الفصل الثامن ترغب في طردها
كان بدر لا يعلم ما الذي يقوله لها، يتساءل هل من الممكن أن تكون صادقة؟ هو يراها متحررة أكثر من اللازم، لا تعتنق أي مبادئ، حركت بيلا رأسها باستنكار شديد:
-ما الذي تفكر به يا أخي؟ أنت لا تصدقني! هل تظن أنني هذا النوع من الفتيات؟!
حرك رأسه بنفي وهو يتحدث بهدوء:
-الأمر ليس كذلك، في الأول والآخر هو زوجكِ يا بيلا.
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تقترب لتمسك بيده:
-أقسم أنني لست كذلك، صدقني يا أخي أنا لست سيئة هكذا وحتى أنس هو لم يقترب مني أبدًا، أنا لم أسمح بهذا، أردت منه أن نتزوج أولًا، في البداية هو كان يقوم بضربي واهانتي، لكنه اقتنع بالأمر في النهاية عندما لاحظ أنني لست مرتاحة.
صدم بدر وهو ينظر لها بعدم استيعاب:
-كان يضربكِ من أجل هذا؟
اومأت له والدموع بعينيها بينما هو سألها بتعجب:
-لماذا ضربكِ آخر مرة يا بيلا؟ ما الذي فعلتيه وقتها؟!
تساقطت دموعها عندما تذكرت الأمر، لاحظ بدر الألم الذي ظهر على وجهها، لا يعلم ما الذي حدث ولم تسمح له الفرصة من قبل، تحدثت من بين شهقاتها:
-لقد كرهته هذه المرة يا بدر، هو وافق أن أخرج معه، ظننت أنه سوف يلتقي بأصدقائه ونتمشى معًا، أنا لم أفكر في شيء آخر وقتها لكنه..
صمتت وبدأت شهقاتها في التعالي، مسح دموعها والدموع داخل عينيه بسبب ذكريات شقيقه، لا يعلم ما الذي جعلها تصل إلى هذه الحالة، يتساءل ما الذي فعله شقيقه لتصل إلى هذه الحالة؟! حاول جعلها تهدأ وقد مد يده بتردد وقام بمسح دموعها:
-اهدئي يا بيلا، نحن نتحدث الآن ولا يوجد داعي للقلق.
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تجيبه بصدق:
-عندما علمت بموته تألمت كثيرًا يا بدر ولكنني للمرة الأولى منذ أن عرفته نمت بلا خوف، لم أكن أشعر بالقلق حتى، أعلم أن هذا ليس صحيح ولكنني ندمت على معرفتي به.
شعرت بتصلب جسد بدر والضيق ظهر على وجهه، ابتعدت عنه بقلق وهي تدرك الشيء الذي تفوهت به:
-أنا آسفة لم أقصد هذا يا أخي، لا تغضب..
قاطعها بدر وهو يسألها في محاولة منه للهدوء:
-لم تخبريني بالشيء الذي حدث! لماذا قام بضربكِ يا بيلا؟!
كادت أن تتحدث ولكن قاطعهم صوت أمل التي اقتربت والضيق يظهر على وجهها:
-ما الذي حدث؟ لقد شعرت أنك جلست لتتناول الطعام معها! بماذا تتحدثوا يا ترى، لماذا تبكين يا بيلا؟!
انفعل بدر وهو ينظر لها بغضب قد حاول منعه كثيرًا لينفجر في وجهها:
-ما الأمر يا أمل؟ لماذا تسألي بتلك الطريقة يا ترى، هل ترين أن هذا الوقت المناسب لكثرة الأسئلة الفضولية؟!
ابتلعت أمل ما بحلقها وهي تنظر له بتعجب:
-ما الأمر يا بدر؟ لا أجد أي داعي لغضبك هذا!
أشار بدر إلى الخارج وهو يتحدث بغضب شديد:
-اخرجي يا أمل الآن، لا أريد لأحد أن يقترب من هنا هيا.
نظرت أمل له بتعجب ومن ثم نظرت إلى بيلا التي تنظر تجاه بدر بقلق شديد، تحدث من جديد وعينيه مسلطة على أمل:
-ألم تسمعيني يا أمل؟ هيا اذهبي الآن إلى الغرفة!
خرجت أمل بعد أن شعرت بالاحراج وما جعل غضبها يزداد رؤيتها إلى بدر وهو يقوم باغلاق الباب عليهم، قبضت يدها بغضب شديد وهي لا تعلم ما الذي يفعله ولماذا لم يعطيها الفرصة لتتحدث إلى بيلا ومعرفة سبب بكاءها حتى؟!
كانت بيلا تقف على مسافة بعيدة من بدر، شعرت بالقلق وهي تراه يغلق الباب، لاحظ هو نظراتها القلقة وابتعادها عنه، سألها وهو يحاول أن يهدأ من حالة الغضب تلك:
-تحدثي يا بيلا ما الذي حدث عندما خرجتي معه؟!
تساقطت دموع بيلا وهي تتحدث إليه بقلق:
-الشيء الذي ستسمعه لن يعجبك، سوف يجعل غضبك يزداد أنا أعلم هذا كل العلم.
حرك بدر رأسه بضيق شديد وهو يتحدث إليها:
-صمتكِ وعدم معرفتي بالشيء الذي حدث هو الذي يغضبني يا بيلا وليس العكس، هيا اخبريني الآن ما الذي حدث وقتها؟!
ابتلعت بيلا ما بحلقها وهي تومئ إليه وبالفعل قررت أن تتحدث:
-لقد ذهب إلى أصدقائه في مكان ما، هو يبدو كشقة ولكنها مجهزة كما لو كانت بار هنا، يرقصون ويغنون ويشربوا أشياء محرمة، أنا كنت أتمسك بذراعه، لم أشعر بالراحة ولكنه كان يجعلني أطمئن، كان يظن أنه قادر على جعلي أطمئن، هو بدأ في شرب القليل معهم، قام بسحبي ليرقص معي تحت أنظار الجميع و..
قطعت حديثها وهي تنظر إلى بدر، أحمر وجهها خجلًا وهي تبتعد عنه لا تطمئن لرد فعله، اقترب ليقوم بسحبها:
-لماذا صمتِ اخبريني ما الذي حدث بعدها؟
تحدثت من بين دموعها وقد شعر بها ترتجف:
-هو أصبح يقترب مني بطريقة سيئة ويحاول نزع ملابسي، كان يقوم برفع فستاني، امسكت بيده واخبرته أن يبتعد يا خي، أقسم أنني تحدثت إليه مرارًا، لكنه لم يبتعد ولهذا السبب أنا قومت بصفعه والهرب فورًا من بعدها، لم أكن أستطيع البقاء معه ولا أضمن الشيء الذي من الممكن أن يفعله، لقد ظننت أنه سيشعر بالغيرة عندما يغازلني فرد من أصدقاءه، لكنني صُدمت به صدقني.
كان يشعر بالصدمة، لا يتخيل أن شقيقه كان بهذا السوء، ابتلع ما بحلقه وهو لا يعلم ماذا يقول لها، شعر بها تحاول نزع يدها منه:
-ما الأمر ألا تصدقني؟! أقسم أنني لا أكذب عليك في شيء، هذا كل ما حدث معي صدقني.
أومأ لها وهو يحرك رأسه بنفي:
-بالفعل أنا أصدقكِ يا بيلا، كوني هادئة وانسي كل ما حدث، هو لا يستحق أن تفكري به، هذا ليس رجلًا.
تساقطت دموعها بألم وهي تنظر له:
-شعرت أنني أحبه حقًا، أنا كنت أحبه، لكن في النهاية هو لم يفعل شيء لي، هو لم يفعل أي شيء وعدني به، منذ أن اتينا إلى هنا وهو شخص آخر لا أعرفه يا أخي، أنا أشعر بالرعب لمجرد وجوده معي مرة أخرى..
شعر بدر بالكثير من الضيق وهو لا يعلم ما الذي يجب أن يفعله حتى يساعدها، تمنى لو بامكانه أن يزيل ما فعله أنس معها، يتساءل لماذا كان يتصرف أنس بتلك الطريقة؟ من المفترض أنها زوجته ويجب أن يقلق بشأنها، لماذا لم يعد يشعر؟! قامت بسحب يدها منه عندما رأت الغضب يظهر على وجهه ولا يمكنها أن تتنبأ بالشيء الذي سيفعله، اقتربت لتقف بجوار الباب بينما هو لاحظ خوفها الشديد منه وارتجاف يدها الذي لا يتوقف:
-اهدئي يا بيلا، أنا لن أفعل لكِ أي شيء أنا مستحيل أن أقوم بأذيتكِ لست من هذا النوع، الآن تناولي الطعام الخاص بكِ وارتاحي من بعدها.
اومأت له وهو خرج من بعدها حتى لا يخيفها أكثر من هذا، اغلقت الباب من الداخل واستندت عليه وهي تتنفس بصعوبة وتشعر أن هناك حمل كالجبال استطاع حديثها مع بدر أن يجعله يتلاشى، ابتلعت ما بحلقها وهي تلمس ذراعها الموجود بداخل الجص برفق:
-أتمنى أن تكون الأيام القادمة أفضل ولا يجعلني بدر أن أذهب إلى كارم من جديد.
ذهب بدر إلى غرفته وما إن رأته أمل حتى وقفت أمامه والغضب يسيطر عليها:
-اخبرني حالًا يا بدر ما الذي فعلته أنت؟ كيف تطردني من الغرفة وتتحدث معي بتلك الطريقة أمامها، كيف تغلق الباب عليكم وأنت معها وحدك؟!
نظر بدر لها وهو يشعر بالضيق الشديد:
-أنا لست في مزاج جيد يا أمل، بالتأكيد لم أفكر في شيء سيء تجاهها، اهدئي يا أمل لا يوجد داعي لهذا الحديث التافه.
ابتسمت أمل ساخرة ليتجاهلها ويتجه إلى السرير بينما أمل اقتربت لتقف أمامه:
-بدر أنا لم أعد أجد داعي لبقاء هذه الفتاة هنا معنا، يمكنها أن تذهب إلى عائلتها.
حرك بدر رأسه باستنكار وهو يعتدل لينظر لها:
-ما الذي تفكري به أنتِ، هل ترين أن هذا وقته يا ترى؟!
حركت أمل رأسها بنفي وهي تتحدث بانفعال شديد:
-لا علاقة لي بكل هذا، اجعل هذه الفتاة تذهب يا بدر أنا لا أرتاح لوجودها هنا.
نظر بدر لها بعدم استيعاب:
-ما الذي تفكرين به أنتِ لا أفهم يا أمل، هل تريدي مني أن القيها خارج المنزل لأن زوجها الذي يكون أخي قد مات؟ من كل عقلكِ تتحدثين!
نظره له وهي تقف أمامه لتواجه نظراته:
-لم يعد هناك أي داعي لبقاءها هنا يا بدر، اخبرني ما الذي سيجعلك تبقيها هنا؟ اسمعني يا بدر هذه الفتاة سوف تجلب لنا الكثير من المتاعب وأنا أذكرك بهذا الشيء، أنا سوف أذهب إلى منزل عائلتي، الآن سوف أتصل بأخي حتى يأتي ويقوم بأخذي
خرجت من الغرفة وجلس بدر على السرير وهو يشعر بالأختناق من تعاملها معه وهي لا تقدر الوضع الذي هو به.
بالفعل أتى شقيقها ليأخذها إلى منزل والدها ورأى بيلا أثناء هبوطها على الدرج لتتحدث معها:
-هل أنتِ ذاهبة بسبب غضبكِ مني؟
ابعدت أمل وجهها عنها بنفاذ صبر:
-من الأفضل أن تتجاهلي التحدث معي يا بيلا، تعاملي وكأنكِ لا تعرفيني، هذا أفضل شيء لنا.
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تنظر لها بلوم:
-أنا لم أفعل شيء لكِ يا أمل أنا كنت أجيب على أسئلة بدر لا أكثر، صدقيني أنا..
قاطعها شقيق أمل وهو يقترب ليقف أمامها:
-أنتِ الفتاة التي عادت مع أنس أليس كذلك؟
اومأت له وهي تشعر بالتعجب:
-من تكون أنت؟
اجابها الآخر وهو يمد يده لمصافحتها:
-أنا عز شقيق أمل، أتمنى أن تكوني في حال أفضل الآن.
صافحته وهي تشعر بالكثير من التشتت:
-شكرًا لك يا عز.
ابعدت يدها ورأت بدر يقترب:
-ألن تملي من هذا الأسلوب يا أمل؟ هل اشتقتِ إلى عائلتكِ لهذا الحد يا ترى؟!
رمقته أمل بغضب وهي تتحدث إليه بانفعال شديد:
-أنا اخبرتك بشرطي يا بدر هذه الفتاة لا تبقى هنا.
اتسعت أعين بيلا وقد ارتجف قلبها، تحدثت وهي تحاول المحافظة على أنفاسها المسلوبة:
-أنا لم أفعل أي شيء، لماذا تريدي طردي يا أمل؟ أقسم أنني لم أفعل شيء.
تحدث عز وهو ينظر إلى أمل بعتاب شديد:
-ما الذي يحدث يا أمل ما الذي فعلته الفتاة لكِ؟
اجابته أمل بغضب شديد:
-هذه الفتاة لا أرتاح لها، لقد كانت مع بدر في الغرفة وعندما اقتربت قام بدر بطردي ببساطة يا عز ألا يحق لي الغيرة؟
تساقطت الدموع من عينيها وهي تنظر لها وحركت رأسها بنفي:
-لم يحدث شيء يا عز أنا لم أفعل شيء، كان بدر يسألني عن شيء ما واجبته وأنا لم أفعل أي شيء.
لاحظ عز قلقها ليحرك رأسه بنفي:
-اهدئي يا بيلا لن يحدث شيء، هناك سوء فهم بالتأكيد.
قام بدر بسحب أمل بقوة:
-تعالي معي ودعينا نتحدث على انفراد قبل أن أفقد أعصابي هيا.
قام بأخذها والذهب إلى المكتب الخاص به، تحدث عز بتعجب:
-إلى أين ذهب الجميع يا ترى؟!
اجابته بيلا وهي تزيل دموعها بقلق شديد:
-لقد ذهبت أمي أسماء وبيري إلى غرفهم بالتأكيد، أنا أشعر بالقلق، هل من الممكن أن تصر أمل على طردي من هنا؟ أنا لا يوجد لدي أحد لأذهب إليه، لقد كنت أعيش مع أمي وعندما ماتت قامت خالتي وزوجها بطردي، عملت وسافرت إلى الخارج ومن بعدها تعرفت على صديقة وجلست في منزلها عندما عدنا للقاهرة، لا يمكنني أن أذهب إليهم من جديد.
ابتسم لها وهو يحرك رأسها بنفي:
-لن أسمح بذهابكِ إن أضطر الأمر تأتين معي سوف أوفر لكِ أفضل من هذا المكان.
ابتسمت بأمل:
-هل تتحدث بجدية؟ أم أنك تحاول مواساتي؟
وضع يده على شعرها وهو يربت عليه:
-أتحدث بجدية يا صاحبة الأعين العسلية.
ابتسمت إليه وفي هذا الوقت خرج بدر مع أمل لتقترب بيلا منه:
-لا يوجد مشكلة يا بدر، أنا سوف أذهب مع عز هو قال أنه سيوفر لي مكان جيد لأبقى به، يمكنني أن أعمل بعد أن يشفى ذراعي لا مشكلة.
عقد بدر حاجبيه بعدم استيعاب ونظرت أمل إلى شقيقها بتعجب:
-ما الذي يحدث يا عز؟ ما هذا الحديث؟!
-ما الذي تفكر به يا أخي؟ أنت لا تصدقني! هل تظن أنني هذا النوع من الفتيات؟!
حرك رأسه بنفي وهو يتحدث بهدوء:
-الأمر ليس كذلك، في الأول والآخر هو زوجكِ يا بيلا.
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تقترب لتمسك بيده:
-أقسم أنني لست كذلك، صدقني يا أخي أنا لست سيئة هكذا وحتى أنس هو لم يقترب مني أبدًا، أنا لم أسمح بهذا، أردت منه أن نتزوج أولًا، في البداية هو كان يقوم بضربي واهانتي، لكنه اقتنع بالأمر في النهاية عندما لاحظ أنني لست مرتاحة.
صدم بدر وهو ينظر لها بعدم استيعاب:
-كان يضربكِ من أجل هذا؟
اومأت له والدموع بعينيها بينما هو سألها بتعجب:
-لماذا ضربكِ آخر مرة يا بيلا؟ ما الذي فعلتيه وقتها؟!
تساقطت دموعها عندما تذكرت الأمر، لاحظ بدر الألم الذي ظهر على وجهها، لا يعلم ما الذي حدث ولم تسمح له الفرصة من قبل، تحدثت من بين شهقاتها:
-لقد كرهته هذه المرة يا بدر، هو وافق أن أخرج معه، ظننت أنه سوف يلتقي بأصدقائه ونتمشى معًا، أنا لم أفكر في شيء آخر وقتها لكنه..
صمتت وبدأت شهقاتها في التعالي، مسح دموعها والدموع داخل عينيه بسبب ذكريات شقيقه، لا يعلم ما الذي جعلها تصل إلى هذه الحالة، يتساءل ما الذي فعله شقيقه لتصل إلى هذه الحالة؟! حاول جعلها تهدأ وقد مد يده بتردد وقام بمسح دموعها:
-اهدئي يا بيلا، نحن نتحدث الآن ولا يوجد داعي للقلق.
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تجيبه بصدق:
-عندما علمت بموته تألمت كثيرًا يا بدر ولكنني للمرة الأولى منذ أن عرفته نمت بلا خوف، لم أكن أشعر بالقلق حتى، أعلم أن هذا ليس صحيح ولكنني ندمت على معرفتي به.
شعرت بتصلب جسد بدر والضيق ظهر على وجهه، ابتعدت عنه بقلق وهي تدرك الشيء الذي تفوهت به:
-أنا آسفة لم أقصد هذا يا أخي، لا تغضب..
قاطعها بدر وهو يسألها في محاولة منه للهدوء:
-لم تخبريني بالشيء الذي حدث! لماذا قام بضربكِ يا بيلا؟!
كادت أن تتحدث ولكن قاطعهم صوت أمل التي اقتربت والضيق يظهر على وجهها:
-ما الذي حدث؟ لقد شعرت أنك جلست لتتناول الطعام معها! بماذا تتحدثوا يا ترى، لماذا تبكين يا بيلا؟!
انفعل بدر وهو ينظر لها بغضب قد حاول منعه كثيرًا لينفجر في وجهها:
-ما الأمر يا أمل؟ لماذا تسألي بتلك الطريقة يا ترى، هل ترين أن هذا الوقت المناسب لكثرة الأسئلة الفضولية؟!
ابتلعت أمل ما بحلقها وهي تنظر له بتعجب:
-ما الأمر يا بدر؟ لا أجد أي داعي لغضبك هذا!
أشار بدر إلى الخارج وهو يتحدث بغضب شديد:
-اخرجي يا أمل الآن، لا أريد لأحد أن يقترب من هنا هيا.
نظرت أمل له بتعجب ومن ثم نظرت إلى بيلا التي تنظر تجاه بدر بقلق شديد، تحدث من جديد وعينيه مسلطة على أمل:
-ألم تسمعيني يا أمل؟ هيا اذهبي الآن إلى الغرفة!
خرجت أمل بعد أن شعرت بالاحراج وما جعل غضبها يزداد رؤيتها إلى بدر وهو يقوم باغلاق الباب عليهم، قبضت يدها بغضب شديد وهي لا تعلم ما الذي يفعله ولماذا لم يعطيها الفرصة لتتحدث إلى بيلا ومعرفة سبب بكاءها حتى؟!
كانت بيلا تقف على مسافة بعيدة من بدر، شعرت بالقلق وهي تراه يغلق الباب، لاحظ هو نظراتها القلقة وابتعادها عنه، سألها وهو يحاول أن يهدأ من حالة الغضب تلك:
-تحدثي يا بيلا ما الذي حدث عندما خرجتي معه؟!
تساقطت دموع بيلا وهي تتحدث إليه بقلق:
-الشيء الذي ستسمعه لن يعجبك، سوف يجعل غضبك يزداد أنا أعلم هذا كل العلم.
حرك بدر رأسه بضيق شديد وهو يتحدث إليها:
-صمتكِ وعدم معرفتي بالشيء الذي حدث هو الذي يغضبني يا بيلا وليس العكس، هيا اخبريني الآن ما الذي حدث وقتها؟!
ابتلعت بيلا ما بحلقها وهي تومئ إليه وبالفعل قررت أن تتحدث:
-لقد ذهب إلى أصدقائه في مكان ما، هو يبدو كشقة ولكنها مجهزة كما لو كانت بار هنا، يرقصون ويغنون ويشربوا أشياء محرمة، أنا كنت أتمسك بذراعه، لم أشعر بالراحة ولكنه كان يجعلني أطمئن، كان يظن أنه قادر على جعلي أطمئن، هو بدأ في شرب القليل معهم، قام بسحبي ليرقص معي تحت أنظار الجميع و..
قطعت حديثها وهي تنظر إلى بدر، أحمر وجهها خجلًا وهي تبتعد عنه لا تطمئن لرد فعله، اقترب ليقوم بسحبها:
-لماذا صمتِ اخبريني ما الذي حدث بعدها؟
تحدثت من بين دموعها وقد شعر بها ترتجف:
-هو أصبح يقترب مني بطريقة سيئة ويحاول نزع ملابسي، كان يقوم برفع فستاني، امسكت بيده واخبرته أن يبتعد يا خي، أقسم أنني تحدثت إليه مرارًا، لكنه لم يبتعد ولهذا السبب أنا قومت بصفعه والهرب فورًا من بعدها، لم أكن أستطيع البقاء معه ولا أضمن الشيء الذي من الممكن أن يفعله، لقد ظننت أنه سيشعر بالغيرة عندما يغازلني فرد من أصدقاءه، لكنني صُدمت به صدقني.
كان يشعر بالصدمة، لا يتخيل أن شقيقه كان بهذا السوء، ابتلع ما بحلقه وهو لا يعلم ماذا يقول لها، شعر بها تحاول نزع يدها منه:
-ما الأمر ألا تصدقني؟! أقسم أنني لا أكذب عليك في شيء، هذا كل ما حدث معي صدقني.
أومأ لها وهو يحرك رأسه بنفي:
-بالفعل أنا أصدقكِ يا بيلا، كوني هادئة وانسي كل ما حدث، هو لا يستحق أن تفكري به، هذا ليس رجلًا.
تساقطت دموعها بألم وهي تنظر له:
-شعرت أنني أحبه حقًا، أنا كنت أحبه، لكن في النهاية هو لم يفعل شيء لي، هو لم يفعل أي شيء وعدني به، منذ أن اتينا إلى هنا وهو شخص آخر لا أعرفه يا أخي، أنا أشعر بالرعب لمجرد وجوده معي مرة أخرى..
شعر بدر بالكثير من الضيق وهو لا يعلم ما الذي يجب أن يفعله حتى يساعدها، تمنى لو بامكانه أن يزيل ما فعله أنس معها، يتساءل لماذا كان يتصرف أنس بتلك الطريقة؟ من المفترض أنها زوجته ويجب أن يقلق بشأنها، لماذا لم يعد يشعر؟! قامت بسحب يدها منه عندما رأت الغضب يظهر على وجهه ولا يمكنها أن تتنبأ بالشيء الذي سيفعله، اقتربت لتقف بجوار الباب بينما هو لاحظ خوفها الشديد منه وارتجاف يدها الذي لا يتوقف:
-اهدئي يا بيلا، أنا لن أفعل لكِ أي شيء أنا مستحيل أن أقوم بأذيتكِ لست من هذا النوع، الآن تناولي الطعام الخاص بكِ وارتاحي من بعدها.
اومأت له وهو خرج من بعدها حتى لا يخيفها أكثر من هذا، اغلقت الباب من الداخل واستندت عليه وهي تتنفس بصعوبة وتشعر أن هناك حمل كالجبال استطاع حديثها مع بدر أن يجعله يتلاشى، ابتلعت ما بحلقها وهي تلمس ذراعها الموجود بداخل الجص برفق:
-أتمنى أن تكون الأيام القادمة أفضل ولا يجعلني بدر أن أذهب إلى كارم من جديد.
ذهب بدر إلى غرفته وما إن رأته أمل حتى وقفت أمامه والغضب يسيطر عليها:
-اخبرني حالًا يا بدر ما الذي فعلته أنت؟ كيف تطردني من الغرفة وتتحدث معي بتلك الطريقة أمامها، كيف تغلق الباب عليكم وأنت معها وحدك؟!
نظر بدر لها وهو يشعر بالضيق الشديد:
-أنا لست في مزاج جيد يا أمل، بالتأكيد لم أفكر في شيء سيء تجاهها، اهدئي يا أمل لا يوجد داعي لهذا الحديث التافه.
ابتسمت أمل ساخرة ليتجاهلها ويتجه إلى السرير بينما أمل اقتربت لتقف أمامه:
-بدر أنا لم أعد أجد داعي لبقاء هذه الفتاة هنا معنا، يمكنها أن تذهب إلى عائلتها.
حرك بدر رأسه باستنكار وهو يعتدل لينظر لها:
-ما الذي تفكري به أنتِ، هل ترين أن هذا وقته يا ترى؟!
حركت أمل رأسها بنفي وهي تتحدث بانفعال شديد:
-لا علاقة لي بكل هذا، اجعل هذه الفتاة تذهب يا بدر أنا لا أرتاح لوجودها هنا.
نظر بدر لها بعدم استيعاب:
-ما الذي تفكرين به أنتِ لا أفهم يا أمل، هل تريدي مني أن القيها خارج المنزل لأن زوجها الذي يكون أخي قد مات؟ من كل عقلكِ تتحدثين!
نظره له وهي تقف أمامه لتواجه نظراته:
-لم يعد هناك أي داعي لبقاءها هنا يا بدر، اخبرني ما الذي سيجعلك تبقيها هنا؟ اسمعني يا بدر هذه الفتاة سوف تجلب لنا الكثير من المتاعب وأنا أذكرك بهذا الشيء، أنا سوف أذهب إلى منزل عائلتي، الآن سوف أتصل بأخي حتى يأتي ويقوم بأخذي
خرجت من الغرفة وجلس بدر على السرير وهو يشعر بالأختناق من تعاملها معه وهي لا تقدر الوضع الذي هو به.
بالفعل أتى شقيقها ليأخذها إلى منزل والدها ورأى بيلا أثناء هبوطها على الدرج لتتحدث معها:
-هل أنتِ ذاهبة بسبب غضبكِ مني؟
ابعدت أمل وجهها عنها بنفاذ صبر:
-من الأفضل أن تتجاهلي التحدث معي يا بيلا، تعاملي وكأنكِ لا تعرفيني، هذا أفضل شيء لنا.
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تنظر لها بلوم:
-أنا لم أفعل شيء لكِ يا أمل أنا كنت أجيب على أسئلة بدر لا أكثر، صدقيني أنا..
قاطعها شقيق أمل وهو يقترب ليقف أمامها:
-أنتِ الفتاة التي عادت مع أنس أليس كذلك؟
اومأت له وهي تشعر بالتعجب:
-من تكون أنت؟
اجابها الآخر وهو يمد يده لمصافحتها:
-أنا عز شقيق أمل، أتمنى أن تكوني في حال أفضل الآن.
صافحته وهي تشعر بالكثير من التشتت:
-شكرًا لك يا عز.
ابعدت يدها ورأت بدر يقترب:
-ألن تملي من هذا الأسلوب يا أمل؟ هل اشتقتِ إلى عائلتكِ لهذا الحد يا ترى؟!
رمقته أمل بغضب وهي تتحدث إليه بانفعال شديد:
-أنا اخبرتك بشرطي يا بدر هذه الفتاة لا تبقى هنا.
اتسعت أعين بيلا وقد ارتجف قلبها، تحدثت وهي تحاول المحافظة على أنفاسها المسلوبة:
-أنا لم أفعل أي شيء، لماذا تريدي طردي يا أمل؟ أقسم أنني لم أفعل شيء.
تحدث عز وهو ينظر إلى أمل بعتاب شديد:
-ما الذي يحدث يا أمل ما الذي فعلته الفتاة لكِ؟
اجابته أمل بغضب شديد:
-هذه الفتاة لا أرتاح لها، لقد كانت مع بدر في الغرفة وعندما اقتربت قام بدر بطردي ببساطة يا عز ألا يحق لي الغيرة؟
تساقطت الدموع من عينيها وهي تنظر لها وحركت رأسها بنفي:
-لم يحدث شيء يا عز أنا لم أفعل شيء، كان بدر يسألني عن شيء ما واجبته وأنا لم أفعل أي شيء.
لاحظ عز قلقها ليحرك رأسه بنفي:
-اهدئي يا بيلا لن يحدث شيء، هناك سوء فهم بالتأكيد.
قام بدر بسحب أمل بقوة:
-تعالي معي ودعينا نتحدث على انفراد قبل أن أفقد أعصابي هيا.
قام بأخذها والذهب إلى المكتب الخاص به، تحدث عز بتعجب:
-إلى أين ذهب الجميع يا ترى؟!
اجابته بيلا وهي تزيل دموعها بقلق شديد:
-لقد ذهبت أمي أسماء وبيري إلى غرفهم بالتأكيد، أنا أشعر بالقلق، هل من الممكن أن تصر أمل على طردي من هنا؟ أنا لا يوجد لدي أحد لأذهب إليه، لقد كنت أعيش مع أمي وعندما ماتت قامت خالتي وزوجها بطردي، عملت وسافرت إلى الخارج ومن بعدها تعرفت على صديقة وجلست في منزلها عندما عدنا للقاهرة، لا يمكنني أن أذهب إليهم من جديد.
ابتسم لها وهو يحرك رأسها بنفي:
-لن أسمح بذهابكِ إن أضطر الأمر تأتين معي سوف أوفر لكِ أفضل من هذا المكان.
ابتسمت بأمل:
-هل تتحدث بجدية؟ أم أنك تحاول مواساتي؟
وضع يده على شعرها وهو يربت عليه:
-أتحدث بجدية يا صاحبة الأعين العسلية.
ابتسمت إليه وفي هذا الوقت خرج بدر مع أمل لتقترب بيلا منه:
-لا يوجد مشكلة يا بدر، أنا سوف أذهب مع عز هو قال أنه سيوفر لي مكان جيد لأبقى به، يمكنني أن أعمل بعد أن يشفى ذراعي لا مشكلة.
عقد بدر حاجبيه بعدم استيعاب ونظرت أمل إلى شقيقها بتعجب:
-ما الذي يحدث يا عز؟ ما هذا الحديث؟!