14
أقسى ما يمكن أن يعيشه المرء هو أن تكون حياته مرهونة بين أعداءه أو الأشخاص الذين يكرهون وجوده في هذه الحياة ويسعون إلى تدميره بشتى الطريق وأقذرها.
لا يكتفي العدو بفعل هذا فقط بل دائما ما يسعى إلى استغلال ضعف ضحيته كي يستفيد بكل وسيلة ممكنة ومتاحة، ويستمد القوة في تصرفاته من ضعف ضحيته التي تسمع وتطيع الأوامر التي يفرضها عليها.
ولا يوجد حل لحماية النفس سوى الرفض وعدم الاستسلام كما يقول المثل الشعبي " خير وسيلة للدفاع هي الهجوم " وهذا ما يتوجب فعله.
حمل ذلك الرجل الضخم كاتيا بين ذراعيه وهي مكبلة اليدين تحاول ركله بقدميها وكأنها تتخبط مثل سمكة تكاد تخرج من الماء وتموت.
في غرفة أخرى كان يجلس بعض الرجال وصل إليهم الحارس وكانوا يشربون بعض الكوؤس من المشروبات التي تفقدهم العقل والوعي.
وما إن رأوه يحمل كاتيا حتى رسمت على وجههم الدهشة والعجب، من يتجرأ أن يفعل هذا بكاتيا، الجميع يعلم أنها مدللة في عملها وهي مرغوبة عند مسعود وزبائنه لذا يكونوا حريصين على عدم ازعاجها.
فقال له أحدهم بنبرة فيها التعجب: ماذا تفعل يا رجل؟
رد عليه الحارس وهو يضع كاتيا على الأرض بأحدى الزوايا، ثم قال له: إنها غنيمة اليوم.
لم يفهم أحد من الموجودين قصده فطلبوا شرح تفصيلي.
ليرد الحارس بالقول وفى نبرت
ه كثير من المكر والسعادة: لقد مناحنا السيد مسعود ليلة كاملة برفقة كاتيا.
علت ضحكات الرجال وكل منهم يرمي بكلمة، وآخر اقتراح تحدي بينهم جميعاً..
بعد أن تركت كاتيا على الأرض انضم الحارس إلى الرجال يشربون ويملؤون البطون.
وقال الحارس بنبرة فيها خبث ومكر,: هذه ليلة الحظ الخاصة بنا علينا أن نستمتع في كل لحظة ولا نفوت على أنفسنا أي شيء مما يمكن أن يسعدنا.
وافقه أحدهم الرأي وقال: أن سأفتحت هذه الليل بكأس السعادة والحظ الجيد لنا جميعاً.
ثم تدخل الآخر قائلا: هذا صحيح نحن نستحق المكافأة الكبيرة هذه.
وستبدأ هذه الليلة بطريقة التي سوف يتم الاتفاق عليها من قبل الجميع.
أما ريان فقد كانت يتلقى العلاج اللازم، وقد استعاد وعييه، إلا أنه بقيى يدعي الإغماء ولم يفتح عيناه كي لا يقوم أحد بتعذيبه مرة أخرى.
وكان يحاول يفكر بطريقة للهرب من هذا المكان الذي هو عالق به الآن، ومن أين يكون حبل النجاة من مأزق كهذا في حال كهذا.
بينما كان الشخص المسؤول عن حراسته يتحدث مع الطبيب الذي خصص لفحص حالة ريان فسأله: كيف أصبح هذا الآن؟
أجاب الطبيب( وهو ليس طبيب مختص إنما رجل يعمل معهم لكن لديه بعض المعرفة الطبية): لقد تم وقف النزيف واخذ المصل المطلوب يجب أن يتحسن حاله قريباً، هذا ما أظنه.
ليسأل الحارس مرة أخرى متى سيكون هذا التحسن.
رفع الطبيب كتفيه وقلب شفته السفلى ثم قال: هذا متعلق بمقاومة جسده وتقبله للدواء والاستجابة له.
بينما هما يتحدثان كان ريان يستمع إليهما دون أن يدروا عنه شيء، وفجأة رن هاتف الحارس وأجاب فورا.
وما إن مرت لحظات قليلة حتى علت قهقهة الرجل فرح ولم يكن معلوم السبب.
إلا أنه قال: حسنا، سوف أقوم بتأمين هذا الوغد ثم أتي لكم بسرعة، هذه غنيمة لا تضيع.
كان ريان ينتظر أن يعلم ما سبب تلك السعادة التي حلت على الرجل فجأة، والأهم من هذا ما هو الغنيمة التي يخشى ضياعها، تلك الكلمة جعلته يشعر بالقلق ولديه ظن بأن الأمر متعلق بالفتاة كاتيا.
وما إن أغلق الهاتف حتى سأله صديقه الطبيب: ما كل هذا السرور يا صاح؟!
رد عليه بخبث: لقد أهدانا السيد مسعود غنيمة لهذه الليلة.
لم يفهم الطبيب ذلك فسأله: ما هي الغنيمة التي أبهرتك؟
رد عليه قائلا: تلك الفتاة التي يقصدها الكثير من الرجال.
صعق ريان من الكلام الذي سمعه وتاكد حينها بأن حديثه عن كاتيا وأن شيء ما سوف يحدث إن لم يتدخل فيوالوقت المناسب.
ثم أتم الرجل حديثه وقال: أريد أن أذهب للانضمام إلى الأصدقاء، هل يمكنك العناية بهذا الغبي حتى أعود؟
رد عليه الطبيب وقال بنبرة قذرة: ألا استطيع المشاركة؟!
ربت الحارس على كتف زميله وقال له: الآن دوري عندما أعود انا تذهب أنت، لا نريد أن نخسر رضى السيد مسعود علينا كي يكرر الأمر، فهذه المرة الأولى التي يقدم على مثل هذا الأمر.
وافق الممرض او الطبيب كما يلقبه الحراس على البقاء وحيدا مع ريان المغمى عليه والفاقد للوعي كما يدعي بدون حراس أو اي وسيلة للسيطرة عليه.
وما إن انصرف الحارس، حتى لمعت فكرة في رأس ريان وهي أن ينتفض وينقض على الرجل الموجود، رغم أنه متعب إلا أنه من الضروري المحاولة، لن يكترث لجراحه.
وفجأة بدون سابق إنذار انتفض منقض على الرجل وركله بقدمه بكل قوة على وجهه، أسقطه أرضا لم يدرك الممرض ما الذي يحدث وكيف ضُرب فجأة من رجل ممدد بدون حراك.
لم يكن قادر على رد تلك الضربة، وتمكن ريان من ركله عدة مرات ثم قام بربط يديه وقدميه، ولم ينسى إغلاق فمه ثم قام بتغطيته ببطانة كانت موجودة في المكان.
وقال له: عليك أن تصمت الآن وإلا انهيت حياتك هل تفهم حضرة الطبيب؟!
أومأ الرجل رأسه، فهو لا يملك خيار آخر سوى الموافقة على هذا، كي لا يجعل نفسه عرضة للضرب ثانية تحت اقدام ريان.
ثم انطلق ريان واغلق باب تلك الغرفة، يبحث عن المكان الذي يتواجد فيه الرجال، أين يمكن أن يكونوا؟
بهدوء حذر يسير وهو يجر نفسه لا يدري في أي جهة يسير وهو يحدث نفسه قائلا: اين تكون تلك الفتاة؟ وكيف لي أن اساعدها وأنا لا أقوى على حمل نفسي.
فقرر الذهاب إلى مكان كان قد اعتاد على رؤية الحرس يجتمعون فيه بشكل شبه يومي، قد كانوا يجتمعوا في حانة صغيرة قريبة من مكان حراسته.
وكان على ريان أن يسرع قبل أن يأتي أحد ويعلم بأمر اختفاءه، وقد.يصلون إليه في اي دقيقة، وهو يحاول أن يصبر على جراحه ويبقى متماسك قدر الإمكان حتى لا يفقد نفسه وكاتيا هذه المرة..
فهو مدين لها برد جميل وقد انقذته مرتين من قبل وساعدته، فهذا وقت مناسب رد الجميل بذات الطريقة.
بينما يكابد على نفسه وصل إلى وجهته أخير وقد كان قريبا جدا، وحاول أن يتاكد إن كانت كانيا موجودة في هذا المكان أم لا.
بهدوء حذر وصل وحاول التسلل ليسترق النظر، وهذا ما حدث بالفعل، كان الرجال قد وصلوا إلى مرحلة لا يبصرون ما حولهم من تلك المشروبات التي تناولوها.
ومن نافذة مطلة على المكان كان يقف ريان يطالعهم، وتمكن من رؤية اربعة من الرجال الموجودين.
وبعد المراقبة لبعض الوقت لاحظة وجود كاتيا في زاوية ملقى على الأرض، واضح على وجهها البكاء والانهيار.
وكان أحد الأشخاص قريب منها يشد شعرها ثم يرميها على الأرض مجددا .
هذا الأمر آثار غضب ريان وانفعاله بشدة، وقد عزم على كسر يد ذلك الرجل بالتحديد.
أما ميرا ووالدها فقد علم كل تفاصيل الأمور المتعلقة بمرضه فقالت ميرا: يجب ان نبدا رحلة العلاج من الغد بما أنك قد علمت عن الأمر ولا داعي لتأخير.
رد عاصم وقال: يجب أن اتحدث مع الطبيب في خصوص هذا الأمر ثم نحدد ما يجب علينا القيام به.
وافقت ميرا على كلام والدها وقالت: ما تقوله صحيح يا أبي، سوف نفعل ذلك في الغد وبشكل سريع لن ننتظر طويل.
وهنا خطر في بال عاصم سؤال وقال: ديمة! أين هي؟
ردت ميرا وهي غاضبة منها: إنها في غرفتها الآن.
شعر عاصم بالخذلان عندما علم بأن ديمة لم تلقي بال للوقوف معه في محنته رغم أنه محنة قاسية يحتاج إلى شريكته بجانبه.
الكلام لا يكفي كي يثبت الحب، إنما الأفعال والتصرفات هي التي تقويه وتجعله حقيقي وملموس.
جميع الناس يقولون نحن نحب، لكن ليس الجميع قادر على إثبات ذلك أو جعله حقيقي كما يتمنى الطرف الآخر.
التخلي هو مقبرة الحب والتي يدفن فيها وينتهي، مهما كان قوي ويقال بأنه يستمر ومرتبط بكثير من المواثيق إلا أنه يختفي ويقل بشكل تدريجي ومتتالي في حال تمكن الخذلان من أوصاله رويداً رويدا.
وهذا ما كان يحدث بالفعل بين ديمة وزوجها عاصم وكانت هذه هي الضربة الأولى التي تتلقاها علاقتهما وهو الاختبار الأول لها، فهل من الممكن لها أن تصمد؟
هذا ما سنعرفه في الفصول القادمة.. يتبع ..
لا يكتفي العدو بفعل هذا فقط بل دائما ما يسعى إلى استغلال ضعف ضحيته كي يستفيد بكل وسيلة ممكنة ومتاحة، ويستمد القوة في تصرفاته من ضعف ضحيته التي تسمع وتطيع الأوامر التي يفرضها عليها.
ولا يوجد حل لحماية النفس سوى الرفض وعدم الاستسلام كما يقول المثل الشعبي " خير وسيلة للدفاع هي الهجوم " وهذا ما يتوجب فعله.
حمل ذلك الرجل الضخم كاتيا بين ذراعيه وهي مكبلة اليدين تحاول ركله بقدميها وكأنها تتخبط مثل سمكة تكاد تخرج من الماء وتموت.
في غرفة أخرى كان يجلس بعض الرجال وصل إليهم الحارس وكانوا يشربون بعض الكوؤس من المشروبات التي تفقدهم العقل والوعي.
وما إن رأوه يحمل كاتيا حتى رسمت على وجههم الدهشة والعجب، من يتجرأ أن يفعل هذا بكاتيا، الجميع يعلم أنها مدللة في عملها وهي مرغوبة عند مسعود وزبائنه لذا يكونوا حريصين على عدم ازعاجها.
فقال له أحدهم بنبرة فيها التعجب: ماذا تفعل يا رجل؟
رد عليه الحارس وهو يضع كاتيا على الأرض بأحدى الزوايا، ثم قال له: إنها غنيمة اليوم.
لم يفهم أحد من الموجودين قصده فطلبوا شرح تفصيلي.
ليرد الحارس بالقول وفى نبرت
ه كثير من المكر والسعادة: لقد مناحنا السيد مسعود ليلة كاملة برفقة كاتيا.
علت ضحكات الرجال وكل منهم يرمي بكلمة، وآخر اقتراح تحدي بينهم جميعاً..
بعد أن تركت كاتيا على الأرض انضم الحارس إلى الرجال يشربون ويملؤون البطون.
وقال الحارس بنبرة فيها خبث ومكر,: هذه ليلة الحظ الخاصة بنا علينا أن نستمتع في كل لحظة ولا نفوت على أنفسنا أي شيء مما يمكن أن يسعدنا.
وافقه أحدهم الرأي وقال: أن سأفتحت هذه الليل بكأس السعادة والحظ الجيد لنا جميعاً.
ثم تدخل الآخر قائلا: هذا صحيح نحن نستحق المكافأة الكبيرة هذه.
وستبدأ هذه الليلة بطريقة التي سوف يتم الاتفاق عليها من قبل الجميع.
أما ريان فقد كانت يتلقى العلاج اللازم، وقد استعاد وعييه، إلا أنه بقيى يدعي الإغماء ولم يفتح عيناه كي لا يقوم أحد بتعذيبه مرة أخرى.
وكان يحاول يفكر بطريقة للهرب من هذا المكان الذي هو عالق به الآن، ومن أين يكون حبل النجاة من مأزق كهذا في حال كهذا.
بينما كان الشخص المسؤول عن حراسته يتحدث مع الطبيب الذي خصص لفحص حالة ريان فسأله: كيف أصبح هذا الآن؟
أجاب الطبيب( وهو ليس طبيب مختص إنما رجل يعمل معهم لكن لديه بعض المعرفة الطبية): لقد تم وقف النزيف واخذ المصل المطلوب يجب أن يتحسن حاله قريباً، هذا ما أظنه.
ليسأل الحارس مرة أخرى متى سيكون هذا التحسن.
رفع الطبيب كتفيه وقلب شفته السفلى ثم قال: هذا متعلق بمقاومة جسده وتقبله للدواء والاستجابة له.
بينما هما يتحدثان كان ريان يستمع إليهما دون أن يدروا عنه شيء، وفجأة رن هاتف الحارس وأجاب فورا.
وما إن مرت لحظات قليلة حتى علت قهقهة الرجل فرح ولم يكن معلوم السبب.
إلا أنه قال: حسنا، سوف أقوم بتأمين هذا الوغد ثم أتي لكم بسرعة، هذه غنيمة لا تضيع.
كان ريان ينتظر أن يعلم ما سبب تلك السعادة التي حلت على الرجل فجأة، والأهم من هذا ما هو الغنيمة التي يخشى ضياعها، تلك الكلمة جعلته يشعر بالقلق ولديه ظن بأن الأمر متعلق بالفتاة كاتيا.
وما إن أغلق الهاتف حتى سأله صديقه الطبيب: ما كل هذا السرور يا صاح؟!
رد عليه بخبث: لقد أهدانا السيد مسعود غنيمة لهذه الليلة.
لم يفهم الطبيب ذلك فسأله: ما هي الغنيمة التي أبهرتك؟
رد عليه قائلا: تلك الفتاة التي يقصدها الكثير من الرجال.
صعق ريان من الكلام الذي سمعه وتاكد حينها بأن حديثه عن كاتيا وأن شيء ما سوف يحدث إن لم يتدخل فيوالوقت المناسب.
ثم أتم الرجل حديثه وقال: أريد أن أذهب للانضمام إلى الأصدقاء، هل يمكنك العناية بهذا الغبي حتى أعود؟
رد عليه الطبيب وقال بنبرة قذرة: ألا استطيع المشاركة؟!
ربت الحارس على كتف زميله وقال له: الآن دوري عندما أعود انا تذهب أنت، لا نريد أن نخسر رضى السيد مسعود علينا كي يكرر الأمر، فهذه المرة الأولى التي يقدم على مثل هذا الأمر.
وافق الممرض او الطبيب كما يلقبه الحراس على البقاء وحيدا مع ريان المغمى عليه والفاقد للوعي كما يدعي بدون حراس أو اي وسيلة للسيطرة عليه.
وما إن انصرف الحارس، حتى لمعت فكرة في رأس ريان وهي أن ينتفض وينقض على الرجل الموجود، رغم أنه متعب إلا أنه من الضروري المحاولة، لن يكترث لجراحه.
وفجأة بدون سابق إنذار انتفض منقض على الرجل وركله بقدمه بكل قوة على وجهه، أسقطه أرضا لم يدرك الممرض ما الذي يحدث وكيف ضُرب فجأة من رجل ممدد بدون حراك.
لم يكن قادر على رد تلك الضربة، وتمكن ريان من ركله عدة مرات ثم قام بربط يديه وقدميه، ولم ينسى إغلاق فمه ثم قام بتغطيته ببطانة كانت موجودة في المكان.
وقال له: عليك أن تصمت الآن وإلا انهيت حياتك هل تفهم حضرة الطبيب؟!
أومأ الرجل رأسه، فهو لا يملك خيار آخر سوى الموافقة على هذا، كي لا يجعل نفسه عرضة للضرب ثانية تحت اقدام ريان.
ثم انطلق ريان واغلق باب تلك الغرفة، يبحث عن المكان الذي يتواجد فيه الرجال، أين يمكن أن يكونوا؟
بهدوء حذر يسير وهو يجر نفسه لا يدري في أي جهة يسير وهو يحدث نفسه قائلا: اين تكون تلك الفتاة؟ وكيف لي أن اساعدها وأنا لا أقوى على حمل نفسي.
فقرر الذهاب إلى مكان كان قد اعتاد على رؤية الحرس يجتمعون فيه بشكل شبه يومي، قد كانوا يجتمعوا في حانة صغيرة قريبة من مكان حراسته.
وكان على ريان أن يسرع قبل أن يأتي أحد ويعلم بأمر اختفاءه، وقد.يصلون إليه في اي دقيقة، وهو يحاول أن يصبر على جراحه ويبقى متماسك قدر الإمكان حتى لا يفقد نفسه وكاتيا هذه المرة..
فهو مدين لها برد جميل وقد انقذته مرتين من قبل وساعدته، فهذا وقت مناسب رد الجميل بذات الطريقة.
بينما يكابد على نفسه وصل إلى وجهته أخير وقد كان قريبا جدا، وحاول أن يتاكد إن كانت كانيا موجودة في هذا المكان أم لا.
بهدوء حذر وصل وحاول التسلل ليسترق النظر، وهذا ما حدث بالفعل، كان الرجال قد وصلوا إلى مرحلة لا يبصرون ما حولهم من تلك المشروبات التي تناولوها.
ومن نافذة مطلة على المكان كان يقف ريان يطالعهم، وتمكن من رؤية اربعة من الرجال الموجودين.
وبعد المراقبة لبعض الوقت لاحظة وجود كاتيا في زاوية ملقى على الأرض، واضح على وجهها البكاء والانهيار.
وكان أحد الأشخاص قريب منها يشد شعرها ثم يرميها على الأرض مجددا .
هذا الأمر آثار غضب ريان وانفعاله بشدة، وقد عزم على كسر يد ذلك الرجل بالتحديد.
أما ميرا ووالدها فقد علم كل تفاصيل الأمور المتعلقة بمرضه فقالت ميرا: يجب ان نبدا رحلة العلاج من الغد بما أنك قد علمت عن الأمر ولا داعي لتأخير.
رد عاصم وقال: يجب أن اتحدث مع الطبيب في خصوص هذا الأمر ثم نحدد ما يجب علينا القيام به.
وافقت ميرا على كلام والدها وقالت: ما تقوله صحيح يا أبي، سوف نفعل ذلك في الغد وبشكل سريع لن ننتظر طويل.
وهنا خطر في بال عاصم سؤال وقال: ديمة! أين هي؟
ردت ميرا وهي غاضبة منها: إنها في غرفتها الآن.
شعر عاصم بالخذلان عندما علم بأن ديمة لم تلقي بال للوقوف معه في محنته رغم أنه محنة قاسية يحتاج إلى شريكته بجانبه.
الكلام لا يكفي كي يثبت الحب، إنما الأفعال والتصرفات هي التي تقويه وتجعله حقيقي وملموس.
جميع الناس يقولون نحن نحب، لكن ليس الجميع قادر على إثبات ذلك أو جعله حقيقي كما يتمنى الطرف الآخر.
التخلي هو مقبرة الحب والتي يدفن فيها وينتهي، مهما كان قوي ويقال بأنه يستمر ومرتبط بكثير من المواثيق إلا أنه يختفي ويقل بشكل تدريجي ومتتالي في حال تمكن الخذلان من أوصاله رويداً رويدا.
وهذا ما كان يحدث بالفعل بين ديمة وزوجها عاصم وكانت هذه هي الضربة الأولى التي تتلقاها علاقتهما وهو الاختبار الأول لها، فهل من الممكن لها أن تصمد؟
هذا ما سنعرفه في الفصول القادمة.. يتبع ..