الرابع عشر

الفصل الرابع عشر...


فى المنفى...

اصبحت الحياه سوداء، الألم يحيط بمايا من جميع الاتجاهات، الحياه هنا تختلف كثيرا، كونك أميرة وتلقى فى المنفى يجعلك كخادمة، يسلب منكِ كل حقوقك، تجدين ذاتك تستأذنى قبل فعل اى شئ، تسلب أبسط حقوقك وتجدين الأوامر تنهال عليك من كل مكان.

غرفة مايا..

كانت غرفة بور، لا تتميز بالاثاث، مفتقرة الحياة، الارضية أسمنتية مؤلمة، لا يوجد فراش لتتكأ عليه، فقط الارض الصلدة أمامها.

بكت كثيراً على ما حدث لها، لا تصدق ان كيت فعل بها هكذا، تفاجأت حين رأت فى الصباح أبن عمها الذى نفاه والد كيت فى حياته بعدما تحالف مع أعداء المملكة أثناء شن إحداى الحروب.


تحدث معها بصدمة حين وجدها هنا، لتخبره بما حدث معها، وماذا فعل كيت بها، ليزداد كرهه لعمه وابنه، وتزداد معها رغبته فى الأنتقام من الجميع.

جلست بغرفتها ليلا ودموعها تسيل بصمت مخترقه بشرتها البيضاء، لا تجد من تحدثه بعزلتها تلك، أصبحت تتخيل ليلا أن كيت يجلس معها، يمدح بها ويحدثها بحب ورومانسية، لم تعلم كيف تتخلص من ذلك المأزق الذى اصبحت به.


....



القصر الملكى.. غرفة سندريلا..

مازالت تتمدد على الفراش لا تعلم ماذا يجب أن تفعل، الملل يحاوطها من كل مكان، زفرت ببطء لتنفس عن أستيائها، ومن العدم ظهر ذلك الجنى التى قد تناست وجوده، شهقت بخوف حين وجدته أمامها، لتصرخ به قائلة:

_إلهى لقد فزعتنى، لما ظهرت هكذا؟

أبتسم لها بملاعبة وقال:

_لقد علمت ما حل بكِ، أمممم الأن ماذا أصابك، اوو لما لا تحركين يدك، أوو ولا قدميك.

كان ينهى كل جملة وهو يرفع يدها تارة وقدمها تارة، نظرت له بضيق وقالت:

_كف عن فعل ذلك انك تؤلمنى.

جلس فى الهواء وقال:

_ حسنا لقد فهمت، إنها تلك الملعونة مايا، ودت الجنية الام خنقها او حرقها حية، ولكن لم اوافقها الرأى.

ضيقت ما بين حواجبها وقالت:

_ولما ودت والدتك فعل ذلك!

صحح لها حديثها وقال:

_لا ليست والدتى، إنها الملكة ونلقبها ب الجنية الأم، وهى تفعل ذلك لان والدتك كانت صديقتها، وانها تحبك للغاية، وهى من عينتنى لحراستك، ولكن كنت فى فترة عزلة بسبب قتل والدتى، وحين علمت بما حدث معك فعدت لك مرة اخرى.

أعتذرت له قائلة:

_ أعتذر لك عما حدث، ولكن لا تقلق انا بخير.

تحدث هنا بأستهزاء قائلا:

_أننى ارى ذلك بوضوح.

هنا دلف كيت فجأة ليفزع حين رأى ذلك الجنى يجلس فى الهواء، ليقول بفزع:

_ ماهذااا!


هنا تحدث الجنى واقترب من كيت وهو يمسك يده ويسلم عليه بحرارة قائلا:

_ مرحبا بك ايها الملك انا الجنى الخاص بسندريلا، والان ماذا يمكننى ان افعل من اجل شفاءها؟

تحدث كيت بدهشة وقال:

_لا اعلم ما سبب وجودك هنا ولكننا نبحث عن الترياق الخاص بشفائها، وهذا الترياق يوجد فى سم احد الأفاعى والتى تعتبر نادرة الوجود، ولم استطيع إيجادها لحد الان.

نظر له الجنى وقال:

_ حسنا هل تعرف موطن تلك الافعى؟

اجابه كيت وهو يذهب ويجلس بجوار سندريلا قائلا:

_ نعم إنها تستوطن جبال إحدتى الممالك، ولكن بيننا حرب، وسأذهب لأعقد معهم أتفاقية سلام من اجل ان أحصل على الترياق، وهذا ما حضرت من أجله، لكى اخبر سندريلا بما سأفعل.


هنا ارتجف قلب سندريلا من حديث كيت، خافت كثيرا ان يصيبه مكروه بسببها، ولم تعلم ما الذى يجب ان تفعله، لتقول بخوف:

_لا تذهب كيت، لا اريد إيذاءك بشئ، ولا تقلق بشأنى، سنجد حل اخر من اجل شفائي.


أبتسم لها وما مقبلا جبينها وقال:

_لا تقلقي سأعود قريبا، واعدك ان اكون بخير.

لا تعلم لما لا تريد ان يتركها ويرحل، فقلبها يشعر بالسوء قادم ولكنها ستحاول تجاوز الامر.


...


منزل أنستازيا...

تمكث فى غرفتها تجمع اغراضها ومقتنياتها، لكى تذهب وتجلس برفقة سندريلا لكى تقوم بالأعتناء بها حتى تشفى، اتجهت حيث مشجبها الخشبي وقامت بأخذ بعض الملابس لها وبعد ذلك حملت أشيائها وأتجهت خارج الغرفة، لتتأكد من غلق النوافذ والأبواب جيدا، من ثم اتجهت الى الباب وخرجت حاملة امتاعها واغلقته خلفها، وذهبت حيث قصر الملك كيت.


..

تم استقبالها بحفاوة بداخل القصر، قد أمر كيت ان يرحب بها الجميع قبل ان يرحل، أطمئنت سندريلا بوجود أنستازيا بجانبها ولكنها أندهت حين وجدتها بمفردها، اين ذهبت ديرزيلا ولما لم تأتى معها؟

غرفة سندريلا..

كان الحديث قائم بين الفتاتان بالداخل، فتحدثت سندريلا وقالت:

_ أين ديرزيلا؟ لما لم تأتى معكِ فقد اشتاقت لها حقا.


حزنت تعابير وجه أنستازيا كثيرا حين تم ذكر شقيقتها لتقول:

_لقد عشق قلبها شخص ما، وأتيحت لها الفرصة بالرحيل حين رحلت امى، وقد اخبرتنى بالامر ولكننى لم أستطع منعها، حقا أشتاق لها ولكننى لن أقدر على فعل شئ، هل تعلمين سندريلا أننى حقا أشتاق لها.

نهت عبارتها الاخيرة بحزن جلى لم تستطع أخفاءه على سندريلا، لتقول سندريلا بحكمة:

_ إنه قدر أنستازيا، فقط لا تحزنى، لابد أنها سعيدة الأن.

تنهدت سندريلا بقوة وقالت:

_أتمنى ذلك.


....


صباح يوم جديد فى المنفى...

لمحت مايا ابن عمها والذى يدعى كريس، حاولت التحدث معه كثيرا ولكنها خافت ان يلمحها احد برفقته، وتخشي ما سيفعله مستقبلا ويرتبط بها ذلك فى المستقبل.

شعرت بغصة تسكن حلقها ولكنها لن تستطع البوح بها، نقمت حياتها كثيرا ولكنها هى من صنعتها بيدها، لما البكاء الان وهى من فعلت كل هذا.

لاحظ كريس نظرات ابنه عمه، ولكنه لن ينساق لها ولردود افعالها المتهورة، لن يسمح لها بتدمير ما يخطط له منذ ان نفى إلى ذلك المكان.

ذهب ليكمل عمله الذى اكسبه قوة بدنية رائعة وهو تحطيم الصخر بالفأس، وعقله شارد فى مخططه الساحق الذى سيقضى على كيت وأعوانه، قد نظم انقلاب على الحاكمون هنا فى المنفى برفقة بعض الملوك، وحين ينفذون مخططهم سيذهبون برفقة كل امير منهم لينتقموا ممن كان سبب فى تلك الورطة التى هم بها الأن، لم يحدد بعد ذلك الموعد ولكن كل ليلة يكون لديهم أجتماع سري أثناء العمل، اصبح لديهم أشارات خاصة بهم، ولغة أيضا، يفهمون بعضهم البعض ولم يلاحظ أحد تلك الاشارات مطلقا.

على الرغم من أن الحراس هنا هم من أكفأ الحراس و أذكاهم، ولكن ليس بذكاء من يحرسهم، هل سيتوقع كيت ما سيحدث ام لا وهل سينجح كريس فيما يريد فعله ام لا ذلك ما سنعرفة جيدا فى المستقبل.

...

أما عن براين، ذلك العاشق الذى ترك لعقله وقلبه بمفرده، يشتاق إليها، وود حقا رؤيتها، ولكن كيف سيراها، هل يذهب للقصر ويطلب رؤيتها، ام يصمت حتى تتيح له الفرصه لرؤيتها، لم يعلم ماذا يفعل ليشغل نفسه فى العمل لأوقات متأخرة، حتى لا يفكر بها كثيرا، ولكن هيهات، اصبح يخفق كثيرا خلال فترة العمل ولم يصب تركيزة على عمله الذى سيخسره بسبب أشتياقه لها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي