الفصل١٧
تحدثت «روز» متسائلة، والقلق يعم بها، لتقول:
-وأنت هتعمل أيه؟ هرجعله؟
حرك «راسل» رأسه نافي، ليقول:
-أنا أكيد مش هعمل كده، بس لازم الاقي خطة، يعني أنا فكرت في حاجة يارب تنفع، أنا هروح اقبله وأنتِ هتكوني معايا، وهقول للشرطة تراقب من بعيد، مجرد ماياخدك، ويسيو أمي اللي هنخلي قوات من الشرطة تراقب بيتها، وقتها هنهجم ونقبض عليه.
تستمر «روز» في النظر له، لتقول وقد شعرت ببعض الخوف الذي تملك قلبها:
-اا أنا مش عارفة، بس هو مفيش حل تاني غير إني اروحله، يعني نجحت الخطة أو لا، فأنا شايفة إنه الحل الوحيد.
يطالعها «راسل» الذي شعر أن سبب حديثها هو خوفها من تركه لها، ليقول مطمئنها:
-«روز» أنا مش هسيبك، أنا حبيتك بجد، وده أكبر دليل يخليكِ مطمنه.
أومأت «روز» بهدوء، قائلة:
-أنا مش قلقانه، بفكر بس أيه اللي ممكن يحصل، يعني أسوء اللي ممكن اتعرضله إني أروح معاه!
استمر «راسل» في مطالعتها، ليقول:
-ده الأسوء واللي مش هيحصل يا «روز»، أنا بقولك الكلام ده خليه في دماغك؛ لأننا هنعمل اللي نقدر عليه علشان امسكه، وتبعدي تمامًا عن المجنون ده.
أومأت «روز» بهدوء، برغم مايتملك قلبها من قلق وحزن، ولكن لا خيار أخر؛ فتلك والدته:
-أنا معاك في أي قرار هتاخده، وهعمل زي ماتقولي.
طالعها «راسل» شارد الذهن، ليوميئ بهدوء، قائل:
-هقولك أيه اللي هيحصل.
(بمنزل والدة راسل).
تحدث «الجوكر» عبر الهاتف إلى «يونس»، قائل:
-أنت خلصت أول خطوة قولتلك عليها، بس ده مش معناه إنك في الأمان كده؛ علشان من خبرتي ومعرفتي بدماغ «راسل»، هو مش هيسيبك تاخدها وتمشي، وأكيد هيرتب حاجة علشان يقدر يضحك عليك بيها، علشان كده أعمل حركة ذكية، وتشطرت عليه، لما يسلمك روز، تعدي بيها لبر الأمان، وبعد كده تسيب أمه.
تحدث «يونس» متسائل:
-بس هو كده مش هيوافق؛ يعين أيه اللي هيضمنله إني فعلًا هصدق معاه واسيبها؟!
اجابه «الجوكر» قائل:
-هو معندوش خيار تاني، يا إما هيوافق ريا إما هتتقتل، وفي الحالة دي هو هيبقى خسرها للأبد، غير إنك لما تهرب بيها، هعرف أنا أخلي الرجالة يتوهوهم أزاي، بس لو حصل زي منت هتعمل، وقتها هيتقلب عليك بمجرد ماتسيبها، ومش هتنول حاجة.
أومأ «يونس» بتفهم، قائل:
-طيب، هعمل كده، أنا هقفل لأن شكله بيتصل.
وبالفعل أغلق الخط ليجيبه، قائل:
-ها؟ فكرت؟
تحدث «راسل» في غضب منه، قائل:
-اقابلك فين؟
تبسم «يونس» الذي شعر بأنتصاره عليه، رغم لويه لذراعها بتلك الطريقة:
-هبعتلك العنوان يا حُب، ربع ساعة وأكون هناك، سلمات.
أغلق الخط ليتطلع «راسل» امامه في تفكير منه، باديئ في محادثة من سيتعاونوا معه، والتي على رأسهم «مونتايا»، طالب منها مساعدة.
(بمنزل أدم).
تحدثت «هارلي» أثناء وقوفها، قائلة:
-أنا هروح أقعد عند «سام» صاحبي.
عقد «أدم» حاجبيه بخفوت متسائل:
-بس ليه؟ زهقتي من القعده هنا؟
حركت «هارلي» رأسها نافية:
-مش كده، كفاية قعدتي هنا، يعني أنا هخليه يشوفلي بيت بعيد عن هنا في مكان مكدش يعرفه.
أومأ «أدم» بتفهم، قائل:
-طيب ليه مشوفلكيش أنا؟ يعني أنتِ مش واثقة فيا؟
اجابته «هارلي» والتي يدور بعقلها أمر ما:
-أكيد الحكاية مش كده، أنا بس مش عايزة اتعبك.
أومأ «أدم» قائل:
-مفيش تعب ولا حاجة، هبداء ادورلك على بيت، ولو ملقناش خلال الأيام دي أنتِ حرة اعملي اللي تعمليه.
استمرت «هارلي» في مطالعته بنظرات شاردة، لتوميئ بهدوء مبعدة نظراتها عنه.
تحدث من جديد، قائل:
-مفيش أي اخبار عن الحرامية؟ محدش بلغك عنهم حاجة؟
حركت «هارلي» رأسها نافية، قائلة:
-لا.
أومأ «أدم»، قائل:
-المهم يفضلوا ساكتين لحد ماترجعي زي ماكنتي علشان تعرفي هتعملي أيه، وتقدري تواجهيهم.
أومأت «هارلي» ببسمة غامضة:
-صح كده.
(بمنزل فيونا).
عادت «فيونا» إلى البيت، طارقة بابه.
ما إن فتحت «سوزان» طالعتها بدهشة، قائلة:
-«فيونا»!
اقتربت «فيونا» مارة إلى الداخل، لتقول:
-أيه موحشتكيش؟
اغلقت «سوزان» باب المنزلة بحزن لما فعلت، قائلة:
-مش كده، بس يعني اللي ساب البيت جاي من غير مواعيد علشان يرجعله تاني!
أومأت «فيونا» قائلة:
-جايه علشان اعرفك حقيقة ال..
قاطعها صوت تعلمه جيدًا، أثناء خروجه من دورة المياه، ويبدو أنه كان ينظف يده عقب انتهائهم من تناول الطعام:
-أوووو شوفوا مين هنا! والله ليكِ واحشة، نورتي بيتك.
اقترب ليقبل وجنتها حتى دفعته في غضب كابح، قائلة بصوت مرتفع:
-الزفت ده لسه بيعمل أيه هنا؟ أنت لو ممشتش من هنا ومبطلتش تيجي، أنا هفضحك دلوقت وأنت فاهم أنا بتكلم على أيه كويس.
تحدثت «سوزان» في غضب، لتنهي هذا الحديث المزعج لها:
-خلاص بقى «فيونا» عيب اللي بتعمليه.
انفعلت «فيونا» بها أكثر، لتقول:
-أنت مش فاهمة حاجة، ولا على بالك اللي الباشه بيعمله من ورا ضهرك، فكرك يعني إنه فعلًا هيبص لواحدة قد أمه؟
أمسك «جان» بزراعها ليقول:
-عن إذنك يا «سوزان» ثواني، أنا عارف هتصرف معاها أزاي، لو مفيش تعب تعمليلنا قهوة.
طالعتهم «سوزان» لتقول أسفل غضبها من ماتفعل «فيونا»:
-مفيش تعب.
ذهبت ليأخذها «جان» إلى غرفتها، مما دفعها لإبعاد يده، قائلة:
-ده أنت بقيت حافظ بيتنا أكتر نني! بقولك أيه ملوش لازمة اللي تعمله ده لأن شكلك مش ناوي على خير.
أغلق «جان» باب الغرفة ليحاولطها من الجانبين مستند بيده فوقه، قائل:
-كنتي فين الأيان اللي فاتت؟
رفعت «فيونا» حاجبيها ساخرة لسؤاله، حتى تقول:
-وأنت مالك؟
تطلع «جان» إلى شفتاهه التي تذيبه، قائل بنبرة حانية مقترب من وجهها:
-أنتِ مالي.
طالعته «فيونا» التي بداء التوتر في تملكها، بل تسارعت دقات قلبها بطريقة لم تحدث معها من قبل أثناء تواجدها بجانبه، قائلة محاولة في ابعاده:
-أبعد وإلا هتندم صدقني.
تطلع «جان» إلى عيناها ويده توسطت خصرها بطريقة اشعلت جسدها، ليقول:
-مفيش ندم يضاهي اللحظة دي.
دفعته «فيونا» في عنف وتسرع منها خارجة من الغرفة؛ فشعورها أنها تتأثر أثر لمساته، وطريقته التي تبدلت عن زي قبل، أو لأنه بالفعب اشتاق لها، جعلت قلبها يقلق.
ذهبت إلى دورة المياه لتغلق بابها عليها، كل مافعلته هو وقوفها أمام المرأة، تتطلع إلى وجهها الذي تصبغ بلون الحمرة لإرتفاع درجة حرارة جسدها، أثر لمساته لها.
اغمضت عيناها بانفاس لاهثة.
حركت رأسها نافية، قائلة كأنها تنبه نفسها، وقلبها:
-لا يمكن، لا يمكن أن يحدث هذا، تبًا لك «جان» من أين أتيت لي الأن!
خرج «جان» من الغرفة، ليذهب إلى غرفة الطهي واقف امامها، قائل:
-الريحة هتخليني اتجنن.
ضحكت «سوزان» لتقف امامه حاملة صحن من الفاكهه:
-سلامتك من الجنون، خود كُل ده لحد مالقهوة تستوي.
تبسم «جان» الذي شعر أن والدة زوجته هي من تضيفه، وليست زوجته المستقبلية كما كان يزعم!
أخذ الصحن ذاهب للخارج.
جلس فوق الأريكة أمام التلفاز، تطلع لدورة المياه ما إن خرجت «فيونا»، والتي صوبت نظراتها صوبه، لم يكون وجهها غاضب، بل كانت عابسة وقد ازداد خجلها عند مطالعته لها بتلك الطريقة.
تبسم «جان «بغموض مطالعها أثناء تناوله للفاكة.
ابعدت نظراتها عنه لتذهب إلى غرفة الطهي متحدثة إلى والدتها، لينهض هو الأخر مقترب للوقوف خلفها بطريقة تشعر به خلفها.
التفتت لتطالعه بضيق، قائلة:
-ممكن تقعد برا بقى؟
طالعها «جان» ببسمة باردة، أسفل حديث «سوزان» التي قالت به:
-«فيونا» لو مبتعرفيش تتكلمي مع اللي أكبر منك متتكلميش.
نظرت «فيونا» لها، لتقول بسخرية منها:
-اللي أكبر مني؟! أكبر مني بقد أيه ياترى؟! البيه ده بيلعب عليكِ علشان فلوسك، علشان تعملي زي مانتي بتعملي كده وتقعديه في البيت معاكِ.
ابعدت «سوزان» نظراتها عنها بضيق، لتسكب القهوة، قائلة:
-أنهي الحوار ده بقى وبطلي، أنا عارفة إنك بتعملي كل ده علشان تنهي علاقتنا، بس ده مش معناه إنك تشككِ فيه وفي حبه ليه بالطريقة دي.
تبسم «جان» لما لم يحتاج من نفيه، فهي تصدقه بعينان مغمضتان!
طالع «فيونا» التي تستشيط غضبًا، ليقول:
-يا ريت بقى يا «فيونا» تنسي الكلام ده وتتأقلمي على وجودي هنا وعيشتنا مع بعض، إحنا خلاص، هنبقى أهل.
تبسمت «سوزان» وهيتطالعه بنظرات تظهر فخرها بحديثه حول كونهم اصبحوا عائلة.
دفعت «فيونا» ذراعه أثناء خروجها من غرفة الطهي، وهي تقول بغضب كابح، وصوت مرتفع:
-أنا أيه اللي خلاني رجعت؟! ما تخرب الدنيا أنا مالي؟!
تطلعت «سوزان» إلى «جان»، لتقول في أسف:
-متزعلش من كلامها، هي دبش كده وكل اللي بتعمله ده علشان منتجوزش.
أومأ «جان» بتفهم، قائل:
-عارف، متقلقيش أنتِ من ناحيتي؛ أنا عارف بتعامل معاها أزاي.
تبسمت «سوزان» لخبرته في التعامل بأي شيء. قائلة:
-طب أشرب القهوة بقى علشان متبردش.
تبسم «جان» بخفوت، مرتشف من قوته أسفل شروده ب«فيونا».
(حيث سيتقتبل راسل ويونس).
عند وصولهم إلى هناك، تحدث «راسل» إلى «مونتايا» التي تستمع له عبر سماعة أذنه الخفية، ليقول:
-أنا وصلت للمكان، اعتقد أنه لسه هيجي.
اجابته «مونتايا» قائلة:
-معاك، هنستنى اشارتك بعد ماتخلص كل اللي اتفقنا عليه، وقتها هنكمل أحنا الباقي.
اجابها «راسل» قائل:
-تمام.
تطلع إلى «روز» التي يبدو عليها القلق، وشرودها أكثر ما يظهر هذا، ليقول ممسك بيدها:
-متخافيش، هو مستحيل يعرف يهرب مهما عمل.
طالعته «روز» منتبهة، لتوميئ بهدوء، في محاولة منها بأن لا تقلق.
أعاد نظراته إلى الأمام حين وقوف سيارة ما بعيدًا قليلًا عنهم.
تحدث قائل:
-الواضح أنه وصل.
تلقى اتصال منه ليؤكد حديثه، ليقول عقب اجابته:
-مستنيك من بادري.
تحدث «يونس» قائل:
-خرجها من العربية وخليها تجيلي.
عقد «راسل» حاجبيه قائل:
-وأنت متنزلش ليه؟ أحنا هننزل وهتقابلني علشان اسلمهالك، وتخليهم يسيبوا أمي.
تحدث «يونس» نافي، ليقول:
-وأنا مش موافق، يا تخليها تنزل وتجيلي، يا أنت عارف هعمل أيه.
أغمض «راسل» عيناه بنفاذ صبر، ليتطلع إلى «روز»، قائل:
-روحيله.
استمرت «روز» في مطالعته، لتوميئ بهدوء، لتترجل من السيارة.
اقتربت بخطوات باردة من سيارة «يونس»، كأنها تقترب من الموت.
التفتت لتتطلع إلى «راسل» بنظرات يفهمها جيدًا، فكم فطرت قلبه تلك النظرات.
ضعدت لسيارة «يونس»، الذي سرعام ما اغلق نوافز وبيبان سيارته.
طالعته «روز»، ليطالعها هو الأخر متحدث في تواعد، قائل:
-أنا مش هقول أي حاجة دلوقت، ولا هعمل أي حاجة، بس أنتِ وحشتيني.
لم تطالعه «روز» التي تملك ملامحها الصلابة.
تنهد «راسل» متحدث إلى «يونس» بالهاتف، ليقول:
-قولهم يسيبوا أمي.
اجابه «يونس» قائل:
-متقلقش مش هحتاجها في حاجة، مجرد مامشي من هنا هقولهم.
-وأنت هتعمل أيه؟ هرجعله؟
حرك «راسل» رأسه نافي، ليقول:
-أنا أكيد مش هعمل كده، بس لازم الاقي خطة، يعني أنا فكرت في حاجة يارب تنفع، أنا هروح اقبله وأنتِ هتكوني معايا، وهقول للشرطة تراقب من بعيد، مجرد ماياخدك، ويسيو أمي اللي هنخلي قوات من الشرطة تراقب بيتها، وقتها هنهجم ونقبض عليه.
تستمر «روز» في النظر له، لتقول وقد شعرت ببعض الخوف الذي تملك قلبها:
-اا أنا مش عارفة، بس هو مفيش حل تاني غير إني اروحله، يعني نجحت الخطة أو لا، فأنا شايفة إنه الحل الوحيد.
يطالعها «راسل» الذي شعر أن سبب حديثها هو خوفها من تركه لها، ليقول مطمئنها:
-«روز» أنا مش هسيبك، أنا حبيتك بجد، وده أكبر دليل يخليكِ مطمنه.
أومأت «روز» بهدوء، قائلة:
-أنا مش قلقانه، بفكر بس أيه اللي ممكن يحصل، يعني أسوء اللي ممكن اتعرضله إني أروح معاه!
استمر «راسل» في مطالعتها، ليقول:
-ده الأسوء واللي مش هيحصل يا «روز»، أنا بقولك الكلام ده خليه في دماغك؛ لأننا هنعمل اللي نقدر عليه علشان امسكه، وتبعدي تمامًا عن المجنون ده.
أومأت «روز» بهدوء، برغم مايتملك قلبها من قلق وحزن، ولكن لا خيار أخر؛ فتلك والدته:
-أنا معاك في أي قرار هتاخده، وهعمل زي ماتقولي.
طالعها «راسل» شارد الذهن، ليوميئ بهدوء، قائل:
-هقولك أيه اللي هيحصل.
(بمنزل والدة راسل).
تحدث «الجوكر» عبر الهاتف إلى «يونس»، قائل:
-أنت خلصت أول خطوة قولتلك عليها، بس ده مش معناه إنك في الأمان كده؛ علشان من خبرتي ومعرفتي بدماغ «راسل»، هو مش هيسيبك تاخدها وتمشي، وأكيد هيرتب حاجة علشان يقدر يضحك عليك بيها، علشان كده أعمل حركة ذكية، وتشطرت عليه، لما يسلمك روز، تعدي بيها لبر الأمان، وبعد كده تسيب أمه.
تحدث «يونس» متسائل:
-بس هو كده مش هيوافق؛ يعين أيه اللي هيضمنله إني فعلًا هصدق معاه واسيبها؟!
اجابه «الجوكر» قائل:
-هو معندوش خيار تاني، يا إما هيوافق ريا إما هتتقتل، وفي الحالة دي هو هيبقى خسرها للأبد، غير إنك لما تهرب بيها، هعرف أنا أخلي الرجالة يتوهوهم أزاي، بس لو حصل زي منت هتعمل، وقتها هيتقلب عليك بمجرد ماتسيبها، ومش هتنول حاجة.
أومأ «يونس» بتفهم، قائل:
-طيب، هعمل كده، أنا هقفل لأن شكله بيتصل.
وبالفعل أغلق الخط ليجيبه، قائل:
-ها؟ فكرت؟
تحدث «راسل» في غضب منه، قائل:
-اقابلك فين؟
تبسم «يونس» الذي شعر بأنتصاره عليه، رغم لويه لذراعها بتلك الطريقة:
-هبعتلك العنوان يا حُب، ربع ساعة وأكون هناك، سلمات.
أغلق الخط ليتطلع «راسل» امامه في تفكير منه، باديئ في محادثة من سيتعاونوا معه، والتي على رأسهم «مونتايا»، طالب منها مساعدة.
(بمنزل أدم).
تحدثت «هارلي» أثناء وقوفها، قائلة:
-أنا هروح أقعد عند «سام» صاحبي.
عقد «أدم» حاجبيه بخفوت متسائل:
-بس ليه؟ زهقتي من القعده هنا؟
حركت «هارلي» رأسها نافية:
-مش كده، كفاية قعدتي هنا، يعني أنا هخليه يشوفلي بيت بعيد عن هنا في مكان مكدش يعرفه.
أومأ «أدم» بتفهم، قائل:
-طيب ليه مشوفلكيش أنا؟ يعني أنتِ مش واثقة فيا؟
اجابته «هارلي» والتي يدور بعقلها أمر ما:
-أكيد الحكاية مش كده، أنا بس مش عايزة اتعبك.
أومأ «أدم» قائل:
-مفيش تعب ولا حاجة، هبداء ادورلك على بيت، ولو ملقناش خلال الأيام دي أنتِ حرة اعملي اللي تعمليه.
استمرت «هارلي» في مطالعته بنظرات شاردة، لتوميئ بهدوء مبعدة نظراتها عنه.
تحدث من جديد، قائل:
-مفيش أي اخبار عن الحرامية؟ محدش بلغك عنهم حاجة؟
حركت «هارلي» رأسها نافية، قائلة:
-لا.
أومأ «أدم»، قائل:
-المهم يفضلوا ساكتين لحد ماترجعي زي ماكنتي علشان تعرفي هتعملي أيه، وتقدري تواجهيهم.
أومأت «هارلي» ببسمة غامضة:
-صح كده.
(بمنزل فيونا).
عادت «فيونا» إلى البيت، طارقة بابه.
ما إن فتحت «سوزان» طالعتها بدهشة، قائلة:
-«فيونا»!
اقتربت «فيونا» مارة إلى الداخل، لتقول:
-أيه موحشتكيش؟
اغلقت «سوزان» باب المنزلة بحزن لما فعلت، قائلة:
-مش كده، بس يعني اللي ساب البيت جاي من غير مواعيد علشان يرجعله تاني!
أومأت «فيونا» قائلة:
-جايه علشان اعرفك حقيقة ال..
قاطعها صوت تعلمه جيدًا، أثناء خروجه من دورة المياه، ويبدو أنه كان ينظف يده عقب انتهائهم من تناول الطعام:
-أوووو شوفوا مين هنا! والله ليكِ واحشة، نورتي بيتك.
اقترب ليقبل وجنتها حتى دفعته في غضب كابح، قائلة بصوت مرتفع:
-الزفت ده لسه بيعمل أيه هنا؟ أنت لو ممشتش من هنا ومبطلتش تيجي، أنا هفضحك دلوقت وأنت فاهم أنا بتكلم على أيه كويس.
تحدثت «سوزان» في غضب، لتنهي هذا الحديث المزعج لها:
-خلاص بقى «فيونا» عيب اللي بتعمليه.
انفعلت «فيونا» بها أكثر، لتقول:
-أنت مش فاهمة حاجة، ولا على بالك اللي الباشه بيعمله من ورا ضهرك، فكرك يعني إنه فعلًا هيبص لواحدة قد أمه؟
أمسك «جان» بزراعها ليقول:
-عن إذنك يا «سوزان» ثواني، أنا عارف هتصرف معاها أزاي، لو مفيش تعب تعمليلنا قهوة.
طالعتهم «سوزان» لتقول أسفل غضبها من ماتفعل «فيونا»:
-مفيش تعب.
ذهبت ليأخذها «جان» إلى غرفتها، مما دفعها لإبعاد يده، قائلة:
-ده أنت بقيت حافظ بيتنا أكتر نني! بقولك أيه ملوش لازمة اللي تعمله ده لأن شكلك مش ناوي على خير.
أغلق «جان» باب الغرفة ليحاولطها من الجانبين مستند بيده فوقه، قائل:
-كنتي فين الأيان اللي فاتت؟
رفعت «فيونا» حاجبيها ساخرة لسؤاله، حتى تقول:
-وأنت مالك؟
تطلع «جان» إلى شفتاهه التي تذيبه، قائل بنبرة حانية مقترب من وجهها:
-أنتِ مالي.
طالعته «فيونا» التي بداء التوتر في تملكها، بل تسارعت دقات قلبها بطريقة لم تحدث معها من قبل أثناء تواجدها بجانبه، قائلة محاولة في ابعاده:
-أبعد وإلا هتندم صدقني.
تطلع «جان» إلى عيناها ويده توسطت خصرها بطريقة اشعلت جسدها، ليقول:
-مفيش ندم يضاهي اللحظة دي.
دفعته «فيونا» في عنف وتسرع منها خارجة من الغرفة؛ فشعورها أنها تتأثر أثر لمساته، وطريقته التي تبدلت عن زي قبل، أو لأنه بالفعب اشتاق لها، جعلت قلبها يقلق.
ذهبت إلى دورة المياه لتغلق بابها عليها، كل مافعلته هو وقوفها أمام المرأة، تتطلع إلى وجهها الذي تصبغ بلون الحمرة لإرتفاع درجة حرارة جسدها، أثر لمساته لها.
اغمضت عيناها بانفاس لاهثة.
حركت رأسها نافية، قائلة كأنها تنبه نفسها، وقلبها:
-لا يمكن، لا يمكن أن يحدث هذا، تبًا لك «جان» من أين أتيت لي الأن!
خرج «جان» من الغرفة، ليذهب إلى غرفة الطهي واقف امامها، قائل:
-الريحة هتخليني اتجنن.
ضحكت «سوزان» لتقف امامه حاملة صحن من الفاكهه:
-سلامتك من الجنون، خود كُل ده لحد مالقهوة تستوي.
تبسم «جان» الذي شعر أن والدة زوجته هي من تضيفه، وليست زوجته المستقبلية كما كان يزعم!
أخذ الصحن ذاهب للخارج.
جلس فوق الأريكة أمام التلفاز، تطلع لدورة المياه ما إن خرجت «فيونا»، والتي صوبت نظراتها صوبه، لم يكون وجهها غاضب، بل كانت عابسة وقد ازداد خجلها عند مطالعته لها بتلك الطريقة.
تبسم «جان «بغموض مطالعها أثناء تناوله للفاكة.
ابعدت نظراتها عنه لتذهب إلى غرفة الطهي متحدثة إلى والدتها، لينهض هو الأخر مقترب للوقوف خلفها بطريقة تشعر به خلفها.
التفتت لتطالعه بضيق، قائلة:
-ممكن تقعد برا بقى؟
طالعها «جان» ببسمة باردة، أسفل حديث «سوزان» التي قالت به:
-«فيونا» لو مبتعرفيش تتكلمي مع اللي أكبر منك متتكلميش.
نظرت «فيونا» لها، لتقول بسخرية منها:
-اللي أكبر مني؟! أكبر مني بقد أيه ياترى؟! البيه ده بيلعب عليكِ علشان فلوسك، علشان تعملي زي مانتي بتعملي كده وتقعديه في البيت معاكِ.
ابعدت «سوزان» نظراتها عنها بضيق، لتسكب القهوة، قائلة:
-أنهي الحوار ده بقى وبطلي، أنا عارفة إنك بتعملي كل ده علشان تنهي علاقتنا، بس ده مش معناه إنك تشككِ فيه وفي حبه ليه بالطريقة دي.
تبسم «جان» لما لم يحتاج من نفيه، فهي تصدقه بعينان مغمضتان!
طالع «فيونا» التي تستشيط غضبًا، ليقول:
-يا ريت بقى يا «فيونا» تنسي الكلام ده وتتأقلمي على وجودي هنا وعيشتنا مع بعض، إحنا خلاص، هنبقى أهل.
تبسمت «سوزان» وهيتطالعه بنظرات تظهر فخرها بحديثه حول كونهم اصبحوا عائلة.
دفعت «فيونا» ذراعه أثناء خروجها من غرفة الطهي، وهي تقول بغضب كابح، وصوت مرتفع:
-أنا أيه اللي خلاني رجعت؟! ما تخرب الدنيا أنا مالي؟!
تطلعت «سوزان» إلى «جان»، لتقول في أسف:
-متزعلش من كلامها، هي دبش كده وكل اللي بتعمله ده علشان منتجوزش.
أومأ «جان» بتفهم، قائل:
-عارف، متقلقيش أنتِ من ناحيتي؛ أنا عارف بتعامل معاها أزاي.
تبسمت «سوزان» لخبرته في التعامل بأي شيء. قائلة:
-طب أشرب القهوة بقى علشان متبردش.
تبسم «جان» بخفوت، مرتشف من قوته أسفل شروده ب«فيونا».
(حيث سيتقتبل راسل ويونس).
عند وصولهم إلى هناك، تحدث «راسل» إلى «مونتايا» التي تستمع له عبر سماعة أذنه الخفية، ليقول:
-أنا وصلت للمكان، اعتقد أنه لسه هيجي.
اجابته «مونتايا» قائلة:
-معاك، هنستنى اشارتك بعد ماتخلص كل اللي اتفقنا عليه، وقتها هنكمل أحنا الباقي.
اجابها «راسل» قائل:
-تمام.
تطلع إلى «روز» التي يبدو عليها القلق، وشرودها أكثر ما يظهر هذا، ليقول ممسك بيدها:
-متخافيش، هو مستحيل يعرف يهرب مهما عمل.
طالعته «روز» منتبهة، لتوميئ بهدوء، في محاولة منها بأن لا تقلق.
أعاد نظراته إلى الأمام حين وقوف سيارة ما بعيدًا قليلًا عنهم.
تحدث قائل:
-الواضح أنه وصل.
تلقى اتصال منه ليؤكد حديثه، ليقول عقب اجابته:
-مستنيك من بادري.
تحدث «يونس» قائل:
-خرجها من العربية وخليها تجيلي.
عقد «راسل» حاجبيه قائل:
-وأنت متنزلش ليه؟ أحنا هننزل وهتقابلني علشان اسلمهالك، وتخليهم يسيبوا أمي.
تحدث «يونس» نافي، ليقول:
-وأنا مش موافق، يا تخليها تنزل وتجيلي، يا أنت عارف هعمل أيه.
أغمض «راسل» عيناه بنفاذ صبر، ليتطلع إلى «روز»، قائل:
-روحيله.
استمرت «روز» في مطالعته، لتوميئ بهدوء، لتترجل من السيارة.
اقتربت بخطوات باردة من سيارة «يونس»، كأنها تقترب من الموت.
التفتت لتتطلع إلى «راسل» بنظرات يفهمها جيدًا، فكم فطرت قلبه تلك النظرات.
ضعدت لسيارة «يونس»، الذي سرعام ما اغلق نوافز وبيبان سيارته.
طالعته «روز»، ليطالعها هو الأخر متحدث في تواعد، قائل:
-أنا مش هقول أي حاجة دلوقت، ولا هعمل أي حاجة، بس أنتِ وحشتيني.
لم تطالعه «روز» التي تملك ملامحها الصلابة.
تنهد «راسل» متحدث إلى «يونس» بالهاتف، ليقول:
-قولهم يسيبوا أمي.
اجابه «يونس» قائل:
-متقلقش مش هحتاجها في حاجة، مجرد مامشي من هنا هقولهم.