الفصل الثامن عشر

الفصل الثامن عشر...


ليت القلوب تستطيع التحدث، لتبوح بما تكنه من عشق، ولكن كيف ذلك والقلب يخشى البوح ويعشق الكتمان.


...


قصر كيت الملكى...


بعد بعد بعد مرور الثلاث ساعات ما زال اكيد ينقص بجوار سندريلا التى غفت بعدما بكت كثيرا بسبب ألم قدمها، أستيقظت سندريلا وهى تتأوه بضعف، نهض كيت من على الكرسي المجاور للفراش وأقترب منها ممسك بيدها قائلا:

_ حبيبتى، صباح الخير، أخبرينى هل قدميك بخير؟

نظرت له بضعف قائلة:

_لا اعلم.

ابتسم لها وقال:

_ساساعدك على النهوض، حاولي ان تحركيها.


اومات له وهي تنظر له لتتفاجا بان قدميها بالفعل تتحرك لم تصدق نفسها من فرحتها، لتنظر له بسعادة قائلة:

_ انني اتحرك كيت، اشعر بقدمي، انا اشعر بها حقا.

لم تسعه الفرحه في تلك اللحظه، شعر انهم أمتلك العالم باكمله ابتسم لها وقال:


_ حقيقي هذا اسعد يوم في عمري، لا اصدق انك حقا قد تحسنت، ولكن سندريلا هل يديك تتحرك.


حاولت مرارا وتكررا ان تحرك يديها ولكنها لم تستطيع لومأ له بالرفض و عينيها لاحت بها الدموع، ليخبرها قائلا:

_ اهدئي لا تقلقي كل شيء بخير، الامر طبيعي، سنحضر تلك الساحره وسنحل الامر لا تقلقي، انا هنا بجوارك لن اتركك مطلقا.


اومات له ليساعدها على النهوض لتقف على قدميها لم يصدق ذاته لحظتها ليخبئها بين اضلاعه بسعاده قائلا:

_ يا الهي، شكرا لك، حمدا لله على سلامتك، والان ايمكنك ان تسيري ببطء

قالت له بضعف:

_ اجل.


ابتسم لها وهو يراها تاخذ اولى خطواتها بعد وقت طويل ليقول:

_ من الان لا اريد ان اراك جالسه، او مستلقيه على الفراش، اريد ان اراك تتحركين بكل مكان، اريد ان ارى السعاده داخل عينيك، هل تفهمين سندريلا؟

احتلت قلبها السعاده قائلة:

_نعم افهم، حسنا كيت اريد ان المس الارضيه بقدمي، اريد ان ادعس على العشب بالخارج، اريد ان تشعر قدمي بالحياه مره اخرى.


اصطحبها اللي خارج الغرفه ليتفاجئ الحرس وكل من يراها بانها اصبحت بخير لاحظ الجميع انها تسير حافيه القدمين لتصيبهم الدهشه مصحوبه بالسعاده وهم يرونها تضحك بقوه، والملك كيت يشاركها فرحتها وصلت للحديقه ودعست على العشب بقدميها لتصيبها حاله من من السعاده بسبب قدميها لينظر لها كيت مبتسما وهو يرى فرحتها داخل عينيها.



...


منزل جاك...



في الزاوية الهادئة من المنزل ذي إضاءة خافتة، جلست ديرزيلا بمفردها إلى طاولة خشبية صغيرة، وأفكارها مضطربة مثل بحر عاصف. كانت عيناها، مثل بركتين من حجر السج السائل، تتلألأ بالدموع التي لم تذرف.

كان العالم الخارجي رماديًا وغير جذاب، تمامًا مثل العاصفة التي اندلعت داخلها. تنهدت، وخرج أنفاسها في سحابة ضبابية ظلت للحظات قبل أن تذوب في الهواء البارد. وبعد ذلك، كما لو كان في إشارة، دخل. لقد جاء جاك يتمتع بسحر متواضع، بعيون تحمل أسرار المجرات وابتسامة يمكن أن تذيب قلوبًا شديدة البرودة.

اليوم كان هناك شيء مختلف. اقترب من طاولتها بخطوة حازمة ولطيفة. "تمانع في أن أنضم إليكم؟" سأل، صوته عناق دافئ على أذنيها.

أومأت ديرزيلا، الذي فوجئ بهذه الشركة غير المتوقعة، برأسه قليلاً. سحبت الكرسي المقابل لها، وكانت حركاته رشيقة ومدروسة. وبينما هو جالس، انعقدت عيونهم في اتصال مؤقت مما أدى إلى ارتعاش في العمود الفقري لديرزيلا.

وصل عبر الطاولة وأخذ يدها في يده. كانت اللمسة كهربائية، وأرسلت هزة من الدفء عبر عروقها. شعرت ديرزيلا باحمرار وجهها، وتحول خديها إلى لون وردي رقيق.

قال جاك وهو يمسح بإبهامه على ظهر يدها بلطف: "لا يسعني إلا أن ألاحظ أنك تبدو غارقًا في التفكير". "هل كل شيء على ما يرام؟"

ترددت ديرزيلا للحظة، ثم وجدت نفسها تنفتح عليه بطريقة لم تفعلها منذ سنوات. أخبرته عن ثقل مسؤولياتها، والأحلام التي أجلتها، والشوق لشيء أكثر في حياتها. لقد استمع باهتمام ، ولم تترك عيناه عينيها أبدًا.

اقترب أكثر، وشفتاه تلمسان أذنها وهمس: "أتعلمين، ليس عليك أن تحملي ثقل العالم على كتفيك وحدك. في بعض الأحيان، كل ما يتطلبه الأمر هو شخص يشاركك هذا العبء."

تجمعت الدموع في عيني ديرزيلا، ولم تمنعها هذه المرة. لقد امتدوا، وتتبعوا مسارًا لامعًا أسفل خديها. مد يده ومسحها بإبهامه، وكانت لمسته رقيقة ومطمئنة. قال بصوت منخفض ومليء بالصدق: "أريد أن أساعدك". "دعني أكون هناك من أجلك يا ديرزيلا." نظرت في عينيه بحثًا عن أي تلميح للنفاق، لكن كل ما وجدته هو بئر عميق من التعاطف والتفهم.

في تلك اللحظة، تم تكوين اتصال، رابطة تجاوزت الكلمات ولامست جوهر كائناتها. ثم أمسك بيدها وأخرجها من المنزل إلى الشوارع المزدحمة. ساروا في صمت لفترة من الوقت، والعالم من حولهم يتلاشى في الخلفية حيث فقدوا أنفسهم في هذه اللحظة.

وأخيراً، وصلوا إلى حديقة صغيرة، تتزين أشجارها بألوان الخريف النارية. قام بنشر بطانية نزهة تحت شجرة بلوط ضخمة، وجلسوا جنبًا إلى جنب. وأنتج سلة من الخوص مليئة بالسندويشات والفواكه، وتناولوا معًا وجبة بسيطة ولكنها لذيذة.

وجدت ديرزيلا نفسها تضحك، ضحكتها مثل الموسيقى في هواء الخريف المنعش. اقترب أكثر و شفتيه تلامس أذنها "لديك أجمل ضحكة"، تمتمت، وأرسلت قشعريرة مبهجة إلى أسفل عمودها الفقري. بدأت الشمس تتراجع تحت الأفق، وتلقي وهجًا ذهبيًا دافئًا على كل شيء.

التفت إليها وعيناه مليئة بعمق العاطفة التي أخذت أنفاسها. "يجب أن أعترف بشيء"، قال بصوت بالكاد أعلى من الهمس. "منذ اللحظة التي رأيتك فيها، لم أستطع إخراجك من ذهني. كان علي أن آتي وأتحدث معك، لأكون بالقرب منك."


تسارع قلب ديرزيلا، وكانت مشاعرها تعكس مشاعره. وصلت إلى يده ، وتشابكت أصابعهم. أجابت بصوت مليء بالعاطفة: "أنا سعيدة للغاية لأنك فعلت ذلك". "لم أشعر قط بمثل هذا الارتباط من قبل."

انحنى، والتقت شفاههم في قبلة لطيفة ومكهربة. بدا أن الوقت قد توقف بينما فقدوا أنفسهم في بعضهم البعض، وحبهم يتفتح مثل زهرة في الربيع. تحول المساء إلى ليل، واستلقوا على بطانية النزهة، وهم يحدقون في السماء المرصعة بالنجوم. كان يتتبع الأبراج بإصبعه، ويروي لها قصص الكون.


أسندت ديرزيلا رأسها على صدره، واستمعت إلى إيقاع ضربات قلبه الثابت. في تلك اللحظة، تحت الامتداد الشاسع للكون، وجدوا العزاء والانتماء في أحضان بعضهم البعض. كان حبهما نسيجاً منسوجاً من خيوط القدر، اتصالاً يتحدى التفسير ويتجاوز الزمن.



ليلا ليلا بقصر الملك كيت اجتمع الجميع بغرفه تناول الطعام، جلس كيت يترأس الطاولة، وعلى يساره يجلس براين وتتبعه أنستازيا التى كانت تجلس على أستحياء، أما على يمينه كانت تجلس سندريلا وكان هو يتناول مهمة اطعامها، كان براين يلقى انستازيا نظرة بين الحين والاخر، لم تصدق انه يجلس بجوارها بذلك القرب، اشتاقت له حقا ولم تجد السبيل لرؤيته، ولكنه سعى ووجد الطريق لرؤيتها دون تكلف او عناء منه او منها.

اما كيت كان مندمج مع من هواها قلبه، لم يصب تركيزه على احد غيرها، وكيف يفعل وقلبه يريد احتضانها طيلة الوقت.


انتهت فترة تناول الطعام لينهض الجميع عن الطاولة، ليقول كيت:

_ يمكنك التجول بالحديقة الخارجية براين اذا أردت أنت وأنستازيا، لكم مطلق الحرية ويمكنكم الذهاب متى شئتم.


ظن هنا براين ان كيت يخدمه بذلك الامر ولكنه كان يخدم نفسه ليكون برفقة سندريلا بمفردهم ولا يوجد معهم أحد.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي