الفصل٢١
تحدث «الجوكر» مطالع «هارلي»، ليقول:
-عايز اكلمك على انفراد.
استرمت «هارلي» في مطالعته، لتعيد مطالعة «أدم»، قائلة:
-هو مش غريب علشان متتكلمش قدامه.
نهض «الجوكر» ليقول أثناء مطالعته لهم في سخرية منه:
-وقت ماتكوني جاهزة تسمعيني لوحدك أبقي كلميني، حاجة تخصك.
تركهم ورحل أسفل الغضب الذي يتملكه من مافعلت، فتصرفها كان بمسابة استرداد حقها منه، اشعرته أن لا قيمة له عندها، أو بمعنى أخر احضارها ل«أدم» يُظهر تخطيها له تمامًا، واخراجه من حياتها.
طالعها «أدم» فور ذهاب «الجوكر» ليتحدث مترقب:
-أنتِ مبسوطة باللي عملتيه؟ يعني راضيه عنه ولا من ورا قلبك؟
اجابته «هارلي» مطالعاه ببسمة مريحة، قائل:
-أنا مستنية اللحظة دي بقالي سنين، ومكنتش متوقعه أنها هتيجي، يعني تحقيق امنية زي مابيقولوا كده.
استمر «أدم» في مطالعتها، ليقول ببسمة خافتة:
-دي حاجة كويسة، والأحسن إنك فعلًا راضيه عن اللي بتعمليه.
أخذت «هارلي» الكوب من امامها لتتناول المامجو بذهن شارد
(بمنزل راسل).
يجلس كل منهم يتناولوا طعامهم.
كل منهم يشرد بما تحدثوا فيه سابقًا، فأي شيء ستختار وكلما فكر بالأمر يجد أن لا مقارنة؛ فإن طان مكانها سرعان ما أراد الرحيل لرؤية عائلته، والتي غابت عنه كثيرًا.
هذا مادفعه للتحدث حينما حسم أمره، ليقول:
-أنا عارف إن اللي قولته كان صعب عليكِ تختاري بينه، وأنا اللي بقولك تروحي تشوفي أهلك، هو ده اللي لازم يحصل.
طالعته «روز» التي شعرت بنغزة تملكت قلبها، حين استمرعت لحديثه الذي يدل على رحيلها، لتقول:
-وأنت؟
استمر «راسل» في مطالعتها، ليتبسم بخفوت، بسمة يحاول أن يخفي بها حزنه من فكرة رحيلها، ليقول:
-أنا أكيد هشوفك تاني، وقت مانزل اجازة هنا أكيد هجيلك.
استمرت «روز» في مطالعته بملامح ثابتة، حزينة، تفكر في احتمالية رؤيته، ومن المحتمل أن لا تفعل!
ساد الصمت بعض الوقت، ليقول من جديد:
-أو يمكن أجي معاكي.
سرعان ماتبدلت ملامحها لسعادة طائلة ما إن استمعت لكلماته، لتطالعه والبسمة ترتسم فوق ثغرها، لتقول:
-بجد؟ بجد هتيجي معايا؟
تبسم «راسل» ليقول:
-بجد، يعني هو أنا لسه بفكر.
ازدادت بسمة «روز» في التوسع والسعادة تتملكها؛ فكم كانت تتمنى حدوث هذا، ولكنه كان أشبه بالمستحيل بالنسبة لها!
أكمل «راسل» حديثه، قائل:
-لو عيزاني أجي معاكِ ففي قضية في أيدي هخلصها واطلب اجازة أجي معاكِ
أومأت «روز» التي قالت بسعادة كابحة:
-أكيد هستنى، أنا مبسوطة أوي بجد، كنت خايفه أوي تسيبني، وكنتش عارفة أعمل أيه.
تبسم «راسل» ليتحدث مطمئنها، بقوله:
-أكيد مكنتش هسيبك متضايقه، ولا شايله هم حاجة.
تبسمت «روز» بحُب، فكم يسهل لها كل الأمور دون أن تحمل أي هم.
(بمنزل جان).
ذهبت «فيونا» للقائه عقب انتهائها من عملها.
قام بفتح باب المنزل ما إن دقته، ببسمة ترتسم فوق ثغره.
ابتعد من أمام الباب ليقول بذات بسمته:
-اتفضلي.
تقدمت للدخول متطلعة من حولها إلى منزله الذي يبدو فخم بعض الشيء، فيبدو أن والدتها ليست الأولى التي يمارس معها حيلة نصبه.
جلست فوق الأريكة، ليقول ما إن طالعها:
-قهوة؟
أومأت «فيونا» مجيبة:
-مفيش مانع.
ذهب ليصنع لهم القهوة، ليتحدث عقب صناعته لها، قائل:
-عاملة أيه في الشغل؟
اجابته «فيونا» متطلعه إلى تلك الصورة من امامها، والتي تحوي عائلة «جان»، لتقول:
-تمام.
انتهى «جان» من تحضيرها ليضعها فوق الشعلة ذاهب للجلوس بجانب «فيونا» التي اقبلت على التحدث، ولكن كلماته اوقفتها، حين قال:
-مفكرتيش في الموضوع اللي كلمتك فيه؟
طالعته «فيونا» بنظرات ثابتة، لتحرك رأسها نافية، حتى تحاول تملك الصلابة لتظهر أن الأمر بالفعل لا يعنيها:
-مفكرتش ومتتوقعش مني إني أفكر، وأنا جيت النهايده علشان اقولك أنهي اللي بتعمله بالذوق يا «جان» وإلا صدقني اخرتها مش هتكون حلوة.
رفع «جان» حاجبيه بلهجة باردة وبسيطة كذلك، قائل:
-الله هو أنتِ مقدرتيش على أمك، جيالي أنا انهيه؟!
أومأت «فيونا» قائلة:
-أيوه علشان أنت اللي بتنصب عليها، هي فكراك بتحبها وده مش هيخليها تلغيه ومفيش سبب قدامها اصلًا.
أبعد «جان» نظراته عنها، ليقول بإصرار وحزم:
-أنا قولت اللي عندي، لو مش هتوافقي نبقى سوى فأنا هفضل قريب منك بطريقتي.
رفعت «فيونا» حاجبيها ساخرة لتقول:
-بطريقتك! اللي هي تتجوزها، وأنت كده هتبقى قريب مني؟!
حرك «جان» رأسه نافي، ليقول:
-مش هتجوزها، أنا مش هتجوزها، وأنتِ حرة، وافقي ارفضي اعملي اللي أنتِ عيزاه.
نهض ذاهب لغرفة الطهي حتى يتفقد القهوة، وقد بدى عليه الغضب من اصرارها على رفضه.
نهضت «فيونا» هي الأخرى ذاهلة له، ولا تود أن تفعل شيء لا ينجح أو تدخل عملها فتخرج من الأمر بلا شيء.
لذا وقفت امامه أثناء سكيه للقوة، قائلة:
-«جان» لو سمحت، متدخلش علاقتك بيها بحبك ليا، دي حاجة لو أنا رفضتها فهي موضوع تاني، ودي حاجة تانيه خالص.
طالعها «جان» ليتحدث قائل:
-عارف إني لو عملت زي مبتقولي مش هشوفك تاني.
استمرت «فيونا» في مطالعته، وقد عاد قلبها ينبض بتلك الهيئة المروعة من جديد!
اقترب «جان» أكثر منها، لتقبل على الإبتعاد، ولكن اصطدام ظهرها للوح الرخامي من خلفها، دفعها للتوقف، ومطالعة من حاوطها، قائل أثناء مطالعته لعسليتاها:
-أنتِ يمكن شايفه إني بنصب عليكِ، بس أنا لو في دماغي أنصب أنا كنت كملت في لعبتي، ومكنتش قولتلك حاجة، أنا حتى مافكرتش في شغلك ولا في أي حاجة من دي، كل اللي محتاجه بس هو وجودك جانبي، أنا مريت بوحش كتير أوي، وكنت شايف أنك العوض ليا، ومازلت بشوف كده.
تطالعه «فيونا» التي تخبطت دقات قلبها المتزايدة عن العادة، ابعدت نظراتها عنه وقربه الذي يستمر في التزايد يكاد يوقف قلبها.
وضع «جان» يده فوق وجنتها وعيناه تتطلع إلى ملامحها التي عشقها، قائل:
-أنا مش عايزك تبعدي عني، ده كل اللي أنا عايزه.
طالعته «فيونا» من جديد وقبها تتزايد دقاته، اقترب أكثر من وجهها وعيناه مثبتة صوب شفتاها، قدم على تقبيلها، ولكن ابتعادها فجأة جعله يطالعها، لتتحدث ونظراتها تتطلع متفادية النظر له، قائلة بكلمات تخرج متوترة:
-اا أنا، أنا بحب واحد تاني.
استمرت «جان» في التوقف صوبها؛ فكلماتها قد ازدادت من دقات قلبه، ليقول:
-بتحبي واحد تاني!
أومأت «فيونا» التي لا تطالعه، قائلة:
-أنت مدتنيش فرصة حتى أقول كده، غير إني كنت شايفة إن دي حاجة متخصكش، بس أنا مقدرتش أسمع كلامك وأسكت.
استمر «جان» في مطالعتها صامت تمامًا؛ فكيف تحب غيره وهو من كاد يفعل أي شيء فقط لتكون من نصيبه!
اكملت «فيونا» حديثها رافعة نظراتها لتطالعه، وقلبها يتألم، لا تدري أهذا لما قالته من أمر كُسر قلبه به؟ أم لشيء أخر تجهله بعد:
-أنا قولتلك اللي عندي، ولو سمحت كفاية لحد كده، ولو احتجت فلوس أنا مستعده أديك اللي أنت عايزه، بس تبعد عنها.
استمر «جان» في مطالعتها، ليتبسم بسمة ساخرة نظهر سخريته من حديثها، قائل:
-فلوس! أنا قولتلك أنا معاها لحد دلوقت ليه، وكان بسببك أنتِ، بس أنتِ حرة، لو بتحبي واحد تاني وشايفة إن ده أحسن ليكِ فأنتِ حرة، وبوعدك مش هتشوفيني تاني يا «فيونا».
استمرت «فيونا» في مطالعته، وهناك مايزيد الحمل فوق صدرها، لا تدري لما تشعر بهذا الألم وقد فعل ماتريده، وهذا ماكانت تتعجب حدوثه.
ابعدت نرظاتها عنه لتقول قبل ذهابها:
-شكرًا يا «جان»، ولو احتجت حاجة أنا موجودة.
تركته ورحلت من المنزل بأكمله، يطالع أثر ذهابها، ليرفع خصلاته بيده في ضيق وغضب منه؛ فكيف تمر على قلبه هكذا دون الإلتفاف وهو الغبي الذي ظن أنها ستحبه!
في الليل المتأخر.
يتحدث «الجوكر» إلى «هارلي» عبر الهاتف، قائل:
-بغصب النظر عن اللي عملتيه، وأني أصلًا مش قادر استوعب إنك فعلًا لقيتي حد تشاركيه حياتك، بس هعتبر أنه صح، وأنك فعلًا ردتيلي اللي عملته، بس اللي متعرفهوش إني متكلم من طوب الأرض علشان السلاح اللي معاكِ، الكل متوقع إن أنا الوحيد اللي هعرف اجيبه منك، وكنت ممكن أعمل كده وأنتِ عرفاني كويس، بس لا، جيت واديني بقولك، علشان تعرفي إني فعلًا كنت عايز أرجع علاقتي بيكِ زي الأول
تتطلع «هارلي» امامها مستمعة لما يقول وقد تعجبت من حديثه حول السلاح؛ فقد حادثوه ليحضره لهم منها؟!
أكمل «الجوكر» قائل:
-أيه؟ سكتي ليه؟
تحدثت «هارلي» بذات نظراتها المتوقفة من امامها، قائلة:
-وبعدين؟
اجابها «الجوكر» ببرود قائل:
-وبعدين دي بتاعتك أنتِ بقى، أنا عملت اللي عليا وليكِ القرار، يعني تحبي تشاركِ في تقسيم السلاح بينا؟ ولا يروح لصاحب نصيبه؟ وأكيد أنتِ عارفة مين صاحب نصيبه، ومن الأحسن إنك تلغي حوار اللي أسمه «أدم» ده؛ لأنه مش شبهك يا «هارلي»، أحنا اللي شبه بعض وأنتِ عارفة ده كويس، خلينا نرحت حبايب زي ماكنا، اللي يجي بالنص، وكل واحد سره في حضن التاني.
كانت «هارلي» تقابل حديثه بصمت تام، تفكر فيما يقول لتتحدث عقب صمت دام طوال حديثه:
-هكلمك تاني.
أومأ «الجوكر» قائل:
-وأنا مستني.
اعلقت الخط، ليتطلع إلى «بين» الذي تحدث في سخرية، قائل:
-والله ممصدق كلامك بربع جنيه.
طالعه «الجوكر» بنظرات باردة، قائل:
-أنت عايز أيه؟
اجابه «بين» في انفعال، قائل:
-عايزك متورطش نفسك معاها تاني، ومتكررش اللي عملته؛ لأنها أكيد مش صافيه من ناحيتك، وهدوئها ده قالقني أكتر.
اجابه «الجوكر» قائل:
-متدخلش أنت أنا عارف بعمل أيه.
أومأ «بين» قائل:
-أنت حر، بس هنشوف مبن اللي كلامه صح في الأخر.
في اليوم التالي.
تتحدث «دينا» إلى «هارلي» قائلة:
-أنتِ تعرفي بنت اسمها «هيلينا»؟
عقدت «هارلي» حاجبيها متعجبة، لتقول:
-«هيلينا»! لا ليه؟
اجابتها «دينا» بلهجة تظهر تعجبها، قائلة:
-الغريب أنها عرفاكِ، وشكلها بتراقب «ساينوس» وليها عداوة معاه ومعاكِ.
عقدت «هارلي» حاجبيها في تعجب، لتقول:
-أيه اللي خلاكِ تقولي كده؟!
احابتها «دينا» لتبداء بسرد ماحدث عليها، وحين انتهت من قول كل ماحدث معها من «هيلينا».
عقدت «هارلي» حاجبيها في تعجب، قائلة:
-قتلت اختها! أنا معرفش حاجة عن الحوار ده!
اكملت «دينا» في تجاهل سائلة:
-مش ده المهم دلوقت، أنا هروح مع «ساينوس» معرفش فين، بس قالي سر، فأنا مش عارفة أوافق ولا اتهرب منه؟
اجابتها «هارلي» نافية:
-لا روحي معاه، يمكن دي الخطوة اللي مستنينها، ولو في أي حاجة مهمة أبقي اعملي زي ماقولتلك صوري أي حاجة تشوفيها لو مهمة.
أومأت «دينا» قائلة:
-طيب، ربنا يستر؛ لحسن أنا قلقانه أوي منه.
اجابتها «هارلي» قائلة:
-متخافيش، هو ميعرفش عنك حاجة علشان كده مش هيأذيكِ، وخليكِ محتفظة بده، أما لو اللي اسمها «هيلينا» دي كلمتك تاني أبقي قوليلي، وشوفي مشوار النهارده هيرسي على أيه وبلغيني، لأني ناوية أنهي الخطة قريب.
أومأت «دينا» قائلة:
-طيب، برغم إني مفهمتش أوي الجملة الأخيرة، بس هشوف الدنيا هترسي على أيه واقولك.
أومأت «هارلي» قائلة:
-مستنيه.
-عايز اكلمك على انفراد.
استرمت «هارلي» في مطالعته، لتعيد مطالعة «أدم»، قائلة:
-هو مش غريب علشان متتكلمش قدامه.
نهض «الجوكر» ليقول أثناء مطالعته لهم في سخرية منه:
-وقت ماتكوني جاهزة تسمعيني لوحدك أبقي كلميني، حاجة تخصك.
تركهم ورحل أسفل الغضب الذي يتملكه من مافعلت، فتصرفها كان بمسابة استرداد حقها منه، اشعرته أن لا قيمة له عندها، أو بمعنى أخر احضارها ل«أدم» يُظهر تخطيها له تمامًا، واخراجه من حياتها.
طالعها «أدم» فور ذهاب «الجوكر» ليتحدث مترقب:
-أنتِ مبسوطة باللي عملتيه؟ يعني راضيه عنه ولا من ورا قلبك؟
اجابته «هارلي» مطالعاه ببسمة مريحة، قائل:
-أنا مستنية اللحظة دي بقالي سنين، ومكنتش متوقعه أنها هتيجي، يعني تحقيق امنية زي مابيقولوا كده.
استمر «أدم» في مطالعتها، ليقول ببسمة خافتة:
-دي حاجة كويسة، والأحسن إنك فعلًا راضيه عن اللي بتعمليه.
أخذت «هارلي» الكوب من امامها لتتناول المامجو بذهن شارد
(بمنزل راسل).
يجلس كل منهم يتناولوا طعامهم.
كل منهم يشرد بما تحدثوا فيه سابقًا، فأي شيء ستختار وكلما فكر بالأمر يجد أن لا مقارنة؛ فإن طان مكانها سرعان ما أراد الرحيل لرؤية عائلته، والتي غابت عنه كثيرًا.
هذا مادفعه للتحدث حينما حسم أمره، ليقول:
-أنا عارف إن اللي قولته كان صعب عليكِ تختاري بينه، وأنا اللي بقولك تروحي تشوفي أهلك، هو ده اللي لازم يحصل.
طالعته «روز» التي شعرت بنغزة تملكت قلبها، حين استمرعت لحديثه الذي يدل على رحيلها، لتقول:
-وأنت؟
استمر «راسل» في مطالعتها، ليتبسم بخفوت، بسمة يحاول أن يخفي بها حزنه من فكرة رحيلها، ليقول:
-أنا أكيد هشوفك تاني، وقت مانزل اجازة هنا أكيد هجيلك.
استمرت «روز» في مطالعته بملامح ثابتة، حزينة، تفكر في احتمالية رؤيته، ومن المحتمل أن لا تفعل!
ساد الصمت بعض الوقت، ليقول من جديد:
-أو يمكن أجي معاكي.
سرعان ماتبدلت ملامحها لسعادة طائلة ما إن استمعت لكلماته، لتطالعه والبسمة ترتسم فوق ثغرها، لتقول:
-بجد؟ بجد هتيجي معايا؟
تبسم «راسل» ليقول:
-بجد، يعني هو أنا لسه بفكر.
ازدادت بسمة «روز» في التوسع والسعادة تتملكها؛ فكم كانت تتمنى حدوث هذا، ولكنه كان أشبه بالمستحيل بالنسبة لها!
أكمل «راسل» حديثه، قائل:
-لو عيزاني أجي معاكِ ففي قضية في أيدي هخلصها واطلب اجازة أجي معاكِ
أومأت «روز» التي قالت بسعادة كابحة:
-أكيد هستنى، أنا مبسوطة أوي بجد، كنت خايفه أوي تسيبني، وكنتش عارفة أعمل أيه.
تبسم «راسل» ليتحدث مطمئنها، بقوله:
-أكيد مكنتش هسيبك متضايقه، ولا شايله هم حاجة.
تبسمت «روز» بحُب، فكم يسهل لها كل الأمور دون أن تحمل أي هم.
(بمنزل جان).
ذهبت «فيونا» للقائه عقب انتهائها من عملها.
قام بفتح باب المنزل ما إن دقته، ببسمة ترتسم فوق ثغره.
ابتعد من أمام الباب ليقول بذات بسمته:
-اتفضلي.
تقدمت للدخول متطلعة من حولها إلى منزله الذي يبدو فخم بعض الشيء، فيبدو أن والدتها ليست الأولى التي يمارس معها حيلة نصبه.
جلست فوق الأريكة، ليقول ما إن طالعها:
-قهوة؟
أومأت «فيونا» مجيبة:
-مفيش مانع.
ذهب ليصنع لهم القهوة، ليتحدث عقب صناعته لها، قائل:
-عاملة أيه في الشغل؟
اجابته «فيونا» متطلعه إلى تلك الصورة من امامها، والتي تحوي عائلة «جان»، لتقول:
-تمام.
انتهى «جان» من تحضيرها ليضعها فوق الشعلة ذاهب للجلوس بجانب «فيونا» التي اقبلت على التحدث، ولكن كلماته اوقفتها، حين قال:
-مفكرتيش في الموضوع اللي كلمتك فيه؟
طالعته «فيونا» بنظرات ثابتة، لتحرك رأسها نافية، حتى تحاول تملك الصلابة لتظهر أن الأمر بالفعل لا يعنيها:
-مفكرتش ومتتوقعش مني إني أفكر، وأنا جيت النهايده علشان اقولك أنهي اللي بتعمله بالذوق يا «جان» وإلا صدقني اخرتها مش هتكون حلوة.
رفع «جان» حاجبيه بلهجة باردة وبسيطة كذلك، قائل:
-الله هو أنتِ مقدرتيش على أمك، جيالي أنا انهيه؟!
أومأت «فيونا» قائلة:
-أيوه علشان أنت اللي بتنصب عليها، هي فكراك بتحبها وده مش هيخليها تلغيه ومفيش سبب قدامها اصلًا.
أبعد «جان» نظراته عنها، ليقول بإصرار وحزم:
-أنا قولت اللي عندي، لو مش هتوافقي نبقى سوى فأنا هفضل قريب منك بطريقتي.
رفعت «فيونا» حاجبيها ساخرة لتقول:
-بطريقتك! اللي هي تتجوزها، وأنت كده هتبقى قريب مني؟!
حرك «جان» رأسه نافي، ليقول:
-مش هتجوزها، أنا مش هتجوزها، وأنتِ حرة، وافقي ارفضي اعملي اللي أنتِ عيزاه.
نهض ذاهب لغرفة الطهي حتى يتفقد القهوة، وقد بدى عليه الغضب من اصرارها على رفضه.
نهضت «فيونا» هي الأخرى ذاهلة له، ولا تود أن تفعل شيء لا ينجح أو تدخل عملها فتخرج من الأمر بلا شيء.
لذا وقفت امامه أثناء سكيه للقوة، قائلة:
-«جان» لو سمحت، متدخلش علاقتك بيها بحبك ليا، دي حاجة لو أنا رفضتها فهي موضوع تاني، ودي حاجة تانيه خالص.
طالعها «جان» ليتحدث قائل:
-عارف إني لو عملت زي مبتقولي مش هشوفك تاني.
استمرت «فيونا» في مطالعته، وقد عاد قلبها ينبض بتلك الهيئة المروعة من جديد!
اقترب «جان» أكثر منها، لتقبل على الإبتعاد، ولكن اصطدام ظهرها للوح الرخامي من خلفها، دفعها للتوقف، ومطالعة من حاوطها، قائل أثناء مطالعته لعسليتاها:
-أنتِ يمكن شايفه إني بنصب عليكِ، بس أنا لو في دماغي أنصب أنا كنت كملت في لعبتي، ومكنتش قولتلك حاجة، أنا حتى مافكرتش في شغلك ولا في أي حاجة من دي، كل اللي محتاجه بس هو وجودك جانبي، أنا مريت بوحش كتير أوي، وكنت شايف أنك العوض ليا، ومازلت بشوف كده.
تطالعه «فيونا» التي تخبطت دقات قلبها المتزايدة عن العادة، ابعدت نظراتها عنه وقربه الذي يستمر في التزايد يكاد يوقف قلبها.
وضع «جان» يده فوق وجنتها وعيناه تتطلع إلى ملامحها التي عشقها، قائل:
-أنا مش عايزك تبعدي عني، ده كل اللي أنا عايزه.
طالعته «فيونا» من جديد وقبها تتزايد دقاته، اقترب أكثر من وجهها وعيناه مثبتة صوب شفتاها، قدم على تقبيلها، ولكن ابتعادها فجأة جعله يطالعها، لتتحدث ونظراتها تتطلع متفادية النظر له، قائلة بكلمات تخرج متوترة:
-اا أنا، أنا بحب واحد تاني.
استمرت «جان» في التوقف صوبها؛ فكلماتها قد ازدادت من دقات قلبه، ليقول:
-بتحبي واحد تاني!
أومأت «فيونا» التي لا تطالعه، قائلة:
-أنت مدتنيش فرصة حتى أقول كده، غير إني كنت شايفة إن دي حاجة متخصكش، بس أنا مقدرتش أسمع كلامك وأسكت.
استمر «جان» في مطالعتها صامت تمامًا؛ فكيف تحب غيره وهو من كاد يفعل أي شيء فقط لتكون من نصيبه!
اكملت «فيونا» حديثها رافعة نظراتها لتطالعه، وقلبها يتألم، لا تدري أهذا لما قالته من أمر كُسر قلبه به؟ أم لشيء أخر تجهله بعد:
-أنا قولتلك اللي عندي، ولو سمحت كفاية لحد كده، ولو احتجت فلوس أنا مستعده أديك اللي أنت عايزه، بس تبعد عنها.
استمر «جان» في مطالعتها، ليتبسم بسمة ساخرة نظهر سخريته من حديثها، قائل:
-فلوس! أنا قولتلك أنا معاها لحد دلوقت ليه، وكان بسببك أنتِ، بس أنتِ حرة، لو بتحبي واحد تاني وشايفة إن ده أحسن ليكِ فأنتِ حرة، وبوعدك مش هتشوفيني تاني يا «فيونا».
استمرت «فيونا» في مطالعته، وهناك مايزيد الحمل فوق صدرها، لا تدري لما تشعر بهذا الألم وقد فعل ماتريده، وهذا ماكانت تتعجب حدوثه.
ابعدت نرظاتها عنه لتقول قبل ذهابها:
-شكرًا يا «جان»، ولو احتجت حاجة أنا موجودة.
تركته ورحلت من المنزل بأكمله، يطالع أثر ذهابها، ليرفع خصلاته بيده في ضيق وغضب منه؛ فكيف تمر على قلبه هكذا دون الإلتفاف وهو الغبي الذي ظن أنها ستحبه!
في الليل المتأخر.
يتحدث «الجوكر» إلى «هارلي» عبر الهاتف، قائل:
-بغصب النظر عن اللي عملتيه، وأني أصلًا مش قادر استوعب إنك فعلًا لقيتي حد تشاركيه حياتك، بس هعتبر أنه صح، وأنك فعلًا ردتيلي اللي عملته، بس اللي متعرفهوش إني متكلم من طوب الأرض علشان السلاح اللي معاكِ، الكل متوقع إن أنا الوحيد اللي هعرف اجيبه منك، وكنت ممكن أعمل كده وأنتِ عرفاني كويس، بس لا، جيت واديني بقولك، علشان تعرفي إني فعلًا كنت عايز أرجع علاقتي بيكِ زي الأول
تتطلع «هارلي» امامها مستمعة لما يقول وقد تعجبت من حديثه حول السلاح؛ فقد حادثوه ليحضره لهم منها؟!
أكمل «الجوكر» قائل:
-أيه؟ سكتي ليه؟
تحدثت «هارلي» بذات نظراتها المتوقفة من امامها، قائلة:
-وبعدين؟
اجابها «الجوكر» ببرود قائل:
-وبعدين دي بتاعتك أنتِ بقى، أنا عملت اللي عليا وليكِ القرار، يعني تحبي تشاركِ في تقسيم السلاح بينا؟ ولا يروح لصاحب نصيبه؟ وأكيد أنتِ عارفة مين صاحب نصيبه، ومن الأحسن إنك تلغي حوار اللي أسمه «أدم» ده؛ لأنه مش شبهك يا «هارلي»، أحنا اللي شبه بعض وأنتِ عارفة ده كويس، خلينا نرحت حبايب زي ماكنا، اللي يجي بالنص، وكل واحد سره في حضن التاني.
كانت «هارلي» تقابل حديثه بصمت تام، تفكر فيما يقول لتتحدث عقب صمت دام طوال حديثه:
-هكلمك تاني.
أومأ «الجوكر» قائل:
-وأنا مستني.
اعلقت الخط، ليتطلع إلى «بين» الذي تحدث في سخرية، قائل:
-والله ممصدق كلامك بربع جنيه.
طالعه «الجوكر» بنظرات باردة، قائل:
-أنت عايز أيه؟
اجابه «بين» في انفعال، قائل:
-عايزك متورطش نفسك معاها تاني، ومتكررش اللي عملته؛ لأنها أكيد مش صافيه من ناحيتك، وهدوئها ده قالقني أكتر.
اجابه «الجوكر» قائل:
-متدخلش أنت أنا عارف بعمل أيه.
أومأ «بين» قائل:
-أنت حر، بس هنشوف مبن اللي كلامه صح في الأخر.
في اليوم التالي.
تتحدث «دينا» إلى «هارلي» قائلة:
-أنتِ تعرفي بنت اسمها «هيلينا»؟
عقدت «هارلي» حاجبيها متعجبة، لتقول:
-«هيلينا»! لا ليه؟
اجابتها «دينا» بلهجة تظهر تعجبها، قائلة:
-الغريب أنها عرفاكِ، وشكلها بتراقب «ساينوس» وليها عداوة معاه ومعاكِ.
عقدت «هارلي» حاجبيها في تعجب، لتقول:
-أيه اللي خلاكِ تقولي كده؟!
احابتها «دينا» لتبداء بسرد ماحدث عليها، وحين انتهت من قول كل ماحدث معها من «هيلينا».
عقدت «هارلي» حاجبيها في تعجب، قائلة:
-قتلت اختها! أنا معرفش حاجة عن الحوار ده!
اكملت «دينا» في تجاهل سائلة:
-مش ده المهم دلوقت، أنا هروح مع «ساينوس» معرفش فين، بس قالي سر، فأنا مش عارفة أوافق ولا اتهرب منه؟
اجابتها «هارلي» نافية:
-لا روحي معاه، يمكن دي الخطوة اللي مستنينها، ولو في أي حاجة مهمة أبقي اعملي زي ماقولتلك صوري أي حاجة تشوفيها لو مهمة.
أومأت «دينا» قائلة:
-طيب، ربنا يستر؛ لحسن أنا قلقانه أوي منه.
اجابتها «هارلي» قائلة:
-متخافيش، هو ميعرفش عنك حاجة علشان كده مش هيأذيكِ، وخليكِ محتفظة بده، أما لو اللي اسمها «هيلينا» دي كلمتك تاني أبقي قوليلي، وشوفي مشوار النهارده هيرسي على أيه وبلغيني، لأني ناوية أنهي الخطة قريب.
أومأت «دينا» قائلة:
-طيب، برغم إني مفهمتش أوي الجملة الأخيرة، بس هشوف الدنيا هترسي على أيه واقولك.
أومأت «هارلي» قائلة:
-مستنيه.