15
في تلك اللحظة عزم ريان على المحاولة لإنقاذ كاتيا ولو كلفه الثمن حياته فهو لا يملك شيء حتى يخشى خسراته لذا كان لا بد من المحاولة والسعي وراء تحقيق هذا الأمر..
وهذا ما حدث فعل، وكان الأهم أن يجد طريقة يستطيع من خلالها أن يدخل ويقوم بهحومه المفاجىء.
وبينما هو يدرس المكان والطريقة التي يجب عليه أن يفعلها، كان يراقب كاتيا ويرى الخوف في وجهها وتصرفاتها، وقد علم بأنها مجبرة على الحال التي هي عليه ولم يكن ينوي تركها تواجه تلك الذئاب البشرية وحدها.
وما أشعل غضبه أكثر، كان ذلك الرجل البغيض الذي كان قريبا منها يتحسس جسدها بطريقة مقرفة مستفزة.
وهي تترجاه ووتتوسل له كي يتركها وشأنها وصراخها قد قسم سكون الليل وتوسلاتها.
إلا أن الرحمة نزعت من نفوس اولئك الوحوش البشرية، وغلبت الشهوة والغريزة على كل شيء وتوقف العقل عن التحكم أصبحوا حيوانات بأشكال بشرية فقط.
في لحظة خاطفة لمح ريان عصا غليظة في مكان قريب منه ووجد أيضاً بخاخ فيه مواد تنظيف حارقة للدهون مرمية من نافذة المطبخ.
حمل تلك العصا ونهض يكتم جراحه والألم الذي يعتصر قلبه، ببطئ ونظرات ثاقبة تراقب المكان من كل زاوية خشية أن يوقع به أحد قبل وصوله إلا مراده المنشود.
وكان له ما أراد وصل إلى بوابة الغرفة التي يجلسون فيها، وهنا كان يرى بأن أحدهم عزم على حمل كاتيا وهو يقول لها: تعالي أيتها الجميلة، سوف نلعب سويا.
بعد أن حملها على كتفه، قامت بخرمشته بأظافرها الطويلة فقد كانت تعتني بهم بشكل دائما فهم من مظهرها المهم للعمل ولرغبة الزبائن.
صرخ ذلك الرجل متألم ورمى كاتيا على الأرض وهو يقول: يا لك من قطة مشاكسة، سوف ترين ماذا سوف تكون نهاية اللعب معي.
ضحك واحد آخر من الرجال المتواجدين معه وقال: تلك الصغيرة جعلتك تتألم، يبدو أنك لم تعد قادر على فعل شيء، دعها عنك إذا وترك الأمر لي.
تلك الكلمات أشعلت غيظه وهم مرة أخرى يحمل كاتيا وهي تعيد الرجاء والطلب منه، لكنه كان عنيفاً معها وصرخ قائلاً: اصمتي أيتها الساقطة، لا تدعي الشرف الآن، الجميع يعرف ماذا تفعلين.
ومن خلف الجميع دخل ريان بتلك العصا التي معه وضرب أول رجل منهم على رأسه فسقط مغشي عليه.
انتبه الجميع لما حدث، وعندما رأته كاتيا توسعت حدقاتها وتلئلت الدموع في عيناها، وقالت بصوت خافت: ريـ..ــان.
هم الجميع يقتربون من ريان وقال أحدهم: إنه البطل الذي جاء لإنقاذ اميرته.
علت الضحكات والقهقهات من جميع الموجودين، واقتربوا منه رويداً رويدا، كي يقوموا بالقضاء عليه بشكل نهائي.
عندما اقترب واحد منه ضربه بتلك العصا، وبدأ النزاع بينهم، وتدخل الرجال الأربعة، وبدأوا بتسديد اللكمات والضربات.
أما كاتيا فكانت تفك تلك العقدة التي ربطت حول قدميها، كي تساعد ريان في تخلص من تلك المجموعة المحيطة به.
وبعد انشغال الجميع عنها استطاعت أخيراً أن تحرر نفسها وتطالع في المكان لتبحث عن أي أداة يمكن أن تساعدها في إبعاد تلك الوحوش عن ريان، لقد سقط بينهم رغم هذا كان يحاول لكن قوة الجماعة غلبت الشجاعة التي كان يمتلكها ريان.
وبينما هم يتعاركون لم تجد كاتيا شيء، فقررت أن تضرب أحدهم بكأس الشرب الذي يستخدمونه.
