9
الجميع يخشى فقدان الأحبة، والحال يكون أكثر ألم عندما يكون سنداً وداعما.
كانت ميرا تتخبط من الخوف والذعر، ما الذي سوف يحدث ماذا عليها أن تفعل؟
قالت ميرا بستنكار ورفض: يبدو أن هناك لغط ما في تلك التحليلات حضرة الطبيب عليك أن تتأكد.
هز الطبيب رأسه نافياً، وهو يدرك تماما كيف ما تشعر به ميرا، ولكنه قال له: عليك أن تهدئي يا ابنتي، المشاعر لا تجدي نفعاً.
قاطعته ديمة وقالت: ماذا يعني هذا الكلام يا حضرة الطبيب؟
تنهد وهو يقول لهما: كما قلت لك يا سيدة ديمة زوجك مصاب بمرض خطير يجب أن يتم علاجه في أسرع وقت ممكن.
ميرا لا زالت تصارع صد متها من الخبر، فقالت لها ديمة: دعينا نتحدث بهدوء حتى نستطيع إيجاد حل بعيد عن النحيب الذي تقومين به لا جدوى منه ولا فائدة.
حاولت ميرا السيطرة على نفسها قليلاً كي تعطي مجال للطبيب كي يتحدث عن خطة العلاج.
قالت له: تفضل حضرة الطبيب، يمكنك شرح ما تريد.
وهناك كان على الطبيب أن يوصل مقترحات للخطة العلاجية فقال: في البداية والأهم أن يكون العلاج سريع ومكثف.
سألت ديمة في مرحلة وصل هذا السرطان في جسده؟
أجاب الطبيب: لا أستطيع أن اخفيك سيدتي، الأمر ليس في بدايته، لكن لم يصل لمراحل متطورة كثيرا.
قالت ميرا: وكيف يكون العلاج؟
رد الطبيب: لدي خبر آخر العلاج الخاص بحالة السيد عاصم غير متوفر في المدينة، يجب أن يتم نقله لمشفى متخصص في هذا نوع من الأمراض.
ثم قدم ورقة لديمة وقال له: هذه قائمة بأسماء المستشفيات اللاتي يتواجد فيهن علاج مناسب، ولقد وضعت لك إشارة عند المشافي الأكثر كفاءة.
قالت ميرا: بتأكيد سوف نذهب إلى افضل مستشفى، ولن نتوانا في فعل ذلك.
ثم أضاف الطبيب وقال: هناك أمر مهم أيضا، يجب أن تختارا طريقة جيدة كي تخبرو فيه السيد عاصم عن الأمر.
هنا ضربت ديمة رأسها وقالت: قد يجن الرجل إذا علم بهذه العاهة التي أصابته.
ذهلت ميرا من كلام زوجة ابيها ولم تتمالك نفسها وقالت: كيف تستطيعين أن تتلفظي بمثل هذا الكلام، إنه أبي يجب أن تعلمي هذا.
لم تلقي ديمة بال لهذه الترهات التي قالتها ميرا، ثم قالت لطبيب: حسنا، في غضون أسبوع سوف نكون قد قمنا بتجهيز كل شيء.
قال الطبيب: أتمنى ذلك في أسرع وقت ممكن حرصاً على سلامة السيد عاصم.
ثم نهضت ميرا بعد أن شكرت الطبيب، وانصرفت بسرعة، أما ديمة جمعت تلك الأوراق المهمة ووضعتها في مصنف واحتفظت بها.
بالعودة إلى الحاضر..
حيث كان ريان قد حصل على عمل جديد كما هو حاله في التنقل كل يوم من مكان لآخر.
كان ذلك العمل في شارع يشبه سوق النخاسة، أو سوق لبيع النساء والمتاجرة بهن بطرق يسمح بها القانون.
كان عمل ريان هناك حارس على أحد الأماكن المشروعة لمثل هذا.
وكل ما يقام به مصرح به من قبل الدولة، وكانت النساء الفقيرات أو الفتيات الجميلات لا يرغبن في العيش مع عائلتهن يذهبن إلى مثل ذلك المكان..
يعرضن أنفسهن وأجسادهن بطريقة شبه عارية حتى تعجب إحدهن أي مار في الطريق ويدفع ثمن لقضاء بعض الوقت معها وحصوله على بعض المتعة.
الأموال التي تدفع من قبل الزبائن يعود النصيب الأكبر منها إلى الاشخاص الذين يديرون المكان ويجمعون الفتيات به.
فهو تاجر وليس أي تاجر بل تاجر لأجساد الفتيات، والسبب الذي لا يمنع هذا الأمر في منطقة راقية مثل لندن هو أن الفتاة نفسها ترغب بهذا الفعل ولا مانع لديها.
كان ريان يراقب ما دور حوله يحدث نفسه: هل هؤلاء بشر؟ ويمتلكون مشاعر وأحاسيس مثلنا؟
ثم يجاوب نفيه ويقول: لا أظن هذا لو كانوا كذلك لما فعلوا بأنفسهم أمر دنيء كهذا.
ثم يقول بصوت يسمعه: يمكن أن يجدوا أي عمل يمكنهم أن يجنوا منه أموال من دون أن تصل بهم الأحوال إلى ما هم عليه الآن.
بينما هو شارد يحدث نفسه ويقلب أفكاره، شاهد رجل يخرج من المتجر وهو يشد فتاة من معصمها وكانت تبدو صغيرة لربما بحدود العشرين عام لا أكثر.
تحاول تخلص يدها من ذلك الرجل القبيح، إلا أنه كان أقوى منها، ولم تكن قادرة على الصراخ أو طلب العون.
لأنها تعلم جيداً بأن هذا المكان أباح لرجل فعل ما يحلو له، خصيصاً بعد أن دفع زيادة على المبلغ الذي طلبه مالكها، هذا يعني أنه زبون دسم.
كانت تلك الفتاة شقراء قد ظفرت شعرها، وترتدي فستان أسود اللون قصير إلى فوق الركبة، حدد مفاتن جسدها وزادها جمالا.
مرت من جانب ريان فسمعها تقول لرجل: ارجوك دعني، أنا بعمر بناتك.
لكن الرجل قد فقد سمعه وصم آذانه عن كلامها وتوسلاتها الهادئة.
شعر ريان بأن نار تسري في عروقه، وتمنى لو أنه يستطيع تمزيق وجه ذلك العجوز الاخرق.
لكن المؤلم في لأمر أن لا أحد قادر على منعه فهو قد دفع نقودا والمضحك في الأمر رغم قسوته أنه قد حصل على فاتورة تثبت هذا ايضا، وكأنه اشترى سلعة رخيصة محددة بورقة.
دفع الرجل تلك الفتاة النحيلة داخل السيارة بقوة وأغلق الباب بقوة، وما إن اشاح بنظره حتى لمح ريان يطالعه بشدة.
اقترب منه بضع خطوات ثم قال له الرجل: يا هذا! لم كل هذا التحديق والتأمل؟
هز ريان رأسه يزح عن عينيه غبار الشرود وقال: لاحظت بأن الفتاة لا ترغب بالذهاب معك.
رفع الرجل حاجبه منزعج وقال: ومن سألك عن رأيك وملاحظتك؟
رد ريان عليه بهدوء: لا أحد لكن الأمر واضح.
اجاب الرجل بعنجهية: لا تلتفت إلى أحد، ودع تركيزك هذا في عملك لا تشغل نفسك في شؤون الآخرين، وإلا...
قاطع ريان بنبرة غيظ وغضب: وإلا ماذا؟ هات ما لديك؟
ربت الرجل على كتف ريان وقال ساخراً: لست متفرغ للحديث معك..
ثم قال ريان يحاول أن يستفزه بكلمات قاسية: يمكنك الهروب فأنا أرى ضعفك أيها الشائب.
رم الرجل تلك السيارة التي فيها الفتاة بنظرة مكر وخبث ثم قال: لدي عشاء عمل هذه الليلة لن أفسده بسبب ثرثار مثلك، هل فهمت يا هذا.
ثم خطى بثق نحو سيارته، أما ريان بقي في مكانه لم يتزحزح بل كان ثابتاً وكأن شيء لم يكن من كل هذا.
بعد أن صعد الرجل سيارتها، انطلق بها بسرعة جنونية وكأنها تتمة للحديث الذي دار بينه وبين ريان.
وما إن غاب الرجل عن عيني ريان حتى ضرب الباب الذي كان يقف بجواره من شدة الغضب وجرحت يده بعد أن حطم الزجاج الموجود، لكنه لم يشعر بأي ألم أو وجع.
حتى أنه لم يلحظ النزيف الذي حدث إلا بمرور بعض الوقت وقد وصل إلى الارض بعض قطرات من دماءه.
ولكنه لم يكن هو من لاحظ الأمر، كان هناك فتاة من اللاتي يعملن قد خرج لتقوم بتدخين سيجارة في الخارج بعيد عن زحمة الجميع.
وبينما هي تمشي بالقرب من المكان لاحظت يد ريان التي تقطر دم دون أن يراها فقررت ان تتدخل.
رمت تلك السيجارة على الأرض ثم قامت بإطفاءها بذلك الحذاء ذو الكعب العالي الذي ترتديه.
واتجهت نحو ريان بثقة وقوة، قالت له: ما بك؟
صُدم ريان من رؤية تلك الفتاة، وسأل نفسه: من هذه حتى تسأل عني؟ هل تعرفني وأنا من نسيتها( من عادة ريان نسيان الكثير من الأشخاص والاسماء أيضاً)
هذا ما ظنه للوهلة الأولى، لوحت الفتاة بيدها أمام وحه ريان وقالت: ألا تسمع ما اقول؟
قال بأحرف متقطعة: من انت يا فتاة؟ د
ضحكت ساخرة: أنا التي تركتني وحيدة مع طفلك.
لم يرق ذلك الكلام لريان فقال لها: قولي ما عندك دون الرمي بمثل هذه الترهات.
بينما هي تطالع عيناه دون أن ترمش حتى، أمسكت يده، وقد استشعر ريان برودة اطرافها.
ثم رفعت يده المجروحة وقالت له: أراك تنزف، من الذي مزقك ثم تركك وحيدا.
واطلقت ضحكة ساخرة عمت أرجاء المكان، نظر يان لديه مستغرب من مصدر الدم، لكن قهقهتها لم تكن مبررة لذا نفض يده من بين اصابيعها.
ثم قال لها: اذهبي من هنا في الحال، سوف اتدبر الأمر الآن.
فقالت له وهي تعيد مسك يده وبطريقة فيها من دلع البنات الكثير: دعني اقدم لك الدواء كي يطيب جرحك الذي ينزف..
تأفف ريان وقال لها: كفي عن العبث معي.
ردت الفتاة المتطفلة: أريد علاجك.
أجاب ريان حاسم حازماً في الأمر: لا أحتاج ذلك، أنا قادر على علاج جروحي ومداوة نفسي بدون مساعدة منك أو من اي احد.
ثم فكت من حول عنقها منديلا كانت تضعه وقامت بطيه بطريقة مرتبة وأنيقة، ثم لفته حول الجرح الذي ينزف من يد ريان.
لم تكتفي بهذا، بل اردات فعل أمر اكثر جنون، أخرجت من جيبه علبة السجائر الخاصة بها.
وسحبت واحدة منها، وثم وضعتها في فمها واشغللتها، لم تكتفي إلا بعد أن اعطتها لريان كنوع من الضيافة
كانت ميرا تتخبط من الخوف والذعر، ما الذي سوف يحدث ماذا عليها أن تفعل؟
قالت ميرا بستنكار ورفض: يبدو أن هناك لغط ما في تلك التحليلات حضرة الطبيب عليك أن تتأكد.
هز الطبيب رأسه نافياً، وهو يدرك تماما كيف ما تشعر به ميرا، ولكنه قال له: عليك أن تهدئي يا ابنتي، المشاعر لا تجدي نفعاً.
قاطعته ديمة وقالت: ماذا يعني هذا الكلام يا حضرة الطبيب؟
تنهد وهو يقول لهما: كما قلت لك يا سيدة ديمة زوجك مصاب بمرض خطير يجب أن يتم علاجه في أسرع وقت ممكن.
ميرا لا زالت تصارع صد متها من الخبر، فقالت لها ديمة: دعينا نتحدث بهدوء حتى نستطيع إيجاد حل بعيد عن النحيب الذي تقومين به لا جدوى منه ولا فائدة.
حاولت ميرا السيطرة على نفسها قليلاً كي تعطي مجال للطبيب كي يتحدث عن خطة العلاج.
قالت له: تفضل حضرة الطبيب، يمكنك شرح ما تريد.
وهناك كان على الطبيب أن يوصل مقترحات للخطة العلاجية فقال: في البداية والأهم أن يكون العلاج سريع ومكثف.
سألت ديمة في مرحلة وصل هذا السرطان في جسده؟
أجاب الطبيب: لا أستطيع أن اخفيك سيدتي، الأمر ليس في بدايته، لكن لم يصل لمراحل متطورة كثيرا.
قالت ميرا: وكيف يكون العلاج؟
رد الطبيب: لدي خبر آخر العلاج الخاص بحالة السيد عاصم غير متوفر في المدينة، يجب أن يتم نقله لمشفى متخصص في هذا نوع من الأمراض.
ثم قدم ورقة لديمة وقال له: هذه قائمة بأسماء المستشفيات اللاتي يتواجد فيهن علاج مناسب، ولقد وضعت لك إشارة عند المشافي الأكثر كفاءة.
قالت ميرا: بتأكيد سوف نذهب إلى افضل مستشفى، ولن نتوانا في فعل ذلك.
ثم أضاف الطبيب وقال: هناك أمر مهم أيضا، يجب أن تختارا طريقة جيدة كي تخبرو فيه السيد عاصم عن الأمر.
هنا ضربت ديمة رأسها وقالت: قد يجن الرجل إذا علم بهذه العاهة التي أصابته.
ذهلت ميرا من كلام زوجة ابيها ولم تتمالك نفسها وقالت: كيف تستطيعين أن تتلفظي بمثل هذا الكلام، إنه أبي يجب أن تعلمي هذا.
لم تلقي ديمة بال لهذه الترهات التي قالتها ميرا، ثم قالت لطبيب: حسنا، في غضون أسبوع سوف نكون قد قمنا بتجهيز كل شيء.
قال الطبيب: أتمنى ذلك في أسرع وقت ممكن حرصاً على سلامة السيد عاصم.
ثم نهضت ميرا بعد أن شكرت الطبيب، وانصرفت بسرعة، أما ديمة جمعت تلك الأوراق المهمة ووضعتها في مصنف واحتفظت بها.
بالعودة إلى الحاضر..
حيث كان ريان قد حصل على عمل جديد كما هو حاله في التنقل كل يوم من مكان لآخر.
كان ذلك العمل في شارع يشبه سوق النخاسة، أو سوق لبيع النساء والمتاجرة بهن بطرق يسمح بها القانون.
كان عمل ريان هناك حارس على أحد الأماكن المشروعة لمثل هذا.
وكل ما يقام به مصرح به من قبل الدولة، وكانت النساء الفقيرات أو الفتيات الجميلات لا يرغبن في العيش مع عائلتهن يذهبن إلى مثل ذلك المكان..
يعرضن أنفسهن وأجسادهن بطريقة شبه عارية حتى تعجب إحدهن أي مار في الطريق ويدفع ثمن لقضاء بعض الوقت معها وحصوله على بعض المتعة.
الأموال التي تدفع من قبل الزبائن يعود النصيب الأكبر منها إلى الاشخاص الذين يديرون المكان ويجمعون الفتيات به.
فهو تاجر وليس أي تاجر بل تاجر لأجساد الفتيات، والسبب الذي لا يمنع هذا الأمر في منطقة راقية مثل لندن هو أن الفتاة نفسها ترغب بهذا الفعل ولا مانع لديها.
كان ريان يراقب ما دور حوله يحدث نفسه: هل هؤلاء بشر؟ ويمتلكون مشاعر وأحاسيس مثلنا؟
ثم يجاوب نفيه ويقول: لا أظن هذا لو كانوا كذلك لما فعلوا بأنفسهم أمر دنيء كهذا.
ثم يقول بصوت يسمعه: يمكن أن يجدوا أي عمل يمكنهم أن يجنوا منه أموال من دون أن تصل بهم الأحوال إلى ما هم عليه الآن.
بينما هو شارد يحدث نفسه ويقلب أفكاره، شاهد رجل يخرج من المتجر وهو يشد فتاة من معصمها وكانت تبدو صغيرة لربما بحدود العشرين عام لا أكثر.
تحاول تخلص يدها من ذلك الرجل القبيح، إلا أنه كان أقوى منها، ولم تكن قادرة على الصراخ أو طلب العون.
لأنها تعلم جيداً بأن هذا المكان أباح لرجل فعل ما يحلو له، خصيصاً بعد أن دفع زيادة على المبلغ الذي طلبه مالكها، هذا يعني أنه زبون دسم.
كانت تلك الفتاة شقراء قد ظفرت شعرها، وترتدي فستان أسود اللون قصير إلى فوق الركبة، حدد مفاتن جسدها وزادها جمالا.
مرت من جانب ريان فسمعها تقول لرجل: ارجوك دعني، أنا بعمر بناتك.
لكن الرجل قد فقد سمعه وصم آذانه عن كلامها وتوسلاتها الهادئة.
شعر ريان بأن نار تسري في عروقه، وتمنى لو أنه يستطيع تمزيق وجه ذلك العجوز الاخرق.
لكن المؤلم في لأمر أن لا أحد قادر على منعه فهو قد دفع نقودا والمضحك في الأمر رغم قسوته أنه قد حصل على فاتورة تثبت هذا ايضا، وكأنه اشترى سلعة رخيصة محددة بورقة.
دفع الرجل تلك الفتاة النحيلة داخل السيارة بقوة وأغلق الباب بقوة، وما إن اشاح بنظره حتى لمح ريان يطالعه بشدة.
اقترب منه بضع خطوات ثم قال له الرجل: يا هذا! لم كل هذا التحديق والتأمل؟
هز ريان رأسه يزح عن عينيه غبار الشرود وقال: لاحظت بأن الفتاة لا ترغب بالذهاب معك.
رفع الرجل حاجبه منزعج وقال: ومن سألك عن رأيك وملاحظتك؟
رد ريان عليه بهدوء: لا أحد لكن الأمر واضح.
اجاب الرجل بعنجهية: لا تلتفت إلى أحد، ودع تركيزك هذا في عملك لا تشغل نفسك في شؤون الآخرين، وإلا...
قاطع ريان بنبرة غيظ وغضب: وإلا ماذا؟ هات ما لديك؟
ربت الرجل على كتف ريان وقال ساخراً: لست متفرغ للحديث معك..
ثم قال ريان يحاول أن يستفزه بكلمات قاسية: يمكنك الهروب فأنا أرى ضعفك أيها الشائب.
رم الرجل تلك السيارة التي فيها الفتاة بنظرة مكر وخبث ثم قال: لدي عشاء عمل هذه الليلة لن أفسده بسبب ثرثار مثلك، هل فهمت يا هذا.
ثم خطى بثق نحو سيارته، أما ريان بقي في مكانه لم يتزحزح بل كان ثابتاً وكأن شيء لم يكن من كل هذا.
بعد أن صعد الرجل سيارتها، انطلق بها بسرعة جنونية وكأنها تتمة للحديث الذي دار بينه وبين ريان.
وما إن غاب الرجل عن عيني ريان حتى ضرب الباب الذي كان يقف بجواره من شدة الغضب وجرحت يده بعد أن حطم الزجاج الموجود، لكنه لم يشعر بأي ألم أو وجع.
حتى أنه لم يلحظ النزيف الذي حدث إلا بمرور بعض الوقت وقد وصل إلى الارض بعض قطرات من دماءه.
ولكنه لم يكن هو من لاحظ الأمر، كان هناك فتاة من اللاتي يعملن قد خرج لتقوم بتدخين سيجارة في الخارج بعيد عن زحمة الجميع.
وبينما هي تمشي بالقرب من المكان لاحظت يد ريان التي تقطر دم دون أن يراها فقررت ان تتدخل.
رمت تلك السيجارة على الأرض ثم قامت بإطفاءها بذلك الحذاء ذو الكعب العالي الذي ترتديه.
واتجهت نحو ريان بثقة وقوة، قالت له: ما بك؟
صُدم ريان من رؤية تلك الفتاة، وسأل نفسه: من هذه حتى تسأل عني؟ هل تعرفني وأنا من نسيتها( من عادة ريان نسيان الكثير من الأشخاص والاسماء أيضاً)
هذا ما ظنه للوهلة الأولى، لوحت الفتاة بيدها أمام وحه ريان وقالت: ألا تسمع ما اقول؟
قال بأحرف متقطعة: من انت يا فتاة؟ د
ضحكت ساخرة: أنا التي تركتني وحيدة مع طفلك.
لم يرق ذلك الكلام لريان فقال لها: قولي ما عندك دون الرمي بمثل هذه الترهات.
بينما هي تطالع عيناه دون أن ترمش حتى، أمسكت يده، وقد استشعر ريان برودة اطرافها.
ثم رفعت يده المجروحة وقالت له: أراك تنزف، من الذي مزقك ثم تركك وحيدا.
واطلقت ضحكة ساخرة عمت أرجاء المكان، نظر يان لديه مستغرب من مصدر الدم، لكن قهقهتها لم تكن مبررة لذا نفض يده من بين اصابيعها.
ثم قال لها: اذهبي من هنا في الحال، سوف اتدبر الأمر الآن.
فقالت له وهي تعيد مسك يده وبطريقة فيها من دلع البنات الكثير: دعني اقدم لك الدواء كي يطيب جرحك الذي ينزف..
تأفف ريان وقال لها: كفي عن العبث معي.
ردت الفتاة المتطفلة: أريد علاجك.
أجاب ريان حاسم حازماً في الأمر: لا أحتاج ذلك، أنا قادر على علاج جروحي ومداوة نفسي بدون مساعدة منك أو من اي احد.
ثم فكت من حول عنقها منديلا كانت تضعه وقامت بطيه بطريقة مرتبة وأنيقة، ثم لفته حول الجرح الذي ينزف من يد ريان.
لم تكتفي بهذا، بل اردات فعل أمر اكثر جنون، أخرجت من جيبه علبة السجائر الخاصة بها.
وسحبت واحدة منها، وثم وضعتها في فمها واشغللتها، لم تكتفي إلا بعد أن اعطتها لريان كنوع من الضيافة