الفصل الرابع زواج مزيف
نظر لها لبعض الوقت، كان لا يجد ما يقوله، أخذ نفس عميق وقد أبعد عينيه عنها:
-حسنًا يا بيلا، أنا اسف، أعتذر لكِ، لن يتكرر شيء كهذا مجددًا، ظننت أن حبنا سوف يقوى، لا أعلم أنكِ ستثورين هكذا.
نظرت له لبعض الوقت، كانت عينيها مليئة بالدموع، تتساقط لتمسحها بكف يدها بعفوية، تحدثت بهدوء وصوت مرتجف:
-دعني وشأني الآن يا أنس، اجعلني أرتاح وأنعم بنوم هادئ.
أومأ لها في ضيق شديد وهو لا يريد للأمور أن تزداد سوءً بينهم:
-حسنًا يا بيلا، سوف أدعكِ لتنامي، لا تحزني؛ فأنا لم أفكر بتلك الطريقة وأعترف أنني كنت مخطأ، لا داعي للغضب يا حبيبتي، علمت أن شيء كهذا لا يروق لكِ ولن أقوم بتكراره من جديد.
نظرت له، لمحت الصدق بعينيه، بدى نادم على ما فعله اومأت له بصمت وذهب من بعدها، اغلقت الباب وكانت سوف تذهب إلى النوم فقامت بإغلاقه بالمفتاح، لم تفكر لماذا تفعل هذا لكنها وجدت نفسها تفعلها بشكل تلقائي.
أتى الصباح واجتمعوا بالأسفل عداها هي، استفاقت بيلا على صوت المزلاج الخاص بالباب، أحدهم يحاول فتحه، انتفض جسدها دون إرادة منها واعتدلت بسرعة جالسة وهي ترفع صوتها:
-من هناك؟!
استمعت إلى صوت أسماء:
-حبيبتي هذه أنا، الطعام جاهز بالأسفل، هل سوف تهبطين لتأكلِ معنا أم آتي لكِ بالطعام هنا!
حركت بيلا رأسها بنفي، تحاول أن تستفيق وما زالت أثار النوم تؤثر عليها:
-سوف أهبط يا أمي، لا داعي للتعب، سوف أهبط.
وقفت مبتعدة عن السرير، فتحت الباب وهي تفرك عينيها بنعاس، هبطت أسماء ولم تنتبه للشيء الموجود على كتفها:
-سوف أنتظركِ بالأسفل، لن ادعهم يأكلوا حتى تهبطي أنتِ.
هبطت بيلا ودلفت إلى المرحاض لتغسل وجهها، استفاقت وانتهت من طقوس الصباح، من ثم دلفت إلى غرفة الطعام جلست على أول كرسي قابلته ولقد كان بجوار بدر، رمقها بدر بإستنكار تعجبت له:
-صباح الخير يا أخي، هل هناك شيء ما؟
تجاهلها وهو يتناول طعامه، نظرت أسماء له بغيظ، حركت رأسها بنفي:
-لا يا حبيبتي، لا يوجد شيء، هذا الكرسي خاص بأنس؛ لذلك بدر يتصرف بتلك الطريقة، لا يفرق مع أنس مثل تلك الأشياء في الأصل.
اومأت بيلا لها وبدأت في تناول طعامها، كانت لا تحرك ذراعها الأيسر بسبب ذلك الجرح الذي طبعه عليها أنس ليلة امس، تذكرت وهو يخرج السكينة ليجعلها تلتهب بالنيران ومن ثم يدسها بكتفها.
أخذت نفس عميق وقد ظهر على وجهها الضيق الممزوج بألمها، لفتت انتباه بدر لأنها بجواره، لاحظ الشيء الموجود على كتفها ليتعجب كثيرًا، نظر لها بإشمأزاز واستنكار شديدان ومن ثم وقف مبتعدًا عن الطاولة، تعجبت أسماء من طريقته وهي تسألها بتعجب:
-لماذا لم تكمل تناول طعامك يا بدر؟ هل أنت بخير؟!
أومأ بدر لها وهو يشعر بالضيق الشديد:
-لقد شبعت يا أمي.
اقترب أنس في هذا الوقت وهو يتثائب:
-صباح الخير، إلى أين أنت ذاهب هل تأخرت على تناول الطعام يا ترى؟!
تحدث بدر وهو يشعر بالكثير من الغضب:
-انتهي من تناول طعامك وتعالى على المكتب الخاص بي يا أنس فأنا أريدك.
ذهب وتركهم بينما أنس نظر إلى والدته بتعجب:
-ما الأمر يا أمي؟ ما الذي يحدث له يا ترى؟!
جلس بجوار بيلا ولاحظ ضيقها وأنها لا تتناول طعامها، لكنه لم يحصل على أي إجابة، لاحظ جرح كتفها وشعر بالضيق من هبوطها بهذا الجرح، فكر في بدر وطريقته معه، تساءل هل من الممكن أن يكون رأه وعرف ما فعله؟!
انتظر بصعوبة حتى انتهت أسماء من تناول طعامها ومن ثم نظر هو إلى بيلا بافعال شديد:
-اخبريني كيف لكِ أن تهبطي وأنتِ لا ترتدين شيء ليداري كتفكِ؟
ابتلعت ما بحلقها ولم تكن تريد التحدث معه، لكنها لم تجد مفر من هذا:
-إنه يؤلمني كثيرًا يا أنس ولا أطيق أن أضع شيء عليه.
نظر أنس لها بأنتباه وهو يسألها بضيق شديد:
-ماذا لو تحدث معكِ أحد؟ هل رأه بدر، هل اخبرتيه أنني من قومت بهذا؟!
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تتحدث بضيق شديد ويبدو أنها لا تريد التحدثث معه:
-لم يحدث شيء يا أنس، لا تخف أنا لم أخبر شقيقك بأي شيء، لكن إن تكرر الأمر أنا سوف أخبره.
انتهت من جملتها وتركته لتذهب إلى الشرفة، لقد استطاع أن يقضي على سعادتها بأفعاله الأنانية، لطالما شعرت أنه يتسلى بها، لكنها الآن زوجته، هو أتى بالمأذون وهي مع شقيقتها وعقد قيرانه عليها.
ذهب أنس إلى بدر وهو يتمنى أن يكون كل شيء على مايرام ولا يتسبب حديث بدر في ضيق له، ما إن رأه بدر حتى تحدث من بين أسنانه بانفعال شديد:
-اخبرني من تكون الفتاة الذي تزوجت بها أنت؟!
زفر أنس بضيق شديد وهو ينظر له:
-ما الذي حدث يا بدر؟ الفتاة لم تفعل شيء ومع ذلك تستمر ببغضها!
انفعل بدر وهو يحرك رأسه بعدم استيعاب:
-هذه الفتاة ليست طبيعية يا أنس لقد قامت بجرح نفسها بطريقة بشعة حتى تحفر حرفك عليها! ما هذا الجنون وهل ستكون هذه المهووسة أم لأطفالك في المستقبل؟!
حاول أنس أن يبقى ثابتًا أمامه:
-في الحقيقة لم ألاحظ هذا أبدًا، ربما تظن أنني سوف أكون سعيد بهذا الأمر ولكن ما إن أراها سأتحدث معها في هذا الأمر، لا تقلق يا أخي ولا يوجد داعي لتنزعج بتلك الطريقة.
أخذ بدر نفس عميق وهو يومأ له وما زال غير راضِ عن هذا الزواج، لقد كان يتمنى أن يحقق أنس رغبته في الزواج بفتاة مناسبة له وانجاب أطفال صالحين، لكن يبدو أن أخيه سوف يفشل كما فشل هو.
خرج أنس من المكتب وهو يشعر بالضيق الشديد، رأها تقف في الشرفة وهي تغلق عينيها وتحاول الاستمتاع بهذا الهدوء:
-ما الذي تفعليه هنا يا بيلا؟ اذهبي الآن وبدلي هذا الفستان لآخر لا يكشف كتفكِ المصاب هذا.
نظرت له بغضب شديد ومن ثم تجاهلت النظر له، قام بسحب ذراعها بانفعال:
-ألم أتحدث معكِ؟ كيف تتجرأي على تجاهلي بتلك الطريقة؟
قامت بافلات يده بغضب شديد:
-كان عليك أن تفكر في شقيقك وقلقك الشديد منه قبل أن تتجرأ وتقوم بفعل هذا الشيء الحقير يا أنس.
اوشكت على الخروج ليقم سحب شعرها بغضب شديد وعينيه تكاد أن تحرقها:
-أنا قولت شيء إما أن تقومي بتنفيذه في صمت تام أو أقوم أنا بالتصرف معكِ ووقتها سوف تندمين أشد الندم.
تساقطت دموعها وارتجف صوتها دون ارادتها:
-اتركني يا أنس ما الذي تفعله؟ أنت تؤلمني!
قبض على فكها بقوة وهو يحذرها من جديد:
-أنا لم أفعل شيء يؤلمكِ بعد، إياكِ أن تنسي أنني زوجكِ وأنكِ الآن في منزلي، لا يمكن لشخص أن يقوم بانقاذكِ من يدي، حتى بدر هو يكرهكِ ويريد مني أن القيكِ خارج هذا المنزل، لكنني ما زلت أتحمل عنادكِ الشديد وسخافتكِ.
تساقطت دموعها على يديه وبدأت الشهقات في مغادرة صدرها، قام بدفعها وهو يشير تجاه الأعلى:
-تذهبي الآن وتبدلي هذه الملابس كما قولت لكِ، إياكِ أن تتحدثي مع بدر بخصوص هذا الأمر وإلا ندمتي يا بيلا، هل تفهمين الشيء الذي أقوله؟!
ركضت خارج الشرفة وهي تحاول السيطرة على دموعها، همت بالذهاب تجاه الدرج لتصطدم ببدر الذي أمسك بذراعها في عفوية بعد أن اوشكت على السقوط، دفعت يده وما زالت الدموع تغرق وجهها ومن ثم تابعت ركضها إلى الغرفة.
توقع بدر أن أنس تحدث معها بخصوص الجرح الذي رآه على كتفها وتوقع أن حديثه لم يعجبها ولهذا السبب هي تبكي! شعر بالضيق الشديد ووجد هاتفه يرن في هذا الوقت، أجاب أمل التي تحدثت بضيق شديد فور الرد عليها:
-لقد علمت من جارتنا أن أنس قد عاد يا بدر، لماذا لم تخبرني بهذا؟ ومن تكون الفتاة الغريبة الموجودة معه يا ترى؟!
أخذ بدر نفس عميق وهو يشعر بالغيظ الشديد منها:
-لهذا السبب تتحدثين معي الآن لأول مرة منذ سفركِ إلى البلد المجاورة يا أمل!
ضحكت وهي تجيبه بعد رضا:
-هل ستقوم بمحاسبتي الآن بدلًا من تبرير موقفك وعدم اخباري؟! اخبرني هيا من تكون الفتاة؟!
اجابها بدر بنفاذ صبر:
-لا أعلم التفاصيل.
علم أنها غير راضية وتريد أن تعرف كل شيء حدث، لكنه حدثها بانفعال:
-أنا لست في مزاج رائق الآن، لا تصري على شيء، الزفاف بعد غد، انتهي منه وتعالي في اليوم التالي، لن أكرر الحديث يا أمل.
أغلق الهاتف من بعدها وهو يحاول الهدوء:
-أنا حقًا لا أعلم لماذا لا يوجد شيء جيد في هذه الأيام!
مر الوقف واجتمعوا على الغداء، كان وجه بيلا شاحب ولا تتناول طعامها، لاحظت أسماء هذا وقربت الطعام منها:
-لماذا لا تتناولي طعامكِ يا حبيبتي؟!
ابتلعت بيلا ما بحلقها واجبرت إبتسامة على الخروج:
-لا أشعر بالجوع يا أمي شكرًا لكِ.
كان بدر يتجاهل النظر لها بينما أنس قام بالقبض على يدها أسفل الطاولة لتنظر له بتعجب، بينما هو همس وهو يبتسم حتى لا يثير الشكوك لهم:
-تناولي طعامكِ، لا أريد أن يحدث لكِ شيء ويقوموا بمعاتبتي بدلًا عن لومكِ أنتِ.
حاولت سحب يدها لكنه لم يسمح لها، شعرت بالألم وبدون ارادة منها تساقطت دموعها وهي تشعر بالاختناق والضيق الشديد، انتبهت أسماء لها ليترك أنس يدها بضيق شديد:
-ما الأمر يا حبيبتي لماذا تبكي اخبريني؟!
انتبه بدر لها بينما أنس حاوط كتفها:
-لا تبكي يا بيلا ماذا بكِ؟ أنا أقول لكِ تناولي طعامكِ لم أقتلكِ!
تساقطت دموعها دون ارادة منها ووقفت وهي تشعر بأنها على وشك الانفجار:
-أنا سوف أذهب إلى الأعلى، أحتاج للبقاء بمفردي لبعض الوقت، أنا بخير لا تقلقوا.
ركضت إلى الأعلى لتنظر أسماء إلى أنس:
-هل قومت بمضايقتها يا أنس؟ لقد بدت شاحبة هذا اليوم!
حرك أنس رأسه بنفي لتتابع أسماء حديثها بتفكير:
-من الممكن أن تكون مشتاقة لعائلتها يا أنس، هل هم بالقاهرة أم بأمريكا؟!
حرك أنس رأسه بنفي وهو يخبرها أثناء تناوله للطعام:
-لا يا أمي، هي لا يوجد لديها عائلة، لقد كانت تجلس مع أثنين من أصدقاءها في الخارج وعدنا معًا إلى القاهرة ومن ثم تزوجت بها، هي لا تفكر مثلنا، لا تهتمي لأمرها، أنا أعرف كيف يمكنني أن أتعامل معها.
تحدث بدر بهدوء وعينيه مسلطة على شقيقه:
-اخبرني يا أنس كيف تتعامل معها؟ هل تستغل كونها يتيمة يا ترى؟!
ضحك أنس وهو ينظر إلى وجه بدر الجدي:
-ما الأمر يا بدر؟ أنا أعرف كيف أتعامل مع زوجتي، لا أفضل أن يتدخل شخص ما بيننا، اخبرني هل يتدخل أحد بينك وبين زوجتك يا ترى؟!
لم يهتم بدر إلى حديث أنس بشأنه هو وزوجته بل تحدث إليه بتحذير:
-أنا أحذرك يا أنس من فعل شيء خاطئ، نعم هذه الفتاة أنا لا أحبها ولكنني لا أقبل بالظلم أبدًا، سوف يحاسبك الله على أي شيء خاطئ من الممكن أن تفعله.
ترك الطاولة ومن ثم صعد إلى غرفته بينما أنس تحدث إلى والدته بضيق شديد:
-عليه أن يفهم أنه ليس أبي، هو يعاملني كما لو كنت طفل صغير، هذا الأمر أكثر من مزعج يا أمي.
اجابته أسماء بانزعاج شديد:
-هذا أخاك الأكبر، عليك أن تستمع له يا أنس هو يحبك ويفعل الكثير من أجلك ومن أجل مصلحتك، صدقني.
التزم أنس الصمت وهو يعلم أنها تفضله عليه دائمًا، هو سوف يصمت الآن، لكنه سوف يفعل الشيء الذي يريده، لا أحد يعلم أن زواجه من بيلا مزيف ولم يكن المأذون حقيقي أيضًا، تذكر كيف أتى صديقه ليكمل التمثيل معه ويجعل بيلا وصديقتها يصدقوا أنه يريد الزواج بها حقًا.
-حسنًا يا بيلا، أنا اسف، أعتذر لكِ، لن يتكرر شيء كهذا مجددًا، ظننت أن حبنا سوف يقوى، لا أعلم أنكِ ستثورين هكذا.
نظرت له لبعض الوقت، كانت عينيها مليئة بالدموع، تتساقط لتمسحها بكف يدها بعفوية، تحدثت بهدوء وصوت مرتجف:
-دعني وشأني الآن يا أنس، اجعلني أرتاح وأنعم بنوم هادئ.
أومأ لها في ضيق شديد وهو لا يريد للأمور أن تزداد سوءً بينهم:
-حسنًا يا بيلا، سوف أدعكِ لتنامي، لا تحزني؛ فأنا لم أفكر بتلك الطريقة وأعترف أنني كنت مخطأ، لا داعي للغضب يا حبيبتي، علمت أن شيء كهذا لا يروق لكِ ولن أقوم بتكراره من جديد.
نظرت له، لمحت الصدق بعينيه، بدى نادم على ما فعله اومأت له بصمت وذهب من بعدها، اغلقت الباب وكانت سوف تذهب إلى النوم فقامت بإغلاقه بالمفتاح، لم تفكر لماذا تفعل هذا لكنها وجدت نفسها تفعلها بشكل تلقائي.
أتى الصباح واجتمعوا بالأسفل عداها هي، استفاقت بيلا على صوت المزلاج الخاص بالباب، أحدهم يحاول فتحه، انتفض جسدها دون إرادة منها واعتدلت بسرعة جالسة وهي ترفع صوتها:
-من هناك؟!
استمعت إلى صوت أسماء:
-حبيبتي هذه أنا، الطعام جاهز بالأسفل، هل سوف تهبطين لتأكلِ معنا أم آتي لكِ بالطعام هنا!
حركت بيلا رأسها بنفي، تحاول أن تستفيق وما زالت أثار النوم تؤثر عليها:
-سوف أهبط يا أمي، لا داعي للتعب، سوف أهبط.
وقفت مبتعدة عن السرير، فتحت الباب وهي تفرك عينيها بنعاس، هبطت أسماء ولم تنتبه للشيء الموجود على كتفها:
-سوف أنتظركِ بالأسفل، لن ادعهم يأكلوا حتى تهبطي أنتِ.
هبطت بيلا ودلفت إلى المرحاض لتغسل وجهها، استفاقت وانتهت من طقوس الصباح، من ثم دلفت إلى غرفة الطعام جلست على أول كرسي قابلته ولقد كان بجوار بدر، رمقها بدر بإستنكار تعجبت له:
-صباح الخير يا أخي، هل هناك شيء ما؟
تجاهلها وهو يتناول طعامه، نظرت أسماء له بغيظ، حركت رأسها بنفي:
-لا يا حبيبتي، لا يوجد شيء، هذا الكرسي خاص بأنس؛ لذلك بدر يتصرف بتلك الطريقة، لا يفرق مع أنس مثل تلك الأشياء في الأصل.
اومأت بيلا لها وبدأت في تناول طعامها، كانت لا تحرك ذراعها الأيسر بسبب ذلك الجرح الذي طبعه عليها أنس ليلة امس، تذكرت وهو يخرج السكينة ليجعلها تلتهب بالنيران ومن ثم يدسها بكتفها.
أخذت نفس عميق وقد ظهر على وجهها الضيق الممزوج بألمها، لفتت انتباه بدر لأنها بجواره، لاحظ الشيء الموجود على كتفها ليتعجب كثيرًا، نظر لها بإشمأزاز واستنكار شديدان ومن ثم وقف مبتعدًا عن الطاولة، تعجبت أسماء من طريقته وهي تسألها بتعجب:
-لماذا لم تكمل تناول طعامك يا بدر؟ هل أنت بخير؟!
أومأ بدر لها وهو يشعر بالضيق الشديد:
-لقد شبعت يا أمي.
اقترب أنس في هذا الوقت وهو يتثائب:
-صباح الخير، إلى أين أنت ذاهب هل تأخرت على تناول الطعام يا ترى؟!
تحدث بدر وهو يشعر بالكثير من الغضب:
-انتهي من تناول طعامك وتعالى على المكتب الخاص بي يا أنس فأنا أريدك.
ذهب وتركهم بينما أنس نظر إلى والدته بتعجب:
-ما الأمر يا أمي؟ ما الذي يحدث له يا ترى؟!
جلس بجوار بيلا ولاحظ ضيقها وأنها لا تتناول طعامها، لكنه لم يحصل على أي إجابة، لاحظ جرح كتفها وشعر بالضيق من هبوطها بهذا الجرح، فكر في بدر وطريقته معه، تساءل هل من الممكن أن يكون رأه وعرف ما فعله؟!
انتظر بصعوبة حتى انتهت أسماء من تناول طعامها ومن ثم نظر هو إلى بيلا بافعال شديد:
-اخبريني كيف لكِ أن تهبطي وأنتِ لا ترتدين شيء ليداري كتفكِ؟
ابتلعت ما بحلقها ولم تكن تريد التحدث معه، لكنها لم تجد مفر من هذا:
-إنه يؤلمني كثيرًا يا أنس ولا أطيق أن أضع شيء عليه.
نظر أنس لها بأنتباه وهو يسألها بضيق شديد:
-ماذا لو تحدث معكِ أحد؟ هل رأه بدر، هل اخبرتيه أنني من قومت بهذا؟!
حركت بيلا رأسها بنفي وهي تتحدث بضيق شديد ويبدو أنها لا تريد التحدثث معه:
-لم يحدث شيء يا أنس، لا تخف أنا لم أخبر شقيقك بأي شيء، لكن إن تكرر الأمر أنا سوف أخبره.
انتهت من جملتها وتركته لتذهب إلى الشرفة، لقد استطاع أن يقضي على سعادتها بأفعاله الأنانية، لطالما شعرت أنه يتسلى بها، لكنها الآن زوجته، هو أتى بالمأذون وهي مع شقيقتها وعقد قيرانه عليها.
ذهب أنس إلى بدر وهو يتمنى أن يكون كل شيء على مايرام ولا يتسبب حديث بدر في ضيق له، ما إن رأه بدر حتى تحدث من بين أسنانه بانفعال شديد:
-اخبرني من تكون الفتاة الذي تزوجت بها أنت؟!
زفر أنس بضيق شديد وهو ينظر له:
-ما الذي حدث يا بدر؟ الفتاة لم تفعل شيء ومع ذلك تستمر ببغضها!
انفعل بدر وهو يحرك رأسه بعدم استيعاب:
-هذه الفتاة ليست طبيعية يا أنس لقد قامت بجرح نفسها بطريقة بشعة حتى تحفر حرفك عليها! ما هذا الجنون وهل ستكون هذه المهووسة أم لأطفالك في المستقبل؟!
حاول أنس أن يبقى ثابتًا أمامه:
-في الحقيقة لم ألاحظ هذا أبدًا، ربما تظن أنني سوف أكون سعيد بهذا الأمر ولكن ما إن أراها سأتحدث معها في هذا الأمر، لا تقلق يا أخي ولا يوجد داعي لتنزعج بتلك الطريقة.
أخذ بدر نفس عميق وهو يومأ له وما زال غير راضِ عن هذا الزواج، لقد كان يتمنى أن يحقق أنس رغبته في الزواج بفتاة مناسبة له وانجاب أطفال صالحين، لكن يبدو أن أخيه سوف يفشل كما فشل هو.
خرج أنس من المكتب وهو يشعر بالضيق الشديد، رأها تقف في الشرفة وهي تغلق عينيها وتحاول الاستمتاع بهذا الهدوء:
-ما الذي تفعليه هنا يا بيلا؟ اذهبي الآن وبدلي هذا الفستان لآخر لا يكشف كتفكِ المصاب هذا.
نظرت له بغضب شديد ومن ثم تجاهلت النظر له، قام بسحب ذراعها بانفعال:
-ألم أتحدث معكِ؟ كيف تتجرأي على تجاهلي بتلك الطريقة؟
قامت بافلات يده بغضب شديد:
-كان عليك أن تفكر في شقيقك وقلقك الشديد منه قبل أن تتجرأ وتقوم بفعل هذا الشيء الحقير يا أنس.
اوشكت على الخروج ليقم سحب شعرها بغضب شديد وعينيه تكاد أن تحرقها:
-أنا قولت شيء إما أن تقومي بتنفيذه في صمت تام أو أقوم أنا بالتصرف معكِ ووقتها سوف تندمين أشد الندم.
تساقطت دموعها وارتجف صوتها دون ارادتها:
-اتركني يا أنس ما الذي تفعله؟ أنت تؤلمني!
قبض على فكها بقوة وهو يحذرها من جديد:
-أنا لم أفعل شيء يؤلمكِ بعد، إياكِ أن تنسي أنني زوجكِ وأنكِ الآن في منزلي، لا يمكن لشخص أن يقوم بانقاذكِ من يدي، حتى بدر هو يكرهكِ ويريد مني أن القيكِ خارج هذا المنزل، لكنني ما زلت أتحمل عنادكِ الشديد وسخافتكِ.
تساقطت دموعها على يديه وبدأت الشهقات في مغادرة صدرها، قام بدفعها وهو يشير تجاه الأعلى:
-تذهبي الآن وتبدلي هذه الملابس كما قولت لكِ، إياكِ أن تتحدثي مع بدر بخصوص هذا الأمر وإلا ندمتي يا بيلا، هل تفهمين الشيء الذي أقوله؟!
ركضت خارج الشرفة وهي تحاول السيطرة على دموعها، همت بالذهاب تجاه الدرج لتصطدم ببدر الذي أمسك بذراعها في عفوية بعد أن اوشكت على السقوط، دفعت يده وما زالت الدموع تغرق وجهها ومن ثم تابعت ركضها إلى الغرفة.
توقع بدر أن أنس تحدث معها بخصوص الجرح الذي رآه على كتفها وتوقع أن حديثه لم يعجبها ولهذا السبب هي تبكي! شعر بالضيق الشديد ووجد هاتفه يرن في هذا الوقت، أجاب أمل التي تحدثت بضيق شديد فور الرد عليها:
-لقد علمت من جارتنا أن أنس قد عاد يا بدر، لماذا لم تخبرني بهذا؟ ومن تكون الفتاة الغريبة الموجودة معه يا ترى؟!
أخذ بدر نفس عميق وهو يشعر بالغيظ الشديد منها:
-لهذا السبب تتحدثين معي الآن لأول مرة منذ سفركِ إلى البلد المجاورة يا أمل!
ضحكت وهي تجيبه بعد رضا:
-هل ستقوم بمحاسبتي الآن بدلًا من تبرير موقفك وعدم اخباري؟! اخبرني هيا من تكون الفتاة؟!
اجابها بدر بنفاذ صبر:
-لا أعلم التفاصيل.
علم أنها غير راضية وتريد أن تعرف كل شيء حدث، لكنه حدثها بانفعال:
-أنا لست في مزاج رائق الآن، لا تصري على شيء، الزفاف بعد غد، انتهي منه وتعالي في اليوم التالي، لن أكرر الحديث يا أمل.
أغلق الهاتف من بعدها وهو يحاول الهدوء:
-أنا حقًا لا أعلم لماذا لا يوجد شيء جيد في هذه الأيام!
مر الوقف واجتمعوا على الغداء، كان وجه بيلا شاحب ولا تتناول طعامها، لاحظت أسماء هذا وقربت الطعام منها:
-لماذا لا تتناولي طعامكِ يا حبيبتي؟!
ابتلعت بيلا ما بحلقها واجبرت إبتسامة على الخروج:
-لا أشعر بالجوع يا أمي شكرًا لكِ.
كان بدر يتجاهل النظر لها بينما أنس قام بالقبض على يدها أسفل الطاولة لتنظر له بتعجب، بينما هو همس وهو يبتسم حتى لا يثير الشكوك لهم:
-تناولي طعامكِ، لا أريد أن يحدث لكِ شيء ويقوموا بمعاتبتي بدلًا عن لومكِ أنتِ.
حاولت سحب يدها لكنه لم يسمح لها، شعرت بالألم وبدون ارادة منها تساقطت دموعها وهي تشعر بالاختناق والضيق الشديد، انتبهت أسماء لها ليترك أنس يدها بضيق شديد:
-ما الأمر يا حبيبتي لماذا تبكي اخبريني؟!
انتبه بدر لها بينما أنس حاوط كتفها:
-لا تبكي يا بيلا ماذا بكِ؟ أنا أقول لكِ تناولي طعامكِ لم أقتلكِ!
تساقطت دموعها دون ارادة منها ووقفت وهي تشعر بأنها على وشك الانفجار:
-أنا سوف أذهب إلى الأعلى، أحتاج للبقاء بمفردي لبعض الوقت، أنا بخير لا تقلقوا.
ركضت إلى الأعلى لتنظر أسماء إلى أنس:
-هل قومت بمضايقتها يا أنس؟ لقد بدت شاحبة هذا اليوم!
حرك أنس رأسه بنفي لتتابع أسماء حديثها بتفكير:
-من الممكن أن تكون مشتاقة لعائلتها يا أنس، هل هم بالقاهرة أم بأمريكا؟!
حرك أنس رأسه بنفي وهو يخبرها أثناء تناوله للطعام:
-لا يا أمي، هي لا يوجد لديها عائلة، لقد كانت تجلس مع أثنين من أصدقاءها في الخارج وعدنا معًا إلى القاهرة ومن ثم تزوجت بها، هي لا تفكر مثلنا، لا تهتمي لأمرها، أنا أعرف كيف يمكنني أن أتعامل معها.
تحدث بدر بهدوء وعينيه مسلطة على شقيقه:
-اخبرني يا أنس كيف تتعامل معها؟ هل تستغل كونها يتيمة يا ترى؟!
ضحك أنس وهو ينظر إلى وجه بدر الجدي:
-ما الأمر يا بدر؟ أنا أعرف كيف أتعامل مع زوجتي، لا أفضل أن يتدخل شخص ما بيننا، اخبرني هل يتدخل أحد بينك وبين زوجتك يا ترى؟!
لم يهتم بدر إلى حديث أنس بشأنه هو وزوجته بل تحدث إليه بتحذير:
-أنا أحذرك يا أنس من فعل شيء خاطئ، نعم هذه الفتاة أنا لا أحبها ولكنني لا أقبل بالظلم أبدًا، سوف يحاسبك الله على أي شيء خاطئ من الممكن أن تفعله.
ترك الطاولة ومن ثم صعد إلى غرفته بينما أنس تحدث إلى والدته بضيق شديد:
-عليه أن يفهم أنه ليس أبي، هو يعاملني كما لو كنت طفل صغير، هذا الأمر أكثر من مزعج يا أمي.
اجابته أسماء بانزعاج شديد:
-هذا أخاك الأكبر، عليك أن تستمع له يا أنس هو يحبك ويفعل الكثير من أجلك ومن أجل مصلحتك، صدقني.
التزم أنس الصمت وهو يعلم أنها تفضله عليه دائمًا، هو سوف يصمت الآن، لكنه سوف يفعل الشيء الذي يريده، لا أحد يعلم أن زواجه من بيلا مزيف ولم يكن المأذون حقيقي أيضًا، تذكر كيف أتى صديقه ليكمل التمثيل معه ويجعل بيلا وصديقتها يصدقوا أنه يريد الزواج بها حقًا.