الفصل الثامن عشر

الفصل الثامن عشر.

(18) روديان الوحش المدمر

فتح روديان عينيه وحرك يده ناحية الكأس، لأحظت نيرفيتا حركته فذهبت لتحضر الكأس المملوء بالدماء وجدته أغمض عينيه مرة أخرى ولا يتحرك، جلست بجانبه بحزن بعدما شعرت بأمل وأنه قد تحسن، خاب ظنها وتنهدت بضجر وهي تنظر لبطنها.

رأت روفال سيلينا وهي تركض بالطرقات عانقتها بعدما صرخت، وأبعدتها عن السهم بدون أن تشعر به، أمسكت سيلينا يد صديقتها وركضت وهي تطلع للخلف بخوف إلى مكان بعيد عن الذي تتواجد به ويعتبر قريب من القصر.

توقفت روفال لأنها تعبت من الركض وقالت:

" سيلينا لما تركضين بهذا الشكل! هل أحد يلحقنا لأنني تعبت وأحتاج للراحة؟ "

توقفت سيلينا لأخذ أنفاسها هي الأخرى، وأجابت عليها وهي بالكاد تلتقطها:

"سكان الكهف الملعون خرجوا من جوف الأرض، ويريدون أذيت روديان أكدوا لي بأن الكهف به أحد، ومثل الذي مذكور بالرواية سيقتلون روديان في هذا اليوم"

"سيلينا عزيزتي خدي أنفاسك جيدًا وتكلمي بهدوء فأنا لم افهم عليك"

أخذت سيلينا نفس بعمق أكثر وهي تقول بهدوء مثلما أخبرتها:

"تتذكرين الرواية التي أتوقع أحداثها"

أرتفع حاجب روفال في ضيق وقلبت شفتها السفلية في تلقائية وهي تقول:

" عن أي رواية أنتِ تتكلمين، أنا لا أفهم منك أي شيء"

ابتسمت روفال دون قصد، ادهشت سيلينا تلك الابتسامة التي ارتسمت على شفتيها ومنعتها بقوة فقالت سيلينا بأسف:

"التي قد ذُكرت بالرواية بأن هناك يوم اسمه الكهف الملعون، وهذا اليوم يُقلب ليوم دموي للغاية، فأنا أخاف على روديان ولا أعرف حتى أين هو الآن؟ "

عادت روفال في الابتسامة واظهرتها لها وهي تقول:

"تعالي معي سأخذك لروديان أنا هنا لأخذك له فهو بحاجتك أكثر الآن"

لمعت عينين سيلينا وقالت وهي تضم على يدها:

"هل تعرفين أين هو؟ لمَ لا تخبريني منذ البداية بأنك تعرفين مكانه، صحيح اتعرفين بأن البرت وليريا ذئاب أنا تأكدت من ذلك بنفسي ورأيتهم وهم يتحولون"

عقدت يدها أمام صدرها وهي تعطي ظهرها لها، وقالت بغضب:

"عن أي البرت تتكلمين تقصدين الشب ذات العضلات المفتونة والشعر الطويل"

وصلها الإجابة بعدما أومأت سيلينا برأسها فأكملت روفال:

" لكن البرت هذا الذي تتكلمين عنه تربطنا علاقة حب، وأيضًا سمعت من قبل بأن والد روديان قبل سنوات منع دخول الذئاب لمدينة ميرامالا، وسبق وتعاملت مع ليريا ولا أشك بأنها ذئب متحول لبشري"

جلست سيلينا من صدمتها بأرضها وهي تفكر ماذا حدث لها؟ تفاخرت روفال وهي تتكلم عن البرت وأخذت تلف حول نفسها من السعادة، قاطعتها سيلينا:

"روفال ما تاريخ اليوم!"

