الفصل العشرين

(20) الفصل العشرين.


أحتمالات غير مربحة.


صُدمت نيرفيتا بنجاة جلاور وعودته للقصر من جديد، والحيرة ملئت عينيها كيف خرج من الكهف؟ بعدما أغلق عليه الباب بشكل نهائي، فقالت له بصوت مرتفع:

"جلاور كيف خرجت من الكهف بعدما أُغلق عليك"

ضحك وهو يلف حولها كالثعبان:

"هذا لا يهم هل الذي سمعته صحيح؟"

توترت نيرفيتا وقالت وهي تنطق الكلمات بخوف:

" هل تقصد عن عودت حياة الملك بعد موته؟ صدقني لستُ السبب في ذلك، فأنا والبرت فعلنا مثلما اتفقنا من قبل لكنه بعشر أرواح وعاد اليوم لينتقم منا جميعًا"

تفاجأ جلاور وعقد حاجبيه وقلب الكلام بعقله وأردف:

"هل تقصدين بأن روديان تأثر بالسم وعادت صحته بخير بعد ذلك؟"

هزت رأسها بخوف فأكمل وهو يضع سكين على رقبتها:

" لكن رجال الكهف الملعون سيقتلونه بكل تأكيد، لا تشغلي بالك به، أخبريني هل أنتِ حامل بوريث المملكة؟ "

تنهدت بسلاسة وقالت وهي تبتسم وتضع يده على بطنها:

"هذا هو الموضوع اذا لقد توترت، أجل فأنا حامل بأبننا أنا وأنتَ"

سقطت السكين من يده وجلس وهو يضع يده على بطنها ويحركها عليه:

"أبننا نحن ووريث مملكتي من بعدي"

عانقها جلاور فأغمضت عينيها لأنها نجت من شره قائلة:

"أجل فمنذ زواجي ولن يربطني بروديان إي شيء، لكن قبل تحول روديان لهذا الوحش كان يعلم بأنني حامل منك"

أردف بغرابة بينما يُقلب كفيه على بعضهم بسخرية:

"كان يعلم وما انهى حياتك"

اجابته وهي تشير عليه من أعلى:

"أنا أيضًا تساءلت عن هدوءه، لكنه الآن أصبح وحش ويقتل الجميع بلا سبب أنظر عليه ها قد عاد"

نظر عليه جلاور من أعلى وجد ثيابه ممتلئة بالدماء ويُكمل الدمار بالقصر ويقتل الجنود:

" تعتقدي بأن أصابته لعنة يفسكا"

وضعت يدها على فمها وقالت بنبرة مخيفة:

وهل يفسكا هنا بميرامالا؟

"هذا الذي سمعته، سأذهب الآن وأفحص هذا السيف وأرى أذا كان به شيء خفي أم لا"

رمى جلاور هذه الكلمات وهو يحمل السيف بيده ويخرج من غرفة والدته، فتبعته نيرفيتا وذهبت تبحث عن فالكا.

«فمنذ سنوات عديدة كانت يفسكا تعيش في عصر الملك رايمبولو، كان شب وما زال بعمره عندما دخلت يفسكا مدينة ميرامالا قلبت كل الموازين».

«استخدمتها كولن بالبداية بسبب غيرتها عندما رأت زوجها الملك تميل مشاعره لفتاة بشرية تُدعى سوماري ومتعلق بها لدرجة كبيرة، خشيت من حبه الكبيرة لها وسمعت بعد ذلك بأنه كان يُريد طردها والزواج من الأخرى وجعلها هي ملكة على المدينة».

«عندما علمت كولن دبرت لها طريقة للتخلص منها، لكن الأوضاع تغيرت بعد حمل سوماري وأذاعت الأمر وفكرة موتها كانت مُخاطرة، اختفت يفسكا لأسباب غامضة وعندما عادت كان روديان قد ولد، وعدت السنوات ليوم قتلها على سيف الأمير جلاور»

في منتصف الليل وبينما الجميع نائم، طرق جلاور على غرفة روديان، فتح له نيرفيتا قائلة:

"جلاور ماذا تفعل هنا في هذا الوقت؟ فروديان بالداخل "

أعطا جلاور نيرفيتا علبة بها دواء وهو يقول:

"يفسكا قامت بسحرة بسحر الخراب عن طريق قلب مشاعره، أُعطي من هذا الدواء كل ثماني ساعات، أياكِ وأن تنسي ذلك"

أخذت نيرفيتا منه علبة الدواء ودخلت بخوف وهي تفكر بطريقة تقنعه بأخذه، لحسن الحظ وجدته مستيقظ فقالت له الكلام رمية واحدة:

" لقد أرسل لك الطبيب دواء لكي يشفا جرحك، سأضعه هنا أذا أردت تناوله سأعود للنوم"

شد عليه تعب قلبه فصرخ من الألم وأردف:

"أعطيني واحدة فلن أتحمل هذا آلام أكثر من ذلك"

أعطته نيرفيتا الكأس وقالت وهي تضع يدها عليه:

"الطبيب يخبرك بتناوله كل ثماني ساعات ولا تنسى جرعة وأحدة لأنها ستؤثر علي صحتك"

أنزلت روفال الدفتر وهي تقول:

"البرت لماذا تستمر سيلينا بأرسال رسائل لنا ؟"


أخذ البرت منها المذكرات وقال:

"بالتأكيد تقصد بأنها قد عادت من جديد ويجب الحذر منها"

أكملا قراءة المذكرات بصوت منخفض:

«روفال فأنا أخبرت روديان من قبل بأنه نص بشري إي لا يتأثر بالشمس ويستطيع تذوق طعامنا كأي بشري، أُريدكم بأن تخبروه ذلك لأن خطر رجال الكهف كارثة سَتُدمر ميرامالا بالكامل وهو ما صدقني حينها»
خرج البرت وهو يفكر بالأمر، ذهب إلى البحيرة وتذكر لحظاته مع سيلينا باشتياق.

..

تم رصد اول ظهور يفسكا بأحد طرقات المدينة وهي تقول:

"اليوم تأريخ ليس عادي، أقترب يا رجل لأطالع نصيبك، هيا تعالي ولا تخف فأنا سأبدل حياتك للأفضل هذه أنا يفسكا الساحرة العجوزة ها قد رجعت لتوها لميرامالا بعد عدة سنوات، فكم اشتقت لكِ يا مدينتي المفضلة!

..

بعد اختفاء سيلينا أنزعج جريفار ورمَ هذه الكلمات بغضب:

"البرت الوغد هو الذي أخذ سيلينا معه"

دخل جرما للغرفة وتفاجأه من عدم وجودها قائلًا:

"سنحرق البرت بالنيران أمام البلدة بأكملها"

دفع جريفار الباب بقدمه فسقط بأرضه من قوة دفعته، تحرك ناحية السرداب وهو يقول:

"سيلينا هي المنقذ الوحيد لنا بعد حربنا مع الملك، ستجعلهم يختفون وتبقى ميرامالا ملكًا لرجال الكهف"

رفع جرما السلاح على ظهره وأردف:

"أخبرني كيف علمت بأنها هي تلك الفتاة الحقيقة؟"

توقف جريفار بمنتصف الطريق ولف جسده ناحيته وهو يطقطق رقبته ويمد حجم يده لعشرات أضعاف حجمها:

"أعطاني أبي كتابًا عن أهل الحقيقة والخيال، وذُكر بعصر ما ستدخل فتاة تُدعى سيلينا لمدينة خيالية وذكر نفس تفاصيل جسدها وحتى الوشم الذي على ظهرها نفسه"

لف جرما رأسه ناحية سرب الطيور بالسماء وأردف:
"تقصد بأن الجن دون مصيرها من قبل أن تدخل لميرامالا، وخبأه الكتب بهذا السرداب"

صوب جريفار على الطيور وأخذت تتساقط وأحدة تلو الأخرى وهو يقول:

"أجل هذا ما قصدته بحديثي، ألم تُلاحظ تلك الكتب المُعلقة"

أجاب جرما والفضول يظهر على وجهه:

"هل ذكر شيء أخر عنها؟ أو على مصيرها هنا! وأين هي الآن بعد ذهابها مع البرت؟ "

سخر جريفار من غباءه قائلًا:

"ليس بالتحديد فالمعلومات التي تُكتب محدودة ولها أهداف، في كتاب آخر ذكر بأن مدينة ميرامالا سيدخلها شخص من العالم الحقيقة يُدعى غابريل"

"تقصد بأننا لن نستحوذ على ميرامالا ونتملكها"

باندفاع رمى جرما هذه الكلمات وهو يُكمل في اصطياد الطيور"

رفع جريفار السلاح على ظهره وأكمل سيرة ناحية السرداب مردف:

"يوجد عدة احتمالات بعد يا جرما، فهناك احتمال بأننا سنمتلكها الآن وينتهي حكمنا لأسباب غير معلومة، ثم يعود ويمتلكها غيرنا وتعود قبيلتنا مرة أخرى وتمتلكها هكذا هي حياتنا المقررة علينا"

طأطأ جرما برأسه وساروا بصمت إلى أن وصلوا للسرداب، فتح عليهم الباب وتركهم يذهبوا لحيثُ يَشاؤون.

خرجوا اصحاب الكهف الملعون من جحورهم، بالبداية دخلوا الكهف وبدأوا يبحثون عن الضحية التي قد أُغلق الباب عليها، انزعجوا عندما وجدوا فتحه بالجدار والكهف فارغ فقال جرما:

"لم نجد أحد وأقترب اليوم كثيرًا، هل سنعود من حيث خرجنا"

صاح جريفار بصوت خلخل الكهف من شدة الغضب:

"لن نذهب إلى أي مكان؟ فالكهف أغلق على شخص ما ونحن علينا الهجوم وأخذ ميرامالا لنا، فأنا انتظرت كثيرًا للحصول على فرصة واحدة للاقتراب، أذهبوا أنتم وتجولوا بالطرقات إلى يوم الموعد المشهور.

يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي