12
لم يكن لقاء ريان وكاتيا صدفة أو عن طريق الخطأ لقد كان بأمر القدر أن يجمعهما في هذا التوقيت بالذات فكلهما يحتاج الآخر.
بينما كان ريان وكاتيا يحاولنا أيجاد خطة أو طرف الطريق كي تنجو كاتيا من هذا المكان وتبعد دون سلطة من أحد.
فجأة سمع صوت طرق أقدام كثيرة مسرعة نحوهما، بث الرعب في قلوبهما.
لم يكن يعلم من أين يأتي هذا الصوت، وأين مصدره، والرعب الأكبر من هو القادم نحوهما.
حاول ريان تخفيف القلق عن كاتيا وقال لها: لا داعي للجزع أنا معك، وامسك بعصا غليظة كانت بجواره.
ومن بين أجنحة الظلام رأى مجموعة من الرجال وعلى رأسهم رئيسه في العمل.
أنزل تلك العصا التي كان يحملها وقال بصوت منخفض: سيدي! ماذا هناك؟
بنبرة فيها غضب وحزم قال له: ماذا فعلت يا ريان؟
لم يفهم ما كان يقصده وعن ماذا يتحدث، فسأله ريان مستغرب: لم أفعل شيء، ما الذي حدث؟
رد عليه قائلا: أنت من ضرب الرجل على رأسه في الخارج؟
طالع ريان كاتيا وهي تبتلع ريقها من الخوف، فقال ريان: نعم، أنا من فعل ذلك.
إجابته الباردة تلك أشعلت نار الغضب في مسعود المدير والمسؤول والذي يخشى غضبه الجميع ويسعى لرضاته فقال له: وكيف تجرأ على فعل هذا؟
رد عليه ريان بثبات وقوة وقال له: لقد اعتدى علي بالضرب وكاد يقتلني، لم أقم سوى برد الاذى عن نفسي.
ضحك مسعود بمكر وقال له: دعني أرى كيف سوف تقوم برد الأذى الآن.
وأشار بيده إلى رجاله أن يتقدموا نحو ريان ليلقنوه درساً، فأمسك الأول بيد كاتيا وأبعدها عن ريان.
والآخر لف يداه إلى الخلف ليقترب مسعود ويقوم بتسديد اللكمات والضربات القوية على بطنه ووجه أيضاً.
لقد كانت كاتيا تصرخ بصوت عالي لعلها تقوم بفعل شيء يردهم عن ما يقومون به وقالت: توقف يا مسعود، لم يكون هو الفاعل بل أنا.
قهقهة مسعود وقال: أصبحت الفتيات أكثر رجولة من الذكور هنا، وتحاول حمايته أيضاً، لكن كل هذا لن يفلح ولن يجدي نفعاً.
غرق ريان بالدماء التي تسيل من وجهه وأنفه لشدة الضربات التي يتلقاها، وبدأ يشعر بالثقل أكثر والوهن في جسده.
حتى خارت قواه بشكل كامل وسقط على الارض مغشياً عليه.
ركله مسعود ليتأكد أنه فقد الوعي، ولم يعد يشعر بأي شيء، والغريب في الأمر أنه لم يكن مهم إن بقي على قيد الحياة أو فارقها.
أشعل سجارته وقال لرجاله: أحضروا هذه الساقطة لي واتبعوني.
وبالفعل مضى مسعود وخلفه الرجال يجرون كاتيا وهي تتعنت وتحاول أن تفلت من قبضتهم لكن قواتها لم تسعفها فهي قصيرة نحيلة لا تقوى على مصارعة الرجال، همها في تلك الاثناء أن تعود لإنقاذ ريان قبل قوات الاوان.
أما ميرا فقد كانت تحاول التفكير في طريقة لأخبار والدها، والايام تمضي سريعاً لا يبرح الوقت منها إلا وينقضي.
وديمة لم تكن تلقي بالا لأي شيء بل كانت تفكر بأن هذا الحال من مصلحتها.
بعد أن علمت بأن القانون يمنحها نصف ممتلكات زوجها بعد وفاته ويكون التأمين الصحي من نصيبها أيضاً.
فلم يكن الأمر فارق معها، وتحاول استفزاز ميرا على ابسط الأمور وأقلها، لكن ميرا كل ما يهمها في تلك الاثناء هي والدها.
بعد منتصف النهار كانت ميرا تبحث عبر شبكة الإنترنت عن وصفة طعام مناسبة للخال الذي والدها عاصم عليه، وبعد أن وجدت طلبها همت كي تقوم بأعداد الطعام له.
وبينما هي غارقة في التفاصيل التي لديها من مقادير ومكونات، دخلت ديمة فجأة إلى المطبخ تطالعها ماذا تفعل، رأت فوضى عارمة في المكان لم تكن قبل حين.
قالت ديمة باستغرب تدعيه: ماذا تفعلين الآن يا ميرا؟ ألم ننتهي من إعداد الطعام لتو؟
ردت عليها ميرا وهي منهمكة لم تلقي لها بالا: لقد وجدت أن الطعام لا يناسب أبي، لذا قررت أن أعد له شيء آخر يناسب وضعه.
تنهدت ديمة بغضب وقالت لها: لا داعي للمبالغة في كل هذه التفاصيل يا ميرا.
تركت ميرا الملعقة التي كانت بيدها والتفت نحو ديمة وقالت: أنت تتحدثين عن أبي، وهو من يستحق كل الاهتمام لا يمكنني تجاهل أي من تفاصيله.
وضعت ديمة يدها على خصرها وهي تترنح وقالت لها: وماذا يعني هذا؟ هل ستكون حياتنا مرهونة بحال والدك المريض؟
قالت ميرا ممتعضة: كيف تقولين مثل هذا الكلام عن والدي، لا تنسي انه يكون زوجك أيضا.
ابتسمت ديمة بسخرية وقالت: لن يكون كذلك لوقت طويل.
توسعت حدقتا ميرا وكأنها صفعت على وجهها فقالت: ماذا تعني أنه لن يدوم طويلاً؟
أشارت بيدها نافية معرفتها بالأمر وقالت: لا أدري كل الاحتمالات واردة والاقدار تفعل ما تشاء.
ردت ميرا بغضب: لو كان لديك كلام واضحاً قوليه، أو لا تتفوهي بكلام ملغوم ومبطن.
صرخت ديمة في وجهها وقالت: كم سيعيش والدك المريض؟ لن يدوم طويل إنها أيام معدودة وحاله سيكون مثل كثير من الذي سبقوه في هذا المرض.
وفجأة سمعوا صوت من خلفهما يقول: بماذا مريض؟ ما هو المرض؟
التفتت الفتاتان نحو الباب، وإذا به والد ميرا عاصم وجهه شاحب و بدون روح.
أسرعت ميرا نحو والدها وقالت له: مرض! من تحدث عن المرض يا والدي لربما أنت مخطى او سمعت شيء مشابه لا أكثر، دعني إريك هذه الطبخة الجديدة التي أقوم بإعدادها من أجلك.
افلت يده عن ابنته التي كانت تمسكها وقال لها: لا داعي للكذب والخداع قولي ما لديك ولا تحاولي أن تخفي ايا شيء فأنا قد سمعتوا ماذا تقولون.
خطت ديمة بهدوء نحو زوجه وهي تبتسم بخبث وخداع وقالت: نعم كل كا سمعته أنت كان صحيح، أنت مريض.
ترقرقت الدموع بعيني ميرا وهي تسمع كلام ديمة دون أن تقدر على فعل شيء لمنعها.
أما عاصم فحاول التماسك بشكل أكبر والتظاهر بالقوة والهدوء وقال: وأي نوع من الأمراض هو؟
أجابت ديمة وهي تطالع ابنته وتقول: أسأل ابنتك فهي على علم ودراية بكل شيء منذ البداية وقامت بإخفاء الأمر عنك.
طالع عاصم ابنته وهو ينتظر أن تقول أي شيء لتبرر أو تفسر أي شيء، لكن ميرا لم تنطق بأي كلمة واحدة بل كانت صامتة تكتمت دموعها فقط.
فقال عاصم يقاطع صمت ابنته الطويل: هل ما قالته ديمة صحيح؟
لم تجيب ميرا سوى بقطرات من الدموع، فصرخ عاصم في وجه ابنته التي لم تعتد سوى على الحب والحنان والكثير من الاهتمام.
صرخ عاصم بغضب: أجيبي؟
فقالت ميرا: نعم، نعم كل ما قالته ديمة صحيح.
ساد الصمت بينهم جميع دون أن يقول أحدهم أي شيء كل منهم ينتظر حديث الآخر.
لكن الصمت كان طويل، انسحب عاصم من بينهما، حاولت ميرا اللحاق به لكنه قال لها: لا أريد سماع صوت أحد، دعوني وحدي الآن لا ارغب في الحديث مع أحدهم .
كانت ميرا غاضبة جدآ من تصرف ديمة وانفجرت في وجهها كأنها بركان وقالت: لماذا فعلت هذا؟ ألا يوجد في قلبك حب لزوجك.
ابتسمت ديمة بمكر ولم تجب فكانت تلك الابتسامة كفيلة بأن توصل رسالة لميرا بما يدور داخلها.
هزت ميرا رأسها وهي تتأسف على الحقد الذي يعشش في نفس ديمة وقالت: لا أظن أنك من الناس الطبيعية ابدا .
يتبع . ..
بينما كان ريان وكاتيا يحاولنا أيجاد خطة أو طرف الطريق كي تنجو كاتيا من هذا المكان وتبعد دون سلطة من أحد.
فجأة سمع صوت طرق أقدام كثيرة مسرعة نحوهما، بث الرعب في قلوبهما.
لم يكن يعلم من أين يأتي هذا الصوت، وأين مصدره، والرعب الأكبر من هو القادم نحوهما.
حاول ريان تخفيف القلق عن كاتيا وقال لها: لا داعي للجزع أنا معك، وامسك بعصا غليظة كانت بجواره.
ومن بين أجنحة الظلام رأى مجموعة من الرجال وعلى رأسهم رئيسه في العمل.
أنزل تلك العصا التي كان يحملها وقال بصوت منخفض: سيدي! ماذا هناك؟
بنبرة فيها غضب وحزم قال له: ماذا فعلت يا ريان؟
لم يفهم ما كان يقصده وعن ماذا يتحدث، فسأله ريان مستغرب: لم أفعل شيء، ما الذي حدث؟
رد عليه قائلا: أنت من ضرب الرجل على رأسه في الخارج؟
طالع ريان كاتيا وهي تبتلع ريقها من الخوف، فقال ريان: نعم، أنا من فعل ذلك.
إجابته الباردة تلك أشعلت نار الغضب في مسعود المدير والمسؤول والذي يخشى غضبه الجميع ويسعى لرضاته فقال له: وكيف تجرأ على فعل هذا؟
رد عليه ريان بثبات وقوة وقال له: لقد اعتدى علي بالضرب وكاد يقتلني، لم أقم سوى برد الاذى عن نفسي.
ضحك مسعود بمكر وقال له: دعني أرى كيف سوف تقوم برد الأذى الآن.
وأشار بيده إلى رجاله أن يتقدموا نحو ريان ليلقنوه درساً، فأمسك الأول بيد كاتيا وأبعدها عن ريان.
والآخر لف يداه إلى الخلف ليقترب مسعود ويقوم بتسديد اللكمات والضربات القوية على بطنه ووجه أيضاً.
لقد كانت كاتيا تصرخ بصوت عالي لعلها تقوم بفعل شيء يردهم عن ما يقومون به وقالت: توقف يا مسعود، لم يكون هو الفاعل بل أنا.
قهقهة مسعود وقال: أصبحت الفتيات أكثر رجولة من الذكور هنا، وتحاول حمايته أيضاً، لكن كل هذا لن يفلح ولن يجدي نفعاً.
غرق ريان بالدماء التي تسيل من وجهه وأنفه لشدة الضربات التي يتلقاها، وبدأ يشعر بالثقل أكثر والوهن في جسده.
حتى خارت قواه بشكل كامل وسقط على الارض مغشياً عليه.
ركله مسعود ليتأكد أنه فقد الوعي، ولم يعد يشعر بأي شيء، والغريب في الأمر أنه لم يكن مهم إن بقي على قيد الحياة أو فارقها.
أشعل سجارته وقال لرجاله: أحضروا هذه الساقطة لي واتبعوني.
وبالفعل مضى مسعود وخلفه الرجال يجرون كاتيا وهي تتعنت وتحاول أن تفلت من قبضتهم لكن قواتها لم تسعفها فهي قصيرة نحيلة لا تقوى على مصارعة الرجال، همها في تلك الاثناء أن تعود لإنقاذ ريان قبل قوات الاوان.
أما ميرا فقد كانت تحاول التفكير في طريقة لأخبار والدها، والايام تمضي سريعاً لا يبرح الوقت منها إلا وينقضي.
وديمة لم تكن تلقي بالا لأي شيء بل كانت تفكر بأن هذا الحال من مصلحتها.
بعد أن علمت بأن القانون يمنحها نصف ممتلكات زوجها بعد وفاته ويكون التأمين الصحي من نصيبها أيضاً.
فلم يكن الأمر فارق معها، وتحاول استفزاز ميرا على ابسط الأمور وأقلها، لكن ميرا كل ما يهمها في تلك الاثناء هي والدها.
بعد منتصف النهار كانت ميرا تبحث عبر شبكة الإنترنت عن وصفة طعام مناسبة للخال الذي والدها عاصم عليه، وبعد أن وجدت طلبها همت كي تقوم بأعداد الطعام له.
وبينما هي غارقة في التفاصيل التي لديها من مقادير ومكونات، دخلت ديمة فجأة إلى المطبخ تطالعها ماذا تفعل، رأت فوضى عارمة في المكان لم تكن قبل حين.
قالت ديمة باستغرب تدعيه: ماذا تفعلين الآن يا ميرا؟ ألم ننتهي من إعداد الطعام لتو؟
ردت عليها ميرا وهي منهمكة لم تلقي لها بالا: لقد وجدت أن الطعام لا يناسب أبي، لذا قررت أن أعد له شيء آخر يناسب وضعه.
تنهدت ديمة بغضب وقالت لها: لا داعي للمبالغة في كل هذه التفاصيل يا ميرا.
تركت ميرا الملعقة التي كانت بيدها والتفت نحو ديمة وقالت: أنت تتحدثين عن أبي، وهو من يستحق كل الاهتمام لا يمكنني تجاهل أي من تفاصيله.
وضعت ديمة يدها على خصرها وهي تترنح وقالت لها: وماذا يعني هذا؟ هل ستكون حياتنا مرهونة بحال والدك المريض؟
قالت ميرا ممتعضة: كيف تقولين مثل هذا الكلام عن والدي، لا تنسي انه يكون زوجك أيضا.
ابتسمت ديمة بسخرية وقالت: لن يكون كذلك لوقت طويل.
توسعت حدقتا ميرا وكأنها صفعت على وجهها فقالت: ماذا تعني أنه لن يدوم طويلاً؟
أشارت بيدها نافية معرفتها بالأمر وقالت: لا أدري كل الاحتمالات واردة والاقدار تفعل ما تشاء.
ردت ميرا بغضب: لو كان لديك كلام واضحاً قوليه، أو لا تتفوهي بكلام ملغوم ومبطن.
صرخت ديمة في وجهها وقالت: كم سيعيش والدك المريض؟ لن يدوم طويل إنها أيام معدودة وحاله سيكون مثل كثير من الذي سبقوه في هذا المرض.
وفجأة سمعوا صوت من خلفهما يقول: بماذا مريض؟ ما هو المرض؟
التفتت الفتاتان نحو الباب، وإذا به والد ميرا عاصم وجهه شاحب و بدون روح.
أسرعت ميرا نحو والدها وقالت له: مرض! من تحدث عن المرض يا والدي لربما أنت مخطى او سمعت شيء مشابه لا أكثر، دعني إريك هذه الطبخة الجديدة التي أقوم بإعدادها من أجلك.
افلت يده عن ابنته التي كانت تمسكها وقال لها: لا داعي للكذب والخداع قولي ما لديك ولا تحاولي أن تخفي ايا شيء فأنا قد سمعتوا ماذا تقولون.
خطت ديمة بهدوء نحو زوجه وهي تبتسم بخبث وخداع وقالت: نعم كل كا سمعته أنت كان صحيح، أنت مريض.
ترقرقت الدموع بعيني ميرا وهي تسمع كلام ديمة دون أن تقدر على فعل شيء لمنعها.
أما عاصم فحاول التماسك بشكل أكبر والتظاهر بالقوة والهدوء وقال: وأي نوع من الأمراض هو؟
أجابت ديمة وهي تطالع ابنته وتقول: أسأل ابنتك فهي على علم ودراية بكل شيء منذ البداية وقامت بإخفاء الأمر عنك.
طالع عاصم ابنته وهو ينتظر أن تقول أي شيء لتبرر أو تفسر أي شيء، لكن ميرا لم تنطق بأي كلمة واحدة بل كانت صامتة تكتمت دموعها فقط.
فقال عاصم يقاطع صمت ابنته الطويل: هل ما قالته ديمة صحيح؟
لم تجيب ميرا سوى بقطرات من الدموع، فصرخ عاصم في وجه ابنته التي لم تعتد سوى على الحب والحنان والكثير من الاهتمام.
صرخ عاصم بغضب: أجيبي؟
فقالت ميرا: نعم، نعم كل ما قالته ديمة صحيح.
ساد الصمت بينهم جميع دون أن يقول أحدهم أي شيء كل منهم ينتظر حديث الآخر.
لكن الصمت كان طويل، انسحب عاصم من بينهما، حاولت ميرا اللحاق به لكنه قال لها: لا أريد سماع صوت أحد، دعوني وحدي الآن لا ارغب في الحديث مع أحدهم .
كانت ميرا غاضبة جدآ من تصرف ديمة وانفجرت في وجهها كأنها بركان وقالت: لماذا فعلت هذا؟ ألا يوجد في قلبك حب لزوجك.
ابتسمت ديمة بمكر ولم تجب فكانت تلك الابتسامة كفيلة بأن توصل رسالة لميرا بما يدور داخلها.
هزت ميرا رأسها وهي تتأسف على الحقد الذي يعشش في نفس ديمة وقالت: لا أظن أنك من الناس الطبيعية ابدا .
يتبع . ..