الفصل الاول
مِن اكثر اللحظات السيئة ليّ هو وقوفي أمام الباب الذي يفصل بيني وبين حبيبتي، لكن تلك المرة كانت تُغسلهَا المرآة بدلًا مِن تزينها ليّ، وقلبي يكاد أن يُسحق مِن شدة الالم، فِي لحظة ذهبت وتركتني، وكُل شيء امام عيني اصبح سواد مُفحم، أنا ايمن عُمري خمس وعشرون عامًا اعمل مُحاسبًا، مِن مُحافظة الشرقية، تحديدًا اسكن في بلدة تُسمىٰ الأعراس، مُنذ الصِغر وأنا مُغرم بِ مريم ابنة عمتي، وعندمَا تخرجتُ قمتُ بخطبتهَا، كان باقي علىٰ موعد زفافنا يوم واحدًا، لقد تركتني، وذهبت، حتىٰ الأن عيني لم تستطيع أن تصدق مَا حدث مِن اسبوعًا، ايعقل أن قد دُفنت، واصبحت تحت الانقاد الأن!!!
مُحمد طرق الباب، ودلف: إلىٰ متىٰ سوف تظل علىٰ حالك هذا اخبرني؟!
ردتُ وكُلي يأس: حتىٰ انتهي يا ابي، ولا يظل لي اثرًا
مُحمد جلس بجانبي: أيمن يا بُني أنت تعلم جيدًا أن هذا قدر وعلينا أم الأن، أم غدًا أن نردى بهِ علىٰ أي حال
أيمن: وأنا راديًا لكن هذا حُزني، ولا أحد سوف يفهم مَا بي مِن شجن.
مُحمد: حسنًا يا أيمن سوف اتركك الأن تهداء، ونصيحة مِن اباك قم فِي اسرع وقت بنزول إلىٰ عملك حتىٰ تقدر علىٰ تخطي ذاك الحادث، تصبح علىٰ خير
وذهب والدي وتركني مع فشلهُ فِي اقناعي، كيف علي التخطي هذا ليس شيء عاديًا!
اعلم أن كُل الفلسفات فِي الكُتب تقول أن لا الساعة لا تتوقف، وأن العُمر لا يقف لأجل أحد؛ ولكنني لا استطيع، لقد توقفت بيّ الساعة ولا احد يشعر بيّ
ياه لو بوسعي رؤيتهَا ولو مرة واحدة فقط انظر إليهَا بعين يتيمًا.
وبعد عدة دقائق قمتُ بعمل كوب قهوة، ووقفتُ امام النافذة واشعلت السيجار، أنا لم اكن ادخن علىٰ الإطلاق، لكن بعد موتهَا لجئتُ لهَا كحال تفريغ بهَا حزني قليلًا، وقفتُ امام نافذة غرفتي سارحًا بكُل شيء كان بيننا
فلاش
كانت تقف فتاة فِي الثالثة والعشرون مِن عمرها، شعرها اسود فاحم، ولديها قصة شعر ساقطة علىٰ عينيها، اما عينيها فكانت سوداء، وحدقت عينيها واسعة، وتشبه القمر الدائري مريم: أنت سعيد يا عزيزي أننا سوف نتزوج
أيمن: سعيد فقط!
أنا السعادة تغمرني، لقد حان الوقت الذي سوف نصبح مع بعضنا البعض
مريم: وماذا لو افترقنا؟
أيمن: اصمتي ماذا تتحدثي، أنتِ لي مهما حدث، لن اتخلى عنكِ بسهولة
مريم: أحبك للغاية
أيمن: وأنا تجاوز حُبي لكِ مئات الأبيات مِن قصائد العشق، والهوى.
مريم: انتظر اترك شيء فيما بعد من ذاك الغزل هههههه
أيمن: لا تقلقي يا مزعجة لن ينفذ حبي لكِ.
مريم: حسنًا يا عزيزي، سوف اذهب الأن لشراء فستان الزفاف خاصتي
أيمن: اتى معكِ؟
مريم: لا داعي، سوف اذهب واتى مسرعة
باااااااااااك
ببسمة سخرية: يبدو انكِ بطبع ذهبتي مسرعة، لكن لم تأتي حتىٰ الأن، نظرت فِي ساعتي وجدتهَا اقتربت مِن منتصف الليل، شعرتُ بضيق اكثر، لكن تلك المرة سوف ادلف للخارج اسير بمفردي قليلًا.
اخذت هاتفي، وذهبت اسير بين الحقول، والمحاصيل قليلًا، حتىٰ اخذتني قدمي امام سكة القطار الذي بِ البلدة، ومع سماع صوتهُ دقة بأذني شيء جنوني للغاية، لا اعرف لكن هذا هو الشيء الذي بقى بيدي، فلا حياة بدون حبي.
وهاا قد اتىٰ القطار سريعًا، وأنا استعد لان القى اجلي، وأن يسامحني اللّٰه علىٰ ما أنا سوف افعلهُ، ورميتُ نفسي امامهُ، لكن سرعان مَا رايته يدفشني بعيدًا عنهُ
حتىٰ صرخت بهِ: لما فعلت هذا، لقد كنت علىٰ وشك بإن اذهب إليهَا
ليتحدث الرجل، الذي كان كبيرًا ف السن، لديهِ لحية بيضاء اللون، وعلى وجهه القبول، لكن منظرهُ غريبًا للغاية، وكأنه ليس بشريًا، لكن يشبه البشريين: وتموت كافرًا يا بُني؟؟؟!
أيمن: لم يعد شيء فارقًا بنسبة لي
الرجل: ومن تلك التي ترغب فِي الذهاب إليهَا؟
أيمن: هذا شيء لا يخصك علىٰ الإصلاق، رجاءً اتركني ووشأني
وتحدث باسمًا: علىٰ ايًا حال كُنت ساساعدك بإن تراهَا
واعطاني ظهرهُ للرحيل، لكن تحدثت مُسرعًا: ارى من؟
ادار لي، وتحدث بنفس تلك البسمة التي لم تغرب عن وجههُ: التي كُنت تريد الذهاب إليهَا منذ بضع ثوانِ
لكن تحدثت بسخرية: يبدو أنك رجلًا عجوز، وباتت الشيخوخه عليك لانها ماتت كيف سوف تجعلني اراها، انا راحل
الرجل: انتظر قليلًا يا أيمن
التفتُ لهُ: كيف عرفت أسمي
الرجل: لا تسأل، لكن إن كنت تود أن تراها فإن كلامي مازال عند وعدهُ
أيمن: كيف سوف تحضر روحهَا مثلًا مثل الدجالين!
ابتسم لي نفس البسمة: أنا لست دجال، لكن حقك انك لن تصدقني، حتىٰ ترىٰ بعينك، لكن عليك مجاوبتي بسؤالًا اولًا، لو رايتهَا ماذا سوف يحدث لك، اهل شيء سوف يتغير؟!
أيمن: بطبع سوف يرتاح قلبي عند رؤيتها
الرجل: حتىٰ لو كانت شخصًا آخر؟!
أيمن: ماذا تقول، انت تتحدث بِ الغاز، هل سوف تريني اياها كما وعدتني، ام انك تمزح معي!
الرجل: حسنًا سوف اصطحبك إلىٰ مكان تستطيع ان تراهَا بهِ
أيمن: انا قلق إتجاهك حقًا تبدو غريب، هل أنت مِن عالمنا؟
الرجل: تعالىٰ معي يا أيمن حتىٰ تصدق بعينيك
وظلالنا نسير، وأنا وهو عكس إتجاه القطر، كان بداخلي شعور القلق، لكن الفضول في رؤيتها كان يسيطر علي بشدة، حتىٰ وصلنا امام مكانًا لم ارهُ مِن قبل ذالك الوقت فِي البلدة خاصتي، ووقفنا امام كوخًا لم اراه من قبل
أيمن: اهذا بيتك؟
الرجل: أجل، تفضل بدخول
لندخل حتىٰ تكلمتُ مرة أخرىٰ بقلق: اين الذي سوف تريني إياهُ
الرجل: صبرًا...(ثم يحضر قيادة ويعطيني إياها) ضع تلك القيادة معك، وسر خلفي دون سؤالًا حتىٰ اوريك مَا تود رؤيتهُ.
ليقوم هو بفتح بابً خشبي لا أحد يصدق أن هذا الكوخ الصغير، بهِ بابًا سريًا، ودلفنا للاسفل، حتىٰ وقف ووقفتُ انا ايضًا امام شيء عليهِ سيتار، حتىٰ نزعهُ ليظهر من تحته بابًا اخر لكن لونهُ ابيض، واخيرًا التفت لي وتحدث
الرجل: لتعبر مِن تلك البوابة عليك الإنصات جيدًا لِما سوف اقولهُ، التي امامك هي بوابة لها سحرهَا الخاص، يمكنك التفكير بمَا تريدهُ وسوف تحققهُ لك؛ لكن الذي يدلف بها عليهِ اولًا إثبات أنك تستحق هذا، وانك بطلًا حقيقيًا
لكني لم افهمه، وقاطعتهُ: أنا لا افهمك، كيف بطلًا؟
الرجل: سوف تعلم هذا فيما بعد، تلك القيادة التي اخذتها مِني منذ لحظات، عليك أن ترتديها كي تعبر مِن البوابة؛ وعليك المحافظة عليهَا حتىٰ تستطيع أن تعبر بهَا مرة اخرى إلى عالمك، وبطبع سوف ترىٰ مريم
أيمن: انت تعرفها؟
الرجل: ليس وقته هذا الحديث عليك أن تعبر غدًا فإنه سوف يتكمل القمر، وشيء اخر عليك أن تتذكره بهذه القيادة بها نورٌ تلك ينير فقط في يوم اكتمال القمر وهذا الوقت الذي سوف تسمح لك البوابة بِ العبور مِنها، وعليك الرجوع قبل أن يطفىء ذاك النور الذي بهَا؛ وإلا فسوف تحبس فِي العالم حتىٰ تكتمل مرة اخرىٰ
أنا كُنت لا اصدق ما اسمع، كأنني احلم
الرجل: لازلت مصمم علىٰ أن تراها؟
تشجعتُ، وتحدثت لهُ: انا جاهزًا، وسوف اتي غدًا للعبور
الرجل ابتسم: حسنًا سوف انتظرك غدًا فِي نفس الوقت، عليك ان تجهز نفسك.
وعدتُ إلىٰ المنزل، وأنا كأنني كُنت احلم، لكن شيء داخلي كان يدفعني للمغامرة، اخبرت اسرتي أنني سوف اذهب لبيت جدي القديم اجلس بهِ يومين حتىٰ لا يعلم احد بإختفائي، وظلالتُ انتظر الغروب حتىٰ يأتي الوقت، جهزتُ حقيبتي، ونظرتُ إلىٰ القيادة التي اعطاني الرجل إياها لاراها تنير كما قال لي ذاك الرجل، وقبل أن اخذ حقيبتي وقفتُ امام صورة جدي كُنت أحبهُ للغاية، لكن وجدتهُ لحظة اختفىٰ وأنا صغير، وقالو ليّ أنهُ مات، والبعض فِي البلدة كان يقول أن اصابتهُ الشيخوخه، وكان يُخرف كثيرًا، والبعض كان يقول أنهُ لم يمت ومزال حيًا، لكن لا أحد يعلم طريقهُ، والأن هيا بنا إلىٰ الطريق المجهول، خرجتُ وصرت ادلف إلى ذاك المكان الذي اخذني به الرجل، ووجدته بإنتظاري
الرجل: لقد علمتُ أنك شجاع مِثلهُ
أيمن: مِثل من؟
ابتسم مرة اخرى: سوف تعلم فيما بعد، والأن القيادة منيرة هيا حتىٰ تعبر مِن البوابة، وتذكر عليك العودة قبل أن تنتهي طاقتهَا.
قمت بهز راسي ب الموافقة، ونظرتُ له مودعًا، وقمت بفتح الباب الذي اضاء نورٌ قويًا امامي، حتىٰ دلفتُ بهِ، وسمعتُ صوتهُ يقفل مِن خلفي، استدارتُ بخوف لم اجدهُ لقد اختفىٰ، لكن لن اضع الخوف يتمكن مني سوف أكمل ما اتيتُ لأجلهُ، وعندما استدرارتُ للامام وجدتُ سُلم طويلًا للغاية، وعندمَا مددتُ قدمي وهبطت بضع درجاتُ وجدتهُ ينهار مِن خلفي، فاسرعت بهبوط حتىٰ لا اقع فِي الهلاك وكان في نهايتهُ باب دلفت فيه من شدة خوفي، لاجد امامي حديقة كبيرة للغاية، مليئة بِ الاشجار للغاية، ظلالتُ اسير قليلًا حتىٰ شعرتُ بأحد مِن خلفي يصوب علي سهمًا كبيرًا يشبه الرمح
الجندي: من انت، هل انت من ارض العوامرية واتيت هنا تقتحم ارضنا؟
ونظرت له بعدم فهم: من تقصد؟
الجندي: سوف اخذك إلىٰ الحاكم ليرى بنفسه من انت.
كان شكلهُ غريبًا للغاية ذاك الجندي، كان يرتدي زي مقاتل بلون الاخضر، ووجهه مشحون مثل الميت تمامًا، وظل يسير بي بتلك الغابة حتىٰ وقفنا امام قلعة شكلها جميل للغاية، مزينة ب الاحجار الخضراء، وكانت من الداخل اشد جمالًا ايضًا فأنا لم ارى مِثل هذا الجمال، حتىٰ اوقفني امام مقعد حاكم القلعة والذي ثوبه ايضًا كان بلون الاخضر، وعلىٰ راسه تاجًا بلون منصع ب الالماس، والاحجار الكريمة
الحاكم: من هذا يا جندي؟!
الجندي: وجدته يتجول فِي حديقتنا سيدي
الحاكم نظر لي: هل أنت من أرض العوامرية؟!
لم اكن افهم عليهم ماذا هم يقصدون: لا لا لست من
ابتسم لي بسمة واسعة: إذا اهلًا بك فِي ارضنا، لقد احسنت روحك العمل حتىٰ تاتي معنا إلى هنا، فك اسره يا جندي انه طيبًا
أنا لم اكن افهم عليهم ماذا يتحدثون، وعلىٰ أي روح هم يتحدثون، فك اسري ذاك الجندي، وخرجت من القلعة اتجول بتلك الشوارع الغريبة إنها نظيفة، تشبه الحلم، ومجيع من اراهم يرتدون نفس اللون وهو اللون الاخضر، ووجهه مشحوب مثل الموتى، وأنا لست فاهمًا ماذا يحدث، هل أنا حقًا نائمًا وأحلم، وأم هذا كُله خلف البوابة التي عبرتها، لكن سرعان ما تذكرت حديث الرجل العجوز أن علي إيجاد مريم قبل أن ينطفئ نور القيادة برقبتي.
أنا الان اسير ولا اعلم أين اذهب حقًا.
مُحمد طرق الباب، ودلف: إلىٰ متىٰ سوف تظل علىٰ حالك هذا اخبرني؟!
ردتُ وكُلي يأس: حتىٰ انتهي يا ابي، ولا يظل لي اثرًا
مُحمد جلس بجانبي: أيمن يا بُني أنت تعلم جيدًا أن هذا قدر وعلينا أم الأن، أم غدًا أن نردى بهِ علىٰ أي حال
أيمن: وأنا راديًا لكن هذا حُزني، ولا أحد سوف يفهم مَا بي مِن شجن.
مُحمد: حسنًا يا أيمن سوف اتركك الأن تهداء، ونصيحة مِن اباك قم فِي اسرع وقت بنزول إلىٰ عملك حتىٰ تقدر علىٰ تخطي ذاك الحادث، تصبح علىٰ خير
وذهب والدي وتركني مع فشلهُ فِي اقناعي، كيف علي التخطي هذا ليس شيء عاديًا!
اعلم أن كُل الفلسفات فِي الكُتب تقول أن لا الساعة لا تتوقف، وأن العُمر لا يقف لأجل أحد؛ ولكنني لا استطيع، لقد توقفت بيّ الساعة ولا احد يشعر بيّ
ياه لو بوسعي رؤيتهَا ولو مرة واحدة فقط انظر إليهَا بعين يتيمًا.
