الفصل الخامس عشر اصابها بالرعب

وصل موسى إلى مكان الاحتفال ورأى مارجريت بجوار فهد وعلى وشك أن يتم علان زواجهم، انفعل موسى وهو يقترب ولم يهتم لشيء:

-ما الذي يحدث هنا وما الذي تفعليه أنتِ اخبريني؟!

نظرت له وقد شعرت بالسعادة من مجيئه، لقد كانت الورقة بين يدها وعلى وشك أن تمزقها ليتم اعلان زواجهم، لم يخيب شعورها وها قد أتى تاركًا رحلته، وقف فهد أمامه وهو يتحدث من بين أسنانه بغضب شديد:

-من سمح لك لتتدخل وتتسبب في تلك الفوضى؟ اخبرني من تظن نفسك أنت؟!

تجاهله موسى واقترب من مارجريت ليقول:

-أنا لم أقوم بتطليقكِ بعد يا مارجريت، أنتِ زوجتي ولا يحق لكِ الزواج برجل آخر هل تفهمين؟!

نظرت له وتعالت الهمهمات، ظهرت السعادة على كثير من الفتيات، بينما الغضب كان من نصيب الرجال، سحبه فهد وهو يصرخ به:

-ما الذي تقوله أيها المعتوه؟ هل فقدت عقلك يا  ترى؟!

انفعل موسى وهو يقوم بدفعه:

-لم أفقد عقلي وهذا ليس من شأنك أنا أتحدث إلى زوجتي ولا أسمح لك بالتمادي، هذه الفتاة تخصني أنا وليس من حق أحد أن يضايقها أو يتسبب لها في أي أذى.

لا تصدق مارجريت أن هذا الحديث نبع منه هو، لقد كانت تصر على ابعاده عن كل شيء وتستسلم إلى قدرها مع فهد، قام بسحبها تحت انظار الجميع وغير غير مهتم بأي شخص حتى عائلته التي شعرت بالصدمة من سماعها لهذا الحديث، توقفت مارجريت عن السير لينظر لها بانفعال:

-ما الذي كنتِ تفكرين به أنتِ اخبريني؟ لا تستطيعين أن تجعلي أمر يسير بعيدًا عن عنادكِ؟!

نظرت له وتحدثت بهدوء استفزه كثيرًا:

-لم أقول لأي شخص ما حدث بيننا، ظننتك  ترفض الأمر بعد أن رفضت اخبار علي عندما رأنا بقرب الشلال، كنت على وشك تمزيق الورقة و..

قاطعها موسى بانفعال واضح:

-أنا قولت لكِ أن تبقيها معكِ مع شأنكِ بي أنتِ؟ لا أحد من عائلتي سيتفهم الأمر سوف يظنون أن هناك فخ في هذا الأمر ولن يقتنع أبي، كل ما في الأمر أنني أريد المحافظة عليكِ دون التسبب لكِ في أي جرح،أتمنى أن تساعديني في هذا.

رفعت مارجريت الورقة أمام عينيه وكانت على وشك أن تخبره بمساوء هذا الزواج له وعن سجنه هنا للأبد، لكن قاطعهم سليم الذي اقتربت برفقة باقي المقربين منه وقد كان منفعل أكثر من اللازم:

-اخبرني ما الذي فعلته أنت؟ كيف لم تخبرني بشيء كهذا يا موسى؟ لقد كنت أعلم أن بقربك من تلك الفتاة سوف تقف في مشكلة ومع ذلك كشخص أحمق وثقت بك.

أخذ موسى نفس عميق وهو ينظر إلى والده:

-سوف نتأخر أكثر من هذا وربما تفوتنا الرحلة، دعنا نذهب أولًا ونتحدث في هذا الأمر فيما بعد، الأمر شكلي لا أكثر.
------
دلف إلى المنزل ليستمع إلى صوت في المطبخ، علم أنها بالداخل ليحمحم أثناء دخوله ويسمعها تناديه:

-تفضل يا ليث.

اقترب منها وهو يبتسم بحيرة:

-ما الذي تفعليه هنا يا ترى؟

اجابته بابتسامة قلقة وهي تنظر إليه بتردد:

-فكرت في صنع الطعام بدلًا عنك اليوم، شعرت أن هذا سوف يكون أفضل من جلوسي في الغرفة باستمرار، حاولت أن أفعل شيء جيد.

ابتسم لها وهو يلاحظ قلقها وانتظارها لرد فعله:

-في الحقيقة رائحة الطعام جميلة للغاية، اعجبني هذا.

ابتسمت له وهو اقترب ليمسك باطراف شعرها:

-لماذا لا تجففين شعركِ جيدًا يا ورد؟ سوف تُصابين بنزلة برد يا فتاة.

حركت رأسها بنفي وهي تلمس شعرها:

-لا يا ليث أنا أجففه جيدًا، سوف أضع الطعام لك الآن.

حرك رأسه بنفي وهو يمسك بيدها لتنظر إلى يده بقلق لم يلاحظه وتحدث إليها قائلًا:

-لا يمكنكي الجلوس وشعركِ رطب بتلك الطريقة، تعالي سوف أجففه لكِ.

سحبها ولاحظ ثقل حركتها، لكنه تجاهل الأمر وهو يتمنى أن تثق به ويعلم أنها مرت بتجربة ليست سهلة أبدًا، وصل إلى غرفته وجلب مجفف الشعر لتتحدث بتردد:

-لم أكن أعلم أنك تستخدم هذا في تجفيف الشعر، كنت أجففه بالمنشفة وحسب.

أومئ لها واقترب ليقف خلفها فقاطعته بسرعة:

-أنا أستطيع فعلها لا تتعب نفسك.

حرك ليث رأسه بنفي وهو يتابع تجفيف شعرها:

-لا يوجد أي تعب يا ورد، لا يوجد داعي للقلق أيضًا.

انتهى من تجفيف شعرها ليتحدث إليها:

-ها قد انتهيت يمكنكي الذهاب الآن وأنا سوف أستحم وأبدل ملابسي وألحق بكِ.

اومأت له وخرجت بالفعل بينما هو تابع أثرها وابتسم بحنان:

-تبدو فتاة بسيطة وعفوية، لن أرحم الحقير الذي فعل هذا بها وما إن أعثر عليه سوف أربيه جيدًا.

سمع طرقات على الباب أثناء استحمامه، أوقف المياه وسمع خطواتها المسرعة حتى وصلت أمام باب الحمام لتطرقه عليه:

-ليث هناك شخص بالخارج، لا أعلم ماذا أفعل، هو يرن جرس الباب باصرار ولم أجيبه.

خرج ليث وهو يرتدي بنطال منامته فقط لتبتعد بخجل، تحدث إليها بهدوء:

-لا داعي للقلق، اهدئي أنا هنا ولا يوجد شيء يستحق الخوف، سوف أهبط وأرى من بالأسفل.

هبط وتبعته هي بخطوات بطيئة، فتح الباب لتندفع فتاة إلى الداخل بانفعال:

-كنت أعلم أنك لن تجيب سوى باصراري عليك يا ليث.

مسح على شعره المبتل وهو ينظر لها بغضب:

-اخرجتيني من الحمام قبل أن أجفف المياه عن جسدي حتى، ما الذي تريديه أنتِ هل تظنين أن هذا منزلكِ لتأتين إليه متى شئتي؟!

رمقته بغضب وهي تتحدث بانفعال:

-اصبحت تتجاهلني بعد أن امتلكتني، بدأت في الابتعاد عني بعد أن كنت تعشقني وتعشق المبيت معي، أنا لن أتركك بعد أن تخليت عن كل شيء من أجلك.

وضع سبابته على شفتيه وهو يحذرها من التمادي ومن بعدها أشار لها على الباب:

-الآن تخرجي ولا تجعليني أرى وجهكِ.

انفعلت وهي تتحدث بغضب:

-هل ذنبي أنني وثقت بك وبقيت معك؟ ما الذي تريدني أن أفعله وقد تخليت عن كل شيء من أجلك حتى عائلتي؟ ألم تفكر إن كنت حامل في ابنك أم لا؟

حرك ليث رأسه بنفي وهو يجيبها ببرود شديد:

-لا هذا الشيء لا يفرق معي، اخرجي الآن ولا تجعليني أرى وجهكِ.

اقتربت منه وقد تساقطت دموعها:

-لا تكن قاسي معي يا ليث أرجوك، لم يعد لدي غيرك.

سحب ليث شعرها بقوة لتصرخ بألم، لقد نسي هذه الفتاة التي تراقب كل شيء من على بعد منه وهي تغطي فمها بصدمة، لا تصدق ما يفعله ليث مع تلك الفتاة، أما هو قام بسحب شعرها حتى اخرجها من منزله داعًا إياها لتسقط من فوق الدرج القصير ولم يهتم لها، دلف إلى المنزل صافعًا الباب بانفعال واضح، كانت هدى تشعر بالخوف الشديد منه وهي لا تعلم ما الذي فعلته هذه الفتاة لتستحق هذه المعاملة، رأها تقف بجوار السلم ورأى الدموع تلتمع في عينيها ويظهر الرعب عليها:

-ورد هل أنتِ بخير؟

لم يتلقى إجابة واقترب منها لينتفض جسدها:

-لا تقترب، توقف عن هذا ولا تقترب مني.

توقف في مكانه واضعًا يده أمامها:

-ورد اهدئي ولا تقارني نفسكِ بتلك الفتاة.

ابتعدت عنه وهي تتحدث إليه برجاء:

-دعني أخرج من هنا.

حرك رأسه بنفي وهو لا يعلم ما الذي يدو بعقلها:

-أنا لا أحتجزكِ هنا، تستطيعي أن تذهبي في أي وقت، لكن لا مكان لكِ وعليكِ أن تبقي حتى تتحسن حالتكِ.

حركت ورد رأسها بنفي وهي تتحدث إليه بتصميم:

-لن أبقى هنا، أريد الذهاب وهذا حقي.

أومئ لها واقترب منها وهو يحاول جعلها تهدأ:

-حسنًا، سوف أترككي تذهبين ولكن ليس الآن يجب أن تكوني بخير.

ضربت صدره وهي تقوه بدفعه:

-لا تقترب مني، ابتعد لقد حذرتك.

أمسك ليث بيدها لتجعلها تتوقف فيجدها قد انهارت في البكاء:

-لا تقترب دعني أرجوك، لم أفعل لك شيء، لا أريد منك شيء.

لا يصدق ليث أن حالتها من الممكن أن تنقلب بتلك الطريقة وهي لا تعلم كم أن هذه الفتاة سيئة وتحاول استغلاله:

_لن أفعل شيء يضركي، اهدئي يا ورد، أنتِ لا تفهمين شيء ولا يمكنكي أن تحكمي على شيء لا تفهميه.

كانت تسحب يدها منه وهي تصرخ به:

-دعني ليس لك شأن بي، اتركني وشأني.

تركها ليث وعلى الفور اتجهت للباب لتخرج دون وجهة لها، خلل ليث شعره وهو يشعر بالغضب الشديد وقد أتجه إلى مكتبه!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي