البارت الثامن
فراق .
مهما كانت رغباتنا في الحياة غالية، فليس هناك ما هو اعلى قيمة في الدنيا من الأم، ومهما كانت قلوبنا قاسية، ويتملكها الكره والحقد، ينبت من بين تلك المشاعر السيئة حب الأم بكل قوة وجذور راسخة لا يستطيع شيء اقتلاعها مهما فعل، انها الام التي لا تقارن بغيرها ولا تقارن باحد، ولا يأخذ احد مكانتها ولا مكانها حتى وإن قل فارقت الحياة.
دخل آثر إلى غرفة والدته مع منال وأخيه التوأم أكرم وخطيبته نهلة، رأو حالة والدتهم السيئة، والتي كانت تعاني من الغرغرينة في منطقة من جسدها أيضاً.
امسكت والدته بيد منال ابنتها وقالت لها:
-اعتني باخوتكِ يا منال، لقد تركت لك أختان بدلا من واحدة سهيلة ونهلة، لا تفقديهم واعتني بنفسك وكوني فتاة صالحة.
بكت منال كثيرا وهي تستمع إلى حديث والدتها، طلبت الممرضة من الجميع أن يخرجوا من الغرفة حتى يفحصها الطبيب، خرج الجميع وبعد عدة دقائق خرج الطبيب وخلفه الممرضة تقول:
-البقاء لله، أعانكم الله على بلواكم.
علت أصوات الصراخ وبكا الجميع، اخرج آثر الهاتف من جيبه، كانت سهيلة ارتعبت من تلك الاصوات، يخفق قلبها بشدة خوفا من أن يكون ما تفكر به قد حدث، وقال آثر بصوت باك:
-لقد ماتت امي يا سهيلة لقد ماتت، رجاءا تعالي إلى هنا، اريدك جانبي،رجاءا انا احتاج اليك بشدة.
-آثر اهدأ ما كل هذه الاصوات والضجة، يا الهي، اهدأ ارجوك سآتي إليك.
يبكي قلب الشيطان للمرة الأولى يصدق كالأطفال، تحول الى ملاك حزين ومكسور:
-ارجوك يا سهيلة، تعالي إلى هنا، ابق بجانبي.
-حسنا حسنا رجاءا اهدأ يا آثر وحد الله، لا تفعل ذلك ارجوك أدع لها.
اغلق الخط آثر من حالته التي يرثى لها، حقا مهما كانت قوة الشخص وقدرة على تخطي المصاعب، واستغلال الآخرين وايذائهم، مهما كان الشخص قوياً على غيره هناك ما يكسره، بل ويجعله أضعف من ريشة معلقة بين السماء والأرض تضربها الرياح، لا تعلم إلى اين ستأخذها مغلوبة على أمرها فمصيرها ليس بيدها.
في الصباح الباكر اخبرت سهيلة والدتها بهذا الخبر، واخبرت والدتها أبيها، قالت سهيلة لوالدتها انها ستذهب إلى هناك مع والدها وطلبت منها أخباره لكنها تفاجأت من رده:
-امشي رجاءا اريد ان اذهب الى العزاء لأجل آثر أنه يريدني أن أكون معهم، وهناك خطيبة أكرم أيضا.
تعلم والدتها عاداتهم وتقاليدهم وتعلم أيضا رد والدها:
-كيف تذهبين إلى هناك، سيذهب الرجال فقط، أما انتِ فلا يمكنك الذهاب وحدك معهم، هذا إن كنت انا سأذهب وتعلمين اني لن أستطيع الذهاب.
-فقط اخبري والدي ربما يوافق.
-سأخبره.
دخلت والدتها تخبر والدها، وبدأت سهيلة في تحضير حقيبتها وهي على ثقة بأنها ستذهب إلى القاهرة، لكن فاجأتها والدتها بأنها لن تذهب ولن يذهب والدها ايضاً:
-لم يقبل والدك بذهابك، ولن يذهب هو أيضا.
وقفت سهيلة متعجبة وتسائلت:
-حسنا انا لن اذهب ولكن ابي لم لن يذهب، لقد أتى آثر في عزاء عمي لأجله.
-قال والدك أن والده لم يتصل به في عزاء أخيه ولم يأت إليه حتى أنه لم يرسل تليغراف أيضاً، أما آثر فهو شاب وسيرسل أحد أبناء خيلانك او اعمامك لقضاء الواجب.
غضبت سهيلة ودخلت إلى غرفتها دون كلام، فقط تبكي، ثم اتصلت بصديقتها وابنة خالها المقربة اسيل، والتي تبعد عنها بمسافة بسيطة لا تتعدى الخمس دقائق، أخبرتها بما حدث وأتت إليها أسيل على الفور تواسيها، واخبرتها أن أهلها لديهم حق وعليها أن تصبر حتى تمر هذه الفترة وتهدأ الأجواء.
ومن هنا انقلبت الموازين وتغيرت الاحوال، بعد وفاة والدة آثر اصبح شخصا آخر، بل تحول الى شخص اسوأ من ذي قبل، بدأ آثر ينتقم من اهل سهيلة وتصرفاتهم معه منها، وانقلبت معاملة اهلها السيئة له عليها بالكامل، كأنه يعاقبها كلما اساء اهلها التصرف معه.
وبدلا من أن تتحول العلاقات إلى علاقات قريبة و ودية، انقلب الى كره وانتقام، وكان الضحية وسط الجبهتين هي سهيلة، اهلها من جبهة والجبهة الاخرى حب حياتها، الذي دائما ما كانت تراه مظلوما وعلى حق، في حقيقة الأمر هذا ما جعلها تراه عليه دائماً.
لم تكن تلك الفتاة على طبيعتها، ربما كانت مغيبة عقلياً، او القي عليها سحراً بالفعل، او انها فقدت عقلها بالمرة، فليس هناك انثى في الكون اجمع تتقبل كل تلك الإهانات والسب والدعم لها ولعائلتها من شخص ما ولا تستطيع تركه، حتى وإن اقدمت على فعلها وتجرأت لمرات، كانت تعود كما لو أن شيئا لم يحدث، أنه حقا ساحر وربما حقا القي عليها سحر ما او انه كان يقيدها بالاعمال دون علمها.
بعد موت والدته بحوالي الاسبوعين، كان قد اقترب موعد زفاف اسيل صديقتها الاخرى، وقررت أن تسافر الى اعمامها وهم خلان سهيلة ايضاً؛ لتشتري بعض الاشياء الخاصة بها من ملابس ومفروشات وغيرها من لوازم الزفاف، اخبرت سهيلة أن تذهب معها لتغير من حالتها النفسية بعض الشيء، وربما تستطيع هناك رؤية آثر دون قيود.
انها محافظة الإسماعيلية الجميلة، التي سافرت إليها سهيلة في رحلتها، تبعد عن القاهرة مسافة الساعتين تقريباً، هذا ما كانت تفكر به سهيلة أنها تبعد عن آثر ساعتين من الزمن فقط، بعد أن وصلت إلى منزل خالها والذي كان مشهورا هناك، لديه منزل كبير وبعض المحلات التجارية في المنزل، كان من لاعبي كرة القدم في جيل التسعينات إنه الكابتن "على" كان يتعامل مع الجميع بتعالي بسبب زوجته، فتاة الاسماعيليه والتي كانت تسخر من عائلته؛ لانهم من الفلاحين وهي بنت المدينة.
علم الجميع بخطبتها، وحاولت سهيلة في تلك الفترة التي مضتها هناك أن ترى آثر بشتى الطرق لكن رفض خالها أن يستقبله في منزله، واخبرخا أن تأخذ إذن والدها اولا، لكن والدها رفض ايضا بشدة، وفي حقيقة الامر أن معاملة اهلها بهذه الطريقة هي من اعطت الفرصة لشاب كهذا أن يتمكن منها ويسيطر عليها، بل ويبقا دائما في نظرها المظلوم وهم الظالمين.
اتفقت سهيلة واسيل وابنة الكابتن علي "منة" أن يجعلوها ترى آثر دون علم احد ولكن امامهم، ولكن آثر في هذا الوقت لم يستطيع القدوم عندما تحدث إلى سهيلة وقال:
-مرحبا يا سهيلة، أين انتي الآن؟
بفرح وحماس تتحدث:
-انا هنا يا آثر بالقرب منك، تفصلني عنك ساعتين فقط، متى ستأتي؟
-وكيف سآثى يا سهيلة بعد رفض اهلك؟
-لا تقلق يا آثر لقد اتفقنا انا ومنة واسيل أن اخرج معهم يوما واراك فيه دون علم احد، لن يعترض احد على خروجنا.
تحدث بانفعال وغضب وقال:
-اخبرتك بالا تأتي إلى هنا، لا يمكنني المجيء، اخبرتك بذلك ولم استمعي الي.
بحزن تحدثت:
-آثر لم استطيع أن اكون معك وقت وفاة والدتك، دعني اراك لبعض الوقت لاطمئن عليك.
زفر بضيق وبصوت مرتفع قال:
-كيف آتي اليك يا سيهلة وانا لا املك بجيبي جنيها واحداً، وكيف ستأنين وانا لا استطيع أن تجلب لك ما تريدين؟ هل هذا سبب كاف يا سهيلة؟!
تعجبت من حديثه وانتابها الصمت للحظات من الصدمة، ثم قالت باستغراب:
-لا افهم ما معنى هذا، اخبرني ماحدث ارجوك.
تنهد آثر بحزن ثم قال:
-لقد كنت ادخر بعض المال حتى آتي لزيارتك بعد أن تهدأ الاجواء، تعلمين كيف هو عملي مع والدي، لكن اجبرنا والدي أن يدفع كل شخص الف جنيه في مصاريف عن زاء امي، لست معارضا على ذلك ولكن لم يتبق لي اي مصاريف، كيف ستاتي إلى هنا؟ لا لا تأتي ابدا.
بحسن نية وعن طيب خاطر قالت:
-لأ عليك يا آثر انها امك ايضاً، وانا لدي بعض المال، اعطاني والدي مصاريف للسفر.
انفعل آثر غاضبا وقال:
-ماذا تقولين؟! وهل انا سآخذ منك المال؟ هل جننتي؟! انا هو المفترض من يعطيك المال وليس انتِ.
-آثر وما الفرق بيني وبينك، الم تقل اني زوجتك؟! هل هناك فرق بين رجل وزوجته؟
مهما كانت رغباتنا في الحياة غالية، فليس هناك ما هو اعلى قيمة في الدنيا من الأم، ومهما كانت قلوبنا قاسية، ويتملكها الكره والحقد، ينبت من بين تلك المشاعر السيئة حب الأم بكل قوة وجذور راسخة لا يستطيع شيء اقتلاعها مهما فعل، انها الام التي لا تقارن بغيرها ولا تقارن باحد، ولا يأخذ احد مكانتها ولا مكانها حتى وإن قل فارقت الحياة.
دخل آثر إلى غرفة والدته مع منال وأخيه التوأم أكرم وخطيبته نهلة، رأو حالة والدتهم السيئة، والتي كانت تعاني من الغرغرينة في منطقة من جسدها أيضاً.
امسكت والدته بيد منال ابنتها وقالت لها:
-اعتني باخوتكِ يا منال، لقد تركت لك أختان بدلا من واحدة سهيلة ونهلة، لا تفقديهم واعتني بنفسك وكوني فتاة صالحة.
بكت منال كثيرا وهي تستمع إلى حديث والدتها، طلبت الممرضة من الجميع أن يخرجوا من الغرفة حتى يفحصها الطبيب، خرج الجميع وبعد عدة دقائق خرج الطبيب وخلفه الممرضة تقول:
-البقاء لله، أعانكم الله على بلواكم.
علت أصوات الصراخ وبكا الجميع، اخرج آثر الهاتف من جيبه، كانت سهيلة ارتعبت من تلك الاصوات، يخفق قلبها بشدة خوفا من أن يكون ما تفكر به قد حدث، وقال آثر بصوت باك:
-لقد ماتت امي يا سهيلة لقد ماتت، رجاءا تعالي إلى هنا، اريدك جانبي،رجاءا انا احتاج اليك بشدة.
-آثر اهدأ ما كل هذه الاصوات والضجة، يا الهي، اهدأ ارجوك سآتي إليك.
يبكي قلب الشيطان للمرة الأولى يصدق كالأطفال، تحول الى ملاك حزين ومكسور:
-ارجوك يا سهيلة، تعالي إلى هنا، ابق بجانبي.
-حسنا حسنا رجاءا اهدأ يا آثر وحد الله، لا تفعل ذلك ارجوك أدع لها.
اغلق الخط آثر من حالته التي يرثى لها، حقا مهما كانت قوة الشخص وقدرة على تخطي المصاعب، واستغلال الآخرين وايذائهم، مهما كان الشخص قوياً على غيره هناك ما يكسره، بل ويجعله أضعف من ريشة معلقة بين السماء والأرض تضربها الرياح، لا تعلم إلى اين ستأخذها مغلوبة على أمرها فمصيرها ليس بيدها.
في الصباح الباكر اخبرت سهيلة والدتها بهذا الخبر، واخبرت والدتها أبيها، قالت سهيلة لوالدتها انها ستذهب إلى هناك مع والدها وطلبت منها أخباره لكنها تفاجأت من رده:
-امشي رجاءا اريد ان اذهب الى العزاء لأجل آثر أنه يريدني أن أكون معهم، وهناك خطيبة أكرم أيضا.
تعلم والدتها عاداتهم وتقاليدهم وتعلم أيضا رد والدها:
-كيف تذهبين إلى هناك، سيذهب الرجال فقط، أما انتِ فلا يمكنك الذهاب وحدك معهم، هذا إن كنت انا سأذهب وتعلمين اني لن أستطيع الذهاب.
-فقط اخبري والدي ربما يوافق.
-سأخبره.
دخلت والدتها تخبر والدها، وبدأت سهيلة في تحضير حقيبتها وهي على ثقة بأنها ستذهب إلى القاهرة، لكن فاجأتها والدتها بأنها لن تذهب ولن يذهب والدها ايضاً:
-لم يقبل والدك بذهابك، ولن يذهب هو أيضا.
وقفت سهيلة متعجبة وتسائلت:
-حسنا انا لن اذهب ولكن ابي لم لن يذهب، لقد أتى آثر في عزاء عمي لأجله.
-قال والدك أن والده لم يتصل به في عزاء أخيه ولم يأت إليه حتى أنه لم يرسل تليغراف أيضاً، أما آثر فهو شاب وسيرسل أحد أبناء خيلانك او اعمامك لقضاء الواجب.
غضبت سهيلة ودخلت إلى غرفتها دون كلام، فقط تبكي، ثم اتصلت بصديقتها وابنة خالها المقربة اسيل، والتي تبعد عنها بمسافة بسيطة لا تتعدى الخمس دقائق، أخبرتها بما حدث وأتت إليها أسيل على الفور تواسيها، واخبرتها أن أهلها لديهم حق وعليها أن تصبر حتى تمر هذه الفترة وتهدأ الأجواء.
ومن هنا انقلبت الموازين وتغيرت الاحوال، بعد وفاة والدة آثر اصبح شخصا آخر، بل تحول الى شخص اسوأ من ذي قبل، بدأ آثر ينتقم من اهل سهيلة وتصرفاتهم معه منها، وانقلبت معاملة اهلها السيئة له عليها بالكامل، كأنه يعاقبها كلما اساء اهلها التصرف معه.
وبدلا من أن تتحول العلاقات إلى علاقات قريبة و ودية، انقلب الى كره وانتقام، وكان الضحية وسط الجبهتين هي سهيلة، اهلها من جبهة والجبهة الاخرى حب حياتها، الذي دائما ما كانت تراه مظلوما وعلى حق، في حقيقة الأمر هذا ما جعلها تراه عليه دائماً.
لم تكن تلك الفتاة على طبيعتها، ربما كانت مغيبة عقلياً، او القي عليها سحراً بالفعل، او انها فقدت عقلها بالمرة، فليس هناك انثى في الكون اجمع تتقبل كل تلك الإهانات والسب والدعم لها ولعائلتها من شخص ما ولا تستطيع تركه، حتى وإن اقدمت على فعلها وتجرأت لمرات، كانت تعود كما لو أن شيئا لم يحدث، أنه حقا ساحر وربما حقا القي عليها سحر ما او انه كان يقيدها بالاعمال دون علمها.
بعد موت والدته بحوالي الاسبوعين، كان قد اقترب موعد زفاف اسيل صديقتها الاخرى، وقررت أن تسافر الى اعمامها وهم خلان سهيلة ايضاً؛ لتشتري بعض الاشياء الخاصة بها من ملابس ومفروشات وغيرها من لوازم الزفاف، اخبرت سهيلة أن تذهب معها لتغير من حالتها النفسية بعض الشيء، وربما تستطيع هناك رؤية آثر دون قيود.
انها محافظة الإسماعيلية الجميلة، التي سافرت إليها سهيلة في رحلتها، تبعد عن القاهرة مسافة الساعتين تقريباً، هذا ما كانت تفكر به سهيلة أنها تبعد عن آثر ساعتين من الزمن فقط، بعد أن وصلت إلى منزل خالها والذي كان مشهورا هناك، لديه منزل كبير وبعض المحلات التجارية في المنزل، كان من لاعبي كرة القدم في جيل التسعينات إنه الكابتن "على" كان يتعامل مع الجميع بتعالي بسبب زوجته، فتاة الاسماعيليه والتي كانت تسخر من عائلته؛ لانهم من الفلاحين وهي بنت المدينة.
علم الجميع بخطبتها، وحاولت سهيلة في تلك الفترة التي مضتها هناك أن ترى آثر بشتى الطرق لكن رفض خالها أن يستقبله في منزله، واخبرخا أن تأخذ إذن والدها اولا، لكن والدها رفض ايضا بشدة، وفي حقيقة الامر أن معاملة اهلها بهذه الطريقة هي من اعطت الفرصة لشاب كهذا أن يتمكن منها ويسيطر عليها، بل ويبقا دائما في نظرها المظلوم وهم الظالمين.
اتفقت سهيلة واسيل وابنة الكابتن علي "منة" أن يجعلوها ترى آثر دون علم احد ولكن امامهم، ولكن آثر في هذا الوقت لم يستطيع القدوم عندما تحدث إلى سهيلة وقال:
-مرحبا يا سهيلة، أين انتي الآن؟
بفرح وحماس تتحدث:
-انا هنا يا آثر بالقرب منك، تفصلني عنك ساعتين فقط، متى ستأتي؟
-وكيف سآثى يا سهيلة بعد رفض اهلك؟
-لا تقلق يا آثر لقد اتفقنا انا ومنة واسيل أن اخرج معهم يوما واراك فيه دون علم احد، لن يعترض احد على خروجنا.
تحدث بانفعال وغضب وقال:
-اخبرتك بالا تأتي إلى هنا، لا يمكنني المجيء، اخبرتك بذلك ولم استمعي الي.
بحزن تحدثت:
-آثر لم استطيع أن اكون معك وقت وفاة والدتك، دعني اراك لبعض الوقت لاطمئن عليك.
زفر بضيق وبصوت مرتفع قال:
-كيف آتي اليك يا سيهلة وانا لا املك بجيبي جنيها واحداً، وكيف ستأنين وانا لا استطيع أن تجلب لك ما تريدين؟ هل هذا سبب كاف يا سهيلة؟!
تعجبت من حديثه وانتابها الصمت للحظات من الصدمة، ثم قالت باستغراب:
-لا افهم ما معنى هذا، اخبرني ماحدث ارجوك.
تنهد آثر بحزن ثم قال:
-لقد كنت ادخر بعض المال حتى آتي لزيارتك بعد أن تهدأ الاجواء، تعلمين كيف هو عملي مع والدي، لكن اجبرنا والدي أن يدفع كل شخص الف جنيه في مصاريف عن زاء امي، لست معارضا على ذلك ولكن لم يتبق لي اي مصاريف، كيف ستاتي إلى هنا؟ لا لا تأتي ابدا.
بحسن نية وعن طيب خاطر قالت:
-لأ عليك يا آثر انها امك ايضاً، وانا لدي بعض المال، اعطاني والدي مصاريف للسفر.
انفعل آثر غاضبا وقال:
-ماذا تقولين؟! وهل انا سآخذ منك المال؟ هل جننتي؟! انا هو المفترض من يعطيك المال وليس انتِ.
-آثر وما الفرق بيني وبينك، الم تقل اني زوجتك؟! هل هناك فرق بين رجل وزوجته؟