ردت روفال بكل ثقة:

"الخامس من شهر اشبلاك"

كان التأريخ مختلف عن تاريخ اليوم الذي رأته في منزل تلك الأشخاص، قبل أن تُعطي رد فعل، سمعت سيلينا عن الوريث الذي سيأتي من أفواه المارة، سألت روفال عن الأمر وأجابتها بمرح:

"فنيرفيتا حامل وسيأتي وريث للملك عما قريب"

قالت سيلينا بصوت خافت:

«كانت تخشي روفال من يوم ولاده نيرفيتا لأن هذا اليوم الذي ستموت به، فكيف هي الآن سعيدة بهذا الخبر؟ وبسبب خطأها بالتأريخ فهذا يدل على وجود شيء خاطي بالموضوع»

طقطقت روفال بأصبعها وهي تردف:

"هيا نذهب سيلينا فالملك بانتظارك"

تحركت معها سيلينا وهي تفكر بالأمر، فر البرت من شباكهم بعدما جرحوا قدمه ونزف الكثير من الدماء، اقترب البرت من القصر وعند يمين ويسار وحولت نفسه ودخل القصر وهو يقول:

"ليريا أين أنتِ؟ ليريا..روفال! "

أوصلت روفال لغرفة روديان وهي تقول:

"روديان هنا بالداخل أذهبي وتحدثي معه"

شعرت سيلينا بالخوف والتسرع بأنها جاءت مع روفال، وقالت:

"تعرفين يا روفال لا أعرف لمَ جئت معكُ لهنا، وأنتِ أصبحتِ غريبي عني وتصرفاتك غير مفهومة، لكن أتمنى بأن لا تجعليني أندم بيوم لأني وثقت بكِ"

رأت روفال البرت أمامها لعبت بفستانها وشرد عقلها لعنده أشار البرت بيده لها تركت سيلينا قائلة:

"أنا ذاهبة فالبرت يُنادي علي"

فتحت كولن باب غرفتها وهمت للخروج منعها حارس ضخم يقف على بابها فقالت بغضب:

"لما أنت تقف هنا على باب غرفتي، تنحى جانبًا أريد الخروج"

أرجعها الحارس ووضع يده قائلًا:

"أعتذر منكِ فهذه أوامر الأمير فالكا بأن لا نسمح لك بالخروج من هنا:

دخلت كولن لغرفتها وهي تشتعل كالموقد، دفعت الأغراض التي على الطاولة للأسفل بغضب وهي تصرخ وتقول:

" فالكا أيها الطفل الأحمق لمَ تفعل ذلك بي"

شعرت الفتاتين لوفا وتوبا بأن القصر على غير عادته، صُراخ دائم وحرب بين جميع أخوتها على المنصب، ووالدتها دائمة التكسير والغضب لأتفه الأسباب فاقترحت لوفا على توبا وقالت:

"ما رأيكِ بأن نذهب بعيدًا عن هنا هذه الفترة"

وافقتها توبا الرأي وأجابتها:

"اذن دعينا لا نضيع وقت هيا نذهب لمدينة عزيزي سامراي ونبقى عنده لحين تتحسن المملكة ونعود، فكل يوم يمر نعيش بقلق أكثر هنا "

عادت الفتاتين لغرفتهم وأخرجوا حقائبهم وبدأوا بجمع كل الأغراض التي سيحتاجونها.

وجد البرت فالكا بالأسفل متوتر، فسألته:

"ما بكَ يا فالكا هل منزعج من شيء؟ "

أجاب فالكا وهو يشير بيده للحراس:

"ذاهب إلى أخي جلاور، لهذا متوتر قليلًا فأنا قلق عليه"

لبس البرت سترته وهو يقول:

"هل أتي معكَ يا فالكا؟ "

أُعجب فالكا فالفكرة أجاب وهو سعيد:

"بكل تأكيد سأشعر بالراحة أن جئت معي، لأن الأوضاع بيني وبين جلاور سيئة آخر فترة"

خرجَ من القصر وركبا سويًا على العربة، رد البرت وهو يضع يده خلف فالكا:

"اذن دعنا نذهب ولا نضيع وقت"

ذهبا ووجدوا باب الكهف قد أغلق، حاولوا كسره بالحديد والرصاص وما فتح معه.

جلس فالكا حزين بأرضه وهو يقول في نفسه:

«سامحني يا أخي فأنا السبب في موتك»

طرقت سيلينا باب غرفة الملك روديان ما أجابها أحد، فتحت الباب ودخلت وهي تنادي عليه قائلة:

" يا أمير روديان، هل أنت هنا؟"

حرك روديان يده بعدما سمع صوتها، خرجت نيرفيتا من خلفها وقالت:

" الملك روديان حالته غير مستقرة، ورُبما يظل هكذا طوال حياتي"

وضعت سنين يدها على فمها وتلعثم لسانها بالكلام وهي تقول:

" ما الذي حدث له بالتحديد؟ هل الذي أصابه بسبب جرعة السم؟ "

أجابتها نيرفيتا وهي تجلس أمامها وتمسك يده وتقبلها:

"هذا صحيح فقد تناول كمية كبيرة من السم بوقت قليل فأثرت كثيرًا عليه"

وضعت سيلينا يدها بجيبها تبحث عن الريشة لِتُساعدها كما تتذكر بأحداث الرواية السابقة، ما وجدت الريشة معها فتسألت نيرفيتا:

"عما تبحثين بهذه الطريقة العشوائية"

"هل تبحثين على هذه الريشة التي بيدي؟ "

رم البرت هذه الكلمات، تطلعت سيلينا عليه رأته يدخل للغرفة ذهبت لكي تحاول استعادتها منه وقالت وهو ترفع يدها لتأخذها:

" البرت كيف وقعت بين يديك؟"

قال لها وهو يضحك ويرفع يده بعيدًا عنها:

" لم يكن الأمر سهلًا، ولم يكن صعبًا فقد وجدتها أمامي وأخذتها"

قالت له سيلينا وهي غاضبة منه:

" أرجعها لي بالحال فهي تَخصني"

جر قدمه المُصابة ودخل للغرفة، جلس بأقرب مكان لأنه شعر بالتعب:

"سأعطيها لكِ لكن بشرط واحد وهو سيعجبك بكل تأكيد"

عقدت نيرفيتا يدها وراقبت حديثهم، ألقت سيلينا عينيها عليها ثم على البرت ويده المغلقة فأكمل البرت:

" سيلينا أنتِ تُريدي روديان على قيد الحياة، ونحن أيضًا نريد ذلك في الوقت الحالي لذلك.. "

قاطعتهم نيرفيتا وهي تُعطيها السيف الذي أخرجته من الخزانة:

"أمسكِ هذا السيف وأطعني روديان بقلبه، وقتها سيخرج السم منه ويعود لحياته لكي يقاتل أصحاب الكهف الملعون وينتصر عليهم"

قالت سيلينا وهي ترتعش من الخوف:

"ولمَ أنا بالتحديد التي تفعل ذلك الشيء"

ضحك البرت ووضعت يده على شعره وأجاب:

"لأنك الوحيد بكل ميرامالا الحقيقة بيننا، فجميعًا يعرف بأنك لستِ من هذا العالم"

ردت سيلينا وهي تتم على كلماته:

" وكيف أضمن بأني عندما أفعل ذلك ما سأخسر روديان للأبد ويعيش بعد فعلتي هذه، من الممكن بأنكم تخدعونني ويموت بين يدي"

ألمته قدمه المصابة كثيرًا فمدها أمامه وهو يقول بعدما ضم عليها بالحبال:

" ليس هناك أي ضمانات، صدقيني فنحن نريد بقاءه أكثر منك الآن، أصحاب الكهف عدوهم الملك، وهو الوحيد القادر على قتلهم، فحياتنا جميعًا مهدده بالخطر، ولا يوجد لدينا أي ضمانات كما أخبرتك، اذا أردتِ أفعلي الذي أخبرناك به، وأذا لم تريدي أتركينا واذهبي وأنسي أمر روديان للأبد"

صمت الجميع حاول البرت اللعب بدماغها مرة أخرى قائلًا:

" لكن أعرفي شيئًا مهم، اذا ما فعلتي الذي أخبرك به فلن تنتقلي إلى العالم الذي جئت منه أبدًا، لكن عندما تطعنين هذا السيف في قلبك ستعودين إلى عالمك، وتتحسن صحه روديان ويستيقظ ويُقاتل أصحاب الكهف ويموت جلاور كهدية لهم، يُصبح روديان بأمان هنا في مدينة ميرامالا من بعد ذهابك، لكن اذا تريدي شيئًا آخر تفضلي بفعله، أنا سأجلس هنا وانتظر قرارك"

دخلت روفال وهي تقول من الخلف:

" البرت هل كنت تخدعني بفكرة أنك تُحبني؟ بمجرد أن ضغطت على هذه الريشة حولتني لشخص جديد، او بالأحرى رجعت لشخصيتي التي كنت عليها"

دخلت وأعطت روفان الريشة لسيلينا بعدما خطفتها من البرت وهي تعتذر منها:

"سيلينا فأنا حقًا أعتذر منكُ فلم أكن بوعيي عندما جلبتك لهنا، ولم أقصد بأن أذيكِ بيوم صدقيني صديقتي"


.. قبل قليل.


تذكرت روفان حديثها مع البرت عندما أشار لها وذهبت له فقال وهو يستدرجها بالكلام:

"اين كنت كل هذا الوقت؟ فأنا اشتقت لكِ"

ردت عليه كأنها مغيبة عن الوعي:

" كنت أنفذ طلب الأميرة نيرفيتا؟ فهي أمرتني بأن أبحث لها عن سيلينا منذ يومين، وبالفعل بحثت عنها في كل مكان وما وجدتها إلا منذ قليل، وأخذتها إلى الغرفة التي بها روديان كما أمرتني نيرفيتا "

فكر بالرجال التي كانت تحمي سيلينا وأجاب:

"هل حدث شيء وأنتِ معها؟ هل ظهر لكم أحد او تكلمتم بشيء ما قلته لي بعد؟ "

تحركت كأنها تتجمد كالثلج وقالت بصوت خافت:

" أتذكر بأن سيلينا أخبرتني بأنها عندما أستيقظت وجدت نفسها في غرفه مع رجلين من أصحاب الكهف الملعون"

اندهش البرت من كلامها وقال بفضول:

"من أصحاب الكهف الملعون، وماذا يفعلون هنا ولمَ يحمونها؟!"

أكملت روفال وهي تضع يدها على فمه وتتحرك بسلاسة:

" أنتظر عزيزي فأنا أخبرتك من قبل لا أحب المقاطعة بالحديث"

صمتت وأنزلت يدها وأكملت:

" قالوا لها بأنهم يأتون للاحتفال على فترات متباعدة، اذا علموا بأن أحد يقتحم الكهف الخاص بهم، تصبح المدينة دموية ويسودها الدماء بكل مكان، ويموت الجميع او الاغلب من سكان المدينة والوحيد على قتلهم الملك"

فجاءه شعر البرت بالخوف من حديثها، وحدث نفسه:
«لهذا باب الكهف قد أُغلق على جلاور وما عرفنا فتحه كالسابق، فالوضع أصبح خطير للغاية»

وضع يده على قدمه المصابة وحركها من مكانها ووقف ومن ثم خرج وتركها بدون أن يكمل حديثه معها.

نادت روفال عليه لكنه لم يُجيب، لأحظت ريشة أسفل المكان الذي جلس عليه، قالت له:

"أنتظر فهناك شيء غريب سقط منك"

أمسكت روفال الريشة التي سقطت منه وبدون قصد ضغطت على زر صغير كان على الجانب، وجدت روفان نفسها تتذكر أشياء ما كانت تتذكرها من قبل، فعلمت بأنها كانت تحت تأثير السحر والنسيان المؤقت.

ركضت إلى غرفة نيرفيتا لكي ترى الذي يدبرونه لسيلينا، ذهب وجد البرت ونيرفيتا يُجبراها على وضع السيف بقلب الأمير روديان فصرخت وهي تقول:

" لا تفعلي الذي يُريدونه يا سيلينا فهم يكذبون الريشة معي أنا وبين يدي"

فتح البرت يده الفارغة وقال بوقاحة:

"صحيح الريشة ليست معي، لكنني أخبرتك بالذي أود قوله والخيار لكِ، وهي لن تُساعدك بشيء وجربي ذلك بنفسك"

تنحى هو ونيرفيتا جانبًا وتقدمت سيلينا وهي تحمل الريشة، ضغطت عليها ووجهها عليه كما قراءة بالرواية وقالت نفس الكلمات:

"هيا يا فراشة طائرة ارجعي لروديان حياته"

بقيت تردد هذه الجملة كثيرًا، عندما يئست وجدت روديان يمسك يدها، توقفت وهي سعيدة ونظرت عليه وهي تقول:

"روديان هل أنت تسمعني؟"

فرحت هي وروفال والباقي قلب وجهه وهم للمغادرة بضيق، توقفوا عندما أردفت سيلينا بصوتها المبحوح:

"روديان أستيقظ ماذا حدث لكَ؟ هل تسمعني روديان تحدث معي لا تتركني؟ "

سالت الدماء من فم روديان ممزوجة بلون أسود، انتفضت قلب روديان وأرتعش جسده بالكامل وساءت حالته.

تجمع أربعتهم فوقه وبنظرات استغراب، قالت نيرفيتا وهي تمسك بثياب روديان وتحركه:

"روديان عزيزي ما الذي حدث لك"

وقفت وأمسكت برقبه سيلينا، خنقتها بين يدها قائلة:

" أنتِ المسؤولة عن حالته هذه، فقد كان بخير لولًا تدخلك الذي لا معنى له"

رم البرت كلماته قاسية على سيلينا وهو يخلصها من نيرفيتا:

"نتمنى بأن لا نخسر روديان بسبب تجاربك الحمقاء يا سيلينا، فهو مُنقذنا الوحيد لو مات ستنتهي مدينة ميرامالا ولن ينجو أحد حتى أنتِ سَتموتين هنا"

خشيت سيلينا من موته، دفعت نيرفيتا وأخذت السيف من خصرها وطعنته بقلبه وهي تقول:

"لن أسمح لكَ بالذهاب"


.. بعد مرور القليل من الوقت.


نامت سيلينا على جسد روديان والباقي كان يجلس على الأريكة المقابلة لهم وينتظرونه أن يستيقظ.

فتح روديان عينيه وشعرت به سيلينا وهو يُحرك يدها، وقف أمامها بصمت لمعت عينيها بفرح، فمن سعادتها عانقته وهي تقول:

"روديان هل أنت بخير الآن يا عزيزي؟"

كانت هذه آخر كلماتها بعد هجوم روديان عليها، فقد مص دمائها بلا رحمة، قبل أن تفقد حياتها على الآخير تركها ونظر على الباقية عندما سمع صوتهم، هربوا سريعًا وأغلقوا الباب خلفهم، كسر الباب وركضت خلفهم كالمجنون وهو يفتح فمه ويقتل كل من يراه أمامه قائلًا:

"الملك روديان عاد لينتقم من الجميع"

حمل نيرفيتا لأعلى ودفعها على الفراش بكل قوة.


يتبع.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي