الفصل 18
الفصل 18
مرت أيام عليها في الشركة، وهي لا تفارق روڤان لأي سبب، حتى انها في بعض الأوقات تبقى معها داخل المكتب، مما جعله يلاحظ السبب، هي تريد درعا لتحتمي به، ولكن هل روڤان تستطيع تحميها منه، أبتسم وهو يستعيد الذكريات التي كانت بينهم، اللحظة التي فقد فيها السيطرة على مشاعره، وحاول امتلاكها، ويقول:
"لن تبقى معك إلى الأبد ستذهب لعملها"
إلا أن ما كان يضايقه، أكثر هو قرب مايكل منها، ربما لا يتجاوز حدوته لا يحاول أن يتخطى درجة سوى في العمل، ولا يريد إلآ أن يثبت نفسه ومكانته، في ذلك المكان يخشى من ان يقارن بوالده، أو يقال عنه أنه هنا من أجله.
لهذا كان جادا يتعامل مع الجميع بروية وهدوء، يثبت نفسه كل يوم عن ما قبله، لكن لما هو قريب منها، رغم انها لا تكن له شيء، تلك الغيرة التي أشتعلت في قلب أليخاندرو جعلته يفكر في أن يذهب إلى مكتبها، ليقوموا بتحطيمه فوق رأسها، وتحطيم رأسها الصغير الذي لا يعي إلى الآن، لما هو هنا في الشركة؟
أنه لم يأتي ليسرق، أو يأتي لاخذ مكانة لا تجوز له، لقد حاول حمايتها بكل الطرق، ولكنها لم تفهم ولم تعي!
كان يعمل بجد على أحد الملفات ولكنه قرر أن لاياخذ قرار سيتركها تتخبط، لتعلم أن كان يهتم لشركة ام لا، طلب السكرتيرة أن تأتي إليه، قرر ان يعاملها بمعاملته لن يتعامل معها، دخلت الكساندرا إلى المكتب، وهي تبتسم له:
"صباح الخير سيد اليخاندرو"
"صباح الخير الكساندرا، هذا الملف عليك ان توصليه إلى الأنسة سيلڤا، عليها أن تقرأه جيداً، وأن تتناقش مع مايكل فيه، وما أن تصل لقرار مناسب عليها أن تعيده مرة أخرى معك"
نظرت له بدهشة فهي المرة الأولى، التي لا يحمل أوراقه ويذهب إليها، لقد مضى اسبوع منذ أن أتى مايكل إلى هنا، ورغم عدم أظهار أليكساندر لما تشعر به، ألا انها تعلم أنه يغلي في صمت.
الكساندرا: "حسنا سيد أليخاندرو سأوصله لها، لكن لما لا تحاول ان توضح لها الأمور بنفسك؟ لما تترك الامر للسيد مايكل؟ رغم أنه جديد في العمل، لم يمضي على وجوده أسبوع"
"رغم ذلك سيلڤا تثق فيه، وإن كان قراره يساعدها أن تأخذ قرارا بمفردها، فلا بأس في ان ترك له مهمة اتخاذ القرار مناسب"
"كما ترى سيد أليخاندرو سيوصلها الملف"
"اطلبي منها أن تتعجل، فكلما أخذت قرارها أسرع، سيكون العائد على الشركة أفضل"
"انا ادرك ذلك"
اخذ بالملف وتحركت، بينما هو كان يحرك مقعده يمين ويسار، يطرق قلم على الورقة الموجودة أمامه، في لحظة تركه وهو يزفر بصوت مرتفع، لما يكابر؟ لقد كان في يده حجة قوية، يستطيع أن يذهب بها إليها، أن يراها اسبوع كامل دون أن يراها عن قرب، أن يتكلم معها.
هي تؤثر البعد وهو يترك لها المساحة، لتفعل ما تريد.
بينما هناك كانت مونيكا تجلس في غرفتها، تتابع أحد مجلات الموضة، التي تنفق عليها الكثير من المال كل عام، فهي تواكب الموضة الحديثة حتى لو كانت لا تناسبها، كأنها متصابية لا تعرف أن الملابس التي ترتديها تناسب ابنتها ليس هي.
رن هاتفها المحمول شعرت بالصدمة، حينما رأت رقم خوسيه، هل يملك الجرأة ليتصل بها؟ لقد مضى عده شهور، ما الذي يريده منها الآن؟ بعد ان استطاعت ان تعرف كل شيء عنه، كيف استطاع سرقتهم من الباطن؟ كيف اعطى لنفسه صلاحيات لم تكن لتعطيها له؟ كل ذلك لأنها أخطأت وأعطته توكيلا بحق الإدارة والتصرف البيع والشراء.
عليها أن تحمد الله بأن أموال سيلڤا كانت بمفردها، وإلا أستطيع التصرف فيها، وكانوا الآن لا يملكون شيء، كانت النتيجة صفر، تلك الحقيبة التي تضعها في دولابها، لم تضعها في البنك بعد، تظن أن أليخاندرو قد يبيع الاسهم لهم مرة أخرى، لكنها تدرك قبل الجميع، انه لن يفعل، من يملك شيئا مثل ما ملكه، لن يتركه وخاصة بعد أن أصبح يشغل مكانة كبيرة في شركة مثل شركة إدواردو المعروفة في المكسيك بأكملها.
لكنها لا تستطيع أن تنكر أن أليخاندرو ساهم في أن يبرز اسم الشركة عالميا، وبعض الدول المجاورة، همست:
"لقد أحسن أليخاندرو لقد بدأت أسمع عن منتجاتهم صادراتهم، وتلك المواد المواد التي يستوردونها من دول لم يكونوا يتعاملون معها على الإطلاق، إعادة التغليف والتعبئة لبعض المنتجات الحيوية، انتشارا في عدة مدن داخل المكسيك وخارجها"
سكتت لكن كلامها يعني انها كانت تتابع كل شيء في الخفاء، رغم أنها تدرك أن سيلڤا لو علمت ستقيم الدنيا ولا تجلسها فوق رأسها، لكن رنت خوسيه انتهت، معها خرجت من الأفكار التي تأخذها إلى الشركة، التي حرمت من أن تتولى إدارتها، كما كانت تفعل ولكنها من أخطأت فهي تعلم جيدا انها من تهاونت في حق نفسها فلا تلومن إلا ذاتها، قالت
"ما الذي تريده أيها اللعين؟ ألا يكفي ما فعلته انا الآن اعاني من كل افعالك القذرة، التي كانت سببا في تمزيق علاقتي بابنتي، وخروجي من شركتي، بعد ان قمت ببيع الأسهم دون ان تستشيرني"
لكنه رن مرة أخرى، قررت أن تصب عليه غضبها، وهي تفتح الهاتف وتقول:
"بأي حق تجرؤ وتتصل بي مرة أخرى؟ ايها اللعين! ألم ننتهي ذلك اليوم؟ ام تريد ان اخرج ذلك الملف الذي قد يدينك ويجعلك لا تستطيع البقاء في المكسيك بأكملها"
"اهدئي حبيبتي لما كل هذه الثورة؟ انا فقط اردت الاطمئنان عليك"
"هل تريد مني أن أصدق، ربما تحتاج بعض المال، وتظن انني لازلت غبيه لأعطيك، يكفي ما حصلت عليه، تلك الشقة والسيارة، وبعض الاموال التي وضعتها في البنك، عليك أن تكتفي لان اتصالك هنا سيكون سببا في فتح ذلك الملف"
"لماذا كل هذا مونيكا. هل استطاعت سيلڤا أن تغيرك عليه؟ انها تكذب وكل ما تقوله ليس حقيقيا"
"هل عليا ان اصدقك؟
"هل تسألين حببتي؟"
"حبيبتك التي استوليت على أموالها، ما الذي تريده سيلڤا اقسمت انها ان رأتك في تيخوانا ستسلمك للشرطة"
"وهل تتركينها لتفعل ذلك؟"
"لما علي ان اهتم بك؟ ما الذي قدمته لي، لم تستطع أن سيلڤا بما قالته، وانا متاكدة من صدقها لانك حينما تحتسي الخمر بشراهة لا تعرف ما الذي تفعله، وهذا هو ما أصابني في الصميم"
"لقد كنت خارجا عن نطاق الوعي"
"الأمر لا يعنيني، لا اريد الحديث معك مرة اخرى، وأنا اتصلت بي سأتصل بالشرطة"
"ما الذي ستخبرهم به؟ ماذا فعلت لتتصلي بالشرطة؟ أنا فقط اطمئن عليك"
"حقا هل تظن انني لازلت ساذجة، بضع كلمات منك ستعيد الوصال مرة أخرى، أياك أن تتصل هنا مرة أخرى وإلا.."
