الفصل الثامن عشر

الحلقه الثامنه عشر

امنيه مستحيله لي

بقلمي موني أحمد
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

أعلم أني أخطأت في حقك و حق نفسي . واعلم اني لا يحق لي أن أطلب العفو ، لكني لم أخطأ وحدي ، من منا بلا خطيئة..

كانت تقف في المطبخ كا عادتها منذ ان خطت هذا البيت،فقد تغير "مايا" كثيرا فكانت و نعم الزوجة.
فقد حل عليها الحزن من معاملة زوجها لها.
قد أخبرها بأنها سوف تعيش معهم فتره، وبعد ذلك ينفصلان في هدوء،فا كان يعاملها أمام والده جيد وبينهم لا يتكلم اليها في أضيق الحدود.
لم يكن بيدها شيء فا هي المخطئة من البدايه،حين اباحت جسدها لجميع.

دخل عليها "شادى وهى تعمل غير منتبه له وقف خلفها ينظر اليها بتمعن .
بعد وقت تنحنح حتي يعلمها بي قدومه ،انتبهت له ولكنها لم تبدي اي رد فعل، وظلت تعمل كما هي.
فانتظر هو قليلا ثم تكلم معها حتي يعلمها بعمله الجديد والفرحة بادية علي وجهه :

انا كنت عايز اقولك علي حاجه..

لم تجيب عليه إنما نظرت له فقط نظره يتخللها الحزن من معاملته لها ،فتابع هو كلامه :

مش انا لقيت شغل كويس في مجالي قريب من البيت ..لا وكمان بمرتب كويس..

ردت باختصار عليه :

مبرووك...

انتبه لها و لحزنها لكنه تصنع عدم انتباهه لها ،فسألها عن والده حتي يهرب من نظراتها :

امال فين الحاج "عثمان" ،مش عوايده يعني يقعد في الاوضه لحد دلوقت ...

ردت عليه في قلق وهي تحاول ان تبدو طبيعيه حتي تبوح له بما تكنه داخلها :

دا..خرج من بدري..

عند سمعه هذا الامر هز راسه لها دون أن يضيف شئ وهو يستدير مبتعد عنها كعادته ،لكنها اوقفته بتردد حتي تتكلم معه بي :

لو سمحت.. يا "شادي"... آآآآ… ممكن نتكلم شويه بما ان مفيش حد هنا..

وقف وهو في حيرة من امره لما تريد التحدث معه ،لكنه وقف بجمود ثم أجاب عليها باختصار :

خير..

ازدردت ريقها بتوتر من جموده لكنها أخفتها سريعا و هي تطلب منه بهدوء ان يكون الكلام في غرفتهم .
فلم يعترض علي ما قالته انما تحرك باتجاه الغرفة في صمت مخيف بنسبه لها .
دخلت واغلقت الباب خلفها وهي لم تدري من اين تبدء معه هذا الكلام ،لكنها حسمت أمرها لم يعد لها مكان هنا .
جلست علي طرف الفراش وهي تفرك يدها بتوتر منه وبقيت صامته شاردة في الحديث الذي سوف تقوله
الي ان تنهد "شادي" ثم سالها عن الامر الذي تريده منه وهو لا يزال واقف :

ها كنتي عايزه ايه بقي..

ما هذه البرودة التي اجتاحتها ،فا ازدادا توترها من جموده و طريقة الجافه معها ،لكن لا مفر من الحديث معه.
تسلحت بالجمود وهي تعلمه بما تريد :

اظن ان احنا بقالنا فتره مع بعض ولا ايه..

عم الدهشه علي "شادي" من كلامها، سالها بس بترقب و هو يستفسر عن هذا الأمر بي:

يعني ايه الكلام ده ..ممكن توضحي..

لم تريد ان يتبخر جمودها أمامه ،فا تكلمت عما تريد سريعا:

يعني احنا بقالنا كام شهر اهو مع بعض ،ممكن ننفصل في هدوء..