لم تفكر بما قد يحدث فيما بعد لكنها كانت عازمة على إنقاذ ريان الذي عرض حياته مرة أخرى للخطر من أجلها.
نهضت من مكانها نحو أضخم الرجال الموجودين بينهم وضربت الكأس في وسط رأسه.
خف الضجيج في ثوان معدودة، والتفت الرجل نحو كانيا ويده على رأسه، يتحسس مكان الإصابة.
ولاحظ بأن نزيف قد سال من رأسه ودماء غطت يده، في تلك اللحظة الخاطفة نهض ريان وأمسك البخاخ الذي كان معه وبدأ يرش على وجه الرجل الاخر.
ودخلت تلك المادة الحارقة في عينيه وأصبح يتخبط ويقوم بفرك عينيه لعله يستطيع فتحهما ومن خلال هذا فقد توازنه.
صرخ ريان بصوت مرتفع يقول لكانيا: هيا اسرعي اهربي من هنا هذا وقت مناسب.
فأمسكت بقطعة من الزجاج الذي سقط على الأرض متناثرا وقالت له: لن أخرج إلا معك، أو نبقى سويا.
صك أسنانه وقال لها ريان: لا تعاندي افعلي ما أقوله لك.
لم تنصت لكلماته تلك، وهجمت على الرجل الذي ضربته على رأسه وقامت بغرسها في يده، وبسبب صغر حجمها وحركتها السريعة لم يتمكن من الإمساك بها وهربت بسرعة من بين يديه.
أما ريان أمسك عصاته وضرب الرجل الذي رشت عيناه مرة أخرى كي لا يتمكن من اللحاق بهم بعد هروبهم.
كانت ملحمة حقيقة من كان ليصدق ما حدث، ريان المصاب بجروح ورضوض مع كاتيا تلك الفتاة الضعيفة، تمكنوا من القضاء على مجموعة من الرجال.
وبعد أن تمكنوا من هذا وصلت كاتيا لجوار ريان، فأمسك يدها وقال: عليك الآن الركض بسرعة دون أن تسألي إلى أين افعلي ما اقوله لك.
أومأت كاتيا برأسها موافقة، وانطلقا كلاهما معاً يحاولون الإبتعاد عن المكان قبل أن يتمكن أحد أخر من الإمساك بهم، فهما يعلمان بأنهما إذا تم إلقاء القبض عليهما سوف تكون النهاية وخيمة ولن يتمكنوا من النجاة مرة أخرى، ولن تكون العاقبة جيدة أبدآ.
أما ميرا حيث كانت مع والدها، اتصلت بالطبيب المسؤول وقالت له: حضرة للطبيب لقد علم والدي بشأن مرضه ونحن الآن نريد أن نراك حتى نبحث تفاصيل الأمور.
سر الطبيب وقال: هذا خبر جيد أنكم لم تطيلوا المدة وقمتوا بأخبره بسرعة، هذا يعني بأنكم قادرون على الحضور في الغد.
فقالت له ميرا: حسنا حضرة الطبيب، هل سيكون هناك فحوصات أو ما شابه ذلك في الغد؟
رد عليه وقال: عندما تكونوا هنا نقرر ذلك معا، ونضع خطة علاجية للبدأ بها في اقرب وقت ممكن.
قالت ميرا: حسنا، سنكون غداً صباحاً في العيادة.
وبعد ان انهت حديثها مع الطبيب، ذهبت لتخبر والدها عن الحديث الذي جرى بينهم.
وإذا بها تتفاجئ بأن والدها وزوجته ديمة يتحدثان وكان الواضح بأن الأجواء مشحونة غضبا وتوتر.
قالت ديمة بصوت عال مسموع في أرجاء البيت: لماذا نخفي حقيقة مثل هذه عنك؟
ثم أتبعت كلامها وقالت بنبرة فيها شيء من الشماتة: أم أنك لا تريد الاعتراف بأنك شخص مريض بمرض خطير قد لا تنجو منه.
كانت الصدمة قد سيطرت على تقاسيم وجه عاصم، لم يكن يصدق بأنها زوجته التي يحبها فقال لها: وهل انت سعيدة بمرضي هذا؟
ردت عليه وقالت نافية: لا، لا لست كذلك.
قال لها معاتبا: لست غبي، يمكنن أن أرى هذا بين كلماتك ولا يمكنك خداعي ببعض الكلمات الزائفة فأنا استطيع التمييز.
هنا أدركت ديمة بأن طريقتها كانت واضحة وأن ما تجول في خاطرها وصل إلى زوجها وهي تحاول التمهل في ذلك.
جلست بجانبه وربتت على كتفه وقالت له: لا تقول مثل هذا يا حبيبي.
وأكملت القول: لست كذلك لكنني لا أعرف من اين أبدا أو ماذا أقول، أشعر بأنني أعيش في صراع او كابوس.
تسلل زيف الكلمات التي قالتها ديمة إلى قلب عاصم، وشعر بأنها كل ما تقوله حقيقي وأنها تشعر بتخبط وندم.
تنهد وقال لها: أنا لا اعرف ما الذي حدث وأشعر بضيق احتاج أن تكوني إلى جانبي، أريد دعمك الآن أنا امر بفترة عصيبة.
أمسكت يد زوجها وقالت ديمة بعد أن رسمت ابتسامة زائفة على محياها: لا تقلق يا عزيزي أنا معك ولن أتركك وحدك ستزول هذه المحنة وتعود كما كنت منذ قبل.
هنا دخلت ميرا وقاطعت حديثهما وقالت: أنا هنا يا أبي لن اتخلى عنك، معك في رحلة العلاج هذه.
طالعت ديمة ميرا بنظرات فيها كثير من الحقد والكراهية، فيها دائما ما تتدخل في أوقات غير مناسبة لتفسد خطتها التي تحيكها.
أشار عاصم لبنته بأن تجلس إلى جانبه وقام باحتضان زوجته من جهة وابنته من جهة، وهو يقول لهما: أنتما عائلتي، ولا اتمنى حياة تخلوا منكما.
تنهدت ديمة بطريقة مسموعة، كي تعبر عن رفضها لما قال وما سمعت لم يكن بالأمر الذي يعجبها، لكن كل ما يمكنها فعله هو أن تصمت وتفكر في طريقة جديدة لتفيذ ما يدور في رأسها من خطط شيطانية.
في صبيحة اليوم التالي، كانت ميرا قد استعدت وذهبت لترى والدها إن كان جاهز أما لا، فكانت المفاجأة عند ما رأت ..
يتبع ..
وهذا ما حدث فعل، وكان الأهم أن يجد طريقة يستطيع من خلالها أن يدخل ويقوم بهحومه المفاجىء.
وبينما هو يدرس المكان والطريقة التي يجب عليه أن يفعلها، كان يراقب كاتيا ويرى الخوف في وجهها وتصرفاتها، وقد علم بأنها مجبرة على الحال التي هي عليه ولم يكن ينوي تركها تواجه تلك الذئاب البشرية وحدها.
وما أشعل غضبه أكثر، كان ذلك الرجل البغيض الذي كان قريبا منها يتحسس جسدها بطريقة مقرفة مستفزة.
وهي تترجاه ووتتوسل له كي يتركها وشأنها وصراخها قد قسم سكون الليل وتوسلاتها.
إلا أن الرحمة نزعت من نفوس اولئك الوحوش البشرية، وغلبت الشهوة والغريزة على كل شيء وتوقف العقل عن التحكم أصبحوا حيوانات بأشكال بشرية فقط.
في لحظة خاطفة لمح ريان عصا غليظة في مكان قريب منه ووجد أيضاً بخاخ فيه مواد تنظيف حارقة للدهون مرمية من نافذة المطبخ.
حمل تلك العصا ونهض يكتم جراحه والألم الذي يعتصر قلبه، ببطئ ونظرات ثاقبة تراقب المكان من كل زاوية خشية أن يوقع به أحد قبل وصوله إلا مراده المنشود.
وكان له ما أراد وصل إلى بوابة الغرفة التي يجلسون فيها، وهنا كان يرى بأن أحدهم عزم على حمل كاتيا وهو يقول لها: تعالي أيتها الجميلة، سوف نلعب سويا.
بعد أن حملها على كتفه، قامت بخرمشته بأظافرها الطويلة فقد كانت تعتني بهم بشكل دائما فهم من مظهرها المهم للعمل ولرغبة الزبائن.
صرخ ذلك الرجل متألم ورمى كاتيا على الأرض وهو يقول: يا لك من قطة مشاكسة، سوف ترين ماذا سوف تكون نهاية اللعب معي.
