الفصل السابع عشر
(17) الفصل السابع عشر
يوم الكهف الملعون قد أقترب.
قال جلاور بعدما أستراح قليلًا:
"هذه هي المرة الأولى التي تندم بها بكل حياتك ياجلاور على شيء قد فعلته، أنظر لنفسك الآن كم أنتَ عاجز ولا يوجد أحد لكي يساعدك كالسابق، فلو هذا الحارس الأحمق على قيد الحياة لكان أنقذني من هنا، لمَ خالفت رأيي وجعلتني أقتلك يا أحمق"
أخرج جلاور الدماء من فمه ونزع ثيابه الممزقة وأكمل:
" ها أنت الآن تخسر يا جلاور فقد تم اعتقالك للأبد حتى موتك، يجب أن أخطط بطريقة للخروج من هنا قبل نزولهم على الكهف"
صمت ثم قال بعدما تنهدت بضجر:
"فلن أسمح بموتي بهذا التوقيت، أمامي الحياة طويلة ومخطط ضخم لكي افعله وسأتزوج حبيبتي نيرفيتا، وأتوج ملك على ميرامالا، ووقتها سأقتلك يا فالكا أنت ووالدتك تلك بدون رحمة"
وقف جلاور وأقترب من الباب الحديدي وأخذ ينظر على الموتى بكل مكان ويُحادثهم، بعدها جن جنونه أمسك القفل بيده وحاول كسره ثم تركه بعدما فشل من فتحه وجلس على الطاولة وهو يقهقه بصوت مرتفع لا يسمعه أحد.
..
عادت روفال لوعيها وبجانبها البرت، تحركت من فراشها ودلفت نحوه وهي تقول:
"البرت هل أنت بخير؟ خشيت من الامساك بك َ بعدما دخلوا الجنود بالغرفة"
أجابها البرت وهو مندهش من تأثير الريشة التي أخذها من منزل والد روفال:
"لا عليكِ عزيزتي الحلوة فأنا هنا معكِ بخير ولا بي شيء"
عقدت روفال حاجبيها وعانقته، هي تقول:
"أخبريني يا البرت هل أنت تُحبي حقًا مثلما أُحبك؟"
عانقها وهو يضحك حتى ظهرت نابيه، ثم نظر البرت لعينيها وأردف وهو يقبلها:
"بكل تأكيد فأنا أحبك منذ أن أتيت لهنا وأنتِ سكنتي بقلبي"
نام البرت بجانبها على الفراش وهو يعانقها، شرد بذهنه لبعيد بسيلينا وهو مبتسم.
مصت نيرفيتا دم ليريا وانهت حياتها تحت فكيها، تركتها عندما رأتها لا تتحرك، ركضت على الملك وحملته للقصر، فور أن رأوها الحرس أخذوه منها وتم نقله لغرفته وأخبرتهم وهي تصرخ عليهم من الخوف:
"أحضروا الطبيب بالحال لا تتأخروا فحالة روديان تتأزم كثيرًا"
ذهبوا وجاءوا بالطبيب وما غابوا عنها كثيرًا، انتهى الطبيب من فحصه وقال بأسف وهو يغلق صندوق الإسعافات بحزن:
"للأسف أميرتي قد تأخرتم هذه المرة، فالسم تمكن بالكامل من جسده، ولا أضمن لكِ بقاءه لمدة طويلة على هذا الجهاز"
تراجعت نيرفيتا للوراء من الصدمة، شعرت بالدوار أمسكها الطبيب وساعدها بالجلوس قائلًا:
" أعتذر لأنني أخبرتك بوضعه الحرج هذا وظروفك لا تسمح بأخبار سيئة، لكن يجب أن تتجهزي لأي شيء سيحدث له"
طأطأت نيرفيتا رأسها ووضعت يدها على فمها خوفًا من الاستفراغ مكانها، أخرج الطبيب دواء من حقيبته وهو يقول:
"أميرتي يجب أن تهتمي بصحتك لأجلك ولأجل صحة الوريث أيضًا"
ركزت نيرفيتا بحديث الطبيب، أخذت منه الدواء وأغلقت على يده قائلة:
"ما قصدك بصحة الوريث!"
صُدم الطبيب بأن لا علم لها بعد، وتذكر حديثه مع الملك فحمل حقيبته وعلبه الاسعافات وأردف بخوف:
"ستفهمين فيما بعد من الملك، أعتذر لسوء الفهم فهذا خطأي، عليا بالمغادرة الآن أميرتي سلامتي للملك "
وقفت نيرفيتا أمامه ومنعته من الخروج وأجابت وهي متوترة وضربات قلبها تتسارع وضعت يدها على كتفه وهزت رقبته بيدها وحولت جسدها لفتاة مروعة:
"أنظر لي جيدًا هل أنا حامل حقًا؟".
هز الطبيب رأسه بعدما تبول على نفسه من الخوف، ازاحت يده وتركته يذهب خرج وأغلق الباب وراءه خوفًا من أن تتبعه، أمن نفسه وأخذ يركض إلى أن خرج من القصر، سقطت نيرفيتا مكانها وهي تقول:
" هل روديان يعرف بأنني حامل من شخص غيره؟ هذا لا يعقل كيف حدث ذلك ولن انتبه لهذه الكارثة قبل وقوعها؟ "
وقفت نيرفيتا ورفعت يدها واكملت:
"هذا لا يهم يا نيرفيتا فروديان ما أذاني للآن واذا كان يُخطط بالانتقام لفعل ذلك منذ أن عرف، فهو ينوي مسامحتي وها هو الآن بين الحياة والموت"
ضربت يدها بالحائط بغضب مردفه:
" لكنني أُحبه ولا أريده أن يموت ستعيش يا روديان"
..
بدأ الحديث يعم بالمدينة عن مرض الملك، والشائعات كثرت بسبب الطبيب الذي نزل خائف من القصر وثيابه مبلله ولا يقول شيء، خرجت نيرفيتا من الغرفة سمعت الخدم يتحدثون وعندما اقتربت منهم كفوا عن الحديث، فصرخت عليهن قائلة:
"أتعتقدون بأنني لن أسمعكن، الجميع يذهب لعمله بالحال"
خجل الخدم وكل واحدة ذهبت في أتجاه خوفًا منها، دخلت نيرفيتا غرفة كولن دون أستاذان وجدت فالكا جالس بأرضه فسألته وهي تجلس بجانبه:
"فالكا ما بكَ هل سمعت الذي جرى؟"
أكملت بالدخول وجدت والدها يلبس ثيابه، وكولن على فراشها بملابسها الداخلية لا تتكلم، ابعد شومار عينيه عن ابنته وقال بخجل بعدما جلس على الفراش:
"جيد بأنكم هنا أنتم الأثنين اسمعوني، فأنا منذ سنوات عديدة أحببت كولن وبادلتني نفس الشعور، أقصد قبل زواجنا نحن الأثنين وتركتني بسبب الزواج من رايمبرلو لأنه كان الملك حينها، فسعيت بالزواج من والدتك للحصول على لقب الملك لكي أفوز بها"
جاء فالكا ووقف بجانب نيرفيتا وقال باندفاع تام:
"أنتما الأثنين خائنين ولا أريد رؤيتكم مرة أخرى"
أسكتته نيرفيتا فأكمل والدها:
"اهدأ يا بني دعني انهي حديثي"
ضحكت نيرفيتا وقالت وهي تجلس على الأريكة وتشير عليهم بأصبعها:
"هل علمت يا فالكا بأنه والدك الحقيقي؟ كلامي على شومار فهو والدك ونحن أشقاء؟"
أندهش شومار وأجاب بلهفة وهي يمسك قلبه:
"هل تعرفين بأنه أخاكِ؟ ومنذ متى تعرفين! "
قرضت على أضافرها وحركت رقبتها وهو تُجيب:
"هذا لا يهم يا أبي، أكمل ما تريد قوله لأنني لست متفرغة للترهات هذه كثيرًا، فزوجي يُريدني لقضاء وقته معي"
تدخلت كولن بالحديث وهي تلبس عباءتها على جسدها:
"هل روديان ما زال بخير؟ فالبرت البارحة أخبر.."
قاطعتها نيرفيتا والجميع بدأ ينظر عليها وهو يقلب بعينيه من الفضول:
"أكملي يا كولن بعد أخذ الجرعة التي أجبرتني بأن أُعطيها لها البارحة، أتخجلين من الحديث أمام أبي، فهو لن يعرف بعد بأنك قتلتي زوجك وتُخططين لقتل روديان منذ وقت مثلما قتلتي أبني الصغير الذي لا ذنب له"
توجهت نظرات كلا من شومار وفالكا على كولن، فأكملت نيرفيتا بنبرة هادئة:
"أول حفيد لك يا أبي هي قتله، للأسف بلا رحمة، والغريب بالأمر بأنها كانت تُخطط لقتلك في حفل تتويج الملك، أنظر لهذه الرسالة فأنا أحملها بقلادتي ليل ونهار لأحافظ عليها وأعطيها لك بالوقت المناسب.
أخذ شومار الرسالة وبدأ بقرأتها، وقف فالكا بالنافذة وأصر على القفز فرأته نيرفيتا وأنقذته قائلة:
"لا تموت بسبب كولن أختر سبب مقنع للموت لأجله، فهي ليس لها قلب من الأساس، مثلما تريد مصلحتها تتعامل معك، لا أستبعد بأن تكون غدًا أنت الضحية عندما تخرج عن مخططاتها وداعًا يا اخي"
ذهب فالكا أمامها وركع تحت أرجلها قائلًا:
"أمي دافعي عن نفسك وأخبريني بأنك لن تتخلي عني بعد كل شيء سمعته عنكِ"
صمتت كولن كعادتها تبع فالكا أخته بغضب وتركها مع والده لكي يتصافون مع بعضهم البعض.
لف شومار حولها وهو يمزق الرسالة:
" أخبريني الحقيقة يا كولن هل صحيح الذي بداخل هذه بالرسالة ؟"
صرخت كولن وهي تفقد أعصابها عليه:
"أجل هذا صحيح فهو خطي ورسالتي، هذه كانت للزعيم ورجاله قبل موته، فقد اشتعلت بي نيران الغيرة وأنت بجانب زوجتك وفعلت ذلك من حبي لكَ"
أمسكت ذراعه لتهدئته، دفعها بعيدًا عنه وسقطت المرآة عليها، خرج شومار من غرفتها وهو يردد:
"ما كان يجب الوثوق بكِ يا كولن منذ البداية، قد حذرني الجميع منكِ"
أثناء سير نيرفيتا رأت الخادمة تنظف، فنادت عليها وهي تمسح الزجاج وقالت لها:
"أتركي الذي تفعلي بالحال وأذهبي وأخبري الحراس بأني بعد قليل سأجتمع بهم بالمكتب لأني أريد الحديث معهم بموضوع لا يحتمل التأجيل"
أجابت عليها الخادمة وهي تتحرك:
"أمرك أميرتي سأخبرهم على الفور"
نزلت نيرفيتا بهدوء على الدرج وهي تنظر على روفال بالمطبخ ما لمحتها، فنادت عليها بصوت خشن، قلقت روفال عندما سمعت مناداتها، تركت البرت نائم وجأتها من الغرفة سريعًا ولون وجهها شاحب أردفت:
"أمرك سيدتي هل تحتاجين لشيء ما؟ "
أجابتها وهي تُعدل لها رقبه الفستان:
"أخبري سيلينا بأني أطلبي بنفسي عودتها للقصر"
حنت روفال ظهرها لها وهي تقول:
"سأذهب الآن وأعثر عليها وأحضرها لكِ"
أصبحت روفال غريبة الأطوار بعدما غابت عن الوعي، من يدري ماذا أكتشف البرت بتلك الريشة العجيبة أكثر من سيلينا بنفسها التي ما أستطاعت معرفته عندما كانت معها؟ وكيف أثرت علي روفال بهذا الشكل الغريب؟
سمعت نيرفيتا ثرثرة الحراس وصوتهم المرتفع، فور أن دخلت صمتوا فقالت لهم بانزعاج:
" لما كل هذا الزعر فالملك بخير وقريبًا سيخرج ويجتمع بكم يلزمه الراحة الآن"
هلل الحراس بفرح وهو يقولون بنفس واحد:
"يعيش الملك روديان، يعيش الملك روديان"
..
فتحت ليريا عينيها ولم جرحها كأنها لم تذرف نقطة واحدة من الدماء، وقفت وازاحه الأتربة عن ثيابها قائلة:
" تمهلي نيرفيتا فاللقاء بيننا سيكون عنيف وبعدها سَتُصيبك لعنتي وتتعذبين طوال عمرك وتتمنين الموت ولن تطولي"
..
وصلت نيرفيتا أسفل الكهف ورفعت قدمها للدخول ترددت ثم دفعت الباب ونادت على جلاور بصوت منخفض، كلما دخلت سمعت صوته بأذنها يتردد ويقول:
"أغربي عن وجهي، لأنني سأقتلك عندما أراكِ في المرة المقبلة"
عادت نيرفيتا وأغلقت باب الكهف وهي تشعر بالاختناق، فقال لها الحارس:
"هل أنتِ بخير أميرتي؟"
ردت نيرفيتا وهي تصعد للعربة الناقلة وتقول:
"أجل بخير لا تقلق، تحرك للعودة للقصر مرة أخرى لكن بعد ذلك أفعل ما سأمرك بفعله"
هذه المرة الأولى التي تذهب بها نيرفيتا لهناك مع الحرس بالطبع بسبب أستغلال مرض روديان.
ما انتظرت عودتها للقصر لِتٕخبره، فقالت نيرفيتا للحارس:
"أسمعني جيدًا بعدما أعود للقصر، خد الباقية وأذهب للسوق لكي تشترون الكثير من الهدايا الفخمة"
أجابها الحارس وهو يضع يده على رأسه:
"أوامرك أميرتي"
ضحكت روفال ووضعت يدها على بطنها قائلة:
"ما ستستفسر عن السبب"
تنحنح للحظات، ثم قال بعد فترة صمت:
" عذرًا أميرتي صمت لأنني أنتظرك بأن تكملي، ما هو السبب الذي سيجعلكِ تفعلين ذلك، هل لأجل سلامه الملك؟ "
ضحكت مرة أخرى نيرفيتا بمرح وقالت:
"فأنا أنتظر وريث للمملكة، ومن ناحية أخرى، لسلامه روديان فهو صمم بعدما غادر الطبيب بأن أفعل هذا الشيء اليوم، لكي يعرف الجميع الخبر ويطمأنوا على سلامته"
قبل الحارس يدها وهو سعيد:
"مبارك سيدتي ويأتي على خير، وعندما أرى الملك سأبارك له بنفسي".
شردت نيرفيتا وهي مبتسمه وقالت:
"شكرًا لك جارد، هيا نذهب فأحتاج للراحة الآن من أجل الطفل"
وبهذا الشكل ذاعت نيرفيتا خبر حملها بشكل سريع في كل المدينة، وساهمت بنفسها في توزيع الهدايا على الشعب وباسم الملك وأيضًا طمأنتهم على صحته ولعبة كالثعبان على جميع الأحبال.
.. بعد يومين.
قالت سيلينا وهي تنهض من على الفراش:
"رأسي تؤلمني كثيرًا"
كانت سيلينا بغرفة مظلمة يدخلها فقط بصيص من الضوء، جلست رغم ما بها من آلام، حركت رأسها حولها لتستكشف المكان الذي هي به، فتح النافذة رجل أربعيني ذي شارب ضخم، قالت له بخوف وهي تنظر عليه:
"من أنت يا هذا!"
ابتسم الرجل وهو يمسك الستار بيده ويقول:
"أنا معكِ لا تقلقي"
وجدت الرجل كالصخرة لا يتحرك، نظرت عليه ومن ثم سمعت صوت صاخب كان يخرج من رجل آخر ينام بعمق في الفراش الذي بجانبها، نظرت على التاريخ الذي معلق بالغرفة بهدوء، دون أن يلاحظها أحد وتفاجأت بأنه مضى يومين لا تتذكر عنهم شيء.
ذهبت عيناها لرواية ميرامالا بأنها بالنص موجودة بجانب مجموعة كبيرة من الروايات، زفرت سيلينا زفرات متتالية عندما تحرك الرجل ناحيتها وضعت يدها على رأسها والأخرى على عيناها وقالت بصراخ:
"أخبرني على الفور من أنتَ ولما أنا هنا معكم! "
قال الرجل بصوته العميق الخافت:
" اسمي جريفار وأنا من سكان الكهف الملعون وأنتِ من سكان العالم الحقيقي"
امسكت سيلينا بعصى صغير كان بجانبها، ونهضت متجاهله آلمها لتذهب في الاتجاه البعيد من الرجلين وأردف الرجل:
"لما تخافين منا فنحن لن نؤذيك على أي حال"
أغلق الرجل الأخر باب الشرفة عندما لاحظ انزعجها من الضوء في عينيها، وأستند إلى سور الشرفة ونظر على البحيرة مشدودًا للمنظر وهو يقول:
"هذه الأيام تعتبر أعياد بالنسبة لنا، فنحن نظل أسفل الكهف لا نخرج أو نتحرك إلا قبل اليوم الملعون بأسبوع واحد، فلو رأينا بأن هناك حركة بداخل الكهف نخرج بكل سعادة لكي نحتفل بأعيادنا ارأيت بساطة مثل بساطة حياتنا"
صمتت سيلينا تماما ولا تدري ما تقوله، فابتسم جرما وهو ينظر على سيلينا ويمد له يدها ليلمسها، انتقضها جسد سيلينا عندما لمسها وسالت دموعها حين رأتهم يقتربون منها أكثر جلست على الأرض ووضعت يدها فوق رأسها وأخذت تردد:
" روديان تعال وأنقذني من هنا رجاء"
صمتَ الرجلان وهم ينظران لها بحده وأجابوا بنفس واحد:
" ولما تطلبين منه أن ينقذك منا، فنحن نعمل لحسابك سيلينا أبنه الأرض ولا نريد أذيتك لأننا مثلك"
قاطعتهم سيلينا بعصبية وأتسعت عيناها وهي تنظر على الباب لكي تخرج منه:
"مثل من! هل أنتم قد جننتم؟ أنا حقًا لا أفهم عن أي شيء أنتم تتكلمون ابتعدوا عني من فضلكم"
أبتعد الرجلين من أمام الباب بعدما لأحظوا نظراتها عليه، ظنت سيلينا بأنهم يريدون أن يؤذوها فضربت الرجل بالعصا وفتحت الباب وركضت هاربة لبعيد وهي تقول:
"هل أحد هنا أنقذوني رجاءً؟"
ظهر البرت وهو يراقبها من الخلف تحول لذئب بثانية وتحرك عليها وهو يمسك الريشة بين يده.
أقترب ليهجم عليها جاءه جريفار وجرما من الخلف وألقى عليه سهم والأخرى هجم عليه تفادا البرت السهم وذهب في ناحية سيلينا رأته مقترب عليها فصرخت بمكانها وقالت:
"ساعدونني".
يوم الكهف الملعون قد أقترب.
قال جلاور بعدما أستراح قليلًا:
"هذه هي المرة الأولى التي تندم بها بكل حياتك ياجلاور على شيء قد فعلته، أنظر لنفسك الآن كم أنتَ عاجز ولا يوجد أحد لكي يساعدك كالسابق، فلو هذا الحارس الأحمق على قيد الحياة لكان أنقذني من هنا، لمَ خالفت رأيي وجعلتني أقتلك يا أحمق"
أخرج جلاور الدماء من فمه ونزع ثيابه الممزقة وأكمل:
" ها أنت الآن تخسر يا جلاور فقد تم اعتقالك للأبد حتى موتك، يجب أن أخطط بطريقة للخروج من هنا قبل نزولهم على الكهف"
صمت ثم قال بعدما تنهدت بضجر:
"فلن أسمح بموتي بهذا التوقيت، أمامي الحياة طويلة ومخطط ضخم لكي افعله وسأتزوج حبيبتي نيرفيتا، وأتوج ملك على ميرامالا، ووقتها سأقتلك يا فالكا أنت ووالدتك تلك بدون رحمة"
وقف جلاور وأقترب من الباب الحديدي وأخذ ينظر على الموتى بكل مكان ويُحادثهم، بعدها جن جنونه أمسك القفل بيده وحاول كسره ثم تركه بعدما فشل من فتحه وجلس على الطاولة وهو يقهقه بصوت مرتفع لا يسمعه أحد.
..
عادت روفال لوعيها وبجانبها البرت، تحركت من فراشها ودلفت نحوه وهي تقول:
"البرت هل أنت بخير؟ خشيت من الامساك بك َ بعدما دخلوا الجنود بالغرفة"
أجابها البرت وهو مندهش من تأثير الريشة التي أخذها من منزل والد روفال:
"لا عليكِ عزيزتي الحلوة فأنا هنا معكِ بخير ولا بي شيء"
عقدت روفال حاجبيها وعانقته، هي تقول:
"أخبريني يا البرت هل أنت تُحبي حقًا مثلما أُحبك؟"
عانقها وهو يضحك حتى ظهرت نابيه، ثم نظر البرت لعينيها وأردف وهو يقبلها:
"بكل تأكيد فأنا أحبك منذ أن أتيت لهنا وأنتِ سكنتي بقلبي"
نام البرت بجانبها على الفراش وهو يعانقها، شرد بذهنه لبعيد بسيلينا وهو مبتسم.
مصت نيرفيتا دم ليريا وانهت حياتها تحت فكيها، تركتها عندما رأتها لا تتحرك، ركضت على الملك وحملته للقصر، فور أن رأوها الحرس أخذوه منها وتم نقله لغرفته وأخبرتهم وهي تصرخ عليهم من الخوف:
"أحضروا الطبيب بالحال لا تتأخروا فحالة روديان تتأزم كثيرًا"
ذهبوا وجاءوا بالطبيب وما غابوا عنها كثيرًا، انتهى الطبيب من فحصه وقال بأسف وهو يغلق صندوق الإسعافات بحزن:
"للأسف أميرتي قد تأخرتم هذه المرة، فالسم تمكن بالكامل من جسده، ولا أضمن لكِ بقاءه لمدة طويلة على هذا الجهاز"
تراجعت نيرفيتا للوراء من الصدمة، شعرت بالدوار أمسكها الطبيب وساعدها بالجلوس قائلًا:
" أعتذر لأنني أخبرتك بوضعه الحرج هذا وظروفك لا تسمح بأخبار سيئة، لكن يجب أن تتجهزي لأي شيء سيحدث له"
طأطأت نيرفيتا رأسها ووضعت يدها على فمها خوفًا من الاستفراغ مكانها، أخرج الطبيب دواء من حقيبته وهو يقول:
"أميرتي يجب أن تهتمي بصحتك لأجلك ولأجل صحة الوريث أيضًا"
ركزت نيرفيتا بحديث الطبيب، أخذت منه الدواء وأغلقت على يده قائلة:
"ما قصدك بصحة الوريث!"
صُدم الطبيب بأن لا علم لها بعد، وتذكر حديثه مع الملك فحمل حقيبته وعلبه الاسعافات وأردف بخوف:
"ستفهمين فيما بعد من الملك، أعتذر لسوء الفهم فهذا خطأي، عليا بالمغادرة الآن أميرتي سلامتي للملك "
وقفت نيرفيتا أمامه ومنعته من الخروج وأجابت وهي متوترة وضربات قلبها تتسارع وضعت يدها على كتفه وهزت رقبته بيدها وحولت جسدها لفتاة مروعة:
"أنظر لي جيدًا هل أنا حامل حقًا؟".
هز الطبيب رأسه بعدما تبول على نفسه من الخوف، ازاحت يده وتركته يذهب خرج وأغلق الباب وراءه خوفًا من أن تتبعه، أمن نفسه وأخذ يركض إلى أن خرج من القصر، سقطت نيرفيتا مكانها وهي تقول:
" هل روديان يعرف بأنني حامل من شخص غيره؟ هذا لا يعقل كيف حدث ذلك ولن انتبه لهذه الكارثة قبل وقوعها؟ "
وقفت نيرفيتا ورفعت يدها واكملت:
"هذا لا يهم يا نيرفيتا فروديان ما أذاني للآن واذا كان يُخطط بالانتقام لفعل ذلك منذ أن عرف، فهو ينوي مسامحتي وها هو الآن بين الحياة والموت"
ضربت يدها بالحائط بغضب مردفه:
" لكنني أُحبه ولا أريده أن يموت ستعيش يا روديان"
..
بدأ الحديث يعم بالمدينة عن مرض الملك، والشائعات كثرت بسبب الطبيب الذي نزل خائف من القصر وثيابه مبلله ولا يقول شيء، خرجت نيرفيتا من الغرفة سمعت الخدم يتحدثون وعندما اقتربت منهم كفوا عن الحديث، فصرخت عليهن قائلة:
"أتعتقدون بأنني لن أسمعكن، الجميع يذهب لعمله بالحال"
خجل الخدم وكل واحدة ذهبت في أتجاه خوفًا منها، دخلت نيرفيتا غرفة كولن دون أستاذان وجدت فالكا جالس بأرضه فسألته وهي تجلس بجانبه:
"فالكا ما بكَ هل سمعت الذي جرى؟"
أكملت بالدخول وجدت والدها يلبس ثيابه، وكولن على فراشها بملابسها الداخلية لا تتكلم، ابعد شومار عينيه عن ابنته وقال بخجل بعدما جلس على الفراش:
"جيد بأنكم هنا أنتم الأثنين اسمعوني، فأنا منذ سنوات عديدة أحببت كولن وبادلتني نفس الشعور، أقصد قبل زواجنا نحن الأثنين وتركتني بسبب الزواج من رايمبرلو لأنه كان الملك حينها، فسعيت بالزواج من والدتك للحصول على لقب الملك لكي أفوز بها"
جاء فالكا ووقف بجانب نيرفيتا وقال باندفاع تام:
"أنتما الأثنين خائنين ولا أريد رؤيتكم مرة أخرى"
أسكتته نيرفيتا فأكمل والدها:
"اهدأ يا بني دعني انهي حديثي"
ضحكت نيرفيتا وقالت وهي تجلس على الأريكة وتشير عليهم بأصبعها:
"هل علمت يا فالكا بأنه والدك الحقيقي؟ كلامي على شومار فهو والدك ونحن أشقاء؟"
أندهش شومار وأجاب بلهفة وهي يمسك قلبه:
"هل تعرفين بأنه أخاكِ؟ ومنذ متى تعرفين! "
قرضت على أضافرها وحركت رقبتها وهو تُجيب:
"هذا لا يهم يا أبي، أكمل ما تريد قوله لأنني لست متفرغة للترهات هذه كثيرًا، فزوجي يُريدني لقضاء وقته معي"
تدخلت كولن بالحديث وهي تلبس عباءتها على جسدها:
"هل روديان ما زال بخير؟ فالبرت البارحة أخبر.."
قاطعتها نيرفيتا والجميع بدأ ينظر عليها وهو يقلب بعينيه من الفضول:
"أكملي يا كولن بعد أخذ الجرعة التي أجبرتني بأن أُعطيها لها البارحة، أتخجلين من الحديث أمام أبي، فهو لن يعرف بعد بأنك قتلتي زوجك وتُخططين لقتل روديان منذ وقت مثلما قتلتي أبني الصغير الذي لا ذنب له"
توجهت نظرات كلا من شومار وفالكا على كولن، فأكملت نيرفيتا بنبرة هادئة:
"أول حفيد لك يا أبي هي قتله، للأسف بلا رحمة، والغريب بالأمر بأنها كانت تُخطط لقتلك في حفل تتويج الملك، أنظر لهذه الرسالة فأنا أحملها بقلادتي ليل ونهار لأحافظ عليها وأعطيها لك بالوقت المناسب.
أخذ شومار الرسالة وبدأ بقرأتها، وقف فالكا بالنافذة وأصر على القفز فرأته نيرفيتا وأنقذته قائلة:
"لا تموت بسبب كولن أختر سبب مقنع للموت لأجله، فهي ليس لها قلب من الأساس، مثلما تريد مصلحتها تتعامل معك، لا أستبعد بأن تكون غدًا أنت الضحية عندما تخرج عن مخططاتها وداعًا يا اخي"
ذهب فالكا أمامها وركع تحت أرجلها قائلًا:
"أمي دافعي عن نفسك وأخبريني بأنك لن تتخلي عني بعد كل شيء سمعته عنكِ"
صمتت كولن كعادتها تبع فالكا أخته بغضب وتركها مع والده لكي يتصافون مع بعضهم البعض.
لف شومار حولها وهو يمزق الرسالة:
" أخبريني الحقيقة يا كولن هل صحيح الذي بداخل هذه بالرسالة ؟"
صرخت كولن وهي تفقد أعصابها عليه:
"أجل هذا صحيح فهو خطي ورسالتي، هذه كانت للزعيم ورجاله قبل موته، فقد اشتعلت بي نيران الغيرة وأنت بجانب زوجتك وفعلت ذلك من حبي لكَ"
أمسكت ذراعه لتهدئته، دفعها بعيدًا عنه وسقطت المرآة عليها، خرج شومار من غرفتها وهو يردد:
"ما كان يجب الوثوق بكِ يا كولن منذ البداية، قد حذرني الجميع منكِ"
أثناء سير نيرفيتا رأت الخادمة تنظف، فنادت عليها وهي تمسح الزجاج وقالت لها:
"أتركي الذي تفعلي بالحال وأذهبي وأخبري الحراس بأني بعد قليل سأجتمع بهم بالمكتب لأني أريد الحديث معهم بموضوع لا يحتمل التأجيل"
أجابت عليها الخادمة وهي تتحرك:
"أمرك أميرتي سأخبرهم على الفور"
نزلت نيرفيتا بهدوء على الدرج وهي تنظر على روفال بالمطبخ ما لمحتها، فنادت عليها بصوت خشن، قلقت روفال عندما سمعت مناداتها، تركت البرت نائم وجأتها من الغرفة سريعًا ولون وجهها شاحب أردفت:
"أمرك سيدتي هل تحتاجين لشيء ما؟ "
أجابتها وهي تُعدل لها رقبه الفستان:
"أخبري سيلينا بأني أطلبي بنفسي عودتها للقصر"
حنت روفال ظهرها لها وهي تقول:
"سأذهب الآن وأعثر عليها وأحضرها لكِ"
أصبحت روفال غريبة الأطوار بعدما غابت عن الوعي، من يدري ماذا أكتشف البرت بتلك الريشة العجيبة أكثر من سيلينا بنفسها التي ما أستطاعت معرفته عندما كانت معها؟ وكيف أثرت علي روفال بهذا الشكل الغريب؟
سمعت نيرفيتا ثرثرة الحراس وصوتهم المرتفع، فور أن دخلت صمتوا فقالت لهم بانزعاج:
" لما كل هذا الزعر فالملك بخير وقريبًا سيخرج ويجتمع بكم يلزمه الراحة الآن"
هلل الحراس بفرح وهو يقولون بنفس واحد:
"يعيش الملك روديان، يعيش الملك روديان"
..
فتحت ليريا عينيها ولم جرحها كأنها لم تذرف نقطة واحدة من الدماء، وقفت وازاحه الأتربة عن ثيابها قائلة:
" تمهلي نيرفيتا فاللقاء بيننا سيكون عنيف وبعدها سَتُصيبك لعنتي وتتعذبين طوال عمرك وتتمنين الموت ولن تطولي"
..
وصلت نيرفيتا أسفل الكهف ورفعت قدمها للدخول ترددت ثم دفعت الباب ونادت على جلاور بصوت منخفض، كلما دخلت سمعت صوته بأذنها يتردد ويقول:
"أغربي عن وجهي، لأنني سأقتلك عندما أراكِ في المرة المقبلة"
عادت نيرفيتا وأغلقت باب الكهف وهي تشعر بالاختناق، فقال لها الحارس:
"هل أنتِ بخير أميرتي؟"
ردت نيرفيتا وهي تصعد للعربة الناقلة وتقول:
"أجل بخير لا تقلق، تحرك للعودة للقصر مرة أخرى لكن بعد ذلك أفعل ما سأمرك بفعله"
هذه المرة الأولى التي تذهب بها نيرفيتا لهناك مع الحرس بالطبع بسبب أستغلال مرض روديان.
ما انتظرت عودتها للقصر لِتٕخبره، فقالت نيرفيتا للحارس:
"أسمعني جيدًا بعدما أعود للقصر، خد الباقية وأذهب للسوق لكي تشترون الكثير من الهدايا الفخمة"
أجابها الحارس وهو يضع يده على رأسه:
"أوامرك أميرتي"
ضحكت روفال ووضعت يدها على بطنها قائلة:
"ما ستستفسر عن السبب"
تنحنح للحظات، ثم قال بعد فترة صمت:
" عذرًا أميرتي صمت لأنني أنتظرك بأن تكملي، ما هو السبب الذي سيجعلكِ تفعلين ذلك، هل لأجل سلامه الملك؟ "
ضحكت مرة أخرى نيرفيتا بمرح وقالت:
"فأنا أنتظر وريث للمملكة، ومن ناحية أخرى، لسلامه روديان فهو صمم بعدما غادر الطبيب بأن أفعل هذا الشيء اليوم، لكي يعرف الجميع الخبر ويطمأنوا على سلامته"
قبل الحارس يدها وهو سعيد:
"مبارك سيدتي ويأتي على خير، وعندما أرى الملك سأبارك له بنفسي".
شردت نيرفيتا وهي مبتسمه وقالت:
"شكرًا لك جارد، هيا نذهب فأحتاج للراحة الآن من أجل الطفل"
وبهذا الشكل ذاعت نيرفيتا خبر حملها بشكل سريع في كل المدينة، وساهمت بنفسها في توزيع الهدايا على الشعب وباسم الملك وأيضًا طمأنتهم على صحته ولعبة كالثعبان على جميع الأحبال.
.. بعد يومين.
قالت سيلينا وهي تنهض من على الفراش:
"رأسي تؤلمني كثيرًا"
كانت سيلينا بغرفة مظلمة يدخلها فقط بصيص من الضوء، جلست رغم ما بها من آلام، حركت رأسها حولها لتستكشف المكان الذي هي به، فتح النافذة رجل أربعيني ذي شارب ضخم، قالت له بخوف وهي تنظر عليه:
"من أنت يا هذا!"
ابتسم الرجل وهو يمسك الستار بيده ويقول:
"أنا معكِ لا تقلقي"
وجدت الرجل كالصخرة لا يتحرك، نظرت عليه ومن ثم سمعت صوت صاخب كان يخرج من رجل آخر ينام بعمق في الفراش الذي بجانبها، نظرت على التاريخ الذي معلق بالغرفة بهدوء، دون أن يلاحظها أحد وتفاجأت بأنه مضى يومين لا تتذكر عنهم شيء.
ذهبت عيناها لرواية ميرامالا بأنها بالنص موجودة بجانب مجموعة كبيرة من الروايات، زفرت سيلينا زفرات متتالية عندما تحرك الرجل ناحيتها وضعت يدها على رأسها والأخرى على عيناها وقالت بصراخ:
"أخبرني على الفور من أنتَ ولما أنا هنا معكم! "
قال الرجل بصوته العميق الخافت:
" اسمي جريفار وأنا من سكان الكهف الملعون وأنتِ من سكان العالم الحقيقي"
امسكت سيلينا بعصى صغير كان بجانبها، ونهضت متجاهله آلمها لتذهب في الاتجاه البعيد من الرجلين وأردف الرجل:
"لما تخافين منا فنحن لن نؤذيك على أي حال"
أغلق الرجل الأخر باب الشرفة عندما لاحظ انزعجها من الضوء في عينيها، وأستند إلى سور الشرفة ونظر على البحيرة مشدودًا للمنظر وهو يقول:
"هذه الأيام تعتبر أعياد بالنسبة لنا، فنحن نظل أسفل الكهف لا نخرج أو نتحرك إلا قبل اليوم الملعون بأسبوع واحد، فلو رأينا بأن هناك حركة بداخل الكهف نخرج بكل سعادة لكي نحتفل بأعيادنا ارأيت بساطة مثل بساطة حياتنا"
صمتت سيلينا تماما ولا تدري ما تقوله، فابتسم جرما وهو ينظر على سيلينا ويمد له يدها ليلمسها، انتقضها جسد سيلينا عندما لمسها وسالت دموعها حين رأتهم يقتربون منها أكثر جلست على الأرض ووضعت يدها فوق رأسها وأخذت تردد:
" روديان تعال وأنقذني من هنا رجاء"
صمتَ الرجلان وهم ينظران لها بحده وأجابوا بنفس واحد:
" ولما تطلبين منه أن ينقذك منا، فنحن نعمل لحسابك سيلينا أبنه الأرض ولا نريد أذيتك لأننا مثلك"
قاطعتهم سيلينا بعصبية وأتسعت عيناها وهي تنظر على الباب لكي تخرج منه:
"مثل من! هل أنتم قد جننتم؟ أنا حقًا لا أفهم عن أي شيء أنتم تتكلمون ابتعدوا عني من فضلكم"
أبتعد الرجلين من أمام الباب بعدما لأحظوا نظراتها عليه، ظنت سيلينا بأنهم يريدون أن يؤذوها فضربت الرجل بالعصا وفتحت الباب وركضت هاربة لبعيد وهي تقول:
"هل أحد هنا أنقذوني رجاءً؟"
ظهر البرت وهو يراقبها من الخلف تحول لذئب بثانية وتحرك عليها وهو يمسك الريشة بين يده.
أقترب ليهجم عليها جاءه جريفار وجرما من الخلف وألقى عليه سهم والأخرى هجم عليه تفادا البرت السهم وذهب في ناحية سيلينا رأته مقترب عليها فصرخت بمكانها وقالت:
"ساعدونني".