الفصل السادس ضربها
اقترب بدر من صوتها ووجدها تقف أمام شخص غريب لا تعرفه وهي تصرخ في وجهه بانفعال واضح، وقف أمامها بتعجب:
-ما الذي يحدث؟
وجد دموعها تتساقط وهي تشير إلى الرجل الموجود خلفه:
-هذا الرجل يضايقني يا بدر، لقد حاول أن يضع يده على خصري، أنا اخبرته أن لا يقترب ولكنه لم يستمع لي.
تحدث الرجل على الفور ويبدو أنه يعرف بدر وظهر هذا بارتجاف صوته:
-أنا لم أفعل لها شيء، هي لا تقول الحقيقة.
تحدثت بيلا من بين دموعها وهي تشير تجاهه:
-أنت شخص كاذب، لقد غازلتني وقومت بسحب ذراعي عندما لم أجيبك، وعندما دفعتك كدت تقوم بضربي وأنت تحاول وضع يدك على خصري، أنت كاذب.
انفعل الشخص وهو يشعر بالقلق من تهور بدر وضربه في النهاية:
-أنتِ هي الكاذبة، أنتِ من حاولتِ اغرائي ولم أكن منتبه لكِ ولهذا السبب قومتي بالقاء نفسكِ بين يدي.
اتسعت أعين بيلا بصدمة وعدم استيعاب:
-أنت كاذب كيف تقول هذا؟ لم يحدث هذا يا بدر صدقني، أنا لم أفعل مثل هذا الشيء أقسم لك لم أفعلها.
ابتلع الرجل ما بحلقه وقد بدأ يتصبب عرقًا وتمنى أن يصدقه بدر كبير قريتهم:
-اصمتِ يا كاذبة، ثم أن هيئتكِ توضح من تكوني وكيف تتعاملي مع الرجال و..
لم يستطيع أن يكمل حديثه وصدمه بدر بلكمة قوية جعلته يسقط أرضًا وهو يصرخ به عندما أمسك بتلاليب عبائته:
-إياك أن تتجرأ وتسيء إليها بأي شكل، إياك أن تفعلها أيها الحقير وإلا دفنتك في أرضك هل تفهم؟ هذه الفتاة تخصني ولا أسمح لأي شخص بمجرد النظر إليها.
ابتسمت بيلا وهي تتابع ما يحدث وكيف تحول بدر وأصبح يدافع عنها، استسلم له الرجل وبدأ في الاعتذار بعد أن أدرك أن الفتاة التي ضايقها هي تابعة لبدر عمدة القرية الخاصة بهم:
-أنا أسف سامحني، أرجوك سامحني يا عمدتنا.
تركه بدر دافعًا إياه بغضب وقام بسحب بيلا وهو يتحدث بغضب شديد:
-ألم تكوني برفقة أنس؟ اخبريني ما الذي حدث وأين ذهب؟!
لم تكن تتحدث بسبب دموعها التي لم تتوقف، أخذ بدر نفس عميق وتوقف لينظر لها بضيق شديد:
-اخبريني ما الذي حدث يا بيلا حاولي أن تهدأي.
تساقطت دموعها رغمًا عنها وخبأت وجهها وهي منهارة في البكاء:
-لا أستطيع التوقف عن البكاء صدقني، أنا لا أستطيع يا أخي.
شعر بدر بالضيق الشديد وهو يراها تبكي بتلك الطريقة، حاول أن يجعلها تهدأ وهو لا يعلم متى ستتوقف عن البكاء بتلك الطريقة وكيف تركها أنس لتتجول في القرية بمفردها بتلك الهيئة ولا أحد يعرف من تكون وماذا تفعل:
-حسنًا لا تتحدثي ولكن حاولي أن تمسكِ أعصابكِ يا بيلا، لن يضركِ أي شخص أنا هنا معكِ، اهدئي سوف يكون كل شيء على مايرام.
نظرت له والألم يعتصر صدرها:
-أنا أشعر بالخوف، ربما لا تصدقني، لكن قلبي يؤلمني حقًا، أنا لا أستطيع التنفس.
رأها تقترب لتتمسك به وهي تضمه بقوة، تصلب جسده وشعر بالكثير من الإحراج وهو يرى بعض المارة ينظروا لهم، ربت على شعرها بتردد وهو يحاول أن يجعلها تبتعد:
-بيلا اهدئي، لا تجعلي أحد يسيء الفهم.
نظرت له ولاحظت ضيقه وعدم ترحيبه بقربها، ابتعدت باحراج وهي تمسح دموعها وتعتذر منه على استحياء:
-أنا أسفة يا أخي، لقد كنت أشعر بالقلق الشديد، حتى أنني رغبت في مغادرة هذه القرية، ربما أذهب إلى القاهرة ومن ثم أسافر إلى أمريكا.
تعجب بدر من حديثها، حاول أن يبقيها هادئة حتى يعودوا إلى المنزل ويتحدثوا معًا، كان السؤال الذي يشغل عقله ما الذي حدث بينها وبين أنس ليتركها بمفردها في هذا المكان وتتحدث عن ترك القرية والسفر إلى مدينة أخرى ومن ثم بلد أخرى؟!
تحدثت بيلا وهي تحاول عدم البكاء:
-اخبرني يا أخي بماذا تفكر؟ هل يمكننا الذهاب الآن أم أن هناك شيء تريد القيام به؟
حرك بدر رأسه بنفي وهو يجيبها:
-سوف نذهب، لكن قبل أي شيء دعيني أحذركِ من الخروج من المنزل بتلك الملابس من جديد، لا يصح هذا، حتى إن كنتِ غير محجبة هذه الملابس لا تتناسب مع بيئتنا يا بيلا.
اومأت له باحراج وسارت بجواره، كانت ترى الجميع يحيوه ويريدوا استضافته ولكنه يعتذر برسمية ويسير وهي تجاوره، وصلوا إلى المنزل ولاحظت أسماء نظرات بيلا وعينيها الباكية لتقترب منها بقلق:
-هل كنتِ تبكين؟ ما الذي فعلته يا بدر هل ازعجتها؟!
حركت بيلا رأسها بنفي على الفور وهي تجيبها:
-لا يا أمي لم يحدث شيء، هو لم يزعجني أبدًا.
كاد بدر أن يتحدث إليها ويسألها من جديد عن كل شيء حدث بينها وبين أنس منذ خروجها من المنزل، لكنه وجد طرقات قوية على الباب ليقوم بدر بفتحه ويندفع أنس إلى الداخل بانفعال وغضب شديد:
-هل أتت بيلا إلى هنا؟
ابتلعت بيلا ما بحلقها وقد خيم الحزن على عينيها وهي تشعر بخيبة الأمل، اقترب منها ليقوم بالقبض على ذراعها:
-كيف تتجرأي وتفعلي شيء كهذا؟ اخبريني كيف تجرأتي على فعلها، هل تظنين أنكِ سوف تهربين مني بتلك السهولة؟!
تساقطت دموعها وهي تحاول أن تنزع يدها منه:
-إن عاد بي الزمن سوف أعيدها، هل تفهم؟ أقولها لك من جديد يا أنس أنت لست رجلًا.
اتسعت أعين بدر وأسماء ولم ينتظر أنس ليقوم بصفعها بقوة:
-يبدو أنكِ نسيتي من أكون، أنا سوف أربيكِ بنفسي من جديد يا بيلا، سوف ترين ما الذي سوف أفعله بكِ.
تدخل بدر ليقوم بدفعه صارخًا:
-توقف عن التعامل بتلك الطريقة الهمجية، وأنتِ يا بيلا لم يكن عليكِ أن تقولي شيء كهذا، هو زوجكِ الآن ومن الخطأ أن..
قاطعته بيلا بانهيار شديد وقد كانت شفتيها تنزف:
-أنت لا تعلم ما الذي فعله معي يا بدر، لا تعلم ما الذي كان يفعله و..
قاطعها أنس وهو يسحب شعرها بقوة ليسحبها إلى غرفتهم بينما بدر كان يلحق به وهو يحاول جعله يتركها:
-لا تتجاوز حدودك يا أنس، اتركها الآن على الفور.
صرخت أسماء به وهي لا تعلم ما الذي اصابهم، لقد رأتهم سعداء مع بعضهم البعض ولا يوجد لديها أي فكرة للشيء الذي قد يحدث ويجعل حالهم يتبدل بتلك الطريقة:
-اتركها يا أنس ودعنا نتحدث إذا سمحت، توقف عن هذه الأفعال يا بُني.
قام أنس بدفعها إلى الغرفة بقوة لتسقط أرضًا وتنكشف قدميها لتصرخ بألم، سحبه بدر وهو يصرخ به:
-ما الذي أصاب عقلك أنت؟ لماذا تتصرف بتلك الطريقة يا أنس ما الذي فعلته؟!
دفع أنس يده بانفعال شديد وهو يجيبه بغضب:
-هذه زوجتي، ليس من حقك أن تتدخل بيننا، هي اخطأت بحقي وأنا أعاقبها بالطريقة التي أراها مناسبة هل تفهم هذا؟!
قام بدخول الغرفة سريعًا وأغلق الباب وهو لا يستمع لهم، ابتعدت بيلا بألم وهي تبكي بخوف شديد منه:
-إياك أن تفكر في الاقتراب، أنا لن أسمح لك أن تستغلني مهما حدث.
ابتسم أنس ساخرًا وهو يقوم برفع أكمام قميصه ورمقها بغضب وتوعد:
-هيا عيدي ما قولتيه بالخارج أمامهم، ماذا قولتي؟ لقد تجرأتي وقومتي بصفعي أمام أصدقائي أيتها الغبية، مع ذلك لم تندمي وأتيتِ لتكملي لعبتكِ القذرة أمام عائلتي.
تساقطت دموعها بخيبة أمل:
-أنت كيف تتعامل معي بتلك الطريقة؟ أنا لم أفعل أي شيء سيء يجعلك تتعامل معي بتلك الطريقة البشعة.
اقترب وقام بسحب شعرها بقوة:
-وتعاملكِ معي بتلك الطريقة البشعة يا بيلا ماذا تسميه يا ترى؟ هل كنتِ تمزحين معي وأنا اسأت الفهم؟!
انهارت باكية وهي تشعر بأن شعرها يتمزق في يده:
-أنت تؤلمني يا بدر، دعني وشأني أرجوك أفتح الباب واجعلني أذهب لم أعد أطيقك.
شعر أنس بالغضب يزداد ولم ينتظر ليقوم بصفعها بقوة ولم يهتم لصراخ شقيقه، بكت بيلا بألم وهي تحاول التفلت منه:
-أرجوك دعني يا أنس، كفى ما فعلته أنا سوف أذهب ولن أعود.
نظر لها بغضب وكره شديد:
-هل تظنين أنكِ سيطرتِ عليّ وجعلتيني أتزوج بكِ رغمًا عني؟ لا أيتها الغبية، لم يحدث هذا لقد وجدت فتاة رخصية تستطيع أن تأتي معي حيث أريد وأفعل بها ما أريد، لا توجد قيمة لكِ حتى تقومي برفع يدكِ التي سأقوم بكسرها الآن وتنعتيني أنني لست رجلًا.
قام بلوي ذراعها بقوة لتبكي وهي تصرخ بألم:
-لا تفعل هذا يا أنس أرجوك، أنت اجبرتني على الرقص أمام أصدقائك وحاولت أن ترفع فستاني، لم أشعر سوى وأنا أقوم بصفعك، لقد شعرت بالرعب منك، أرجوك توقف لا تكسرها.
لم يتوقف وكل ما يتذكره هو صفعها له وضحكات الجميع عليه، صرخت بقوة عندما كسر ذراعها بينما بدر قد فقد أعصابه ليقوم بتهشيم الباب والدخول إليه، وجد وجهها ملطخ بالدماء وعلى وجهها أثار يده، قام بدفع أنس بقوة وسقطت بيلا أرضًا وهي تبكي بألم:
-أرجوكم دعوه يبتعد، لا تجعله يقترب مني يا بدر أرجوك، لا يمكنني التحمل هو سوف يقتلني..
تساقطت دموع أسماء بصدمة وهي لا تصدق أن ابنها تجرأ وفعل شيء كهذا.
صرخ أنس بها وهو يقوم بتحذيرها:
-إن تجرأتي ونطقتي بحرف واحد مرة أخرى من كل شيء حدث أنا سوف اقتلكِ، هل تعلمين؟ لم أعد أرغب في رؤيتكِ.
خرج وتركها بينما هي فقدت الوعي من كثرة الألم، اقترب بدر وقام بحملها وهو ينظر إلى والدته:
-سوف أقوم باصطحابها إلى مستشفى القرية يا أمي، معي هاتفي إن حدث أي شيء معكِ يمكنكي أن تتصلي بي، لا تقلقي يا أمي سوف يكون كل شيء بخير.
كانت أسماء تبكي بانهيار تام وهي تتساءل ما الذي حدث إلى أنس لتتبدل حالته بتلك الطريقة ويوشك على قتل هذه المسكينة دون مبالغة؟!
وصل بدر إلى المستشفى وعلى الفور قاموا بتحويلها إلى قسم الطوارئ، قاموا بوضع يدها في الجص بعد أن اجروا لها الفحوصات اللازمة، انتهى بدر من الاجراءات وذهب إلى الغرفة الخاصة بها لتسأله الطبيبة المسؤولة عن حالتها:
-اخبرني يا عمدة ما الذي أوصل الفتاة لهذه المرحلة؟ هي متعرضة لضرب مبرح كان من الممكن أن يؤدي إلى قتلها! في الغالب سوف تحتاج للخضوع إلى العلاج النفسي فور تعافيها جسديًا يا عمدة.
-ما الذي يحدث؟
وجد دموعها تتساقط وهي تشير إلى الرجل الموجود خلفه:
-هذا الرجل يضايقني يا بدر، لقد حاول أن يضع يده على خصري، أنا اخبرته أن لا يقترب ولكنه لم يستمع لي.
تحدث الرجل على الفور ويبدو أنه يعرف بدر وظهر هذا بارتجاف صوته:
-أنا لم أفعل لها شيء، هي لا تقول الحقيقة.
تحدثت بيلا من بين دموعها وهي تشير تجاهه:
-أنت شخص كاذب، لقد غازلتني وقومت بسحب ذراعي عندما لم أجيبك، وعندما دفعتك كدت تقوم بضربي وأنت تحاول وضع يدك على خصري، أنت كاذب.
انفعل الشخص وهو يشعر بالقلق من تهور بدر وضربه في النهاية:
-أنتِ هي الكاذبة، أنتِ من حاولتِ اغرائي ولم أكن منتبه لكِ ولهذا السبب قومتي بالقاء نفسكِ بين يدي.
اتسعت أعين بيلا بصدمة وعدم استيعاب:
-أنت كاذب كيف تقول هذا؟ لم يحدث هذا يا بدر صدقني، أنا لم أفعل مثل هذا الشيء أقسم لك لم أفعلها.
ابتلع الرجل ما بحلقه وقد بدأ يتصبب عرقًا وتمنى أن يصدقه بدر كبير قريتهم:
-اصمتِ يا كاذبة، ثم أن هيئتكِ توضح من تكوني وكيف تتعاملي مع الرجال و..
لم يستطيع أن يكمل حديثه وصدمه بدر بلكمة قوية جعلته يسقط أرضًا وهو يصرخ به عندما أمسك بتلاليب عبائته:
-إياك أن تتجرأ وتسيء إليها بأي شكل، إياك أن تفعلها أيها الحقير وإلا دفنتك في أرضك هل تفهم؟ هذه الفتاة تخصني ولا أسمح لأي شخص بمجرد النظر إليها.
ابتسمت بيلا وهي تتابع ما يحدث وكيف تحول بدر وأصبح يدافع عنها، استسلم له الرجل وبدأ في الاعتذار بعد أن أدرك أن الفتاة التي ضايقها هي تابعة لبدر عمدة القرية الخاصة بهم:
-أنا أسف سامحني، أرجوك سامحني يا عمدتنا.
تركه بدر دافعًا إياه بغضب وقام بسحب بيلا وهو يتحدث بغضب شديد:
-ألم تكوني برفقة أنس؟ اخبريني ما الذي حدث وأين ذهب؟!
لم تكن تتحدث بسبب دموعها التي لم تتوقف، أخذ بدر نفس عميق وتوقف لينظر لها بضيق شديد:
-اخبريني ما الذي حدث يا بيلا حاولي أن تهدأي.
تساقطت دموعها رغمًا عنها وخبأت وجهها وهي منهارة في البكاء:
-لا أستطيع التوقف عن البكاء صدقني، أنا لا أستطيع يا أخي.
شعر بدر بالضيق الشديد وهو يراها تبكي بتلك الطريقة، حاول أن يجعلها تهدأ وهو لا يعلم متى ستتوقف عن البكاء بتلك الطريقة وكيف تركها أنس لتتجول في القرية بمفردها بتلك الهيئة ولا أحد يعرف من تكون وماذا تفعل:
-حسنًا لا تتحدثي ولكن حاولي أن تمسكِ أعصابكِ يا بيلا، لن يضركِ أي شخص أنا هنا معكِ، اهدئي سوف يكون كل شيء على مايرام.
نظرت له والألم يعتصر صدرها:
-أنا أشعر بالخوف، ربما لا تصدقني، لكن قلبي يؤلمني حقًا، أنا لا أستطيع التنفس.
رأها تقترب لتتمسك به وهي تضمه بقوة، تصلب جسده وشعر بالكثير من الإحراج وهو يرى بعض المارة ينظروا لهم، ربت على شعرها بتردد وهو يحاول أن يجعلها تبتعد:
-بيلا اهدئي، لا تجعلي أحد يسيء الفهم.
نظرت له ولاحظت ضيقه وعدم ترحيبه بقربها، ابتعدت باحراج وهي تمسح دموعها وتعتذر منه على استحياء:
-أنا أسفة يا أخي، لقد كنت أشعر بالقلق الشديد، حتى أنني رغبت في مغادرة هذه القرية، ربما أذهب إلى القاهرة ومن ثم أسافر إلى أمريكا.
تعجب بدر من حديثها، حاول أن يبقيها هادئة حتى يعودوا إلى المنزل ويتحدثوا معًا، كان السؤال الذي يشغل عقله ما الذي حدث بينها وبين أنس ليتركها بمفردها في هذا المكان وتتحدث عن ترك القرية والسفر إلى مدينة أخرى ومن ثم بلد أخرى؟!
تحدثت بيلا وهي تحاول عدم البكاء:
-اخبرني يا أخي بماذا تفكر؟ هل يمكننا الذهاب الآن أم أن هناك شيء تريد القيام به؟
حرك بدر رأسه بنفي وهو يجيبها:
-سوف نذهب، لكن قبل أي شيء دعيني أحذركِ من الخروج من المنزل بتلك الملابس من جديد، لا يصح هذا، حتى إن كنتِ غير محجبة هذه الملابس لا تتناسب مع بيئتنا يا بيلا.
اومأت له باحراج وسارت بجواره، كانت ترى الجميع يحيوه ويريدوا استضافته ولكنه يعتذر برسمية ويسير وهي تجاوره، وصلوا إلى المنزل ولاحظت أسماء نظرات بيلا وعينيها الباكية لتقترب منها بقلق:
-هل كنتِ تبكين؟ ما الذي فعلته يا بدر هل ازعجتها؟!
حركت بيلا رأسها بنفي على الفور وهي تجيبها:
-لا يا أمي لم يحدث شيء، هو لم يزعجني أبدًا.
كاد بدر أن يتحدث إليها ويسألها من جديد عن كل شيء حدث بينها وبين أنس منذ خروجها من المنزل، لكنه وجد طرقات قوية على الباب ليقوم بدر بفتحه ويندفع أنس إلى الداخل بانفعال وغضب شديد:
-هل أتت بيلا إلى هنا؟
ابتلعت بيلا ما بحلقها وقد خيم الحزن على عينيها وهي تشعر بخيبة الأمل، اقترب منها ليقوم بالقبض على ذراعها:
-كيف تتجرأي وتفعلي شيء كهذا؟ اخبريني كيف تجرأتي على فعلها، هل تظنين أنكِ سوف تهربين مني بتلك السهولة؟!
تساقطت دموعها وهي تحاول أن تنزع يدها منه:
-إن عاد بي الزمن سوف أعيدها، هل تفهم؟ أقولها لك من جديد يا أنس أنت لست رجلًا.
اتسعت أعين بدر وأسماء ولم ينتظر أنس ليقوم بصفعها بقوة:
-يبدو أنكِ نسيتي من أكون، أنا سوف أربيكِ بنفسي من جديد يا بيلا، سوف ترين ما الذي سوف أفعله بكِ.
تدخل بدر ليقوم بدفعه صارخًا:
-توقف عن التعامل بتلك الطريقة الهمجية، وأنتِ يا بيلا لم يكن عليكِ أن تقولي شيء كهذا، هو زوجكِ الآن ومن الخطأ أن..
قاطعته بيلا بانهيار شديد وقد كانت شفتيها تنزف:
-أنت لا تعلم ما الذي فعله معي يا بدر، لا تعلم ما الذي كان يفعله و..
قاطعها أنس وهو يسحب شعرها بقوة ليسحبها إلى غرفتهم بينما بدر كان يلحق به وهو يحاول جعله يتركها:
-لا تتجاوز حدودك يا أنس، اتركها الآن على الفور.
صرخت أسماء به وهي لا تعلم ما الذي اصابهم، لقد رأتهم سعداء مع بعضهم البعض ولا يوجد لديها أي فكرة للشيء الذي قد يحدث ويجعل حالهم يتبدل بتلك الطريقة:
-اتركها يا أنس ودعنا نتحدث إذا سمحت، توقف عن هذه الأفعال يا بُني.
قام أنس بدفعها إلى الغرفة بقوة لتسقط أرضًا وتنكشف قدميها لتصرخ بألم، سحبه بدر وهو يصرخ به:
-ما الذي أصاب عقلك أنت؟ لماذا تتصرف بتلك الطريقة يا أنس ما الذي فعلته؟!
دفع أنس يده بانفعال شديد وهو يجيبه بغضب:
-هذه زوجتي، ليس من حقك أن تتدخل بيننا، هي اخطأت بحقي وأنا أعاقبها بالطريقة التي أراها مناسبة هل تفهم هذا؟!
قام بدخول الغرفة سريعًا وأغلق الباب وهو لا يستمع لهم، ابتعدت بيلا بألم وهي تبكي بخوف شديد منه:
-إياك أن تفكر في الاقتراب، أنا لن أسمح لك أن تستغلني مهما حدث.
ابتسم أنس ساخرًا وهو يقوم برفع أكمام قميصه ورمقها بغضب وتوعد:
-هيا عيدي ما قولتيه بالخارج أمامهم، ماذا قولتي؟ لقد تجرأتي وقومتي بصفعي أمام أصدقائي أيتها الغبية، مع ذلك لم تندمي وأتيتِ لتكملي لعبتكِ القذرة أمام عائلتي.
تساقطت دموعها بخيبة أمل:
-أنت كيف تتعامل معي بتلك الطريقة؟ أنا لم أفعل أي شيء سيء يجعلك تتعامل معي بتلك الطريقة البشعة.
اقترب وقام بسحب شعرها بقوة:
-وتعاملكِ معي بتلك الطريقة البشعة يا بيلا ماذا تسميه يا ترى؟ هل كنتِ تمزحين معي وأنا اسأت الفهم؟!
انهارت باكية وهي تشعر بأن شعرها يتمزق في يده:
-أنت تؤلمني يا بدر، دعني وشأني أرجوك أفتح الباب واجعلني أذهب لم أعد أطيقك.
شعر أنس بالغضب يزداد ولم ينتظر ليقوم بصفعها بقوة ولم يهتم لصراخ شقيقه، بكت بيلا بألم وهي تحاول التفلت منه:
-أرجوك دعني يا أنس، كفى ما فعلته أنا سوف أذهب ولن أعود.
نظر لها بغضب وكره شديد:
-هل تظنين أنكِ سيطرتِ عليّ وجعلتيني أتزوج بكِ رغمًا عني؟ لا أيتها الغبية، لم يحدث هذا لقد وجدت فتاة رخصية تستطيع أن تأتي معي حيث أريد وأفعل بها ما أريد، لا توجد قيمة لكِ حتى تقومي برفع يدكِ التي سأقوم بكسرها الآن وتنعتيني أنني لست رجلًا.
قام بلوي ذراعها بقوة لتبكي وهي تصرخ بألم:
-لا تفعل هذا يا أنس أرجوك، أنت اجبرتني على الرقص أمام أصدقائك وحاولت أن ترفع فستاني، لم أشعر سوى وأنا أقوم بصفعك، لقد شعرت بالرعب منك، أرجوك توقف لا تكسرها.
لم يتوقف وكل ما يتذكره هو صفعها له وضحكات الجميع عليه، صرخت بقوة عندما كسر ذراعها بينما بدر قد فقد أعصابه ليقوم بتهشيم الباب والدخول إليه، وجد وجهها ملطخ بالدماء وعلى وجهها أثار يده، قام بدفع أنس بقوة وسقطت بيلا أرضًا وهي تبكي بألم:
-أرجوكم دعوه يبتعد، لا تجعله يقترب مني يا بدر أرجوك، لا يمكنني التحمل هو سوف يقتلني..
تساقطت دموع أسماء بصدمة وهي لا تصدق أن ابنها تجرأ وفعل شيء كهذا.
صرخ أنس بها وهو يقوم بتحذيرها:
-إن تجرأتي ونطقتي بحرف واحد مرة أخرى من كل شيء حدث أنا سوف اقتلكِ، هل تعلمين؟ لم أعد أرغب في رؤيتكِ.
خرج وتركها بينما هي فقدت الوعي من كثرة الألم، اقترب بدر وقام بحملها وهو ينظر إلى والدته:
-سوف أقوم باصطحابها إلى مستشفى القرية يا أمي، معي هاتفي إن حدث أي شيء معكِ يمكنكي أن تتصلي بي، لا تقلقي يا أمي سوف يكون كل شيء بخير.
كانت أسماء تبكي بانهيار تام وهي تتساءل ما الذي حدث إلى أنس لتتبدل حالته بتلك الطريقة ويوشك على قتل هذه المسكينة دون مبالغة؟!
وصل بدر إلى المستشفى وعلى الفور قاموا بتحويلها إلى قسم الطوارئ، قاموا بوضع يدها في الجص بعد أن اجروا لها الفحوصات اللازمة، انتهى بدر من الاجراءات وذهب إلى الغرفة الخاصة بها لتسأله الطبيبة المسؤولة عن حالتها:
-اخبرني يا عمدة ما الذي أوصل الفتاة لهذه المرحلة؟ هي متعرضة لضرب مبرح كان من الممكن أن يؤدي إلى قتلها! في الغالب سوف تحتاج للخضوع إلى العلاج النفسي فور تعافيها جسديًا يا عمدة.