الفصل الرابع عشر لا يقبل حديث
تحدثت منار بضيق شديد وهي تنظر إلى شقيقها وتتمنى أن يتوقف عن الأسئلة؛ فهي لا يوجد لديها شيء لتقوله:
-إذا سمحت يا كارم دعنا الآن نبحث عن مكان مناسب لنبقى به يومين، أنا أقدر ضيقك ولكن كما ترى الأمر طارئ.
كان يتابع قلقها وهو يعلم حبها الشديد إلى بيلا، يتساءل ما الذي تراه في بيلا يجعلها تخشى عليها بهذا الشكل كما لو كانت شقيقتها الصغرى!
كانت بيلا طوال اليوم داخل المنزل، تشعر بالكثير من التردد وهي لا تعلم ماذا تفعل مع بدر؟ نعم يبدو شخص جيد وليس سيء كما كان يتعامل معها منذ البداية، لكنه متزوج ولا يمكنها أن تتزوج به وتتجاهل ما حدث معها!
اغمضت عينيها بضيق شديد وتذكرت حديثه عن كونه لن يغصبها على شيء ويمكنها أن تتطلق منه في الوقت المناسب لها:
-أتمنى أن يتم حل كل شيء، لم يضع لي خيار آخر على كل حال، إن لم أتزوج به سوف يتحدثوا الكثير من الأشخاص عن وجودي هنا، حديث الناس لا يتوقف ولا يمكننا أن نمنع سوء الحديث من سيئين الطباع! أيضًا إن قررت الذهاب إلى مكان ما لا يمكنني العودة إلى منزل منار!
قبضت على رأسها وهي تشعر بالكثير من الصداع، وقفت وهي تتجول داخل غرفتها بغيظ شديد وتتحدث بصوت مرتفع لعلها تجد الإجابة:
-كارم لن يتركني وشأني، يبدو أنه كل يوم يزداد وقاحة عن اليوم السابق، لا يوجد فائدة به أبدًا، الآن زواجي من بدر لن أعتبره زواج أبدًا، هذا ما قصده هو على الأغلب، نعم يمكنني أن أطمئن لبعض الوقت.
سمعت طرقات على الباب لتأذن بالدخول ودلفت أسماء من بعدها وهي تشعر بالكثير من الراحة:
-لقد تحدثت مع بدر للتو يا بيلا، اخبرني بأنكوا اصبحتوا متفقين الآن هل هذا صحيح؟ هل أنتِ راضية عن الزواج به الآن؟!
نظرت بيلا لها وهي لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تقوله، نعم لقد اتفقت على الزواج! ولكن هل عليها قول التفاصيل لها وتجعلها تعلم أنها لن تكون زوجته كما تفكر هي؟ لم تنتظر أسماء وتابعت حديثها:
-سوف يكون كل شيء على ما يرام يا بيلا لا داعي للقلق، حياتكِ لن تكون صعبة مع بدر ولا شيء يستدعي الخوف، نعم أنا معترفة أن بدر شخص يغضب بسرعة، لا يوجد له خبرة بالمرح، لا يمكنه أن يعطي الضحكات لمن معه ولكنه يعطي الراحة والأمان يا ابنتي.
لم تكن بيلا مدركة لكل شيء تقوله أسماء، تتساءل ما قصدها بلا يعطي الضحكات بل يعطي الراحة والأمان؟ لم يكن لديها الطاقة لتتجادل معها، تحدثت إليها بهدوء قد خيم على قلبها:
-أنا لم أعد أفكر في شيء سوى الاستقرار يا أمي، على الأقل الآن، لم يعد يهمني شيء آخر.
ظهر الحزن على وجه أسماء وهي تشعر بالضيق تجاه هذا الشيء، كلما تذكرت أنس ينفطر قلبها ألمًا من فقدانه وعتابًا للشيء الذي قام به وخداعه لبيلا التي لا يوجد لديها ذنب سوى أنها تحبه وتثق به:
-سوف يجبر الله بخاطركِ يا ابنتي، أنتِ لم ترتكبي أي ذنب، لم تضري أي شخص ولهذا السبب سوف يبارك الله لكِ في حياتكِ، سوف تكوني سعيدة أنا واثقة من هذا.
ابتسمت بيلا لها بامتنان ومن ثم تحدثت:
-شكرًا لكِ يا أمي، أنا أعلم أن ما حدث تسبب في ايذائكِ، لكن اعلمي أنني أعلم الكثير عن قلبكِ الطيب، يكفي أنكِ احببتيني قبل حتى أن تعرفيني جيدًا، أعتذر لكِ إن تسببت في أي شيء.
ابتسمت لها أسماء وقد اجتمعت الدموع بعينيها ومن ثم حركت رأسها بنفي وهي تربت على يدها بحنان:
-حبيبتي لا داعي لأعتذاركِ، أنا أقدر ضيقكِ وصدمتكِ من هذا الوضع الذي وجدتي نفسكِ بداخله بين يوم وليلة.
اومأت بيلا لها وتحدثت الأخرى وهي تدلك جبينها بارهاق:
-لقد نسيت الأمر، أتيت لأتي بكِ حتى تتناولي الطعام معنا، هيا الجميع في الأسفل ينتظر، حضرت الطعام أنا وبيري وسوف يعجبكِ أعلم هذا.
اومأت بيلا لها وهي تربت على شعرها لتقوم بضبطه ومن ثم تبعتها إلى الأسفل، ككل يوم وجدت بدر يجلس فوق الكرسي الرئيسي والكرسي عن يمينه فارغًا كما لو كان في انتظار أنس، تتذكر كيف كان ينظر لها عندما جلست عليه في بداية مجيئها إلى هنا.
اقتربت واوشكت على الجلوس بجوار بيري لتقوم أسماء بسحب الكرسي المجاور إلى بدر وعلى الفور بدأت التحدث إلى بيلا:
-تعالي يا ابنتي اجلسي هنا، مقعدكِ سيكون بجوار بدر من بعد الآن.
نظر بدر إلى والدته وهو يشعر بالغيظ الشديد منها، تحدثت بيلا وقد شعرت بالكثير من الاحراج:
-لا يوجد داعي لهذا يا أمي، أنا سوف أجلس بجوار بيري.
تحدث بدر بعد أن لاحظ نظراتها إليه وأشار لها على الكرسي الموجود بجواره:
-تعالي يا بيلا استمعي إلى حديثها.
اقتربت بيلا وهي تشعر بالكثير من الاحراج، تحدثت بيري بعدم استيعاب وهي تفرق نظراتها بين شقيقها وبين بيلا التي تدعو أن يتوقفوا عن فتح أمرها هي وبدر:
-اخبروني هل عزمتوا الزواج حقًا؟!
نظر بدر لها وهو يحثها بنظراته أن تلتزم الصمت:
-توقفوا عن التحدث أثناء تناول الطعام، هذا الأمر ليس جيد.
شعرت بيري بالكثير من الضيق وهي تريد معرفة التفاصيل:
-يا أخي أرجوك أنا أريد التأكد من هذا الأمر، سمعتك تتحدث إلى أمي، حتى أمي ترفض التحدث، اخبرني ماذا عن أمل؟ هل ستتركها؟!
انفعل بدر وهو يلقي الملعقة على الطاولة ويتحدث بغضب شديد:
-ألم أقل لكِ توقفي يا بيري؟ أنا لست مستعد للتحدث الآن، لسنا متفرغين ونتناول الطعام ما الذي تريديه؟
شعرت بيري بالاحراج وتوقفت عن السؤال، أما عن بيلا نظرت له ولا تعلم كيف ومتى استطاعت أن تمحوا قلقها منه:
-توقف أنت ليس من حقك أن تتحدث معها بتلك الطريقة، إن كنت مكانها سوف يكون لديك الفضول وكنت ستصر على معرفة كل شيء!
نظر بدر لها وقد كان الغضب يتطاير من عينيه السوداء القاتمة:
-أتمنى عندما أتحدث مع شقيقتي لا تتدخلي يا بيلا.
شعرت أسماء أن بدر على وشك أن يفسد كل شيء وعلى الفور امسكت بيده وهي تجلس بجواره موازية لبيلا التي تنظر له وتحاول أن تبقى ثابتة:
-أهدأ يا بدر لا يصح هذا، الأمر يخصك ويخص بيلا أيضًا، بيري شقيقتك وعليها أن تعرف كل شيء، لكن إياكِ أن تخبري أي شخص يا بيري لا نريد للخبر أن ينتشر الآن ويصل إلى أمل أو لأي شخص آخر.
نظرت بيري إلى بدر بخيبة أمل ومن ثم إلى والدتها والضيق الشديد يظهر على وجهها:
-لم يعد لدي أحد لأخبره يا أمي، بدر لا يقبل بالصداقات وأنا لم أعصي له أمر، كما أنني لا أتحدث مع أمل بخصوص شيء وهي لا تبادر بالحديث معي، لم أعد أريد معرفة شيء، إن كان لا يرغب في جعلي أعرف فأنا لا أريد المعرفة.
تركته وعلى الفور ذهبت إلى غرفتها، نظرت أسماء له بلوم شديد بينما هو كان يحاول الهدوء ولا يتحمل هذا الكم من الأحداث في وقت واحد، يكفي أنه ما زال لا يدرك أنه سوف يتزوج ببيلا ويعلم أن رد فعل أمل لن يكون هين أبدًا كما تتذكر والدته:
-لماذا تعاملت معها بتلك الطريقة يا بدر؟ تعلم أن شقيقتك ليست بهذا السوء، هي ليست من هذا النوع الذي ينقل الأخبار ويفعل مثل تلك الأشياء.
حاول بدر أن ينظم أنفاسه ومن ثم نظر لها بضيق شديد يسيطر عليه:
-أمي أرجوكِ أنا لست في مزاج جيد للتحدث في الأمر، دعينا نؤجل هذا الحديث فيما بعد، لقد شبعت شكرًا لكِ.
وقف وقد أتجه إلى المكتب بصمت بينما بيلا نظرت إلى أسماء وكأنها تواجهها برفض بدر إلى هذا الأمر:
-اخبريني يا أمي ما الذي يحدث؟ هل أنتِ من غصبتي بدر على هذا الزواج أم أنني فهمت الأمور بشكل خاطئ؟!
ابتلعت أسماء ما بحلقها وهي تشعر بالضيق الشديد:
-ما هذا الحديث يا بيلا؟ هو ليس طفل صغير ليقوم أحد باغصابه على شيء لا يرغب فيه!
نظرت بيلا إلى عينيها بينما أسماء لم تستطيع أن تواجهها وعلى الفور ذهبت إلى مكتب بدر حتى تتحدث معه، حركت بيلا رأسها باحباط:
-لا يمكن لشيء أن يسير بشكل جيد في هذا المنزل، هذا الشخص لا أتمكن من التعامل معه، أنا أعلم أنني سوف أعاني من عقله الغريب وأفعاله الأغرب!
-إذا سمحت يا كارم دعنا الآن نبحث عن مكان مناسب لنبقى به يومين، أنا أقدر ضيقك ولكن كما ترى الأمر طارئ.
كان يتابع قلقها وهو يعلم حبها الشديد إلى بيلا، يتساءل ما الذي تراه في بيلا يجعلها تخشى عليها بهذا الشكل كما لو كانت شقيقتها الصغرى!
كانت بيلا طوال اليوم داخل المنزل، تشعر بالكثير من التردد وهي لا تعلم ماذا تفعل مع بدر؟ نعم يبدو شخص جيد وليس سيء كما كان يتعامل معها منذ البداية، لكنه متزوج ولا يمكنها أن تتزوج به وتتجاهل ما حدث معها!
اغمضت عينيها بضيق شديد وتذكرت حديثه عن كونه لن يغصبها على شيء ويمكنها أن تتطلق منه في الوقت المناسب لها:
-أتمنى أن يتم حل كل شيء، لم يضع لي خيار آخر على كل حال، إن لم أتزوج به سوف يتحدثوا الكثير من الأشخاص عن وجودي هنا، حديث الناس لا يتوقف ولا يمكننا أن نمنع سوء الحديث من سيئين الطباع! أيضًا إن قررت الذهاب إلى مكان ما لا يمكنني العودة إلى منزل منار!
قبضت على رأسها وهي تشعر بالكثير من الصداع، وقفت وهي تتجول داخل غرفتها بغيظ شديد وتتحدث بصوت مرتفع لعلها تجد الإجابة:
-كارم لن يتركني وشأني، يبدو أنه كل يوم يزداد وقاحة عن اليوم السابق، لا يوجد فائدة به أبدًا، الآن زواجي من بدر لن أعتبره زواج أبدًا، هذا ما قصده هو على الأغلب، نعم يمكنني أن أطمئن لبعض الوقت.
سمعت طرقات على الباب لتأذن بالدخول ودلفت أسماء من بعدها وهي تشعر بالكثير من الراحة:
-لقد تحدثت مع بدر للتو يا بيلا، اخبرني بأنكوا اصبحتوا متفقين الآن هل هذا صحيح؟ هل أنتِ راضية عن الزواج به الآن؟!
نظرت بيلا لها وهي لا تعلم ما الذي يجب عليها أن تقوله، نعم لقد اتفقت على الزواج! ولكن هل عليها قول التفاصيل لها وتجعلها تعلم أنها لن تكون زوجته كما تفكر هي؟ لم تنتظر أسماء وتابعت حديثها:
-سوف يكون كل شيء على ما يرام يا بيلا لا داعي للقلق، حياتكِ لن تكون صعبة مع بدر ولا شيء يستدعي الخوف، نعم أنا معترفة أن بدر شخص يغضب بسرعة، لا يوجد له خبرة بالمرح، لا يمكنه أن يعطي الضحكات لمن معه ولكنه يعطي الراحة والأمان يا ابنتي.
لم تكن بيلا مدركة لكل شيء تقوله أسماء، تتساءل ما قصدها بلا يعطي الضحكات بل يعطي الراحة والأمان؟ لم يكن لديها الطاقة لتتجادل معها، تحدثت إليها بهدوء قد خيم على قلبها:
-أنا لم أعد أفكر في شيء سوى الاستقرار يا أمي، على الأقل الآن، لم يعد يهمني شيء آخر.
ظهر الحزن على وجه أسماء وهي تشعر بالضيق تجاه هذا الشيء، كلما تذكرت أنس ينفطر قلبها ألمًا من فقدانه وعتابًا للشيء الذي قام به وخداعه لبيلا التي لا يوجد لديها ذنب سوى أنها تحبه وتثق به:
-سوف يجبر الله بخاطركِ يا ابنتي، أنتِ لم ترتكبي أي ذنب، لم تضري أي شخص ولهذا السبب سوف يبارك الله لكِ في حياتكِ، سوف تكوني سعيدة أنا واثقة من هذا.
ابتسمت بيلا لها بامتنان ومن ثم تحدثت:
-شكرًا لكِ يا أمي، أنا أعلم أن ما حدث تسبب في ايذائكِ، لكن اعلمي أنني أعلم الكثير عن قلبكِ الطيب، يكفي أنكِ احببتيني قبل حتى أن تعرفيني جيدًا، أعتذر لكِ إن تسببت في أي شيء.
ابتسمت لها أسماء وقد اجتمعت الدموع بعينيها ومن ثم حركت رأسها بنفي وهي تربت على يدها بحنان:
-حبيبتي لا داعي لأعتذاركِ، أنا أقدر ضيقكِ وصدمتكِ من هذا الوضع الذي وجدتي نفسكِ بداخله بين يوم وليلة.
اومأت بيلا لها وتحدثت الأخرى وهي تدلك جبينها بارهاق:
-لقد نسيت الأمر، أتيت لأتي بكِ حتى تتناولي الطعام معنا، هيا الجميع في الأسفل ينتظر، حضرت الطعام أنا وبيري وسوف يعجبكِ أعلم هذا.
اومأت بيلا لها وهي تربت على شعرها لتقوم بضبطه ومن ثم تبعتها إلى الأسفل، ككل يوم وجدت بدر يجلس فوق الكرسي الرئيسي والكرسي عن يمينه فارغًا كما لو كان في انتظار أنس، تتذكر كيف كان ينظر لها عندما جلست عليه في بداية مجيئها إلى هنا.
اقتربت واوشكت على الجلوس بجوار بيري لتقوم أسماء بسحب الكرسي المجاور إلى بدر وعلى الفور بدأت التحدث إلى بيلا:
-تعالي يا ابنتي اجلسي هنا، مقعدكِ سيكون بجوار بدر من بعد الآن.
نظر بدر إلى والدته وهو يشعر بالغيظ الشديد منها، تحدثت بيلا وقد شعرت بالكثير من الاحراج:
-لا يوجد داعي لهذا يا أمي، أنا سوف أجلس بجوار بيري.
تحدث بدر بعد أن لاحظ نظراتها إليه وأشار لها على الكرسي الموجود بجواره:
-تعالي يا بيلا استمعي إلى حديثها.
اقتربت بيلا وهي تشعر بالكثير من الاحراج، تحدثت بيري بعدم استيعاب وهي تفرق نظراتها بين شقيقها وبين بيلا التي تدعو أن يتوقفوا عن فتح أمرها هي وبدر:
-اخبروني هل عزمتوا الزواج حقًا؟!
نظر بدر لها وهو يحثها بنظراته أن تلتزم الصمت:
-توقفوا عن التحدث أثناء تناول الطعام، هذا الأمر ليس جيد.
شعرت بيري بالكثير من الضيق وهي تريد معرفة التفاصيل:
-يا أخي أرجوك أنا أريد التأكد من هذا الأمر، سمعتك تتحدث إلى أمي، حتى أمي ترفض التحدث، اخبرني ماذا عن أمل؟ هل ستتركها؟!
انفعل بدر وهو يلقي الملعقة على الطاولة ويتحدث بغضب شديد:
-ألم أقل لكِ توقفي يا بيري؟ أنا لست مستعد للتحدث الآن، لسنا متفرغين ونتناول الطعام ما الذي تريديه؟
شعرت بيري بالاحراج وتوقفت عن السؤال، أما عن بيلا نظرت له ولا تعلم كيف ومتى استطاعت أن تمحوا قلقها منه:
-توقف أنت ليس من حقك أن تتحدث معها بتلك الطريقة، إن كنت مكانها سوف يكون لديك الفضول وكنت ستصر على معرفة كل شيء!
نظر بدر لها وقد كان الغضب يتطاير من عينيه السوداء القاتمة:
-أتمنى عندما أتحدث مع شقيقتي لا تتدخلي يا بيلا.
شعرت أسماء أن بدر على وشك أن يفسد كل شيء وعلى الفور امسكت بيده وهي تجلس بجواره موازية لبيلا التي تنظر له وتحاول أن تبقى ثابتة:
-أهدأ يا بدر لا يصح هذا، الأمر يخصك ويخص بيلا أيضًا، بيري شقيقتك وعليها أن تعرف كل شيء، لكن إياكِ أن تخبري أي شخص يا بيري لا نريد للخبر أن ينتشر الآن ويصل إلى أمل أو لأي شخص آخر.
نظرت بيري إلى بدر بخيبة أمل ومن ثم إلى والدتها والضيق الشديد يظهر على وجهها:
-لم يعد لدي أحد لأخبره يا أمي، بدر لا يقبل بالصداقات وأنا لم أعصي له أمر، كما أنني لا أتحدث مع أمل بخصوص شيء وهي لا تبادر بالحديث معي، لم أعد أريد معرفة شيء، إن كان لا يرغب في جعلي أعرف فأنا لا أريد المعرفة.
تركته وعلى الفور ذهبت إلى غرفتها، نظرت أسماء له بلوم شديد بينما هو كان يحاول الهدوء ولا يتحمل هذا الكم من الأحداث في وقت واحد، يكفي أنه ما زال لا يدرك أنه سوف يتزوج ببيلا ويعلم أن رد فعل أمل لن يكون هين أبدًا كما تتذكر والدته:
-لماذا تعاملت معها بتلك الطريقة يا بدر؟ تعلم أن شقيقتك ليست بهذا السوء، هي ليست من هذا النوع الذي ينقل الأخبار ويفعل مثل تلك الأشياء.
حاول بدر أن ينظم أنفاسه ومن ثم نظر لها بضيق شديد يسيطر عليه:
-أمي أرجوكِ أنا لست في مزاج جيد للتحدث في الأمر، دعينا نؤجل هذا الحديث فيما بعد، لقد شبعت شكرًا لكِ.
وقف وقد أتجه إلى المكتب بصمت بينما بيلا نظرت إلى أسماء وكأنها تواجهها برفض بدر إلى هذا الأمر:
-اخبريني يا أمي ما الذي يحدث؟ هل أنتِ من غصبتي بدر على هذا الزواج أم أنني فهمت الأمور بشكل خاطئ؟!
ابتلعت أسماء ما بحلقها وهي تشعر بالضيق الشديد:
-ما هذا الحديث يا بيلا؟ هو ليس طفل صغير ليقوم أحد باغصابه على شيء لا يرغب فيه!
نظرت بيلا إلى عينيها بينما أسماء لم تستطيع أن تواجهها وعلى الفور ذهبت إلى مكتب بدر حتى تتحدث معه، حركت بيلا رأسها باحباط:
-لا يمكن لشيء أن يسير بشكل جيد في هذا المنزل، هذا الشخص لا أتمكن من التعامل معه، أنا أعلم أنني سوف أعاني من عقله الغريب وأفعاله الأغرب!