الفصل الثامن عشر ترغب في العودة
حرك بدر رأسه بنفي وهو يربت على شعرها بينما هي كانت تضع رأسها على صدره ولم تتحرك، لم تكٌ تضع في بالها صعود أنس ورؤيتها وبدر يضمها بتلك الطريقة، ابتسم ساخرًا وهو يشعر بالصدمة، تركهم وذهب إلى غرفته وسؤال واحد يدور داخله حتى خرج على لسانه:
-كيف تزوج بدر بها؟ ما الذي جعله يميل لها وهو لم يكن يحبها أبدًا؟!
لم يجد إجابة ولا يعلم شيء عن تفكير بدر الذي قرر قلبه أن يتمرد ليخرج عن المألوف ويتحدى أمل زوجته، أما في غرفة بيلا ما إن ادركت أنها ما زالت بين يد بدر حتى قامت بدفعه لتبتعد على الفور، تعجب من رد فعلها وسألها بحيرة:
-ما الأمر؟
نظرت له لتلتقي عينيهم من جديد، قامت بإبعاد خصلة من شعرها قد تمردت لتسقط على وجهها:
-لم أكٌ أقصد هذا، أنا كنت أرغب في الشعور بالأمان، لم أقصد ضمك يا بدر.
اجابها بدر وهو يلاحظ الكم الهائل من التوتر الذي ظهر على وجهها:
-وما المشكلة في ضمكِ لي يا بيلا؟ أنا زوجكِ حتى إن لم تتعاملي معي على هذا الأساس.
ابعدت عسليتها عن عينيه وهي تشعر بالكثير من الارتباك، لم تجد ما تقوله بينما هو تحدث إليها وعينيه مسلطة على وجهها يحاول أن يرى رد فعلها على الحديث الذي سيقوله:
-بيلا كما تعلمين أنس هنا، حتى أنه قام بالتشكيك في زواجنا، قال أنني لم أفعل هذا تفهميني؟
نظرت له وهي تشعر بالحيرة، تعلم أنه يريد قول شيء ولكنه يشعر بالتردد، سألته بتعجب:
-ماذا بك يا بدر؟ يمكنك أن تكمل حديثك لا أرى ما يجعلك تتردد هكذا يا بدر!
ابتلع بدر ما بحلقه وهو يحاول أن يجد الكلمات المناسبة لهذا:
-من الأفضل أن نبقى في نفس الغرفة هذه الأيام، حتى لا تزداد شكوكه حول حقيقة زواجنا يا بيلا.
لاحظ ابتعادها عنه وعلى وجهها الانزعاج، لقد توقع أنها لن توافق على هذا الأمر، حاول أن يجعلها تطمئن:
-لا داعي للقلق، أنا أعرف حدودي جيدًا يا بيلا، لن يتم فرض أي شيء عليكِ، سوف نبقى كما نحن، يمكنني أن أنام على الأرضية لا يوجد مشكلة.
ابتلعت بيلا ما بحلقها وهي لا تنظر له، بداخلها حرب لا يمكنها أن تنهيها، طرف يخبرها أنها محظوظة بزواجها من شخص مثل بدر الدمنهوري، أما الطرف الآخر يخبرها بوضوح أنها مجرد لعبة سوف يقوم بتطليقها عندما يمل منها ولا يفعل الآن شيء سوى استغلالها!
بقيت في مكانها بينما هو استأنف حديثه:
-بيلا لا تقلقي، أنا لن أفعل شيء من الممكن أن يتسبب في أذية لكِ، لا تنسي أنني متزوج أيضًا، لا يمكنني أن أفكر بالطريقة التي تقلقكِ.
نظرت له للحظات وقد بدت غير مرحبة بالأمر، لم يهتم إلى نظرات عينيها بل أخبر نفسه أن هذه الفرصة جيدة وسوف يجعلها تثق به فضلًا عن قلقها الدائم.
ذهب عز إلى المنزل وما إن رأى شقيقته حتى توقف، تعجبت من نظراته التي كانت تدل على حزنه الشديد:
-ما الأمر يا عز هل حدث شيء؟ أين كنت؟!
فكر في كل شيء سوف يحدث إن اخبرها الآن، بالتأكيد بدر يعلم أنها لن تكون بخير وسوف تغضب، هو أراد أن يجعلها تعرف لأنه يرغب في معاقبتها، لكنه لا يستطيع أن يفعلها، لا يمكنه أن يراها تتألم:
-خرجت مع أصدقائي وأشعر بالإرهاق يا أمل، لا تشغلي بالكِ سوف أذهب إلى غرفتي حتى أرتاح قليلًا.
انتهى من الحديث وبالفعل دلف إلى غرفته، نظرت والدته إلى أمل بحيرة لتحرك الأخرى رأسها بعدم فهم:
-مؤكد حدث شيء جعله يشعر بالضيق يا أمي، لكن تعلمين عز لا يتحدث في شيء يخصه ويحتفظ بكل شيء داخله.
دلف والدها إلى المنزل في هذا الوقت ليلتزما الصمت، رمقها بغضب شديد:
-لم تتحدثي إلى بدر أليس كذلك؟ ما زلتِ كما أنتِ تعاندين.
لم تنظر أمل له بل كانت عينيها مسلطة على والدتها برجاء لتبدأ الأخرى في الحديث:
-على بدر ان يأتي إلى هنا ويرضيها، لا يمكنها أن تذهب له حتى لا يظن أن لا أحد لها.
انفعل والدها وهو يقترب منها ويشير إليها بسبابته قبل أن يذهب إلى الغرفة بعدها:
-هذه الفتاة لا يوجد منها فائدة، هي من تترك المنزل وتظن أنه سوف يركض خلفها كالمعتاد، يا غبية لن ترتاحي إلا بعد أن يتزوج عليكِ وتأتين لي باكية نادمة، وقتها سوف أقوم بترككِ خارج هذا المنزل دون أي اهتمام.
نظرت له وقد شعرت بالكثير من الضيق والحزن يعتصر قلبها، تعلم إن عارضته وإن عبرت عن وجهة نظرها سوف يقوم بضربها ولن تنتهي من إهانته، اكتفت بالصمت وقد كان عقلها يفكر في هدوء بدر وعدم سؤاله عنها.
تتساءل هل ما زالت بيلا موجودة في منزله يا ترى أم قام بطردها ولماذا لم يتحدث معها؟ تحدثت بضيق شديد داخلها:
-أنا أشعر بالاختناق حقًا، أتمنى أن تأتي سريعًا يا بدر أنا أرغب في العودة، لم أعد أستطيع الجلوس هنا أكثر من هذا، لقد كرهت هذا المنزل وأرغب في العودة إلى منزلك.
وضعت والدتها يدها على كتفها:
-لا تحزني يا أمل، أنا أعلم أن حديث والدكِ قاسي ولكن هذا طبعه لا يمكننا أن نفعل شيء بشأن هذا.
نظرت أمل لها وهي تريد الصراخ في وجهها أنها السبب لصمتها على هذا الوقت، لكنها كالعادة التزمت الصمت لتتفادى الشجار معهم.
في هذا الوقت كانت بيلا تشعر بالضيق الشديد وهي تنظر له:
-ما الأمر يا بدر هل سنبقى في هذه الغرفة يا ترى؟ أنا أريد الخروج منها الساعة ما زالت الثالثة مساءً.
نظر بدر لها ومن ثم نظر إلى الساعة في هاتفه:
-أمي وبيري على وشك أن ينتهوا من طعام الغداء وسوف يستدعونا يا بيلا وقتها سوف نهبط، مؤكد سبب تأخرهم هو انشغالهم مع أنس، أنا لا أريد لكِ أن تبقي معه في المكان ذاته هذه الفترة، ربما سوف يضايقكِ ببعض الكلمات السخيفة لا تهتمي.
نظرت له بأعين سيطرت عليها الحيرة:
-أراك تهتم لمشاعري عكس الماضي! هذا الأمر غريب يا بدر متى اصبحت شخص لطيف هكذا؟!
نظر لها مضيقًا عينيه وهو يعلم أنها تشعر بالملل، لكنه لن يتركها لتقوم باستفزازه حتى تشغل وقتها:
-أنا كما أنا، لا أنتظر منكِ هذه الملاحظات السخيفة.
ابتسمت ساخرة وهي تومأ باقتناع:
-حسنًا ما زلت كما أنت حقًا يا بدر.
ابتسم بدر وهو يلاحظ تغير ملامحها كما لو كانت طفلة صغيرة، وقفت مبتعدة عن الكرسي بينما هو يتابعها بعينيه وما زال جالس فوق السرير، تحدثت من جديد دون أن تنظر إليه:
-يا لها من أيام مملة قادمة، لا اعلم لماذا لا يوجد شيء سهل؟
حرك بدر رأسه بنفي ومن ثم وقف ليقترب منها ويقف أمامها:
-يا فتاة إنها مجرد ساعات قليلة بقيتِ بها هنا! هل تشعرين بهذا الملل الدائم عندما تكوني هنا بمفردكِ يا ترى؟
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تخبره بصدق أتى بشكل عفوي تمامًا دون أن تفكر:
-بالتأكيد لا يا بدر يمكنني الاستمتاع وحدي، على الأقل أستطيع اللعب والغناء والرقص، لكن وجودك في هذه الغرفة يجعلها مملة ولا أستطيع التحرك حتى.
رفع حاجبه الأيمن وهو يشعر بالكثير من الغيظ، تداركت نفسها لتنظر له وابتعدت ببعض القلق:
-لم أقصد أنك شخص ممل، لكن في الحقيقة أنت لا تفعل شيء ولا يظهر شيء على وجهك سوى الغضب يا بدر.
ابتسم ساخرًا وهو يحرك رأسه بعدم استيعاب:
-ولهذا السبب أنا ممل في نظركِ! ألم تشعري بالكثير من القلق يا ترى مني؟ لقد خشيت أن يزداد قلقكِ إن تحدثت أو لعبت أو غنيت وربما إن رقصت سوف تفقدي وعيكِ من الرعب!
نظرت له بعدم استيعاب وهي تحرك رأسها بذهول:
-أنت تمزح معي أليس كذلك؟
ضحك بدر وهو يضرب أرنبة أنفها بسبابته:
-بالتأكيد أمزح وهل تريني مجنون مثلكِ؟ أنا إن أردت اللعب لن ألعب بمفردي، إن أردت الرقص لا يمكنني أن أفعلها بمفردي.
نظرت له وقد لمعت عينيها بحماس:
-دعنا نلعب معًا إذًا، ربما نلعب لعبة الأوراق أو شيء آخر يجعلنا نستمتع بوقتنا.
لم يستطيع أن يقوم بإحباطها، أومأ لها وعلى الفور قامت بفتح الخزانة لتخرج لعبة الأوراق، سألها بحيرة:
-من أين عثرتِ على هذه الأشياء يا ترى؟
اجابته بيلا بابتسامتها المعهودة:
-لقد وجدتها في الخزانة، أظن أن أحد ما قد أتى بها ونسى أمرها.
أومأ بدر لها وهو ينظر لها:
-لقد أتيت بها ونسيت أمرها بالفعل.
رفعت حاجبيها بعدم استيعاب:
-حقًا! لماذا أتيت بها يا ترى؟ لا تقل لي أنك كنت تنوي اللعب يا بدر سوف تصدمني!
أومأ لها من جديد، اقترب ليقوم بسحب الأوراق من يدها وهو يعيد النظر لها قائلًا:
-كان هذا في بداية زواجي، كنت أفكر في الكثير من الأشياء التي ستجعل أمل سعيدة ولا تشعر بالملل، لكنها أصرت على الانتقال وانتقلنا.
سمعوا طرقات على الباب واقترب بدر ليقوم بفتحه وإذا به يرى أنس أمامه:
-كيف حال العريس والعروسة يا ترى؟!
-كيف تزوج بدر بها؟ ما الذي جعله يميل لها وهو لم يكن يحبها أبدًا؟!
لم يجد إجابة ولا يعلم شيء عن تفكير بدر الذي قرر قلبه أن يتمرد ليخرج عن المألوف ويتحدى أمل زوجته، أما في غرفة بيلا ما إن ادركت أنها ما زالت بين يد بدر حتى قامت بدفعه لتبتعد على الفور، تعجب من رد فعلها وسألها بحيرة:
-ما الأمر؟
نظرت له لتلتقي عينيهم من جديد، قامت بإبعاد خصلة من شعرها قد تمردت لتسقط على وجهها:
-لم أكٌ أقصد هذا، أنا كنت أرغب في الشعور بالأمان، لم أقصد ضمك يا بدر.
اجابها بدر وهو يلاحظ الكم الهائل من التوتر الذي ظهر على وجهها:
-وما المشكلة في ضمكِ لي يا بيلا؟ أنا زوجكِ حتى إن لم تتعاملي معي على هذا الأساس.
ابعدت عسليتها عن عينيه وهي تشعر بالكثير من الارتباك، لم تجد ما تقوله بينما هو تحدث إليها وعينيه مسلطة على وجهها يحاول أن يرى رد فعلها على الحديث الذي سيقوله:
-بيلا كما تعلمين أنس هنا، حتى أنه قام بالتشكيك في زواجنا، قال أنني لم أفعل هذا تفهميني؟
نظرت له وهي تشعر بالحيرة، تعلم أنه يريد قول شيء ولكنه يشعر بالتردد، سألته بتعجب:
-ماذا بك يا بدر؟ يمكنك أن تكمل حديثك لا أرى ما يجعلك تتردد هكذا يا بدر!
ابتلع بدر ما بحلقه وهو يحاول أن يجد الكلمات المناسبة لهذا:
-من الأفضل أن نبقى في نفس الغرفة هذه الأيام، حتى لا تزداد شكوكه حول حقيقة زواجنا يا بيلا.
لاحظ ابتعادها عنه وعلى وجهها الانزعاج، لقد توقع أنها لن توافق على هذا الأمر، حاول أن يجعلها تطمئن:
-لا داعي للقلق، أنا أعرف حدودي جيدًا يا بيلا، لن يتم فرض أي شيء عليكِ، سوف نبقى كما نحن، يمكنني أن أنام على الأرضية لا يوجد مشكلة.
ابتلعت بيلا ما بحلقها وهي لا تنظر له، بداخلها حرب لا يمكنها أن تنهيها، طرف يخبرها أنها محظوظة بزواجها من شخص مثل بدر الدمنهوري، أما الطرف الآخر يخبرها بوضوح أنها مجرد لعبة سوف يقوم بتطليقها عندما يمل منها ولا يفعل الآن شيء سوى استغلالها!
بقيت في مكانها بينما هو استأنف حديثه:
-بيلا لا تقلقي، أنا لن أفعل شيء من الممكن أن يتسبب في أذية لكِ، لا تنسي أنني متزوج أيضًا، لا يمكنني أن أفكر بالطريقة التي تقلقكِ.
نظرت له للحظات وقد بدت غير مرحبة بالأمر، لم يهتم إلى نظرات عينيها بل أخبر نفسه أن هذه الفرصة جيدة وسوف يجعلها تثق به فضلًا عن قلقها الدائم.
ذهب عز إلى المنزل وما إن رأى شقيقته حتى توقف، تعجبت من نظراته التي كانت تدل على حزنه الشديد:
-ما الأمر يا عز هل حدث شيء؟ أين كنت؟!
فكر في كل شيء سوف يحدث إن اخبرها الآن، بالتأكيد بدر يعلم أنها لن تكون بخير وسوف تغضب، هو أراد أن يجعلها تعرف لأنه يرغب في معاقبتها، لكنه لا يستطيع أن يفعلها، لا يمكنه أن يراها تتألم:
-خرجت مع أصدقائي وأشعر بالإرهاق يا أمل، لا تشغلي بالكِ سوف أذهب إلى غرفتي حتى أرتاح قليلًا.
انتهى من الحديث وبالفعل دلف إلى غرفته، نظرت والدته إلى أمل بحيرة لتحرك الأخرى رأسها بعدم فهم:
-مؤكد حدث شيء جعله يشعر بالضيق يا أمي، لكن تعلمين عز لا يتحدث في شيء يخصه ويحتفظ بكل شيء داخله.
دلف والدها إلى المنزل في هذا الوقت ليلتزما الصمت، رمقها بغضب شديد:
-لم تتحدثي إلى بدر أليس كذلك؟ ما زلتِ كما أنتِ تعاندين.
لم تنظر أمل له بل كانت عينيها مسلطة على والدتها برجاء لتبدأ الأخرى في الحديث:
-على بدر ان يأتي إلى هنا ويرضيها، لا يمكنها أن تذهب له حتى لا يظن أن لا أحد لها.
انفعل والدها وهو يقترب منها ويشير إليها بسبابته قبل أن يذهب إلى الغرفة بعدها:
-هذه الفتاة لا يوجد منها فائدة، هي من تترك المنزل وتظن أنه سوف يركض خلفها كالمعتاد، يا غبية لن ترتاحي إلا بعد أن يتزوج عليكِ وتأتين لي باكية نادمة، وقتها سوف أقوم بترككِ خارج هذا المنزل دون أي اهتمام.
نظرت له وقد شعرت بالكثير من الضيق والحزن يعتصر قلبها، تعلم إن عارضته وإن عبرت عن وجهة نظرها سوف يقوم بضربها ولن تنتهي من إهانته، اكتفت بالصمت وقد كان عقلها يفكر في هدوء بدر وعدم سؤاله عنها.
تتساءل هل ما زالت بيلا موجودة في منزله يا ترى أم قام بطردها ولماذا لم يتحدث معها؟ تحدثت بضيق شديد داخلها:
-أنا أشعر بالاختناق حقًا، أتمنى أن تأتي سريعًا يا بدر أنا أرغب في العودة، لم أعد أستطيع الجلوس هنا أكثر من هذا، لقد كرهت هذا المنزل وأرغب في العودة إلى منزلك.
وضعت والدتها يدها على كتفها:
-لا تحزني يا أمل، أنا أعلم أن حديث والدكِ قاسي ولكن هذا طبعه لا يمكننا أن نفعل شيء بشأن هذا.
نظرت أمل لها وهي تريد الصراخ في وجهها أنها السبب لصمتها على هذا الوقت، لكنها كالعادة التزمت الصمت لتتفادى الشجار معهم.
في هذا الوقت كانت بيلا تشعر بالضيق الشديد وهي تنظر له:
-ما الأمر يا بدر هل سنبقى في هذه الغرفة يا ترى؟ أنا أريد الخروج منها الساعة ما زالت الثالثة مساءً.
نظر بدر لها ومن ثم نظر إلى الساعة في هاتفه:
-أمي وبيري على وشك أن ينتهوا من طعام الغداء وسوف يستدعونا يا بيلا وقتها سوف نهبط، مؤكد سبب تأخرهم هو انشغالهم مع أنس، أنا لا أريد لكِ أن تبقي معه في المكان ذاته هذه الفترة، ربما سوف يضايقكِ ببعض الكلمات السخيفة لا تهتمي.
نظرت له بأعين سيطرت عليها الحيرة:
-أراك تهتم لمشاعري عكس الماضي! هذا الأمر غريب يا بدر متى اصبحت شخص لطيف هكذا؟!
نظر لها مضيقًا عينيه وهو يعلم أنها تشعر بالملل، لكنه لن يتركها لتقوم باستفزازه حتى تشغل وقتها:
-أنا كما أنا، لا أنتظر منكِ هذه الملاحظات السخيفة.
ابتسمت ساخرة وهي تومأ باقتناع:
-حسنًا ما زلت كما أنت حقًا يا بدر.
ابتسم بدر وهو يلاحظ تغير ملامحها كما لو كانت طفلة صغيرة، وقفت مبتعدة عن الكرسي بينما هو يتابعها بعينيه وما زال جالس فوق السرير، تحدثت من جديد دون أن تنظر إليه:
-يا لها من أيام مملة قادمة، لا اعلم لماذا لا يوجد شيء سهل؟
حرك بدر رأسه بنفي ومن ثم وقف ليقترب منها ويقف أمامها:
-يا فتاة إنها مجرد ساعات قليلة بقيتِ بها هنا! هل تشعرين بهذا الملل الدائم عندما تكوني هنا بمفردكِ يا ترى؟
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تخبره بصدق أتى بشكل عفوي تمامًا دون أن تفكر:
-بالتأكيد لا يا بدر يمكنني الاستمتاع وحدي، على الأقل أستطيع اللعب والغناء والرقص، لكن وجودك في هذه الغرفة يجعلها مملة ولا أستطيع التحرك حتى.
رفع حاجبه الأيمن وهو يشعر بالكثير من الغيظ، تداركت نفسها لتنظر له وابتعدت ببعض القلق:
-لم أقصد أنك شخص ممل، لكن في الحقيقة أنت لا تفعل شيء ولا يظهر شيء على وجهك سوى الغضب يا بدر.
ابتسم ساخرًا وهو يحرك رأسه بعدم استيعاب:
-ولهذا السبب أنا ممل في نظركِ! ألم تشعري بالكثير من القلق يا ترى مني؟ لقد خشيت أن يزداد قلقكِ إن تحدثت أو لعبت أو غنيت وربما إن رقصت سوف تفقدي وعيكِ من الرعب!
نظرت له بعدم استيعاب وهي تحرك رأسها بذهول:
-أنت تمزح معي أليس كذلك؟
ضحك بدر وهو يضرب أرنبة أنفها بسبابته:
-بالتأكيد أمزح وهل تريني مجنون مثلكِ؟ أنا إن أردت اللعب لن ألعب بمفردي، إن أردت الرقص لا يمكنني أن أفعلها بمفردي.
نظرت له وقد لمعت عينيها بحماس:
-دعنا نلعب معًا إذًا، ربما نلعب لعبة الأوراق أو شيء آخر يجعلنا نستمتع بوقتنا.
لم يستطيع أن يقوم بإحباطها، أومأ لها وعلى الفور قامت بفتح الخزانة لتخرج لعبة الأوراق، سألها بحيرة:
-من أين عثرتِ على هذه الأشياء يا ترى؟
اجابته بيلا بابتسامتها المعهودة:
-لقد وجدتها في الخزانة، أظن أن أحد ما قد أتى بها ونسى أمرها.
أومأ بدر لها وهو ينظر لها:
-لقد أتيت بها ونسيت أمرها بالفعل.
رفعت حاجبيها بعدم استيعاب:
-حقًا! لماذا أتيت بها يا ترى؟ لا تقل لي أنك كنت تنوي اللعب يا بدر سوف تصدمني!
أومأ لها من جديد، اقترب ليقوم بسحب الأوراق من يدها وهو يعيد النظر لها قائلًا:
-كان هذا في بداية زواجي، كنت أفكر في الكثير من الأشياء التي ستجعل أمل سعيدة ولا تشعر بالملل، لكنها أصرت على الانتقال وانتقلنا.
سمعوا طرقات على الباب واقترب بدر ليقوم بفتحه وإذا به يرى أنس أمامه:
-كيف حال العريس والعروسة يا ترى؟!