الفصل٢٢
اغلقت الخط، لتتطلع إلى «أدم» الذي تحدث، سائلة:
-كلمتي «الجوكر»؟
اجابته «هارلي» نافية:
-لسه، اشمعنى؟
اجابها «أدم» نافي:
-لا بسأل عادي، هو كان عايز في أيه أصلًا؟
اجابته «هارلي» بهدوء معتاد، قائلة:
-بيكلمني عن حوار السلاح اللي اختفى ده.
استمر «أدم» في النظر لها، ليقول أثناء محاولته بأن لا يظهر اهتمامه الكابح بما قالت:
-اا السلاح اللي كلمتيني عنه! طب وقولتليله أيه؟
اجابته «هارلي» قائلة:
-مقولتلوش حاجة، بس السلاح مش معايا أصلًا.
عقد «أدم» حاجبيه بخفوت، سائل:
-أمال مع مين؟!
اجابته «هارلي» قائلة:
-السلاح كان في البيت، والبيت اتحرق.
تبدلت ملامح «أدم» الذي شعر بغصة تملكت حلقه بهذا الوقت؛ فكيف بعد كل هذا الوقت الذي هدره، يتضح أن السلاح ليس معها؟!
تحدث محاول اخراج كلماته، ليقول:
-أزاي مش معاكِ؟! قصدي أزاي سلاح غالي زي ده يضيع بالسهولة دي؟!
اجابته «هارلي» بقلة حيلة، قائلة:
-أعمل أيه هو أنا اللي قولتلهم يحرقوا البيت أو كنت عارفة أنه هيتحرق؟! أكيد مكنتش همشي بيه في جيبي، ودلوقت هما بيطاردوني من غير مايكون معايا حاجة.
استمر «أدم» في مطالعتها، وقد خابت اماله في قرب انهائه للقضية، واخراجها منها بطريقة أو بأرى حين يأخذ السلاح، ولكن الأن مالذي سيفعله والقضية قد انتهت بتلك الطريقة!
استمر في التفكير طويلًا ليذليذهب خارج من الغرفة أسفل نظراتها له.
قام بالإتصال ب«راسل» عقب سيره أمام الغرفة، والذي تحدث مجيب:
-ألو يا «أدم» طمني أيه الأخبار معاك؟
اجابه «أدم» وتظهر كلماته التوتر الذي يتملكه، قائل:
-في حاجة حصلت غيرت كل حاجة.
عقد «راسل» حاجبيه بقلق تملكه من لهجة «أدم» المتوترة، سائل:
-في أيه؟
اجابه «أدم» بقلة حيلة، قائل:
-أحنا مش هنقدر نلاقي السلاح.
تحدث «راسل» متسائل بذات تعجبه:
-ده ليه؟! «أدم» وضح كلامك ياريت أنا مش ناقص.
سرد «أدم» كل ماحدث له، والذي ينص على حديث «هارلي» له.
هذا مادفع الصدمة في تملك «راسل»، والذي قال:
-ده أزاي؟ يعني بعد كل ده يا «أدم»؟!
اجابه «أدم» بقلة حيلة، قائل:
-ده كل اللي حصل، مقدمناش غير إننا نعلن عن كده.
رفع «راسل» رأسه في غضب وضيق يتملكه، فكلما ظن أنهم سينتهوا من تلك القضية، عادوا للوراء!
تحدث في ضيق وقلة حيلة قائل:
-هبلغهم بأللي قولته يا «أدم»، وربنا يستر.
تنهد «أدم» في حزن منه كذلك، ليغلق الخط متطلع امامه، يفكر ما إذا كانت هناك طريقة يحل بها الأمر، ولكن لا جدوى.
(حيث ذهبوا ساينوس ودينا).
تتطلع «دينا» إلى هذا المخزن من حولها، والذي تعم به رائحة سيئة لا تدري من أين تأتي.
تحدث «ساينوس» أثناء سيرهم، قائل:
-ده هو سري الكبير.
طالعته «دينا» لتتحدث في تعجب، سائل:
-أيه سبب الريحة دي؟! دي ريحة وحشة أوي.
ضحك «ساينوس» الذي قال:
-لازم يبقى ريحته كده؛ مش سر؟
استمرت «دينا» في النظر له وعقلها مشوش، التوتر يتملك قليها ولا تدري ما سبب كلماته، أو شحكاته برغم هذه الرائحة السيئة الذي يظهر طبيعة التعامل معها بحديثه!
ما إن وصلوا إلى غرفة كبيرة هناك، صُدمت لنا رأت؛ فرؤيتها لتلك الرئوس المعلقة والتي توضع داخل احجام كبيرة من الحوافظ، جعلت بدنها يقشعر بل ودت لو تتقيئ لما رأت الأن.
تطلع «ساينوس» لها ليقول بذات بسمته وبساطته:
-أنا مجبتكيش هنا علشان أنا وثقت فيكِ، تؤتؤتؤ، أنا جيبتك هنا علشان تتعظي ومتحاوليش تلعبي معايا.
استمرت «دينا» في النظر له، وكم ودت الهروب من هذا المكان.
أكمل «ساينوس» حديثه والذي يطالع الرئوس من امامه، قائل:
-علشان تشتغلي مع «ساينوس» لازم يكون قلبك قوي، إن مكنش ميت، وده الشرط الوحيد اللي هتشتغلي معايا على اساسه، بعد الوفاء طبعًا، وعدم الكذب، لأني مبحبش اللي بيكذبوا، وبالنسبالي اللي بيكذب ده أمره منتهي.
ابعدت «دينا» نظراتها عنه وهي تحارب أن لا تظهر الدموع التي تملكت عيناها، لتقول:
-اا، سيد «ساينوس» ليه بتقول كده؟ أنت شوفت مني حاجة وحشه؟
اجابها «ساينوس» ضاحك:
-هو أنا لسه هشوف؟ لا أنا بعمل احتياطاتي وبحذر مرة واحدة بس، واللي هي قبل مابداء معاكِ أي شغل، علشان كده يا «دينا» لو في حاجة منصحكيش تقوليلي، الأحسن تعدلي منها، لأن في الحالتين هتخسري، وخسارة كبيرة.
استمرت «دينا» في النظر له، تبتلع الغصة بحلقها؛ فكم كان حديثه اشارة واضحة لما تقوم به من أمور إن علمها، ستطير رقبتها ليضعها مكملة هذه اللوحة من حولها!
اجابته محاولة ابعاد شكوكه عنها:
-ده لو كان في حاجة، بس أنا مستحيل العب من وراك يا بوص.
يطالعها «ساينوس» الذي يتبسم بهدوء، ليوميئ قائل:
-وأنا مصدقك يا «دينا».
بقسم الشرطة.
تحدثت «مونتايا» منفعلة حين اخبرها بما قاله «أدم» والذي كان بمسابة صدمة لهم:
-أنت بتقول أيه؟! بعد كل ده وجاي تقول ممعناش السلاح؟! أمال كنت بتصبرني على أساس أيه؟ بتسكتني. وخلاص؟
اجابها «راسل» منفعل هو الأخر في ضيق من معاتبته:
-أنتِ بتحطي الحق عليا وكأني أنا اللي ضيعته، بقولك كان موجود في البيت وقت ماتحرق، ودي حاجة مكنتش في الحسبان علشان نخلي بالنا منها.
أومأت «مونتايا» ساخرة، لتقول:
-صح صح، ده إن دل فايدل على فشلكوا، أنت وهو، من قبل مالحادثة تحصل وأنتوا كان المفروض يبقى معاكوا السلاح، وجاي دلوقت تدافع وتقولي دي حاجة مكنتشفي الحسبان!
استمر «راسل» في مطالعتها والضيق قد تملكه من حديثها.
تركها وذهب لتقابله «فيونا» التي طالعته متحدثة في تسائل لما رأت من غضب يتملك ملامحه:
-«راسل» أنت كويس؟
أبعد «راسل» نظراته عنها ليتحدث أثناء مروره من جانبها، قائل:
-كويس.
التفتت لتطالع ذهابه في تسائل وتعجب.
اكملت طريقها ذاهبة إلى مكتب «مونتايا» والذي رأته يخرج منه أثناء قدومها.
تحدثت في تعجب ما إن قامت بالدخول، قائلة:
-في أيه؟ «راسل» ماله؟
اجابتها «مونتايا» في ضيق يتملكها هي الأخرى، قائلة:
-بعد طول صبرنا وأنتِ عارفة كويس إني من الأول كنت عايزة أسحب القضية من ايدهم، بلغنا أن السلاح كان في بيت «هارلي» اللي اتحرق! يعني بعد كل ده محصلناش على أي حاجة ومقدرناش نرجعه، حتى البنت مسليموهاش للشرطة!
استمرت «فيونا» في مطالعتها لتتفهم سبب غضب «راسل» وتغيره.
أومأت لتقول مهدئاها:
-أكيد «أدم» هيقبض عليها، ويمكن كمان المعلومة دي مش صح وقالت كده علشان تخلص من الشكوك اللي حواليها.
رفعت «مونتايا» اكتافها بجهل، قائلة:
-مش هتفرق، هما من الأول مقدروش يعرفوا هو فين وقعدوا قد كده لحد ماعرفوا الكلمتين دول، يعني لو كانوا قادرين يعرفوا أكتر كانوا عملوا كده.
تطالعها «فيونا» التي لم تعود تعلم مالذي تقوله، فالقضية اصبحت معقدة.
حيث «راسل».
يتحدث عبر الهاتف إلى «أدم» قائل:
-أنت تجيب البت دي على القسم وأحنا نستجوبها بنفسنا؛ لازم نتأكد إننا خلاص خسرناه فعلًا.
تطلع «أدم» امامه يفكر بما سيقوله؛ فهو لن يستطيع حبسها، ليتحدث قائل:
-«راسل» أنا قولتلك اللي حصل وفعلًا البيت بتاعها اتحرق علشان كده جات تقعد عندي، يعني مش مرتبة لكده، وطبيعي متكونش ماشية بالسلاح دي حاجة طبيعيه، أنتوا ممكن تروحوا عن صاحبها «سام» وتفتشوا هناك يمكن تكون شيلاه، وده هيكون أخر أمل لينا، غير كده ملهوش لازمة وجودها في القسم أو غيره.
رفع «راسل» حاجبيه ليتحدث ساخر:
-وأنت ليه مش عابز تجيلها؟! أيه اللي قالقك؟
اجابه «أدم» منفعل في غضب منه:
-أنا مش هرد عليك لأني مش فايق دلوقت، وعلى العموم قولت اللي عندي.
أغلق الخط، لبتطلع «راسل» إلى الهاتف والغضب يجتاحه من حديثه ومن مافعله بإغلاقه الخط قبل أن ينهي حديثه معه.
أومأ بتواعد، ليقول:
-بدل مانت خايف كده وعايز تحميها، خليك زي مانت، أنا عارف هعمل أيه.
حين عاد «راسل» للمنزل.
تحدثت «روز» في قلق، سائلة:
-أيه عملت أيه؟
جلس «راسل» لتجلس امامه، قائل بحزن يتملكه:
-القضية اتعقدت أوي، والمفروض إن السلاح مش هيبقى معانا.
عقدت «روز» حاجبيها بفخوت، سائلة:
-ليه؟
اجابها «راسل» قائل:
-اللي اتبلغنا بيه، أن السلاح اتحرق وقت حريق بيت البنت المشتبه فيها، ولما بقول ل«أدم» اللي معايا في نفس القضية، واللي هو معاها دلوقت، بقوله يجيبها على القسم وأحنا نحاول نستجوبها، رفض كلامي، معنى كده أنه خايف عليها! بس أنا عارف هجيبها أزاي، لو هو خلاص باع القضية لسبب أو لتاني، فأنا هتصرف زي منا عايز.
تستمر «روز» في مطالعته، لتتحدث بقلق، قائلة:
-«راسل» حاول متدخلش نفسك في مشاكل لو بتحبني؛ لو الموضوع فيه قلق سيبك من القضية وأبعد عنه.
تحدث «راسل» بذات انفعاله، قائل:
-اسبني من القضية وأبعد! أنتِ شايفة إني مش قدها؟
اجابته «روز» نافية لما فهم من حديث مخالف لما تقصده:
-مش قصدي يا «راسل»، أنا أكيد مقصدش أقول كده يا «راسل»، أنا بس خايفة عليك لاتدخل في متاهات يعني مش عايزة اخسرك.
قام أحد بدق باب منزله بهذا الوقت، لتنهض «روز» حتى تقوم بفتحه.
طالعت «فيونا» لترتسم البسمة الخافتة فوق ثغرها، مبتعدة عن الباب حتى تُفسح لها طريق للدخول.
تحدثت «فيونا» ببسمة هادئة كذلك، لتقول:
-ازيكوا؟
تنهد «راسل» قائل:
-زي منتي شايفة، أكيد عرفتي بحكاية القضية.
اقتربت لتجلس بجانبه، أومأت قائلة:
-عرفت، وعلشان كده جيتلك، أنت مش لازم تاخد كل حاجة على اعصابك، أهدى واللي عايزه هيكون.
يطالعها «راسل» ليتحدث في ضيق من تصرف «أدم»، قائل:
-أنا بجد مش عارف اقولك أيه، يعني صاحبي اللي كنت وثق أنه هيمشي القضية، هو دلوقت حتى مش عايز يقدمهالنا نحقق معاها! ده بأنهي عقل؟
تطالعه «روز» التي تدور نظراتها بينه وبينها تارة؛ فجلوس «فيونا» بجانبه اجعزها.
تحدثت «فيونا» عقب تمليكها لوجهه بين يدها، وهذا ما ازداد من غضب وغيرة «روز» برغم كل مايحدث وبرغم كل مايمروا به، لكن غريزة الغيرة عندها تعلوا كل شيء!
لتقول «فيونا»:
-هنلاقيها، لو عايز تتجاب ونحقق معاها، فأكيد هنعمل كده، أنت بتقول أنها مع «أدم»، تمام يبقى «أدم» وهنعرف مكانها بسهولة، ملوش لازمة تضايق نفسك وتشد اعصابك.
عقدت «روز» حاجبيها بخفوت وضيق يتملك ما بداخلها، لتقترب جالسة من الجانب الأخر له، قائلة:
-هو مش قلقان ولا حاجة، هو بيفكر هيعمل أيه، والفكرة اللي قولتيها دي حلوة بردو، أهو نخلص بسرعة علشان نسافر.
طالعتها «فيونا» التي عقدت حاجبيها بخفوت وتعجب، سائلة:
-تسافروا؟! تسافروا فين؟
طالعها «راسل» قائل:
-هنرجع مصر، هي هتشوف عيلتها وأنا كمان هفضل هناك فترة، غير إني هتقدملها.
تبدلت ملامح «فيونا» من التعجب والتسائل، إلى الدهشة والصدمة، فكيف بعد كل هذا يذهب لغيرها!
-كلمتي «الجوكر»؟
اجابته «هارلي» نافية:
-لسه، اشمعنى؟
اجابها «أدم» نافي:
-لا بسأل عادي، هو كان عايز في أيه أصلًا؟
اجابته «هارلي» بهدوء معتاد، قائلة:
-بيكلمني عن حوار السلاح اللي اختفى ده.
استمر «أدم» في النظر لها، ليقول أثناء محاولته بأن لا يظهر اهتمامه الكابح بما قالت:
-اا السلاح اللي كلمتيني عنه! طب وقولتليله أيه؟
اجابته «هارلي» قائلة:
-مقولتلوش حاجة، بس السلاح مش معايا أصلًا.
عقد «أدم» حاجبيه بخفوت، سائل:
-أمال مع مين؟!
اجابته «هارلي» قائلة:
-السلاح كان في البيت، والبيت اتحرق.
تبدلت ملامح «أدم» الذي شعر بغصة تملكت حلقه بهذا الوقت؛ فكيف بعد كل هذا الوقت الذي هدره، يتضح أن السلاح ليس معها؟!
تحدث محاول اخراج كلماته، ليقول:
-أزاي مش معاكِ؟! قصدي أزاي سلاح غالي زي ده يضيع بالسهولة دي؟!
اجابته «هارلي» بقلة حيلة، قائلة:
-أعمل أيه هو أنا اللي قولتلهم يحرقوا البيت أو كنت عارفة أنه هيتحرق؟! أكيد مكنتش همشي بيه في جيبي، ودلوقت هما بيطاردوني من غير مايكون معايا حاجة.
استمر «أدم» في مطالعتها، وقد خابت اماله في قرب انهائه للقضية، واخراجها منها بطريقة أو بأرى حين يأخذ السلاح، ولكن الأن مالذي سيفعله والقضية قد انتهت بتلك الطريقة!
استمر في التفكير طويلًا ليذليذهب خارج من الغرفة أسفل نظراتها له.
قام بالإتصال ب«راسل» عقب سيره أمام الغرفة، والذي تحدث مجيب:
-ألو يا «أدم» طمني أيه الأخبار معاك؟
اجابه «أدم» وتظهر كلماته التوتر الذي يتملكه، قائل:
-في حاجة حصلت غيرت كل حاجة.
عقد «راسل» حاجبيه بقلق تملكه من لهجة «أدم» المتوترة، سائل:
-في أيه؟
اجابه «أدم» بقلة حيلة، قائل:
-أحنا مش هنقدر نلاقي السلاح.
تحدث «راسل» متسائل بذات تعجبه:
-ده ليه؟! «أدم» وضح كلامك ياريت أنا مش ناقص.
سرد «أدم» كل ماحدث له، والذي ينص على حديث «هارلي» له.
هذا مادفع الصدمة في تملك «راسل»، والذي قال:
-ده أزاي؟ يعني بعد كل ده يا «أدم»؟!
اجابه «أدم» بقلة حيلة، قائل:
-ده كل اللي حصل، مقدمناش غير إننا نعلن عن كده.
رفع «راسل» رأسه في غضب وضيق يتملكه، فكلما ظن أنهم سينتهوا من تلك القضية، عادوا للوراء!
تحدث في ضيق وقلة حيلة قائل:
-هبلغهم بأللي قولته يا «أدم»، وربنا يستر.
تنهد «أدم» في حزن منه كذلك، ليغلق الخط متطلع امامه، يفكر ما إذا كانت هناك طريقة يحل بها الأمر، ولكن لا جدوى.
(حيث ذهبوا ساينوس ودينا).
تتطلع «دينا» إلى هذا المخزن من حولها، والذي تعم به رائحة سيئة لا تدري من أين تأتي.
تحدث «ساينوس» أثناء سيرهم، قائل:
-ده هو سري الكبير.
طالعته «دينا» لتتحدث في تعجب، سائل:
-أيه سبب الريحة دي؟! دي ريحة وحشة أوي.
ضحك «ساينوس» الذي قال:
-لازم يبقى ريحته كده؛ مش سر؟
استمرت «دينا» في النظر له وعقلها مشوش، التوتر يتملك قليها ولا تدري ما سبب كلماته، أو شحكاته برغم هذه الرائحة السيئة الذي يظهر طبيعة التعامل معها بحديثه!
ما إن وصلوا إلى غرفة كبيرة هناك، صُدمت لنا رأت؛ فرؤيتها لتلك الرئوس المعلقة والتي توضع داخل احجام كبيرة من الحوافظ، جعلت بدنها يقشعر بل ودت لو تتقيئ لما رأت الأن.
تطلع «ساينوس» لها ليقول بذات بسمته وبساطته:
-أنا مجبتكيش هنا علشان أنا وثقت فيكِ، تؤتؤتؤ، أنا جيبتك هنا علشان تتعظي ومتحاوليش تلعبي معايا.
استمرت «دينا» في النظر له، وكم ودت الهروب من هذا المكان.
أكمل «ساينوس» حديثه والذي يطالع الرئوس من امامه، قائل:
-علشان تشتغلي مع «ساينوس» لازم يكون قلبك قوي، إن مكنش ميت، وده الشرط الوحيد اللي هتشتغلي معايا على اساسه، بعد الوفاء طبعًا، وعدم الكذب، لأني مبحبش اللي بيكذبوا، وبالنسبالي اللي بيكذب ده أمره منتهي.
ابعدت «دينا» نظراتها عنه وهي تحارب أن لا تظهر الدموع التي تملكت عيناها، لتقول:
-اا، سيد «ساينوس» ليه بتقول كده؟ أنت شوفت مني حاجة وحشه؟
اجابها «ساينوس» ضاحك:
-هو أنا لسه هشوف؟ لا أنا بعمل احتياطاتي وبحذر مرة واحدة بس، واللي هي قبل مابداء معاكِ أي شغل، علشان كده يا «دينا» لو في حاجة منصحكيش تقوليلي، الأحسن تعدلي منها، لأن في الحالتين هتخسري، وخسارة كبيرة.
استمرت «دينا» في النظر له، تبتلع الغصة بحلقها؛ فكم كان حديثه اشارة واضحة لما تقوم به من أمور إن علمها، ستطير رقبتها ليضعها مكملة هذه اللوحة من حولها!
اجابته محاولة ابعاد شكوكه عنها:
-ده لو كان في حاجة، بس أنا مستحيل العب من وراك يا بوص.
يطالعها «ساينوس» الذي يتبسم بهدوء، ليوميئ قائل:
-وأنا مصدقك يا «دينا».
بقسم الشرطة.
تحدثت «مونتايا» منفعلة حين اخبرها بما قاله «أدم» والذي كان بمسابة صدمة لهم:
-أنت بتقول أيه؟! بعد كل ده وجاي تقول ممعناش السلاح؟! أمال كنت بتصبرني على أساس أيه؟ بتسكتني. وخلاص؟
اجابها «راسل» منفعل هو الأخر في ضيق من معاتبته:
-أنتِ بتحطي الحق عليا وكأني أنا اللي ضيعته، بقولك كان موجود في البيت وقت ماتحرق، ودي حاجة مكنتش في الحسبان علشان نخلي بالنا منها.
أومأت «مونتايا» ساخرة، لتقول:
-صح صح، ده إن دل فايدل على فشلكوا، أنت وهو، من قبل مالحادثة تحصل وأنتوا كان المفروض يبقى معاكوا السلاح، وجاي دلوقت تدافع وتقولي دي حاجة مكنتشفي الحسبان!
استمر «راسل» في مطالعتها والضيق قد تملكه من حديثها.
تركها وذهب لتقابله «فيونا» التي طالعته متحدثة في تسائل لما رأت من غضب يتملك ملامحه:
-«راسل» أنت كويس؟
أبعد «راسل» نظراته عنها ليتحدث أثناء مروره من جانبها، قائل:
-كويس.
التفتت لتطالع ذهابه في تسائل وتعجب.
اكملت طريقها ذاهبة إلى مكتب «مونتايا» والذي رأته يخرج منه أثناء قدومها.
تحدثت في تعجب ما إن قامت بالدخول، قائلة:
-في أيه؟ «راسل» ماله؟
اجابتها «مونتايا» في ضيق يتملكها هي الأخرى، قائلة:
-بعد طول صبرنا وأنتِ عارفة كويس إني من الأول كنت عايزة أسحب القضية من ايدهم، بلغنا أن السلاح كان في بيت «هارلي» اللي اتحرق! يعني بعد كل ده محصلناش على أي حاجة ومقدرناش نرجعه، حتى البنت مسليموهاش للشرطة!
استمرت «فيونا» في مطالعتها لتتفهم سبب غضب «راسل» وتغيره.
أومأت لتقول مهدئاها:
-أكيد «أدم» هيقبض عليها، ويمكن كمان المعلومة دي مش صح وقالت كده علشان تخلص من الشكوك اللي حواليها.
رفعت «مونتايا» اكتافها بجهل، قائلة:
-مش هتفرق، هما من الأول مقدروش يعرفوا هو فين وقعدوا قد كده لحد ماعرفوا الكلمتين دول، يعني لو كانوا قادرين يعرفوا أكتر كانوا عملوا كده.
تطالعها «فيونا» التي لم تعود تعلم مالذي تقوله، فالقضية اصبحت معقدة.
حيث «راسل».
يتحدث عبر الهاتف إلى «أدم» قائل:
-أنت تجيب البت دي على القسم وأحنا نستجوبها بنفسنا؛ لازم نتأكد إننا خلاص خسرناه فعلًا.
تطلع «أدم» امامه يفكر بما سيقوله؛ فهو لن يستطيع حبسها، ليتحدث قائل:
-«راسل» أنا قولتلك اللي حصل وفعلًا البيت بتاعها اتحرق علشان كده جات تقعد عندي، يعني مش مرتبة لكده، وطبيعي متكونش ماشية بالسلاح دي حاجة طبيعيه، أنتوا ممكن تروحوا عن صاحبها «سام» وتفتشوا هناك يمكن تكون شيلاه، وده هيكون أخر أمل لينا، غير كده ملهوش لازمة وجودها في القسم أو غيره.
رفع «راسل» حاجبيه ليتحدث ساخر:
-وأنت ليه مش عابز تجيلها؟! أيه اللي قالقك؟
اجابه «أدم» منفعل في غضب منه:
-أنا مش هرد عليك لأني مش فايق دلوقت، وعلى العموم قولت اللي عندي.
أغلق الخط، لبتطلع «راسل» إلى الهاتف والغضب يجتاحه من حديثه ومن مافعله بإغلاقه الخط قبل أن ينهي حديثه معه.
أومأ بتواعد، ليقول:
-بدل مانت خايف كده وعايز تحميها، خليك زي مانت، أنا عارف هعمل أيه.
حين عاد «راسل» للمنزل.
تحدثت «روز» في قلق، سائلة:
-أيه عملت أيه؟
جلس «راسل» لتجلس امامه، قائل بحزن يتملكه:
-القضية اتعقدت أوي، والمفروض إن السلاح مش هيبقى معانا.
عقدت «روز» حاجبيها بفخوت، سائلة:
-ليه؟
اجابها «راسل» قائل:
-اللي اتبلغنا بيه، أن السلاح اتحرق وقت حريق بيت البنت المشتبه فيها، ولما بقول ل«أدم» اللي معايا في نفس القضية، واللي هو معاها دلوقت، بقوله يجيبها على القسم وأحنا نحاول نستجوبها، رفض كلامي، معنى كده أنه خايف عليها! بس أنا عارف هجيبها أزاي، لو هو خلاص باع القضية لسبب أو لتاني، فأنا هتصرف زي منا عايز.
تستمر «روز» في مطالعته، لتتحدث بقلق، قائلة:
-«راسل» حاول متدخلش نفسك في مشاكل لو بتحبني؛ لو الموضوع فيه قلق سيبك من القضية وأبعد عنه.
تحدث «راسل» بذات انفعاله، قائل:
-اسبني من القضية وأبعد! أنتِ شايفة إني مش قدها؟
اجابته «روز» نافية لما فهم من حديث مخالف لما تقصده:
-مش قصدي يا «راسل»، أنا أكيد مقصدش أقول كده يا «راسل»، أنا بس خايفة عليك لاتدخل في متاهات يعني مش عايزة اخسرك.
قام أحد بدق باب منزله بهذا الوقت، لتنهض «روز» حتى تقوم بفتحه.
طالعت «فيونا» لترتسم البسمة الخافتة فوق ثغرها، مبتعدة عن الباب حتى تُفسح لها طريق للدخول.
تحدثت «فيونا» ببسمة هادئة كذلك، لتقول:
-ازيكوا؟
تنهد «راسل» قائل:
-زي منتي شايفة، أكيد عرفتي بحكاية القضية.
اقتربت لتجلس بجانبه، أومأت قائلة:
-عرفت، وعلشان كده جيتلك، أنت مش لازم تاخد كل حاجة على اعصابك، أهدى واللي عايزه هيكون.
يطالعها «راسل» ليتحدث في ضيق من تصرف «أدم»، قائل:
-أنا بجد مش عارف اقولك أيه، يعني صاحبي اللي كنت وثق أنه هيمشي القضية، هو دلوقت حتى مش عايز يقدمهالنا نحقق معاها! ده بأنهي عقل؟
تطالعه «روز» التي تدور نظراتها بينه وبينها تارة؛ فجلوس «فيونا» بجانبه اجعزها.
تحدثت «فيونا» عقب تمليكها لوجهه بين يدها، وهذا ما ازداد من غضب وغيرة «روز» برغم كل مايحدث وبرغم كل مايمروا به، لكن غريزة الغيرة عندها تعلوا كل شيء!
لتقول «فيونا»:
-هنلاقيها، لو عايز تتجاب ونحقق معاها، فأكيد هنعمل كده، أنت بتقول أنها مع «أدم»، تمام يبقى «أدم» وهنعرف مكانها بسهولة، ملوش لازمة تضايق نفسك وتشد اعصابك.
عقدت «روز» حاجبيها بخفوت وضيق يتملك ما بداخلها، لتقترب جالسة من الجانب الأخر له، قائلة:
-هو مش قلقان ولا حاجة، هو بيفكر هيعمل أيه، والفكرة اللي قولتيها دي حلوة بردو، أهو نخلص بسرعة علشان نسافر.
طالعتها «فيونا» التي عقدت حاجبيها بخفوت وتعجب، سائلة:
-تسافروا؟! تسافروا فين؟
طالعها «راسل» قائل:
-هنرجع مصر، هي هتشوف عيلتها وأنا كمان هفضل هناك فترة، غير إني هتقدملها.
تبدلت ملامح «فيونا» من التعجب والتسائل، إلى الدهشة والصدمة، فكيف بعد كل هذا يذهب لغيرها!