الفصل٢٧
تحدثت «هارلي» في تعجب قائلة:
-أنتِ مين اللي وصلك الفكرة دي؟! أنا لا قتلت حد ولا أعرف حد أسمه «هيلينا» أصلًا!
تحدثت «هيلينا» ساخرة:
-يعني مش أنتِ اللي كنتي السبب أنها تروح ل«ساينوس»؟!
اجابتها «هارلي» بذات تعجبها، قائلة:
-أخد مين ل«ساينوس»!
اجابتها «هيلينا» في ضيق من اسألتها الكثيرة، والتي تظهر بالفعل أنها لا تعلم عن الأمر شيء، هذا مادفعها لتقول:
-«هارلي» عندك مانع لو اتقابلنا؟
صمتت «هارلي» قليلًا مما يظهر تفكيرها بالأمر، لتتحدث عقب قليل من الصمت:
-مفيش مانع، نتقابل فين؟ا
اجابتها «هيلينا» قائلة:
-هبعتلك العنوان في رسالة من تليفون «دينا»، هستناكي فيه بعد نص ساعة من دلوقت.
أومأت «هارلي» قائلة:
-طيب.
اغلقت الخط لتتحدث «دينا» في تعجب سائلة:
-هي وافقت تقابلك؟
طالعتها «هيلينا» التي ترسل العنوان إلى «هارلي» من هاتف «دينا» بل ورقمها أيضًا، لتضعه امامها عقب انتهائها من ارساله، قائلة:
-وافقت.
قدمت على الذهاب، ولكن اوقفتها كلمات «دينا»، حينما قالت:
-ياريت متجيش تدوشيني تاني.
التفتت «هيلينا» لتطالعها، قائلة بنظرات باردة:
-أجي وقت ماحب، ومجيي المرة الجاية مش هيكون ببساطة.
تركتها وذهبت أسفل نظرات «دينا» التي يتملكها الضيق والقلق من نهاية هذا الأمر.
(بمنزل الجوكر).
ذهبت «هارلي» إلى غرفتها؛ لتبدل ملابسها على استعداد منها للقاء «هيلينا».
ما إن بدلت ملابسها وخرجت، تطلعت إلى «الجوكر» الذي خرج من غرفته للتو، سائل في تعجب:
-على فين؟!
اجابته «هارلي» قائلة:
-هخرج أشم شوية هوا وراجعة، أيه عندك اعتراض؟
رفع «الجوكر» حاجبيه بنفي، قائل:
-أبدًا، بس مش ناوية تقوليلي على مكان السلاح فين؟
اجابته «هارلي» ببسمة باردة، قائلة:
-قولتلك لما ائامنك هقولك، ولما أعرف حقيقة البنت دي أيه.
اجابها «الجوكر» في ضيق من صمتها حتى الأن، ليقول بذات ضيقه:
-«هارلي» أنا خلقي ضيق وأنتِ عارفة حاجة زي كده.
رفعت «هارلي» حاجبيها في سخرية منها، لتقول بذات برودها،:
-يضيق براحته، أجنا ورانا أيه؟!
تركته وذهبت ليتطلع إلى «بين» فور رحيلها، والذي ذهب له حين رأها خارجة من المنزل، قائل:
-«هارلي» رايحة فين؟ مش ممكن تهرب؟
اجابه «الجوكر» في ضيق من صمتها، قائل:
-راقبها ومتسيبهاش ولا لحظة.
أومأ «بين» الذي ذهب خلفها بالفعل.
ما إن وصلت إلى هناك، وقفت عند محطة الباص في انتظار قدوم «هيلينا»، والتي لا تعلم حتى كيف تكون هيئتها، أو مظهرها.
وقفت تتطلع إلى الوقت بهاتفها، والأخر يطالعها عن بعد منتظر رؤية ما أتت لأجله.
لم يمر الكثير من الوقت، لتقدم سيارة يترجل منها مجموعة من الرجال اصحاب الهيئة العريضة، ليأخذوها صاعدين إلى السيارة أسفل مقاومتها، ولم تصدر صوت لما وضعوا على فمها من قماشة بها مخدر.
عقد «بين» حاجبيه في تعجب لما رأه، ليذهب خلفهم بسيارته.
مر الوقت حتى وصلوا إلى هذا المنزل الذي يعد ل«هيلينا».
قاموا بإدخالها المنزل ولم يكون «بين» يعلم ماذا يفعل، هذا مادفعه للإتصال ب«الجوكر»، ليقول ما إن قام بفتح الخط:
-في دلوقت حاجة غريبة حصلت، «هارلي» وقفت عند محطة الباص، وجات عربية نزل منها كام واحد خطفوها وودوها بيت شكله عادي جدًا، يعني مش مخزن أو مكان مهجور، أنا مش عارف أعمل أيه.
تبدلت ملامح «الجوكر» الذي قلق لما سمع منه، مجيب:
-حاول تعرف بيعملوا أيه جوا، وقولي لو عرفت حاجة، لو كده ابعتلك الرجالة، علشان أعرف هبعتلك كام واحد.
أومأ «بين» قائل:
-تمام سلام.
أغلق الخط ليقترب من المنزل محاول التجسس ومعرفة ما يحدث بالداخل.
اختباء ما إن شعر بخروج احدهم من المنزل، وقد كانوا الرجال الذين قاموا بإختطافها.
عقد حاجبيه بخفوت، ليشرد بكلمات يتسائل بها، قائل:
-أمال مين اللي جوا؟!
سكبت «هيلينا» الماء فوق وجهه «هارلي»، والتي استفاقت فور فعلتها، لتشهق من تلك المياه فوق وجهها.
جلست «هيلينا» امامها والتي تطالعها بذات نظراتها الباردة، تترقب استفاقتها.
حاولت «هارلي» الجلوس فوق الأرض بإعتدال، تطلعت إلى «هيلينا» التي بدأت اتضاح رؤيتها لها.
لتتحدث في تعجب وارهاق من هذا المخدر، قائلة:
-أنا فين؟! أيه اللي حصل.
اجابتها «هيلينا» في أسف منها وبرود، قائلة:
-اعذريني يا «هارلي»، الكلام عنك كتير ومضمنش الصراحة، علشان كده قولت نخلي كلامنا هنا أحسن.
رفعت «هارلي» حاجبيها ومازالت تحاول استيعاب ماقامت به «هيلينا»، لتقول:
-الكلام عني أنا اللي كتير، واللي عملتيه أنتِ ده أيه؟!
اجابتها «هيلينا» بملل، قائلة:
-بقولك أيه، سيبك من الحوارات دي وتعالي نتكلم في المهم، عيزاكِ بقى تقوليلي كل حاجة، وأنا مش هقاطعك وهسمعك.
استمرت «هارلي» في مطالعتها، لتقول في تعجب منها:
-أنا معرفش حاجة أصلًا علشان اقولها، معرفش حاجة عن اللي بتقوليه وأنا اللي جاية افهم منك.
أومأت «هيلينا» بهدوء، لتنهض أخذه هذه الصورة المعلقة بالحائط، لتعيد الجلوس امامها، واضعة الصورة أمام وجهها، قائلة:
-دي أختي اللي اتقتلت، وبالتحديد بسببك وعلى أيد «ساينوس»، ها معرفتهاش بردو؟!
عقدت «هارلي» حاجبيها ونظراتها تتعلق بالصورة، تشعر أنها رأت هذه الفتاة من قبل، تتسائل بداخلها وتحدث بها وكأنها تتعرف عليها بدقة، سرعان ماتبدلت ملامحها للصدمة حين تذكرتها، لتقول:
-دي نفس البنت اللي مع الجوكر! دي مماتتش البنت دي أنا شوفتها مع «الجوكر»، بالأمارة اسمها «روما»، عندها واحد وعشرين سنة على ما اتذكر يعني.
استمرت «هيلينا» في تصويب نظراتها اتجاهها، وقد شردت بما قالت «هارلي»، بل تملكتها الدهشة من حديثها؛ فكل ماقالته كان صحيح.
تحدثت في لهفة سائلة:
-أنتِ تعرفي هي فين؟ وبتعمل أيه مع «الجوكر»؟! هو مش ده النصاب اللي نصب عليكِ؟
تنحنحت «هارلي» من كلماتها بشأن نصبه عليها، قائلة:
-العبرة بالنهايات، وأنا مش هسكتله، وهتشوفوا كلكوا «هارلي» هتعمل أيه.
تحدثت «هيلينا» بذات انفعالها، سائلة:
-أنا مليش علاقة بالكلام ده كله، فين هي؟
طالعتها «هارلي» لتشرد نظراتها قليلًا، تفكر فيما ستأخذه عوض إن اخبرتها، هذا مادفعها لتقول:
-بلاش تعرفي أحسن دلوقت، هي مصدقة أن «الجوكر» عاشق ليها، وإن كل اللي بيعمله علشانها في مصلحتها، فظهورك فجأة في حياتها، وتقوليلها أنه نصاب أو تحاولي تبعديها عنه مش حل.
فأنتي أهدي كده وقوليلي أيه اللي حصل بالظبط وأيه اللي خلاكوا تبعدوا عن بعض، وتفتكري أن «ساينوس» هو اللي قتلها؟! لا وكمان بمساعدتي!
اجابتها «هيلينا» التي شردت بالماضي، لتقول:
-أحنا كنا في ملجاء وأحنا صغيرين، وكنت بخلي بالي منها وكل حاجة، بس في يوم هربنا من هناك؛ علشان كانوا بيعاملونا معاملة وحشة، وحصلت ظروف خليتنا نشتغل مع «ساينوس» لحد مابقى عمري ٢٠ سنة وهي ١٨، المهم إن جي يوم هي مرضيتش تعمل اللي بيقولها عليه في الشغل، وأنا كنت في نفس الوقت بشوف شغل تاني لأني مرتحتش معاه، وقررنا نهرب من هناك.
بس وقت مانفزنا وكنا فعلًا بنهرب، سبقتها أنا وانتِ كنتي ماشية معاكِ مشروبات في الملهى كنتي بتقدمي وقتها مشروبات هناك، فخبطتي فيها وقعت على الأرض، ولما رجعو علشان اساعدها، قالك هاتيها وأنتِ بغبائك ودتهاله، وطلب من «زاس» ياخودها قدام عيني علشان أرجع، لا ده طلب منه وقتها يقتلها، ولما حاولت اسأل عنها بعد كده مكنش فيه أي اخبار.
رفعت «هارلي» حاجبيها ضاحكة، لتقول:
-أيه الفيلم الكوميدي ده؟! معقول حاجة زي كده تخليكِ تتهميني بقتلها معاه؟!
أومأت «هيلينا» ببرود، قائلة:
-أمال مين اللي خلاها تروحله؟
اجابتها «هارلي» بدهشة لما فعلت دون قصد:
-وهو أنا أعرف منين القصة دي كلها؟! أنا أصلًا مشوفتكيش وأنتِ بتجري، هو قالي هاتيها وأنا ودتهاله على أنها حرامية ولا سرقت منه حاجة، على العموم هي أكيد هربت من هناك أو حد هربها، وده دليل أنها عايشة دلوقت.
أومأت «هيلينا» قائلة:
-أكيد، بس أنا عايزة اشوفها، قوليلي هي فين هتكلم معاها وافهمها كل حاجة.
حركت «هارلي» رأسها نافية، لتقول:
-لو عملتي كده هتحكي كل حاجة للجوكر، هو عايز منها معلومات وبعدين هيقتلها، ده كلامه، ولو رعف أن في حد وراها مش بعيد يخلص منها دلوقت، مش بعيد أصلًا يخلص منك أنتِ كمان، علشان كده سيبيني ارتبلها زي ماهرتب.
لما يكون معايا دليل للكلام اللي قولتهولك وهي تشوف ده بعينها، غير لما تروحي من غير أي حاجة تقوليلها أنه شحص وحش، وأنها لازم تبعد عنه! هو أكيد مش هيعمل حاجة زي كده مت وجهة نظرها، وده اللي هتقوله.
استمرت «هيلينا» في مطالعتها، تفكر بحديثها الذي بدى لها بالفعل هو الصائب.
في هذا الوقت، قامت مجموعة من الشبان بكسر باب المنزل، والتابعين ل«الجوكر» ولأن «بين» اخبره أنه لم يستطيع سماع شيء حول مايحدث بالداخل.
عقدت «هارلي» حاجبيها في تعجب لهذه الأشياء العجيبة التي تحدث معها اليوم.
نهضت «هيلينا» لتتحدث في صدمة وتعجب، قائلة:
-أنتوا مين وبتعملوا أيه هنا؟!
اجابها «بين» عقب ذهابه إلى «هارلي»، وامساكهم ب«هيلينا»:
-أحنا جينا نخلص اللي خطفتيها، أنتِ شكلك متعرفيش بتتعاملي مع مين.
طالعت «هيلينا» التي ترتسم البسمة فوق ثغرها، قائلة:
-أنتِ بتضحكي على أيه؟!
اجابتها «هارلي» عقب تعالي ضحكاتها، قائلة:
-حبيبي الندل، شوفتي عمل أيه علشان افتكر إني مخطوفة؟!
لتطالع «بين» متبدلة ملامحها في ترقب، قائلة:
-هو بعتك يراقبني مش كده؟!
تحدثت «هيلينا» في ضيق من حديثها نحو أمر لا يصح الأن:
-«هارلي» أنتِ مستوعبة أيه اللي بيحصل حوالينا؟! وجاية تقولي بعت حد يراقبني، دي مشكلتك حليها معاه، بس أنا مالي؟
أومأت «هارلي» بتفهم، لتطالعهم قائلة:
-سيبوها هي مخطفتنيش ولا حاجة، هي كانت بس بتصبح عليا.
رفع «بين» حاجبيه ليقول في دهشة منه:
-بتصبح عليكِ!
أومأت «هارلي» متبسمة، لتقول:
-يلا نمشي أنا، ده هزار الصحاب عادي يعني.
تركوا «هيلينا» لتأحذهم «هارلي» ذاهبة.
طالعت «هيلينا» ذاهبة وقد عادت في الشرود بأمر «روما» التي تتشوق لرؤيتها، بل وتقلق لشأنها كذلك.
(بمنزل هارلي).
تحدثت «هارلي» بلهجة غاضبة وصوت مرتفع، قائلة فور دخولها للمنزل:
-أنت باعت ناس تراقبني؟!
طالعها «الجوكر» ليتحدث قائل:
-بعت «بين» يخلي باله منك، وشوفتي لو مكنتش بعته كان أيه حصل؟
رفعت «هارلي» حاجبيها ببرود، قائلة:
-كان أيه اللي حصل؟! أنا مكنتش مخطوفة بس اللي معاك ده متخلف.
اجابها «بين» في سخرية، قائل:
-متخلف! يعني الناس نزلوا شالوكِ زي الشوال وجاية تقولي عليه أنا متخلف؟ يا عم كنت سيبها يا عم.
تحدث «الجوكر» في ضيق من مشاجرتهم، قائل:
-خلاص بقى، «هارلي» أنتِ مش كفاية كده بقى؟ عايزين نشوف حياتنا بقى.
اجابته «هارلي» وعيناها تظهر شرودها فيما تفكر به.
لتقترب واضعة يدها فوق صدره بلؤم منها، قائلة:
-مش دلوقت، بليل ومتسألش ليه علشان مش هقولك.
رفع «الجوكر» حاجبيه في دهشة من تغييرها بتلك الطريقة، ليتطلع إلى «بين» الذي أضمم عيناه بطريقة يظهر عدم استراحته لحديث «هارلي».
-أنتِ مين اللي وصلك الفكرة دي؟! أنا لا قتلت حد ولا أعرف حد أسمه «هيلينا» أصلًا!
تحدثت «هيلينا» ساخرة:
-يعني مش أنتِ اللي كنتي السبب أنها تروح ل«ساينوس»؟!
اجابتها «هارلي» بذات تعجبها، قائلة:
-أخد مين ل«ساينوس»!
اجابتها «هيلينا» في ضيق من اسألتها الكثيرة، والتي تظهر بالفعل أنها لا تعلم عن الأمر شيء، هذا مادفعها لتقول:
-«هارلي» عندك مانع لو اتقابلنا؟
صمتت «هارلي» قليلًا مما يظهر تفكيرها بالأمر، لتتحدث عقب قليل من الصمت:
-مفيش مانع، نتقابل فين؟ا
اجابتها «هيلينا» قائلة:
-هبعتلك العنوان في رسالة من تليفون «دينا»، هستناكي فيه بعد نص ساعة من دلوقت.
أومأت «هارلي» قائلة:
-طيب.
اغلقت الخط لتتحدث «دينا» في تعجب سائلة:
-هي وافقت تقابلك؟
طالعتها «هيلينا» التي ترسل العنوان إلى «هارلي» من هاتف «دينا» بل ورقمها أيضًا، لتضعه امامها عقب انتهائها من ارساله، قائلة:
-وافقت.
قدمت على الذهاب، ولكن اوقفتها كلمات «دينا»، حينما قالت:
-ياريت متجيش تدوشيني تاني.
التفتت «هيلينا» لتطالعها، قائلة بنظرات باردة:
-أجي وقت ماحب، ومجيي المرة الجاية مش هيكون ببساطة.
تركتها وذهبت أسفل نظرات «دينا» التي يتملكها الضيق والقلق من نهاية هذا الأمر.
(بمنزل الجوكر).
ذهبت «هارلي» إلى غرفتها؛ لتبدل ملابسها على استعداد منها للقاء «هيلينا».
ما إن بدلت ملابسها وخرجت، تطلعت إلى «الجوكر» الذي خرج من غرفته للتو، سائل في تعجب:
-على فين؟!
اجابته «هارلي» قائلة:
-هخرج أشم شوية هوا وراجعة، أيه عندك اعتراض؟
رفع «الجوكر» حاجبيه بنفي، قائل:
-أبدًا، بس مش ناوية تقوليلي على مكان السلاح فين؟
اجابته «هارلي» ببسمة باردة، قائلة:
-قولتلك لما ائامنك هقولك، ولما أعرف حقيقة البنت دي أيه.
اجابها «الجوكر» في ضيق من صمتها حتى الأن، ليقول بذات ضيقه:
-«هارلي» أنا خلقي ضيق وأنتِ عارفة حاجة زي كده.
رفعت «هارلي» حاجبيها في سخرية منها، لتقول بذات برودها،:
-يضيق براحته، أجنا ورانا أيه؟!
تركته وذهبت ليتطلع إلى «بين» فور رحيلها، والذي ذهب له حين رأها خارجة من المنزل، قائل:
-«هارلي» رايحة فين؟ مش ممكن تهرب؟
اجابه «الجوكر» في ضيق من صمتها، قائل:
-راقبها ومتسيبهاش ولا لحظة.
أومأ «بين» الذي ذهب خلفها بالفعل.
ما إن وصلت إلى هناك، وقفت عند محطة الباص في انتظار قدوم «هيلينا»، والتي لا تعلم حتى كيف تكون هيئتها، أو مظهرها.
وقفت تتطلع إلى الوقت بهاتفها، والأخر يطالعها عن بعد منتظر رؤية ما أتت لأجله.
لم يمر الكثير من الوقت، لتقدم سيارة يترجل منها مجموعة من الرجال اصحاب الهيئة العريضة، ليأخذوها صاعدين إلى السيارة أسفل مقاومتها، ولم تصدر صوت لما وضعوا على فمها من قماشة بها مخدر.
عقد «بين» حاجبيه في تعجب لما رأه، ليذهب خلفهم بسيارته.
مر الوقت حتى وصلوا إلى هذا المنزل الذي يعد ل«هيلينا».
قاموا بإدخالها المنزل ولم يكون «بين» يعلم ماذا يفعل، هذا مادفعه للإتصال ب«الجوكر»، ليقول ما إن قام بفتح الخط:
-في دلوقت حاجة غريبة حصلت، «هارلي» وقفت عند محطة الباص، وجات عربية نزل منها كام واحد خطفوها وودوها بيت شكله عادي جدًا، يعني مش مخزن أو مكان مهجور، أنا مش عارف أعمل أيه.
تبدلت ملامح «الجوكر» الذي قلق لما سمع منه، مجيب:
-حاول تعرف بيعملوا أيه جوا، وقولي لو عرفت حاجة، لو كده ابعتلك الرجالة، علشان أعرف هبعتلك كام واحد.
أومأ «بين» قائل:
-تمام سلام.
أغلق الخط ليقترب من المنزل محاول التجسس ومعرفة ما يحدث بالداخل.
اختباء ما إن شعر بخروج احدهم من المنزل، وقد كانوا الرجال الذين قاموا بإختطافها.
عقد حاجبيه بخفوت، ليشرد بكلمات يتسائل بها، قائل:
-أمال مين اللي جوا؟!
سكبت «هيلينا» الماء فوق وجهه «هارلي»، والتي استفاقت فور فعلتها، لتشهق من تلك المياه فوق وجهها.
جلست «هيلينا» امامها والتي تطالعها بذات نظراتها الباردة، تترقب استفاقتها.
حاولت «هارلي» الجلوس فوق الأرض بإعتدال، تطلعت إلى «هيلينا» التي بدأت اتضاح رؤيتها لها.
لتتحدث في تعجب وارهاق من هذا المخدر، قائلة:
-أنا فين؟! أيه اللي حصل.
اجابتها «هيلينا» في أسف منها وبرود، قائلة:
-اعذريني يا «هارلي»، الكلام عنك كتير ومضمنش الصراحة، علشان كده قولت نخلي كلامنا هنا أحسن.
رفعت «هارلي» حاجبيها ومازالت تحاول استيعاب ماقامت به «هيلينا»، لتقول:
-الكلام عني أنا اللي كتير، واللي عملتيه أنتِ ده أيه؟!
اجابتها «هيلينا» بملل، قائلة:
-بقولك أيه، سيبك من الحوارات دي وتعالي نتكلم في المهم، عيزاكِ بقى تقوليلي كل حاجة، وأنا مش هقاطعك وهسمعك.
استمرت «هارلي» في مطالعتها، لتقول في تعجب منها:
-أنا معرفش حاجة أصلًا علشان اقولها، معرفش حاجة عن اللي بتقوليه وأنا اللي جاية افهم منك.
أومأت «هيلينا» بهدوء، لتنهض أخذه هذه الصورة المعلقة بالحائط، لتعيد الجلوس امامها، واضعة الصورة أمام وجهها، قائلة:
-دي أختي اللي اتقتلت، وبالتحديد بسببك وعلى أيد «ساينوس»، ها معرفتهاش بردو؟!
عقدت «هارلي» حاجبيها ونظراتها تتعلق بالصورة، تشعر أنها رأت هذه الفتاة من قبل، تتسائل بداخلها وتحدث بها وكأنها تتعرف عليها بدقة، سرعان ماتبدلت ملامحها للصدمة حين تذكرتها، لتقول:
-دي نفس البنت اللي مع الجوكر! دي مماتتش البنت دي أنا شوفتها مع «الجوكر»، بالأمارة اسمها «روما»، عندها واحد وعشرين سنة على ما اتذكر يعني.
استمرت «هيلينا» في تصويب نظراتها اتجاهها، وقد شردت بما قالت «هارلي»، بل تملكتها الدهشة من حديثها؛ فكل ماقالته كان صحيح.
تحدثت في لهفة سائلة:
-أنتِ تعرفي هي فين؟ وبتعمل أيه مع «الجوكر»؟! هو مش ده النصاب اللي نصب عليكِ؟
تنحنحت «هارلي» من كلماتها بشأن نصبه عليها، قائلة:
-العبرة بالنهايات، وأنا مش هسكتله، وهتشوفوا كلكوا «هارلي» هتعمل أيه.
تحدثت «هيلينا» بذات انفعالها، سائلة:
-أنا مليش علاقة بالكلام ده كله، فين هي؟
طالعتها «هارلي» لتشرد نظراتها قليلًا، تفكر فيما ستأخذه عوض إن اخبرتها، هذا مادفعها لتقول:
-بلاش تعرفي أحسن دلوقت، هي مصدقة أن «الجوكر» عاشق ليها، وإن كل اللي بيعمله علشانها في مصلحتها، فظهورك فجأة في حياتها، وتقوليلها أنه نصاب أو تحاولي تبعديها عنه مش حل.
فأنتي أهدي كده وقوليلي أيه اللي حصل بالظبط وأيه اللي خلاكوا تبعدوا عن بعض، وتفتكري أن «ساينوس» هو اللي قتلها؟! لا وكمان بمساعدتي!
اجابتها «هيلينا» التي شردت بالماضي، لتقول:
-أحنا كنا في ملجاء وأحنا صغيرين، وكنت بخلي بالي منها وكل حاجة، بس في يوم هربنا من هناك؛ علشان كانوا بيعاملونا معاملة وحشة، وحصلت ظروف خليتنا نشتغل مع «ساينوس» لحد مابقى عمري ٢٠ سنة وهي ١٨، المهم إن جي يوم هي مرضيتش تعمل اللي بيقولها عليه في الشغل، وأنا كنت في نفس الوقت بشوف شغل تاني لأني مرتحتش معاه، وقررنا نهرب من هناك.
بس وقت مانفزنا وكنا فعلًا بنهرب، سبقتها أنا وانتِ كنتي ماشية معاكِ مشروبات في الملهى كنتي بتقدمي وقتها مشروبات هناك، فخبطتي فيها وقعت على الأرض، ولما رجعو علشان اساعدها، قالك هاتيها وأنتِ بغبائك ودتهاله، وطلب من «زاس» ياخودها قدام عيني علشان أرجع، لا ده طلب منه وقتها يقتلها، ولما حاولت اسأل عنها بعد كده مكنش فيه أي اخبار.
رفعت «هارلي» حاجبيها ضاحكة، لتقول:
-أيه الفيلم الكوميدي ده؟! معقول حاجة زي كده تخليكِ تتهميني بقتلها معاه؟!
أومأت «هيلينا» ببرود، قائلة:
-أمال مين اللي خلاها تروحله؟
اجابتها «هارلي» بدهشة لما فعلت دون قصد:
-وهو أنا أعرف منين القصة دي كلها؟! أنا أصلًا مشوفتكيش وأنتِ بتجري، هو قالي هاتيها وأنا ودتهاله على أنها حرامية ولا سرقت منه حاجة، على العموم هي أكيد هربت من هناك أو حد هربها، وده دليل أنها عايشة دلوقت.
أومأت «هيلينا» قائلة:
-أكيد، بس أنا عايزة اشوفها، قوليلي هي فين هتكلم معاها وافهمها كل حاجة.
حركت «هارلي» رأسها نافية، لتقول:
-لو عملتي كده هتحكي كل حاجة للجوكر، هو عايز منها معلومات وبعدين هيقتلها، ده كلامه، ولو رعف أن في حد وراها مش بعيد يخلص منها دلوقت، مش بعيد أصلًا يخلص منك أنتِ كمان، علشان كده سيبيني ارتبلها زي ماهرتب.
لما يكون معايا دليل للكلام اللي قولتهولك وهي تشوف ده بعينها، غير لما تروحي من غير أي حاجة تقوليلها أنه شحص وحش، وأنها لازم تبعد عنه! هو أكيد مش هيعمل حاجة زي كده مت وجهة نظرها، وده اللي هتقوله.
استمرت «هيلينا» في مطالعتها، تفكر بحديثها الذي بدى لها بالفعل هو الصائب.
في هذا الوقت، قامت مجموعة من الشبان بكسر باب المنزل، والتابعين ل«الجوكر» ولأن «بين» اخبره أنه لم يستطيع سماع شيء حول مايحدث بالداخل.
عقدت «هارلي» حاجبيها في تعجب لهذه الأشياء العجيبة التي تحدث معها اليوم.
نهضت «هيلينا» لتتحدث في صدمة وتعجب، قائلة:
-أنتوا مين وبتعملوا أيه هنا؟!
اجابها «بين» عقب ذهابه إلى «هارلي»، وامساكهم ب«هيلينا»:
-أحنا جينا نخلص اللي خطفتيها، أنتِ شكلك متعرفيش بتتعاملي مع مين.
طالعت «هيلينا» التي ترتسم البسمة فوق ثغرها، قائلة:
-أنتِ بتضحكي على أيه؟!
اجابتها «هارلي» عقب تعالي ضحكاتها، قائلة:
-حبيبي الندل، شوفتي عمل أيه علشان افتكر إني مخطوفة؟!
لتطالع «بين» متبدلة ملامحها في ترقب، قائلة:
-هو بعتك يراقبني مش كده؟!
تحدثت «هيلينا» في ضيق من حديثها نحو أمر لا يصح الأن:
-«هارلي» أنتِ مستوعبة أيه اللي بيحصل حوالينا؟! وجاية تقولي بعت حد يراقبني، دي مشكلتك حليها معاه، بس أنا مالي؟
أومأت «هارلي» بتفهم، لتطالعهم قائلة:
-سيبوها هي مخطفتنيش ولا حاجة، هي كانت بس بتصبح عليا.
رفع «بين» حاجبيه ليقول في دهشة منه:
-بتصبح عليكِ!
أومأت «هارلي» متبسمة، لتقول:
-يلا نمشي أنا، ده هزار الصحاب عادي يعني.
تركوا «هيلينا» لتأحذهم «هارلي» ذاهبة.
طالعت «هيلينا» ذاهبة وقد عادت في الشرود بأمر «روما» التي تتشوق لرؤيتها، بل وتقلق لشأنها كذلك.
(بمنزل هارلي).
تحدثت «هارلي» بلهجة غاضبة وصوت مرتفع، قائلة فور دخولها للمنزل:
-أنت باعت ناس تراقبني؟!
طالعها «الجوكر» ليتحدث قائل:
-بعت «بين» يخلي باله منك، وشوفتي لو مكنتش بعته كان أيه حصل؟
رفعت «هارلي» حاجبيها ببرود، قائلة:
-كان أيه اللي حصل؟! أنا مكنتش مخطوفة بس اللي معاك ده متخلف.
اجابها «بين» في سخرية، قائل:
-متخلف! يعني الناس نزلوا شالوكِ زي الشوال وجاية تقولي عليه أنا متخلف؟ يا عم كنت سيبها يا عم.
تحدث «الجوكر» في ضيق من مشاجرتهم، قائل:
-خلاص بقى، «هارلي» أنتِ مش كفاية كده بقى؟ عايزين نشوف حياتنا بقى.
اجابته «هارلي» وعيناها تظهر شرودها فيما تفكر به.
لتقترب واضعة يدها فوق صدره بلؤم منها، قائلة:
-مش دلوقت، بليل ومتسألش ليه علشان مش هقولك.
رفع «الجوكر» حاجبيه في دهشة من تغييرها بتلك الطريقة، ليتطلع إلى «بين» الذي أضمم عيناه بطريقة يظهر عدم استراحته لحديث «هارلي».