الفصل٢٥
طالعه «أدم» الذي ترتسم فوق ثغره بسمة ساخرة، ليقول:
-مش أنت اللي غلطان، أنا اللي غلط لما قبلت اشتغل معاك، حقيقي مش عارف اقولك أيه، بس خلاص أنت من طريق وأنا من طريق، ولو على القضية أعمل اللي تقدر عليه واكسبها، أنا مش عايزها، ومش عايز الشغل كله.
تركه ورحل من امامه أسفل مطالعة «راسل» له حتى ذهب تمامًا.
أومأ بهدوء، قائل:
-كل واحد من طريق، هكسب القضية، وهتشوف.
في اليوم التالي.
استيقظت «هارلي» من النوم على صوت إحدى الفتيات تتحدث في الأسفل.
هذا مادفعها للنهوض والذهاب إلى دورة المياه حتى تغسل وجهها، وكأنها عادت لحياتها الطبيعية التي كانت عليها من زمن.
انتهت من تبديل ملابسها إلى أخرى أفضل، لتخرج من غرفتها متطلعة إلى الأسفل، لترى إحدى الفتيات تحتضن «الجوكر» والذي يبدو أنها تودعه!
عقدت حاجبيها بخفوت لهذا المشهد الرومانسي، والذي لا يليق ب«الجوكر» خاصة أنها تعلم تمامًا سلوكه!
ما إن رحلت الفتاة ولم تستمر دقيقة في البقاء، قامت «هارلي» بالنزول له، لتتحدث بلهجة ساخرة:
-مين الحلوة؟
التفت «الجوكر» ليطالعها مرتسمة البسمة فوق ثغره، قائل:
-طب قولي صباح الخير الأول حتى!
صوبت «هارلي» نظراتها اتجاهه، لتقول بذات لهجتها الساخرة:
-صباح الخير الأول، مين الحلوة؟
اجابها «الجوكر» رافع اكتافه ببساطة، ليتحدث عقب جلوسه فوق الأريكة، قائل:
-شغل.
رفعت «هارلي» حاجبيها ساخرة من حديثه، قائلة:
-شغل! أنهي شغل ده بقى اللي يخليها تيجي بيتك وتحضنها كمان؟! متستهبلش لأني عرفاك كويس يا «جوكر».
طالعها «الجوكر» ببسمة هادئة؛ فهي تعلم كل شيء عنه، بل تعلمه أكثر منه أيضًا، مما دفعه لقول:
-هقولك يا ستي بما إنك فكراني بكذب عليكِ، حد كلفني بمهمة اعرفله حبة معلومات مهمة معاها، وأخلص منها.
رفعت «هارلي» حاجبيها في فهم، قائلة:
-أممم، كده اتضحت كل حاجة.
استمر «الجوكر» في مطالعتها، ليتحدث بذات بسمته قائل:
-قوليلي بقى فين السلاح.
طالعته «هارلي» منتبهة لهذا الأمر الذي لم يتحدثوا به ليلة أمس، قائلة:
-أنا مخبية السلاح في مكان ميخطرش على بال حد، ومعرفتش أي حد أنه معايا، يعني أنت أول واحد تعرف.
أومأ «الجوكر» بتفهم، سائل:
-مخبياه فين بقى؟
استمرت «هارلي» في مطالعته شاردة الذهن، لتتحدث بغموض، قائلة:
-وأنا أضمن منين أنك مبتضحكش عليا؟ خصوصًا بعد ماشوفت البت دي.
أرجع «الجوكر» ظهره إلى نهاية المقعد، ليطالعها بهدوء، سائل:
-أمم، وبعدين؟ يعني أنا أعمل أيه دلوقت؟
اجابته «هارلي» بذات هدوئه، قائلة:
-اسمها أيه البت دي وساكنة فين وأيه عنوان بيتها؟
استمر «الجوكر» في مطالعتها، ليتحدث قائل:
-اسمها «روما» عندها واحد وعشرين سنة، ساكنة في جوثان هقولك المنطقة بالظبط، بس قوليلي ناوية على أيه؟
استمرت «هارلي» في مطالعته، لترفع حاجبيها ببرود، قائلة:
-ملكش علاقة، تقولي وبس.
(بمنزل فيونا).
تجلس «سوزان» أمام التلفاز شاردة في الاشيء كعادتها مؤخرًا، تتطلع إلى الا شيء امامها ولكن من ينظر لها يعلم ماتفكر به جيدًا.
في هذا الوقت قام احدهم بطرق باب المنزل، مما دفعها للنهوض ذاهبة لتفتحه.
ما إن طالعت «جان» نست كل شيء لتحل البسمة بملامحها من جديد متجاهلة «فيونا» التي لم تسائلها حتى أين كانت.
لتتحدث في دهشة والبسمة مازالت ترتسم فوق ثغرها، قائلة:
-«جان» أنت مكنتش بترد على تليفونك ليه؟! اختفيت فجأة من غير ماتقول أي حاجة، قلقتني عليك.
اقتربت لتحتضنه ليطالع «فيونا» التي تصوب نظراتها اتجاهه.
ابتعد ليطالع «سوزان» التي اغلقت باب المنزل، قائلة:
-تعالى أقعد أنا هعملك حاجة تشربها، تحب تشرب أيه.
تحدثت «فيونا» لتبدي لها اهتمام، حين قالت:
-هو مجاش علشان يصلح علاقتك بيه، أحنا اتجوزنا.
تبدلت ملامح «سوزان» بأكملها إلى صدمة قاتمة؛ فكيف يتزوج عقب مواعدته لها بالزواج؟!
تحدثت في صدمة ونفي تنفي به حديثها:
-كذابة، أكيد ده محصلش، كذابة.
استمرت «فيونا» في تصويب نظراتها صوبها لتقول:
-وجيت علشان أخد هدومي ونروح بيتنا، وخليكِ أنتِ هنا اتجوزي زي منتي عايزة، أنا أيدي مش هتبقى تحت ضرس حد، واللي عيزاه اعمليه.
استمرت «سوزان» في الوقوف بذات الصدمة التي تتملكها، لا تستطيع استيعاب ما قالته.
تحدثت في غضب منها وسخرية، مطالعة «جان»:
-رد الكلام ده صح؟ أنا فاكر أنها لعبة؟
حرك «جان» رأسه نافي، ليتحدث موضح الأمر:
-أنا مكنتش جاي علشان اتجوزك فعلًا، كنت طمعان بس في فلوسك وبقول كده لأني فعلًا محبتكيش، ولما شوفت «فيونا» وحبيتها، وقتها قررت اعترفها بكده، وبعد مكانت رافضة تتقبل الموضوع وتفضل معايا، قبلت تديني فرصة اثبتلها إني فعلًا كذبتش عليها.
استمرت «سوزان» في مطالعته والغضب يتملك ملامحها، تزامنًا مع اختلاق الدموع بعيناها، لتمسك بقميصه في غضب منها وصراخ، قائلة:
-يا نصاب يا زبالة، إن ماوريتك وبلغت عنك مبقاش أنا «سوزان».
أبعد يدها أثناء مطالعته ل«فيونا» ببرود، قائل:
-هستناكِ برا.
أومأت بهدوء، ليخرج من المنزل ذاهب إلى الخارج.
التفتت «سوزان» لتطالع «فيونا» متحدثة في غضب كابح يتملكها اتجاهها:
-وبعد اللي عمله، هتتجوزيه؟
رفعت «فيونا» حاجبيها ببرود، كأنها تتعمد أن ترد لها حرقة القلب التي تملكتها حين علمت بشأن زواجها، لتقول:
-واللهي قبلت، يعني ليه لا؟ أنا بردو مكنتش عيزاكِ تتجوزيه من الأول وبرغم كده مهتمتليش ووافقتي، لا واصريتي على الجواز منه كمان، يبقى كل واحد يعمل اللي هو عايزه.
تركتها وصعدت إلى الغرفة، أسفل سماعها لكلمات «سوزان» الغاضبة، والتي تتفوه بها في تواعد وحرقة، تحاول أن تهداء بها ألم قلبها من تلك الصدمة.
في الليل.
جلست «روز» إلى جانب «راسل» الذي لاحظت جلوسه بطريقة ثابتة شارد الذهن في أمر لا تعلمه.
لتقول عقب جلوسها:
-مالك؟ أيه اللي واخد عقلك؟
صوب نظراته اتجاهها منتبه، ليقول:
-بفكر في القضية.
أومأت «روز» متفهمة؛ فقد توقعت أن يكون هذا سبب انشغاله، لتجيب:
-عملت أيه في الموضوع؟
رفع «راسل» حاجبيه في قلة حيلة، ليقول:
-لما القائد طلب يشوفني امبارح وروحتله، طلب يشوف «أدم» كمان وجي بعد ماروحت، قال أن ملناش علاقة بالقضية ونبعد عنها.
عقدت «روز» حاجبيها في تعجب، قائلة:
-بعد كل ده!
أومأ «راسل» في ضيق، قائل:
-تخيلي، وبسبب مين؟ الموضوع من أوله لأخره مليش أي ذنب فيه.
مازالت «روز» تطالعه وقد تملكها الحزن؛ فهي تعلم كم تعني له القضية، وكيف حزن حين علم بأمر هروب «هارلي».
تنهدت بعمق محاولة في تخفيف احزانه قائلة:
-مش عيزاك تضايق، كل حاجة ليها سبب وبأذن الله ربنا يعوضك خير، أنت ناوي تبعد عن الموضوع فعلًا؟
طالعها «راسل» ليحرك رأسه نافي، قائل:
-مستحيل، أنا وعدته إني مش هسيب القضية دي إلا لما أنهي الحوار تمامًا والاقي «هارلي» بنفسي، وهعمل كده وهوفي بوعدي ليه.
تستمر «روز» في مطالعته بنظات شاردة بعض الشيء؛ فهي قلقة من نهاية هذا الأمر، والذي أصبح بمسابة تحدي بالنسبة له، ولكن لا يمكنها قول هذا؛ فهي تعلم أنه لن يتوقف عن البحث حول الأمر، إذا اخبرته بهذا أو لا:
-طيب، المهم أن اللي هتعمله يريحك، خد القرار اللي شايفه صح وأنا بدعمك.
تبسم «راسل» بخفوت وهو يطالعها بذهن شارد؛ فحديثها اعطاه دفعة ليكمل فيما يود أن يفعل، هذا مادفعه في التعمق أكثر بالأمر، إلى مدى يكاد يوصله لحل حتى يجد «هارلي».
(بمنزل الجوكر).
بغرفة «هارلي».
تجلس بالشرفة، تتطلع إلى الاشيء امامها وهي تركذ مع حديثها بالهاتف، قائلة:
-هبعتلك عنوان تشوفلي فيه بت اسمها «روما» روح لبيتها على أنك دليفري أو أي حاجة كده، وجيبلي معلومات عنها، صورلي كل حاجة في البيت عايزة أشوف البت دي أيه سكتها.
عقد «سام» حاجبيه، والذي تحدث في تعجب قائل:
-يعني دليفري هيجيب معلومات عنها بتاع أيه وأزاي؟! أه ممكن اصورلك بيتها دي يعني هضحي واحاول اعملها، أما حوار أجمع معلومات ده مش ظابط.
استمرت «هارلي» في التطلع امامها بعقل شارد، لتقول:
-طيب أعمل اللي تقدر عليه، المهم أعرف أي حاجة عنها، وهي فعلًا متخلفة للدرجة اللي تخليها تصدق «الجوكر»؟!
أومأ «سام» بكلماته ضاحك، حين قال:
-لا وأنتِ الصادقة، الكل مبيفكرش زيك يا «هارلي»، الناس بتعيش بطبيعية وبطريقة عادية جدًا، أما أنتِ عيشالي اربعة وعشرين ساعة في دور المحقق كونن!
فور انتهائه من الحديث، قابله ضحكات «هارلي» الساخرة، والتي قالت:
-هاهاها، دمك تحفة، أنجز وعلى قد ماتقدر تديني معلومات عنها، اتشقلب اتصرف أعمل أي حاجة، راقبها حتى شوف من هنا للصبح هتروح فين، ولو لقيت أي حدث يستدعي تقولهولي، وقتها بلغني.
تنهد «سام» الذي قال في ضيق منه:
-طيب يا «هارلي»، مش عارف للمرة الكام بس مجبور اوافق، ومتسألنيش ليه، هو كده أنا بحس إني مينفعش ارفضلك طلب.
تبسمت «هارلي» لما يقول من كلمات تلامس روحها، ويزد السعادة بقلبها، فشعور أن أحد يفعل كل شيء لأجلك، وعلى استعداد لفعله دون مقابل، فقط لأنه صديق مقرب منك، يخلق بداخلنا شعور بالراحة، والإعتماد عليه.
تحدثت بسعادة وامتنان قائلة:
-شكرًا يا «سام» بجد شكرًا أنت أجدع صاحب بجد.
تبسم «سام» ليقول في مزاح منه:
-عارف قولتيلي كده مليون مرة.
ضحكت «هارلي» والتي تعلم بشأن مزاحه.
-مش أنت اللي غلطان، أنا اللي غلط لما قبلت اشتغل معاك، حقيقي مش عارف اقولك أيه، بس خلاص أنت من طريق وأنا من طريق، ولو على القضية أعمل اللي تقدر عليه واكسبها، أنا مش عايزها، ومش عايز الشغل كله.
تركه ورحل من امامه أسفل مطالعة «راسل» له حتى ذهب تمامًا.
أومأ بهدوء، قائل:
-كل واحد من طريق، هكسب القضية، وهتشوف.
في اليوم التالي.
استيقظت «هارلي» من النوم على صوت إحدى الفتيات تتحدث في الأسفل.
هذا مادفعها للنهوض والذهاب إلى دورة المياه حتى تغسل وجهها، وكأنها عادت لحياتها الطبيعية التي كانت عليها من زمن.
انتهت من تبديل ملابسها إلى أخرى أفضل، لتخرج من غرفتها متطلعة إلى الأسفل، لترى إحدى الفتيات تحتضن «الجوكر» والذي يبدو أنها تودعه!
عقدت حاجبيها بخفوت لهذا المشهد الرومانسي، والذي لا يليق ب«الجوكر» خاصة أنها تعلم تمامًا سلوكه!
ما إن رحلت الفتاة ولم تستمر دقيقة في البقاء، قامت «هارلي» بالنزول له، لتتحدث بلهجة ساخرة:
-مين الحلوة؟
التفت «الجوكر» ليطالعها مرتسمة البسمة فوق ثغره، قائل:
-طب قولي صباح الخير الأول حتى!
صوبت «هارلي» نظراتها اتجاهه، لتقول بذات لهجتها الساخرة:
-صباح الخير الأول، مين الحلوة؟
اجابها «الجوكر» رافع اكتافه ببساطة، ليتحدث عقب جلوسه فوق الأريكة، قائل:
-شغل.
رفعت «هارلي» حاجبيها ساخرة من حديثه، قائلة:
-شغل! أنهي شغل ده بقى اللي يخليها تيجي بيتك وتحضنها كمان؟! متستهبلش لأني عرفاك كويس يا «جوكر».
طالعها «الجوكر» ببسمة هادئة؛ فهي تعلم كل شيء عنه، بل تعلمه أكثر منه أيضًا، مما دفعه لقول:
-هقولك يا ستي بما إنك فكراني بكذب عليكِ، حد كلفني بمهمة اعرفله حبة معلومات مهمة معاها، وأخلص منها.
رفعت «هارلي» حاجبيها في فهم، قائلة:
-أممم، كده اتضحت كل حاجة.
استمر «الجوكر» في مطالعتها، ليتحدث بذات بسمته قائل:
-قوليلي بقى فين السلاح.
طالعته «هارلي» منتبهة لهذا الأمر الذي لم يتحدثوا به ليلة أمس، قائلة:
-أنا مخبية السلاح في مكان ميخطرش على بال حد، ومعرفتش أي حد أنه معايا، يعني أنت أول واحد تعرف.
أومأ «الجوكر» بتفهم، سائل:
-مخبياه فين بقى؟
استمرت «هارلي» في مطالعته شاردة الذهن، لتتحدث بغموض، قائلة:
-وأنا أضمن منين أنك مبتضحكش عليا؟ خصوصًا بعد ماشوفت البت دي.
أرجع «الجوكر» ظهره إلى نهاية المقعد، ليطالعها بهدوء، سائل:
-أمم، وبعدين؟ يعني أنا أعمل أيه دلوقت؟
اجابته «هارلي» بذات هدوئه، قائلة:
-اسمها أيه البت دي وساكنة فين وأيه عنوان بيتها؟
استمر «الجوكر» في مطالعتها، ليتحدث قائل:
-اسمها «روما» عندها واحد وعشرين سنة، ساكنة في جوثان هقولك المنطقة بالظبط، بس قوليلي ناوية على أيه؟
استمرت «هارلي» في مطالعته، لترفع حاجبيها ببرود، قائلة:
-ملكش علاقة، تقولي وبس.
(بمنزل فيونا).
تجلس «سوزان» أمام التلفاز شاردة في الاشيء كعادتها مؤخرًا، تتطلع إلى الا شيء امامها ولكن من ينظر لها يعلم ماتفكر به جيدًا.
في هذا الوقت قام احدهم بطرق باب المنزل، مما دفعها للنهوض ذاهبة لتفتحه.
ما إن طالعت «جان» نست كل شيء لتحل البسمة بملامحها من جديد متجاهلة «فيونا» التي لم تسائلها حتى أين كانت.
لتتحدث في دهشة والبسمة مازالت ترتسم فوق ثغرها، قائلة:
-«جان» أنت مكنتش بترد على تليفونك ليه؟! اختفيت فجأة من غير ماتقول أي حاجة، قلقتني عليك.
اقتربت لتحتضنه ليطالع «فيونا» التي تصوب نظراتها اتجاهه.
ابتعد ليطالع «سوزان» التي اغلقت باب المنزل، قائلة:
-تعالى أقعد أنا هعملك حاجة تشربها، تحب تشرب أيه.
تحدثت «فيونا» لتبدي لها اهتمام، حين قالت:
-هو مجاش علشان يصلح علاقتك بيه، أحنا اتجوزنا.
تبدلت ملامح «سوزان» بأكملها إلى صدمة قاتمة؛ فكيف يتزوج عقب مواعدته لها بالزواج؟!
تحدثت في صدمة ونفي تنفي به حديثها:
-كذابة، أكيد ده محصلش، كذابة.
استمرت «فيونا» في تصويب نظراتها صوبها لتقول:
-وجيت علشان أخد هدومي ونروح بيتنا، وخليكِ أنتِ هنا اتجوزي زي منتي عايزة، أنا أيدي مش هتبقى تحت ضرس حد، واللي عيزاه اعمليه.
استمرت «سوزان» في الوقوف بذات الصدمة التي تتملكها، لا تستطيع استيعاب ما قالته.
تحدثت في غضب منها وسخرية، مطالعة «جان»:
-رد الكلام ده صح؟ أنا فاكر أنها لعبة؟
حرك «جان» رأسه نافي، ليتحدث موضح الأمر:
-أنا مكنتش جاي علشان اتجوزك فعلًا، كنت طمعان بس في فلوسك وبقول كده لأني فعلًا محبتكيش، ولما شوفت «فيونا» وحبيتها، وقتها قررت اعترفها بكده، وبعد مكانت رافضة تتقبل الموضوع وتفضل معايا، قبلت تديني فرصة اثبتلها إني فعلًا كذبتش عليها.
استمرت «سوزان» في مطالعته والغضب يتملك ملامحها، تزامنًا مع اختلاق الدموع بعيناها، لتمسك بقميصه في غضب منها وصراخ، قائلة:
-يا نصاب يا زبالة، إن ماوريتك وبلغت عنك مبقاش أنا «سوزان».
أبعد يدها أثناء مطالعته ل«فيونا» ببرود، قائل:
-هستناكِ برا.
أومأت بهدوء، ليخرج من المنزل ذاهب إلى الخارج.
التفتت «سوزان» لتطالع «فيونا» متحدثة في غضب كابح يتملكها اتجاهها:
-وبعد اللي عمله، هتتجوزيه؟
رفعت «فيونا» حاجبيها ببرود، كأنها تتعمد أن ترد لها حرقة القلب التي تملكتها حين علمت بشأن زواجها، لتقول:
-واللهي قبلت، يعني ليه لا؟ أنا بردو مكنتش عيزاكِ تتجوزيه من الأول وبرغم كده مهتمتليش ووافقتي، لا واصريتي على الجواز منه كمان، يبقى كل واحد يعمل اللي هو عايزه.
تركتها وصعدت إلى الغرفة، أسفل سماعها لكلمات «سوزان» الغاضبة، والتي تتفوه بها في تواعد وحرقة، تحاول أن تهداء بها ألم قلبها من تلك الصدمة.
في الليل.
جلست «روز» إلى جانب «راسل» الذي لاحظت جلوسه بطريقة ثابتة شارد الذهن في أمر لا تعلمه.
لتقول عقب جلوسها:
-مالك؟ أيه اللي واخد عقلك؟
صوب نظراته اتجاهها منتبه، ليقول:
-بفكر في القضية.
أومأت «روز» متفهمة؛ فقد توقعت أن يكون هذا سبب انشغاله، لتجيب:
-عملت أيه في الموضوع؟
رفع «راسل» حاجبيه في قلة حيلة، ليقول:
-لما القائد طلب يشوفني امبارح وروحتله، طلب يشوف «أدم» كمان وجي بعد ماروحت، قال أن ملناش علاقة بالقضية ونبعد عنها.
عقدت «روز» حاجبيها في تعجب، قائلة:
-بعد كل ده!
أومأ «راسل» في ضيق، قائل:
-تخيلي، وبسبب مين؟ الموضوع من أوله لأخره مليش أي ذنب فيه.
مازالت «روز» تطالعه وقد تملكها الحزن؛ فهي تعلم كم تعني له القضية، وكيف حزن حين علم بأمر هروب «هارلي».
تنهدت بعمق محاولة في تخفيف احزانه قائلة:
-مش عيزاك تضايق، كل حاجة ليها سبب وبأذن الله ربنا يعوضك خير، أنت ناوي تبعد عن الموضوع فعلًا؟
طالعها «راسل» ليحرك رأسه نافي، قائل:
-مستحيل، أنا وعدته إني مش هسيب القضية دي إلا لما أنهي الحوار تمامًا والاقي «هارلي» بنفسي، وهعمل كده وهوفي بوعدي ليه.
تستمر «روز» في مطالعته بنظات شاردة بعض الشيء؛ فهي قلقة من نهاية هذا الأمر، والذي أصبح بمسابة تحدي بالنسبة له، ولكن لا يمكنها قول هذا؛ فهي تعلم أنه لن يتوقف عن البحث حول الأمر، إذا اخبرته بهذا أو لا:
-طيب، المهم أن اللي هتعمله يريحك، خد القرار اللي شايفه صح وأنا بدعمك.
تبسم «راسل» بخفوت وهو يطالعها بذهن شارد؛ فحديثها اعطاه دفعة ليكمل فيما يود أن يفعل، هذا مادفعه في التعمق أكثر بالأمر، إلى مدى يكاد يوصله لحل حتى يجد «هارلي».
(بمنزل الجوكر).
بغرفة «هارلي».
تجلس بالشرفة، تتطلع إلى الاشيء امامها وهي تركذ مع حديثها بالهاتف، قائلة:
-هبعتلك عنوان تشوفلي فيه بت اسمها «روما» روح لبيتها على أنك دليفري أو أي حاجة كده، وجيبلي معلومات عنها، صورلي كل حاجة في البيت عايزة أشوف البت دي أيه سكتها.
عقد «سام» حاجبيه، والذي تحدث في تعجب قائل:
-يعني دليفري هيجيب معلومات عنها بتاع أيه وأزاي؟! أه ممكن اصورلك بيتها دي يعني هضحي واحاول اعملها، أما حوار أجمع معلومات ده مش ظابط.
استمرت «هارلي» في التطلع امامها بعقل شارد، لتقول:
-طيب أعمل اللي تقدر عليه، المهم أعرف أي حاجة عنها، وهي فعلًا متخلفة للدرجة اللي تخليها تصدق «الجوكر»؟!
أومأ «سام» بكلماته ضاحك، حين قال:
-لا وأنتِ الصادقة، الكل مبيفكرش زيك يا «هارلي»، الناس بتعيش بطبيعية وبطريقة عادية جدًا، أما أنتِ عيشالي اربعة وعشرين ساعة في دور المحقق كونن!
فور انتهائه من الحديث، قابله ضحكات «هارلي» الساخرة، والتي قالت:
-هاهاها، دمك تحفة، أنجز وعلى قد ماتقدر تديني معلومات عنها، اتشقلب اتصرف أعمل أي حاجة، راقبها حتى شوف من هنا للصبح هتروح فين، ولو لقيت أي حدث يستدعي تقولهولي، وقتها بلغني.
تنهد «سام» الذي قال في ضيق منه:
-طيب يا «هارلي»، مش عارف للمرة الكام بس مجبور اوافق، ومتسألنيش ليه، هو كده أنا بحس إني مينفعش ارفضلك طلب.
تبسمت «هارلي» لما يقول من كلمات تلامس روحها، ويزد السعادة بقلبها، فشعور أن أحد يفعل كل شيء لأجلك، وعلى استعداد لفعله دون مقابل، فقط لأنه صديق مقرب منك، يخلق بداخلنا شعور بالراحة، والإعتماد عليه.
تحدثت بسعادة وامتنان قائلة:
-شكرًا يا «سام» بجد شكرًا أنت أجدع صاحب بجد.
تبسم «سام» ليقول في مزاح منه:
-عارف قولتيلي كده مليون مرة.
ضحكت «هارلي» والتي تعلم بشأن مزاحه.