الثاني والعشرون
بدأ أصحاب الكهف بالتحرك، وواصلوا جهودهم إلى أن قتلوا معظم حراس القصر، وتمكنوا من الدخول للداخل بكل سلاسة، قامت حرب صغيرة بالأسفل بين باقي الحراس والملك وأصحاب الكهف، بعد جهد تم قتلهم جميعًا لكن الوضع خارج عن السيطرة.
في تلك الليلة كانت روفال تتمشى بالبلدة عندها رأت الساحرة يفسكا، للأسف أنها ما كانت تعرف ملامح وجهها، نادت عليها الساحرة قائلا:
"هل تريدي يا حلوة بأن أرى لكِ الطالع؟"
ذهبت إليها روفال وهي تقول:
"هل أنتِ تقصدينني بالكلام؟"
أجابتها وهي تضحك:
"أجل أنتِ"
ذهبت لها وهي تقول بمرح:
" ء أنتِ تعملين عرافة "
ابتسمت يفسكا وقالت وهي ترمي الزهرين أمامها:
"لست كذلك لكنني أعرف الطالع جيدًا وأُغير مصير الجميع"
جلست أمامها روفان وهي تتعجب من طريقة عملها فقالت:
"اذن أنا لا أريد بأن أرى الطالع، فأنا أريدك فقط أن تجعلي البرت يُحبني"
ضحكت العجوز وأردفت وهي تدفع الصخور على النيران:
"سيحبك لا تقلقي، لكن قبل ذلك أريدك بأن تُعطي هذه الورقة إلى مالك مدينتكم، وحينها سيحبك على الفور ولكن لا تَفتحي الورقة أبدًا"
أخذت روفال منها الورقة وركضت إلى ناحية القصر وهي سعيدة للغاية، لمحت البلدة بها فر وكر وصُراخات بين الحين والآخر، رأت بأن أصحاب الكهف منتشرين ويقتلون أهل البلدة، خبأت نفسها خلف أحدى المنازل حتى هدأ الأمر وعادت إلى القصر بسلام.
قال جرما بعدما عادو لمخبئهم بعد هربه من القصر:
" ماذا سنفعل يا سيدي لم تعود سيلينا بعد؟ وما وجدناها بالقصر، وجراحي تؤلمني كثيرًا"
رد عليه جريفار وهو يُكسر الخشب بأسنانه:
"سنهدأ قليلًا ونتحرك في القريب ولن نرحمهم، ولا يهم وجودها، سننتصر وهي معانا أو بلا وجودها"
تقهقها هما الأثنين بأعلى صوت لهم.
بعدما انتهاء روديان من القتال وأزاحه الخطر عن القصر طلب من الحارس جلب الطبيب قائلًا:
"اذهب جارد وأحضر الطبيب سريعًا"
عاد مرة أخرى للغرفة التي بها جلاور وأردف:
"نيرفيتا هل به تحسن وعاد قلبه للنبض بعد أدخاله بجسده؟"
أومأت نيرفيتا بالرفض، فأكمل:
"لا تقلقي طلبت له الطبيب وسنفعل الذي بيدنا لإنقاذه، فمهما اختلفنا هو أخي الأكبر"
دخل البرت وهو يأخذ أنفاسه بالغرفة قائلة:
"ارأيت يا جلالة الأمير روديان قد أنتشر ت أخبار عن موت سيلينا"
كان البرت على وشك التخلص من فالكا للأبد فظهرت له خيال سيلينا فتركه قبل التهامه، انهمرت عينين البرت بالدموع لأول مرة أمام أحد، جلس بجانبهم وهو يتفحص حالة جلاور ويقول باندهاش:
"حالته سيئة للغاية حقًا، هل مات؟"
تزعزع الأمير من مكانه بعد سماعه للخبر، دخل جارد و الطبيب للغرفة وبمجرد فحصه أخبرهم:
"اعتذر لك جلالة الملك روديان فقد تأخرتم بإنقاذه مات منذ مدة"
ترك روديان مشاعره وسأل البرت عن مكان فالكا وخرج بغضب شديد.
..
طرق فالكا على الجدار وهو يرتعش بيده، دخل روديان بهدوء غير مبرر له جلس بجانبه قائلًا:
"أتدري بأن جلاور فقد حياته"
فرح عندما رأى روديان وقال مبتسمًا:
"ولما أنت حزين عليه هكذا، أنسيت بأنه حاول قتلك مرارًا"
سانده روديان وهو يقف على قدمه وقال باستغراب:
"لكنه أخاك الأكبر ما كل هذا الحقد الذي بقلبك يا فالكا"
لمح فالكا الحراس تأتي عليهم، اقترب روديان منه فضرب رأسه بالجدار وهو يرجع للوراء، وأخذ ينظر عليه بحقد قائلًا:
"السرداب، الشمس والموت، السرداب يغلق أنا أموت"
حما روديان رأس فالكا بيده وما تركه يضربها بالجدار فأردف فالكا:
"من أنت صحيح مسجون مثلي، هل رأيت الملك الظالم فهو يكون أخي الأكبر؟ وسيتركني هنا حتى الموت"
خرج روديان من السرداب ومعه فالكا، أوصله لفراشه وجعل حارسين على غرفته إلى حين تستقر حالته.
تعب روديان وشعر بأن جسده يقوى ويثور، نظر لساعته وتذكر معاد أخذ الحبة اوقفته روفال بالطريق:
"جلالة الملك أعطتني العرافة هذه الرسالة"
أخذها منها بلهفة وأجاب بفرح وهو يفتحها:
"تقصدين سيلينا مازلت حيه"
اغمضت عينيها وقالت بحزن:
"لا ليست سيلينا أقصد عرافة عجوز قابلتها بأحد طرقات المدينة"
أغلق روديان الورقة بعدما تحمس بفتحها ووضعها بجيبه، فتح باب الغرفة سمع صوت صُراخ بغرفة كولن، وجد نيرفيتا تحاول حرق نفسها، ضمها لصدره وهو يقول:
"نيرفيتا ما الذي تفعلينه! أعرف بأنك تُحبينه كثيرًا لكن لا تنسي بأن ابنك لا ذنب له"
أمسكت به وهي تجز على شفتيها:
"أنت من أوصلتنا لهذا المطاف، جعلت الاخوات يكرهون بعضهم لأجل الحكم"
أنزل روديان يدها وتحول لوحش بثانية، فتح فمه وخبط على صدره والدماء تتساقط هجم على نيرفينا واصابها تراجعت للوراء وهي تقول:
"روديان ماذا حدث لك؟ هل ما تناولت دوائك"
كان البرت بجانب البحيرة يتكلم مع نفسه وهو يدفع الصخور بالمياه:
«تعلمين بأني كل يوم أتي لهنا لكي أشعر بوجودك واطمئن، ارأيتِ الذي حدث اليوم ففالكا قتل جلاور، وبدأت لعنة الكهف تنتشر بالمدينة، اتمنى وجودك بجانبي يا سيلينا"
"أنا هنا بجانبك"
رمت سيلينا هذه الكلمات وهي تقف خلفه، أعتقد البرت بأنها يتخيلها، فقال وهو يضحك:
"اوصلتني لمرحلة بأن أتخيلك أمامك"
وضعت سيلينا يدها على شعره وأردفت:
"البرت أنا هنا حقًا، فقد وجدت طريقة للعودة"
عانقها البرت كالطفل الصغير الذي عثر على والدته بعدما أضاع الطريق، ابتسمت سيلينا وهي تعانقه بكل حب وتقول:
"البرت فكم اشتقت لك بهذه الأيام القليلة"
لأحظ البرت بأن نيرفيتا تُشير له بيدها من النافذة، فقرر التحرك لأعلى تبعته سيلينا مردفه:
"ماذا حدث لما تُشير لك لتصعد؟"
فكر قليلا ثم طرد أفكاره من ذهنه، وهو يكمل باسمًا مغير الذي يفكر به:
"لا أعرف يبدو بأن هناك شيء ما، أبقي هنا سيلينا لا تتحركي وأنا سأرى"
وصل للغرفة وعلما بأن روديان ما أخذ الحبه وتحول لوحش مفترس، دلف البرت لغرفة روديان لجلب الحبوب ووقفت سيلينا تنتظره على الباب، قال لها بعد وقت من البحث:
"اعتقد بأن روديان بدل مكان الحبوب هل تعرفين أين سيضعها؟ "
سمعت سيلينا صوت روفال ركضت سيلينا للغرفة وهي توقفه من الهجوم عليها:
"روديان من فضلك أتركها تذهب وتحدث معي أنا "
تركها روديان وصوب نظره على سيلينا وقفز عليها ليهجم، أزاحها البرت وهو يمسك الحقنه ويزرعها به، نجح البرت وأصابه لكن كان هو الفريسة وما تركه روديان إلا بعدما انهى حياته.
سقط روديان بأرضه فاقد لوعيه، خرجت روفال تركض من الغرفة وهي تبكي ولا تصدق الذي رأته، أقتربت سيلينا من البرت وأردفت والدموع تتساقط من عينيها:
"البرت هل أنت بخير؟ أجبني ولا تتركني وترحل"
نظرت نيرفيتا مرة على جلاور ومرة على البرت وقالت:
"سيلينا أنتِ السبب في كل الذي يحدث"
فتح روديان عينيه وابتسم بعدما رأى سيلينا تجلس بجانبه وقال وهو بالكاد يقف:
"سيلينا هل أنتِ هنا حقًا؟ فقد أخبروني بأنك فقدتي حياتك"
انزلقت قدمه فأمسكته سيلينا وهي تقول:
"أجل روديان فأنا هنا وبخير"
أخذ روديان نفسًا عميقًا وهو يعقد حاجبيه باستغراب:
"لما تحبسين دموعك بداخل عينيك"
وقفت ونظر حولها بقلق وبعين دامعه أكثر:
"من فرحتي لأني رأيتك مرة أخرى"
لأحظ البرت جثة هامدة بجانب جلاور، فقال باستغراب:
"ما الذي حدث مع البرت؟"
أغمض عينيه بثانية ليتذكر الذي فعله بالبرت اجاب باستنكار وهو لا يصدق الذي فعله:
"أنا من قتله أليس كذلك"
صمتت للحظة لِتعطي كلمة التأثير المطلوبة:
"فيما بعد سأخبرك"
...
تم دفن جلاور والبرت بذات اليوم وبحضور القليل فقط من أفراد العائلة.
بعد مرور أسبوع واحد من هدوء أصحاب الكهف.
ذهبت سيلينا لأعلى قمة في جبل ميرامالا، بعد ثلاث ساعات من البحث الشاق وجدت عشبة انتوغ كانت الزهرة الوحيدة التي وجدتها مكتملة النضج بالأعلى، قطفتها ووضعتها في حقيبتها ونزلت بفرح.
جمعت روفال اغراضها وهربت من القصر قبل عودت سيلينا، تركت لها رسالة وضعتها على فراشها.
دخلت سيلينا من باب القصر، وجدت روديان فوق رأسها، قبلته على وجنته وهي تقول:
"روديان ابقى بجانبي إلى أن انتهي من صنع الأعشاب"
زمَ على شفتيه غاضبًا وهو ينظر عليها وقال بهدوء:
"هل أنتِ ما زلتِ غاضبة مني؟"
قالت بصوتها الحنون:
" كما أخبرتك يا روديان من قبل فهو ليس ذنبك وما غضبت منك بسبب هذا الموضوع"
صمت لِلحظة عرف فيها بأنها قد غضبت منه، لكنه اكمل:
" أتدرين بأن نيرفيتا وجهت لي اللوم على قتل فالكا لجلاور، أما أنتِ رأيتني أقتل البرت أمام عينيكِ وتُدافعين عني"
وضعت سيلينا يدها على عينيها وهي تُحاول عدم تذكر اللحظة:
" روديان من فضلك لا تتحدث عن الذي حدث مرة أخرى"
دخلت الساحرة يفسكا للقصر لأول مرة بحياتها، قابلت نيرفيتا في غرفتها ودار بينهم حديث طويل.
بعدما ذكرته سيلين بحبة الدواء، خوفًا من تحوله بأي لحظة، دلف للأعلى ووصل للدواء هو يقول:
" من وضع هذه الرسالة على مكتبي"
أمسك روديان علبة الدواء وفتحها وتناول واحدة ومن ثم أمسك الرسالة وقراءها.
دخلت سيلينا وهي تمسك الأعشاب تناولها من يدها بصمت وشربها بوقت قصير، فقالت له بعدما انتهاء من شربها:
"كأنه كابوس حقيقي وارتحت منه الآن، يتبقى فقط سريان المادة بجسدك"
نظر لها بخوف حقيقي وهي تضع يدها على فمها، في حين ابتسم لها في أسف وقد أستعاد جسده كل الآلام دفعة واحد، أخذ ينظر لوجهها الذي يحمل من القلق ما يُحمل، وقال:
" هل أنتِ حقًا من العالم الحقيقي"
صُدمت سيلينا ورجعت برأسها للخلف قائلة:
"ما قصدك بهذا الكلام!"
أعطى لها الرسالة وتركها ورحل، لحقت به وهي تمسك يده تبكي:
"روديان أنا خشيت من أن تكرهني عندما تعرف الحقيقة"
ترك يدها وأكمل بسيره وهو يقول:
"وهل الآن ستمنعينني من كُرهك؟ "
كفكفت سيلينا عن بكاءها قائلة:
"لا لكنني دخلت هنا دون تخطيط مسبق مني، وحاولت التعايش معكم وحمايتك، أتتذكر معاملتك لي بالبداية"
ضم روديان يده ببعضهم وهو يكمل سير:
"أشكرك سيلينا ولكن عودي لحياتك، فلن أحتاج حمايتك بعد اليوم"
حدت من مشيتها لكي تلحقه وقالت بجدية:
"لكن روديان ليس لدي طريقة للعودة سوء القتال معك وتقويتك"
تنهد روديان بضجر وهو غاضب:
"أتسخرين مني يا سيلينا أنتِ تريدي بأن تقاتلين معي وتنتصرين ومن ثم تتركينني وترحلين وأتعذب في نيران حبك هنا بمفردي مع جميع ذكرياتك"
أنفجرت بوجهه وقالت وهي تتركه يذهب:
"ومن قال لك بأنني لن أتعذب أنا الأخرى بعيدًا عنكَ"
"سيلينا أغربي عن وجهي"
رمى روديان هذه الكلمات وهو يبتعد كثيرًا عنها، فحدثت نفسها:
"سأذهب الآن يا روديان ولكن ليس لخارج ميرامالا".
...
دخلت سيلينا غرفتها وهي تبكي وتنادي على روفال:
"روفال... روفال أين أنتِ؟"
حرك الهواء الورقة التي على الفراش، فأمسكتها وبدأت تقرأها وملامحها لا تُذكر، هدأت قليلًا وخرجت وهي تكفكف الدموع.
"جريفار.. جرما هل أنتما هنا؟ "
فزعوا من نومهم ووقفوا قائلين بنفس واحد:
"سيلينا هل عُدت أخيرًا؟ "
جلست سيلينا بالغرفة بكل نشاط، وقالت:
"أعتذر لكن تم سحبي من الرواية وعندما عُدت جئت لكم بالحال"
ضحك جريفار وغمز جرما بعينه وهو يردف:
"فنحن بإنتظارك منذ أن غادرتي، هل أنتِ مُستعدة للذهاب الآن؟"
من يدري ماذا كتبت لها روفال لتغيرها الملحوظ؟ فقالت وهي تبحث عن الروايات المعلقة بالغرفة:
" بكل تأكيد سيدي، لكن أريد الرواية منكم لأني أضعت روايتي"
تحركت سيلينا معهم بعدما أعطاها الرواية وخبأتها بحقيبتها، قالت وهي تبتسم"
" الذي سيحدث الآن كالتالي تسمعون جميع الذي أقوله وتنفذانه بالحرف الواحد وسننتصر"
هزا جريفار برأسه وذهب جرما لفتح الباب على رجاله وقال:
"لا تقلقي سننتصر على أي حال"
ذهب الرجال بأقصى سرعة ذهبت سيلينا لمقابلة جارد بعدما اشار لها، تخبأ بمكان قريب وبعيد عيون جريفار وجرما فاردفت على عجلة:
"هل أكملت المهمة التي ذهبت لأجلها؟"
ابتسم وهو يضع يده على الصناديق:
"أجل"
أصبحت المدينة تضرب صافرات الأنزار بالطرقات أستعداد للمعركة، وصل جريفار ورجاله أسرع مما يكون وقف أمام القصر وصرخ قائلًا:
" أذهبوا واقتلوا جميع من هم بالقصر فميرامالا لنا"
اتفقت يفسكا مع نيرفيتا على قتل روديان بعد انتهاء حرب أصحاب الكهف مقابل أرجاع جلاور للحياة.
تجهز الملك وتابعته القليلة بشكل قوي فهم ينتظرون هذا اليوم منذ عدة أيام، رفعوا أسلحتهم وقالوا بصوت عالي:
"يعيش الملك روديان، يعيش الملك روديان"
بسبب الأحداث التي صارت بميرامالا أصبح القليل فقط بجانب روديان، الباقي يكرهه ويظنه بأنه بعدما بقيى الملك تخلى عن مبادئه ومُعاهدات السلام.
نشبت حرب سريعة بين روديان واصحاب الكهف، والغريب بأنه بوجود سيلينا يصبحون أقوياء ولا يتأذون عندما يموتون، ترجع الحياة لهم ولا تتأثر أجسادهم لهذا كان يريد جريفار وجودها بشددة، الوضع تأذم فأعطت سيلينا اشارة لجارد.
فتح جارد واصدقائه صنادقين ممتلئ بحشرات ليفية هي تلتصق فقط بجسد اصدقاء الكهف.
أثناء حديث روفال مع العرافة أخبرتها بأن هناك أسطورة قديمة تقول بأن الطريقة الوحيدة للتخلص من اصحاب الكهف للأبد بهذه الحشرة، فقبل ذهابها أرادت حماية مدينة ميرامالا رغم شدة ضيقها من روديان.
ذهبت سيلينا تحدثت مع جارد:
"جارد من فضلك أذهب لمدينة سوما وأحضر هذه الحشرة فهي متواجدة لديهم بكميات كبيرة"
" هل أخبرتي الأمير بهذا الأمر؟ "
رم هذه الكلمات بفضول، فأجابته بصوت خافت:
" لا لم أخبره لكن أحتاج لمساعدتك "
أردف:
"حسنًا سأساعدك"
...
قال جريفار بخوف وهو يركض:
"من أحضر هذه الحشرة الملعونة لهنا، أنقذني يا جرما"
ركض جرما والحشرات تلحقه، فأردف وهو يسقط بأرضه ويتكاترون عليه:
"لقد انتهينا يا جريفار"
تمكنت الحشرات الصغيرة من أكل جسدهم بأقل من دقائق، وبهذا الشكل تخلصوا من الخطر الذي كان يراودهم لسنوات.
عانق روديان سيلينا وهو يردف بعدما أختفت:
"سيلينا لاتذهبي وأبقى معي"
تبخرت سيلينا وهي بحضنه، صعد على قمة ميرامالا وفتح ذراعية للشمس لتحرقه، سمع صوتها يقول:
"لا تحزن يا روديان فأنا سأظل قريبة منك"
في تلك الليلة كانت روفال تتمشى بالبلدة عندها رأت الساحرة يفسكا، للأسف أنها ما كانت تعرف ملامح وجهها، نادت عليها الساحرة قائلا:
"هل تريدي يا حلوة بأن أرى لكِ الطالع؟"
ذهبت إليها روفال وهي تقول:
"هل أنتِ تقصدينني بالكلام؟"
أجابتها وهي تضحك:
"أجل أنتِ"
ذهبت لها وهي تقول بمرح:
" ء أنتِ تعملين عرافة "
ابتسمت يفسكا وقالت وهي ترمي الزهرين أمامها:
"لست كذلك لكنني أعرف الطالع جيدًا وأُغير مصير الجميع"
جلست أمامها روفان وهي تتعجب من طريقة عملها فقالت:
"اذن أنا لا أريد بأن أرى الطالع، فأنا أريدك فقط أن تجعلي البرت يُحبني"
ضحكت العجوز وأردفت وهي تدفع الصخور على النيران:
"سيحبك لا تقلقي، لكن قبل ذلك أريدك بأن تُعطي هذه الورقة إلى مالك مدينتكم، وحينها سيحبك على الفور ولكن لا تَفتحي الورقة أبدًا"
أخذت روفال منها الورقة وركضت إلى ناحية القصر وهي سعيدة للغاية، لمحت البلدة بها فر وكر وصُراخات بين الحين والآخر، رأت بأن أصحاب الكهف منتشرين ويقتلون أهل البلدة، خبأت نفسها خلف أحدى المنازل حتى هدأ الأمر وعادت إلى القصر بسلام.
قال جرما بعدما عادو لمخبئهم بعد هربه من القصر:
" ماذا سنفعل يا سيدي لم تعود سيلينا بعد؟ وما وجدناها بالقصر، وجراحي تؤلمني كثيرًا"
رد عليه جريفار وهو يُكسر الخشب بأسنانه:
"سنهدأ قليلًا ونتحرك في القريب ولن نرحمهم، ولا يهم وجودها، سننتصر وهي معانا أو بلا وجودها"
تقهقها هما الأثنين بأعلى صوت لهم.
بعدما انتهاء روديان من القتال وأزاحه الخطر عن القصر طلب من الحارس جلب الطبيب قائلًا:
"اذهب جارد وأحضر الطبيب سريعًا"
عاد مرة أخرى للغرفة التي بها جلاور وأردف:
"نيرفيتا هل به تحسن وعاد قلبه للنبض بعد أدخاله بجسده؟"
أومأت نيرفيتا بالرفض، فأكمل:
"لا تقلقي طلبت له الطبيب وسنفعل الذي بيدنا لإنقاذه، فمهما اختلفنا هو أخي الأكبر"
دخل البرت وهو يأخذ أنفاسه بالغرفة قائلة:
"ارأيت يا جلالة الأمير روديان قد أنتشر ت أخبار عن موت سيلينا"
كان البرت على وشك التخلص من فالكا للأبد فظهرت له خيال سيلينا فتركه قبل التهامه، انهمرت عينين البرت بالدموع لأول مرة أمام أحد، جلس بجانبهم وهو يتفحص حالة جلاور ويقول باندهاش:
"حالته سيئة للغاية حقًا، هل مات؟"
تزعزع الأمير من مكانه بعد سماعه للخبر، دخل جارد و الطبيب للغرفة وبمجرد فحصه أخبرهم:
"اعتذر لك جلالة الملك روديان فقد تأخرتم بإنقاذه مات منذ مدة"
ترك روديان مشاعره وسأل البرت عن مكان فالكا وخرج بغضب شديد.
..
طرق فالكا على الجدار وهو يرتعش بيده، دخل روديان بهدوء غير مبرر له جلس بجانبه قائلًا:
"أتدري بأن جلاور فقد حياته"
فرح عندما رأى روديان وقال مبتسمًا:
"ولما أنت حزين عليه هكذا، أنسيت بأنه حاول قتلك مرارًا"
سانده روديان وهو يقف على قدمه وقال باستغراب:
"لكنه أخاك الأكبر ما كل هذا الحقد الذي بقلبك يا فالكا"
لمح فالكا الحراس تأتي عليهم، اقترب روديان منه فضرب رأسه بالجدار وهو يرجع للوراء، وأخذ ينظر عليه بحقد قائلًا:
"السرداب، الشمس والموت، السرداب يغلق أنا أموت"
حما روديان رأس فالكا بيده وما تركه يضربها بالجدار فأردف فالكا:
"من أنت صحيح مسجون مثلي، هل رأيت الملك الظالم فهو يكون أخي الأكبر؟ وسيتركني هنا حتى الموت"
خرج روديان من السرداب ومعه فالكا، أوصله لفراشه وجعل حارسين على غرفته إلى حين تستقر حالته.
تعب روديان وشعر بأن جسده يقوى ويثور، نظر لساعته وتذكر معاد أخذ الحبة اوقفته روفال بالطريق:
"جلالة الملك أعطتني العرافة هذه الرسالة"
أخذها منها بلهفة وأجاب بفرح وهو يفتحها:
"تقصدين سيلينا مازلت حيه"
اغمضت عينيها وقالت بحزن:
"لا ليست سيلينا أقصد عرافة عجوز قابلتها بأحد طرقات المدينة"
أغلق روديان الورقة بعدما تحمس بفتحها ووضعها بجيبه، فتح باب الغرفة سمع صوت صُراخ بغرفة كولن، وجد نيرفيتا تحاول حرق نفسها، ضمها لصدره وهو يقول:
"نيرفيتا ما الذي تفعلينه! أعرف بأنك تُحبينه كثيرًا لكن لا تنسي بأن ابنك لا ذنب له"
أمسكت به وهي تجز على شفتيها:
"أنت من أوصلتنا لهذا المطاف، جعلت الاخوات يكرهون بعضهم لأجل الحكم"
أنزل روديان يدها وتحول لوحش بثانية، فتح فمه وخبط على صدره والدماء تتساقط هجم على نيرفينا واصابها تراجعت للوراء وهي تقول:
"روديان ماذا حدث لك؟ هل ما تناولت دوائك"
كان البرت بجانب البحيرة يتكلم مع نفسه وهو يدفع الصخور بالمياه:
«تعلمين بأني كل يوم أتي لهنا لكي أشعر بوجودك واطمئن، ارأيتِ الذي حدث اليوم ففالكا قتل جلاور، وبدأت لعنة الكهف تنتشر بالمدينة، اتمنى وجودك بجانبي يا سيلينا"
"أنا هنا بجانبك"
رمت سيلينا هذه الكلمات وهي تقف خلفه، أعتقد البرت بأنها يتخيلها، فقال وهو يضحك:
"اوصلتني لمرحلة بأن أتخيلك أمامك"
وضعت سيلينا يدها على شعره وأردفت:
"البرت أنا هنا حقًا، فقد وجدت طريقة للعودة"
عانقها البرت كالطفل الصغير الذي عثر على والدته بعدما أضاع الطريق، ابتسمت سيلينا وهي تعانقه بكل حب وتقول:
"البرت فكم اشتقت لك بهذه الأيام القليلة"
لأحظ البرت بأن نيرفيتا تُشير له بيدها من النافذة، فقرر التحرك لأعلى تبعته سيلينا مردفه:
"ماذا حدث لما تُشير لك لتصعد؟"
فكر قليلا ثم طرد أفكاره من ذهنه، وهو يكمل باسمًا مغير الذي يفكر به:
"لا أعرف يبدو بأن هناك شيء ما، أبقي هنا سيلينا لا تتحركي وأنا سأرى"
وصل للغرفة وعلما بأن روديان ما أخذ الحبه وتحول لوحش مفترس، دلف البرت لغرفة روديان لجلب الحبوب ووقفت سيلينا تنتظره على الباب، قال لها بعد وقت من البحث:
"اعتقد بأن روديان بدل مكان الحبوب هل تعرفين أين سيضعها؟ "
سمعت سيلينا صوت روفال ركضت سيلينا للغرفة وهي توقفه من الهجوم عليها:
"روديان من فضلك أتركها تذهب وتحدث معي أنا "
تركها روديان وصوب نظره على سيلينا وقفز عليها ليهجم، أزاحها البرت وهو يمسك الحقنه ويزرعها به، نجح البرت وأصابه لكن كان هو الفريسة وما تركه روديان إلا بعدما انهى حياته.
سقط روديان بأرضه فاقد لوعيه، خرجت روفال تركض من الغرفة وهي تبكي ولا تصدق الذي رأته، أقتربت سيلينا من البرت وأردفت والدموع تتساقط من عينيها:
"البرت هل أنت بخير؟ أجبني ولا تتركني وترحل"
نظرت نيرفيتا مرة على جلاور ومرة على البرت وقالت:
"سيلينا أنتِ السبب في كل الذي يحدث"
فتح روديان عينيه وابتسم بعدما رأى سيلينا تجلس بجانبه وقال وهو بالكاد يقف:
"سيلينا هل أنتِ هنا حقًا؟ فقد أخبروني بأنك فقدتي حياتك"
انزلقت قدمه فأمسكته سيلينا وهي تقول:
"أجل روديان فأنا هنا وبخير"
أخذ روديان نفسًا عميقًا وهو يعقد حاجبيه باستغراب:
"لما تحبسين دموعك بداخل عينيك"
وقفت ونظر حولها بقلق وبعين دامعه أكثر:
"من فرحتي لأني رأيتك مرة أخرى"
لأحظ البرت جثة هامدة بجانب جلاور، فقال باستغراب:
"ما الذي حدث مع البرت؟"
أغمض عينيه بثانية ليتذكر الذي فعله بالبرت اجاب باستنكار وهو لا يصدق الذي فعله:
"أنا من قتله أليس كذلك"
صمتت للحظة لِتعطي كلمة التأثير المطلوبة:
"فيما بعد سأخبرك"
...
تم دفن جلاور والبرت بذات اليوم وبحضور القليل فقط من أفراد العائلة.
بعد مرور أسبوع واحد من هدوء أصحاب الكهف.
ذهبت سيلينا لأعلى قمة في جبل ميرامالا، بعد ثلاث ساعات من البحث الشاق وجدت عشبة انتوغ كانت الزهرة الوحيدة التي وجدتها مكتملة النضج بالأعلى، قطفتها ووضعتها في حقيبتها ونزلت بفرح.
جمعت روفال اغراضها وهربت من القصر قبل عودت سيلينا، تركت لها رسالة وضعتها على فراشها.
دخلت سيلينا من باب القصر، وجدت روديان فوق رأسها، قبلته على وجنته وهي تقول:
"روديان ابقى بجانبي إلى أن انتهي من صنع الأعشاب"
زمَ على شفتيه غاضبًا وهو ينظر عليها وقال بهدوء:
"هل أنتِ ما زلتِ غاضبة مني؟"
قالت بصوتها الحنون:
" كما أخبرتك يا روديان من قبل فهو ليس ذنبك وما غضبت منك بسبب هذا الموضوع"
صمت لِلحظة عرف فيها بأنها قد غضبت منه، لكنه اكمل:
" أتدرين بأن نيرفيتا وجهت لي اللوم على قتل فالكا لجلاور، أما أنتِ رأيتني أقتل البرت أمام عينيكِ وتُدافعين عني"
وضعت سيلينا يدها على عينيها وهي تُحاول عدم تذكر اللحظة:
" روديان من فضلك لا تتحدث عن الذي حدث مرة أخرى"
دخلت الساحرة يفسكا للقصر لأول مرة بحياتها، قابلت نيرفيتا في غرفتها ودار بينهم حديث طويل.
بعدما ذكرته سيلين بحبة الدواء، خوفًا من تحوله بأي لحظة، دلف للأعلى ووصل للدواء هو يقول:
" من وضع هذه الرسالة على مكتبي"
أمسك روديان علبة الدواء وفتحها وتناول واحدة ومن ثم أمسك الرسالة وقراءها.
دخلت سيلينا وهي تمسك الأعشاب تناولها من يدها بصمت وشربها بوقت قصير، فقالت له بعدما انتهاء من شربها:
"كأنه كابوس حقيقي وارتحت منه الآن، يتبقى فقط سريان المادة بجسدك"
نظر لها بخوف حقيقي وهي تضع يدها على فمها، في حين ابتسم لها في أسف وقد أستعاد جسده كل الآلام دفعة واحد، أخذ ينظر لوجهها الذي يحمل من القلق ما يُحمل، وقال:
" هل أنتِ حقًا من العالم الحقيقي"
صُدمت سيلينا ورجعت برأسها للخلف قائلة:
"ما قصدك بهذا الكلام!"
أعطى لها الرسالة وتركها ورحل، لحقت به وهي تمسك يده تبكي:
"روديان أنا خشيت من أن تكرهني عندما تعرف الحقيقة"
ترك يدها وأكمل بسيره وهو يقول:
"وهل الآن ستمنعينني من كُرهك؟ "
كفكفت سيلينا عن بكاءها قائلة:
"لا لكنني دخلت هنا دون تخطيط مسبق مني، وحاولت التعايش معكم وحمايتك، أتتذكر معاملتك لي بالبداية"
ضم روديان يده ببعضهم وهو يكمل سير:
"أشكرك سيلينا ولكن عودي لحياتك، فلن أحتاج حمايتك بعد اليوم"
حدت من مشيتها لكي تلحقه وقالت بجدية:
"لكن روديان ليس لدي طريقة للعودة سوء القتال معك وتقويتك"
تنهد روديان بضجر وهو غاضب:
"أتسخرين مني يا سيلينا أنتِ تريدي بأن تقاتلين معي وتنتصرين ومن ثم تتركينني وترحلين وأتعذب في نيران حبك هنا بمفردي مع جميع ذكرياتك"
أنفجرت بوجهه وقالت وهي تتركه يذهب:
"ومن قال لك بأنني لن أتعذب أنا الأخرى بعيدًا عنكَ"
"سيلينا أغربي عن وجهي"
رمى روديان هذه الكلمات وهو يبتعد كثيرًا عنها، فحدثت نفسها:
"سأذهب الآن يا روديان ولكن ليس لخارج ميرامالا".
...
دخلت سيلينا غرفتها وهي تبكي وتنادي على روفال:
"روفال... روفال أين أنتِ؟"
حرك الهواء الورقة التي على الفراش، فأمسكتها وبدأت تقرأها وملامحها لا تُذكر، هدأت قليلًا وخرجت وهي تكفكف الدموع.
"جريفار.. جرما هل أنتما هنا؟ "
فزعوا من نومهم ووقفوا قائلين بنفس واحد:
"سيلينا هل عُدت أخيرًا؟ "
جلست سيلينا بالغرفة بكل نشاط، وقالت:
"أعتذر لكن تم سحبي من الرواية وعندما عُدت جئت لكم بالحال"
ضحك جريفار وغمز جرما بعينه وهو يردف:
"فنحن بإنتظارك منذ أن غادرتي، هل أنتِ مُستعدة للذهاب الآن؟"
من يدري ماذا كتبت لها روفال لتغيرها الملحوظ؟ فقالت وهي تبحث عن الروايات المعلقة بالغرفة:
" بكل تأكيد سيدي، لكن أريد الرواية منكم لأني أضعت روايتي"
تحركت سيلينا معهم بعدما أعطاها الرواية وخبأتها بحقيبتها، قالت وهي تبتسم"
" الذي سيحدث الآن كالتالي تسمعون جميع الذي أقوله وتنفذانه بالحرف الواحد وسننتصر"
هزا جريفار برأسه وذهب جرما لفتح الباب على رجاله وقال:
"لا تقلقي سننتصر على أي حال"
ذهب الرجال بأقصى سرعة ذهبت سيلينا لمقابلة جارد بعدما اشار لها، تخبأ بمكان قريب وبعيد عيون جريفار وجرما فاردفت على عجلة:
"هل أكملت المهمة التي ذهبت لأجلها؟"
ابتسم وهو يضع يده على الصناديق:
"أجل"
أصبحت المدينة تضرب صافرات الأنزار بالطرقات أستعداد للمعركة، وصل جريفار ورجاله أسرع مما يكون وقف أمام القصر وصرخ قائلًا:
" أذهبوا واقتلوا جميع من هم بالقصر فميرامالا لنا"
اتفقت يفسكا مع نيرفيتا على قتل روديان بعد انتهاء حرب أصحاب الكهف مقابل أرجاع جلاور للحياة.
تجهز الملك وتابعته القليلة بشكل قوي فهم ينتظرون هذا اليوم منذ عدة أيام، رفعوا أسلحتهم وقالوا بصوت عالي:
"يعيش الملك روديان، يعيش الملك روديان"
بسبب الأحداث التي صارت بميرامالا أصبح القليل فقط بجانب روديان، الباقي يكرهه ويظنه بأنه بعدما بقيى الملك تخلى عن مبادئه ومُعاهدات السلام.
نشبت حرب سريعة بين روديان واصحاب الكهف، والغريب بأنه بوجود سيلينا يصبحون أقوياء ولا يتأذون عندما يموتون، ترجع الحياة لهم ولا تتأثر أجسادهم لهذا كان يريد جريفار وجودها بشددة، الوضع تأذم فأعطت سيلينا اشارة لجارد.
فتح جارد واصدقائه صنادقين ممتلئ بحشرات ليفية هي تلتصق فقط بجسد اصدقاء الكهف.
أثناء حديث روفال مع العرافة أخبرتها بأن هناك أسطورة قديمة تقول بأن الطريقة الوحيدة للتخلص من اصحاب الكهف للأبد بهذه الحشرة، فقبل ذهابها أرادت حماية مدينة ميرامالا رغم شدة ضيقها من روديان.
ذهبت سيلينا تحدثت مع جارد:
"جارد من فضلك أذهب لمدينة سوما وأحضر هذه الحشرة فهي متواجدة لديهم بكميات كبيرة"
" هل أخبرتي الأمير بهذا الأمر؟ "
رم هذه الكلمات بفضول، فأجابته بصوت خافت:
" لا لم أخبره لكن أحتاج لمساعدتك "
أردف:
"حسنًا سأساعدك"
...
قال جريفار بخوف وهو يركض:
"من أحضر هذه الحشرة الملعونة لهنا، أنقذني يا جرما"
ركض جرما والحشرات تلحقه، فأردف وهو يسقط بأرضه ويتكاترون عليه:
"لقد انتهينا يا جريفار"
تمكنت الحشرات الصغيرة من أكل جسدهم بأقل من دقائق، وبهذا الشكل تخلصوا من الخطر الذي كان يراودهم لسنوات.
عانق روديان سيلينا وهو يردف بعدما أختفت:
"سيلينا لاتذهبي وأبقى معي"
تبخرت سيلينا وهي بحضنه، صعد على قمة ميرامالا وفتح ذراعية للشمس لتحرقه، سمع صوتها يقول:
"لا تحزن يا روديان فأنا سأظل قريبة منك"