أغلقت دون ان تكمل لكنها تدرك جيدا أنه فهم ما تعنيه، هي تستطيع أن تفعل الكثير وقد لا تلجأ إلى الشرطة، هناك يتمنى مجاملتها، بطرق اخرى، قد تجعله يتمنى الموت، لهذا عليه أن يكتفي بما حصل عليه.
لم تكن تتوقع ان تكون سيلڤا تقف بباب غرفتها، كادت أن تسألها عن شيء يخص العمل، بعد ان أرسل لها ذلك الملف تقوم بمراجعته مع مايكل، رغم كلامهم، إلا أنها شعرت أن هناك شيء شيء ناقص، مما جعل تحمل الملف معها تدرسه بطريقة أفضل، تحاول مراجعته اكثر من مرة وربما تجروا تستشير أمها، لقد عملت في هذا المكان قبلهم.
تدرك جيدا ما الذي يحدث؟ ولكنها صدمت حينما وجدت امها ترد على خوسيه، إلا أن طريقة الكلام معه، جعلتها تبتسم فلقد استطاعت امها أن تستعيد بعض الوعي اخيراً، ذلك اللعين قدر على السيطرة عليها، رائحة عطرها وصلت إلى أنف مونيكا، التفتت لتنظر لها باستفسار، فالوقت مازال مبكرا
لما هي هنا؟ هل تتجسس عليها؟ هل استمعت حديثها. ما هذه الافكار التي تظهر على وجهها؟ الى انها قالت:
"سيلڤا! لما انت واقفة اقتربي؟"
"ماذا تفعلين؟"
"أشعر بالملل اقلب في صفحات المجلات، أبحث عن شيء جديد"
"هل تشترين تلك الملابس المنفرة مرة أخرى؟"
"ملابسي انا منفرة، عليك أن تنظري لنفسك في المرآة"
ضحكت سيلڤا بصوت مرتفع، هي تعلم أن أمها تقول الحقيقة، لكنها قربت منها الملف، وقالت:
"ان كنت تشعرين ببعض الملل، عليك ان تقرئي هذا وتساعديني، في أن أصل إلى قرار"
الدهشة على وجهي مونيكا كانت واضحة، لكنها ابتسمت وهي تأخد الملف، تقلب بين صفحاته، تستعيد ذكريات ماضية حينما كانت تتولى كل شيء، ابتسمت وهي تشير إلى أحد النقاط، وجدت سيلڤا تجلس بجوارها على طرف المقعد، تنظر لما تشير له أمها، وهي تقول:
"هذا البند يجب أن يحذف من الشروط الجزائية"
"لما؟"
"لأنه يحمل الشركة كل الخسائر، ان حدث اي خطأ عليك أن تقوم بتعديله"
"حسنا سأستشير سيد خوان"
"لن تستشير احد عليك ان تعطيهم قرار حاسم، تقولين في الاجتماع القادم، ستغيرون هذا البند لأنه لا يتناسب معنا، لن نتحمل نحن كل الخسائر، عليكم ان يعيدوا صياغة هذه النقطة"
أشارت إلى نقطة أخرى
سيلڤا: "بماذا؟"
"سأخبرك"
أخذت أمها تتكلم معها، تناقشها في بعض نقاط العمل، شعرت أنها تفهم منها أكثر من مايكل، ربما بنفس الطريقة التي يتكلم بها أليخاندرو، هل لو كانت أمها مازالت تعمل في الشركة؟ هل كانت تتفق مع أليخاندرو، الذي يأخذ قرارات حاسمة، لكنها في نفس الوقت منصفة للشركة، بينما امها تتكلم في بعض النقاط الأخرى، لم تنتبه سيلڤا لها.
كانت بنصف عقل، تفكر في ذلك الذي لم يكلف نفسه عناء أن يحمل الملف إليها، يخبرها ان كنت تظنين أنك تستطيعين البعد، أنا أستطيع أكثر منك، لكن ما الذي تريده؟ ألم تخبره أن يبتعد عن طريقها؟ هل هي الآن معترضة لأنه نفذ ما طلبته؟
مونيكا: "هل تسمعيني سيلڤا؟ هل تفهمين ما الذي اقوله؟"
"أجل أمي لقد فهمت، اشياء كثيرة شكراً لك على ما تفعليه"
ابتسمت مونيكا وهي تقرب ابنتها لتضمها، ربما مرة وحيدة في سنوات كثيرة مضت، لكنها على الاقل قدمت لها دعم، في احد اللحظات التي كانت فيها تائهة.
في اليوم التالي كانت ترتدي ملابس مناسبة لها، تضع زينة مبالغة فيها بعض الشيء، لكنها تعطيها شكل ملفت، عينها التي يلمع فيها الحماس، كانها مستعده لتخوض حربا، وليس لتعطي اقتراحا في احد الملفات، الذي تركه لها.
كانت روڤان تتبعها، تشعر بالحماس التي تدور في عقلك صديقتها، لكن سيلڤا كانت تفكر لما لم يتكلم مايكل في هذا الأمر؟ ربما ظنه امرا عاديا ولكن مونيكا تعد مخضرمة اكثر، وتلك النقاط الأخرى التي وضحتها لها، جعلتها تدرك جيدا أن توقف تلك المياة التي تسير من تحت اقدامها.
نظرت إلى الكساندرا وهي تقول:
"بلغي السيد خوان وسيد اليخاندرو وسيد مايكل ورئيس الحسابات، أن هناك اجتماع طارئ في خلال نصف ساعة"
الدهشة على وجه الكساندرا وهي تهز رأسها بموافقة، وتقول:
"حسنا أنسة سيلڤا، لكن هل علي ان اخبرهم سبب الاجتماع"
"أجل مناقشة ذلك الملف الاخير"
"هل تسمحين لي بأن أقول شيء؟"
"ستقولين ما تريدونه في الاجتماع، ستحضرين معنا، أطبعي نسخ من هذا الملف، سنقوم بتوزيعها على الجميع"
نظرت لها روفان وهي تبتسم ولكنها تبعتها الى داخل المكتب، وهي تقول:
"يبدو أن مراجعتك الملف جعلتك مدركة لما فيه!"
"هذا صحيح، لم أكن بمفردي من رجعته"
"هل تعني مايكل؟"
" لا سأخبرك لاحقا"
رغم الدهشة التي شعر بها الجميع، إلا أنها كانت تتحرك إلى قاعة الاجتماعات، حيث ترأست المكان، رغم وجود السيد خوان وأليخاندرو، كان البعض يظنون أنها فتاة مشاغبة، تحاول لفت النظر..
لكنها تعاملت ببرود حتى انها لم تهتم بوجود من هو اكبر منها، وهي تترأس الطاولة، لكن من منهم يستطيع ان ينكر أنها من تملك الجزء الأكبر من الشركة وابنة المالك الأصلي.
قامت الكساندرا بتوزيع نسخة من الملف على الجميع، بينما هو يجلس في المقعد المقابل ينظر أمامه، إلى هاتفه المحمول الموضوع على الطاولة، لكنه في الحقيقة يأكل تفاصيلها بعينه شبه مغلقة، وما ان استمع الى صوتها، وهي تقول:
"أمام الجميع نسخة من الملف"
رفع عينه ينظر لها ببرود وهو يقول:
"سبق وقرأت تلك النسخة من قبل"
"وما الذي تراه سيد أليخاندرو؟"
"دعينا ننتظر رأيك أنت انسة سيلڤا"
"حسنا، الشروط الجزائية، هناك بند يحملنا كل الخسائر"
خوان: " لكنه ضروري"
نظرت إلى خوان وهي تقول:
"ما الضرورة فيه؟ ان نتحمل نحن كل شيء اذا خسر العميل!"
خوان:"لم افهم ماذا تعني؟"
سيلڤا: "اعني ان ذلك البند يجب أن يبدل تماما"
"وإن لم يوافقوا"
" حسنا أوقف تلك الصفقة من الأساس سيد خوان، لن نقوم بها"
نظر لها أليخاندرو بابتسامة كان يشعر بسعادة داخلية، ربما لانها بدأت تعي وتأخذ قرارات حاسمة، والاهم ان قراراتها صحيحة، إلا أن خوان شعر ببعض القلق، يتسرب إلى نفسه، هل هذه طريقتها في مناقشة الامور؟ ومحاولة الحل يبدو ان الآتي قد يكون أسوأ..
مرت أيام عليها في الشركة، وهي لا تفارق روڤان لأي سبب، حتى انها في بعض الأوقات تبقى معها داخل المكتب، مما جعله يلاحظ السبب، هي تريد درعا لتحتمي به، ولكن هل روڤان تستطيع تحميها منه، أبتسم وهو يستعيد الذكريات التي كانت بينهم، اللحظة التي فقد فيها السيطرة على مشاعره، وحاول امتلاكها، ويقول:
"لن تبقى معك إلى الأبد ستذهب لعملها"
إلا أن ما كان يضايقه، أكثر هو قرب مايكل منها، ربما لا يتجاوز حدوته لا يحاول أن يتخطى درجة سوى في العمل، ولا يريد إلآ أن يثبت نفسه ومكانته، في ذلك المكان يخشى من ان يقارن بوالده، أو يقال عنه أنه هنا من أجله.
لهذا كان جادا يتعامل مع الجميع بروية وهدوء، يثبت نفسه كل يوم عن ما قبله، لكن لما هو قريب منها، رغم انها لا تكن له شيء، تلك الغيرة التي أشتعلت في قلب أليخاندرو جعلته يفكر في أن يذهب إلى مكتبها، ليقوموا بتحطيمه فوق رأسها، وتحطيم رأسها الصغير الذي لا يعي إلى الآن، لما هو هنا في الشركة؟
أنه لم يأتي ليسرق، أو يأتي لاخذ مكانة لا تجوز له، لقد حاول حمايتها بكل الطرق، ولكنها لم تفهم ولم تعي!
كان يعمل بجد على أحد الملفات ولكنه قرر أن لاياخذ قرار سيتركها تتخبط، لتعلم أن كان يهتم لشركة ام لا، طلب السكرتيرة أن تأتي إليه، قرر ان يعاملها بمعاملته لن يتعامل معها، دخلت الكساندرا إلى المكتب، وهي تبتسم له:
"صباح الخير سيد اليخاندرو"
"صباح الخير الكساندرا، هذا الملف عليك ان توصليه إلى الأنسة سيلڤا، عليها أن تقرأه جيداً، وأن تتناقش مع مايكل فيه، وما أن تصل لقرار مناسب عليها أن تعيده مرة أخرى معك"
نظرت له بدهشة فهي المرة الأولى، التي لا يحمل أوراقه ويذهب إليها، لقد مضى اسبوع منذ أن أتى مايكل إلى هنا، ورغم عدم أظهار أليكساندر لما تشعر به، ألا انها تعلم أنه يغلي في صمت.
الكساندرا: "حسنا سيد أليخاندرو سأوصله لها، لكن لما لا تحاول ان توضح لها الأمور بنفسك؟ لما تترك الامر للسيد مايكل؟ رغم أنه جديد في العمل، لم يمضي على وجوده أسبوع"
"رغم ذلك سيلڤا تثق فيه، وإن كان قراره يساعدها أن تأخذ قرارا بمفردها، فلا بأس في ان ترك له مهمة اتخاذ القرار مناسب"
"كما ترى سيد أليخاندرو سيوصلها الملف"
"اطلبي منها أن تتعجل، فكلما أخذت قرارها أسرع، سيكون العائد على الشركة أفضل"
"انا ادرك ذلك"
اخذ بالملف وتحركت، بينما هو كان يحرك مقعده يمين ويسار، يطرق قلم على الورقة الموجودة أمامه، في لحظة تركه وهو يزفر بصوت مرتفع، لما يكابر؟ لقد كان في يده حجة قوية، يستطيع أن يذهب بها إليها، أن يراها اسبوع كامل دون أن يراها عن قرب، أن يتكلم معها.
هي تؤثر البعد وهو يترك لها المساحة، لتفعل ما تريد.
بينما هناك كانت مونيكا تجلس في غرفتها، تتابع أحد مجلات الموضة، التي تنفق عليها الكثير من المال كل عام، فهي تواكب الموضة الحديثة حتى لو كانت لا تناسبها، كأنها متصابية لا تعرف أن الملابس التي ترتديها تناسب ابنتها ليس هي.
رن هاتفها المحمول شعرت بالصدمة، حينما رأت رقم خوسيه، هل يملك الجرأة ليتصل بها؟ لقد مضى عده شهور، ما الذي يريده منها الآن؟ بعد ان استطاعت ان تعرف كل شيء عنه، كيف استطاع سرقتهم من الباطن؟ كيف اعطى لنفسه صلاحيات لم تكن لتعطيها له؟ كل ذلك لأنها أخطأت وأعطته توكيلا بحق الإدارة والتصرف البيع والشراء.
عليها أن تحمد الله بأن أموال سيلڤا كانت بمفردها، وإلا أستطيع التصرف فيها، وكانوا الآن لا يملكون شيء، كانت النتيجة صفر، تلك الحقيبة التي تضعها في دولابها، لم تضعها في البنك بعد، تظن أن أليخاندرو قد يبيع الاسهم لهم مرة أخرى، لكنها تدرك قبل الجميع، انه لن يفعل، من يملك شيئا مثل ما ملكه، لن يتركه وخاصة بعد أن أصبح يشغل مكانة كبيرة في شركة مثل شركة إدواردو المعروفة في المكسيك بأكملها.
لكنها لا تستطيع أن تنكر أن أليخاندرو ساهم في أن يبرز اسم الشركة عالميا، وبعض الدول المجاورة، همست:
"لقد أحسن أليخاندرو لقد بدأت أسمع عن منتجاتهم صادراتهم، وتلك المواد المواد التي يستوردونها من دول لم يكونوا يتعاملون معها على الإطلاق، إعادة التغليف والتعبئة لبعض المنتجات الحيوية، انتشارا في عدة مدن داخل المكسيك وخارجها"
سكتت لكن كلامها يعني انها كانت تتابع كل شيء في الخفاء، رغم أنها تدرك أن سيلڤا لو علمت ستقيم الدنيا ولا تجلسها فوق رأسها، لكن رنت خوسيه انتهت، معها خرجت من الأفكار التي تأخذها إلى الشركة، التي حرمت من أن تتولى إدارتها، كما كانت تفعل ولكنها من أخطأت فهي تعلم جيدا انها من تهاونت في حق نفسها فلا تلومن إلا ذاتها، قالت
"ما الذي تريده أيها اللعين؟ ألا يكفي ما فعلته انا الآن اعاني من كل افعالك القذرة، التي كانت سببا في تمزيق علاقتي بابنتي، وخروجي من شركتي، بعد ان قمت ببيع الأسهم دون ان تستشيرني"
لكنه رن مرة أخرى، قررت أن تصب عليه غضبها، وهي تفتح الهاتف وتقول:
"بأي حق تجرؤ وتتصل بي مرة أخرى؟ ايها اللعين! ألم ننتهي ذلك اليوم؟ ام تريد ان اخرج ذلك الملف الذي قد يدينك ويجعلك لا تستطيع البقاء في المكسيك بأكملها"
"اهدئي حبيبتي لما كل هذه الثورة؟ انا فقط اردت الاطمئنان عليك"
"هل تريد مني أن أصدق، ربما تحتاج بعض المال، وتظن انني لازلت غبيه لأعطيك، يكفي ما حصلت عليه، تلك الشقة والسيارة، وبعض الاموال التي وضعتها في البنك، عليك أن تكتفي لان اتصالك هنا سيكون سببا في فتح ذلك الملف"
"لماذا كل هذا مونيكا. هل استطاعت سيلڤا أن تغيرك عليه؟ انها تكذب وكل ما تقوله ليس حقيقيا"
"هل عليا ان اصدقك؟
"هل تسألين حببتي؟"
"حبيبتك التي استوليت على أموالها، ما الذي تريده سيلڤا اقسمت انها ان رأتك في تيخوانا ستسلمك للشرطة"
"وهل تتركينها لتفعل ذلك؟"
"لما علي ان اهتم بك؟ ما الذي قدمته لي، لم تستطع أن سيلڤا بما قالته، وانا متاكدة من صدقها لانك حينما تحتسي الخمر بشراهة لا تعرف ما الذي تفعله، وهذا هو ما أصابني في الصميم"
"لقد كنت خارجا عن نطاق الوعي"
"الأمر لا يعنيني، لا اريد الحديث معك مرة اخرى، وأنا اتصلت بي سأتصل بالشرطة"
"ما الذي ستخبرهم به؟ ماذا فعلت لتتصلي بالشرطة؟ أنا فقط اطمئن عليك"
"حقا هل تظن انني لازلت ساذجة، بضع كلمات منك ستعيد الوصال مرة أخرى، أياك أن تتصل هنا مرة أخرى وإلا.."
أغلقت دون ان تكمل لكنها تدرك جيدا أنه فهم ما تعنيه، هي تستطيع أن تفعل الكثير وقد لا تلجأ إلى الشرطة، هناك يتمنى مجاملتها، بطرق اخرى، قد تجعله يتمنى الموت، لهذا عليه أن يكتفي بما حصل عليه.
لم تكن تتوقع ان تكون سيلڤا تقف بباب غرفتها، كادت أن تسألها عن شيء يخص العمل، بعد ان أرسل لها ذلك الملف تقوم بمراجعته مع مايكل، رغم كلامهم، إلا أنها شعرت أن هناك شيء شيء ناقص، مما جعل تحمل الملف معها تدرسه بطريقة أفضل، تحاول مراجعته اكثر من مرة وربما تجروا تستشير أمها، لقد عملت في هذا المكان قبلهم.
تدرك جيدا ما الذي يحدث؟ ولكنها صدمت حينما وجدت امها ترد على خوسيه، إلا أن طريقة الكلام معه، جعلتها تبتسم فلقد استطاعت امها أن تستعيد بعض الوعي اخيراً، ذلك اللعين قدر على السيطرة عليها، رائحة عطرها وصلت إلى أنف مونيكا، التفتت لتنظر لها باستفسار، فالوقت مازال مبكرا
لما هي هنا؟ هل تتجسس عليها؟ هل استمعت حديثها. ما هذه الافكار التي تظهر على وجهها؟ الى انها قالت:
"سيلڤا! لما انت واقفة اقتربي؟"
"ماذا تفعلين؟"
"أشعر بالملل اقلب في صفحات المجلات، أبحث عن شيء جديد"
"هل تشترين تلك الملابس المنفرة مرة أخرى؟"
"ملابسي انا منفرة، عليك أن تنظري لنفسك في المرآة"
ضحكت سيلڤا بصوت مرتفع، هي تعلم أن أمها تقول الحقيقة، لكنها قربت منها الملف، وقالت:
"ان كنت تشعرين ببعض الملل، عليك ان تقرئي هذا وتساعديني، في أن أصل إلى قرار"
الدهشة على وجهي مونيكا كانت واضحة، لكنها ابتسمت وهي تأخد الملف، تقلب بين صفحاته، تستعيد ذكريات ماضية حينما كانت تتولى كل شيء، ابتسمت وهي تشير إلى أحد النقاط، وجدت سيلڤا تجلس بجوارها على طرف المقعد، تنظر لما تشير له أمها، وهي تقول:
"هذا البند يجب أن يحذف من الشروط الجزائية"
"لما؟"
"لأنه يحمل الشركة كل الخسائر، ان حدث اي خطأ عليك أن تقوم بتعديله"
"حسنا سأستشير سيد خوان"
"لن تستشير احد عليك ان تعطيهم قرار حاسم، تقولين في الاجتماع القادم، ستغيرون هذا البند لأنه لا يتناسب معنا، لن نتحمل نحن كل الخسائر، عليكم ان يعيدوا صياغة هذه النقطة"
أشارت إلى نقطة أخرى
سيلڤا: "بماذا؟"
"سأخبرك"
أخذت أمها تتكلم معها، تناقشها في بعض نقاط العمل، شعرت أنها تفهم منها أكثر من مايكل، ربما بنفس الطريقة التي يتكلم بها أليخاندرو، هل لو كانت أمها مازالت تعمل في الشركة؟ هل كانت تتفق مع أليخاندرو، الذي يأخذ قرارات حاسمة، لكنها في نفس الوقت منصفة للشركة، بينما امها تتكلم في بعض النقاط الأخرى، لم تنتبه سيلڤا لها.
كانت بنصف عقل، تفكر في ذلك الذي لم يكلف نفسه عناء أن يحمل الملف إليها، يخبرها ان كنت تظنين أنك تستطيعين البعد، أنا أستطيع أكثر منك، لكن ما الذي تريده؟ ألم تخبره أن يبتعد عن طريقها؟ هل هي الآن معترضة لأنه نفذ ما طلبته؟
مونيكا: "هل تسمعيني سيلڤا؟ هل تفهمين ما الذي اقوله؟"
"أجل أمي لقد فهمت، اشياء كثيرة شكراً لك على ما تفعليه"
ابتسمت مونيكا وهي تقرب ابنتها لتضمها، ربما مرة وحيدة في سنوات كثيرة مضت، لكنها على الاقل قدمت لها دعم، في احد اللحظات التي كانت فيها تائهة.
في اليوم التالي كانت ترتدي ملابس مناسبة لها، تضع زينة مبالغة فيها بعض الشيء، لكنها تعطيها شكل ملفت، عينها التي يلمع فيها الحماس، كانها مستعده لتخوض حربا، وليس لتعطي اقتراحا في احد الملفات، الذي تركه لها.
كانت روڤان تتبعها، تشعر بالحماس التي تدور في عقلك صديقتها، لكن سيلڤا كانت تفكر لما لم يتكلم مايكل في هذا الأمر؟ ربما ظنه امرا عاديا ولكن مونيكا تعد مخضرمة اكثر، وتلك النقاط الأخرى التي وضحتها لها، جعلتها تدرك جيدا أن توقف تلك المياة التي تسير من تحت اقدامها.
نظرت إلى الكساندرا وهي تقول:
"بلغي السيد خوان وسيد اليخاندرو وسيد مايكل ورئيس الحسابات، أن هناك اجتماع طارئ في خلال نصف ساعة"
الدهشة على وجه الكساندرا وهي تهز رأسها بموافقة، وتقول:
"حسنا أنسة سيلڤا، لكن هل علي ان اخبرهم سبب الاجتماع"
"أجل مناقشة ذلك الملف الاخير"
"هل تسمحين لي بأن أقول شيء؟"
"ستقولين ما تريدونه في الاجتماع، ستحضرين معنا، أطبعي نسخ من هذا الملف، سنقوم بتوزيعها على الجميع"
نظرت لها روفان وهي تبتسم ولكنها تبعتها الى داخل المكتب، وهي تقول:
"يبدو أن مراجعتك الملف جعلتك مدركة لما فيه!"
"هذا صحيح، لم أكن بمفردي من رجعته"
"هل تعني مايكل؟"
" لا سأخبرك لاحقا"
رغم الدهشة التي شعر بها الجميع، إلا أنها كانت تتحرك إلى قاعة الاجتماعات، حيث ترأست المكان، رغم وجود السيد خوان وأليخاندرو، كان البعض يظنون أنها فتاة مشاغبة، تحاول لفت النظر..
لكنها تعاملت ببرود حتى انها لم تهتم بوجود من هو اكبر منها، وهي تترأس الطاولة، لكن من منهم يستطيع ان ينكر أنها من تملك الجزء الأكبر من الشركة وابنة المالك الأصلي.
قامت الكساندرا بتوزيع نسخة من الملف على الجميع، بينما هو يجلس في المقعد المقابل ينظر أمامه، إلى هاتفه المحمول الموضوع على الطاولة، لكنه في الحقيقة يأكل تفاصيلها بعينه شبه مغلقة، وما ان استمع الى صوتها، وهي تقول:
"أمام الجميع نسخة من الملف"
رفع عينه ينظر لها ببرود وهو يقول:
"سبق وقرأت تلك النسخة من قبل"
"وما الذي تراه سيد أليخاندرو؟"
"دعينا ننتظر رأيك أنت انسة سيلڤا"
"حسنا، الشروط الجزائية، هناك بند يحملنا كل الخسائر"
خوان: " لكنه ضروري"
نظرت إلى خوان وهي تقول:
"ما الضرورة فيه؟ ان نتحمل نحن كل شيء اذا خسر العميل!"
خوان:"لم افهم ماذا تعني؟"
سيلڤا: "اعني ان ذلك البند يجب أن يبدل تماما"
"وإن لم يوافقوا"
" حسنا أوقف تلك الصفقة من الأساس سيد خوان، لن نقوم بها"
نظر لها أليخاندرو بابتسامة كان يشعر بسعادة داخلية، ربما لانها بدأت تعي وتأخذ قرارات حاسمة، والاهم ان قراراتها صحيحة، إلا أن خوان شعر ببعض القلق، يتسرب إلى نفسه، هل هذه طريقتها في مناقشة الامور؟ ومحاولة الحل يبدو ان الآتي قد يكون أسوأ..