الفصل الثاني والعشرون شعور الغدر
ذهب موسى مع ياسمين حيث تجلس مارجريتن تفاجئ ان هذا المكان منعزل عن باقي الجزيرة نظر إلى ياسمين وهو يسألها بحيرة:
-لماذا تجلس مارجريت هنا؟ لماذا لا تجلس في كوخ قريب من باقي الفتيات؟!
اجابته ياسمين بهدوء وثبات دون أن تنظر له:
-يمكنك أن تنظر حولك وترى، هذا المكان أكثر أمانًا.
دلف موسى بين الأشجار ليجدها نائمة فوق سرير خشبي، التفت إلى ياسمين من جديد فلم يجدها، علم أنها اوصلته ومن ثم ذهبت، تعجب من هذا وشعر بالقلق في هذا المكان الغريب وهي نائمة بتلك الطريقة، اقترب منها ومن ثم قام بتمرير يده على شعرها ليشعر أنه مازال مبلل وكذلك ملابسها لم يتم تجفيفها!
فتحت مارجريت عينيها عندما شعرت به ولم تأخذ لحظات وكانت اغلقتهم من جديد وهي لا ترغب في رؤيته الآن، لا تعلم كيف تستطيع أن تواجهه، تسلل صوته إلى أذنها لتستمع له في صمت:
-لا أعلم كيف أوصلكي عقلكِ إلى هذا الطريق يا مارجريت؟ اخبريني كيف فكرتي في هذا الأمر؟ أ،ا كدت أفقد حياتي منذ قراءتي للورقة التي تركتيها أنتِ، لا أعلم كيف لم تشعري بهذا وكيف تصرفتي بهذا الشكل؟!
كان حديثه مبعثر وقد لاحظت تشتته، لكن مع هذا هي كانت تفهمه، كانت تفهم ما يعنيه وما يريد أن يقوله، لقد اعترفت له في الورقة أنها تعشقه وهذا كان يمنعها من الاستجابة والنظر إليه، لقد كانت دائمًا هذه الفتاة التي لا تهتم لشيء سوى لكرامتها وكبرياءها والآن تشعر أنها اهانت كرامتها.
اتاها صوته من جديد وشعرت بيده تلمس وجنتها بهدوء:
-اخبريني يا مارجريت لماذا لا تريدي النظر لي؟ افتحي عينكِ صدقيني أنا لا أنوي أن أزعجكي ولن نتحدث إن لم تكوني راضية.
تعجبت من هذا الود الذي بصوته وهي تتساءل ما الذي حدث ليتبدل حاله بتلك الطريقة ويتعامل معها بكل هذا اللطف؟ هل هذا بسبب محاولتها في الانتحار معقول؟!
شعرت بأنفاسه على وجهها لتتوتر كثيرًا ومن ثم شعرت به يقوم بتقبيل جبينها لتفتح عينيها في تعجب وعفوية، ابتسم لها بحنان وهو يلمس شعرها بالكثير من الود:
-لا داعي للتفكير في أي شيء، كل شيء سوف يكون على مايرام صدقيني، أنا لا يمكنني رؤيتكِ تتأذين، لقد فعلت كل شيء من أجل الحفاظ عليكِ يا مارجريت لا تدمري نفسكِ فتدمريني معكِ.
ابتلعت ما بحلقها وتحدثت بصوت مختنق:
-أردت فقط أن أحررك صدقني، أنا أشعر بالكثير من الحزن لكل شيء أصابك بسببي.
حرك موسى رأسه بنفي وهو يقوم بامساك يدها بحنان:
-لا تفكري في تلك الأمور يا مارجريت، لا يوجد داعي لهذا الحديث من جديد، أنا بخير وأنتِ سوف تكوني بخير، لا تفكري في فعل هذه الأمور من جديد يا مارجريت أنا أقول لكِ إن حدث شيء لكِ لن أسامح نفسي.
جلست لتقوم بدفن وجهها به ويقوم هو بضمها بقوة هامسًا:
-كدت أفقد عقلي وأنا أفكر ماذا لو حدث شيء لكِ، أنا حقًا كنت سأفقد حياتي دون مبالغة.
ابتلعت مارجريت ما بحلقها وهي تحرك رأسها بنفي:
-لا تقل هذا يا موسى، أرجوك توقف عن ذكر هذه الكلمات.
أومئ وهو يقوم بدفن وجهه بعنقها لتبتسم ودموعها تتساقط، لقد قاربت على انهاء حياتها ولولا وجود فهد بالأسفل عن طريق الصدفة لم يكن ليشعر بها أحد، ابتعد موسى قليلًا وهو يمرر يده على شعرها:
-اخبريني لماذا لم تجففي نفسكِ؟ لماذا لم تبدلي ملابسكِ حتى؟!
كانت تدفن نفسها به وقد شعر أنها تريد أن تنعم ببعض الدفء:
-لقد جلبتني ياسمين إلى هنا ومن المفترض أن تأتي لي بالملابس، لقد كنت متعبة ولا أرى شيء أمامي حتى.
تعجب موسى من هذا وهو يتذكر توصيل ياسمين له إلى هنا والذهاب! لم يتردد في نزع قميصه ليجعلها ترتديه في محاولة منه لجعلها لا تمرض:
-سوف أحاول أن أجفف شعركِ، أتمنى أن تكون ياسمين متذكرة أمر الملابس رغم أنني أشك في هذا.
حركت مارجريت رأسها بنفي وهي تجيبه بثقة:
-لا تقلق هذه صديقتي ومن الأكيد أنها لن تنسى هذا الشيء يا موسى، هي من الأكيد أنها مشغولة، أعلم أن ما حدث سوف يتسبب في جلبة على الجزيرة.
حرك موسى رأسه بنفي وهو يقبل وجنتها بحنان:
-لا تفكري في أي شيء سوى بنفسكِ يا مارجريت، أنا أحذركي من التعامل بتلك الطريقة من جديد يا فتاة؛ فأنتِ لن تضمني رد فعلي وقتها ومن الممكن أن أقتلكي حقًا.
ضحكت مارجريت وهي تخبره بغيظ:
-إن كنت أعلم أنك سوف تتغير هكذا أنا كنت سأقتل نفسي منذ أول مرة رأيتك بها يا موسى، أنا حقًا أشعر بالكثير من السعادة.
ابتسم وهو يحرك رأسه بفقدان أمل تجاه هذه الفتاة ويتمنى أن يجد حل لكل هذا، تمنى لو يستطيع الذهاب إلى عالمه وتكون هي معه.
-----
جلس علي بجوار حبيبة وهو يسألها بحيرة:
-ما الأمر؟ لماذا لا تتحدثين وتجلسين هكذا؟!
حركت حبيبة رأسها بنفي وهي تخبره باستياء:
-لا يوجد شيء يا علي أنا فقط أشعر بالضغط الشديد جراء كل شيء يحدث.
حرك علي رأسه بنفي وهو يرى حازم مشغول في هاتفه ووالدتها في المطبخ بينما هدى وسليم يتحدثوا مع بعضهم البعض في غرفتها، لا أحد منتبه لها وهذا جعله يتابع الحديث:
-اخبريني ما الذي تفكرين به؟ لقد عادت هدى وهذا أهم شيء يا فتاة، ألا تتذكري الأيام السيئة التي مررنا بها؟
ابتلعت ما بحلقها وقد سالت دموع جاهدت أن لا تستسلم لها وفي النهاية فشلت بجدارة:
-أنا فقط أشعر بالاختناق، لا أحب التحدث في شيء يخصني حتى لا أتأثر أكثر.
كانت تتحدث بعفوية بينما هو حرك رأسه بنفي وتحدث بهمس مثلها:
-ما رأيكِ أن ندخل لنتحدث في الشرفة؟
ابتلعت ما بحلقها وهي تشعر بالارتباك:
-لا أظنها فكرة جيدة يا علي، من الممكن أن يغضب أبي بالأخص أن حازم منشغل بالهاتف في غرفته ولن يأتي معنا.
حرك علي رأسه بنفي وهو يتحدث إليها بهدوء:
-أنا أريد التحدث معكِ ولا أريد لشخص أن يأتي معنا يا حبيبة، هيا لن يحدث شيء وإن تحدث عمي سليم أنا سوف أتحمل المسؤولية كاملة.
أمسك بيدها ليقوم بسحبها إلى الشرفة بينما هي كانت تشعر بالتردد والاحراج في ذات الوقت، ابتسم علي وهو يلاحظ الخجل الظاهر عليها وهي تسحب يدها من بين يده:
-بماذا تريد التحدث يا ترى؟ أنا لا أفهمك يا علي، لطالما كنت شخص غريب ولا أعلم بماذا تفكر.
أخذ علي نفس عميق ومن ثم قام باخراجه ببطء قبل أن يتحدث إليها:
-أنا لا أريد قول أي شيء، على العكس أنا أقف هنا من أجلكِ فقط، من أجل أن أسمعكي يا فتاة لا تكوني ظالمة.
نظرت حبيبة له وقد ظهر التعجب على وجهها:
-لا أفهم ما الذي تريده؟ أنا لا يوجد لدي شيء لأقوله حقًا.
حرك علي رأسه بنفي وهو ينظر لها:
-هناك الكثير والكثير يا حبيبة، أنتِ لا تتحدثين مع أي شخص ولا أعلم كيف لهم أن يتجاهلوا أمركِ بتلك الطريقة، لكن لا بأس أنا هنا، يمكنكي أن تتحدثي معي في كل شيء يشغل عقلكِ، أعدكي أي شيء تقوليه سوف يكون سر بيننا.
تعجبت حبيبة من إهتمامه الزائد ولكنها قررت التحدق إليه، لا تنكر أنها تحتاج لشخص تستطيع التحدث معه:
-في الحقيقة يا علي أنا أشعر بالكثير من الضغط، أقصد المدرسة والدراسة، أيضًا غياب هدى جعلنا ننهار، أشعر أننا لم ننتهي وأن هناك شيء سيء على وشك الحدوث.
حرك علي رأسه بنفي واقترب ليحاوط وجهها بحنان:
-لا تضعي بالًا لكل هذا يا حبيبة، اعلمي جيدًا أن التفكير الزائد قادر على تدميركِ صدقيني، لا تفكري.
اومأت له وهو كان يتأمل وجهها ليهمس إليها:
-أنتِ جميلة جدًا لا يحق لكِ أن تفسدي هذا الجمال بحزنكِ.
نظرت إلى الأسفل وهي تبتسم بخجل وعفوية:
-شكرًا لك يا علي، أنت الوحيد الذي أهتم أن يسألني عن حالي، أنا حقًا ممتنة كثيرًا لهذا، شكرًا لك.
حرك علي رأسه بنفي واقترب ليقبل وجنتها هامسًا بالقرب من أذنها:
-أنا لا أنتظر أي شكر يا فتاة، أريدكي أن تثقي بي وإن حدث شيء يضايقكي تأكدي أنني موجود.
ابتعدت عنه بخجل وهو لاحظ ارتباكها الشديد ليبتسم:
-أنتِ حقًا فتاة جميلة، مستحيل أن ينافسكي أحد بهذا.
اوشكت على الخروج من الشرفة ليسرع بمسك يدها وقد ظهر القلق على وجهه:
-اخبريني ما الأمر؟ هل ضايقكِ حديثي يا حبيبة؟
حركت حبيبة رأسها بنفي وهي تتحدث إليه بخجل:
-لا ولكن أبي سوف يغضب إن رأنا هنا وربما يقوم بتوبيخ حازم رغم أن حازم تركنا عندما كانت أمي معنا.
أومئ علي لها بتفهم ومن ثم ترك يدها حتى تخرج وهو يبتسم بمكر ناظرًا إلى السماء:
-لقد فات الوقت بسرعة، كان يوم مليئ بالمعاناة والغضب مع هذه العائلة.
-----
تحدثت مارجريت وهي تنظر إلى موسى وظهرت الحيرة على وجهها:
-أشعر أن هناك شيء سيء قد حدث يا موسى، ياسمين لم تأتي ولا يوجد ماء أو طعام، أنا أشعر بالكثير من العطش.
أمسك موسى بيدها وهو ينظر حوله، انتابه شعور سيء وهو يسألها بحيرة:
-اخبريني يا مارجريت هل تعرفين طريق العودة؟
نظرت مارجريت حولها وهي تشعر بالكثير من الحيرة:
-لا في الحقيقة المكان غريب عني كثيرًا يا موسى، لا أعلم أين نحن، لم أمر به من قبل حتى.
شعر موسى أن إحساسه صادق، ربما هناك لعبة تتحكم بها ياسمين، هو لم يرتاح أبدًا وكان يشعر بغرابة الأمر عندما أتت به إلى هنا ومن ثم اختفت!
اقتربت مارجريت من موسى وقد بدى عليها الارهاق:
-ما الذي تفكر به يا موسى؟ اخبرني هل هناك شيء يزعجك؟!
أخذ موسى نفس عميق وهو يشعر بالكثير من الارتباك، لكنه حاول أن يتمالك أعصابه قدر المستطاع:
-لا تفكري في أي شيء، سوف يكون كل شيء بخير، سوف أبحث حولنا، لعلنا نجد الطريق ولا ننتظر أن يساعدنا أي شخص.
اومأت له ولكنها تشبثت بيده:
-أنا سوف أتي معك، لا يمكنني البقاء هنا وتركك في مكان لا تعرف شيء عنه يا موسى.
أومئ لها ومن ثم وقف معها، حاول أن يسير في الاتجاه الذي أتى به مع ياسمين، لم يكن منتبه كل الانتباه ولكن لديه أمل ربما تسعفه ذاكرته هذه المرة:
-لا أعلم ما الذي يحدث لي يا موسى، لدي شعور سيء.
-لماذا تجلس مارجريت هنا؟ لماذا لا تجلس في كوخ قريب من باقي الفتيات؟!
اجابته ياسمين بهدوء وثبات دون أن تنظر له:
-يمكنك أن تنظر حولك وترى، هذا المكان أكثر أمانًا.
دلف موسى بين الأشجار ليجدها نائمة فوق سرير خشبي، التفت إلى ياسمين من جديد فلم يجدها، علم أنها اوصلته ومن ثم ذهبت، تعجب من هذا وشعر بالقلق في هذا المكان الغريب وهي نائمة بتلك الطريقة، اقترب منها ومن ثم قام بتمرير يده على شعرها ليشعر أنه مازال مبلل وكذلك ملابسها لم يتم تجفيفها!
فتحت مارجريت عينيها عندما شعرت به ولم تأخذ لحظات وكانت اغلقتهم من جديد وهي لا ترغب في رؤيته الآن، لا تعلم كيف تستطيع أن تواجهه، تسلل صوته إلى أذنها لتستمع له في صمت:
-لا أعلم كيف أوصلكي عقلكِ إلى هذا الطريق يا مارجريت؟ اخبريني كيف فكرتي في هذا الأمر؟ أ،ا كدت أفقد حياتي منذ قراءتي للورقة التي تركتيها أنتِ، لا أعلم كيف لم تشعري بهذا وكيف تصرفتي بهذا الشكل؟!
كان حديثه مبعثر وقد لاحظت تشتته، لكن مع هذا هي كانت تفهمه، كانت تفهم ما يعنيه وما يريد أن يقوله، لقد اعترفت له في الورقة أنها تعشقه وهذا كان يمنعها من الاستجابة والنظر إليه، لقد كانت دائمًا هذه الفتاة التي لا تهتم لشيء سوى لكرامتها وكبرياءها والآن تشعر أنها اهانت كرامتها.
اتاها صوته من جديد وشعرت بيده تلمس وجنتها بهدوء:
-اخبريني يا مارجريت لماذا لا تريدي النظر لي؟ افتحي عينكِ صدقيني أنا لا أنوي أن أزعجكي ولن نتحدث إن لم تكوني راضية.
تعجبت من هذا الود الذي بصوته وهي تتساءل ما الذي حدث ليتبدل حاله بتلك الطريقة ويتعامل معها بكل هذا اللطف؟ هل هذا بسبب محاولتها في الانتحار معقول؟!
شعرت بأنفاسه على وجهها لتتوتر كثيرًا ومن ثم شعرت به يقوم بتقبيل جبينها لتفتح عينيها في تعجب وعفوية، ابتسم لها بحنان وهو يلمس شعرها بالكثير من الود:
-لا داعي للتفكير في أي شيء، كل شيء سوف يكون على مايرام صدقيني، أنا لا يمكنني رؤيتكِ تتأذين، لقد فعلت كل شيء من أجل الحفاظ عليكِ يا مارجريت لا تدمري نفسكِ فتدمريني معكِ.
ابتلعت ما بحلقها وتحدثت بصوت مختنق:
-أردت فقط أن أحررك صدقني، أنا أشعر بالكثير من الحزن لكل شيء أصابك بسببي.
حرك موسى رأسه بنفي وهو يقوم بامساك يدها بحنان:
-لا تفكري في تلك الأمور يا مارجريت، لا يوجد داعي لهذا الحديث من جديد، أنا بخير وأنتِ سوف تكوني بخير، لا تفكري في فعل هذه الأمور من جديد يا مارجريت أنا أقول لكِ إن حدث شيء لكِ لن أسامح نفسي.
جلست لتقوم بدفن وجهها به ويقوم هو بضمها بقوة هامسًا:
-كدت أفقد عقلي وأنا أفكر ماذا لو حدث شيء لكِ، أنا حقًا كنت سأفقد حياتي دون مبالغة.
ابتلعت مارجريت ما بحلقها وهي تحرك رأسها بنفي:
-لا تقل هذا يا موسى، أرجوك توقف عن ذكر هذه الكلمات.
أومئ وهو يقوم بدفن وجهه بعنقها لتبتسم ودموعها تتساقط، لقد قاربت على انهاء حياتها ولولا وجود فهد بالأسفل عن طريق الصدفة لم يكن ليشعر بها أحد، ابتعد موسى قليلًا وهو يمرر يده على شعرها:
-اخبريني لماذا لم تجففي نفسكِ؟ لماذا لم تبدلي ملابسكِ حتى؟!
كانت تدفن نفسها به وقد شعر أنها تريد أن تنعم ببعض الدفء:
-لقد جلبتني ياسمين إلى هنا ومن المفترض أن تأتي لي بالملابس، لقد كنت متعبة ولا أرى شيء أمامي حتى.
تعجب موسى من هذا وهو يتذكر توصيل ياسمين له إلى هنا والذهاب! لم يتردد في نزع قميصه ليجعلها ترتديه في محاولة منه لجعلها لا تمرض:
-سوف أحاول أن أجفف شعركِ، أتمنى أن تكون ياسمين متذكرة أمر الملابس رغم أنني أشك في هذا.
حركت مارجريت رأسها بنفي وهي تجيبه بثقة:
-لا تقلق هذه صديقتي ومن الأكيد أنها لن تنسى هذا الشيء يا موسى، هي من الأكيد أنها مشغولة، أعلم أن ما حدث سوف يتسبب في جلبة على الجزيرة.
حرك موسى رأسه بنفي وهو يقبل وجنتها بحنان:
-لا تفكري في أي شيء سوى بنفسكِ يا مارجريت، أنا أحذركي من التعامل بتلك الطريقة من جديد يا فتاة؛ فأنتِ لن تضمني رد فعلي وقتها ومن الممكن أن أقتلكي حقًا.
ضحكت مارجريت وهي تخبره بغيظ:
-إن كنت أعلم أنك سوف تتغير هكذا أنا كنت سأقتل نفسي منذ أول مرة رأيتك بها يا موسى، أنا حقًا أشعر بالكثير من السعادة.
ابتسم وهو يحرك رأسه بفقدان أمل تجاه هذه الفتاة ويتمنى أن يجد حل لكل هذا، تمنى لو يستطيع الذهاب إلى عالمه وتكون هي معه.
-----
جلس علي بجوار حبيبة وهو يسألها بحيرة:
-ما الأمر؟ لماذا لا تتحدثين وتجلسين هكذا؟!
حركت حبيبة رأسها بنفي وهي تخبره باستياء:
-لا يوجد شيء يا علي أنا فقط أشعر بالضغط الشديد جراء كل شيء يحدث.
حرك علي رأسه بنفي وهو يرى حازم مشغول في هاتفه ووالدتها في المطبخ بينما هدى وسليم يتحدثوا مع بعضهم البعض في غرفتها، لا أحد منتبه لها وهذا جعله يتابع الحديث:
-اخبريني ما الذي تفكرين به؟ لقد عادت هدى وهذا أهم شيء يا فتاة، ألا تتذكري الأيام السيئة التي مررنا بها؟
ابتلعت ما بحلقها وقد سالت دموع جاهدت أن لا تستسلم لها وفي النهاية فشلت بجدارة:
-أنا فقط أشعر بالاختناق، لا أحب التحدث في شيء يخصني حتى لا أتأثر أكثر.
كانت تتحدث بعفوية بينما هو حرك رأسه بنفي وتحدث بهمس مثلها:
-ما رأيكِ أن ندخل لنتحدث في الشرفة؟
ابتلعت ما بحلقها وهي تشعر بالارتباك:
-لا أظنها فكرة جيدة يا علي، من الممكن أن يغضب أبي بالأخص أن حازم منشغل بالهاتف في غرفته ولن يأتي معنا.
حرك علي رأسه بنفي وهو يتحدث إليها بهدوء:
-أنا أريد التحدث معكِ ولا أريد لشخص أن يأتي معنا يا حبيبة، هيا لن يحدث شيء وإن تحدث عمي سليم أنا سوف أتحمل المسؤولية كاملة.
أمسك بيدها ليقوم بسحبها إلى الشرفة بينما هي كانت تشعر بالتردد والاحراج في ذات الوقت، ابتسم علي وهو يلاحظ الخجل الظاهر عليها وهي تسحب يدها من بين يده:
-بماذا تريد التحدث يا ترى؟ أنا لا أفهمك يا علي، لطالما كنت شخص غريب ولا أعلم بماذا تفكر.
أخذ علي نفس عميق ومن ثم قام باخراجه ببطء قبل أن يتحدث إليها:
-أنا لا أريد قول أي شيء، على العكس أنا أقف هنا من أجلكِ فقط، من أجل أن أسمعكي يا فتاة لا تكوني ظالمة.
نظرت حبيبة له وقد ظهر التعجب على وجهها:
-لا أفهم ما الذي تريده؟ أنا لا يوجد لدي شيء لأقوله حقًا.
حرك علي رأسه بنفي وهو ينظر لها:
-هناك الكثير والكثير يا حبيبة، أنتِ لا تتحدثين مع أي شخص ولا أعلم كيف لهم أن يتجاهلوا أمركِ بتلك الطريقة، لكن لا بأس أنا هنا، يمكنكي أن تتحدثي معي في كل شيء يشغل عقلكِ، أعدكي أي شيء تقوليه سوف يكون سر بيننا.
تعجبت حبيبة من إهتمامه الزائد ولكنها قررت التحدق إليه، لا تنكر أنها تحتاج لشخص تستطيع التحدث معه:
-في الحقيقة يا علي أنا أشعر بالكثير من الضغط، أقصد المدرسة والدراسة، أيضًا غياب هدى جعلنا ننهار، أشعر أننا لم ننتهي وأن هناك شيء سيء على وشك الحدوث.
حرك علي رأسه بنفي واقترب ليحاوط وجهها بحنان:
-لا تضعي بالًا لكل هذا يا حبيبة، اعلمي جيدًا أن التفكير الزائد قادر على تدميركِ صدقيني، لا تفكري.
اومأت له وهو كان يتأمل وجهها ليهمس إليها:
-أنتِ جميلة جدًا لا يحق لكِ أن تفسدي هذا الجمال بحزنكِ.
نظرت إلى الأسفل وهي تبتسم بخجل وعفوية:
-شكرًا لك يا علي، أنت الوحيد الذي أهتم أن يسألني عن حالي، أنا حقًا ممتنة كثيرًا لهذا، شكرًا لك.
حرك علي رأسه بنفي واقترب ليقبل وجنتها هامسًا بالقرب من أذنها:
-أنا لا أنتظر أي شكر يا فتاة، أريدكي أن تثقي بي وإن حدث شيء يضايقكي تأكدي أنني موجود.
ابتعدت عنه بخجل وهو لاحظ ارتباكها الشديد ليبتسم:
-أنتِ حقًا فتاة جميلة، مستحيل أن ينافسكي أحد بهذا.
اوشكت على الخروج من الشرفة ليسرع بمسك يدها وقد ظهر القلق على وجهه:
-اخبريني ما الأمر؟ هل ضايقكِ حديثي يا حبيبة؟
حركت حبيبة رأسها بنفي وهي تتحدث إليه بخجل:
-لا ولكن أبي سوف يغضب إن رأنا هنا وربما يقوم بتوبيخ حازم رغم أن حازم تركنا عندما كانت أمي معنا.
أومئ علي لها بتفهم ومن ثم ترك يدها حتى تخرج وهو يبتسم بمكر ناظرًا إلى السماء:
-لقد فات الوقت بسرعة، كان يوم مليئ بالمعاناة والغضب مع هذه العائلة.
-----
تحدثت مارجريت وهي تنظر إلى موسى وظهرت الحيرة على وجهها:
-أشعر أن هناك شيء سيء قد حدث يا موسى، ياسمين لم تأتي ولا يوجد ماء أو طعام، أنا أشعر بالكثير من العطش.
أمسك موسى بيدها وهو ينظر حوله، انتابه شعور سيء وهو يسألها بحيرة:
-اخبريني يا مارجريت هل تعرفين طريق العودة؟
نظرت مارجريت حولها وهي تشعر بالكثير من الحيرة:
-لا في الحقيقة المكان غريب عني كثيرًا يا موسى، لا أعلم أين نحن، لم أمر به من قبل حتى.
شعر موسى أن إحساسه صادق، ربما هناك لعبة تتحكم بها ياسمين، هو لم يرتاح أبدًا وكان يشعر بغرابة الأمر عندما أتت به إلى هنا ومن ثم اختفت!
اقتربت مارجريت من موسى وقد بدى عليها الارهاق:
-ما الذي تفكر به يا موسى؟ اخبرني هل هناك شيء يزعجك؟!
أخذ موسى نفس عميق وهو يشعر بالكثير من الارتباك، لكنه حاول أن يتمالك أعصابه قدر المستطاع:
-لا تفكري في أي شيء، سوف يكون كل شيء بخير، سوف أبحث حولنا، لعلنا نجد الطريق ولا ننتظر أن يساعدنا أي شخص.
اومأت له ولكنها تشبثت بيده:
-أنا سوف أتي معك، لا يمكنني البقاء هنا وتركك في مكان لا تعرف شيء عنه يا موسى.
أومئ لها ومن ثم وقف معها، حاول أن يسير في الاتجاه الذي أتى به مع ياسمين، لم يكن منتبه كل الانتباه ولكن لديه أمل ربما تسعفه ذاكرته هذه المرة:
-لا أعلم ما الذي يحدث لي يا موسى، لدي شعور سيء.