صدم من كلامها، لم يكن يفكر في هذا الامر، فقد تناساه ،لكنها أخرجت قلبه مع هذا الكلام، لكنه لم يعترف بالامر،فا الصدمه كانت كبيره عليه ظل ينظر لها فتره نظرات غير مفهومه ثم تركها وخرج ليس من الغرفه فقط إنما من البيت كله .
خرج حائر من كلامها الذي صدمه ،ظل يفكر في هذا الامر مرارا وتكرارا ،لكن لم يصل لنتيجة .
كان لا يزال يفكر في ما حدث معه لكنه حسم مره على فعل شيء.
انتبه إلى نفسه وهو ينظر حوله فا راي أنه قد ابتعد عن البيت كثيرا ،تنهد بتعب وهو يبحث بعينيه علي اي وسيله تعيده الي البيت…

كانت لاتزال جالسة كما هي والحزن يخيم عليها.
المها قلبها من معاملته لها و علي ما فعلته بحالها، لكن قد منا الله عليها بالتوبة.
لكن لابد ان تدفع ثمن أخطائها.
فهي قد وصلت إلى أول طريق التوبه، ولا تريد الرجوع عنه فا ظلت تدعوا الله أن يثبتها على التوبة.
لكنها حسمت أمرها علي الخروج من هذا البيت في اسرع وقت..

بعد وقت طويل عاد "شادي" في حاله غير التي خرج بها دخل اولا يطمئن علي والده.
فا اطمأن قلبه عليه حين رآه في غرفته وهو في سبات عميق…
ثم دخل بعد ذلك غرفته ، فا صدمه اخرى اجتاحته عندما رأى أنها لا تزال تجلس كما تركها.

٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

حين تكون في شدة ولم تجد من يقف بجوارك يكن الأمر صعب عليك، فا تحس بأن قلبك به حالة من الجفاف حتي مع أقرب الأقربين إليك.
لكن المسامحه واجبة والتماس الأعذار لهم شي جميل ،لكن الحزن والخذلان منهم لا يمكن ان ينمحي سريعا..

كان الجميع يحاول التواصل مع "امنيه" لكنها لا تريد ان تتواصل مع احد، فقد خذلها الجميع من اول والدها الثاني الي رفيقتها حتي عمها خذلها في نفس الوقت .هو لم يقصد ان يخذلها فقد كان يعمل ولم ينتبه اليها وأنها تريده بجوارها تريد ان تحس بالامان الذي فقدته لكنه خذلها من وجهة نظرها..

كانت تحدث نفسها بي ألم بعد معرفتها بما حدث :

بما انك يا بابا مكنتش عايز تقول اللي حصل يبقى ملهاش لازمه وجودي معاك..
ظلت في حيرتها التي لاتعلم من أين آتت فقد صور لها شيطانها بأن الجميع لا يريدها في حياتهم ففضلت الفرار على أن تحس بأنها حمل على احد….

٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

دخل "شادي" الغرفه بعد وقت طويل، رآها أنها لا تزال جالسة فا اقترب منها ببطئ وهو يجلس الي جوارها حتى يحاول التكلم معها :

آآآآ… "مايا" انا.. آآآآ..

لم تنظر له وبقيت على حالها فقد حسمت أمرها بالخروج من هنا فلم يعد لها مكان بهذا البيت، انتظرت ان يقول لها شئ لكنه لم يتكلم.

كانت على نفس الوضعيه وهي تسأله عن حياتهم معاً:

واحنا يا "شادي" هنفضل كده لحد امتى يعنى..

ظل صامتا ولم يجيب، عندما لم تسمع منه رد اكملت هي باقي كلامها:

كده خلاص حياتنا انتهت كده مع بعض فا ياريت ننفصل بهدوء..

رفع نظره سريعا إليها وهو يسمع كلامها لكنه لم يقدر على قول شئ، فكملت هي:

انا عارفه أن احنا غلطنا، والغلط الأكبر كان عليا لاني سمحت لنفسي اني اغلط و اتوه في العالم ده لكن انا مكنش في حد في حياتي يوجهني للصح بعد امي..

صمتت قليلا وقد احتقن صوتها من مرارة الكلام لكنها أكملت رغم الألم في تذكره:

في الوقت اللي كنت محتاجه فيه اب كان مشغول عني كنت، اما اعمل حاجة غلط حتى لو بسيطة مكنش بيوجهني للصح.
فده خلانى اتمادى في الغلط، ودا مش مبرر للي عملته لكن فوقت بس متأخر…

حاول ان يواسيها لكنه أخطأ بتعبير عن الأمر:

بس مش مهم المهم انك فوقتي…

رفعت راسها له في عدم فهم من كلامه ولكنها لم تعلق على كلامه وهي تتابع :

فا عشان كده انا لازم امشي من هنا فا ياريت ننفصل في هدوء ودا قرار نهائي..



٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
اعتدنا على البقاء بمفردنا هذا هو الحال، فهل تقدر على الصمود في هذا المكان الخالي من الحياة.
فإن بقيت معي سوف تمحي ما بقى لك من معزة في قلبي..
مرت ايام وشهور والحال كما هو عليها كانت في منعزل عن الجميع.
و هي تتابع دراستها وعمل والدها وهي تتجنب الجميع بعد أن طلبت من "مراد " ان يطلقها وحصلت عليه.
فقد علمت السبب الحقيقي وراء زواجها منه بعد أن قرأت في وسائل التواصل عن خبر القبض على "كريم" رجل الأعمال المشهور بحيازته المواد المخدرة لكنها لم تهتم في بدأ الأمر، لكن لفت نظرها اسم والدها الي جوار اسمه وهي تقرأ عن الجريمة التي ارتكبها..

تذكرت ما قاله لها "مراد" عن إخفاء الأمر عنها، و تبريره لها ..
فلاش باااااك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠

كانت تتصفح المواقع الإلكترونية بغير اهتمام الى ان قرأت اسم" كريم" أمامها فا قرأت بفضول ليس إلا،لكن صدمتها كانت كبيرة عندما قرأت اسم والدها، ظلت تنظر إلى الخبر في صدمة كبيره دون أن تقوم بي رده فعل، الى ان استوعبت الأمر كله، كانت لا تزال ممسكة بالهاتف، فعبثت به والقلق يكاد يقتلها.
لم تكن تريد الاتصال به بعد فعله، لكن كان و لابود منه الاتصال .

انتظرت قليلا حتى أجاب عليها "مراد"، معتقدا انها سامحته على فعلته فرد بي لهفه عند سماع صوتها :

ازيك يا" مونى " عمله ايه يا حبيبتي..

كان صوتها مهزوز من الخبر الذي قرأته لكنها تماسكت قدر المستطاع وهي ترد بجمود :

الحمد لله.. ازي حضرتك..


قلق من طريقتها فخاف ان يكون أصابها مكروه فا اطمئن عليها بحب وخوف ابوي :

مالك يا"موني" انتي تعبانه فيكي حاجه قولي يا حبيبتي… طمنيني عليكي ..


لم تريد كل هذا فرد عليه مختصره الإجابة على أسئلته :

انا بخير.. احم… آآآآ…
ثم تنهدت وتابعت ما تريد دون لف او دوران:

ممكن حضرتك تقولي انت ليه اتجوزتني..

صمت يتخلله صدمه من كلامها؛ فحاول معرفة سبب سؤالها في هذا التوقيت وبي هذه الطريقة، فا أجاب على سؤالها بسؤال :

وايه اللي جد خلاكي تفكري بالموضوع دا..

لم تريد قول شيء دون تأكد من كل شكوكها، فردت بغموض :
مفيش بس انا حبه اعرف.. ممكن..

أكد لها"مراد" هذا وهو يحاول ان يستشف منها السبب الحقيقي وراء هذا السؤال :

اكيد طبعا.. ودا حقك..

ثم أكمل باقي كلامه وهو يجيب:

انا اتجوزتك عشان "محمود" طلب مني دا..
لم يعجبها إجابته، فا استفسرت اكثر بي:

ايوه يعني ليه..

تنهد بحزن وهو يتذكر ما حدث وسبب زواجه منها ثم سألها :

يعني انتي عايزه ايه دلوقتى يا "موني"...

وصلت إلى نقطه هامه في حديثها معه فا لن تضيعها هباء، سألته مباشر عن ما تريده :
عايزه اعرف السبب الحقيقي لو سمحت، ومن غير ما تخبي حاجه عني..

لم يجد أمامه مفر غير أن يقول لها ما حدث.
بحزن كبير تابع وهو يقول لها كل شيء وهي تستمع إليه باهتمام كبير، بعد ان أنتهي من سرد الأحداث كلها من اول معرفته بي "كريم" الي ان زج به في السجن حتى يتخلص منه.

صمت ب ترقب حتى يعرف ردت فعلها.
ظل صامت فتره منتظر منها اي شيء لكنها لم تفعل، قلق عليها من سكوتها، فسألها :
"موني" انتي معايا..

همهمت بصوت مكتوم دون أن تضيف شيء :
امممممممم…

كان قلقه عليها كبير بعد صمتها المريب بعد معرفتها ما حدث؛ فا طلب منها بهدوء ان تقبل الرجوع عنده :

انا هاجي اخدك تعيشي معايا مش ها ينفع اسيبك لوحدك كده ..

ردت عليه بجمود :
لا حضرتك ملوش لزوم انا كده مرتاحه..

لم يعجبه طريقتها، فرد بحدة خفيفة:
ايه اللي بتقوليه دا، انتي بنتي يا"موني" قبل أي حاجة…

كل هذا وهي لاتزال صامته بينما تابع "مراد" :
يا حبيبتي اللي حصل ده غلطه غير مقصوده آ آآ ..

قاصعته "امنيه" بجمود :
حضرتك كده كده لازم تطلقني معدش ليه لازمه وجودي مع حضرتك..

صدم من كلامها فسألها عنه وهو يمني نفسه ألا يكون الكلام صحيح :
يعني ايه يا "موني" الكلام ده…

ردت بي اللامبالاة :
زي ما حضرتك سمعت انا معدش ليا وجود مع حضرتك، و مش السبب اللي اتجوزتني عشانه اختفى يبقى تسبني اشوف حياتي …

بهدوء و هو يحاول التماسك أمامها حتى لا ينفعل عليها من جمودها :

يا بنتي مينفعش الكلام دا… انتي من يوم اللي حصل وانتي بتبعدي عننا..

ردت" امنيه" عليه بتسرع :
انا لو بنتك بجد كنت قولتلي لكن لا حضرتك اعتبرتني غريبه عنك وخبيت عني اللي حصل .. اي كان السبب..

تنهد بحزن على ما وصلت إليه طفلته الصغيره ثم طمئنها بي:
خلاص يا "موني" اللى انتى عايزاه ها اعمله..

بجمود ردت عليه منهيه هذه المكالمة المدمرة للأعصاب ب:
تمام اوي يا ريت ورقة طلاقي تكون بكره عندي.. وشكرا على كل حاجه.. بعد اذنك..

أغلقت معه سريعا دون أن تنتظر رد..

باااااااك ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠


تنهدت بألم من الذكرى المؤلمة، فقد خذلها والدها نعم والدها الثاني، أحست انه لا يريدها معه، وأنها تشكل عليه خطر فا فضلت البعد عنه حتى لا يحزن منها
هي تحبه وتعتبره والدها مهما فعل فاهي على دراية بما يفعله من أجل حمايتها وحتى مساعدتها في العمل ومن خلف الستار . لكنها لم تعقب على فعلته لأنها تشعرها بالأمان. لكن لا تريد أن يدمر حياته التي فقدها من زمن بعد أن عثر عليها فا ظلت تدعو له بأن ينعم بحب ودفء العائلة..

لكنها بقيت على تواصل مع رفيقتها واختها "حلا" بعد أن تفهمت موقفها، وبما احست "امنيه" به وقتها، فا التمست لها العذر..

يتيع.....

انتظروني.

.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي