفتها أخيها يستدير مغادرا لتتأكد من حضورها
هنا بسعادة شديدة : رؤى مش مصدقة انك جيتي ... ده هيبقى أحلى عيد ميلاد في عمري كله..
تبادلها ضحكاتها .. رؤى: لا صدقي ده أبيه محمد بالعافية على ما وافق.. وبعدين يا بنتي لازم يكون أحلى عشان أنا هحضره
هنا : يا سلام على التواضع... تعالي يلا عشان أعرفك على بابا وماما
كانت تتحدث وهي تتجه بها نحو والديها... ليتوقف الزمن عند هذه اللحظة... فكانت تنظر إليها نظرات شملتها من أعلاها لأخمص قدميها... صدمة شديدة فلا يعقل هذا التشابه... عيناها بلونها المميز التي كانت تتميز بها شقيقتها.. فاللون الأسود كانت تتميز به كسواد الليل بيوم خلت منه النجوم تحكمت في دمعاتها بصعوبة شديدة.. هل يخدعها إحساسها هذه المرة... ولكن كيف هذا وهو لم يخنها إطلاقا
تقدمت منهما هنا بسعادة حقيقية.. هنا : ماما.. بابا.. دي رؤى صحبتي اللي حكيت لكم عنها
ثم تعود وتؤشر لها على والديها .. ودول بقى يا رؤى ماما فاطمة.. وبابا مصطفى
كانت تنظر لهما بابتسامة لم تخبت.. تشعر نحوهم بألفة غريبة.. كما لو أنها تعرفهم من قبل.. وليست هذه المرة الأولى التي تراهم فيها.. لكن لماذا شعور القلق لا زال يراودها...
رؤى : أهلا بحضراتكم أنا مبسوطة جدا إني اتعرفت عليكم
كانا ينظران إليها نظرات تحمل الحنين.. والألم.. والقلق.. وخوفا من الصدمة أن يكون هذا وهمهم الخاص الذي تمنو حدوثه
تعجبت من عدم حديثهم وعدم ردهم عليها.. تناقلت النظرات بينها وبين هنا معتقدة أنها غير مرحبا بها.. كانت دمعاتها على وشك الهطول.. ليتدارك الوضع ..ويحاول الحديث مرحبا بها بحرارة ..جعلتها تشعر أنها تلاقي والدها بعد طول سفره..
مصطفى: أهلا بيكي يا بنتي شرفتينا بمجيئك هنا ..دي هنا ملهاش لها سيرة غير رؤى وبس.. لدرجة خلتنا هنموت ونشوفك
تجيب بعدما عادت لها ابتسامتها.. رؤى : بعد الشر على حضراتكم.. هو بس كل شيء بأوان
مصطفى : صح يا بنتي .. ده طبعا لو تسمحيلي انادي لك بنتي انتي زي هنا
ترد سريعا .. رؤى : أكيد طبعا يا عموا..
حاولت تمالك نفسها من التوتر السائد.. لتتحدث بحنية سادت على نبرتها..
فاطمة: أهلا بيكي يا رؤى يا حبيبتي نورتينا والله انا كان نفسي اشوفك من كتر كلام هنا عنك
رؤى: أهلا بيكي يا طنط وانا كمان كان نفسي اشوفكم
حاولت تغير اتجاه ... فاطمة : طيب بما احنا الاثنين كان نفسنا نتقابل تعالي بقي لما اخد حضن زي هنا
تتجه نحوها تأخذها بأحضانه... تشعر كما أنها وجدت ما غاب عنها... إحساس قلبها افتقده منذ زمن .. أما هي ولأول مرة تشعر بدفء أحضان الأم...لا تدري لما شعرت بهذا كما لو كان دفء مشاعرها قد تغلغل لثنايا قلبها... كل هذا وكانت هنا تتابع ما يحدث بتعجب شديد... تنظر تجاه والدها تارة ... وتنظر تجاه والدتها تارة أخرى
دقائق مرت وصعدا كلتاهما للأعلى وبقيا الوالدان بالأسفل والشك لا زال يسيطر عليهم
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
في هذا المنزل الذي طغى عليه القدم والعراقة .. كانت هذه الفتاة الصغيرة تلعب ببعض الدمى بتسلية كبيرة... كان جدها يجلس بهدوء وابتسامة مليئة بالمحبة لبراءة هذه الصغيرة التي عوضته عن جزء من ألم قلبه الذي ظهر بعد ما فقد طفلتيه... إحداهما غادرته للأبد ... والأخرى ترفض رؤيتهم وتحملهم ذنب فقدان توأمتها...
لتراوده ذكرى لم ينساها مطلقا
" كانت تجلسان لجوار والدهما على مائدة الطعام " طبلية" .. يتسامرون.. ويضحكون.. وكانت السعادة تلف المنزل.. كان دوما يقول لا يوجد من هو أكثر سعادة منه... كان ينعم بالسعادة مع أسرته ..إلى أن أتى هذا اليوم الذي قدر لإحداهما الزواج في المدينة...
بدأ والدهم الحديث : قولي لي يا حنان هما البنات كبرت ولا إيه!
تنظر له بابتسامة.. حنان : امال ايه يا حاج صالح.. احنا بناتنا ما شاء الله خلصوا جامعة واشتغلوا كمان ..
بس ايه مناسبة السؤال ده يا حاچ!
لازالت ابتسامته كما هي وهو ينظر لابنتيه.. لكن إحداهما كان قد بلغ بها الخجل منتهاه
صالح : كويس يعني كبروا ودلوقتي بيتقدم لهم عرسان وآن الأوان يتجوزوا..
حنان بسعادة : بالله العظيم يا حاچ.. مين حد من البلد! ومتقدم لمين فيهم!
هنا ارتفعت ضحكاته.. صالح : كل دي أسئلة يا حاچة .. شوفي اللي العين عليها دلوجتي هي الجمر بتاعنا فاطمة
حنان: وااه ومين يا حاچ
صالح : ده مهندس كبير من مصر .. صاحب الشركة اللي هما كانوا بيتدربوا فيها من كذا شهر
كان الخجل قد بلغ بها مبلغه.. ودت لو انشقت الأرض وابتلعتها... كانت أختها تنظر لها بابتسامة فرحة فقد تحقق حلمها.. ونالت مرادها... لكن اندفع أخيها يتحدث بعصبية مفرطة
حسن : ودي عرفها وأكيد اتحدت معاها .. صح يا بوي.. ودلوجتي جاي عشان يخطبها
حاول الحديث بعقلانية ممتصا غضبه.. صالح: ودي فيها ايه يا ولدي ! ما هو عارفهم أكيد من لما كانوا بيشتغلوا حداه في الشركة بتاعته... وبعدين هو جالي انه عاوز يتجوز فاطمة.. وانا شايفه شاب محتوم وعلى خلق.. ومغلطش معايا في الحديت.. وعرفت انه شاريها .. ليه العصبية دي دلوجت
يتحدث موجها حديثه لشقيقته التي أوشكت دمعاتها أن تهطل من حديث أخيها العنيف..
حسن : وحضرتك طبعا كنتي بتكلميه وعرفتيه عنوانا... ومش بعيد تكوني انتي اللي اديتي له عنوانا هنا.. صح يا بشمهندسة يا محترمة
حنان : وااه ايه اللي بتجوله ده يا ولدي.. هي حصلت تعيب في اختك كمان
كانت على وشك الرد لكن ضغطة من يد اختها حثتها على السكوت... لتبادر بالحديث موجهة إياه لأخيها الأكبر.. بعدما تغيرت طريقته في التعامل معهم في الآونة الأخيرة..
حنين : كفاية يا حسن انت كدة بتغلط في اخواتك.. احنا اشتغلنا في الشركة لمدة 3 شهور مشفناش المهندس مصطفى غير كذا مرة.. وكل مرة يجي يشوف التدريب ماشي ازاي ويمشي.. وتعامله معانا كان باحترام.. لكن لما جه في الشهر الأخير كلم فاطمة قالها انه معجب بيها... هي ذعقت له ومسمعتش كلامه للآخر.. لكن هو بعدها كلمني وقالي انه عاوز عنوان بيتنا عشان يجي يخطبها... وانا مرضيتش اديه له غير لما اتأكدت ان فاطمة كمان لها ميل ليه
حسن : يعني انتي المرسال يا ست حنين.. ويا ترى مشفتيش لك عريس انتي كمان
حنين : حسن انت بتقول ايه...
هنا انتفض والدهم بعنف .. صالح : بكفاياك يا حسن... كنك نسيت إني لسة عايش وموجود على وش الدنيا.. عمال تتكلم مع اخواتك اكده ليه.. الموضوع ده ملكش صالح بيه واصل انت سامع .. الراجل اتجدم.. وانا هشوف رأي اختك.. وبعدها اللي هي رايداه.. سامع
ينظر لهم ثم يغادر المجلس بعصبية شديدة... كانت فاطمة تنظر له بصمت وحزن لحالته التي وصل إليها... هي الوحيدة التي تعلم سبب تحول شقيقها الحنون بهذا الشكل... لكنها آثرت الصمت .. ليوجه والدها حديثه إليها
صالح : فاطمة يا بنتي.. انتي موافقة على العريس اللي متجدم لك؟
تجيبه بخجل .. فاطمة : موافقة يا بوي.. بس والله يا بوي انا مكلمته خالص ...
صالح : عارف يابنتي.. انا عارف انا مربيكم كيف
تتجه لوالدها تتطوق رقبته بحنية.. ليربت على يدها بحنية ..
صالح : متزعليش من أخوكي حسن يا حنين عشان خاطري
حنين : مبزعلش منه يا بوي بس بحسه قاسي علينا .. ومخبراش ليه"
يعود من ذكرياته للواقع على صوت اينه يزف إليه خبر طال انتظاره... يتحدث بسعادة وبسمة ترتسم على وجهه...
حسن : يا حاج صالح ... يا ابوي لجيناهم يا ابوي
هنا قد ازدادت ضربات قلبه بعنف .. صالح : قصدك مين !
حسن : ولاد حنين اختي يا بوي ...
نهض عن مقعده ولم يستعن بعكازه الذي يلازمه.. صالح صح يا ولي لجيتهم كيف ! وهما وين دلوجتي!
حسن : هما عايشين في مصر .. وبخير وعنوانهم اهه معايا حامد واد عمي جابه ليا
يتحدث مضيقا عينيه بتعجب صالح : حامد! وحامد عرف مكانهم كيف!
حسن: مش عارف! بس امهم اننا لقيناهم.. أنا هنزل مصر عشان اشوفهم و...
صالح : لااه مش هتروح لوحدك أنا جاي معاك.. ومش هنعرف امك حاچة لحد منتأكد.. اطلع دلوجتي احجز لنا تذكرتين للقطر.. لوملقيتش هات عربية مخصوص..
******************************************************
✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️✍️
كان الوضع لا ذال محتدما.. لم يتنازل عن حقها .. ولم يبرح محله إلا عندما ينفذ مطلبه .. هذا ولن يتركهم على هذه الأرض.. حاول مروان إثنائه عن هذا الأمر.. حتى لا يتعرض للمسائلة.. ولكنه أبى..
مروان : يا أحمد بالله عليك انت كدة بتأذي نفسك... والله العظيم أنا موجوع على نجلاء زيك بالضبط... نجلاء مش بس اخت مراتي.. دي أختي ومعرفتي بيها بدأت من زمان.. وحقها هييجي بس بالله عليك متأذيش نفسك
حسام : مروان أحمد معاه حق أنا لو مكانه كان زماني بموت في الدقيقة 100 مرة .. هو مش هيرتاح ولا هيهدى
أحمد : انتوا الاتنين وفروا كلامكم انا مش همشي من هنا غير ما اخد حق مراتي وولادي سامعين..
يقطع حديثهم رنين هاتف مروان برقم زوجته "حياة" خاول تجاهل الأمر لكنه عاود الرنين مرة أخرى.. ليجيب بعد زفرة ثقيلة..
مروان : ألووو أيوة يا ...
.....: أنا نجلاء يا مروان... أحمد فين هو معاك ... أنا برن عليه مش بيرد عليا وكمان حسام تيليفونه مغلق..
يبدوا وكأنه عثر على طوق النجاة.. مروان : أيوة يا نجلاء أحمد معايا والله كويس متقلقيش... ثوان بس اديله التيليفون..
يختتم حديثه وهو يمد يده إليه بالهاتف... يلتقطه منه بحذر ويجيب
أحمد : أيوة يا حبيبتي انا مع مروان وحسام... عندنا شغل ضروري.. عاوزاني في حاجة مهمة
تجيب.. نجلاء : كانت تتحدث ودموعها تتساقط.. أحمد أنا عوزاك.. عشان خاطري متعملش حاجة لهم... سيبهم مروان يتعامل معاهم .. احبسهم لكن متضيغش نفسك عشان شوية زبا**ة زي دول
يجيب بابتسامة .. أحمد : متقلقيش يا حبيبتي عمري ما ضيع نفسي عشان شرية الزبا** دول زي ما قلتي.. بس حقك لازم اخده حتى لو فيها موتي
هنا كان الألم قد استبد بها.. ليأتيها نزيف من أين لا تدري.. استمع لصرخاتها التي وصلت له من خلال الهاتف... ليتمزق قلبه قلقا عليها... يترك الهاتف ويهم بالمغادرة... ولمن قبيل خروجه لم يتنازل عن حقه وأمر بتنفيذ أمره وإلا سيقتلهم.. رضخ الجميع لعاصفة النار المتقدة بداخله...
ليخبره حسام : خليهم ينفذوا وارميها عليا انا مش على احمد
مروان بعصبية : عليا النعمة انتوا الاثنين دماغكوا فردة جزمة قديمة.. اشتغلوا بس وربي اللي هيجراله حاجة لا حبسكم واحبس نفسي معاكم.. أنا عارف إن هترحَل موسيقى الشرطة بسببكم... وانا مش حمل نفخ..
ليهموا بالمغادرة تاركين صوت الصراخ يملأ المكان..
**************************************@@@@@@@@@@@@@@@@@
مرت دقائق قليلة قبل وصولهم ركضا للمشفى.. ليفاجأ بوجود الطبيب بالداخل وأنها قد أصابها نزيف لسوء حالتها النفسية... تمكنوا من السيطرة عليه وأصبحت بخير الآن .... دلف للداخل بخطاً بطيئة.. لا زال داخله شعور بالذنب لما حدث لها... لكن حديثهم معا يساعدهم على تجاوز هذا الأمر.. اقترب منها وهو يربت على رأسها بحب .. ونظرات عينيه تفيض عشقا... فكيف لرجل يعطي حبا حتى في شدة الأزمة...
أحمد : ليه كدة بس يا نوجا مش احنا اتفقنا متزعليش تاني عشان نعدي الأزمة دي... وتقدري ترجعي بالسلامة لبيتنا وأولادنا.. وترجعي ليا ولا انا مش مهم
تمسك يده بقربها لقلبها بدموع .. نجلاء : انت أهم واحد في دنيتي... مقدرش أعيش من غيرك... عشان خاطري متبعدش عني.. أنا مش هستحمل يجرالك حاجة والله اموت فيها
أحمد : بعد الشر عليكي يا قلبي .. أنا بس حاسس بالذنب ع...
تضع يدها على فمه مانعةَ إياه من الحديث.. نجلاء : يمكن غلطي من البداية إني سكت ومتكلمتش... لكن إياك تقول الكلمة دي تاني.. ذنب إيه وانت اللي حيتني من جديد .. بعد ما كنت شبه الأموات.. ادتني حياة عمري ما حلمت اعيشها ولا حتى في أحلامي.. ادتني الأمان.. ادتني الحنان.. كل حاجة لقيتها في حضنك انت.. ذنب ايه اللي انت بتتكلم عنه
ينظر لها بعشق فاض من عينيه وهنا صمت الحديث لتصبح المشاعر هي المسيطرة عليهما... تصافيا وتعاتبا.. وبعدها طلبت منه مساندتها لرؤية صغيريها... مرت نصف ساعة وعادت بها لفراشها مرة أخرى... وهذه المرة كان الجميع قد غادروا وبقي هو فقط لجوارها... كان حسام لم يغادر حتى الآن.. انتظر دقائق قليلة قبل أن يلحظ رفيقه توتره ..
أحمد : مالك يا حسام ! باين عليك تايه كدة!
حسام بتنهيدة : سليم وصل مصر.. وكان بعت لي رسالة عشان يشوف أنا عملت ايه في الموضوع اللي كلمني عليه..
وبصراحة خايف ارد عليه
نجلاء بتعجب: سليم ده الضلع الجديد صح!
أحمد : أيوة الضلع الجديد
نجلاء : طيب ايه الموضوع اللي كان كلمك فيه ده وخايف ترد عليه
حسام : ده موضوع خاص بمحمد واخته رؤى ................
ليسرد لها الحديث من بدايته للوقت الحاضر.. بس دي كل الحكاية
نجلاء : بس ازاي تاهوا وبيدورا عليهم... الموضوع ده في حاجة غامضة
أحمد : موافقا على حديثها.. نجلاء معاها حق انت روح قابله واحكي له اللي انت اكتشفته كله... عشان يعرف يتصرف... لأن الموضوع فيه إنه..
حسام : عندكم حق أنا رايح اقابله وهقول له على كل حاجة
ثم يغادر بعدها متجها لمقابلته في المطار
*******************************************************