ضحك واحد آخر من الرجال المتواجدين معه وقال: تلك الصغيرة جعلتك تتألم، يبدو أنك لم تعد قادر على فعل شيء، دعها عنك إذا وترك الأمر لي.
تلك الكلمات أشعلت غيظه وهم مرة أخرى يحمل كاتيا وهي تعيد الرجاء والطلب منه، لكنه كان عنيفاً معها وصرخ قائلاً: اصمتي أيتها الساقطة، لا تدعي الشرف الآن، الجميع يعرف ماذا تفعلين.
ومن خلف الجميع دخل ريان بتلك العصا التي معه وضرب أول رجل منهم على رأسه فسقط مغشي عليه.
انتبه الجميع لما حدث، وعندما رأته كاتيا توسعت حدقاتها وتلئلت الدموع في عيناها، وقالت بصوت خافت: ريـ..ــان.
هم الجميع يقتربون من ريان وقال أحدهم: إنه البطل الذي جاء لإنقاذ اميرته.
علت الضحكات والقهقهات من جميع الموجودين، واقتربوا منه رويداً رويدا، كي يقوموا بالقضاء عليه بشكل نهائي.
عندما اقترب واحد منه ضربه بتلك العصا، وبدأ النزاع بينهم، وتدخل الرجال الأربعة، وبدأوا بتسديد اللكمات والضربات.
أما كاتيا فكانت تفك تلك العقدة التي ربطت حول قدميها، كي تساعد ريان في تخلص من تلك المجموعة المحيطة به.
وبعد انشغال الجميع عنها استطاعت أخيراً أن تحرر نفسها وتطالع في المكان لتبحث عن أي أداة يمكن أن تساعدها في إبعاد تلك الوحوش عن ريان، لقد سقط بينهم رغم هذا كان يحاول لكن قوة الجماعة غلبت الشجاعة التي كان يمتلكها ريان.
وبينما هم يتعاركون لم تجد كاتيا شيء، فقررت أن تضرب أحدهم بكأس الشرب الذي يستخدمونه.
لم تفكر بما قد يحدث فيما بعد لكنها كانت عازمة على إنقاذ ريان الذي عرض حياته مرة أخرى للخطر من أجلها.
نهضت من مكانها نحو أضخم الرجال الموجودين بينهم وضربت الكأس في وسط رأسه.
خف الضجيج في ثوان معدودة، والتفت الرجل نحو كانيا ويده على رأسه، يتحسس مكان الإصابة.
ولاحظ بأن نزيف قد سال من رأسه ودماء غطت يده، في تلك اللحظة الخاطفة نهض ريان وأمسك البخاخ الذي كان معه وبدأ يرش على وجه الرجل الاخر.
ودخلت تلك المادة الحارقة في عينيه وأصبح يتخبط ويقوم بفرك عينيه لعله يستطيع فتحهما ومن خلال هذا فقد توازنه.
صرخ ريان بصوت مرتفع يقول لكانيا: هيا اسرعي اهربي من هنا هذا وقت مناسب.
فأمسكت بقطعة من الزجاج الذي سقط على الأرض متناثرا وقالت له: لن أخرج إلا معك، أو نبقى سويا.
صك أسنانه وقال لها ريان: لا تعاندي افعلي ما أقوله لك.
لم تنصت لكلماته تلك، وهجمت على الرجل الذي ضربته على رأسه وقامت بغرسها في يده، وبسبب صغر حجمها وحركتها السريعة لم يتمكن من الإمساك بها وهربت بسرعة من بين يديه.
أما ريان أمسك عصاته وضرب الرجل الذي رشت عيناه مرة أخرى كي لا يتمكن من اللحاق بهم بعد هروبهم.
كانت ملحمة حقيقة من كان ليصدق ما حدث، ريان المصاب بجروح ورضوض مع كاتيا تلك الفتاة الضعيفة، تمكنوا من القضاء على مجموعة من الرجال.
وبعد أن تمكنوا من هذا وصلت كاتيا لجوار ريان، فأمسك يدها وقال: عليك الآن الركض بسرعة دون أن تسألي إلى أين افعلي ما اقوله لك.
أومأت كاتيا برأسها موافقة، وانطلقا كلاهما معاً يحاولون الإبتعاد عن المكان قبل أن يتمكن أحد أخر من الإمساك بهم، فهما يعلمان بأنهما إذا تم إلقاء القبض عليهما سوف تكون النهاية وخيمة ولن يتمكنوا من النجاة مرة أخرى، ولن تكون العاقبة جيدة أبدآ.
أما ميرا حيث كانت مع والدها، اتصلت بالطبيب المسؤول وقالت له: حضرة للطبيب لقد علم والدي بشأن مرضه ونحن الآن نريد أن نراك حتى نبحث تفاصيل الأمور.
سر الطبيب وقال: هذا خبر جيد أنكم لم تطيلوا المدة وقمتوا بأخبره بسرعة، هذا يعني بأنكم قادرون على الحضور في الغد.
فقالت له ميرا: حسنا حضرة الطبيب، هل سيكون هناك فحوصات أو ما شابه ذلك في الغد؟
رد عليه وقال: عندما تكونوا هنا نقرر ذلك معا، ونضع خطة علاجية للبدأ بها في اقرب وقت ممكن.
قالت ميرا: حسنا، سنكون غداً صباحاً في العيادة.
وبعد ان انهت حديثها مع الطبيب، ذهبت لتخبر والدها عن الحديث الذي جرى بينهم.
وإذا بها تتفاجئ بأن والدها وزوجته ديمة يتحدثان وكان الواضح بأن الأجواء مشحونة غضبا وتوتر.
قالت ديمة بصوت عال مسموع في أرجاء البيت: لماذا نخفي حقيقة مثل هذه عنك؟
ثم أتبعت كلامها وقالت بنبرة فيها شيء من الشماتة: أم أنك لا تريد الاعتراف بأنك شخص مريض بمرض خطير قد لا تنجو منه.
كانت الصدمة قد سيطرت على تقاسيم وجه عاصم، لم يكن يصدق بأنها زوجته التي يحبها فقال لها: وهل انت سعيدة بمرضي هذا؟
ردت عليه وقالت نافية: لا، لا لست كذلك.
قال لها معاتبا: لست غبي، يمكنن أن أرى هذا بين كلماتك ولا يمكنك خداعي ببعض الكلمات الزائفة فأنا استطيع التمييز.
هنا أدركت ديمة بأن طريقتها كانت واضحة وأن ما تجول في خاطرها وصل إلى زوجها وهي تحاول التمهل في ذلك.
جلست بجانبه وربتت على كتفه وقالت له: لا تقول مثل هذا يا حبيبي.
وأكملت القول: لست كذلك لكنني لا أعرف من اين أبدا أو ماذا أقول، أشعر بأنني أعيش في صراع او كابوس.
تسلل زيف الكلمات التي قالتها ديمة إلى قلب عاصم، وشعر بأنها كل ما تقوله حقيقي وأنها تشعر بتخبط وندم.
تنهد وقال لها: أنا لا اعرف ما الذي حدث وأشعر بضيق احتاج أن تكوني إلى جانبي، أريد دعمك الآن أنا امر بفترة عصيبة.
أمسكت يد زوجها وقالت ديمة بعد أن رسمت ابتسامة زائفة على محياها: لا تقلق يا عزيزي أنا معك ولن أتركك وحدك ستزول هذه المحنة وتعود كما كنت منذ قبل.
هنا دخلت ميرا وقاطعت حديثهما وقالت: أنا هنا يا أبي لن اتخلى عنك، معك في رحلة العلاج هذه.
طالعت ديمة ميرا بنظرات فيها كثير من الحقد والكراهية، فيها دائما ما تتدخل في أوقات غير مناسبة لتفسد خطتها التي تحيكها.
أشار عاصم لبنته بأن تجلس إلى جانبه وقام باحتضان زوجته من جهة وابنته من جهة، وهو يقول لهما: أنتما عائلتي، ولا اتمنى حياة تخلوا منكما.
تنهدت ديمة بطريقة مسموعة، كي تعبر عن رفضها لما قال وما سمعت لم يكن بالأمر الذي يعجبها، لكن كل ما يمكنها فعله هو أن تصمت وتفكر في طريقة جديدة لتفيذ ما يدور في رأسها من خطط شيطانية.
في صبيحة اليوم التالي، كانت ميرا قد استعدت وذهبت لترى والدها إن كان جاهز أما لا، فكانت المفاجأة عند ما رأت ..
يتبع ..