الفصل 14
الفصل 14
كانت تنظر له بغضب، عقلها يسأل هل يسخر منها؟ ويستهزأ بها! هذا ما توقعته منه يريد أن يشتري باقي الأسهم، لقد قالها صريحة في وجهها، لم يهتموا بذلك لوجع المرسوم عليها، نظرت له بحدة وهي تقول:
"هل هذا ما تريده منذ البداية؟ أن تملك الشركة بأكملها! اليس كذلك؟"
"الأمر لم يخطر في بالي، لكن كما تعرضين علي أن أبيع فأنا أعرض عليكي البيع وأن كنت تريدين البيع ساشتري
"
"من أين لك بكل هذا المال؟ هل كنت تعمل في أمريكا أم قمت بسرقة بنك؟ او عملت في أعمال منافية للقانون؟"
ضحك بصوت مرتفع وهو ينظر لها بدهشة وقال:
"مثل ماذا سيلڤا؟ ما الذي توقعتي أن أكون قمت بعمله هناك؟"
"ربما في الأسلحة او المخدرات"
"تلك الأشياء ليست في قاموسي، هناك أشياء أخرى أستطيع أن أجني منها المال"
"مثل ماذا سيد أليخاندرو "
" مثل التعب والجهد والعرق، وان تعمل 18 ساعة في اليوم، أن أراجع دروسي في عقلي حتى لا أنسى شيئا، ان أنحت في الصخر من أجل أن أصل إلى ما أنا عليه، انا تخرجت بدرجة عالية"
"تخرجك بدرجة عالية ماذا أعطاك؟"
"اعطاني العقل الذي يستطيع ان يحكم امبراطوريات كبرى في أمريكا، هناك شركات لا تستطيع أن تذكر اسمها، هناك طرق في العمل قد تجني منها المال، دون ان تلجأ إلى العمل فيه المخدرات أو الأسلحة سيلڤا، لم افكر في سرقة البنك، لقد كنت ادخر كل ما احصل عليه"
"حقا"
" أجل سيلڤا بالإضافة لأني لم أكن في فترة الدراسة فقط ادرس، لقد اخبرتك أنني أعمل، كان معي الكثير من المال وقتها، ومع ذلك أن العائلة لم تتوقف عن العمل، أخي الصغير كبر والآن يدرس هناك أشياء كثيرة لا تعرفيها عنا سيلڤا، نحن لم نعد تلك العائلة الفقيرة التي تعيش في كوخ صغير بالقرب من قصرك، لقد ادخرت الكثير من المال ليوم أقف فيه على قدمي"
"هل بعض اموال التي تدخرها قد توصلك الى ما وصلت اليها؟ الى شركة العم إدواردو الذي كنت تعمل انت وعائلتك لديه"
رغم أنها إهانة إلا أنه ابتسم في وجهها، وهو يقول:
"أن تدخر المال وتضعيه في البنك، لن يجني عليك شيئا، أن تغامري تربحي هو من يوصلك الى ما تريدي، لقد أسست شركة هناك وقمت ببيع اسهمها في البورصة، ربحت فيها الكثير ولو تظني أن هذا كان السبب فأنت مخطئة، لقد كانت البداية"
نظر لها وأكمل:
" لقد كنت أفعل ذلك وأنا لازلت في الجامعة، ربما تأسيس مشروعات صغيرة وابيعها لمن يستحق بسعر مناسبا، يجعله هو يقف على قدميه ويجعلني انا اربح بعض المال، انا لازلت طالبا كنت اربح مرات أخسر مرة، هناك عقل فوق رأسي يجعلني استطيع ان اجني المال، بينما انت تعرفي كيف تنفقيه جيداً"
"ربما لاني املك منه الكثير، ربما لاني عشت في ترف طول حياتي، لم أتعلم أن أخاطر أو ابخل عن نفسي"
"هل كنت تظنين اني بخيل على نفسي؟ لقد فعلت كل شيء من اجل ان اعيش حياة أفضل، لكن في بعض الأحيان عليك أن تقتصدي، حتى تستطيعي ان تصلي لما تريدين"
"شكرا لك على هذا الدرس سارحل الان"
شعر بالاستخفاف في كلامها، فجذبها من يدها وقفت بين ذراعي، تنظر له بغضب وقبل ان تتكلم اقتحم شفتيها بحدة وغضب، وفي لحظة نسي سبب الأساسي في تحريك مشاعره، نسي انه يعاقبها، أخذ يقبلها يأكل شفتيها باستمتاع، بينما هي تحاول ان تبعده بالبداية، ولكن بعد لحظات وجدت نفسها لا تستطيع أن تقاوم، تلك المشاعر التي تضج في شرايينها..
كلمة واحدة طنت في عقلها، جعلتها تفكر هل يلعب بها الى هذه الدرجة؟ هل هي غبية رخيصة؟ لتسمح له بالقرب منها بعد ان اخبرها ان هناك حبيبة تنتظره، لم تدري من أين لها بتلك القوة؟ التي دفعته بها لقد اصطدم بالمقعد خلفه، اما هي نظرت له بغضب، وهي تقول:
"كف عن العبث معي، ما تفعله لا يجوز إن ما بيننا شراكة، وان تجاوزت حدودك مرة أخرى ساقوم بمناقشة الامر مع مجلس الإدارة، لا تظن انني قد أخجل ساخبرهم بأنك حاولت ان تتحرش بي"
"انا لم افعل"
"انت كاذب في كل شيء تقوله، والان اغرب عن وجهي"
أخذت تعدل ملابسها تتاكد من ان ازرارها مغلقة، وهي تخرج من مكتبه كأنها تتجه الى هدف معين.
مرت الأيام وهي تحاول ان تبتعد عن طريقه، نظرت لها امها وهي تراها جادة أكثر من اللازم، ملابسها التي كانت تحمل طبعا مختلف اصبحت شيء عادي، يناسب أشياء كثيرة انتهت امتحاناتها بسلام.
كانت مع صديقتها روڤان اغلب الوقت، حتى أنها عرضت عليها ان تأتي معها إلى الشركة، في فترة تدريب بسيطة، في اللحظة التي كانت تفكر فيها في ان تدرس في نيويورك مثل ما فعل هو، او حتى سان فرانسيسكو لكنها تراجعت
لما لا تدرس في بلدها فهي تستطيع أن تأتي وتذهب إلى الشركة، اما ان سافرت فلن تعرف عنها شيء، ستقوم بتسليمها له ومما تراه ترى أن العم خوان موافق، على كل شيء يريده في هذه اللحظة، قررت أن الاجتماع القادم ستناقش كل تلك الأمور، لكن هذا لن يحدث حتى ترى نتيجة ما فعله في الشهرين الماضيين.
أما هو كان يرجع الى بيته شقته الفاخرة، التي يعيش فيها بمفرده، يجلس على أحد المقاعد المرتفعة، يسكب لنفسه كأسا، وهو ينظر لتلك الصورة أمامه، أنها صورتها في مرحلة عمرية سابقة، وهو يقول:
"مضى أسبوعين دون أن اراك، هل تعبثين بي ام تحاولين السيطرة على أفكاري؟ لقد سئمت من هذه اللعبة سيلڤا، عليك أن تكبري لاني لم اعد أستطيع أن أحتمل"
شرب كأس الخمر في دفعة واحدة وهو ينهض من مكانه، يخلع ملابسه يضعها في مكانها، تحرك إلى الحمام، يقف تحت رزاز الماء، وهو يفكر في اللحظة التي اقتحم فيها شفتيها، اللحظة التي كاد أن يفقد السيطرة على عقله، يفعل أكثر من ذلك.
اما هناك كان العم خوان يجري اتصالا بسلڤا وهو يقول:
"اسف يا ابنتي لأني أكلمك في هذا الوقت"
"لا بأس عم خوان أنت تستطيع ان تتحدث في الوقت الذي تريده، هل هناك شيء يخص العمل؟"
"ليس تماما، هناك شيء أريد ان أطلبه منك، أن إبني انهى دراسته في الجامعة، وكنت اريده ان يعمل في الشركة، لو تحت التمرين حتى يكتسب بعض الخبرة، ويوضع في ملفه أنه عمل في شركة مثل شركتك"
"الامر بسيط عم خوان، ما هو تخصصه! هل هو المحاماه؟"
"لا لقد قرر ان يخرج من عبائتي، ويريد ان يؤسس شركة خاصة به، لذا درست تجارة خارجية إدارة أعمال"
"هذا جيد سأستفيد به، عليه ان يكون قريبا مني سيكون المساعد الخاص بي"
"هل ما تقولين الحقيقة سيلڤا؟ أن هذا أمر غاية في الكرم"
"الموضوع لا يعني الكرم، ان كان ابنك لن يتضامن مع أليخاندرو، سيقوم بتسهيل الامور عليا ويوضح لي كيف تسير المياه من تحت قدمي، سيكون في مكانة أكبر في المستقبل"
"شكرا لك يا ابنتي سوف يفعل بالطبع، هو يخالفني في كل قرارات، لكن أردت أن أساعده"
"لا بأس ما اسم ابنك"
"اسمه مايكل، متى تحبي أن يأتي إلى الشركة؟"
"من الغد دعه يأتي، ستكون معنا روڤان"
"لكني أريد أن اخبرك شيئا الأمر ليس بكثرة من حولك، الأمر بأن يسير العمل بطريقة جيدة"
"وهذا ما أريده، ولكني لا أريد أن يستحوذ أليخاندرو على عقول الجميع، على العموم ان لم يعلنوا الولاء لي وليس له، سأقوم بطردهم من الشركة"
شعر الرجل العجوز بالصدمة من كلامها، ولكن ماذا عليها ان يفعل؟ هي تخبره ببساطة أنها قد ترفض الجميع، أن لم يظهر الولاء، يتضح ان هذا الشهر الذي انهتيه امتحاناتها وانتقلت إلى مرحلة الجامعة غير في سلوكها، فهي منذ أن أتصلت به، تبدو جادة في أشياء كثيرة، ولكنه اخبرها:
"انا جميع يعلن الولاء للشركة وهي المالكة الأكبر لها، بالاضافة لانهم يحبونك من اجل إدواردو، لا تحاولي ان تنهي عمل أحد، ويكون السبب ان تتدمر حياته"
"حسنا ساعطيهم فرصة أخيرة، أن لم اجد ما اريده منهم، سأستبدلهم بعمالة أخرى، أعلم جيداً أن هناك الآلاف يبحثون عن عمل، نحن نعيش في عالم، الكل يبحث فيه عن مصلحته، فإن كانوا يريدون أن يسخرون مني، سأبحث عن من يقف بجواري، ويكون مساعد لي، هذا شيء بسيط من حقي"
"بالطبع يا ابنتي سأغلق الإتصال، وفي الغد سوف ياتي مايكل إلى الشركة، عليك أن تقرئي الملف الخاص به جيدا، تنقاشي في الأمر حتى لا يظن انني تكلمت معك، فلقد أخبرتني أمه بالأمر، وأنت تعلمين أنه يريد الإعتماد على نفسه فقط"
"ان ما يفكر فيه شيء جيد"
أغلقت الأتصال بينما نظرت لها مونيكا من الباب، وهي تقول:
"هل تجعليهم يرثون الشركة؟ هل ستجعل أبن خوان يعمل فيها؟ وكذلك أبن ريكاردو؟"
نظرت إلى أمها وهي تقول:
"لم أكن أنا من أدخلت بن ريكاردو إلى الشركة؟ لا تنسي ذلك وأنت تتكلمين، أنا احاول اخراجه منها بكل الطرق، وما أن عرضت عليه أن إشتري أسهمه، حتى اخبرني ان كنت اريد ان ابيعه انا، ما علي إلا أن اتكلم، سيشتريها بالسعر الذي نحدده"
"ماذا قلت؟"
"كما سمعت امي، يبدو أنه رجع بالكثير من المال"
"ومن أين له كل هذا؟"
"لقد كان يعمل في أمريكا، لم يكن يكتفي بالدراسة كما يقول، اخبرني انه اسس شركات كثيرة وقام ببيعها"
"معنى كلامه أنه لن يخرج من الشركة"
"بالطبع أمي لن يخرج من الشركة، ومن هذا الذي يستطيع اخراجه وهو يملك الربع، بالإضافة إلى أن حاول احد أن يبيع أي سهم ممن يملكه، يستطيع ان يصل الى ما هو أكثر من حصتنا، لذا أرجو أن تحافظي على المال وأن فكرتي أن تبيعي ما تملكينه، حاولي أن تعرضيه علي أولاً "
"ما الذي تقولينه سيلڤا؟ أنا لم أحاول أن أبيع أسهم الشركة من قبل، لقد كنت أعمل بها وأحاول أن ازيد من هامش الربح"
"ماذا حدث بعدها؟ اعطيت كل شيء لذلك المخنث! الذي لم يتوانى ان يبيع ربع الشركة مرة واحدة، ولو كان الامر بيده لباع الشركة بأكملها، لذا لا تلومي عليا، بسبب وجود أبن ريكاردو فيها، أنت السبب الأساسي في وجوده"
"هل سنعود لذلك الأمر مرة أخرى، لقد تحسنت علاقتنا منذ فترة بسيطة"
"امي أنا لا أكرهك، لكنك كنت سببا أساسي في حرماني من أبي، وحرماني من الأمان في بيتي وعدم وجود من يدعمني فيه، لقد كنت تهتمين بنفسك فقط، بنزواتك ورغباتك ولم تفكري في انا، ابنتك التي كانت سببا اساسيا في أن يترك والدي لك كل هذا"
"حتى لو ترك لي المال، لقد حصل على المقابل"
"ما الذي حصل عليه امي؟ زوجه تخونه كل يوم مع رجل جديد!"
"كفي عن هذا الكلام"
" حسنا لكن لا تبحثي لنفسك عن عذر فأنت مخطئة في حق نفسك وفي حقنا جميعا، فان لم يكن يعجبك من البداية؟ لما تزوجته؟ هل كان المال سببا في ان يسيل لعابك؟ وتسعين خلفه، وما أن حصلت على المال، وجدت نفسك بعتي كل شيء، شبابك وانوثتك وجسدك مقابل حفنة أموال، لن تجعلك تشعرين بالدفء والرغبة في الليالي الطويلة"
"ما الذي تقوليه سيلڤا؟ من أين لك بهذا الكلام؟"
" هذا ما سمعته منك أمي، ألم تكوني ترددي هذا على مسامع عشاقك الواحد تلو الآخر، لقد حفظت كلماتك عن ظهر القلب، كانت سبب فيها أن أتردد أن يكون لي حبيبا قريبا مني، أنا في 18 أمي وإلى الآن مازلت عذراء، هل تعلمين ذلك؟ أخشى أن يحدث لي ما حدث لك"
"كفى سيلڤا كفى أنا لم أطالبك بأن"
" ماذا بأن؟ احترم نفسي ام أن أعيش مثلك"
"ساذهب إلى غرفتي، الكلام معك لا يعطي نتيجة"
"حسنا أمي عليك أن تذهبي إلى غرفتك، لأني بالتحديد منذ ثلاثة أشهر استطعت أن أنطق واتكلم، ولن اتوقف عن الكلام طيلة عمري، يكفي ما حدث لنا وكنت السبب الأساسي فيه"
اتاها اتصال من روڤان، تخبرها بأنها تشعر بالملل، وهي تقول:
"لقد سئمت؛ لا يوجد شيء يرفه عني، الطعام لا أشتهيه، ولا استطيع الخروج لا أعرف إلى أين سأذهب؟ البقاء في المنزل ممل إلى حد اللعنة"
"لما لا تأتي معي إلى الشركة في الغد؟"
"هل تمزحين؟ وماذا سأفعل في الشركة؟"
"قد اقوم بتوظيفك سكرتيرة، هل تريدين ان تعملي سكرتيرة"
"حقا سوف تجعلني أعمل؟"
" لما هذه الدهشة؟ لم اخبرك من قبل، لقد قلت لك انني سأجعلك تعملين معي في الشركة، لتكوني قريبة مني، والمكان الوحيد الذي يجعلك قريبة مني هي السكرتيرة، عليك أن تعرفي كل شيء يدور في الشركة، لأني لا أثق في أحد غيرك"
" حبيبتي سأكون جاهزة في الغد، ماذا تظنين علي أن ألبس؟"
"شيء يظهر نحافتك وخصرك المنحوت، ايتها الجميلة"
"لكنه سيظهر مؤخرتي التى لا زالت سمينة"
"كفي عن قول الكلام السخيف، فانت جميله بكل تفاصيلك"
كانت تنظر له بغضب، عقلها يسأل هل يسخر منها؟ ويستهزأ بها! هذا ما توقعته منه يريد أن يشتري باقي الأسهم، لقد قالها صريحة في وجهها، لم يهتموا بذلك لوجع المرسوم عليها، نظرت له بحدة وهي تقول:
"هل هذا ما تريده منذ البداية؟ أن تملك الشركة بأكملها! اليس كذلك؟"
"الأمر لم يخطر في بالي، لكن كما تعرضين علي أن أبيع فأنا أعرض عليكي البيع وأن كنت تريدين البيع ساشتري
"
"من أين لك بكل هذا المال؟ هل كنت تعمل في أمريكا أم قمت بسرقة بنك؟ او عملت في أعمال منافية للقانون؟"
ضحك بصوت مرتفع وهو ينظر لها بدهشة وقال:
"مثل ماذا سيلڤا؟ ما الذي توقعتي أن أكون قمت بعمله هناك؟"
"ربما في الأسلحة او المخدرات"
"تلك الأشياء ليست في قاموسي، هناك أشياء أخرى أستطيع أن أجني منها المال"
"مثل ماذا سيد أليخاندرو "
" مثل التعب والجهد والعرق، وان تعمل 18 ساعة في اليوم، أن أراجع دروسي في عقلي حتى لا أنسى شيئا، ان أنحت في الصخر من أجل أن أصل إلى ما أنا عليه، انا تخرجت بدرجة عالية"
"تخرجك بدرجة عالية ماذا أعطاك؟"
"اعطاني العقل الذي يستطيع ان يحكم امبراطوريات كبرى في أمريكا، هناك شركات لا تستطيع أن تذكر اسمها، هناك طرق في العمل قد تجني منها المال، دون ان تلجأ إلى العمل فيه المخدرات أو الأسلحة سيلڤا، لم افكر في سرقة البنك، لقد كنت ادخر كل ما احصل عليه"
"حقا"
" أجل سيلڤا بالإضافة لأني لم أكن في فترة الدراسة فقط ادرس، لقد اخبرتك أنني أعمل، كان معي الكثير من المال وقتها، ومع ذلك أن العائلة لم تتوقف عن العمل، أخي الصغير كبر والآن يدرس هناك أشياء كثيرة لا تعرفيها عنا سيلڤا، نحن لم نعد تلك العائلة الفقيرة التي تعيش في كوخ صغير بالقرب من قصرك، لقد ادخرت الكثير من المال ليوم أقف فيه على قدمي"
"هل بعض اموال التي تدخرها قد توصلك الى ما وصلت اليها؟ الى شركة العم إدواردو الذي كنت تعمل انت وعائلتك لديه"
رغم أنها إهانة إلا أنه ابتسم في وجهها، وهو يقول:
"أن تدخر المال وتضعيه في البنك، لن يجني عليك شيئا، أن تغامري تربحي هو من يوصلك الى ما تريدي، لقد أسست شركة هناك وقمت ببيع اسهمها في البورصة، ربحت فيها الكثير ولو تظني أن هذا كان السبب فأنت مخطئة، لقد كانت البداية"
نظر لها وأكمل:
" لقد كنت أفعل ذلك وأنا لازلت في الجامعة، ربما تأسيس مشروعات صغيرة وابيعها لمن يستحق بسعر مناسبا، يجعله هو يقف على قدميه ويجعلني انا اربح بعض المال، انا لازلت طالبا كنت اربح مرات أخسر مرة، هناك عقل فوق رأسي يجعلني استطيع ان اجني المال، بينما انت تعرفي كيف تنفقيه جيداً"
"ربما لاني املك منه الكثير، ربما لاني عشت في ترف طول حياتي، لم أتعلم أن أخاطر أو ابخل عن نفسي"
"هل كنت تظنين اني بخيل على نفسي؟ لقد فعلت كل شيء من اجل ان اعيش حياة أفضل، لكن في بعض الأحيان عليك أن تقتصدي، حتى تستطيعي ان تصلي لما تريدين"
"شكرا لك على هذا الدرس سارحل الان"
شعر بالاستخفاف في كلامها، فجذبها من يدها وقفت بين ذراعي، تنظر له بغضب وقبل ان تتكلم اقتحم شفتيها بحدة وغضب، وفي لحظة نسي سبب الأساسي في تحريك مشاعره، نسي انه يعاقبها، أخذ يقبلها يأكل شفتيها باستمتاع، بينما هي تحاول ان تبعده بالبداية، ولكن بعد لحظات وجدت نفسها لا تستطيع أن تقاوم، تلك المشاعر التي تضج في شرايينها..
كلمة واحدة طنت في عقلها، جعلتها تفكر هل يلعب بها الى هذه الدرجة؟ هل هي غبية رخيصة؟ لتسمح له بالقرب منها بعد ان اخبرها ان هناك حبيبة تنتظره، لم تدري من أين لها بتلك القوة؟ التي دفعته بها لقد اصطدم بالمقعد خلفه، اما هي نظرت له بغضب، وهي تقول:
"كف عن العبث معي، ما تفعله لا يجوز إن ما بيننا شراكة، وان تجاوزت حدودك مرة أخرى ساقوم بمناقشة الامر مع مجلس الإدارة، لا تظن انني قد أخجل ساخبرهم بأنك حاولت ان تتحرش بي"
"انا لم افعل"
"انت كاذب في كل شيء تقوله، والان اغرب عن وجهي"
أخذت تعدل ملابسها تتاكد من ان ازرارها مغلقة، وهي تخرج من مكتبه كأنها تتجه الى هدف معين.
مرت الأيام وهي تحاول ان تبتعد عن طريقه، نظرت لها امها وهي تراها جادة أكثر من اللازم، ملابسها التي كانت تحمل طبعا مختلف اصبحت شيء عادي، يناسب أشياء كثيرة انتهت امتحاناتها بسلام.
كانت مع صديقتها روڤان اغلب الوقت، حتى أنها عرضت عليها ان تأتي معها إلى الشركة، في فترة تدريب بسيطة، في اللحظة التي كانت تفكر فيها في ان تدرس في نيويورك مثل ما فعل هو، او حتى سان فرانسيسكو لكنها تراجعت
لما لا تدرس في بلدها فهي تستطيع أن تأتي وتذهب إلى الشركة، اما ان سافرت فلن تعرف عنها شيء، ستقوم بتسليمها له ومما تراه ترى أن العم خوان موافق، على كل شيء يريده في هذه اللحظة، قررت أن الاجتماع القادم ستناقش كل تلك الأمور، لكن هذا لن يحدث حتى ترى نتيجة ما فعله في الشهرين الماضيين.
أما هو كان يرجع الى بيته شقته الفاخرة، التي يعيش فيها بمفرده، يجلس على أحد المقاعد المرتفعة، يسكب لنفسه كأسا، وهو ينظر لتلك الصورة أمامه، أنها صورتها في مرحلة عمرية سابقة، وهو يقول:
"مضى أسبوعين دون أن اراك، هل تعبثين بي ام تحاولين السيطرة على أفكاري؟ لقد سئمت من هذه اللعبة سيلڤا، عليك أن تكبري لاني لم اعد أستطيع أن أحتمل"
شرب كأس الخمر في دفعة واحدة وهو ينهض من مكانه، يخلع ملابسه يضعها في مكانها، تحرك إلى الحمام، يقف تحت رزاز الماء، وهو يفكر في اللحظة التي اقتحم فيها شفتيها، اللحظة التي كاد أن يفقد السيطرة على عقله، يفعل أكثر من ذلك.
اما هناك كان العم خوان يجري اتصالا بسلڤا وهو يقول:
"اسف يا ابنتي لأني أكلمك في هذا الوقت"
"لا بأس عم خوان أنت تستطيع ان تتحدث في الوقت الذي تريده، هل هناك شيء يخص العمل؟"
"ليس تماما، هناك شيء أريد ان أطلبه منك، أن إبني انهى دراسته في الجامعة، وكنت اريده ان يعمل في الشركة، لو تحت التمرين حتى يكتسب بعض الخبرة، ويوضع في ملفه أنه عمل في شركة مثل شركتك"
"الامر بسيط عم خوان، ما هو تخصصه! هل هو المحاماه؟"
"لا لقد قرر ان يخرج من عبائتي، ويريد ان يؤسس شركة خاصة به، لذا درست تجارة خارجية إدارة أعمال"
"هذا جيد سأستفيد به، عليه ان يكون قريبا مني سيكون المساعد الخاص بي"
"هل ما تقولين الحقيقة سيلڤا؟ أن هذا أمر غاية في الكرم"
"الموضوع لا يعني الكرم، ان كان ابنك لن يتضامن مع أليخاندرو، سيقوم بتسهيل الامور عليا ويوضح لي كيف تسير المياه من تحت قدمي، سيكون في مكانة أكبر في المستقبل"
"شكرا لك يا ابنتي سوف يفعل بالطبع، هو يخالفني في كل قرارات، لكن أردت أن أساعده"
"لا بأس ما اسم ابنك"
"اسمه مايكل، متى تحبي أن يأتي إلى الشركة؟"
"من الغد دعه يأتي، ستكون معنا روڤان"
"لكني أريد أن اخبرك شيئا الأمر ليس بكثرة من حولك، الأمر بأن يسير العمل بطريقة جيدة"
"وهذا ما أريده، ولكني لا أريد أن يستحوذ أليخاندرو على عقول الجميع، على العموم ان لم يعلنوا الولاء لي وليس له، سأقوم بطردهم من الشركة"
شعر الرجل العجوز بالصدمة من كلامها، ولكن ماذا عليها ان يفعل؟ هي تخبره ببساطة أنها قد ترفض الجميع، أن لم يظهر الولاء، يتضح ان هذا الشهر الذي انهتيه امتحاناتها وانتقلت إلى مرحلة الجامعة غير في سلوكها، فهي منذ أن أتصلت به، تبدو جادة في أشياء كثيرة، ولكنه اخبرها:
"انا جميع يعلن الولاء للشركة وهي المالكة الأكبر لها، بالاضافة لانهم يحبونك من اجل إدواردو، لا تحاولي ان تنهي عمل أحد، ويكون السبب ان تتدمر حياته"
"حسنا ساعطيهم فرصة أخيرة، أن لم اجد ما اريده منهم، سأستبدلهم بعمالة أخرى، أعلم جيداً أن هناك الآلاف يبحثون عن عمل، نحن نعيش في عالم، الكل يبحث فيه عن مصلحته، فإن كانوا يريدون أن يسخرون مني، سأبحث عن من يقف بجواري، ويكون مساعد لي، هذا شيء بسيط من حقي"
"بالطبع يا ابنتي سأغلق الإتصال، وفي الغد سوف ياتي مايكل إلى الشركة، عليك أن تقرئي الملف الخاص به جيدا، تنقاشي في الأمر حتى لا يظن انني تكلمت معك، فلقد أخبرتني أمه بالأمر، وأنت تعلمين أنه يريد الإعتماد على نفسه فقط"
"ان ما يفكر فيه شيء جيد"
أغلقت الأتصال بينما نظرت لها مونيكا من الباب، وهي تقول:
"هل تجعليهم يرثون الشركة؟ هل ستجعل أبن خوان يعمل فيها؟ وكذلك أبن ريكاردو؟"
نظرت إلى أمها وهي تقول:
"لم أكن أنا من أدخلت بن ريكاردو إلى الشركة؟ لا تنسي ذلك وأنت تتكلمين، أنا احاول اخراجه منها بكل الطرق، وما أن عرضت عليه أن إشتري أسهمه، حتى اخبرني ان كنت اريد ان ابيعه انا، ما علي إلا أن اتكلم، سيشتريها بالسعر الذي نحدده"
"ماذا قلت؟"
"كما سمعت امي، يبدو أنه رجع بالكثير من المال"
"ومن أين له كل هذا؟"
"لقد كان يعمل في أمريكا، لم يكن يكتفي بالدراسة كما يقول، اخبرني انه اسس شركات كثيرة وقام ببيعها"
"معنى كلامه أنه لن يخرج من الشركة"
"بالطبع أمي لن يخرج من الشركة، ومن هذا الذي يستطيع اخراجه وهو يملك الربع، بالإضافة إلى أن حاول احد أن يبيع أي سهم ممن يملكه، يستطيع ان يصل الى ما هو أكثر من حصتنا، لذا أرجو أن تحافظي على المال وأن فكرتي أن تبيعي ما تملكينه، حاولي أن تعرضيه علي أولاً "
"ما الذي تقولينه سيلڤا؟ أنا لم أحاول أن أبيع أسهم الشركة من قبل، لقد كنت أعمل بها وأحاول أن ازيد من هامش الربح"
"ماذا حدث بعدها؟ اعطيت كل شيء لذلك المخنث! الذي لم يتوانى ان يبيع ربع الشركة مرة واحدة، ولو كان الامر بيده لباع الشركة بأكملها، لذا لا تلومي عليا، بسبب وجود أبن ريكاردو فيها، أنت السبب الأساسي في وجوده"
"هل سنعود لذلك الأمر مرة أخرى، لقد تحسنت علاقتنا منذ فترة بسيطة"
"امي أنا لا أكرهك، لكنك كنت سببا أساسي في حرماني من أبي، وحرماني من الأمان في بيتي وعدم وجود من يدعمني فيه، لقد كنت تهتمين بنفسك فقط، بنزواتك ورغباتك ولم تفكري في انا، ابنتك التي كانت سببا اساسيا في أن يترك والدي لك كل هذا"
"حتى لو ترك لي المال، لقد حصل على المقابل"
"ما الذي حصل عليه امي؟ زوجه تخونه كل يوم مع رجل جديد!"
"كفي عن هذا الكلام"
" حسنا لكن لا تبحثي لنفسك عن عذر فأنت مخطئة في حق نفسك وفي حقنا جميعا، فان لم يكن يعجبك من البداية؟ لما تزوجته؟ هل كان المال سببا في ان يسيل لعابك؟ وتسعين خلفه، وما أن حصلت على المال، وجدت نفسك بعتي كل شيء، شبابك وانوثتك وجسدك مقابل حفنة أموال، لن تجعلك تشعرين بالدفء والرغبة في الليالي الطويلة"
"ما الذي تقوليه سيلڤا؟ من أين لك بهذا الكلام؟"
" هذا ما سمعته منك أمي، ألم تكوني ترددي هذا على مسامع عشاقك الواحد تلو الآخر، لقد حفظت كلماتك عن ظهر القلب، كانت سبب فيها أن أتردد أن يكون لي حبيبا قريبا مني، أنا في 18 أمي وإلى الآن مازلت عذراء، هل تعلمين ذلك؟ أخشى أن يحدث لي ما حدث لك"
"كفى سيلڤا كفى أنا لم أطالبك بأن"
" ماذا بأن؟ احترم نفسي ام أن أعيش مثلك"
"ساذهب إلى غرفتي، الكلام معك لا يعطي نتيجة"
"حسنا أمي عليك أن تذهبي إلى غرفتك، لأني بالتحديد منذ ثلاثة أشهر استطعت أن أنطق واتكلم، ولن اتوقف عن الكلام طيلة عمري، يكفي ما حدث لنا وكنت السبب الأساسي فيه"
اتاها اتصال من روڤان، تخبرها بأنها تشعر بالملل، وهي تقول:
"لقد سئمت؛ لا يوجد شيء يرفه عني، الطعام لا أشتهيه، ولا استطيع الخروج لا أعرف إلى أين سأذهب؟ البقاء في المنزل ممل إلى حد اللعنة"
"لما لا تأتي معي إلى الشركة في الغد؟"
"هل تمزحين؟ وماذا سأفعل في الشركة؟"
"قد اقوم بتوظيفك سكرتيرة، هل تريدين ان تعملي سكرتيرة"
"حقا سوف تجعلني أعمل؟"
" لما هذه الدهشة؟ لم اخبرك من قبل، لقد قلت لك انني سأجعلك تعملين معي في الشركة، لتكوني قريبة مني، والمكان الوحيد الذي يجعلك قريبة مني هي السكرتيرة، عليك أن تعرفي كل شيء يدور في الشركة، لأني لا أثق في أحد غيرك"
" حبيبتي سأكون جاهزة في الغد، ماذا تظنين علي أن ألبس؟"
"شيء يظهر نحافتك وخصرك المنحوت، ايتها الجميلة"
"لكنه سيظهر مؤخرتي التى لا زالت سمينة"
"كفي عن قول الكلام السخيف، فانت جميله بكل تفاصيلك"