الفصل13
الفصل 13
مضى أسبوع كانت فيه سيلڤا تتردد على بيت روڤان ، لتطمئن تتأكد من أنها تناولت أدويتها التي أصر والدها العم انجلو أن يتكفل بها، فهي ابنته وعليه أن يساهم في علاجها، ويكفي ما فعلته سيلڤا من أجلها .
وفي هذه الأيام كانت سيلڤا تنتقل من الشركة إلى المدرسة، أقتربت موعد الإمتحانات ولكنها تحاول قدر الأمكان، المرور على الشركة رغم نظرات أليخاندرو لها التي تجعلها ترتبك، تشعر بالخوف وهي ترى الجميع مهتمين به، يستمعون لكلامه يطبقون نظرياته
حتى انها اتصلت بالسيد خوان، وهي تقول:
"ماذا عليا أن أفهم؟ من أنك توافق على كل ما يقول أليخاندرو!"
"هل علي أن أقف ضده وضد مصلحة الشركة؟"
"وهل ما يقوله وما يفعله يصب في مصلحة الشركة، أم مصلحته هو؟ "
"أنه جزء من الشركة، لا تنسي ذلك سيلڤا حتى لو كانت نسبته قليلة، هو يريد الربح وطريقته في الإدارة حديثة ومتطورة"
"معنى كلامك أن نترك له الإدارة"
"أنا لم أقل ذلك بالتحديد، هو يمثل جزءا من الإدارة، ويرجع اليك في كل قرار يقوله."
"ان كان هذا ما ترى لا بأس.."
"اهدئ ابنتي كل ما في الأمر أننا نفكر في المصلحة العامة، وأنت مشغولة هذه الأيام بصديقتك المريضة، ودروسك اتركيه يفعل ما يراه مناسبا، وإن أخطأ سيكون سببا في طرده من الشركة بأكملها"
"حسنا عليك ان تجري اجتماع مجلس إدارة وتتناقش معه في هذا الأمر"
"سنفعل هل ستأتين إلى الشركة غدا؟ "
"لا أظن ذلك لدي امتحان في المدرسة."
" حسنا يا أبنتي موفقة في دروسك بأمر الرب"
"شكرا لك عم خوان، أسفة لاني أزعاجك ولكن أرجو أن تحضر يوميا إلى الشركة، فأنا أعتمد عليك أنت، وليس عليه تعلم انني اثق فيك"
"أعلم يا ابنتي"
بعد أيام كانت تخرج من الشركة، وهي تنظر أمامها، كمن لم تنتبه، رغم أنها استمعت إلى صوته ينادي لها، إلا أنها لم تلتفت
أسرع في خطوته، وما ان اقترب منها حتى أبتسم، وهو يقول:
"إلى أين أنسة سيلڤا؟"
"هل علي أن أعطيك تفاصيل بخطواتي؟"
"الأمر ليس كذلك، هناك ملف يجب أن تقرئيه"
"تستطيع أن ترسله إلى السيد خوان."
"لما ألم تفهمي كيف يدور عمل؟"
"الأمر لا يعنيك إن كنت أفهم طريقة سير العمل أو لا افهم، الامر لا يعنيك أليخاندرو لهذا عليك أن تهتم بشؤونك فقط"
"أنت شؤوني سيلڤا، لا تنسي انك شريكتي. "
"حسنا اترك لي الملف على المكتب سأقوم بقراءته في الغد"
نظر لها بابتسامة عابثة، وهو يقول:
"الأمر لن يأخذ الكثير من الوقت، ما رأيك أن تأتي إلى مكتبي، نتناقش فيه وقد اوضح لك بعض الأمور"
"مرة أخرى أليخاندرو، أن كنت متعجلا في الأمر أشرح ما تفكر فيه إلى السيد خوان، قد يفيدك ويعطيك المعلومة أسرع مني"
"ربما يكون كلامك صحيح، لكن ما هو الشيء المهم لهذه الدرجة سيلڤا؟ الذي يجعلك لا تعطي لشركتك دقائق؟"
"لماذا انت مهتم لتعرف؟ رغم أن الأمر لا يعنيك في شيء ومع ذلك سأخبرك لتكف عن السؤال، لدي موعد مع صديق"
"هل هو صديق مقرب أم حبيب؟"
"شيء لا يعنيك أليخاندرو، عليك ان تهتم بشؤونك الخاصة فقط، ان كان لي حبيب أم لا الأمر لا يعنيك من الأساس"
"حسنا لنتكلم في العمل اولا فهو شيء أساسي، ام ماذا ترين أنسة سيلڤا؟ فإن كانت الشركة غير مهم بالنسبة لك فهي مهمة بالنسبة لي"
نظرت له بحدة وهي تسبه في عقلها، رغم ذلك أخذت تسير خلفه إلى مكتبه، ما ان دخلت حتى أغلق الباب، نظرت له بأستفسار وعلى وجهها سؤال، وفي عينيها خوف من ان يكرر ما فعله من قبل، شعر بما تفكر فيه، فابتسم وهو يقول:
"انها امور خاصة بالعمل، ليس من الجيد أن نناقشها أمام الجميع"
"حسنا ولكن أسرع في أن تخبرني ما تريد، حتى أذهب ولا اتأخر على موعدي"
نظر لها بحدة وغضب وغيرة ولكنها لم تلاحظ اقترب من حيث تجلس، وهو يضع امامها ملف ضخم، وأخذ يخلع جاكيت البدلة عنه، يرفع كم قميصه الابيض المختلف عن لون بشرته البرونزية، وهو يعقد ذراعيه وهو ينظر لها.
أخذت تقلب في صفحاته، ولم تفهم شيئا على الإطلاق أغلقته وهي تقول:
"ما هذا؟"
"كما ترين!"
"انا لا ارى شيء، كل ما افهم من هذه الصفحات إنك تحاول تعجيزي، أو تجعلني لا أستطيع الفهم، ما يدور حولي ومع ذلك تصر على أن ارى الملف بنفسي"
" انا بالطبع لا "
"حسنا عليك ان ترسل ذلك الملف للعم خوان، هو يستطيع ان يفهم منك اكثر"
"لما؟ لا يوجد لديك بعض الوقت حتى أفهمك"
"وهل تريد أن تجعلني أفهم؟ أم تريد أن اظل غبية لا افهم شيء مما تفعله، حتى تستحوذ أنت على إدارة المجموعة"
"هل هذا ما تظني فيا؟ انا هنا منذ ما يقارب الشهر"
" اعلم ذلك"
"هل رأيته أنني أحاول التسخيف منك أو التقليل من شأنك؟"
نظرت له ولم ترد، فابتسم وهو ينظر في أعماق عينيها ويقول:
"بالطبع لا تستطيعين الرد، تعلمين جيدا أن كلامي صحيح، انا اهتم بك"
"هل أنا غبية من وجهه نظرك أليخاندرو؟ هل تريد مني أن أصدق هذا الكلام؟ انت تهتم بي! واضح جدا اهتمامك! تحاول الاستحواذ على كل شيء، ولكن لا تنسى انني املك الكثير في هذه الشركة وأنها شركتي رغم انفك"
"يبدو إنك غبية بالفعل سيلڤا، انا لا اهتم بكل ما تفكرين فيه، تلك الخطط التي تضعينها في عقلك ليس لها أي أساس من الصحة، لكني احاول التطوير من المكان، وليس الرجوع به إلى الخلف، أنا أيضا أريد أن أربح المال سيلڤا"
"أنا لم أوقف شيء أراه مهما من أجل الشركة، لذا اتركك تتولى جزءا من الإدارة، ولا تنسى انك تعمل تحت سلطتي"
نظر لها بابتسامة عذبة وهو ينقل عينه من عينيها الغاضبة إلى شفتيها الفاتنة، وذكريات تقبيله له تدور في عقله يشعر بأن شفتيها بين شفتيه يتزوق طعمها الساحر الذي يجعله يريد المزيد، وهو يفكر هل عليه أن يستمع لها وهي تتكلم بهذه الطريقة؟
ام عليه ان يسكتها بالطريقة التي يفهمها، ان يظل يقبل فيها حتى تنصهر تحته، وتصبح ملك له، ولكن هل تستجيب له مثل المرة الماضية، أم تغضب وتثور وتنفعل عليه، عندما وصل تفكيره إلى هنا كانت قد اكتفت من نظرات عينه الجائعة التي تجعل قلبها ينبض بسرعة مخيفة..
هبت واقفة ولكنها لم تكن تدرك أن وقوفها مرة واحدة، سيجعلها قريبه منه إلى هذه الدرجة، حتى انه كاد أن يحتضنها، في الحقيقة استغل الفرصة، جذب جسدها إلى صدره وهو يستنشق في خصلات شعرها، ويمنع نفسه بصعوبة من أن يقبلها بعنف وعشق، وهو يقول:
"اهدئي وإلا قد تسقطين أرضا حبيبتي"
"كف عن قول حبيبتي، فأنا لست حبيبتك"
"حقا، لا تغضبي لأنه لقب للتحبيب، ليس إلا أن كان الأمر يزعجك إلى هذا الحد، لن أقولها مرة أخرى سيلڤا، أم تريدين أن أناديك أنسة سيلڤا"
لم ترد على سؤاله وغيرت الموضوع وهي تقول:
"هل ستشرح لي ما قلت؟ "
"حسنا سيلڤا سأشرح لك ما قلت، انا اتكلم عن صفقة جديدة ستجعلنا في وضع أفضل، ستزيد من إنتاج الشركة، سنفتح سوق جديد في أوروبا وليس في أمريكا وكندا فقط" دي
"هذا جيد! وما العائد الذي سيعود علينا؟"
"الكثير سيلڤا سيعود علينا الكثير، هناك عائد مادي كبير، اسم الشركة سيكبر مع الأيام، بالإضافة لأننا نفتح سوق آخر لنا، أرباح ستتضاعف عدد فرص عمل أكبر، هناك الكثير يعملون لدينا، اسهم الشركة سترتفع قيمتها في البورصة، كل هذا يساعدنا لا نصبح أسما عالميا"
"كلامك صحيح ولكن كيف سنفعل كل هذا؟"
"سأقوم بالشرح لك بطريقة مفصلة، حتى تستوعبي كل ما اقوله"
" سيكون هذا جيد"
اقترب وقرب مقعده ليجلس بالقرب منها، أخذ يشرح وهو يكتب لها بعض النقاط المهمة، على أحد الأوراق أمامه، وهي تستمع له بإنصات تهز رأسها موافقة على بعض النقاط.
كانت تنظر الى الأوراق أمامها ولكن في اللحظة التي رفعت وجهها لتنظر له لاحظت انه ينظر اليها هي وهو يتكلم يأكل تفاصيل وجهها
"لما تنظر لي بهذه الطريقة؟"
"أي طريقة سيلڤا؟ أنا فقط أحاول أن أشرح لك بعض الأمور"
"ربما أصدقك لو لم أرى ما في عينك"
"ما شأنك أنت فيما يوجد داخل عيني؟ ما دمت أحتفظ به لنفسي؛ لم أحاول أن أتجاوز الأمور معك منذ تلك المرة، التي أهنتني فيها"
"أنا لم اهينك! "
"حقا؟ ألم تقولي عني مخنث؟ ألم تتكلمي على وقولتي أنني عاهر لست رجلا"
"أنا بالطبع لم اقل ذلك، لقد كنت غاضبة من المالك الجديد، وكنت أحاول أن أجد صديقا يقف بجواري، ظننتك صديق"
"انا اكثر من صديق سيلڤا، لكن إلى الآن لم تعي ذلك، لم تاخذي وقت لتفكر إن كنت صديق ام عدو، هل قرأت التقارير الحسابات، هل أخذت تقرير من المالية، يؤكد لك ما نتيجة الأعمال التي أقوم بها؟ أن كنت أفكر في أن أوقع تلك الشركه فوق رأسك، حتى استفيد انا من مكانك ما كنت فعلت كل ذلك"
"ربما خطتك تظهر نفسك بطريقة أخرى"
" أنا لا يوجد خطط في رأسي سيلڤا، كل ما أردته أن أنقذ تلك الأسهم، التي عرضها ذلك العاهر للبيع، كل ما حاولت أن أفعله أن أقف بجوارك بطريقة غير مباشرة، رغم انه لا يعجبني أشياء كثيرة في عقلك، وفي طريقة لبسك، طريقة تفكيرك، تعاملك مع اصدقائك"
"أنا لا أتعامل مع أحد بطريقة متجاوزة، لم أسمح لأحد بأن يقترب مني"
نظر لها بعدم تصديق، وهو يبتسم بسخرية كمن يقول:
« لكني كنت قريب منك بطريقة ما، ومع ذلك لم أكن صديقك، فما هي المساحة التي تسمحين بها لأصدقائك سيلڤا؟»
نظرت له بحدة وهي تقول:
" انت وقح أليخاندرو"
"أنا لم أفتح فمي"
"لكن عينك قالت الكثير، أن ما فعلته أنت كان مفاجأة لي، أنا لم أسمح لأحد أن يلمسني من قبل"
"هل أنت صادقة؟ هل يعني ذلك أنني ساكون الأول والأخير؟"
"هل تمزح أليخاندرو؟ أنا لا أريدك في حياتي من الأساس، إن كنت لا اريدك في الشركة هل أريدك أن تكون بجواري، هل تظن إنك تستطيع التلاعب بي؟ "
"أنا لا أتلاعب بك يا فتاة، لكني أمزح لا تأخذي كلامي على محمل بجد، هناك من تنتظرني وقد تكون مرحبة اكثر منك، قد تكون تبادلني نفس المشاعر"
نظرت له بدهشة ولكنها أظهرت عدم الاهتمام، مع انها شعرت بشيء غريب يتحرك بداخل قلبها.
عقلها الصغير يفكر، يبدو أن كلام أمها صحيح هو يتلاعب بها، لا يريد إلا أن يصل إلى مبتغاه، حتى ان كان يظهر غير ذلك، محاولته والتسخيف منها ومن رأيها، وإظهار عدم فهمها اكبر دليل على ما يفعله، لذا عليها ان تفهم وتعي وتعرف جيدا، ما الذي عليها ان تفعل؟ من اجل ان تستمر هذه الشركة في التطور والتقدم.
عليها أن تنصاع له في بعض الأوقات، وفي أوقات أخرى ستقف امامه بشموخ وقوة سيكون الجميع معها، لانها لم تتهاون في حق الشركة، ستوافق على مشروعاته التي يقترحها، لكنه تحمله المسؤولية كاملة، فإن فشل أو أخطأ فهو من سيتحمل الخسارة، يكون ذلك سببا في خروجه من الشركة، دون أن يحق له التدخل في إدارتها مرة أخرى.
أفكارها كانت تظهر على وجهها، بينما هو لا يعرف فيما تفكر، وجد نفسه يرفع وجهها وهو يقول:
"فيما تفكرين سيلڤا؟ أناديك سيلڤا لان كلمة حبيبتي لا تعجبك"
"هل تظن انها قد تعجبني؟ أو تعجب أي إنسان عاقل! حينما يكون ما تشعر به مجرد خداع، أو مجرد شيء لا أساس له، يجب أن لا يعجب أحد، هل تظن أن حبيبتك تتقبل أن تنادي احد اخر بتلك الصفة؟"
ردد الكلمة داخل عقله «حبيبتي» شعر بالدهشة لكنه تذكر انه اخبرها ان هناك صديقة تنتظره برغبة أكثر منها، يبدو أنها صدقت يا إلهي، هل يريد ان يغلق الباب الذي فتحه بينهم؟ ان كان هذا ما تفكر فيه من أجل كلمة قالها، هل يعني ذلك أنها تهتم؟
ولكنها نهضت وهي تقول:
"لقد اقتنعت باغلب الكلام الذي قلته"
هز رأسه بموافقة لكنها قالت:
"رغم ذلك سأدعو لانعقاد مجلس الإدارة، سيكون هذا المشروع على مسؤوليتك أنت فقط، فإن فشل ستخرج من إدارة الشركة"
"هل ستصلي من أجل أن أفشل"
"أنا لا أريد الخسارة للشركة"
"لكنك لا تريديني بداخلها"
"إن قلت لك أن هذا ما أريده في الحقيقة، هل ستبيع لي تلك الاسهم؟ كم تريد مقابلها؟"
نظر لها فترة طويلة وهو يبحث في عينيها عن شيء لا وجود له، هل هي حقا تهتم بالشركة فقط؟ لا تريده أن يكون بجوارها، هل هي نفس الطفلة التي كانت تلقي بنفسها بين ذراعيه؟ ان وقعت تبكي على كتفه! وهو تقول:
«سقط عن الأرجوحة، لانك غير موجود»
هل هي تلك التي كانت تخبره كل شيء عن دراستها، قبل أن تخبر أهلها الذين لم يكونوا موجودين من أجلها، سواء كان العم إدواردو أو حتى زوجته، التي كانت تهتم بنفسها فقط، وضع كفيه في جيب سرواله، كأنه يخشى أن ترك يده حره لا يستطيع السيطرة عليها، لا يستطيع ان يوقفها ان حاولت ان تضغط على رقبة تلك الجميله الفاتنة.
التي سرقت النوم من عينه، ومع ذلك لم تشعر به من الأساس، نظر في عينها وهو يقترب منها خطوة، ويقول:
"أن أردت أن تبيع انت باقي الأسهم سوف إشتري"
" ماذا؟"
"كما سمعت حبيبتي! ان اردت ان تبيعي باقي الأسهم استطيع أن أشتريها بالسعر الذي تحددينه"
مضى أسبوع كانت فيه سيلڤا تتردد على بيت روڤان ، لتطمئن تتأكد من أنها تناولت أدويتها التي أصر والدها العم انجلو أن يتكفل بها، فهي ابنته وعليه أن يساهم في علاجها، ويكفي ما فعلته سيلڤا من أجلها .
وفي هذه الأيام كانت سيلڤا تنتقل من الشركة إلى المدرسة، أقتربت موعد الإمتحانات ولكنها تحاول قدر الأمكان، المرور على الشركة رغم نظرات أليخاندرو لها التي تجعلها ترتبك، تشعر بالخوف وهي ترى الجميع مهتمين به، يستمعون لكلامه يطبقون نظرياته
حتى انها اتصلت بالسيد خوان، وهي تقول:
"ماذا عليا أن أفهم؟ من أنك توافق على كل ما يقول أليخاندرو!"
"هل علي أن أقف ضده وضد مصلحة الشركة؟"
"وهل ما يقوله وما يفعله يصب في مصلحة الشركة، أم مصلحته هو؟ "
"أنه جزء من الشركة، لا تنسي ذلك سيلڤا حتى لو كانت نسبته قليلة، هو يريد الربح وطريقته في الإدارة حديثة ومتطورة"
"معنى كلامك أن نترك له الإدارة"
"أنا لم أقل ذلك بالتحديد، هو يمثل جزءا من الإدارة، ويرجع اليك في كل قرار يقوله."
"ان كان هذا ما ترى لا بأس.."
"اهدئ ابنتي كل ما في الأمر أننا نفكر في المصلحة العامة، وأنت مشغولة هذه الأيام بصديقتك المريضة، ودروسك اتركيه يفعل ما يراه مناسبا، وإن أخطأ سيكون سببا في طرده من الشركة بأكملها"
"حسنا عليك ان تجري اجتماع مجلس إدارة وتتناقش معه في هذا الأمر"
"سنفعل هل ستأتين إلى الشركة غدا؟ "
"لا أظن ذلك لدي امتحان في المدرسة."
" حسنا يا أبنتي موفقة في دروسك بأمر الرب"
"شكرا لك عم خوان، أسفة لاني أزعاجك ولكن أرجو أن تحضر يوميا إلى الشركة، فأنا أعتمد عليك أنت، وليس عليه تعلم انني اثق فيك"
"أعلم يا ابنتي"
بعد أيام كانت تخرج من الشركة، وهي تنظر أمامها، كمن لم تنتبه، رغم أنها استمعت إلى صوته ينادي لها، إلا أنها لم تلتفت
أسرع في خطوته، وما ان اقترب منها حتى أبتسم، وهو يقول:
"إلى أين أنسة سيلڤا؟"
"هل علي أن أعطيك تفاصيل بخطواتي؟"
"الأمر ليس كذلك، هناك ملف يجب أن تقرئيه"
"تستطيع أن ترسله إلى السيد خوان."
"لما ألم تفهمي كيف يدور عمل؟"
"الأمر لا يعنيك إن كنت أفهم طريقة سير العمل أو لا افهم، الامر لا يعنيك أليخاندرو لهذا عليك أن تهتم بشؤونك فقط"
"أنت شؤوني سيلڤا، لا تنسي انك شريكتي. "
"حسنا اترك لي الملف على المكتب سأقوم بقراءته في الغد"
نظر لها بابتسامة عابثة، وهو يقول:
"الأمر لن يأخذ الكثير من الوقت، ما رأيك أن تأتي إلى مكتبي، نتناقش فيه وقد اوضح لك بعض الأمور"
"مرة أخرى أليخاندرو، أن كنت متعجلا في الأمر أشرح ما تفكر فيه إلى السيد خوان، قد يفيدك ويعطيك المعلومة أسرع مني"
"ربما يكون كلامك صحيح، لكن ما هو الشيء المهم لهذه الدرجة سيلڤا؟ الذي يجعلك لا تعطي لشركتك دقائق؟"
"لماذا انت مهتم لتعرف؟ رغم أن الأمر لا يعنيك في شيء ومع ذلك سأخبرك لتكف عن السؤال، لدي موعد مع صديق"
"هل هو صديق مقرب أم حبيب؟"
"شيء لا يعنيك أليخاندرو، عليك ان تهتم بشؤونك الخاصة فقط، ان كان لي حبيب أم لا الأمر لا يعنيك من الأساس"
"حسنا لنتكلم في العمل اولا فهو شيء أساسي، ام ماذا ترين أنسة سيلڤا؟ فإن كانت الشركة غير مهم بالنسبة لك فهي مهمة بالنسبة لي"
نظرت له بحدة وهي تسبه في عقلها، رغم ذلك أخذت تسير خلفه إلى مكتبه، ما ان دخلت حتى أغلق الباب، نظرت له بأستفسار وعلى وجهها سؤال، وفي عينيها خوف من ان يكرر ما فعله من قبل، شعر بما تفكر فيه، فابتسم وهو يقول:
"انها امور خاصة بالعمل، ليس من الجيد أن نناقشها أمام الجميع"
"حسنا ولكن أسرع في أن تخبرني ما تريد، حتى أذهب ولا اتأخر على موعدي"
نظر لها بحدة وغضب وغيرة ولكنها لم تلاحظ اقترب من حيث تجلس، وهو يضع امامها ملف ضخم، وأخذ يخلع جاكيت البدلة عنه، يرفع كم قميصه الابيض المختلف عن لون بشرته البرونزية، وهو يعقد ذراعيه وهو ينظر لها.
أخذت تقلب في صفحاته، ولم تفهم شيئا على الإطلاق أغلقته وهي تقول:
"ما هذا؟"
"كما ترين!"
"انا لا ارى شيء، كل ما افهم من هذه الصفحات إنك تحاول تعجيزي، أو تجعلني لا أستطيع الفهم، ما يدور حولي ومع ذلك تصر على أن ارى الملف بنفسي"
" انا بالطبع لا "
"حسنا عليك ان ترسل ذلك الملف للعم خوان، هو يستطيع ان يفهم منك اكثر"
"لما؟ لا يوجد لديك بعض الوقت حتى أفهمك"
"وهل تريد أن تجعلني أفهم؟ أم تريد أن اظل غبية لا افهم شيء مما تفعله، حتى تستحوذ أنت على إدارة المجموعة"
"هل هذا ما تظني فيا؟ انا هنا منذ ما يقارب الشهر"
" اعلم ذلك"
"هل رأيته أنني أحاول التسخيف منك أو التقليل من شأنك؟"
نظرت له ولم ترد، فابتسم وهو ينظر في أعماق عينيها ويقول:
"بالطبع لا تستطيعين الرد، تعلمين جيدا أن كلامي صحيح، انا اهتم بك"
"هل أنا غبية من وجهه نظرك أليخاندرو؟ هل تريد مني أن أصدق هذا الكلام؟ انت تهتم بي! واضح جدا اهتمامك! تحاول الاستحواذ على كل شيء، ولكن لا تنسى انني املك الكثير في هذه الشركة وأنها شركتي رغم انفك"
"يبدو إنك غبية بالفعل سيلڤا، انا لا اهتم بكل ما تفكرين فيه، تلك الخطط التي تضعينها في عقلك ليس لها أي أساس من الصحة، لكني احاول التطوير من المكان، وليس الرجوع به إلى الخلف، أنا أيضا أريد أن أربح المال سيلڤا"
"أنا لم أوقف شيء أراه مهما من أجل الشركة، لذا اتركك تتولى جزءا من الإدارة، ولا تنسى انك تعمل تحت سلطتي"
نظر لها بابتسامة عذبة وهو ينقل عينه من عينيها الغاضبة إلى شفتيها الفاتنة، وذكريات تقبيله له تدور في عقله يشعر بأن شفتيها بين شفتيه يتزوق طعمها الساحر الذي يجعله يريد المزيد، وهو يفكر هل عليه أن يستمع لها وهي تتكلم بهذه الطريقة؟
ام عليه ان يسكتها بالطريقة التي يفهمها، ان يظل يقبل فيها حتى تنصهر تحته، وتصبح ملك له، ولكن هل تستجيب له مثل المرة الماضية، أم تغضب وتثور وتنفعل عليه، عندما وصل تفكيره إلى هنا كانت قد اكتفت من نظرات عينه الجائعة التي تجعل قلبها ينبض بسرعة مخيفة..
هبت واقفة ولكنها لم تكن تدرك أن وقوفها مرة واحدة، سيجعلها قريبه منه إلى هذه الدرجة، حتى انه كاد أن يحتضنها، في الحقيقة استغل الفرصة، جذب جسدها إلى صدره وهو يستنشق في خصلات شعرها، ويمنع نفسه بصعوبة من أن يقبلها بعنف وعشق، وهو يقول:
"اهدئي وإلا قد تسقطين أرضا حبيبتي"
"كف عن قول حبيبتي، فأنا لست حبيبتك"
"حقا، لا تغضبي لأنه لقب للتحبيب، ليس إلا أن كان الأمر يزعجك إلى هذا الحد، لن أقولها مرة أخرى سيلڤا، أم تريدين أن أناديك أنسة سيلڤا"
لم ترد على سؤاله وغيرت الموضوع وهي تقول:
"هل ستشرح لي ما قلت؟ "
"حسنا سيلڤا سأشرح لك ما قلت، انا اتكلم عن صفقة جديدة ستجعلنا في وضع أفضل، ستزيد من إنتاج الشركة، سنفتح سوق جديد في أوروبا وليس في أمريكا وكندا فقط" دي
"هذا جيد! وما العائد الذي سيعود علينا؟"
"الكثير سيلڤا سيعود علينا الكثير، هناك عائد مادي كبير، اسم الشركة سيكبر مع الأيام، بالإضافة لأننا نفتح سوق آخر لنا، أرباح ستتضاعف عدد فرص عمل أكبر، هناك الكثير يعملون لدينا، اسهم الشركة سترتفع قيمتها في البورصة، كل هذا يساعدنا لا نصبح أسما عالميا"
"كلامك صحيح ولكن كيف سنفعل كل هذا؟"
"سأقوم بالشرح لك بطريقة مفصلة، حتى تستوعبي كل ما اقوله"
" سيكون هذا جيد"
اقترب وقرب مقعده ليجلس بالقرب منها، أخذ يشرح وهو يكتب لها بعض النقاط المهمة، على أحد الأوراق أمامه، وهي تستمع له بإنصات تهز رأسها موافقة على بعض النقاط.
كانت تنظر الى الأوراق أمامها ولكن في اللحظة التي رفعت وجهها لتنظر له لاحظت انه ينظر اليها هي وهو يتكلم يأكل تفاصيل وجهها
"لما تنظر لي بهذه الطريقة؟"
"أي طريقة سيلڤا؟ أنا فقط أحاول أن أشرح لك بعض الأمور"
"ربما أصدقك لو لم أرى ما في عينك"
"ما شأنك أنت فيما يوجد داخل عيني؟ ما دمت أحتفظ به لنفسي؛ لم أحاول أن أتجاوز الأمور معك منذ تلك المرة، التي أهنتني فيها"
"أنا لم اهينك! "
"حقا؟ ألم تقولي عني مخنث؟ ألم تتكلمي على وقولتي أنني عاهر لست رجلا"
"أنا بالطبع لم اقل ذلك، لقد كنت غاضبة من المالك الجديد، وكنت أحاول أن أجد صديقا يقف بجواري، ظننتك صديق"
"انا اكثر من صديق سيلڤا، لكن إلى الآن لم تعي ذلك، لم تاخذي وقت لتفكر إن كنت صديق ام عدو، هل قرأت التقارير الحسابات، هل أخذت تقرير من المالية، يؤكد لك ما نتيجة الأعمال التي أقوم بها؟ أن كنت أفكر في أن أوقع تلك الشركه فوق رأسك، حتى استفيد انا من مكانك ما كنت فعلت كل ذلك"
"ربما خطتك تظهر نفسك بطريقة أخرى"
" أنا لا يوجد خطط في رأسي سيلڤا، كل ما أردته أن أنقذ تلك الأسهم، التي عرضها ذلك العاهر للبيع، كل ما حاولت أن أفعله أن أقف بجوارك بطريقة غير مباشرة، رغم انه لا يعجبني أشياء كثيرة في عقلك، وفي طريقة لبسك، طريقة تفكيرك، تعاملك مع اصدقائك"
"أنا لا أتعامل مع أحد بطريقة متجاوزة، لم أسمح لأحد بأن يقترب مني"
نظر لها بعدم تصديق، وهو يبتسم بسخرية كمن يقول:
« لكني كنت قريب منك بطريقة ما، ومع ذلك لم أكن صديقك، فما هي المساحة التي تسمحين بها لأصدقائك سيلڤا؟»
نظرت له بحدة وهي تقول:
" انت وقح أليخاندرو"
"أنا لم أفتح فمي"
"لكن عينك قالت الكثير، أن ما فعلته أنت كان مفاجأة لي، أنا لم أسمح لأحد أن يلمسني من قبل"
"هل أنت صادقة؟ هل يعني ذلك أنني ساكون الأول والأخير؟"
"هل تمزح أليخاندرو؟ أنا لا أريدك في حياتي من الأساس، إن كنت لا اريدك في الشركة هل أريدك أن تكون بجواري، هل تظن إنك تستطيع التلاعب بي؟ "
"أنا لا أتلاعب بك يا فتاة، لكني أمزح لا تأخذي كلامي على محمل بجد، هناك من تنتظرني وقد تكون مرحبة اكثر منك، قد تكون تبادلني نفس المشاعر"
نظرت له بدهشة ولكنها أظهرت عدم الاهتمام، مع انها شعرت بشيء غريب يتحرك بداخل قلبها.
عقلها الصغير يفكر، يبدو أن كلام أمها صحيح هو يتلاعب بها، لا يريد إلا أن يصل إلى مبتغاه، حتى ان كان يظهر غير ذلك، محاولته والتسخيف منها ومن رأيها، وإظهار عدم فهمها اكبر دليل على ما يفعله، لذا عليها ان تفهم وتعي وتعرف جيدا، ما الذي عليها ان تفعل؟ من اجل ان تستمر هذه الشركة في التطور والتقدم.
عليها أن تنصاع له في بعض الأوقات، وفي أوقات أخرى ستقف امامه بشموخ وقوة سيكون الجميع معها، لانها لم تتهاون في حق الشركة، ستوافق على مشروعاته التي يقترحها، لكنه تحمله المسؤولية كاملة، فإن فشل أو أخطأ فهو من سيتحمل الخسارة، يكون ذلك سببا في خروجه من الشركة، دون أن يحق له التدخل في إدارتها مرة أخرى.
أفكارها كانت تظهر على وجهها، بينما هو لا يعرف فيما تفكر، وجد نفسه يرفع وجهها وهو يقول:
"فيما تفكرين سيلڤا؟ أناديك سيلڤا لان كلمة حبيبتي لا تعجبك"
"هل تظن انها قد تعجبني؟ أو تعجب أي إنسان عاقل! حينما يكون ما تشعر به مجرد خداع، أو مجرد شيء لا أساس له، يجب أن لا يعجب أحد، هل تظن أن حبيبتك تتقبل أن تنادي احد اخر بتلك الصفة؟"
ردد الكلمة داخل عقله «حبيبتي» شعر بالدهشة لكنه تذكر انه اخبرها ان هناك صديقة تنتظره برغبة أكثر منها، يبدو أنها صدقت يا إلهي، هل يريد ان يغلق الباب الذي فتحه بينهم؟ ان كان هذا ما تفكر فيه من أجل كلمة قالها، هل يعني ذلك أنها تهتم؟
ولكنها نهضت وهي تقول:
"لقد اقتنعت باغلب الكلام الذي قلته"
هز رأسه بموافقة لكنها قالت:
"رغم ذلك سأدعو لانعقاد مجلس الإدارة، سيكون هذا المشروع على مسؤوليتك أنت فقط، فإن فشل ستخرج من إدارة الشركة"
"هل ستصلي من أجل أن أفشل"
"أنا لا أريد الخسارة للشركة"
"لكنك لا تريديني بداخلها"
"إن قلت لك أن هذا ما أريده في الحقيقة، هل ستبيع لي تلك الاسهم؟ كم تريد مقابلها؟"
نظر لها فترة طويلة وهو يبحث في عينيها عن شيء لا وجود له، هل هي حقا تهتم بالشركة فقط؟ لا تريده أن يكون بجوارها، هل هي نفس الطفلة التي كانت تلقي بنفسها بين ذراعيه؟ ان وقعت تبكي على كتفه! وهو تقول:
«سقط عن الأرجوحة، لانك غير موجود»
هل هي تلك التي كانت تخبره كل شيء عن دراستها، قبل أن تخبر أهلها الذين لم يكونوا موجودين من أجلها، سواء كان العم إدواردو أو حتى زوجته، التي كانت تهتم بنفسها فقط، وضع كفيه في جيب سرواله، كأنه يخشى أن ترك يده حره لا يستطيع السيطرة عليها، لا يستطيع ان يوقفها ان حاولت ان تضغط على رقبة تلك الجميله الفاتنة.
التي سرقت النوم من عينه، ومع ذلك لم تشعر به من الأساس، نظر في عينها وهو يقترب منها خطوة، ويقول:
"أن أردت أن تبيع انت باقي الأسهم سوف إشتري"
" ماذا؟"
"كما سمعت حبيبتي! ان اردت ان تبيعي باقي الأسهم استطيع أن أشتريها بالسعر الذي تحددينه"