وبعد عدة دقائق قمتُ بعمل كوب قهوة، ووقفتُ امام النافذة واشعلت السيجار، أنا لم اكن ادخن علىٰ الإطلاق، لكن بعد موتهَا لجئتُ لهَا كحال تفريغ بهَا حزني قليلًا، وقفتُ امام نافذة غرفتي سارحًا بكُل شيء كان بيننا
فلاش
كانت تقف فتاة فِي الثالثة والعشرون مِن عمرها، شعرها اسود فاحم، ولديها قصة شعر ساقطة علىٰ عينيها، اما عينيها فكانت سوداء، وحدقت عينيها واسعة، وتشبه القمر الدائري مريم: أنت سعيد يا عزيزي أننا سوف نتزوج
أيمن: سعيد فقط!
أنا السعادة تغمرني، لقد حان الوقت الذي سوف نصبح مع بعضنا البعض
مريم: وماذا لو افترقنا؟
أيمن: اصمتي ماذا تتحدثي، أنتِ لي مهما حدث، لن اتخلى عنكِ بسهولة
مريم: أحبك للغاية
أيمن: وأنا تجاوز حُبي لكِ مئات الأبيات مِن قصائد العشق، والهوى.
مريم: انتظر اترك شيء فيما بعد من ذاك الغزل هههههه
أيمن: لا تقلقي يا مزعجة لن ينفذ حبي لكِ.
مريم: حسنًا يا عزيزي، سوف اذهب الأن لشراء فستان الزفاف خاصتي
أيمن: اتى معكِ؟
مريم: لا داعي، سوف اذهب واتى مسرعة
باااااااااااك
ببسمة سخرية: يبدو انكِ بطبع ذهبتي مسرعة، لكن لم تأتي حتىٰ الأن، نظرت فِي ساعتي وجدتهَا اقتربت مِن منتصف الليل، شعرتُ بضيق اكثر، لكن تلك المرة سوف ادلف للخارج اسير بمفردي قليلًا.
اخذت هاتفي، وذهبت اسير بين الحقول، والمحاصيل قليلًا، حتىٰ اخذتني قدمي امام سكة القطار الذي بِ البلدة، ومع سماع صوتهُ دقة بأذني شيء جنوني للغاية، لا اعرف لكن هذا هو الشيء الذي بقى بيدي، فلا حياة بدون حبي.
وهاا قد اتىٰ القطار سريعًا، وأنا استعد لان القى اجلي، وأن يسامحني اللّٰه علىٰ ما أنا سوف افعلهُ، ورميتُ نفسي امامهُ، لكن سرعان مَا رايته يدفشني بعيدًا عنهُ
حتىٰ صرخت بهِ: لما فعلت هذا، لقد كنت علىٰ وشك بإن اذهب إليهَا
ليتحدث الرجل، الذي كان كبيرًا ف السن، لديهِ لحية بيضاء اللون، وعلى وجهه القبول، لكن منظرهُ غريبًا للغاية، وكأنه ليس بشريًا، لكن يشبه البشريين: وتموت كافرًا يا بُني؟؟؟!
أيمن: لم يعد شيء فارقًا بنسبة لي
الرجل: ومن تلك التي ترغب فِي الذهاب إليهَا؟
أيمن: هذا شيء لا يخصك علىٰ الإصلاق، رجاءً اتركني ووشأني
وتحدث باسمًا: علىٰ ايًا حال كُنت ساساعدك بإن تراهَا
واعطاني ظهرهُ للرحيل، لكن تحدثت مُسرعًا: ارى من؟
ادار لي، وتحدث بنفس تلك البسمة التي لم تغرب عن وجههُ: التي كُنت تريد الذهاب إليهَا منذ بضع ثوانِ
لكن تحدثت بسخرية: يبدو أنك رجلًا عجوز، وباتت الشيخوخه عليك لانها ماتت كيف سوف تجعلني اراها، انا راحل
الرجل: انتظر قليلًا يا أيمن
التفتُ لهُ: كيف عرفت أسمي
الرجل: لا تسأل، لكن إن كنت تود أن تراها فإن كلامي مازال عند وعدهُ
أيمن: كيف سوف تحضر روحهَا مثلًا مثل الدجالين!
ابتسم لي نفس البسمة: أنا لست دجال، لكن حقك انك لن تصدقني، حتىٰ ترىٰ بعينك، لكن عليك مجاوبتي بسؤالًا اولًا، لو رايتهَا ماذا سوف يحدث لك، اهل شيء سوف يتغير؟!
أيمن: بطبع سوف يرتاح قلبي عند رؤيتها
الرجل: حتىٰ لو كانت شخصًا آخر؟!
أيمن: ماذا تقول، انت تتحدث بِ الغاز، هل سوف تريني اياها كما وعدتني، ام انك تمزح معي!
الرجل: حسنًا سوف اصطحبك إلىٰ مكان تستطيع ان تراهَا بهِ
أيمن: انا قلق إتجاهك حقًا تبدو غريب، هل أنت مِن عالمنا؟
الرجل: تعالىٰ معي يا أيمن حتىٰ تصدق بعينيك
وظلالنا نسير، وأنا وهو عكس إتجاه القطر، كان بداخلي شعور القلق، لكن الفضول في رؤيتها كان يسيطر علي بشدة، حتىٰ وصلنا امام مكانًا لم ارهُ مِن قبل ذالك الوقت فِي البلدة خاصتي، ووقفنا امام كوخًا لم اراه من قبل
أيمن: اهذا بيتك؟
الرجل: أجل، تفضل بدخول
لندخل حتىٰ تكلمتُ مرة أخرىٰ بقلق: اين الذي سوف تريني إياهُ
الرجل: صبرًا...(ثم يحضر قيادة ويعطيني إياها) ضع تلك القيادة معك، وسر خلفي دون سؤالًا حتىٰ اوريك مَا تود رؤيتهُ.
ليقوم هو بفتح بابً خشبي لا أحد يصدق أن هذا الكوخ الصغير، بهِ بابًا سريًا، ودلفنا للاسفل، حتىٰ وقف ووقفتُ انا ايضًا امام شيء عليهِ سيتار، حتىٰ نزعهُ ليظهر من تحته بابًا اخر لكن لونهُ ابيض، واخيرًا التفت لي وتحدث
الرجل: لتعبر مِن تلك البوابة عليك الإنصات جيدًا لِما سوف اقولهُ، التي امامك هي بوابة لها سحرهَا الخاص، يمكنك التفكير بمَا تريدهُ وسوف تحققهُ لك؛ لكن الذي يدلف بها عليهِ اولًا إثبات أنك تستحق هذا، وانك بطلًا حقيقيًا
لكني لم افهمه، وقاطعتهُ: أنا لا افهمك، كيف بطلًا؟
الرجل: سوف تعلم هذا فيما بعد، تلك القيادة التي اخذتها مِني منذ لحظات، عليك أن ترتديها كي تعبر مِن البوابة؛ وعليك المحافظة عليهَا حتىٰ تستطيع أن تعبر بهَا مرة اخرى إلى عالمك، وبطبع سوف ترىٰ مريم
أيمن: انت تعرفها؟
الرجل: ليس وقته هذا الحديث عليك أن تعبر غدًا فإنه سوف يتكمل القمر، وشيء اخر عليك أن تتذكره بهذه القيادة بها نورٌ تلك ينير فقط في يوم اكتمال القمر وهذا الوقت الذي سوف تسمح لك البوابة بِ العبور مِنها، وعليك الرجوع قبل أن يطفىء ذاك النور الذي بهَا؛ وإلا فسوف تحبس فِي العالم حتىٰ تكتمل مرة اخرىٰ
أنا كُنت لا اصدق ما اسمع، كأنني احلم
الرجل: لازلت مصمم علىٰ أن تراها؟
تشجعتُ، وتحدثت لهُ: انا جاهزًا، وسوف اتي غدًا للعبور
الرجل ابتسم: حسنًا سوف انتظرك غدًا فِي نفس الوقت، عليك ان تجهز نفسك.
وعدتُ إلىٰ المنزل، وأنا كأنني كُنت احلم، لكن شيء داخلي كان يدفعني للمغامرة، اخبرت اسرتي أنني سوف اذهب لبيت جدي القديم اجلس بهِ يومين حتىٰ لا يعلم احد بإختفائي، وظلالتُ انتظر الغروب حتىٰ يأتي الوقت، جهزتُ حقيبتي، ونظرتُ إلىٰ القيادة التي اعطاني الرجل إياها لاراها تنير كما قال لي ذاك الرجل، وقبل أن اخذ حقيبتي وقفتُ امام صورة جدي كُنت أحبهُ للغاية، لكن وجدتهُ لحظة اختفىٰ وأنا صغير، وقالو ليّ أنهُ مات، والبعض فِي البلدة كان يقول أن اصابتهُ الشيخوخه، وكان يُخرف كثيرًا، والبعض كان يقول أنهُ لم يمت ومزال حيًا، لكن لا أحد يعلم طريقهُ، والأن هيا بنا إلىٰ الطريق المجهول، خرجتُ وصرت ادلف إلى ذاك المكان الذي اخذني به الرجل، ووجدته بإنتظاري
الرجل: لقد علمتُ أنك شجاع مِثلهُ
أيمن: مِثل من؟
ابتسم مرة اخرى: سوف تعلم فيما بعد، والأن القيادة منيرة هيا حتىٰ تعبر مِن البوابة، وتذكر عليك العودة قبل أن تنتهي طاقتهَا.
قمت بهز راسي ب الموافقة، ونظرتُ له مودعًا، وقمت بفتح الباب الذي اضاء نورٌ قويًا امامي، حتىٰ دلفتُ بهِ، وسمعتُ صوتهُ يقفل مِن خلفي، استدارتُ بخوف لم اجدهُ لقد اختفىٰ، لكن لن اضع الخوف يتمكن مني سوف أكمل ما اتيتُ لأجلهُ، وعندما استدرارتُ للامام وجدتُ سُلم طويلًا للغاية، وعندمَا مددتُ قدمي وهبطت بضع درجاتُ وجدتهُ ينهار مِن خلفي، فاسرعت بهبوط حتىٰ لا اقع فِي الهلاك وكان في نهايتهُ باب دلفت فيه من شدة خوفي، لاجد امامي حديقة كبيرة للغاية، مليئة بِ الاشجار للغاية، ظلالتُ اسير قليلًا حتىٰ شعرتُ بأحد مِن خلفي يصوب علي سهمًا كبيرًا يشبه الرمح
الجندي: من انت، هل انت من ارض العوامرية واتيت هنا تقتحم ارضنا؟
ونظرت له بعدم فهم: من تقصد؟
الجندي: سوف اخذك إلىٰ الحاكم ليرى بنفسه من انت.
كان شكلهُ غريبًا للغاية ذاك الجندي، كان يرتدي زي مقاتل بلون الاخضر، ووجهه مشحون مثل الميت تمامًا، وظل يسير بي بتلك الغابة حتىٰ وقفنا امام قلعة شكلها جميل للغاية، مزينة ب الاحجار الخضراء، وكانت من الداخل اشد جمالًا ايضًا فأنا لم ارى مِثل هذا الجمال، حتىٰ اوقفني امام مقعد حاكم القلعة والذي ثوبه ايضًا كان بلون الاخضر، وعلىٰ راسه تاجًا بلون منصع ب الالماس، والاحجار الكريمة
الحاكم: من هذا يا جندي؟!
الجندي: وجدته يتجول فِي حديقتنا سيدي
الحاكم نظر لي: هل أنت من أرض العوامرية؟!
لم اكن افهم عليهم ماذا هم يقصدون: لا لا لست من
ابتسم لي بسمة واسعة: إذا اهلًا بك فِي ارضنا، لقد احسنت روحك العمل حتىٰ تاتي معنا إلى هنا، فك اسره يا جندي انه طيبًا
أنا لم اكن افهم عليهم ماذا يتحدثون، وعلىٰ أي روح هم يتحدثون، فك اسري ذاك الجندي، وخرجت من القلعة اتجول بتلك الشوارع الغريبة إنها نظيفة، تشبه الحلم، ومجيع من اراهم يرتدون نفس اللون وهو اللون الاخضر، ووجهه مشحوب مثل الموتى، وأنا لست فاهمًا ماذا يحدث، هل أنا حقًا نائمًا وأحلم، وأم هذا كُله خلف البوابة التي عبرتها، لكن سرعان ما تذكرت حديث الرجل العجوز أن علي إيجاد مريم قبل أن ينطفئ نور القيادة برقبتي.
أنا الان اسير ولا اعلم أين اذهب حقًا.