الفصل٢٠
حين عادت «هارلي» رفقة «أدم» إلى المنزل.
تلقت «هارلي» اتصال، والذي هو من ذات الرقم الذي أرسل لها الرسالة.
تطلعت «هارلي» إلى الهاتف، لتطالع «أدم» الذي تحدث سائل:
-هو؟
أومأت «هارلي» قائلة:
-هخرج أرد وارجع تاني.
وبالفعل خرجت من الغرفة أسفل نظرات «أدم» الذي تملكه الضيق؛ فهناك من كان يتملك قلبها وهو من استمر في التفكير بها منذ سنوات عدة!
قامت بفتح الخط والصمت دون اصدار أي صوت، لتستمع إلى صوته الذي غاب عن اذنها منذ وقت طويل، حين قال:
-مردتيش على رسالتي ليه؟
استمرت «هارلي» في التطلع امامها صامتة تمامًا، فقط صوت دقات قلبها هو من يسود الأجواء.
ليكمل حديثه، قائل:
-عارف إني غلط، بس اديني فرصة نتكلم، عايز اقابلك.
تحدثت «هارلي» كاسرة الصمت، لتقول بلهجة ساخرة:
-وهو لسه في كلام يتقال بينا؟! أنت عارف أنا حاسة بأيه دلوقت؟ طبعًا لا؛ وهتعرف أزاي وأنت مجربتش شعور إنك تدي حد ثقتك كلها ومش بس كده، تسلمله نفسك على أمل إن حياتك بيه هتكون أحسن.
وهو اللي يدوس عليك بجزمته ويعدي ولا كأنه عمل حاجة! ومش كده وبس ده يختفي تمامًا، يختفي من حياتك بعد ماحطك في وش المدفع علشان يخلص منك! كلام أيه بقى اللي لسه عندك عايز تقوله؟ والله لو كان عليا أنا معنديش مانع اسمعك، بس قلبي اللي كسرته ده هتعرف تصلحه؟ تؤ مستحيل.
اجابها «الجوكر» قائل:
-«هارلي» أنتِ اتخلقتي ليا، ولو أنا غلط فأنا رجعت عن غلطتي وبقولك مش هتخلى عنك تاني، يبقى ترفضي رجوعنا، ولا تقبلي أصلح اللي عملته؟
اجابته «هارلي» بقوة ولؤم منها، قائلة:
-طيب، عايز تصلح اللي عملته تمام، أنا هقابلك، وكمان هيبقى معايا مفاجئة ليك، عندك حق لازم علشان مبقاش وحشة أديك فرصة تصلح اللي عملته.
عقد «الجوكر» حاجبيه بخفوت؛ يتسائل عن سبب حديثها الذي يقسم على وجود مايدور بعقلها، نيابة عن موافقتها على ماقال، ليتحدث محاول أن يكون طبيعيًا لحين لم يكون هناك شيء وهو من يهيئ عقله له الأمر:
-بدل منتي موافقة قابليني في العنوان اللي هبعتهولك دلوقت.
تحدثت «هارلي» نافية:
-لا، هبعتلك أنا العنوان اللي هنتقابل فيه، وهيكون الساعة ٧ بالليل.
تحدث «الجوكر» في تسائل وتعجب، قائل:
-اشمعنى؟!
اجابته «هارلي» بغموض لم يعتاد عليه منها، قائلة:
-الوقت اللي فاضية فيه، لو مش مناسبك أنت حر.
تنهد «الجوكر» وهناك مايقلق قلبه من لهجتها معه، ليوميئ قائل:
-معنديش مانع يا «هارلي» المهم اشوفك.
تبسمت «هارلي» بسمة ساخرة، لتقول بذات غموضها:
-اشوفك بالليل.
اغلقت الخط لتعود إلى «أدم» الذي يحاول كبح نعاسه الذي تملكه، ليقول ما إن رأها:
-أيه؟
اقتربت «هارلي» لتجلس فوق الأرض بجانبه، قائلة:
-عندك استعداد تيجي معايا بالليل بعد ماتصحى من النوم مشوار صغير؟
عقد «أدم» حاجبيه بخفوت سائل:
-مشوار أيه؟!
اجابته «هارلي» ببسمة تشع غموض، لتقول:
-هتعرف لما نروح، المهم دلوقت ترتاح لأن مشوار بالليل ده محتاج صحة!
(بمنزل الجوكر).
تحدث «بين» في قلق، سائل:
-أنت متأكد من المشوار ده؟ مش عارف مش مرتاح لموافقتها السريعة دي!
طالعه «الجوكر» ليقول بعقل شارد بعض الشيء:
-كله هيبان، وهي عارفة كويس إنها متقدرش تلعب معايا.
استمر «بين» في مطالعته، ليقول في قلق منه:
-ومتنساش بردو إنها تربيتك، «هارلي» اتعملت على أيدك، يعني متتخيرش عنك.
أبعد «الجوكر» نظراته عنه ساكب بعض من النبيز امامه، ليقول:
-بطل تفكير بسلبيه، اخرها هتعمل أيه؟ هتقتلني؟ متقدرش تعملها.
تنهد «بين» من هدوئه التام اتجاه الأمر والذي يقلقه بشدة، قاطع شروده صوت الهاتف والذي يعد ل«الجوكر».
ذهب «بين» وأحضر الهاتف، ليقول:
-جايلك اتصال.
أخذ «الجوكر» الهاتف من يده، ليتحدث في تعجب ما إن طالع الرقم:
-أيه الرقم ده!
اجابه ما إن فتح الخط استمع لصوت «مارف» يقول:
-ألو الجوكر معايا؟
تحدث «الجوكر» متعجب في تسائل:
-أيوه، مين معايا؟
اجابه «مارف» قائل:
-محسوبك «مارف»، كلنا طبعًا نعرف بعلاقتك القديمة بهارلي، ومحتاجين منك مساعدة صغيرة كده لحاجة بتاعتنا عندها، وليك نص الحاجة دي.
عقد «الجوكر» حاجبيه بخفوت، سائل:
-حاجة أيه؟ هو كله دلوقت بقى يجي يرمي في حجري أنا؟!
اجابه «مارف» قائل:
-الخير فيك بردو، محدش هيقدر يرجعلنا حقنا غيرك، ببساطة «هارلي» سرقت مننا سلاح مغطي بالألماس، يعني حاجة في العالي أوي.
رفع «الجوكر» حاجبيه في دهشة، قائل:
-هو معاها! ده الكون كله مقلوب على البتاع ده وأنا معرفش!
اجابه «مارف» في تعجب، قائل:
-مين اللي قالب الدنيا عليه تاني؟ هو حد كلمك عنه؟!
اجابه «الجوكر» قائل:
-أنسى، طيب هفكر في الحوار واكلمك على بكرا كده.
اجابه «مارف» قائل:
-طيب هستناك ترد عليا، وياريت توافق لأني متأكد محدش هيحلها غيرك.
أومأ «الجوكر» قائل:
-هبقى أتصل بيك.
أغلق الخط، ليطالع «بين» الذي قال:
-في حاجه ولا أيه؟
اجابه «الجوكر» قائل:
-بيقول إن السلاح اللي اتسرق منه مع «هارلي»، وعايزني اجيبه منها ويبقى ليا النص.
استمر «بين» في مطالعته، ليرفع حاجبيه، قائل:
-أمم، وبعدين؟ هتوافق؟ ده أنت لسه حتى مصلحتش علاقتك بيها! هتعمل نفس الحركة تاني؟
ضحك «الجوكر»، ليقول في تردد منه:
-والله هي وحظها بقى، أنت عارف إني مبحبش أضيع مصلحة تجيلي لحد عندي.
أومأ «بين» بقلة حيلة، قائل:
-عارف عارف، المشكلة في اللي بتحاول تصلح علاقتك بيها، وفي نفس الوقت يجيلك اللي يخليك تعمل الأسوء، خود قرارك لأن المرة دي مفيهاش رجوع.
غمز «الجوكر» له قال:
-متقلقش، مش واطي للدرجة.
أومأ «بين» بطريقة ساخرة، قائل:
-منا عارف، أنت هتقولي!
(بمنزل فيونا).
قامت «فيونا» بالإتصال ب«جان» لتحادثه، قائلة:
-عايزة اقابلك؟
تبسم «جان» ما إن استمع منها هذا الحديث، ليقول:
-طب ماحنا حلوين أهو، أمال في أيه بقى؟!
اكملت «فيونا» حديثها متجاهلة ماقال:
-اقابلك فين؟
اجابها «جان» الذي شعر أن هناك أمر طارء الحدوث:
-تعاليلي البيت، هبعتلك العنوان وتعالي؛ لأني مش نازل النهارده الصراحة رجعلي وجعاني.
اغمضت «فيونا» عيناها في ضيق يتمكلها من طريقته المخادعة، والتي تعلم تمامًا بتظاهره بها، لتقول وهي على دراية تامة بأنه لن يستطيع فعل شيء معها:
-طيب، ابعتلي العنوان وهجيلك لما أخلص شغلي، بس ياريت الاقيك فعلً هناك.
اجابها «جان» بخبث وبسمة تشع لؤم:
-لا متقلقيش هتلاقيني، هتلاقيني أوي كمان.
اغلقت «فيونا» الخط دون التحدث مجددًا، لتذهب «مونتايا» لها، قائلة:
-«فيونا» مشوفتيش «راسل» النهارده؟
اجابتها «فيونا» حين طالعتها، قائلة:
-لا، في حاجه؟
اجابتها «مونتايا» أسفل ضيقها، قائلة:
-بحاول اوصله من الصبح مبيردش على التليفون، تأخير «أدم» في القضية وسكوته ده مش حلو لينا، يا إما يشوف حد تاني يشغل القضية دي، يا إما هنسحب أنا وأريح دماغي.
تحدثت «فيونا» نافية، لتقول:
-سيدة «مونتايا» أنا واثقة في اختيار «راسل»، وإنه يطلب تكفيل «أدم» بالمهمة، فده معناه إنه قدها، وكلها وقت قصير وهتلاقي القصية خلصانه.
تنهدت «مونتايا» في ضيق، قائلة:
-كل يوم بقول كده، ده مجرد كلام بنصبر بيه نفسنا وبس، دي أكتر قضية خدت مننا وقت، وكده مش هينفع، لو كل قضية هنقعد فيها سنة يبقى مش هنخلص.
طالعتها «فيونا» وقد انشغل عقلها بأمر «راسل»، لتقول:
-هحاول أتصل بيه، ولو قدرت اوصله هقولك.
أومأت «مونتايا» قائلة:
-متقوليش أنا، قوليله يخلص ويشوف حل للقضية يا يعترف أنه فشل وننسحب من القضية بهدوء.
تركتها وذهبت أسفل ضيقها من تأخرهم الذي أصبح زائد عن حده.
لتتطلع «فيونا» لهاتفها، متصلة به، ولكن هاتفه مغلق!
تطلعت امامها شاردة الذهن في أمره، فقد انشغلت ب«جان» ولم تراه اليوم بأكمله!
في الليل.
(بمنزل راسل).
تحدثت «روز» إلى «راسل» بسعادة قائلة:
-أنا كده خلصت منه، صح؟
تبسم «راسل» ليوميئ بهدوء، قائل:
-أكيد.
رفعت «روز» رأسها بسعادة تتملك ملامحها، والتي يلحظها بوضوح، تحدثت في شكر قائلة:
-الحمدالله، الحمدالله إني قدرت أخلص من المجنون ده، شكرًا يا «راسل» بجد من غيرك أنا مكنتش قدرت أعمل أي حاجة، وكان زماني محبوسه عند المجنون ده.
تبسم «راسل»أكتر ليتحدث نافي:
-بالعكس، كل اللي عملتيه ارادة منك أنتِ، وزي مقولتلك لو مكنتش أنا اللي خلصتك منه، كان ربنا بعتلك ظابط غيري وقف معاكِ.
تبسمت روز» والسعادة تتملك ملامحها، لتقول:
-أنا كده أقدر أرجع مصر صح؟
طالعها «راسل» وقد تبدلت ملامحه، بل تلاشت بسمته تدريجيًا؛ فرحيلها يعني تركه!
استعبت «روز» ماقالت، لتتحدث وقد امتلاء قلبها بالتوتر، قائلة:
-أنا مش عارفة يعني، مش عارفة هتفهمني ولا لا، بس أنا عايزه أفضل هنا، وفي نفس الوقت عايزة أرجع أشوف أهلي، ومش عارفة أعمل أيه.
استمر «راسل» في مطالعتها، فهذا خيار صعب بين عائلتها وبينه، ولكن بذات الوقت عمله يجبره على البقاء دون الرحيل معها، ليقول:
-عارفة اللي بتفكري فيه، ومقدر حيرتك، بس اللي ترتاحيله اعمليه.
نهض ليقول ويبدو عليه الحزن لما يقلق من اتخاذها لقرار تبتعد به عنه:
-هروح أجيب الأكل، زمانه استوى.
ذهب لتتطلع إلى ذهابه، متنهدة في حيرة وحزن يتملكها، تفكر بما ستفعل وما القرار الصائب الذي عليها اتخاذه؟
(بالكافيه القريب من منزل أدم).
يجلس «الجوكر» منتظر قدوم «هارلي»، والتي بالفعل أتت ولكن ما إن تطلع صوبها، تلاشت بسمته، ليحل مكانها تعجب!
اقتربت «هارلي» التي كانت ترتدي ذات الفستان البنفسجي، ذاهبة لتقف امامه وبجانبها «أدم»، قائلة:
-يا أهلًا.
استمر «الجوكر» في تحويل نظراته بينهم، فقد كانت كفيلة بأن تعلمها مايدور بعقله، ليقول في تعجب منه:
-مين ده؟!
اجابته «هارلي» ببسمة باردة، لتقول:
-وأحنا واقفين؟! طب مش نقعد الأول؟
تنهد «الجوكر» بنفاذ صبر، ليجلس مشير صوب المقعد ببسمة باردة، عكس مابداخله:
-اتفضلوا.
جلسوا، لتتحدث «هارلي» والبسمة لا تفارق ثغرها، كأنها تتعمد اغضابه بتصرفاتها:
-أعرف «أدم» خطيبي.
طالعها «الجوكر» لتتبدل ملامحه تمامًا متملكها الصدمة، قائل:
-خطيبك؟! ده اللي هو أزاي؟!
اجابته «هارلي» بكلمات باردة، قائلة:
-زي أي اتنين بيتخطبوا، أيه الغريب؟
استمر «الجوكر» في مطالعتها، ولم يصدق الأمر برغم كلماتها، وبرغم وجوده رفقتها، إلا أن علمه التام ب«هارلي» يدفعه لأن لا يصدق شيء كهذا.
هذا مادفعه لمطالعة يدها والذي بالفعل وجد بها خاتم!
تحدثت «هارلي» التي تعلم تمامًا سبب مطالعته ليدها، لتقول:
-«أدم» اطلبلي عصير مانجه.
تبسم «أدم» ليقول:
-أكيد.
ليطالع «الجوكر» ببرود، سائل:
-تحب اطلبلك أيه؟
طالعه «الجوكر» والذي يتبسم بسمة باردة، تعكس غضبه الداخلي، ليقول:
-قهوة.
طالعته «هارلي» لتتحدث بغل يتملكها:
-كنت عايز تقابلني ليه؟ تقدر تتكلم أهو جيت.
طالعها «الجوكر» االذي يشع غضبًا اتجاهها، وهذا ماتوضحه نظراته لها؛ فكيف تذهب لغيره؟! بل وتحضره معها أثناء مقابلته لها!
تلقت «هارلي» اتصال، والذي هو من ذات الرقم الذي أرسل لها الرسالة.
تطلعت «هارلي» إلى الهاتف، لتطالع «أدم» الذي تحدث سائل:
-هو؟
أومأت «هارلي» قائلة:
-هخرج أرد وارجع تاني.
وبالفعل خرجت من الغرفة أسفل نظرات «أدم» الذي تملكه الضيق؛ فهناك من كان يتملك قلبها وهو من استمر في التفكير بها منذ سنوات عدة!
قامت بفتح الخط والصمت دون اصدار أي صوت، لتستمع إلى صوته الذي غاب عن اذنها منذ وقت طويل، حين قال:
-مردتيش على رسالتي ليه؟
استمرت «هارلي» في التطلع امامها صامتة تمامًا، فقط صوت دقات قلبها هو من يسود الأجواء.
ليكمل حديثه، قائل:
-عارف إني غلط، بس اديني فرصة نتكلم، عايز اقابلك.
تحدثت «هارلي» كاسرة الصمت، لتقول بلهجة ساخرة:
-وهو لسه في كلام يتقال بينا؟! أنت عارف أنا حاسة بأيه دلوقت؟ طبعًا لا؛ وهتعرف أزاي وأنت مجربتش شعور إنك تدي حد ثقتك كلها ومش بس كده، تسلمله نفسك على أمل إن حياتك بيه هتكون أحسن.
وهو اللي يدوس عليك بجزمته ويعدي ولا كأنه عمل حاجة! ومش كده وبس ده يختفي تمامًا، يختفي من حياتك بعد ماحطك في وش المدفع علشان يخلص منك! كلام أيه بقى اللي لسه عندك عايز تقوله؟ والله لو كان عليا أنا معنديش مانع اسمعك، بس قلبي اللي كسرته ده هتعرف تصلحه؟ تؤ مستحيل.
اجابها «الجوكر» قائل:
-«هارلي» أنتِ اتخلقتي ليا، ولو أنا غلط فأنا رجعت عن غلطتي وبقولك مش هتخلى عنك تاني، يبقى ترفضي رجوعنا، ولا تقبلي أصلح اللي عملته؟
اجابته «هارلي» بقوة ولؤم منها، قائلة:
-طيب، عايز تصلح اللي عملته تمام، أنا هقابلك، وكمان هيبقى معايا مفاجئة ليك، عندك حق لازم علشان مبقاش وحشة أديك فرصة تصلح اللي عملته.
عقد «الجوكر» حاجبيه بخفوت؛ يتسائل عن سبب حديثها الذي يقسم على وجود مايدور بعقلها، نيابة عن موافقتها على ماقال، ليتحدث محاول أن يكون طبيعيًا لحين لم يكون هناك شيء وهو من يهيئ عقله له الأمر:
-بدل منتي موافقة قابليني في العنوان اللي هبعتهولك دلوقت.
تحدثت «هارلي» نافية:
-لا، هبعتلك أنا العنوان اللي هنتقابل فيه، وهيكون الساعة ٧ بالليل.
تحدث «الجوكر» في تسائل وتعجب، قائل:
-اشمعنى؟!
اجابته «هارلي» بغموض لم يعتاد عليه منها، قائلة:
-الوقت اللي فاضية فيه، لو مش مناسبك أنت حر.
تنهد «الجوكر» وهناك مايقلق قلبه من لهجتها معه، ليوميئ قائل:
-معنديش مانع يا «هارلي» المهم اشوفك.
تبسمت «هارلي» بسمة ساخرة، لتقول بذات غموضها:
-اشوفك بالليل.
اغلقت الخط لتعود إلى «أدم» الذي يحاول كبح نعاسه الذي تملكه، ليقول ما إن رأها:
-أيه؟
اقتربت «هارلي» لتجلس فوق الأرض بجانبه، قائلة:
-عندك استعداد تيجي معايا بالليل بعد ماتصحى من النوم مشوار صغير؟
عقد «أدم» حاجبيه بخفوت سائل:
-مشوار أيه؟!
اجابته «هارلي» ببسمة تشع غموض، لتقول:
-هتعرف لما نروح، المهم دلوقت ترتاح لأن مشوار بالليل ده محتاج صحة!
(بمنزل الجوكر).
تحدث «بين» في قلق، سائل:
-أنت متأكد من المشوار ده؟ مش عارف مش مرتاح لموافقتها السريعة دي!
طالعه «الجوكر» ليقول بعقل شارد بعض الشيء:
-كله هيبان، وهي عارفة كويس إنها متقدرش تلعب معايا.
استمر «بين» في مطالعته، ليقول في قلق منه:
-ومتنساش بردو إنها تربيتك، «هارلي» اتعملت على أيدك، يعني متتخيرش عنك.
أبعد «الجوكر» نظراته عنه ساكب بعض من النبيز امامه، ليقول:
-بطل تفكير بسلبيه، اخرها هتعمل أيه؟ هتقتلني؟ متقدرش تعملها.
تنهد «بين» من هدوئه التام اتجاه الأمر والذي يقلقه بشدة، قاطع شروده صوت الهاتف والذي يعد ل«الجوكر».
ذهب «بين» وأحضر الهاتف، ليقول:
-جايلك اتصال.
أخذ «الجوكر» الهاتف من يده، ليتحدث في تعجب ما إن طالع الرقم:
-أيه الرقم ده!
اجابه ما إن فتح الخط استمع لصوت «مارف» يقول:
-ألو الجوكر معايا؟
تحدث «الجوكر» متعجب في تسائل:
-أيوه، مين معايا؟
اجابه «مارف» قائل:
-محسوبك «مارف»، كلنا طبعًا نعرف بعلاقتك القديمة بهارلي، ومحتاجين منك مساعدة صغيرة كده لحاجة بتاعتنا عندها، وليك نص الحاجة دي.
عقد «الجوكر» حاجبيه بخفوت، سائل:
-حاجة أيه؟ هو كله دلوقت بقى يجي يرمي في حجري أنا؟!
اجابه «مارف» قائل:
-الخير فيك بردو، محدش هيقدر يرجعلنا حقنا غيرك، ببساطة «هارلي» سرقت مننا سلاح مغطي بالألماس، يعني حاجة في العالي أوي.
رفع «الجوكر» حاجبيه في دهشة، قائل:
-هو معاها! ده الكون كله مقلوب على البتاع ده وأنا معرفش!
اجابه «مارف» في تعجب، قائل:
-مين اللي قالب الدنيا عليه تاني؟ هو حد كلمك عنه؟!
اجابه «الجوكر» قائل:
-أنسى، طيب هفكر في الحوار واكلمك على بكرا كده.
اجابه «مارف» قائل:
-طيب هستناك ترد عليا، وياريت توافق لأني متأكد محدش هيحلها غيرك.
أومأ «الجوكر» قائل:
-هبقى أتصل بيك.
أغلق الخط، ليطالع «بين» الذي قال:
-في حاجه ولا أيه؟
اجابه «الجوكر» قائل:
-بيقول إن السلاح اللي اتسرق منه مع «هارلي»، وعايزني اجيبه منها ويبقى ليا النص.
استمر «بين» في مطالعته، ليرفع حاجبيه، قائل:
-أمم، وبعدين؟ هتوافق؟ ده أنت لسه حتى مصلحتش علاقتك بيها! هتعمل نفس الحركة تاني؟
ضحك «الجوكر»، ليقول في تردد منه:
-والله هي وحظها بقى، أنت عارف إني مبحبش أضيع مصلحة تجيلي لحد عندي.
أومأ «بين» بقلة حيلة، قائل:
-عارف عارف، المشكلة في اللي بتحاول تصلح علاقتك بيها، وفي نفس الوقت يجيلك اللي يخليك تعمل الأسوء، خود قرارك لأن المرة دي مفيهاش رجوع.
غمز «الجوكر» له قال:
-متقلقش، مش واطي للدرجة.
أومأ «بين» بطريقة ساخرة، قائل:
-منا عارف، أنت هتقولي!
(بمنزل فيونا).
قامت «فيونا» بالإتصال ب«جان» لتحادثه، قائلة:
-عايزة اقابلك؟
تبسم «جان» ما إن استمع منها هذا الحديث، ليقول:
-طب ماحنا حلوين أهو، أمال في أيه بقى؟!
اكملت «فيونا» حديثها متجاهلة ماقال:
-اقابلك فين؟
اجابها «جان» الذي شعر أن هناك أمر طارء الحدوث:
-تعاليلي البيت، هبعتلك العنوان وتعالي؛ لأني مش نازل النهارده الصراحة رجعلي وجعاني.
اغمضت «فيونا» عيناها في ضيق يتمكلها من طريقته المخادعة، والتي تعلم تمامًا بتظاهره بها، لتقول وهي على دراية تامة بأنه لن يستطيع فعل شيء معها:
-طيب، ابعتلي العنوان وهجيلك لما أخلص شغلي، بس ياريت الاقيك فعلً هناك.
اجابها «جان» بخبث وبسمة تشع لؤم:
-لا متقلقيش هتلاقيني، هتلاقيني أوي كمان.
اغلقت «فيونا» الخط دون التحدث مجددًا، لتذهب «مونتايا» لها، قائلة:
-«فيونا» مشوفتيش «راسل» النهارده؟
اجابتها «فيونا» حين طالعتها، قائلة:
-لا، في حاجه؟
اجابتها «مونتايا» أسفل ضيقها، قائلة:
-بحاول اوصله من الصبح مبيردش على التليفون، تأخير «أدم» في القضية وسكوته ده مش حلو لينا، يا إما يشوف حد تاني يشغل القضية دي، يا إما هنسحب أنا وأريح دماغي.
تحدثت «فيونا» نافية، لتقول:
-سيدة «مونتايا» أنا واثقة في اختيار «راسل»، وإنه يطلب تكفيل «أدم» بالمهمة، فده معناه إنه قدها، وكلها وقت قصير وهتلاقي القصية خلصانه.
تنهدت «مونتايا» في ضيق، قائلة:
-كل يوم بقول كده، ده مجرد كلام بنصبر بيه نفسنا وبس، دي أكتر قضية خدت مننا وقت، وكده مش هينفع، لو كل قضية هنقعد فيها سنة يبقى مش هنخلص.
طالعتها «فيونا» وقد انشغل عقلها بأمر «راسل»، لتقول:
-هحاول أتصل بيه، ولو قدرت اوصله هقولك.
أومأت «مونتايا» قائلة:
-متقوليش أنا، قوليله يخلص ويشوف حل للقضية يا يعترف أنه فشل وننسحب من القضية بهدوء.
تركتها وذهبت أسفل ضيقها من تأخرهم الذي أصبح زائد عن حده.
لتتطلع «فيونا» لهاتفها، متصلة به، ولكن هاتفه مغلق!
تطلعت امامها شاردة الذهن في أمره، فقد انشغلت ب«جان» ولم تراه اليوم بأكمله!
في الليل.
(بمنزل راسل).
تحدثت «روز» إلى «راسل» بسعادة قائلة:
-أنا كده خلصت منه، صح؟
تبسم «راسل» ليوميئ بهدوء، قائل:
-أكيد.
رفعت «روز» رأسها بسعادة تتملك ملامحها، والتي يلحظها بوضوح، تحدثت في شكر قائلة:
-الحمدالله، الحمدالله إني قدرت أخلص من المجنون ده، شكرًا يا «راسل» بجد من غيرك أنا مكنتش قدرت أعمل أي حاجة، وكان زماني محبوسه عند المجنون ده.
تبسم «راسل»أكتر ليتحدث نافي:
-بالعكس، كل اللي عملتيه ارادة منك أنتِ، وزي مقولتلك لو مكنتش أنا اللي خلصتك منه، كان ربنا بعتلك ظابط غيري وقف معاكِ.
تبسمت روز» والسعادة تتملك ملامحها، لتقول:
-أنا كده أقدر أرجع مصر صح؟
طالعها «راسل» وقد تبدلت ملامحه، بل تلاشت بسمته تدريجيًا؛ فرحيلها يعني تركه!
استعبت «روز» ماقالت، لتتحدث وقد امتلاء قلبها بالتوتر، قائلة:
-أنا مش عارفة يعني، مش عارفة هتفهمني ولا لا، بس أنا عايزه أفضل هنا، وفي نفس الوقت عايزة أرجع أشوف أهلي، ومش عارفة أعمل أيه.
استمر «راسل» في مطالعتها، فهذا خيار صعب بين عائلتها وبينه، ولكن بذات الوقت عمله يجبره على البقاء دون الرحيل معها، ليقول:
-عارفة اللي بتفكري فيه، ومقدر حيرتك، بس اللي ترتاحيله اعمليه.
نهض ليقول ويبدو عليه الحزن لما يقلق من اتخاذها لقرار تبتعد به عنه:
-هروح أجيب الأكل، زمانه استوى.
ذهب لتتطلع إلى ذهابه، متنهدة في حيرة وحزن يتملكها، تفكر بما ستفعل وما القرار الصائب الذي عليها اتخاذه؟
(بالكافيه القريب من منزل أدم).
يجلس «الجوكر» منتظر قدوم «هارلي»، والتي بالفعل أتت ولكن ما إن تطلع صوبها، تلاشت بسمته، ليحل مكانها تعجب!
اقتربت «هارلي» التي كانت ترتدي ذات الفستان البنفسجي، ذاهبة لتقف امامه وبجانبها «أدم»، قائلة:
-يا أهلًا.
استمر «الجوكر» في تحويل نظراته بينهم، فقد كانت كفيلة بأن تعلمها مايدور بعقله، ليقول في تعجب منه:
-مين ده؟!
اجابته «هارلي» ببسمة باردة، لتقول:
-وأحنا واقفين؟! طب مش نقعد الأول؟
تنهد «الجوكر» بنفاذ صبر، ليجلس مشير صوب المقعد ببسمة باردة، عكس مابداخله:
-اتفضلوا.
جلسوا، لتتحدث «هارلي» والبسمة لا تفارق ثغرها، كأنها تتعمد اغضابه بتصرفاتها:
-أعرف «أدم» خطيبي.
طالعها «الجوكر» لتتبدل ملامحه تمامًا متملكها الصدمة، قائل:
-خطيبك؟! ده اللي هو أزاي؟!
اجابته «هارلي» بكلمات باردة، قائلة:
-زي أي اتنين بيتخطبوا، أيه الغريب؟
استمر «الجوكر» في مطالعتها، ولم يصدق الأمر برغم كلماتها، وبرغم وجوده رفقتها، إلا أن علمه التام ب«هارلي» يدفعه لأن لا يصدق شيء كهذا.
هذا مادفعه لمطالعة يدها والذي بالفعل وجد بها خاتم!
تحدثت «هارلي» التي تعلم تمامًا سبب مطالعته ليدها، لتقول:
-«أدم» اطلبلي عصير مانجه.
تبسم «أدم» ليقول:
-أكيد.
ليطالع «الجوكر» ببرود، سائل:
-تحب اطلبلك أيه؟
طالعه «الجوكر» والذي يتبسم بسمة باردة، تعكس غضبه الداخلي، ليقول:
-قهوة.
طالعته «هارلي» لتتحدث بغل يتملكها:
-كنت عايز تقابلني ليه؟ تقدر تتكلم أهو جيت.
طالعها «الجوكر» االذي يشع غضبًا اتجاهها، وهذا ماتوضحه نظراته لها؛ فكيف تذهب لغيره؟! بل وتحضره معها أثناء مقابلته لها!